تسلّمها السّلطان #غالب ، وتكدّر لذلك رؤساء آل كثير. وكانت هذه العشرة الآلاف نفقة الجيش الّذي فتح #الشّحر في جمادى الأولى من سنة (١٢٨٣ ه).
وفي (٢٨) القعدة من السّنة المذكورة كان انهزام السّلطان غالب من الشّحر ، واستيلاء القعيطيّ عليها ، حسبما تقدّم في أخبارها.
الحزم
هو قرية بسفح جبل #الخبّة الشّرقيّ الشّماليّ ، وأصلها : أنّ الشّيخ عون بن سعيد من آل روّاس بنى مسجدا في جانبه الشّرقيّ الجنوبيّ ، وبنى عنده سقاية وسقيفة إلى جانبه ؛ ليقيل فيها من ينحدر من #شبام بعد قضاء حاجته ؛ لأنّ أهل تلك الأطراف يمتارون من شبام ، وأهلها لا يعرفون قراء الضّيف ، فلا يجد هؤلاء من يفتح لهم بها داره.
وكان أوّل من سكن الحزم وبنى به دارا هو : الحبيب أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ، وكان ذلك في سنة (١١٢٧ ه) وبقي ـ مع إيثاره الخمول ـ يدعو إلى الله ، ويرشد الحائر ، ويعلّم الجاهل ، ثمّ ظهر ولده عمر بمظاهر المناصب فنسب إليه الحزم ، وقيل : حزم عمر بن أحمد (١).
ومن ذرّيّته : شيخنا الفاضل الجليل عيدروس بن حسين (٢) ، وصفه شيخنا
______
يقال لهم : آل شريم ، جدهم السيد محمد بن حسين بن علي بن محمد .. إلخ ، وقد انتشروا في شبام و #دوعن وجاوة ومليبار بالهند.
ومن ذرية أخيه السيد أبي بكر بن حسين ، وقد انقرضوا من حضرموت ، وكان منهم السيد عباس بن عبد الله العيدروس بجاوة ، ذكرهم السيد المشهور في «الشمس» (١ / ١١٦).
(١) توفي الحبيب عمر بالحزم سنة (١١٩٩ ه) ، ودفن بشبام.
(٢) الحبيب المعمر عيدروس بن حسين بن أحمد بن عمر بن أحمد العيدروس ، ولد بالحزم سنة (١٢٤٤ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٦ ه) بالهند ، طلب العلم على والده وعمه وعلى علماء شبام ودوعن ، كان من كبار أهل عصره ، صاحب جاه وحشمة. ينظر «صلة الأخيار».
547
وفي (٢٨) القعدة من السّنة المذكورة كان انهزام السّلطان غالب من الشّحر ، واستيلاء القعيطيّ عليها ، حسبما تقدّم في أخبارها.
الحزم
هو قرية بسفح جبل #الخبّة الشّرقيّ الشّماليّ ، وأصلها : أنّ الشّيخ عون بن سعيد من آل روّاس بنى مسجدا في جانبه الشّرقيّ الجنوبيّ ، وبنى عنده سقاية وسقيفة إلى جانبه ؛ ليقيل فيها من ينحدر من #شبام بعد قضاء حاجته ؛ لأنّ أهل تلك الأطراف يمتارون من شبام ، وأهلها لا يعرفون قراء الضّيف ، فلا يجد هؤلاء من يفتح لهم بها داره.
وكان أوّل من سكن الحزم وبنى به دارا هو : الحبيب أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حسين بن عبد الله العيدروس ، وكان ذلك في سنة (١١٢٧ ه) وبقي ـ مع إيثاره الخمول ـ يدعو إلى الله ، ويرشد الحائر ، ويعلّم الجاهل ، ثمّ ظهر ولده عمر بمظاهر المناصب فنسب إليه الحزم ، وقيل : حزم عمر بن أحمد (١).
ومن ذرّيّته : شيخنا الفاضل الجليل عيدروس بن حسين (٢) ، وصفه شيخنا
______
يقال لهم : آل شريم ، جدهم السيد محمد بن حسين بن علي بن محمد .. إلخ ، وقد انتشروا في شبام و #دوعن وجاوة ومليبار بالهند.
ومن ذرية أخيه السيد أبي بكر بن حسين ، وقد انقرضوا من حضرموت ، وكان منهم السيد عباس بن عبد الله العيدروس بجاوة ، ذكرهم السيد المشهور في «الشمس» (١ / ١١٦).
(١) توفي الحبيب عمر بالحزم سنة (١١٩٩ ه) ، ودفن بشبام.
(٢) الحبيب المعمر عيدروس بن حسين بن أحمد بن عمر بن أحمد العيدروس ، ولد بالحزم سنة (١٢٤٤ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٦ ه) بالهند ، طلب العلم على والده وعمه وعلى علماء شبام ودوعن ، كان من كبار أهل عصره ، صاحب جاه وحشمة. ينظر «صلة الأخيار».
547
اليمن_تاريخ_وثقافة:
1⃣
🖊محمد بن عمر الجابري
{ من اخبار القرن التاسع الهجري}
---------------------------------------
١)- وفي سنة ٩٠٠ هجريه:-
وصل السلطان الأعظم فارس العرب ... (١) ليث الهيجا وشجاعها ومبيد العساكر وجماعها أبي عبد الله السلطان جعفر بن عبد الله بن عمر #الكثيري هو وولده عبد الله ، وكان وصوله من ظفار الحبوظي إلى الشحر باستدعاء حلفائه بيت زياد (٢) من المهرة ، وحصر الشحر بعسكر كثير من آل كثير وغيرهم ، وذلك في شهر رمضان من السنة المذكورة أو التي قبلها ، فلبث يقاتل أهلها نحو عشرين يوما ولم يحصل منها على طائل فانتقل منها إلى «تبالة» قرية من أعمال الشحر على نية العزم إلى حضرموت ، فجاء الخبر إلى صاحب الشحر يومئذ وهو سعد بن مبارك بن فارس بادجانة الكندي بأن السلطان جعفر تفرّقت عساكره ، وتشتتت جموعه ، ولم تبق عنده إلّا شرذمة قليلة ، فاستفزه الفرح ولم يدر ما في طي الليالي من الترح ، وأوهمه القضاء والقدر أنها فرصة يدرك بها الظّفر (٣) وكان ذلك المخرج خاتمة عمله فجهز عسكرا إلى تبالة غالبهم..
التوضيح:-
(١) بياض في الأصل.
(٢) قبيلة توجد على ساحل سيجون والمناطق السفلى من وادي المسيلة يتكلمون باللهجة المهريّة انظر «القبائل اليمنية : ٣٧٥».
(٣) بياض في الأصل.....
☆ وفي نفس سنة ٩٠٠ هجريه (٢) :-
حصلت وقعة #الخبة بكسر الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحّدة بعدها ، جبل بشبام حضرموت في شهر ربيع الأول لثمان منه وذلك بين آل كثير وهم آل محمد بن عبد الله بن علي الكثيري وحلفائه آل يماني والمحلف وأعلى المسفلة حاصرين عبد الله بن جعفر في شبام ، وكان والده السلطان جعفر بالشحر فاشتد الحصار فانتدبوا آل عامر ومن تبعهم من حلفائهم ورئيسهم و أصحابه جعفر الهجرين محمد بن علي بن محفوظ الكندي وآل بور ورئيسهم جعفر بن عبد الله لينقذ أخيه عبد الله بن جعفر فالتقى الجمعان شبام بعرض الجبل المسمى الخبة فلما التقى الجمعان خرج السلطان عبد الله بن جعفر المحصور من الحصن ، وحمل على الأعداء حملة عظيمة وسلك إلى أصحابه وأبان عن شجاعة ونجدة وثبات جنان ، واهتزموا آل محمد والمحلف هزيمة عظيمة ، وقتل من آل محمد رئيسهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي أخي السّلطان بدر بن محمد ، وكان بدر بن محمد يومئذ بهينن ، وقتل عمر بن السّلطان بدر بن محمد ، وصاحب أمرهم يماني بن راصع حليف ، وقتلوا نحو المائة من أهل المسفلة وغيرهم ، وأخذوا شبام آل جعفر ، وإلى هاتين الوقعتين العظيمتين المشهورتين تبالة والخبة أشار الفقيه شجاع الدين عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة في قصيدته اللّامية التي مدح فيها السّلطان عبد الله بن جعفر ، وذكر فيها وقائع آل كثير المشهورات ، التي سارت بها مير قد قدمه جعفر ورشّده نسله...
●وقال المؤرخ الطيب محمد بافقيه:- ذكر الإمام ابن حسان في تاريخه : (أنه في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة هجريه (٥٧٣ ) وقعت الخبة بشبام قتل فيها عبدالباقي بن راشد ابن الدّغار وجماعة من آل شبام (١).
المرجع:-
(١) انظر خبر هذه الوقعة في تاريخ شنبل : ص ٤٧ بتحقيقنا.
توضيح:- ال عامر 👈هم نسل عمر بن عامر بن شماخ بن عبدالله بن عمر الرضواني النهدي وسميت بلدة السور لذلك سور ال عامر.. وعندما بزغ نجم الدوله الكثيريه دخل رجالها في صراع مرير مع نهد وانتزع علي بن عمر بن جعفر الكثيري مدينة شبام منهم في سنة ٨٢٤ هجريه
----------------------------------------------
٢)- وفي سنة ٩٠١هجريه :-
يوم السبت حادي وعشرين من المحرم : توفي (١) الإمام العلامة مفتي مدينة عدن ومدرسها وخاتمة العلماء بها شيخ الإسلام وحيد عصره وفريد مصره صاحب الفتاوى المفيدة والتّصانيف العديدة أبو الطيب الفقيه عبد الله بن أحمد بن علي [بن أحمد] بن إبراهيم الشهير بأبي مخرمة الحميري السيباني بالسين المهملة الهجراني الحضرمي العدني الشافعي ، ولد ببلدة الهجرين ليلة الأربعاء الثاني عشر من شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة [كما](٢) وجد بخطه رحمهالله ، وبعد أن حفظ القرآن ببلده حج من بلده ماشيا طريق البر سنة ثلاث وخمسين وأسقط فرضه ، فلما رجع من الحج دخل عدن وتفقه على الإمامين محمد بن مسعود باشكيل ، ومحمد بن أحمد باحميش ، وأقبل عليه أبو حميش إقبالا كليا لما رأى من نجابته وذكائه وأجاز له إجازة عامة ، ودخل شبام حضرموت فأجاز له عالمها الإمام الصالح وجيه الدنيا والدين الشيخ الفاضل الكامل عبد الرحمن باهرمز إجازة عامة ، وقرأ على القاضي محمد بن مسعود باشكيل كثيرا من كتب الحديث والتفسير وغيرها فأجاز له إجازة عامة في جميع أنواع العلوم ، وزوجه القاضي أبو شكيل ابنته وولي قضاء عدن مدة يسيرة ، وكان في خلقه حدّة وخرج من عدن متخفّيا متبرما من القضاء..
المراجع:-
(١) قلائد النحر ٣ : ١٨٢. النور السافر : ٣٠.
(٢) زيادة من قلائد النحر
_
1⃣
🖊محمد بن عمر الجابري
{ من اخبار القرن التاسع الهجري}
---------------------------------------
١)- وفي سنة ٩٠٠ هجريه:-
وصل السلطان الأعظم فارس العرب ... (١) ليث الهيجا وشجاعها ومبيد العساكر وجماعها أبي عبد الله السلطان جعفر بن عبد الله بن عمر #الكثيري هو وولده عبد الله ، وكان وصوله من ظفار الحبوظي إلى الشحر باستدعاء حلفائه بيت زياد (٢) من المهرة ، وحصر الشحر بعسكر كثير من آل كثير وغيرهم ، وذلك في شهر رمضان من السنة المذكورة أو التي قبلها ، فلبث يقاتل أهلها نحو عشرين يوما ولم يحصل منها على طائل فانتقل منها إلى «تبالة» قرية من أعمال الشحر على نية العزم إلى حضرموت ، فجاء الخبر إلى صاحب الشحر يومئذ وهو سعد بن مبارك بن فارس بادجانة الكندي بأن السلطان جعفر تفرّقت عساكره ، وتشتتت جموعه ، ولم تبق عنده إلّا شرذمة قليلة ، فاستفزه الفرح ولم يدر ما في طي الليالي من الترح ، وأوهمه القضاء والقدر أنها فرصة يدرك بها الظّفر (٣) وكان ذلك المخرج خاتمة عمله فجهز عسكرا إلى تبالة غالبهم..
التوضيح:-
(١) بياض في الأصل.
(٢) قبيلة توجد على ساحل سيجون والمناطق السفلى من وادي المسيلة يتكلمون باللهجة المهريّة انظر «القبائل اليمنية : ٣٧٥».
(٣) بياض في الأصل.....
☆ وفي نفس سنة ٩٠٠ هجريه (٢) :-
حصلت وقعة #الخبة بكسر الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحّدة بعدها ، جبل بشبام حضرموت في شهر ربيع الأول لثمان منه وذلك بين آل كثير وهم آل محمد بن عبد الله بن علي الكثيري وحلفائه آل يماني والمحلف وأعلى المسفلة حاصرين عبد الله بن جعفر في شبام ، وكان والده السلطان جعفر بالشحر فاشتد الحصار فانتدبوا آل عامر ومن تبعهم من حلفائهم ورئيسهم و أصحابه جعفر الهجرين محمد بن علي بن محفوظ الكندي وآل بور ورئيسهم جعفر بن عبد الله لينقذ أخيه عبد الله بن جعفر فالتقى الجمعان شبام بعرض الجبل المسمى الخبة فلما التقى الجمعان خرج السلطان عبد الله بن جعفر المحصور من الحصن ، وحمل على الأعداء حملة عظيمة وسلك إلى أصحابه وأبان عن شجاعة ونجدة وثبات جنان ، واهتزموا آل محمد والمحلف هزيمة عظيمة ، وقتل من آل محمد رئيسهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي أخي السّلطان بدر بن محمد ، وكان بدر بن محمد يومئذ بهينن ، وقتل عمر بن السّلطان بدر بن محمد ، وصاحب أمرهم يماني بن راصع حليف ، وقتلوا نحو المائة من أهل المسفلة وغيرهم ، وأخذوا شبام آل جعفر ، وإلى هاتين الوقعتين العظيمتين المشهورتين تبالة والخبة أشار الفقيه شجاع الدين عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة في قصيدته اللّامية التي مدح فيها السّلطان عبد الله بن جعفر ، وذكر فيها وقائع آل كثير المشهورات ، التي سارت بها مير قد قدمه جعفر ورشّده نسله...
●وقال المؤرخ الطيب محمد بافقيه:- ذكر الإمام ابن حسان في تاريخه : (أنه في سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة هجريه (٥٧٣ ) وقعت الخبة بشبام قتل فيها عبدالباقي بن راشد ابن الدّغار وجماعة من آل شبام (١).
المرجع:-
(١) انظر خبر هذه الوقعة في تاريخ شنبل : ص ٤٧ بتحقيقنا.
توضيح:- ال عامر 👈هم نسل عمر بن عامر بن شماخ بن عبدالله بن عمر الرضواني النهدي وسميت بلدة السور لذلك سور ال عامر.. وعندما بزغ نجم الدوله الكثيريه دخل رجالها في صراع مرير مع نهد وانتزع علي بن عمر بن جعفر الكثيري مدينة شبام منهم في سنة ٨٢٤ هجريه
----------------------------------------------
٢)- وفي سنة ٩٠١هجريه :-
يوم السبت حادي وعشرين من المحرم : توفي (١) الإمام العلامة مفتي مدينة عدن ومدرسها وخاتمة العلماء بها شيخ الإسلام وحيد عصره وفريد مصره صاحب الفتاوى المفيدة والتّصانيف العديدة أبو الطيب الفقيه عبد الله بن أحمد بن علي [بن أحمد] بن إبراهيم الشهير بأبي مخرمة الحميري السيباني بالسين المهملة الهجراني الحضرمي العدني الشافعي ، ولد ببلدة الهجرين ليلة الأربعاء الثاني عشر من شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة [كما](٢) وجد بخطه رحمهالله ، وبعد أن حفظ القرآن ببلده حج من بلده ماشيا طريق البر سنة ثلاث وخمسين وأسقط فرضه ، فلما رجع من الحج دخل عدن وتفقه على الإمامين محمد بن مسعود باشكيل ، ومحمد بن أحمد باحميش ، وأقبل عليه أبو حميش إقبالا كليا لما رأى من نجابته وذكائه وأجاز له إجازة عامة ، ودخل شبام حضرموت فأجاز له عالمها الإمام الصالح وجيه الدنيا والدين الشيخ الفاضل الكامل عبد الرحمن باهرمز إجازة عامة ، وقرأ على القاضي محمد بن مسعود باشكيل كثيرا من كتب الحديث والتفسير وغيرها فأجاز له إجازة عامة في جميع أنواع العلوم ، وزوجه القاضي أبو شكيل ابنته وولي قضاء عدن مدة يسيرة ، وكان في خلقه حدّة وخرج من عدن متخفّيا متبرما من القضاء..
المراجع:-
(١) قلائد النحر ٣ : ١٨٢. النور السافر : ٣٠.
(٢) زيادة من قلائد النحر
_
#تاريخ_الشحر_بافقيه
ورموا في البحر بغالب حملهم (١).
وفيها (٢) : وقعة #الخبة بكسر الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحّدة بعدها ، جبل ب #شبام #حضرموت في شهر ربيع الأول لثمان منه وذلك بين آل كثير وهم آل محمد بن عبد الله بن علي #الكثيري وحلفائه #آل_يماني والمحلف وأعلى المسفلة حاصرين عبد الله بن جعفر في شبام ، وكان والده السلطان جعفر بالشحر فاشتد الحصار فانتدبوا آل عامر ومن تبعهم من حلفائهم ورئيسهم وأصحابه (٣) جعفر (٤) الهجرين محمد بن علي بن محفوظ الكندي وآل بور ورئيسهم جعفر بن عبد الله لينقذ أخيه عبد الله بن جعفر فالتقى الجمعان شبام بعرض الجبل المسمى الخبة فلما التقى الجمعان خرج السلطان (٥) عبد الله بن جعفر المحصور من الحصن ، وحمل على الأعداء حملة عظيمة وسلك إلى (٦) أصحابه وأبان عن شجاعة ونجدة وثبات جنان ، واهتزموا آل محمد والمحلف هزيمة عظيمة ، وقتل من آل محمد رئيسهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي أخي السّلطان بدر بن محمد ، وكان بدر بن محمد يومئذ بهينن ، وقتل عمر بن السّلطان بدر بن محمد ، وصاحب أمرهم يماني بن راصع حليف ، وقتلوا نحو المائة من أهل المسفلة وغيرهم ، وأخذوا شبام آل جعفر ، وإلى هاتين الوقعتين العظيمتين المشهورتين تبالة والخبة أشار الفقيه شجاع الدين عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة (٧) في قصيدته اللّامية التي مدح فيها السّلطان عبد الله بن جعفر ، وذكر فيها وقائع آل كثير المشهورات ، التي سارت بها
______
(١) بياض في الأصل.
(٢) تاريخ شنبل : ٢١٣.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) بياض في الأصل.
(٥) من هنا تبتدي نسخة (ح).
(٦) في (س) عن.
(٧) أديب سيأتي ذكره ضمن الوفيات.
ورموا في البحر بغالب حملهم (١).
وفيها (٢) : وقعة #الخبة بكسر الخاء المعجمة وتشديد الباء الموحّدة بعدها ، جبل ب #شبام #حضرموت في شهر ربيع الأول لثمان منه وذلك بين آل كثير وهم آل محمد بن عبد الله بن علي #الكثيري وحلفائه #آل_يماني والمحلف وأعلى المسفلة حاصرين عبد الله بن جعفر في شبام ، وكان والده السلطان جعفر بالشحر فاشتد الحصار فانتدبوا آل عامر ومن تبعهم من حلفائهم ورئيسهم وأصحابه (٣) جعفر (٤) الهجرين محمد بن علي بن محفوظ الكندي وآل بور ورئيسهم جعفر بن عبد الله لينقذ أخيه عبد الله بن جعفر فالتقى الجمعان شبام بعرض الجبل المسمى الخبة فلما التقى الجمعان خرج السلطان (٥) عبد الله بن جعفر المحصور من الحصن ، وحمل على الأعداء حملة عظيمة وسلك إلى (٦) أصحابه وأبان عن شجاعة ونجدة وثبات جنان ، واهتزموا آل محمد والمحلف هزيمة عظيمة ، وقتل من آل محمد رئيسهم عبد الله بن محمد بن عبد الله بن علي أخي السّلطان بدر بن محمد ، وكان بدر بن محمد يومئذ بهينن ، وقتل عمر بن السّلطان بدر بن محمد ، وصاحب أمرهم يماني بن راصع حليف ، وقتلوا نحو المائة من أهل المسفلة وغيرهم ، وأخذوا شبام آل جعفر ، وإلى هاتين الوقعتين العظيمتين المشهورتين تبالة والخبة أشار الفقيه شجاع الدين عمر بن عبد الله بن أحمد بامخرمة (٧) في قصيدته اللّامية التي مدح فيها السّلطان عبد الله بن جعفر ، وذكر فيها وقائع آل كثير المشهورات ، التي سارت بها
______
(١) بياض في الأصل.
(٢) تاريخ شنبل : ٢١٣.
(٣) بياض في الأصل.
(٤) بياض في الأصل.
(٥) من هنا تبتدي نسخة (ح).
(٦) في (س) عن.
(٧) أديب سيأتي ذكره ضمن الوفيات.
الركبان وانتصفوا فيها من الأعداء كل مكان حيث يقول :
وتبالة فيها أتوا بعجائب
ينبيك عنها كل خشف مطفل
وشبام يوم الخبة انظر كم بها
من هارب أو عاطب بالمفصل (١)
انتهى كلام المؤرخ ، قلت : ووجدت القصيدة كلها كاملة بخط ولده الفقيه العلامة عبد الله بن عمر #بامخرمة
وللفقيه](٤) عبد الله فيه وفي ولده بدر بن عبد الله [القصائد](٥) العظام المطولات قال المؤرخ : ذكر الإمام ابن حسان في تاريخه : [أنه في سنة](٦) ثلاث وسبعين وخمسمائة وقعت #الخبة بشبام قتل فيها عبد الباقي بن راشد ابن #الدّغار وجماعة من آل شبام (١).
[وفي](٢) يوم الأحد بعد العصر الثامن والعشرين من شهر رمضان (٣) توفى الشيخ العلامة الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (٤) الأصل القاهري #الشافعي بالمدينة حال مجاورته الأخيرة بها ، وعمره إحدى وسبعين سنة وصلّى عليه بعد صلاة الصبح يوم الاثنين ثاني تاريخه بالرّوضة الشريفة ووقف بنعشه تجاه الحجرة الشريفة ، ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام #مالك وكانت جنازته حافلة ولم يخلف بعده مثله في مجموع فنونه ، وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ، وحفظ القرآن العظيم وهو صغير وجوده ثم حفظ المنهاج الأصل (٥) وألفية أبن مالك والنخبة وألفية العراقي وشرح النخبة ، وغالب الشاطبية ومقدمة الشاوي في العروض ، وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره ، وبرع في الفقه والعربية والقرات وغيرها وأمّا مقرؤاته ومسموعاته فكثيرة ، وشارك في الفرائض و #الحساب وأصول الفقه والتفسير وغيرها ، وأخذ عن جماعة لا يحصون ، حتى بلغت عّدة من أخذ عنه زيادة على أربعمائة نفس ، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتّدريس والإملاء ، وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب #إبن_حجر ، وحجّ بعد وفاة شيخه ابن حجر مع والديه ، ولقي جماعة من العلماء وأخذ منهم كأبي الفتح الأغر (٦) والبرهان الزمزمي والتّقي بن فهد وأبي السّعادات ابن ظهيرة وخلائق ، وزار المدينة الشريفة ورجع الى #القاهرة ملازما للسّماع والقراءة والاستفادة من الشيوخ
______
(١) ساقط من (س). وانظر خبر هذه الوقعة في تاريخ شنبل : ٤٧ بتحقيقنا.
(٢) انظر تاريخ شنبل : ٤٧.
(٣) النور : شعبان.
(٤) انظر ترجمته في الضوء اللامع ٨ : ٣٢ الكوكب السائرة ١ : ٥٣ وشذرات الذهب ٨ : ١٥ والأعلام ٦ : ١٩٥.
(٥) النور : الأصلي.
(٦) كذا في الأصل والنور السافر لعل صوابه : المراغي أحد شيوخ السخاوي.
23
وتبالة فيها أتوا بعجائب
ينبيك عنها كل خشف مطفل
وشبام يوم الخبة انظر كم بها
من هارب أو عاطب بالمفصل (١)
انتهى كلام المؤرخ ، قلت : ووجدت القصيدة كلها كاملة بخط ولده الفقيه العلامة عبد الله بن عمر #بامخرمة
وللفقيه](٤) عبد الله فيه وفي ولده بدر بن عبد الله [القصائد](٥) العظام المطولات قال المؤرخ : ذكر الإمام ابن حسان في تاريخه : [أنه في سنة](٦) ثلاث وسبعين وخمسمائة وقعت #الخبة بشبام قتل فيها عبد الباقي بن راشد ابن #الدّغار وجماعة من آل شبام (١).
[وفي](٢) يوم الأحد بعد العصر الثامن والعشرين من شهر رمضان (٣) توفى الشيخ العلامة الحافظ أبو عبد الله شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عثمان بن محمد السخاوي (٤) الأصل القاهري #الشافعي بالمدينة حال مجاورته الأخيرة بها ، وعمره إحدى وسبعين سنة وصلّى عليه بعد صلاة الصبح يوم الاثنين ثاني تاريخه بالرّوضة الشريفة ووقف بنعشه تجاه الحجرة الشريفة ، ودفن بالبقيع بجوار مشهد الإمام #مالك وكانت جنازته حافلة ولم يخلف بعده مثله في مجموع فنونه ، وكانت ولادته في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين ، وحفظ القرآن العظيم وهو صغير وجوده ثم حفظ المنهاج الأصل (٥) وألفية أبن مالك والنخبة وألفية العراقي وشرح النخبة ، وغالب الشاطبية ومقدمة الشاوي في العروض ، وكلما انتهى حفظه لكتاب عرضه على شيوخ عصره ، وبرع في الفقه والعربية والقرات وغيرها وأمّا مقرؤاته ومسموعاته فكثيرة ، وشارك في الفرائض و #الحساب وأصول الفقه والتفسير وغيرها ، وأخذ عن جماعة لا يحصون ، حتى بلغت عّدة من أخذ عنه زيادة على أربعمائة نفس ، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتّدريس والإملاء ، وسمع الكثير من الحديث على شيخه إمام الأئمة الشهاب #إبن_حجر ، وحجّ بعد وفاة شيخه ابن حجر مع والديه ، ولقي جماعة من العلماء وأخذ منهم كأبي الفتح الأغر (٦) والبرهان الزمزمي والتّقي بن فهد وأبي السّعادات ابن ظهيرة وخلائق ، وزار المدينة الشريفة ورجع الى #القاهرة ملازما للسّماع والقراءة والاستفادة من الشيوخ
______
(١) ساقط من (س). وانظر خبر هذه الوقعة في تاريخ شنبل : ٤٧ بتحقيقنا.
(٢) انظر تاريخ شنبل : ٤٧.
(٣) النور : شعبان.
(٤) انظر ترجمته في الضوء اللامع ٨ : ٣٢ الكوكب السائرة ١ : ٥٣ وشذرات الذهب ٨ : ١٥ والأعلام ٦ : ١٩٥.
(٥) النور : الأصلي.
(٦) كذا في الأصل والنور السافر لعل صوابه : المراغي أحد شيوخ السخاوي.
23
#إدام_القوت
تسلّمها السّلطان #غالب ، وتكدّر لذلك رؤساء #آل_كثير. وكانت هذه العشرة الآلاف نفقة الجيش الّذي فتح #الشّحر في جمادى الأولى من سنة (١٢٨٣ ه).
وفي (٢٨) القعدة من السّنة المذكورة كان انهزام السّلطان غالب من #الشّحر ، واستيلاء #القعيطيّ عليها ، حسبما تقدّم في أخبارها.
#الحزم
هو قرية بسفح جبل #الخبّة الشّرقيّ الشّماليّ ، وأصلها : أنّ الشّيخ عون بن سعيد من آل روّاس بنى مسجدا في جانبه الشّرقيّ الجنوبيّ ، وبنى عنده سقاية وسقيفة إلى جانبه ؛ ليقيل فيها من ينحدر من #شبام بعد قضاء حاجته ؛ لأنّ أهل تلك الأطراف يمتارون من شبام ، وأهلها لا يعرفون قراء الضّيف ، فلا يجد هؤلاء من يفتح لهم بها داره.
وكان أوّل من سكن #الحزم وبنى به دارا هو : الحبيب أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حسين بن عبد الله #العيدروس ، وكان ذلك في سنة (١١٢٧ ه) وبقي ـ مع إيثاره الخمول ـ يدعو إلى الله ، ويرشد الحائر ، ويعلّم الجاهل ، ثمّ ظهر ولده عمر بمظاهر #المناصب فنسب إليه #الحزم ، وقيل : حزم عمر بن أحمد (١).
ومن ذرّيّته : شيخنا الفاضل الجليل عيدروس بن حسين (٢) ، وصفه شيخنا
______
يقال لهم : آل شريم ، جدهم السيد محمد بن حسين بن علي بن محمد .. إلخ ، وقد انتشروا في شبام ودوعن وجاوة ومليبار بالهند.
ومن ذرية أخيه السيد أبي بكر بن حسين ، وقد انقرضوا من حضرموت ، وكان منهم السيد عباس بن عبد الله العيدروس بجاوة ، ذكرهم السيد المشهور في «الشمس» (١ / ١١٦).
(١) توفي الحبيب عمر بالحزم سنة (١١٩٩ ه) ، ودفن بشبام.
(٢) الحبيب المعمر عيدروس بن حسين بن أحمد بن عمر بن أحمد العيدروس ، ولد بالحزم سنة (١٢٤٤ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٦ ه) بالهند ، طلب العلم على والده وعمه وعلى علماء شبام ودوعن ، كان من كبار أهل عصره ، صاحب جاه وحشمة. ينظر «صلة الأخيار».
تسلّمها السّلطان #غالب ، وتكدّر لذلك رؤساء #آل_كثير. وكانت هذه العشرة الآلاف نفقة الجيش الّذي فتح #الشّحر في جمادى الأولى من سنة (١٢٨٣ ه).
وفي (٢٨) القعدة من السّنة المذكورة كان انهزام السّلطان غالب من #الشّحر ، واستيلاء #القعيطيّ عليها ، حسبما تقدّم في أخبارها.
#الحزم
هو قرية بسفح جبل #الخبّة الشّرقيّ الشّماليّ ، وأصلها : أنّ الشّيخ عون بن سعيد من آل روّاس بنى مسجدا في جانبه الشّرقيّ الجنوبيّ ، وبنى عنده سقاية وسقيفة إلى جانبه ؛ ليقيل فيها من ينحدر من #شبام بعد قضاء حاجته ؛ لأنّ أهل تلك الأطراف يمتارون من شبام ، وأهلها لا يعرفون قراء الضّيف ، فلا يجد هؤلاء من يفتح لهم بها داره.
وكان أوّل من سكن #الحزم وبنى به دارا هو : الحبيب أحمد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن حسين بن عبد الله #العيدروس ، وكان ذلك في سنة (١١٢٧ ه) وبقي ـ مع إيثاره الخمول ـ يدعو إلى الله ، ويرشد الحائر ، ويعلّم الجاهل ، ثمّ ظهر ولده عمر بمظاهر #المناصب فنسب إليه #الحزم ، وقيل : حزم عمر بن أحمد (١).
ومن ذرّيّته : شيخنا الفاضل الجليل عيدروس بن حسين (٢) ، وصفه شيخنا
______
يقال لهم : آل شريم ، جدهم السيد محمد بن حسين بن علي بن محمد .. إلخ ، وقد انتشروا في شبام ودوعن وجاوة ومليبار بالهند.
ومن ذرية أخيه السيد أبي بكر بن حسين ، وقد انقرضوا من حضرموت ، وكان منهم السيد عباس بن عبد الله العيدروس بجاوة ، ذكرهم السيد المشهور في «الشمس» (١ / ١١٦).
(١) توفي الحبيب عمر بالحزم سنة (١١٩٩ ه) ، ودفن بشبام.
(٢) الحبيب المعمر عيدروس بن حسين بن أحمد بن عمر بن أحمد العيدروس ، ولد بالحزم سنة (١٢٤٤ ه) ، وتوفي سنة (١٣٤٦ ه) بالهند ، طلب العلم على والده وعمه وعلى علماء شبام ودوعن ، كان من كبار أهل عصره ، صاحب جاه وحشمة. ينظر «صلة الأخيار».