1⃣
على طريق #المهرجان الوطني الرابع لأمير الشعر والموسيقي والغناء الامير #القمندان احمد فضل بن علي محسن العبدلي.
محسن ناصر #كرد
تاريخ حياته
كتبها بقلمه الامير #القمندان
أحمد فضل بن علي محسن #العبدلي 1938م
#تراث_القمندان
#سيرة_حياة
ولدتُ في حوطة لحج المحروسة بالله تعالى في يوم الخميس صباحاً 15 شعبان سنة 1299 هـ. تربيت وترعرعت بها. وكان للأجل أن قيّض لي والدي من لدنه بلغت من العمر سبعاً فأدخلني دار العلم. في الصباح أذهب إليه لتعلم الكتابة والقراءة. وفي العصر أتعلم تجويد القرآن والأحاديث النبوية الشريفة. في السبع السنين التي درست خلالها حفظت القرآن بشرح معانيه والسنة أو الشهر أو اليوم الذي أُنزل فيه. وكم آيات مكية وكم مدنية ولأي مناسبة أنزلت. والحديث كذلك. والحساب والنحو والصرف والبلاغة والبيان والتبيين والإعجاز والموسيقى وفنونها المتضاربة الأطناب والتاريخ والجغرافيا. تتلمذت على يد الأشياخ أحمد بن علي السالمي وقاسم بن عبد الله السالمي من لحج ومن حضرموت علوي بن علي الحداد وطاهر بن شيخان الحبشي، ومن الشام من حلب الشهباء عبد الحميد رضا رياض وأخيه رافع وسعيد تقي الدين الأجاصي وضدام الفياض، وهؤلاء الأربعة كانوا مدرسين في تعز ثم هربوا إلى لحج ومعهم الموسيقى النحاسية، وعملوا مدرسين في دار العلم. ويحبون الحفلات العلمية السنوية وهؤلاء الأربعة لهم الفضل علي في إرساء قواعد وأصول الموسيقى اللحجية على الطريقة اللحجية.
تدربت على أربعة من آلة النفخ البجل والفنيون والسكسفون والأينو، وكلها تنفخ فيها وتحرك أصابعك على كل حرف في النوتة المكتوبة فيعطيك النغم المطلوب. وبعدها القانون، والقانون صعب فهمه، ولا يفهمه إلا أولي الألباب. لأن تشغيله على الإثنين فالذي على اليسار يختلف في النوتة على اليمين. مثلاً لو حركت ووضعت أنملتك اليسرى على الحرف دو ففي اليمنى تحرك أنملتك على المي والصل. وإذا حركت أنملتك اليسرى على الحرف ريه ففي اليمنى تحرك السي والدو بواحد ونصف أو واحد وربع. وأحياناً تعمل تكسير. واحد الأربع والنصف والربع والثمن. وكلها تحتاج إلى فكر يتبعه الممارسة وحركته 4×8 أو 2×4. هذا مبتغى لمن يريد أن يتعلم القانون على أني أزيده علماً على أن الحركة هذه تتبعها مداخلات مصغرة تتقنها بأناملك تحريكاًَ يجر بعضه بعضاً. فترتع يدك اليمنى وتنخفض يدك اليسرى وتشبك الحركتين فتسمع ما يسرك وينعشك وهذا ما يجعلك تنتقي الألحان منه ويوصيك عليها.
تجربة عمي السلطان أحمد فضل محسن العبدلي خولني بثقته منصب قيادة الجيش النظامي وأنا في سن التاسعة عشر. فحمدت الله على ما أثناه علي بهذا الشرف الكبير. لقد كان عمي السلطان أحمد فضل عالماً متبحراً جياشاً، وهذا ما فكر فيه واختارني لهذا المنصب الكبير. قلت له لماذا اخترتني أنا بالذات مع أن هنا من هو أكبر مني سنّاً، فرد علي هذا رأيي فيك. ولقد كان عمي يرى فيّ أنني الرجل الأول الذي يصلح أن يكون جديراً بهذا المنصب. لأني قد تعلمت اللغة الإنجليزية كتابةً ونطقاً على يد المعلم الكبير الحميد رضا رياض، ذلك الرجل العظيم الطاعن في السن الذي توفي سنة 1315 ودفن إلى جوار جدي السلطان أحمد محسن في حافة الحسينة بحوطة لحج المحروسة. ولقد قمت بواجبي عند مماته خير مقام، وقمت بوليمة تليق بمقام هذا الرجل لأنه قدم الكثير والكثير في نهضة العلم في البلد. وخير ما يستحقه هو هذا الواجب المتواضع له.
وتمر السنون ويأتي ذلك العام المشؤوم 28 شعبان 1333 بكل شئاماته ويُبعث بكتاب الأميرلاي علي سعيد باشا إلي يطلب مني أن أسمح له بالعبور في لحج ليتقدم إلى عدن لطرد الكافر كما زعم. وكان ردّي عليه بالآتي:
جدي طرحني وسط وادي والمخطية عندي صوابه
لا اصطبت ما بشكي على حد بلقي على الصابه مصابه
وعلى الفور انتقلت من العاصمة المحروسة بالله تعالى إلى قرية الدكيم أنا والقوة النظامية ومكثنا بها ثلاثة أيام بلياليها. لكن وصلتنا معلومات ينقض بعضها البعض. وكلها تتحدث عن واقعة أكباد الحرور وما جرى بها على يد رجال الحرور بقيادة كبيرهم الشيخ مطنوش بن العبد ووصول الهاربين إلى لحج، ومن هنا داخلتني الشكوك والأوهام. كيف في اليوم الأول يبعث إليّ الأميرلاي علي سعيد باشا بكتاب يطلب مني السماح له بالعبور من أراضي السلطنة ثم أسمع بهذا الحدث المفاجئ الذي لا أكاد أصدقه. كيف حدث؟ وهل هذه خدعة من الأميرلاي؟ فكيف يبعث لي بكتاب يصلنا في مساء تلك الليلة وفي الليلة ذاتها تقع الواقعة. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد وصلت القوة العسكرية ومشايخهم بقيادة الأميرلاي إلى الدكيم، وكان معظم المناصرين من قبائل الحواشب وعلى رأسهم مشايخ من عرب اليمن للأسف الشديد. ففضّلتُ النكسة على الإنهزام. وأمرت بالتحرك إلى العاصمة. عندما وصلنا قرية الشقعة انبرى لنا عاقلها سالم محمد النوم وقال لي: أتهرب ومعك قوة عسكرية؟ إن هذا سيجعل قطاع الطرق ينهبوننا. وقلت له أفضّل النكسة على الإنهزام.
على طريق #المهرجان الوطني الرابع لأمير الشعر والموسيقي والغناء الامير #القمندان احمد فضل بن علي محسن العبدلي.
محسن ناصر #كرد
تاريخ حياته
كتبها بقلمه الامير #القمندان
أحمد فضل بن علي محسن #العبدلي 1938م
#تراث_القمندان
#سيرة_حياة
ولدتُ في حوطة لحج المحروسة بالله تعالى في يوم الخميس صباحاً 15 شعبان سنة 1299 هـ. تربيت وترعرعت بها. وكان للأجل أن قيّض لي والدي من لدنه بلغت من العمر سبعاً فأدخلني دار العلم. في الصباح أذهب إليه لتعلم الكتابة والقراءة. وفي العصر أتعلم تجويد القرآن والأحاديث النبوية الشريفة. في السبع السنين التي درست خلالها حفظت القرآن بشرح معانيه والسنة أو الشهر أو اليوم الذي أُنزل فيه. وكم آيات مكية وكم مدنية ولأي مناسبة أنزلت. والحديث كذلك. والحساب والنحو والصرف والبلاغة والبيان والتبيين والإعجاز والموسيقى وفنونها المتضاربة الأطناب والتاريخ والجغرافيا. تتلمذت على يد الأشياخ أحمد بن علي السالمي وقاسم بن عبد الله السالمي من لحج ومن حضرموت علوي بن علي الحداد وطاهر بن شيخان الحبشي، ومن الشام من حلب الشهباء عبد الحميد رضا رياض وأخيه رافع وسعيد تقي الدين الأجاصي وضدام الفياض، وهؤلاء الأربعة كانوا مدرسين في تعز ثم هربوا إلى لحج ومعهم الموسيقى النحاسية، وعملوا مدرسين في دار العلم. ويحبون الحفلات العلمية السنوية وهؤلاء الأربعة لهم الفضل علي في إرساء قواعد وأصول الموسيقى اللحجية على الطريقة اللحجية.
تدربت على أربعة من آلة النفخ البجل والفنيون والسكسفون والأينو، وكلها تنفخ فيها وتحرك أصابعك على كل حرف في النوتة المكتوبة فيعطيك النغم المطلوب. وبعدها القانون، والقانون صعب فهمه، ولا يفهمه إلا أولي الألباب. لأن تشغيله على الإثنين فالذي على اليسار يختلف في النوتة على اليمين. مثلاً لو حركت ووضعت أنملتك اليسرى على الحرف دو ففي اليمنى تحرك أنملتك على المي والصل. وإذا حركت أنملتك اليسرى على الحرف ريه ففي اليمنى تحرك السي والدو بواحد ونصف أو واحد وربع. وأحياناً تعمل تكسير. واحد الأربع والنصف والربع والثمن. وكلها تحتاج إلى فكر يتبعه الممارسة وحركته 4×8 أو 2×4. هذا مبتغى لمن يريد أن يتعلم القانون على أني أزيده علماً على أن الحركة هذه تتبعها مداخلات مصغرة تتقنها بأناملك تحريكاًَ يجر بعضه بعضاً. فترتع يدك اليمنى وتنخفض يدك اليسرى وتشبك الحركتين فتسمع ما يسرك وينعشك وهذا ما يجعلك تنتقي الألحان منه ويوصيك عليها.
تجربة عمي السلطان أحمد فضل محسن العبدلي خولني بثقته منصب قيادة الجيش النظامي وأنا في سن التاسعة عشر. فحمدت الله على ما أثناه علي بهذا الشرف الكبير. لقد كان عمي السلطان أحمد فضل عالماً متبحراً جياشاً، وهذا ما فكر فيه واختارني لهذا المنصب الكبير. قلت له لماذا اخترتني أنا بالذات مع أن هنا من هو أكبر مني سنّاً، فرد علي هذا رأيي فيك. ولقد كان عمي يرى فيّ أنني الرجل الأول الذي يصلح أن يكون جديراً بهذا المنصب. لأني قد تعلمت اللغة الإنجليزية كتابةً ونطقاً على يد المعلم الكبير الحميد رضا رياض، ذلك الرجل العظيم الطاعن في السن الذي توفي سنة 1315 ودفن إلى جوار جدي السلطان أحمد محسن في حافة الحسينة بحوطة لحج المحروسة. ولقد قمت بواجبي عند مماته خير مقام، وقمت بوليمة تليق بمقام هذا الرجل لأنه قدم الكثير والكثير في نهضة العلم في البلد. وخير ما يستحقه هو هذا الواجب المتواضع له.
وتمر السنون ويأتي ذلك العام المشؤوم 28 شعبان 1333 بكل شئاماته ويُبعث بكتاب الأميرلاي علي سعيد باشا إلي يطلب مني أن أسمح له بالعبور في لحج ليتقدم إلى عدن لطرد الكافر كما زعم. وكان ردّي عليه بالآتي:
جدي طرحني وسط وادي والمخطية عندي صوابه
لا اصطبت ما بشكي على حد بلقي على الصابه مصابه
وعلى الفور انتقلت من العاصمة المحروسة بالله تعالى إلى قرية الدكيم أنا والقوة النظامية ومكثنا بها ثلاثة أيام بلياليها. لكن وصلتنا معلومات ينقض بعضها البعض. وكلها تتحدث عن واقعة أكباد الحرور وما جرى بها على يد رجال الحرور بقيادة كبيرهم الشيخ مطنوش بن العبد ووصول الهاربين إلى لحج، ومن هنا داخلتني الشكوك والأوهام. كيف في اليوم الأول يبعث إليّ الأميرلاي علي سعيد باشا بكتاب يطلب مني السماح له بالعبور من أراضي السلطنة ثم أسمع بهذا الحدث المفاجئ الذي لا أكاد أصدقه. كيف حدث؟ وهل هذه خدعة من الأميرلاي؟ فكيف يبعث لي بكتاب يصلنا في مساء تلك الليلة وفي الليلة ذاتها تقع الواقعة. لكن حدث ما لم يكن في الحسبان فقد وصلت القوة العسكرية ومشايخهم بقيادة الأميرلاي إلى الدكيم، وكان معظم المناصرين من قبائل الحواشب وعلى رأسهم مشايخ من عرب اليمن للأسف الشديد. ففضّلتُ النكسة على الإنهزام. وأمرت بالتحرك إلى العاصمة. عندما وصلنا قرية الشقعة انبرى لنا عاقلها سالم محمد النوم وقال لي: أتهرب ومعك قوة عسكرية؟ إن هذا سيجعل قطاع الطرق ينهبوننا. وقلت له أفضّل النكسة على الإنهزام.
بعدها لا أدري هل فهم ما قلت أم لا؟ لكنه وكان أجدع مني فما أن وصل الأميرلاي وجيشه حتى استلقفه أهل الشقعة برصاص بنادقهم وقتلوا منهم ثلاثمائة وجرح ما يزيد على الثمانمائة، ولكنهم الأميرلاي وجيشه لم يأبهوا بما جرى واستمروا في سيرهم إلى أن وصلوا قرية زائدة ولقوا مقاومة من آل المعرار وآل حيدرة لأن الحجور أهل باعجير قاوموا بشدة وقتلوا منهم الكثير وجرحوا وكان على رأسهم عوض هادي باعجير. كما تبعهم آل بادبا الحجور إلى موقع بين الخداد والقريشي وقتلوا منهم مائتان وخمسين مقاتلاً وجرحوا سبعمائة. وما أن وصلوا إلى قرية القريشي حتى قاومهم رجاله الكرام من آل النوم وتبعتهم وآل الشاؤوش سكان القريشي.
آل الشاؤوش قاوموا ببسالة حتى نساؤهم اشتركن معهم، وأخص بالذكر فاطمة بنت محمد عمر، أخو العاقل. ونعمة بنت حسين سالم، ونعمة بنت سالم صالح، وعلية بنت سالم عمر، والزهراء العانسة أخت العاقل أحمد عمر، ونكفة أخت سالم بن حسين، وحفصة بنت عطية بن سالم، وعبودة بنت حسين باعساس، والشرقية بنت هادي باعساس، وفطومة بنت محمد علي باعساس، وهوجة بنت أحمد سعيد الماجيد، وكعبة بنت سالم محمد الشاؤوش وخديجة أختها ومكة. أما الأميرلاي علي سعيد بالفعل دخل قرية القريشي واستدعى أهلها فلبوا للنداء ولكنهم قبلوا ذلك شريطة الإعفاء عنهم كما ذكر في النداء، لكن الأمور تغيرت بفعل فاعل وهذه عادة الغزاة المستعمرين، فقد تم اعتقالهم ولكن تم عن طريق الخديعة. وما أن النساء ومعهم العاقل أحمد عمر تحركات أهلهن حتى بدين بإطلاق الرصاص من افواه بنادقهن فقتلوا ثلاثة وفر الباقون بين هارب ومجروح ومعهم الأميرلاي الذي نجا ولم يمسّه نصب ولا اعتواء. ولكنه فكّر في أن يقابل النساء ويجري معهن لقاء يتناول بعض من نهجهم السياسي ليكونن على بصيرة، فخدعهن بكلامه المعسول وقال لهن: «إننا نريد دخول عدن لطرد الكافر وإن اعترضوا سبيلنا وقد سبق لنا أن أرسلنا كتاباً إلى القمندار نطلب منه السماح لنا بالعبور في أراضي السلطنة. لكنّه رفض طلبنا وهذا ما اضطرنا البلاد بلادكم للعبور فقط، ولا نريد بأحد من أهل البلاد شرّاً». وردّت عليه الزهراء العانسة: «إذا كان كلامك حقاً ما تقول فلماذا اعتقلت أخي العاقل أحمد عمر»، وتبعتها قولاً الشرقية بنت هادي: «إذا كان قولك هذا صحيحاً فمن العار عليك أن تأسر رجالاً أبطالاً هم في غنى عن الأسر وكان الأولى بك ان تفعل ما فعلته بعد وتجعلهم من أعوانك وتشد من أزرهم ليكونوا إلى جانبك في طرد المستعمر الكافر لكن بجيشك بطريقة غير الطريقة التي جئت من أجلها فكان ما كان». فرد الأمير عليها: «يا ام أحمد نحن أخطأنا وفي المثل العربي يقول: العفو عند المقدرة. فأنت أصبحت من اهل القدرة وفيك الذكاء الفطن أحسن من غيرك، فهل لا أستسمحك وتاخذي بناصيتي غلى ما يحبّه الله ويكون للجميع وخيراً للعباد».
العودة إلى أرض الوطن
مكثنا في عدن أربع سنين وثلاثة أشهر وثمانية أيام. كان الأميرلاي علي سعيد باشا يراسلني لأنه كما يقول لي في رسائله: «لا استغني عنك، وانا عربي مثلك من اسكندرونة» ويطلب مثولي إليه لتولي منصب كبير. عرفت من صياغ رسائله أنه يريدني أن أعزز من سلطته، لأن أهالي الحرور ومناصريهم يقتلون منهم كل يوم ويشنون الهجمات على معسكراتهم ليلاًن ويصادف هذا نزول مرض الطاعون عليهم وعلى أهالي لحج وقد مات منهم خلق كثير. وقد كنت أردُّ عليه لكنه لم يقتنع وكان آخر رد عليه بالآتي:
يا شوكة الميزان ريضي واستقري عاد الكفف ما استوت
من منا يشي كسره سكت يبلغ رأس المال في الميازين كسرات
لقد كان علي سعيد باشا فاهماً متفهماً لقضايا الأمة العربية، ولكن ليس بيده حيلة يخرج بها من المأزق الذي وضع نفسه فيه، ذلك أن النظم العسكرية تتطلب منه التنفيذ وبعدها المناقشة. عرفت من خلال الرسائل التي كان يبعثها إلي وإلى شقيقي محسن فضل وعلمت أنه كتب على لوحة وضعت على باب ديوان الحكم (عدالات-حريات-مساوات)، ولقد كان فعلاً عادلاً. فقد بدرت منه تشريعات هي في غاية الأهميّة، وقد حكم على الباشجويش أحمد إبراهيم الذي اعتدى على أحد الباعة في سوق البلدية شكاه إلى الأميرلاي، فحكم على الباشجويش بخلع ملابسه العسكرية والتوقف عن العمل. وكان يسهر الليل للمصلحة العامة ويواسي الفقراء والمحتاجين. وقد كتب لي إحدى رسائله يطلب مني أن أستلم البلاد منه، وفي آخر رسالة منه يقول إذا لم تأتِ لإستلام البلاد فإني سأسلّمها إلى الإمام يحيى.
وبعد إتفاقية سملزبيل في 1 ديسمبر 1918 التي تم بموجبها إلزام الدولة العثمانية بتسليم الأراضي العربية إلى أصحابها الشرعيين، تم خروج علي سعيد باشا وجنده من لحج إلى عدن وكنت أنا وأخي محسن في إستقباله. فعانقناه وعانقنا. وكانت الدموع تقطر من عينيه وقال لي: «إني قد نصحت الباب العالي بعدم الدخول في معارك تاكل الاخضر واليابس. ولكنهم كانوا قابعين في قصورهم ولا يدرون ما يدور حولهم. وتحملناها، نحن العرب والألبان».
آل الشاؤوش قاوموا ببسالة حتى نساؤهم اشتركن معهم، وأخص بالذكر فاطمة بنت محمد عمر، أخو العاقل. ونعمة بنت حسين سالم، ونعمة بنت سالم صالح، وعلية بنت سالم عمر، والزهراء العانسة أخت العاقل أحمد عمر، ونكفة أخت سالم بن حسين، وحفصة بنت عطية بن سالم، وعبودة بنت حسين باعساس، والشرقية بنت هادي باعساس، وفطومة بنت محمد علي باعساس، وهوجة بنت أحمد سعيد الماجيد، وكعبة بنت سالم محمد الشاؤوش وخديجة أختها ومكة. أما الأميرلاي علي سعيد بالفعل دخل قرية القريشي واستدعى أهلها فلبوا للنداء ولكنهم قبلوا ذلك شريطة الإعفاء عنهم كما ذكر في النداء، لكن الأمور تغيرت بفعل فاعل وهذه عادة الغزاة المستعمرين، فقد تم اعتقالهم ولكن تم عن طريق الخديعة. وما أن النساء ومعهم العاقل أحمد عمر تحركات أهلهن حتى بدين بإطلاق الرصاص من افواه بنادقهن فقتلوا ثلاثة وفر الباقون بين هارب ومجروح ومعهم الأميرلاي الذي نجا ولم يمسّه نصب ولا اعتواء. ولكنه فكّر في أن يقابل النساء ويجري معهن لقاء يتناول بعض من نهجهم السياسي ليكونن على بصيرة، فخدعهن بكلامه المعسول وقال لهن: «إننا نريد دخول عدن لطرد الكافر وإن اعترضوا سبيلنا وقد سبق لنا أن أرسلنا كتاباً إلى القمندار نطلب منه السماح لنا بالعبور في أراضي السلطنة. لكنّه رفض طلبنا وهذا ما اضطرنا البلاد بلادكم للعبور فقط، ولا نريد بأحد من أهل البلاد شرّاً». وردّت عليه الزهراء العانسة: «إذا كان كلامك حقاً ما تقول فلماذا اعتقلت أخي العاقل أحمد عمر»، وتبعتها قولاً الشرقية بنت هادي: «إذا كان قولك هذا صحيحاً فمن العار عليك أن تأسر رجالاً أبطالاً هم في غنى عن الأسر وكان الأولى بك ان تفعل ما فعلته بعد وتجعلهم من أعوانك وتشد من أزرهم ليكونوا إلى جانبك في طرد المستعمر الكافر لكن بجيشك بطريقة غير الطريقة التي جئت من أجلها فكان ما كان». فرد الأمير عليها: «يا ام أحمد نحن أخطأنا وفي المثل العربي يقول: العفو عند المقدرة. فأنت أصبحت من اهل القدرة وفيك الذكاء الفطن أحسن من غيرك، فهل لا أستسمحك وتاخذي بناصيتي غلى ما يحبّه الله ويكون للجميع وخيراً للعباد».
العودة إلى أرض الوطن
مكثنا في عدن أربع سنين وثلاثة أشهر وثمانية أيام. كان الأميرلاي علي سعيد باشا يراسلني لأنه كما يقول لي في رسائله: «لا استغني عنك، وانا عربي مثلك من اسكندرونة» ويطلب مثولي إليه لتولي منصب كبير. عرفت من صياغ رسائله أنه يريدني أن أعزز من سلطته، لأن أهالي الحرور ومناصريهم يقتلون منهم كل يوم ويشنون الهجمات على معسكراتهم ليلاًن ويصادف هذا نزول مرض الطاعون عليهم وعلى أهالي لحج وقد مات منهم خلق كثير. وقد كنت أردُّ عليه لكنه لم يقتنع وكان آخر رد عليه بالآتي:
يا شوكة الميزان ريضي واستقري عاد الكفف ما استوت
من منا يشي كسره سكت يبلغ رأس المال في الميازين كسرات
لقد كان علي سعيد باشا فاهماً متفهماً لقضايا الأمة العربية، ولكن ليس بيده حيلة يخرج بها من المأزق الذي وضع نفسه فيه، ذلك أن النظم العسكرية تتطلب منه التنفيذ وبعدها المناقشة. عرفت من خلال الرسائل التي كان يبعثها إلي وإلى شقيقي محسن فضل وعلمت أنه كتب على لوحة وضعت على باب ديوان الحكم (عدالات-حريات-مساوات)، ولقد كان فعلاً عادلاً. فقد بدرت منه تشريعات هي في غاية الأهميّة، وقد حكم على الباشجويش أحمد إبراهيم الذي اعتدى على أحد الباعة في سوق البلدية شكاه إلى الأميرلاي، فحكم على الباشجويش بخلع ملابسه العسكرية والتوقف عن العمل. وكان يسهر الليل للمصلحة العامة ويواسي الفقراء والمحتاجين. وقد كتب لي إحدى رسائله يطلب مني أن أستلم البلاد منه، وفي آخر رسالة منه يقول إذا لم تأتِ لإستلام البلاد فإني سأسلّمها إلى الإمام يحيى.
وبعد إتفاقية سملزبيل في 1 ديسمبر 1918 التي تم بموجبها إلزام الدولة العثمانية بتسليم الأراضي العربية إلى أصحابها الشرعيين، تم خروج علي سعيد باشا وجنده من لحج إلى عدن وكنت أنا وأخي محسن في إستقباله. فعانقناه وعانقنا. وكانت الدموع تقطر من عينيه وقال لي: «إني قد نصحت الباب العالي بعدم الدخول في معارك تاكل الاخضر واليابس. ولكنهم كانوا قابعين في قصورهم ولا يدرون ما يدور حولهم. وتحملناها، نحن العرب والألبان».
#مجلس_الإمامة
#بلال_الطيب
بعد فك الحصار عن صنعاء بأكثر من شهرين، عَقد الإماميون مُؤتمرًا عَامًا في مَدينة صعدة، وتحولت نبرة خِطاباتهم الدعائية لمُواجهة التدخل الشيوعي بدلًا عن الاحتلال المصري، وجاء في مُقدمة قرارات ذلك المُؤتمر ما نصه: «وقد وجد المُؤتمرون أنَّ مشكلة الساعة هو خطر التدخل الشيوعي الصريح في البلاد، بعد أنْ تم سحق الغزو المصري، مُستأجرًا شرذمة من المُرتزقة الخائفين على مصيرهم، لمحو قومية بلادنا وديننا، وبسط نفوذ الشيوعية الاستعمارية، التي فرقت الصفوف، ونشرت الطائفية والعصبية بالدس، والغدر، والمذابح»!
وتنفيذًا لقرارات ذلك الـمُؤتمر أعاد الإماميون تَشكيل مجلس الإمامة، وجَعلوا الأمير محمد بن الحسين في الصدارة، واختاروا لعضويته كلًا من: الأمير علي بن إبراهيم، وأحمد محمد الشامي، وآخرين. واختاروا الأمير عبدالله بن الحسن رئيسًا لمجلس الوزراء بالوكالة 30 مايو 1968م، ومحمد بن عبدالقدوس الوزير (سبط الإمام يحيى) نائبًا له، ولم يهنأ ابن الحسن بمنصبه الجديد طويلًا، فقد تم بطلب سعودي عَزله، فيما قام أحد مشايخ قبيلة سحار - كما سيأتي - بوضع حد لطموحاته.
انتهت بمجلس الإمامة الجديد المدعوم سُعوديًا سُلطة الإمام محمد البدر الشرعية، وسُلطة عمه الأمير الحسن - رئيس مجلس الوزراء الأسبق - الإسمية، وقد يكون ذلك الانقلاب المُفاجئ هو الذي دفع الأول - كما سيأتي أيضًا - للتواصل مع الجانب الجمهوري بلغة استسلامية يائسة، في حين آثر الأخير الانسحاب بهدوء، بعد أنْ هده الصراع، وأنهكه المرض.
بلغت بعد مُؤتمر صَعدة ومن بعده مؤتمر ريدة الخلافات البينية بين الإمام محمد البدر والأمير محمد بن الحسين ومعه معظم أمراء بيت حميد الدين ذروتها، وتعذَّر مع ارتفاع وتيرتها إيجاد صِيغة مُلائمة يَلتقي عندها الفُرقاء، رغم عديد مُحاولات غير واضحة من هذا الطرف أو ذاك؛ وقد اتجه وضع الإماميين سياسيًا وعسكريًا بفعل ذلك، وبرضى وتخطيط سعودي من سيء إلى أسوأ.
ـ الصورة للأمير محمد بن الحسين أثناء قيادته لمعارك حصار صنعاء.
#بلال_الطيب
بعد فك الحصار عن صنعاء بأكثر من شهرين، عَقد الإماميون مُؤتمرًا عَامًا في مَدينة صعدة، وتحولت نبرة خِطاباتهم الدعائية لمُواجهة التدخل الشيوعي بدلًا عن الاحتلال المصري، وجاء في مُقدمة قرارات ذلك المُؤتمر ما نصه: «وقد وجد المُؤتمرون أنَّ مشكلة الساعة هو خطر التدخل الشيوعي الصريح في البلاد، بعد أنْ تم سحق الغزو المصري، مُستأجرًا شرذمة من المُرتزقة الخائفين على مصيرهم، لمحو قومية بلادنا وديننا، وبسط نفوذ الشيوعية الاستعمارية، التي فرقت الصفوف، ونشرت الطائفية والعصبية بالدس، والغدر، والمذابح»!
وتنفيذًا لقرارات ذلك الـمُؤتمر أعاد الإماميون تَشكيل مجلس الإمامة، وجَعلوا الأمير محمد بن الحسين في الصدارة، واختاروا لعضويته كلًا من: الأمير علي بن إبراهيم، وأحمد محمد الشامي، وآخرين. واختاروا الأمير عبدالله بن الحسن رئيسًا لمجلس الوزراء بالوكالة 30 مايو 1968م، ومحمد بن عبدالقدوس الوزير (سبط الإمام يحيى) نائبًا له، ولم يهنأ ابن الحسن بمنصبه الجديد طويلًا، فقد تم بطلب سعودي عَزله، فيما قام أحد مشايخ قبيلة سحار - كما سيأتي - بوضع حد لطموحاته.
انتهت بمجلس الإمامة الجديد المدعوم سُعوديًا سُلطة الإمام محمد البدر الشرعية، وسُلطة عمه الأمير الحسن - رئيس مجلس الوزراء الأسبق - الإسمية، وقد يكون ذلك الانقلاب المُفاجئ هو الذي دفع الأول - كما سيأتي أيضًا - للتواصل مع الجانب الجمهوري بلغة استسلامية يائسة، في حين آثر الأخير الانسحاب بهدوء، بعد أنْ هده الصراع، وأنهكه المرض.
بلغت بعد مُؤتمر صَعدة ومن بعده مؤتمر ريدة الخلافات البينية بين الإمام محمد البدر والأمير محمد بن الحسين ومعه معظم أمراء بيت حميد الدين ذروتها، وتعذَّر مع ارتفاع وتيرتها إيجاد صِيغة مُلائمة يَلتقي عندها الفُرقاء، رغم عديد مُحاولات غير واضحة من هذا الطرف أو ذاك؛ وقد اتجه وضع الإماميين سياسيًا وعسكريًا بفعل ذلك، وبرضى وتخطيط سعودي من سيء إلى أسوأ.
ـ الصورة للأمير محمد بن الحسين أثناء قيادته لمعارك حصار صنعاء.
#برع_السدة
من ذاكرة البحر... حكاية من حي برع السدة
ساحة قصر السلطان #القعيطي البحرية ..
في هذا المكان الساحر حيث كانت شجرتان جوز الهند (الميدع) واخرى تقفان شامختين على حافة البحر تمتد الذاكرة لمن عاصروا تلك الفترة إلى ساحة قصر السلطان القعيطي المعين بالمكلا في مشهد كان من أجمل لوحات الطبيعة في حضرموت .
هنا كانت الأشجار الظليلة تعانق زرقة السماء والبحر يلامس أطراف الساحة بهدوء ورذاذ نجم البلدة يمنح للمكان نكهة لا تنسى .
اليوم تنتصب فيه مؤسسة #دار_باكثير للصحافة لكنه في الذاكرة لا يزال كما كان بحر وساحل وهواء عليل وشجر باسق يضفي جوآ شاعريآ خاصة في موسم البلدة حين تتحول الساحة إلى متنفس للأهالي وتحديدآ للنساء في ساعات ما بعد العصر حيث كن يجلسن قبالة البحر يستمتعن بالنسيم ويتبادلن الأحاديث والضحكات .
أما في الصباح فتتحول الساحة إلى مغسلة طبيعية حيث تغسل الملابس وتنشر على أحجار الحصلة التي تمتد على الساحل لتجف تحت شمس المكلا الذهبية .
في وسط المكان حنفية ماء صغيرة كان يتردد عليها الكثيرون ومن بينهم المرحوم سعد #خنبري والد المذيع والصحفي المعروف سعيد سعد خنبري والذي كان من الذين يمارسون مهنة غسل الملابس في هذا الموقع .
وبحانبه يقف قصر السلطان القعيطي شامخآ كأنه يراقب المدينة من بعيد ويحرس هذا المشهد الحي من تفاصيل المكلا اليومية في لحظة زمنية لا تزال محفوظة في قلوب من عاشوها .
المكلا القديمة ...
#محمد_عمر
من ذاكرة البحر... حكاية من حي برع السدة
ساحة قصر السلطان #القعيطي البحرية ..
في هذا المكان الساحر حيث كانت شجرتان جوز الهند (الميدع) واخرى تقفان شامختين على حافة البحر تمتد الذاكرة لمن عاصروا تلك الفترة إلى ساحة قصر السلطان القعيطي المعين بالمكلا في مشهد كان من أجمل لوحات الطبيعة في حضرموت .
هنا كانت الأشجار الظليلة تعانق زرقة السماء والبحر يلامس أطراف الساحة بهدوء ورذاذ نجم البلدة يمنح للمكان نكهة لا تنسى .
اليوم تنتصب فيه مؤسسة #دار_باكثير للصحافة لكنه في الذاكرة لا يزال كما كان بحر وساحل وهواء عليل وشجر باسق يضفي جوآ شاعريآ خاصة في موسم البلدة حين تتحول الساحة إلى متنفس للأهالي وتحديدآ للنساء في ساعات ما بعد العصر حيث كن يجلسن قبالة البحر يستمتعن بالنسيم ويتبادلن الأحاديث والضحكات .
أما في الصباح فتتحول الساحة إلى مغسلة طبيعية حيث تغسل الملابس وتنشر على أحجار الحصلة التي تمتد على الساحل لتجف تحت شمس المكلا الذهبية .
في وسط المكان حنفية ماء صغيرة كان يتردد عليها الكثيرون ومن بينهم المرحوم سعد #خنبري والد المذيع والصحفي المعروف سعيد سعد خنبري والذي كان من الذين يمارسون مهنة غسل الملابس في هذا الموقع .
وبحانبه يقف قصر السلطان القعيطي شامخآ كأنه يراقب المدينة من بعيد ويحرس هذا المشهد الحي من تفاصيل المكلا اليومية في لحظة زمنية لا تزال محفوظة في قلوب من عاشوها .
المكلا القديمة ...
#محمد_عمر
#عبيد_طرموم
#زنجبار
تعد ساحة الشهداء بمدينة زنجبار محافظة أبين من المعالم السياحية البارزة التي ذاع صيتها وشهرتها في كل ارجاء اليمن وخارجها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لما تميزت به هذه الساحة من تصاميم عالمية بديعة في كل محتوياتها الحدائق الواسعة الغناء والنوافير والنصب التذكارية المعبرة عن مواقف تاريخية ذات دلالات عميقة في سفر النضال والعمل في تاريخ محافظة أبين المشرق.
وأنشأت ساحة الشهداء بمبادرات شعبية عمالية وطلابية عام 1983 م وصاحب فكرة إقامتها في عاصمة محافظة أبين زنجبار هو محافظها السابق محمد علي أحمد وهي نموذج مطابق لساحة في مدينة درزون الألمانية الشرقية التي كانت حينها في علاقة موأمه وشراكة في تلك الفترة.
وكانت ساحة الشهداء تمثل بالنسبة لأبناء محافظة أبين والمحافظات الجنوبية منجز كبير يحققه لهم محافظهم باعتبارها المتنفس الوحيد الذي يلجئون إليه ويقضون فيها أطيب أوقاتهم هم وأولادهم في المناسبات والعطل الرسمية وكذا زوار المناطق الاخرى وعلى يسار مدخل الساحة ينتصب برج زجاجي كأنه بمثابة ملهى ليلي تم تدميره وتشليحه من قبل متنفذين وكانت ساحة الشهداء تضم العديد من المعالم وكذا العروض المسرحية ومواقع من الساحة أمكنه للتصوير التلفزيوني والبث المباشر لقناتي عدن وصنعاء الرسميتين حيث سجلت العديد، من البرامج والسهرات في جنبات هذه الساحة ومواقعها الجميلة.
#زنجبار
تعد ساحة الشهداء بمدينة زنجبار محافظة أبين من المعالم السياحية البارزة التي ذاع صيتها وشهرتها في كل ارجاء اليمن وخارجها في بداية الثمانينيات من القرن الماضي لما تميزت به هذه الساحة من تصاميم عالمية بديعة في كل محتوياتها الحدائق الواسعة الغناء والنوافير والنصب التذكارية المعبرة عن مواقف تاريخية ذات دلالات عميقة في سفر النضال والعمل في تاريخ محافظة أبين المشرق.
وأنشأت ساحة الشهداء بمبادرات شعبية عمالية وطلابية عام 1983 م وصاحب فكرة إقامتها في عاصمة محافظة أبين زنجبار هو محافظها السابق محمد علي أحمد وهي نموذج مطابق لساحة في مدينة درزون الألمانية الشرقية التي كانت حينها في علاقة موأمه وشراكة في تلك الفترة.
وكانت ساحة الشهداء تمثل بالنسبة لأبناء محافظة أبين والمحافظات الجنوبية منجز كبير يحققه لهم محافظهم باعتبارها المتنفس الوحيد الذي يلجئون إليه ويقضون فيها أطيب أوقاتهم هم وأولادهم في المناسبات والعطل الرسمية وكذا زوار المناطق الاخرى وعلى يسار مدخل الساحة ينتصب برج زجاجي كأنه بمثابة ملهى ليلي تم تدميره وتشليحه من قبل متنفذين وكانت ساحة الشهداء تضم العديد من المعالم وكذا العروض المسرحية ومواقع من الساحة أمكنه للتصوير التلفزيوني والبث المباشر لقناتي عدن وصنعاء الرسميتين حيث سجلت العديد، من البرامج والسهرات في جنبات هذه الساحة ومواقعها الجميلة.