اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
وبيت حميد الدين من أولاد حميد الدين بن ألإمام المطهر بن أ لإمام شرف الدين يحي بن شمس الدين
ومن القضاة بنو ا لسماوي وهم ينتسبون / إلى محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنة وهم من بيوت العلم باليمن وآل أبي الرجال ومنهم القاضي احمد بن صالح أبو الرجال مصنف مطلع البدور في علماء اليمن .. ولعلة أول من صنف في تراجم رجال الزيدية قي اليمن. وتبعة صاحب طبقات الزيدية الكبرى أبراهيم بن القاسم بن المؤيد محمد بن الإمام القاسم بن محمد رحمة الله ثم صاحب نسمة السحر فيمن تشيع وشعر وهو يوسف بن يحي بن الحسين بن المؤيد بن ألامام القاسم وهي قصة طـــــــــــــــــــــــــــويلة لم نوجزها .
وأيضا بنو الطشي وبنو العزاني وغيرهم
ومن قرى مخلاف العرش ثاة وهي أشهر قرى العرش وقد ذكرت في كل الكتب القديمة وفيها مسجد الإمام الهادي يحي بن الحسين ... رحمة الله وفيه أيضا السادة بنو الحمزي منهم السيد أبو محمد احمد الحمزي وهو رجل إعمال في مدينة الخبر في المملكة العربية السعودية . وهو وأبنائه من الناس الفضلاء الأتقياء ولذلك خصيناه بالذكر هنا .
وقرية ملاح وفيها السادة الإشراف بنو الوريث وهم من والد الإمام القاسم بن محمد بن علي و أبناء عمهم بنو لكاظمي وبيت الدولة وبنو المهدي وهم من السادة الحسنيون من ولد الحسن المثنى بن الحسن السبط ويرجعون إلى مدينة ذمار وهم من العقلاء والذين لهم ثقلهم في المنطقة منهم السيد الحسن بن الوريث و أبناءة وهم السيد علي بن الحسن الوريث وأخوته جميعا عبد القدوس ومحمد وزيد والمطهر ......
وقرية المصلى وبيت مجرب والعشة وبيت العميسي والغرقة وحماك والمغربة والفرازعة وقرية ماور وفيها السادة ألإشراف سادة ماور وهم من ولد السيد علي بن أبي بكر بن عبد الرحمن السقاف من مدينة تريم حضرموت القادم جدهم ألإمام احمد بن عيسى المهاجر من مدينة الكوفة والبصرة بعد اضطهاد العباسيون لة ووعدهم لة بالقتل كو نة من أبناء الإمام علي بن أبي طالب وابنة علوي ... وقبرة يزار حاليا في مدينة سيئون ...ولذلك يلقبون جميع سادة حضرموت بالعلويين . نسبة إلى علوي لأنة علوي من حب علي ... ومــن سادة ماور جدهم البار الأمام الأعظم والبحر الخضم والبدر الأتم الولي العارف بالله رب العالمين السيد أبو محمد الرضا صلاح بن علي الملــــــقب {بالزبيدي} ذلك الولي التقي النقي المقبور في القرية القديمة بماو ر في رأس القرية داخل المسجد الذي بناة وحما أحجارة على ظهرة الطاهر والذي تم التلاعب بقبرة الشريف وتهديم قبرة الشريف من قبل شخصين من السفهاء .. والتي لم تبخل عليه الدنيا بمصائبها .ولا حول ولا قوة الا بالله؟
بل وقد كان هذا قبل سبع سنين وقد مرت على قرية ماور من بعد هذا الحادث المؤلم سبع سنوات عجاف لم يرو فيها المطر وأصبحوا في شح من المياه ولم تدر لهم السماء بنعمها ؟وذلك لتطاولهم على أولياء الله الصالحين .
ومن أبناء أبناء أبناءة السيد المرحوم محمد بن عبد الله رحمة الله ومن أولادة السيد الحسن والسيد العميد احمد بن محمد وأخوة السيد العميد الركن / الجليل بن محمد /ومطهر /و زيد/ ويحي/ وصلاح . ونسبة أبيهم كتالي مع جميع سادة ماور
السيد محمد بن عبد الله بن احمد بن ناصر بن محمد بن الحسن بن محمد بن الولي العارف بالله صلاح بن علي الملقب بالزبيدي بن محمد بن احمد بن علوي بن عبد الرحمن بن صلا بن أحمد بن أبو بكر بن عبد الرحمن بن علي السكران بن أبو بكر بن السيد عبد الرحمن السقاف بن السيد محمد {مولى الدويلة } بن علي بن علوي بن محمد{ الفقيه المقدم }بن علي بن أحمد بن علوي بن عبد الله بن الإمام أحمد بن عيسى المهاجر بن محمد بن الإمام علي العريضي بن ألإمام جعفر الصادق بن ألإمام محمد الباقر بن الإمام علي زين العابدين بن الإمام السبط الحسين بن الإمام الأعظم أمير المؤمنين ووارث علم النبيين علي بن أبي طالب ع س بن عبد المطلب بن هاشم ... أبو جميع
االهــــــــــاشمي ــــين... وتضم هذة النسبة كل من سادة المكلة وسادة ريام لانهم من نفس الجد ....
والفقة و قرن ألاسد وعزان وفيها السادة الكرام منهم السيد حسن رحمة الله وبنو عثمان .


وونجد الحاج والسودان والخضرة وفيها السادة الكرام منهم المرحوم السيد احمد والسيد محضار أهل ريام حسب المجموع والمكلة وفيها السادة ألإشراف ا ل با علوي من أبناء السيد علوي بن محمد بن احمد بن أبي بكر بن علي بن أبو بكر بن عبد الرحمن السقاف .
و قرى العرش كثيرة وشيخ العرش الطيري من مشاهير الرؤساء في اليمن ... هكذا قال في المجموع
وأهل العرش أهل نشاط في طلب الرزق يشبهون أهل حضرموت في الكسب ومحبة السفر إلى البلاد الخارجية للكسب والتجارة .
ومخلاف رداع في وسط مخلاف العرش وفي العرش بعض قبائل قيفة كما يأتي
أما قبائل قيفة فمنهم {آل مصعب بن احمد وأل نهبل بن احمد وآل ربيع بن احمد وآل أسلم بن احمد }
وهــــــــــــؤلاء ينتســـــــــــبون إلى { أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم } كما في مشجر أبي علامة وهو مشجر مشهــــــــــــور .
فآل مصعب بن احمد : فهم قبائل المصعبين في جهة بيحان وقد تقدم ذكرهم في القاموس ألإكليل
وال نهبل بن أحمد يعرفون بآل احمد ويسكنون المتار و لأوساط و الروق والراكب من بلاد رداع.
وال ربيع بن احمد ومنهم الذهبان ..... وبنو الذهب مشايخ قيفة منهم الشيح علي بن ناصر الذهب و أبنة ا الشيخ أبو ماجد احمد بن علي ناصر الذهب ..
و التيوس وبدو في المشير ق... وأهل { زرار و العريرة وال عياش}بدو في شمال قيفة .
والشواهرة في رادع وشماليها والبدرة بدو مع {إل عياش من ذكر من إل ربيع يقال لهم إل مهدي أصحاب الذهب وهو شيخهم .
ومن آل ربيع بن احمد أصحاب الجبري وال غنيم وهم{ سرحاني وقيري وحسيني ومنصوري وبصيري }ومساكنهم ما بين رداع والسوادية وشيخهم الجبري.
قلت : بيت الجبري معروف وشيخهم حاليا الشيخ إبراهيم الجبري وهو شاب ذو خلق رفيع وكرامة بالغة ينتهج نهج أبية رحمة الله وقريتهم معروف بأسم بيت الجبري .
وال أسلم بن احمد منهم محن يزيد أصحاب جرعون منهم{ الحطيمة وأل عامر} شمالي رداع و أل مسعود وأل سند والزوب و الحخافي ر وأل فلاح في تاث وفبلي العرش هؤلاء كلهم محن يزيد .
ثم اهل الجوف شرقي رداع وهم الظهرة والزبرة بدو في شمال ي قيفة والمساعد ة بدو في عزان وال أبو صالح حول رداع وهم من أصحاب الذهب وبقية آل أسلم أصحاب الشيخ جرعون ومن قبائل قيفة غير القرشيين أهل صرار في جشم صرار والحمة ونوفان والعشاش ثم العصيرة أهل عصرة ثم أل سواد يسكنون السوادية في المعلا والخوعة ودماج وذاهب ة ثم آل الط اهر في الطاهرية ومنهم سلاطين طاهر بن معوضة بن تاج الدين ملوك اليمن بعد بني الرسول ..... ثم الملاجم أل غشام وأل عفار والرشدة وأل منصور ثم بنو وهب أل منصور وأل هادي ثم أل عوض الجريبات ... وال عوض ردمان وأل عوض ألاغوال ... ثم ال مستنير في قانية وما اليها ثم المجانحة في عمد وهي عزلة فيها ثمان قري
وقبائل قيفة أكثرهم بدو وفيهم الكم والشجاعة ومعهم غيرهم من قبائل مراد .
وفي قرى مخلاف صباح { حوات وزخم وفرقان ومسورة وضيق حجر قرية سعيد ء و بيضا صباح } وهي قرية القاضي عامر بن محمد الذماري ثم الصباحي وقرية موكل وهي من مشاهير قرى حمير هي وبيضا صباح و بها أثار وكنوز لا زالت دفينة وفيها كانت الواقعة والمعركة الشديدة بين ألإمام المطهر بن ألإمام شرف الدين والسيد يحي السراجي في القرن العاشر والقصة مشهورة في كتب التاريخ ....
قال في معجم البلدان موكل مثل موزع في الشذوذ وقيسة بالكسر وهو من قولهم رجل وكل أذا كان ضعيفا وهو موضع في المن ذكرة لبيد الشاعر المعروف فقال يصف الليالي
وغلبن أبــــــــــــــرهة الذي الفيــنة قد كان خلد فوق غــــــــــــــــــــــرفة موكل ُُُُُُ
وقيل هو رجل أنتهى ماذكر في الياقوت .. مشايخ صباح بنو علاو .....
قلت وأيضا قرية عبي ويسكنه السادة لإشراف بنو الدرواني وهم من ولد ألإمام مطهر بن يحي المرتضى .. وبيت الدرواني في منكث من إعمال يريم ولعل هذا صله و بذاك ومن سادة عبي السيد عبد الماجد والسيد احمد بن محمد أبو نجم الدين ....
و أما مخلا ف الرياشية فأنة ينقسم الى أربع ربع غور حمة لهب وربع الحمة وثمن أل يحي واهل الخربة وثمن أل يسلم وثمن أل يسل وثمن اهل طلب وثمن الجبل و مشايخ الرياشية {الجهمي والحمامي وشاجرة}.
ومخلاف الرياشية ينقسم أخماسا الظاهرة خمس ونصف خمس ومثلها ال عر وخمس ال عبد الله ونصف الخمس ودمت والاحرم والمحجبة ونصف خمس وحارث سنينة نصف وحارث الحيدري نصف خمس ....
ودمت من البلدان المشهورة فيها قلعة حصينة بالقرب منها حمام دمت المشهورة وهي حمامات طبيعية تكونت جراء بركان نشط ثار وأرتفعت لهبة وقذف حممة في العصر الثالث الجيولوجي .
أمل ألان فتعتبر من البراكين الباردة ...ولسوف تثور يوما وأمرها بيد ربها ....
وينتسب الى دمت حسين بن علي جسمر الدتي توفي سنة 558 هجرية ترجمة الاهدل في
الطبقات
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مُحَافَظَة ٱلْبَيْضَاء
محافظة
Swaydiالمساحة • الإجمالية11٬193 كم² (4٬322 ميل²)التعداد(2011) • الإجمالي895٬000 • الكثافة80/km2 (210/sq mi)
البيضاء هي إحدى المحافظات اليمنية. حصن الملوك ومهد الأقيال. من معالمها التاريخية قلعتها الشامخة وجامعها الكبير الذي يعتبر مركزاً لتعليم العلوم الدينية والشرعية. ملف:قلعة البيضاء.jpg أيضا تعتبر منطقة السوادية ناحية واسعة من محافظة البيضاء وهي من المناطق الغنية بالآثار الحميرية.
الموقع
تقع إلى الشرق الجنوبي من العاصمة صنعاء على بعد ( 268 كم ) ، وترتفع حوالي ( 2250 متر ) عن مستوى سطح البحر ، ومحافظة البيضاء تتوسط عدة محافظات ، يحدها من الشمال أجزاء من محافظتي مأرب وشبوة ، ومن الشرق أجزاء من محافظتي شبوة وأبين ، ومن الجنوب أجزاء من محافظات أبين ولحج والضالع ، ومن الغرب أجزاء من محافظات الضالع وإب وذمار .

محافظة البيضاء
عاصمتها مدينة البيضاء التي تبعد عن العاصمة صنعاء مسافة 268كم. ورثت مدينة البيضاء مسقطها كعاصمة لمخلاف سرومذْحج (مدينة حصي) التي ظلت تحتل هذا المركز حتى أواخر القرن العاشر الهجري، وحصي هذه تقع شرق مدينة البيضاء وهي غنية بالآثار، وقد أصبحت الآن أطلالاً. ويسود مدينة البيضاء طابع معماري قوامه الحجارة في الطوابق السفلية والطين في الطوابق العلوية، مع وجود بعض المنازل المبنية بالحجارة في نمط خاص بمحافظة البيضاء وبعض المناطق المجاورة. ومن معالم مدينة البيضاء قلعتها التاريخية الشامخة فوق المدينة، وجامعها الكبير وقلعة الفريد وجامع الرباط الذي يعتبر مركزاً لتعليم العلوم الدينية والرعية، ومقبرة الشعب، ويقام فيها سوق أسبوعي صباح جميع يوم خميس.
ومن أشهر مدن المحافظة مدينة رداع عاصمة الدّولة الظاهرية التي حكمت اليمن خلال النّصف الأوّل من القرن العاشر الهجري، ومن أبرز معالمها التاريخية مدرسة العامرية التي تعتبر قمّة في الفن المعماري الإسلامي.

السكان
يبلغ عدد سكان محافظة البيضاء حوالي ( 583.144 ) نسمة . التعداد العام للسكان 2004م.
المناخ
معتدل صيفاً وبارد شتاءاً في المرتفعات الجبلية ويسود المناطق الصحراوية المناخ الحار أثناء الصيف والمعتدل شتاءاً في النهار ويميل إلى البرودة ليلاً .
التضاريس
تتوزع تضاريس المحافظة بين صحاري ومرتفعات جبلية وهضاب وسهول واسعة تضم أراضي خصبة ووديان كبيرة منها :
وادي جواد مرخة : وهوبالشرق من البيضاء وتصب مياه في الصحراء .
وادي بيحان: ويبدأ من البيضاء ويتجه إلى الشمال الشرقي وينزل إلى بيحان ويقسم بلاد المصعبين حتى يصل إلى بيحان القصاب ثم يتجه شرقاً إلى الأحقاف .
وادي حمره : وهومن أبرز الأودية ، وينبع من جنوب الطفة وجنوب السوادية ومن غرب البيضاء ويتجه إلى الغرب ليصب في محافظة أبين .
المرتفعات
المرتفعات هي النمط العام لسطح المحافظة حيث تشكل حوالي 70% من مساحتها مرتفعات جبلية وتبدوغالباً علي شكل سلاسل متواصلة. ومن الجبال جبل حيد على ازدياد 2140 مترا وجبل كساد .وجبل السماء (2019 م) ثم المياسر (2040 م) وأيضاً من جبال المرتفعات الشرقية جبل مدم (1360 م)، جبل الحبنى العذيبة (1760 م) جبل الهاشاش (1400 م).
السهول
وتضم عدة مناطق مختلفة من سطح المحافظة ولكن أشهرها السهول الغربية التي تغطي مساحة شاسعة من مديرية رداع خاصة وسط وشمال المديرية ومنها قاع الفيد أشهر المناطق المستوية تليها السهول الشمالية الغربية.
الوديان
فيها وديان كبيرة منها:
وادي جواد مرخة: ويقع شرق محافظة البيضاء وتصب مياهه في الصحراء.
وادي بيحان: ويبدأ من البيضاء ويتجه إلى الشمال الشرقي وينزل إلى بيحان ويقسم بلاد المصعبين حتى يصل إلى بيحان القصاب ثم يتجه شرقاً إلى الأحقاف.
وادي حمرة: وهومن أبرز الأودية، وينبع من جنوب الطفة وجنوب السوادية ومن غرب البيضاء ويتجه إلى الغرب ليصب في محافظة أبين.
السياحة في محافظة البيضاء
من مدن المحافظة السياحية رداع (55 كيلومتر من ذمار)، وهي من المواقع التاريخية التي تُزار بكثره ، وقد سكنها الملك الحميري الشهير (شمريهرعش) وكانت مركز الدولة الطاهرية خلال القرن الخامس عشر الميلادي، أبرز معالم رداع مدرسة العامرية وقلعتها الأثرية ومن المعالم التاريخية (المقرانة)، ومن الحصون حصن الجناح الأكبر الذي سكنه الأقيال.

المعالم الأثرية والتاريخية
مديرية البيضاء :مدينة البيضاء ، قلعة البيضاء ، سوق شمر ، جبل رداع ، أمعادية ، وادي شرجان ، سد وادي شرجان ، أبرز بقايا وادي شرجان ، حصن مروجة ، قرية حسين ، شرمان .
مديرية الصومعة: مدينة حَصِى(السرو)، مديرية مسورة :شيعان ,
مديرية السوادية: ردمان (المعسال)، وعلان (المعسال)، هجر قانية ، قلعة السوادية .
مديرية رداع : مدينة رداع قلعة شمر يهرعش التاريخية ، مدرسة العامرية ، ، مسجد ومدرسة البغدادية ، مسجد العوسجة ، مسجد إدريس ،، مدينة ريام ، موكل صباح .ماجل الصارم،سد عطروس(بقاع رداع)
مديرية الزاهر : حصن قيس ، جبل سودة .
مديرية مذوقين :تبعد حواليعشرة كم عن البيضاء ومن معالمها وادي نخر وادي عريق ..
الصناعات الحرفية
تنتشر الكثير من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة البيضاء مثل صناعة المعدات الزراعية، والجنابي (الخنجر اليمني)، وصناعة غزل المنسوجات والصوف والفضة والسلاح
الأسواق الشعبية
تنتشر الكثير من الأسواق الشعبية في مختلف مديريات محافظة البيضاء تعرض فيها منتجات الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية والمنتجات الزراعية، أهمها وأشهرها الأسواق التالية: -
سوق رداع يقام طوال أيام الأسبوع.
سوق السوادية يقام طوال أيام الأسبوع.
سوق ذي ناعم يقام جميع يوم جمعة من جميع أسبوع.
سوق الطفة يقام جميع يوم سبت من جميع أسبوع.
سوق ناطع يقام جميع يوم خميس من جميع أسبوع.
سوق البيضاء يقام جميع يوم خميس من جميع أسبوع.
سوق مدران في مديرية الملاجم جميع يوم جمعة وهومثلث مهم بين صنعاء والبيضاء ومأرب.
سوق الصومعه
سوق عقله بني عامر يوم الجمعة
سوق عوين
التقسيم الادارى
البيضاء
الرياشة
الزاهر
السوادية
الشرية
الصومعه
الطفه
العرش
القريشيه
الملاجم
ذي ناعم
رداع
ردمان
صباح
مدينة البيضاء
مسوره
مكيراس
ناطع
نعمان
ولدربيع

الصناعات الحرفية
تنتشر الكثير من الصناعات الحرفية في مديريات محافظة البيضاء مثل صناعة المعدات الزراعية ، والجنابي (الخنجر اليمني) ، وصناعة غزل المنسوجات والصوف .

الأسواق الشعبية
الفن المعمارى
تنتشر الكثير من الأسواق الشعبية في مختلف مديريات محافظة البيضاء تعرض فيها منتجات الصناعات الحرفية والمشغولات اليدوية والمنتجات الزراعية ، أهمها وأشهرها الأسواق التالية : -
سوق رداع يقام طوال أيام الأسبوع .
سوق السوادية يقام طوال أيام الأسبوع .
سوق نعمان يقام طوال أيام الأسبوع ما عدا يوم الجمعة .
سوق ذي ناعم يقام جميع يوم جمعة من جميع أسبوع .
سوق الطفة يقام جميع يوم سبت من جميع أسبوع .
سوق ناطع يقام جميع يوم خميس من جميع أسبوع .
سوق البيضاء يقام جميع يوم خميس من جميع أسبوع .
المصادر
اليمن أرقام وحقائق . المركز الوطني للمعلومات
النتائج النهائية للتعداد العام للسكان والمساكن والمنشآت 2004م
تقرير العمليات الميدانية والمخطية لمحافظة البيضاء
الجهاز المركزي للإحصاء 2004م
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
 
من البيضاء إلى العواذل:
بطولات وملاحم

   
بلال الطيب
 
”من البيضاء.. إلى العواذل..“

بمُوجب اتفاقية الحدود الشطرية بين العثمانيين والإنجليز مارس 1914م، كانت البيضاء واقعة في الجزء الجنوبي المحتل؛ مع العلم أنَّها لم تكن خلال السنوات الماضية خاضعة للأخيرين، وهي تاريخيًا مُرتبطة بيافع، والعواذل، وبيحان، ومأرب، ولأسباب لا نعلمها لم ترتبط بمعاهدة حماية مع الإنجليز، وباحتلال الإمام يحيى حميد الدين لها أواخر عام 1923م فرض أمرًا واقعًا، وهو الأمر الذي لم يستطع فرضه على شبوة المجاورة، التي لم تدخل مثلها تحت الحماية الإنجليزية، وهناك من يقول أنَّ الإنجليز سلموها له مُقابل الحديدة، وهو قطعًا قول غير أكيد.
 
في كتابه (اليمن والغرب)، قال إريك ماكرو: إنَّ القوات الإمامية انتزعت البيضاء من يد الإنجليز، وهي معلومة مغلوطة تناقلها للأسف الشديد عدد من الباحثين المتأخرين، والتوصيف الصحيح لهذه الجزئية ما ذكرناه آنفًا (أنَّها كانت واقعة في الجزء الجنوبي لا الحماية الإنجليزية)، وهو ما أكده أيضًا المؤرخ سيد مصطفى سالم بقوله: «ولذلك يعتبر البيضاء هو الإقليم الوحيد الذي استطاع الإمام أثناء مُنازعاته مع بريطانيا أنْ يضمه إلى بلاده، كما يعتبر التعديل الوحيد الذي أدخل على الحدود الأنجلو – تركية، بالرغم من الحروب الطويلة بين الطرفين».
 
السوادية أولًا
 
قبل التوسع في ذكر تفاصيل اجتياح القوات الإمامية لبلاد البيضاء أكثر، وجب التذكير أنَّ رداع المجاورة كانت من أوائل المناطق التي خَضعت لحكم الإمامة؛ وذلك بعد أنْ أرسل الإمام يحيى بعلي بن محمد المطاع ومعه 500 مُقاتل لضبطها ديسمبر 1918م، ولم يكد يحول الحول حتى غادرها الأخير، وحل يحيى بن علي الذاري محله، ليعود المطاع بعد مرور عامين لتولي عمالة قضاء رداع للمرة الثانية، وهو أمرٌ كان له ما بعده.
 
جدد المطاع هذه المرة العزم على اجتياح منطقة السوادية، وراسل الإمام يحيى طالبًا المدد، فأرسل له الأخير بـ 1,000 مُقاتل من أرحب، وخولان، وحاشد، ومعهم أحد المدافع، وكان معه – أي عامل رداع – أكثر من 800 مُقاتل آخرين، وبأوامر من الإمام نفسه تولى شيخ مخلاف العرش صالح بن صالح الطيري قيادة تلك القوات مُجتمعه؛ كونه من أهل المنطقة، وأدرى بمسالكها، ولأنَّه – وهو الأهم – كان مُواليًا للإمامة، وسبق أنْ أهدى إمام صنعاء عددًا من خيوله الأصيلة.
 
الهجوم الإمامي الذي بدء في 6 نوفمبر 1921م، سبقه استعدادات مُكثفة؛ فقد نجح العامل المطاع باستمالة الشيخ أحمد قايد الجبري إلى صفه، وأخذ منه رهائن الطاعة، وكانت بلاد الشيخ المذكور (آل غُنيم) أولى المناطق سقوطًا، حط في اليوم التالي الجيش الإمامي فيها، وإلى الشيخ صالح الطيري حضر أعيان المناطق المجاورة، من آل السلال، وآل بصير، وآل سرحان، وآل منصور، والشيخ ضيف الله علوي من عبس، والشيخ طالب بن أحمد من عَمِد، جميعهم التزموا بالطاعة، ودخلوا – كما أفاد المؤرخ الإمامي عبدالكريم مطهر – في سلك الرشاد.
 
وإكمالًا لذلك المشهد، أترككم مع ما قاله المؤرخ عينه: «ثمَّ انتقل الجيش من هنالك – يقصد من آل غنيم – مُنتقلًا في بلاد السوادية، وقد هَرب أهلها، وكذلك أهل عفار – من بلاد الملاجم – وذاهبة، والطفَّة.. فعاد بالأمان سكان وادي عمد، وهي قرى مُتعددة.. وبعدهم طلب الأمان أهل الطاهرية.. وكذلك أهل زهران وآل عواض.. ووصل مَشايخهم إلى المحطة، ثم سلاطين أهل ذي خير من آل بهجة، ووصل كبارهم إلى المحطة، ودخلوا في الطاعة رغبة ورهبة».

سقطت منطقة السوادية، وما كان لها أنْ تسقط؛ لولا خنوع الشيخ أحمد قايد الجبري ومن تبعه من المشايخ، والشيخ المذكور – كما أفاد المؤرخ الحجري – من أسرة تُنسب لأبي لهب بن عبدالمطلب بن هاشم، وهي معلومة – حسب باحثين مُتأخرين – غير صحيحة، وواحدة من تلفيقات الأئمة السلاليين التي دأبوا على تكريسها؛ لكسب مزيد من الأنصار، ولخلق عصبية سلالية ينعشوها وقت الحاجة، وقد استفادوا منها عبر تاريخهم الطويل أيما استفادة.
 
وبقراءة فاحصة لتاريخ بلاد قيفة، نجد أنَّ الأسر التي ساد الاعتقاد أنَّها لهبية النسب، مثل: آل أحمد، وآل مهدي (الذهب)، وآل غنيم (الجبري)، وآل محن يزيد (جرعون)، وآل مصعب (المصعبين)، والأخيرين استوطنوا بيحان، نجد أنَّ مُعظمهم ساندوا الأئمة السلاليين بسبب الاعتقاد الخاطئ أنَّهم وإياهم أبناء عمومة، بعكس الأسر الأخرى، مثل: آل الهادي، وآل عواض، وآل سواد، وآل الطاهر، وآل غشام.
 
وبالعودة إلى تفاصيل الحملة الإمامية على السوادية، فهي – كما أفادت الذاكرة الشفهية – لم تستمر طويلًا، فيما خلص المؤرخ مطهر (ناقل تفاصيلها) إلى القول: أنَّ عامل رداع علي المطاع أخذ الرهائن من جميع قبائل السوادية، وبنى فيها بعد أنْ استأذن الإمام دارًا للحكومة، واستمر في مساعيه في استمالة السلطان صالح بن أحمد الرصاص، وأدلف – لما بينه وبين الشيخ صالح الطيري من النفور – عائدًا إلى رداع، وجاء القرار الإمامي بتعيين الشيخ أحمد الجبري
عاملًا لناحية السوادية.
 
معركة عفار
 
مَثلَّ سقوط منطقة السوادية في يد قوات الإمام يحيى ضربة قاصمة لمناهضي الحكم الإمامي في تلك الناحية، فيما تداعى أبناء القبائل المجاورة تحت قيادة السلطان صالح بن أحمد الرصاص لمواجهة ذلك الزحف في لحظاته الأولى، وكان أخوه السلطان حسين الرصاص شريكه في ذلك، وإليهما انضم – كما أفاد المؤرخ عبدالكريم مُطهر – الشيخ أحمد بن عبدالله بن صلاح الملجمي من عفَّار بلاد الملاجم، والشيخ سالم أبوبكر، ومعهم أعيان الطفَّة، ومجاميع من ذي ناعم، والشيخ عبدالله الخضر من السوادية، والأخير سبق أنْ غادر بلدته بعد أنْ اجتاحتها القوات الإمامية، وفي دوره المشرفة على عفَّار تمركز أفرادٌ من تلك القوات.
 
حاول عامل رداع علي المطاع – كما سبق أنْ أشرنا – استمالة السلطان صالح الرصاص إلى صفه، ولكن دون جدوى، تحصن الأخير ومن معه من مُقاتلين في حصون عفَّار المنيعة، وعن لحظات المواجهة الأولى قال المؤرخ مُطهر: «ولما لم تنفعه رسائل النصح، أمر مولانا الإمام بمواقعته هو ومن معه في تلك الحصون، فرتب قائد الجيش جند الإمام، فجعل أرحب مع المدفع في جهة، ومعهم المقدمي – يقصد النقيب محمد بن عبدالوهاب بن سنان الأرحبي – وأهل رداع يتقدمون إلى محلات الطَفَّة من وراء الحصون؛ لمنع مدد العدو من جهة الشرق، وخولان يتقدمون إلى محلات معينة، بقصد الحصار لمن في الحصون».
 
وهكذا، وبعد حصار شديد، ومعارك عنيفة، تمكن قائد القوات الإمامية من معرفة الحصن الذي يتحصن فيه السلطان صالح الرصاص، فتم تركيز القصف المدفعي عليه، حتى انهارت إحدى جوانبه، ولإسكات قذائف ذلك المدفع، تسلل الشيخ أحمد عبدالله بن صلاح الملجمي من حصنه المجاور خفية، وتمترس بالقرب من المدفعيين، وأردى النقيب عبدالوهاب بن حسين أبو حليقة قتيلًا، وبجانبه اثنين من المقاتلين، أحدهما من ملاح؛ الأمر الذي أربك الإماميين، وخلخل لبعض الوقت صفوفهم، وعن ذلك الموقف البطولي قال أحد شعراء البيضاء:
 
غنين لابن الصـلاحي
بالعشــي والصباح
 
ذي جندل الليلة الطبشي
ومــولى ملاح
 
عـليـه قـطـف الحمام
كل ما النـور لاح
 
بعد ثمانية أيام من الصمود، وبعد أنْ يئس المقاومون من وصول المساندة من قبيلة مراد المجاورة، غادروا حصونهم المنيعة، فاستولت عليها القوات الإمامية مُؤقتًا، وجاءت أوامر الإمام يحيى بهدمها، وعن ذلك قال المؤرخ مُطهر: «ودخل المجاهدون إلى الحصون، واستولوا عليها، وأمر الإمام بإخراب الحصون، فوضعوا فيها الباروت وأشعلوه، ولم يُؤثر فيها، ثم أخربت بالأيدي، وبقي الجيش يعمل في هدمها أيامًا».
 
وما لم يعترف به المؤرخ مُطهر أنَّ هذه المعركة (معركة عفار) أوقفت الزحف الإمامي لحولين كاملين، وأنَّهم – أي الإماميين –  عادوا أدراجهم بعد أنْ عاثوا في تلك المنطقة نهبًا وخَرابًا، وجَعلوا من منطقة السوادية المجاورة لبلاد الملاجم منطقة حدودية، ونقطة انطلاق لجولة قادمة، سنأتي على ذكر تفاصيلها.
 
وعلى ذكر بلاد الملاجم ذات الأصول المرادية، فقد أفاد البرلماني علي أحمد العمراني أنَّها – أي الملاجم – تتكون من أربع قبائل: رَشَدي، ومفتاحي، ومنصوري، وغساني، وأنَّ القبيلتين الأخيرتين سقطتا في الحرب السابق ذكرها مع السوادية، ليقوم الإمام يحيى بعد ذلك بضمهما لذات الناحية، في الوقت الذي ضم فيه قبيلتي الرشدي، والمفتاحي إلى ناحية الطفة المجاورة، وأنَّ ذلك الوضع استمر حتى عام 2001م، حيث طلب البرلماني العمراني (الرشدي) من السلطات الحاكمة إعادة الوضع إلى ما كان عليه، وعادت بذلك الملاجم المديرية إلى خريطة محافظة البيضاء الصامدة.
 
يوم الوزير أقبل
 
كان ثمة خلاف بين سلطنة الرصاص الواقعة شمال شرق مدينة البيضاء، ومركزها مسورة، وهي مجاورة لـقبيلة مُراد، وعُرفت تاريخيًا بـ (بني أرض)، وتُسمى أيضًا بـ (بنير) على وزن حمير، وبين مشيخة الحميقاني الواقعة جنوب غرب ذات المدينة، ومركزها الزاهر، وهي مجاورة ليافع، والعواذل، وهو الخلاف الذي استغله الإماميون جيدًا، فتح شهيتهم لاجتياح البيضاء، وقبل التوسع أكثر في نقل تفاصيل هذه الجزئية، وجب التذكير أنَّ تلك المنطقة كانت قد شهدت قبل ذلك بفترة وجيزة حربًا بين آل الرصاص، وآل الحميقاني، انتهت بقتل الشيخ عبدالرب صالح الحميقاني، ليتصدر ولده الشيخ علي – أحد أبطال هذه الجولة – المشهد.
 
بعد مُشاركته في معركة عفار السابق ذكرها، وقيامه في صد الزحوفات الإمامية، عاد الشيخ صالح أحمد الرصاص إلى بلدته مَسورة، وكانت في انتظاره حرب أخرى مع آل الحميقاني، المسيطرين حينها على مدينة البيضاء، ولا نستطيع الجزم بتحديد طبيعة السيطرة الحميقانية على ذات المدينة، وهل كانت حينها دائمة أم مُستجدة؟
 
الوثائق البريطانية التي وثقت لأحداث تلك الحقبة اكتفت بذكر أمير البيضاء دون ذكر اسمه، وفي الوثيقة رقم (5/416 fo 13) مارس 1901م – مثلًا – وجدنا إفادة سلطان لحج (كان حينها أحمد فضل العبدلي) بأنَّ الأتراك يسعون جاهدين لاستمالة سكان بيحان، وكذلك قبيلتي العوالق العليا والواحدي.. وأنَّهم يستخدمونه لاستمالة أمير البيضاء، وأنَّه – أي سلطان لحج – يتحاشى ذلك.
 
كانت هذه المناطق حينها مُستقلة، ولم تكن خاضعة للأتراك، ولا للحماية البريطانية، باستثناء سلطنة الواحدي، وخلص كاتب الوثيقة إلى القول: «إذا ما استطاع الأتراك استمالة أمير البيضاء، والعوالق العليا، فإنَّ طريق القوافل الرئيسية بين عدن، وحضرموت ستغلق في وجهنا، أو ستفرض الرسوم الباهظة على التجار الذين يستخدمون تلك الطريق».
 
وبالعودة إلى موضوعنا، موضوع الخلاف بين آل الرصاص، وآل الحميقاني، فإنَّ الحرب الثأرية بينهم لم تتوقف خلال عام 1922م؛ خاصة بعد أنْ تمكن الشيخ علي عبدالرب الحميقاني من قتل السلطان صالح أحمد الرصاص في مدينة البيضاء ثأرًا لوالده، وكان عامل رداع علي المطاع قد تواصل بواسطة عامل السوادية الشيخ أحمد الجبري مع ذات السلطان، ومناه بعودة البيضاء لقبضته، وحكمها باسم دولة الإمامة المتوكلية.
 
هذه الإشارة التي أوردها المؤرخ مُطهر تجعلنا نُخمن أنَّ سيطرة آل الحميقاني على مَدينة البيضاء كانت مُستجدة، وأنَّها – أي ذات المدينة – كانت خِلال السنوات الماضية خاضعة لآل الرصاص، وأنَّ الأمير المذكور في الوثائق البريطانية ربما يكون هو نفسه السلطان صالح الرصاص، خاصة إذا ما علمنا أنَّه حين قُتل كان كبيرًا بالسن، وكان أخوه وخلفه السلطان حسين الرصاص مُتزوج من ابنة قاتله (الشيخ علي الحميقاني)، وهو الأمر الذي عقد المشهد أكثر، والأكثر أهمية أنَّ بعض المراجع التاريخية أطلقت على المنطقة تسمية (سلطنة البيضاء).
 
وفي مُقابل ذلك التخمين، أزال الباحث حسين الحميقاني – إلى حدٍ ما – ذلك الالتباس، وأفاد أنَّ مدينة البيضاء كانت خاضعة لآل حميقان، وأنَّ الأمير المذكور في الوثائق البريطانية هو جده الشيخ أحمد بن عبدالقوي بن صالح الحميقاني، وأنَّ الأخير التقى بمندوب الإنجليز المدعو أحمد السركال في منطقة مكيراس، ورفض الانضمام للحماية الإنجليزية.
 
وكي لا نذهب بعيدًا، وجب التذكير أنَّ الحرب الثأرية بين آل الرصاص، وآل الحميقاني ارتفعت وتيرتها كثيرًا، وأنَّه ومن شقوق ذلك الخلاف تسلل الإماميون، ونجحوا في استمالة السلطان الجديد حسين أحمد الرصاص إلى جانبهم، ليتوجه الأخير برفقة عامل السوادية الشيخ أحمد الجبري إلى صنعاء مارس 1923م، مُستنجدًا – كما أفاد المؤرخ مطهر – بالإمام يحيى، وحظي بوعد بتعيينه عاملًا على البيضاء؛ في حال خضعت الأخيرة للسيطرة الإمامية.
 
بعد مرور ثلاثة أشهر من ذلك اللقاء، سلم السلطان حسين الرصاص أحد أولاده رهينة؛ فما كان من الإمام يحيى إلا أنْ كَلَّف أمير ذمار الشاب عبدالله بن أحمد الوزير بإخضاع البيضاء، نفذ الأخير بعد استعدادات مُكثفة الأمر، وتوجه بـ 4,000 مُقاتل وبعض المدافع جنوبًا 23 سبتمبر 1923م، وفي رداع انضمت إليه قوات أخرى، ليمدحه أثناء خروجه ذاك الشاعر محمد بن يحيى الإرياني بقصيدة طويلة، قيل أنَّها – كما أفاد المؤرخ إسماعيل الأكوع – أثارت تخوف الإمام يحيى منه، وأدت فيما بعد لرفع نفوذه من البيضاء، وإب، وزبيد، ووصابين، وعتمة، وحصره في ذمار، وقيل أنَّ الشاعر أراد ذلك لأنَّه – أي ابن الوزير – تعرض لقريب له.
 
ومن قصيدة الشاعر الإرياني نقتطف:
 
سر حيــث شئـت فإنَّ جندك ظافر
وانـــزل بحيـــــــث تـرى فأنت القاهر
 
تــــــاهت بك البيـــــضا ومـــــالت نعوةٌ
طــــــربًا وغنــــى في الغصــــون الطائر
 
شهــــــدت لـــــــه يـــــــوم النـــــزال مـواردٌ
مشهــــــــــورة عنــــــد العــــــدا ومصــادر
 
كــــــان الحميــــــقـــانـــــــي يظــــــن بـــــــأنَّه
ينـــــجيـــــــه مـــــــن أمـــــــر الإلــــه الزاهر
 
حتــــــى رأى الجيــــــش اللهــام يقوده
أســــــد هصـــــــور للنـــــــواصي هـــاصر
 
لم يتحقق حدس الشاعر محمد الإرياني، فقد كانت البيضاء سدًا أسودًا على الأمير عبدالله الوزير وجيشه العرمرم، صحيح أنَّ آل منصور من بلاد الملاجم طلبوا الأمان، وصحيح أنَّ الشيخ سالم أبوبكر رفع راية الاستسلام، إلا أنَّ غالبية أبناء قبائل البيضاء تصدوا للقوات الإمامية، وأذاقوها الأمرين، وقد حدثت أولى المواجهات – كما أفاد المؤرخ محمد زبارة – في منطقة بني عمر من بلاد ذي ناعم 14 أكتوبر 1923م، حيث حاول المقاومون الذين تجاوز عددهم الـ 1,400 مُقاتل صد الزحوفات الإمامية، ولكن دون جدوى.
 
وتتداول الذاكرة الشفهية زامل شهير لشيخ قبائل الظُفريين في منطقة الطفة، الشاعر صالح هادي الظفري، قاله في حضره الأمير عبدالله الوزير، والسلطان حسين الرصاص، والبيت الأخير منه مليء بالتشاؤم من المستقبل، وهذا نصه:
 
ســــــلام يـــــا سيدي ولك يــــــا مسندي
يــــــــا ذي تـــوليت الـــــرعــــيــــة والجـبـــــر
 
سيـــــت النمر والذيـب والنعجة سوي
كــــلن تـــــــزهد محـــــــرفه لـــمّــــا ســــــبــــر
 
وانتــــــه صبــــــاح الخيـــــر يــــــا سلـــطانــنا
يـــا الناصري ذي شاع علمه والخبر
 
بـــــــرد الزيـــــــود أيبـــس عضاة الشافعي
مــــدري متــــــى يـــــرجع ورقها ذي هبر
 
كان القاضي الشاعر أحمد بن محمد الحضراني (والد الشاعر والمناضل إبراهيم الحضراني) من مُرافقي الأمير عبدالله بن أحمد الوزير في تلك الحملة، وقد وثقت أشعاره لأحداث مُهمة غفل عنها كثير من المؤرخين، وسنستعين ببعضها أثناء تناولنا للأحداث الآتي ذكرها، وقد حدثت حينها بينه وبين السلطان حسين الرصاص مُساجلة شعرية، وحين قال الأخير:
 
حيــــــا بـــــكـــــم يـــــا ذي وجدتوا عندنا
يمـــلأ لوجده واندهف هوش الحيود
 
مـــا اقـــــول ذا شرعي ولا ذا شرعكم
مــــــا الشــــــافعي مـــــع صـــــف الـــزيـــــود
 
رد عليه:
 
الله يحــــــيــــــي كــــــل مـــــــــن حيـــــا بنــــــــا
مــــــا السيـــل يتوطأ على رأس الحيود
 
جــيـش الإمـــام الـــــهـــــاشـــــــمي حولنــــا
لو قــــــــال نـــــــودي بـــــالشـوامخ باتنود
 
وفي الجانب الآخر، استعد الشيخ علي عبدالرب الحميقاني لمواجهة الزحف الإمامي جيدًا، قاوم وقبيلته مُقاومة الأبطال، وقاتل قتال الشجعان، وعنه قال المؤرخ محمد زبارة مُتحاملًا: «وتعقب هذا – أي تعقب معركة بني عمر – إعلان الحميقاني من مشايخ تلك البلاد للفساد والعصيان، وتصميمه على التمادي في البغي والطغيان، ثم تفريقه لما وصل إليه من أموال النصارى في بعض أعمار تلك البلاد، حتى تجمعوا إليه ورتبهم بحصونه التي هي على مَسافة ساعة من مَدينة البيضاء».
 
تتحدث الذاكرة الشفهية عن مَعارك شرسة شهدتها تلك الجغرافيا الصامدة، عُرفت إحداها بـ (معركة كبد)، وفيها خسر المقاومون الشيخ محسن الحميقاني، وعُرفت الثانية بـ (معركة مشعبة)، هُزمت فيهما القوات الإمامية، وخلدهما – أي المعركتين – الشيخ علي الحميقاني بقوله:
 
ويــــــــــــوم الــوزير اقبـل علــــــيـــنا مقــــدمـــــا
وجـــــا وان قـومي في مراكز كبد نضور
 
ولا مشـعبــــــــــــــة حيث امشـالي تفــلهـما
وظــلت تفاصح في امساعي وامضبـور
 
بعد معارك شرسة استمرت لأكثر من ثلاثة أسابع، تمكن الأمير عبدالله الوزير من دخول مدينة البيضاء 5 نوفمبر 1923م، ولولا مُشاركة قبيلة مُراد تحت قيادة الشيخ ناصر بن مسعد القردعي (والد البطل الثائر علي القردعي) في تلك الحرب، مُساندين لحليفهم السلطان حسين الرصاص في حربه الثأرية، ما انتصر الإماميون، وما رفع الشيخ علي عبدالرب الحميقاني مُؤقتًا راية الاستسلام، وتأكيدًا لما ذهبنا إليه، خاطب الأخير ابن الوزير قائلًا:
 
قــــــال الحميقاني صليب الراس
وقـــــــرن راســــــــي مـــن حـــديـــــدي
 
لـــــولا المــــرادي ذي له الغلاس
مــــا كـــــــان قـــلـــت لك ســـيـــدي
 
وبالعودة إلى ذكر الشاعر أحمد بن محمد الحضراني، فقد قال بعد دخول القوات الإمامية مدينة البيضاء قصيدة طويلة، جاء في مطلعها:
 
ألا هل أتـى أم البنيــن بــأنـنـــي
ببيضاء حبيس نازح الــدار متبول
 
وقـــد بعدت عني الرفاق وسفهت
حلــومهم بئـــس الـــرجال المثاقيل
 
صارت البيضاء بعد ذلك جزءًا من لواء ذمار الكبير، وقد أخذ أمير ذلك اللواء عبدالله بن أحمد الوزير من الشيخ علي الحميقاني ومن المشايخ الذين ساندوه رهائن الطاعة، ثم جدد العزم على توجيه قواته جنوبًا، وكانت بلاد آل عزان، والعواذل وجهته التالية، وجاء في رسالته التي بعثها للإمام يحيى، والمؤرخة بــ 25 جمادى الأولى 1342هـ (2 يناير 1924م) تفاصيل تلك الحملة.
 
العواذل والموت الأحمر
 
فور دخوله مدينة البيضاء، عزم الأمير عبدالله بن أحمد الوزير – كما جاء في رسالته للإمام يحيى – على توجيه قوات إمامية لإخضاع بلاد آل عزان، الواقعة جنوب شرق ذات المدينة؛ وذلك بعد أنْ رفض غالبية سكانها الدخول في طاعته، وبعد أنْ استعدوا بمُعاضدة من قبيلة العواذل المجاورة للهجوم عليه، وإلى منطقة المسحرة أرسل بقريبه محمد بن علي الوزير ومعه مدفع وعدد من المقاتلين، وعن نتيجة هذه المعركة قال ابن الوزير: «وقد اجتمع المفسدون من آل عزان جميعًا إلى هنالك، نحو ألف وخمسمائة، فخذلوا، ونصر الله المجاهدين نصرًا عظيمًا، وأخذوا نحو عشرة محلات في نحو ثلاث ساعات».
 
وإلى مذوقين من دبان، وهي منطقة فاصلة بين آل عزان والعواذل العليا (الظاهر)، أرسل الأمير عبدالله الوزير في ذات الوقت بقوات إمامية تحت قيادة النقيب قايد بن راجح، وسليمان أفندي، والسلطان حسين الرصاص، ثم عَززها بقوات أخرى تحت قيادة النقيب عبدالله بن سعيد الجبري (سبق أنْ تحدثنا عن أدواره في حروب لواء تعز)، والنقيب صالح بن ناجي الرويشان، وعامل السوادية الشيخ أحمد قايد الجبري.
 
كان أبناء قبيلة العواذل (العواذل اليوم تنقسم إلى مديريتين: مكيراس، ولودر) قد استعدوا للمُواجهة، وحشدوا – كما جاء في تلك الرسالة – نحو 2,000 مُقاتل، واستولوا على منطقة دبان، إلا أنَّهم تعرضوا لهزيمة ماحقة، وعن ذلك قال ابن الوزير: «ولم يبقى بعد ذلك غبار للعواذل، وتشتت شملهم من وقته، وباكروا في اليوم الثاني بالوساطة والكتب في طلب الأمان والصلاح وبذل الطاعة، وتعقب ذلك وصول السلاطين آل القاسم علي جميعًا، وتبعتهم مشايخ الظاهر، وتمت طاعتهم، وسلموا الرهائن المختارة من مشايخ البلاد».
 
وعلى ذكر سلاطين آل قاسم بن علي بن حسين، وجب التذكير أنَّ حُكم السلطنة العوذلية آل لهؤلاء بعد أنْ انقلبوا على قريبهم السلطان منصور بن ديان، المؤسس الفعلي لتلك السلطنة، وهم: جعبل، وأحمد، وصالح بن قاسم، ومن قصدهم الأمير عبدالله الوزير في رسالته هم أبناء هُؤلاء، وقيل أنَّ نسبهم يتصل بالسلطان الطاهري عامر بن عبدالوهاب.
 
اختار آل قاسم الشيخ أحمد بن صالح بن قاسم سُلطانًا عليهم، وقد كانت نهاية هذا السلطان قتيلًا على يد ابن عمه قاسم بن أحمد، الذي تولى الحكم من بعده، راسل الأخير الإنجليز طالبًا صداقتهم وحمايتهم 1906م، ووقع مع مقيمهم السياسي السير جيمس أ.بل مُعاهدة مُتصلة 19 سبتمبر 1914م، وحصل منهم على راتب شهري قدره 80 روبية؛ ودخل بسبب ذلك في صراع مع محمد وحسين ابني عمه جعبل، ودارت بينهم حروب وخطوب، ولقي مصرعه على يد الأخير، وذلك بعد انسحاب القوات الإمامية من العواذل كما سيأتي.
 
اجتاحت القوات الإمامية العواذل العليا (الظاهر) أثناء ذلك الصراع؛ وما ذكر مُفردة (سلاطين آل قاسم) في الأدبيات الإمامية التي وثقت لأحداث تلك الفترة إلا دليل على ذلك، واحتمال كبير أنَّ الأخوين محمد وحسين بن جعبل اشتركا في حكم السلطنة، ومن مفارقات القدر أن نهاية الأخير كانت قتيلًا، وذلك على يد مجموعة من أبناء المناطق الشمالية 1936م.
 
ولكي تتضح الصورة أكثر، وجب التذكير أنَّ أمر السلطنة كان – كما أفاد المؤرخ نجيب أبو عز الدين – قد آل قبل تلك الحادثة بسبع سنوات للسلطان صالح بن حسين بن جعبل ذو السبع سنوات 1929م، فيما عُين عمه محمد بن جعبل وصيًا عليه، وللأخير ذكر في الأحداث الآتي ذكرها، بوصفه الاسم الأكثر حضورًا خلال تلك الحقبة.
 
وتأكيدًا لما سبق، أفاد عدد من المؤرخين أنَّ القوات الإمامية تجاوزت مُكيراس، وعريب من العواذل العليا (الظاهر)، وصولًا إلى سفوح جبال الكور من العواذل السفلى (الكور)، وتجاوزت في الجهة الأخرى ردفان وصولًا إلى إمارة العلوي، والأميري، والمسبعي، وعن خُلاصة الجزئية الأولى قال عبدالله الوزير في رسالته: «وبذلك تم صلاح جميع بني أرض، والعواذل، وصلحت الآن جميع الأمور، واستقرت الأحوال».
 
كما كانت للقوات الإمامية حينها مُحاولة يتيمة لاحتلال يافع السفلى من جهة البيضاء، وقد تصدى لها – كما أفاد المؤرخ عبدالله الناخبي – آل الكسادي بمعاضدة من بني عصر، واستمرت تلك المعركة طوال الليل، ولم تشرق شمس اليوم التالي إلا والنجدات اليافعية تتابع من آل ذي ناخب، وآل يزيد، وآل سعد، وكلد، واليهري، وانتهت تلك المعركة بهزيمة الإماميين، ليغادروا المنطقة بعد أنْ تركوا ورائهم عددًا من القتلى والجرحى والأسرى، وكميات كبيرة من العتاد والأسلحة.
 
لم يستقر لقوات الإمام يحيى في العواذل العليا (الظاهر) وما جاورها من مناطق قرار، ففي مطلع عام 1924م ثار أهل منطقة شرجان على الحامية الإمامية المتمركزة هناك، وهذه المنطقة تقع شرق منطقة مُكيراس، وكانت الحصيلة 33 قتيلًا، هم إجمالي عساكر تلك الحامية؛ والسبب – كما أفاد المؤرخ محمد زبارة – نقل رهائن القبيلة من مدينة البيضاء إلى ناحية السوادية، وتوارد الأخبار بأنَّ نقلهم كان إلى سجون شهارة.
 
لم يُرسل الأمير عبدالله الوزير بعساكر إمامية لإخماد ذلك التمرد؛ بل أرسل بمجاميع قبلية من البيضاء المجاورة 12 يناير 1924م، وعلى دفعتين: 200 مُقاتل تحت قيادة السلطان حسين الرصاص، و200 مُقاتل تحت قيادة الشيخ علي الحميقاني، وعزز الأخير بـ 14 جندي نظامي، وإكمالًا للمشهد قال المؤرخ زبارة: «وكانت بينهم وبين البغاة معارك انجلت عن قتل كثير من البغاة، واستيلاء الأجناد الإمامية على كثير من قُراهم وأموالهم، وعلى جميع بلادهم، والإحراق لخمسة وثلاثين محلًا من محلاتهم.. بعد أنْ كانوا قد تجمعوا ألوفًا مُؤلفة».
 
وهكذا اتحد السلطان حسين الرصاص وعمه (والد زوجته) الشيخ علي الحميقاني لـمُحاربة قبيلة مجاورة لهم، تشاركهم المعاناة والمصير، وتسببا في خلق حرب ثأرية لم يتعافى هما – حتى تلك اللحظة – من أثارها، وكان المستفيد الأكبر من كل ذلك دولة الإمامة الكهنوتية، التي لم تحكم وتتحكم وتتوسع على مدى تاريخها إلا بخلق وتوسيع الخلافات بين اليمنيين، وديدنها بذلك ديدن كل المحتلين على مر العصور.
 
وما يجدر ذكره أنَّ الإماميين استفادوا حينها من خلافٍ سابق حدث بين سلاطين الرصاص وسلاطين العواذل، يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث سيطر السلطان الرصاص بدعم عثماني على العواذل العليا (الظاهر)، وأجبر – كما أفاد المؤرخ محمود السالمي – السلطان منصور بن ديان على النزوح جنوبًا، ولم يمض من الوقت الكثير حتى كانت للسلطان الرصاص مُحاولة أخرى للسيطرة على العواذل السفلى (الكور)، إلا أنَّ جبال الكور العالية حالت دون توسعاته.
 
وقبل أنْ أختم هذه الجزئية، وجب التذكير أنَّ السلطان حسين الرصاص، والشيخ علي الحميقاني لم يستمرا على ولائهما لدولة الإمامة الزيدية المتوكلية؛ بل قاما بعدة انتفاضات تحررية – سنأتي على تناولها اختزالًا – كلفت الإماميين الكثير، وتَعرضا بسببها للحبس والتشريد.
 
أبناء قبيلة العواذل العليا (الظاهر) هم الآخرون لم يذعنوا لحكم الإمام يحيى، فيما لم يتوسع مُؤرخو الإمامة في ذكر انتفاضاتهم التحررية، واكتفى المؤرخ زبارة في ذكر انتفاضة أهل شرجان – سبق أنْ نقلنا تفاصيلها – ثم أتبع ذلك بذكر انتفاضة أهل عريب، وهي الانتفاضة التي حدثت نهاية ذات العام (ديسمبر 1924م)، وذلك بعد مُرور خمسة أشهر من مُغادرة الأمير عبدالله الوزير البيضاء، وتعيين عبدالله بن عبدالله إسحاق عاملًا على ذلك القضاء.
 
بتكليف من عامل قضاء البيضاء عبدالله إسحاق، توجه – كما أفاد المؤرخ زبارة – عدد من العساكر لإحضار ابن أحمد صالح جعيل، ولم يحدد ذات الـمؤرخ هوية ذلك الشخص، وهل هو من سلاطين آل قاسم بن علي، أم من مشايخ الظاهر (العواذل العليا)، والاحتمال الأخير هو الأرجح، خاصة وأنَّ أهل أحمد بن صالح هذا، سكنوا – كما أفاد المؤرخ حمزة لقمان – في منطقة عريب، والأخيرة تقع شمال السلطنة العوذلية، وجنوب شرق منطقة مُكيراس تحديدًا.
 
وقد كان مصير بعض أولئك العساكر القتل على يد أبناء تلك المنطقة، فيما التجأ من نجا منهم إلى بيوت الرماح، فدارت الحرب هناك، وكانت الحصيلة كما أفاد المؤرخ زبارة 15 قتيلًا، و14 جريحًا من القوات الإمامية، و30 قتيلًا من أهل عريب.
 
دفعت تلك الحادثة القاضي الشاعر أحمد الحضراني للاستنجاد بالإمام يحيى، وأرسل له بقصيدة شعرية طويلة، حفزه من خلالها، وحفز أنصار الإمامة بشكل عام على نُصرة العامل عبدالله إسحاق، وحذرهم جميعًا من التساهل مع قبائل العواذل، وغيرهم، ومن تلك القصيدة نقتطف:
 
كــــأني بــــــفخـــــر الآل خيـــــر غضــــنــــفر
عــــلى خــــــده يــــــا سيـــــد العـرب يلطم
 
يقـــــــول أمـــــــا منـــــــكـــــم مــــلـب لـــــغــــــارة
يغـــــص بهــــــا كـــــــور البــــــغـــــاة ويـــكظم
 
وشنــــــوا على الـــقــــــوم اللئـــــــام بـــــغـــــــارة
فهــــل منكـــــم جيــــش خميــــس عرمرم
 
يـــــــدك بها شـــــــرجان مــــــن بعــــد عريب
ويجـــــــلي مكيـــــــراس وكـــــــور ويـــهـــــدم
 
فــــــــإن يـــــــك منــــــكــــم غــــــــارة فــوشيكة
وإن يك صـــرمًا ما لها الصيـد تحكم
 
رويــــــــدكم البيـــــــضــــــــاء لا تتـــــــركـــــونــــها
ولا تحــــــزنــــــوها اليـــــوم فـــالأمر أعظم
 
وبيــــضاء وكـــم لا تنـــشـبـــن مخــالب الـــ
عواذل منها فـاسمعوا القول وافهمـوا
 
بنــــي هـــاشم ما أقبــــح الســــلم والــدنى
أخـــــوكم عُــــبــيــــد الله بــــالشرق يهضم
 
إذا مــــــا تــــــركتـــــمـــــــوه فـــــريـــــســــــة آكل
فــــــلا خيــــــر في الدنيا ولا خير فيكم
 
توالى بعد ذلك إرسال الإمدادات الإمامية إلى تلك الجهة، واستمرت المواجهات بين الجانبين مدة، وقد تولى القاضي أحمد الحضراني قيادة إحدى المجاميع، وحدثت أثناء تلك المواجهات – كما أفاد الـمؤرخ علي محمد عبده – مُساجلة شعرية بينه وبين السلطان أحمد بن جعبل العوذلي، وهذا الأخير لم أجد اسمه ضمن قائمة سلاطين آل القاسم، والمقصود – كما أعتقد – السلطان محمد بن جعبل بن قاسم، أخ السلطان حسين بن جعبل، والوصي فيما بعد – وكما سبق أنْ ذكرنا – على السلطان الصغير صالح بن حسين بن جعبل، ويؤكد ذلك ذكر اسمه في إحدى قصائد الشاعر الحضراني الآتي نقلها.
 
وبالعودة إلى المساجلة الشعرية، فقد قال الشاعر أحمد الحضراني حينها:
 
يـالكــــــور لا تـــــــشمــــخ علينا
لا بـــــــد مــــا تــــنــــدي الرهيــنة
 
والعــــــــوذلــي كمـــــــا تــــــشــــــرد
هــــــذي السنة ثـــــاني سنـــيــنه
 
فما كان من السلطان محمد بن جعبل إلا أنْ رد عليه قائلًا:
 
يــالقاضي أحمــــد بن محمد
الكـــــور مـــا يـــــنــــــدي رهــــيـنة
 
ما عنده إلا الموت الأحمر
والبنـــــدري تســـــمـــــع رطيـــــنة
 
بعد أنْ أحكمت سيطرتها على العواذل العليا (الظاهر)، تقدمت القوات الإمامية عبر المرتفعات الشرقية جنوبًا صوب العواذل السفلى (الكور)، وما أنْ تجاوزت منطقة دمامة، حتى قامت – كما أفاد المؤرخ لبيد الجابري – بإشعال النيران في عددٍ من المواقع المحيطة؛ الأمر الذي أثار الرعب في نُفوس أبناء قبائل العوذل، وظنت أنَّها تواجه قوة جبارة، وتخلت تبعًا لذلك عن خيار المقاومة، والتجأ سلطانها قاسم بن أحمد إلى قبائل آل جعرة في دثينة، واستقر في قرية الخشي تحديدًا.
 
واصلت القوات الإمامية بعد ذلك تقدمها، وسيطرت على مدينة زارة العاصمة الإدارية للسلطنة العوذلية، والواقعة شمال غرب مدينة لودر، فيما صمد السلطان محمد بن جعبل فيها لبعض الوقت، وتوجه بعد هزيمته صوب دثينة (مودية)، ثم عدن مُستنجدًا بالإنجليز، وإليه أرسل الشاعر الإمامي أحمد الحضراني بقصيدة شعرية مُتشفيًا، جاء فيها:
 
يوم الربوع قال ابن حضران
طليــــت الأخــــــشــــام الزبيــــنة
 
بقـــــدم غـيــــــلانـــــي وخــــــولان
أهــــــل التــــــراتيــــب الــــزكيــــــنة
 
وانــا عمــــود الجيـــــش لابـان
تلحـــــق وراي كم من قـــــرينة
 
قــــــادم على كــوري وسلطان
وارض العـــــوالـــــق لا دثـــــيـــنة
 
جـــــاهم ظهــــر والرعـد حنان
كــــل ذي يســـــمــــع حـــــنــــينه
 
سقــــــوا بــسـيــــــلة لا بـــــدبــــان
بـــــالبنـــــدري شغـــــــل المكينة
 
قــد قلت يـــا سلطان محمد
الكـــــور مــــــا يـــــــنـــدي رهيـــنة
 
واليــــــوم بــــــأيــــــدينــــا مطــــاوع
ومـــــــن عصــــــــــانــــــا بـــــا نهيـنه
 
هــــذا صــــدر من حصن زارة
ذي شامــــــخــــة فوق المدينة
 
خــــــذنــــاه يــا سلطان عليكم
تحـــــــجر لنـــا كم من حسينه
 
تعاضد أبناء قبائل العواذل، ودثينة، وآل فضل على مُقاومة الزحف الإمامي(1)، وحظوا – هذه المرة – بمساندة الطائرات الإنجليزية التي قامت بأول طلعاتها في التاسع من يوليو 1925م، وعن هذا التدخل قال المؤرخ إريك ماكرو: «استخدمت طائرتان من عدن في محاولة لإجبار القوات اليمنية على الانسحاب من أراضي العوذلي»، وأضاف في نقله لحواث شهر أكتوبر من ذات العام: «قامت الطائرات من مطار الشقري في محاولة أخرى لاستعادة ما فقد من أراضي العوذلي».
 
من جهته قال المؤرخ لبيد الجابري أنَّ الإنجليز أرسلوا بادئ الأمر بطائرة استطلاع، ثم قاموا بعرض الصور التي تم التقاطها على السلطان محمد بن جعبل، وأنَّ الأخير حدد لهم المواقع التي تتواجد فيها القوات الإمامية، وكتب لهم تنازلًا عن الحصون التي سَتُدمر أثناء تلك العملية العسكرية.
 
نال القاضي أحمد الحضراني من هجمات الثوار المسنودين بالطائرات الإنجليزية الكثير، ليتمكن في نهاية ذات العام، وأثناء مُرابطته فوق جبل الكور، من إسقاط إحدى تلك الطائرات، وقتل طيارها، وقد خلد تلك الحادثة بعدة قصائد، منها هذه الأبيات التي استنجد بها بعامل البيضاء عبدالله اسحاق، حيث خاطبه قائلًا:
 
مــــــا لي أراك عـــــــن القــــــدوم معـوقا
إنــــي أرى التعـــــويـــــــق عنــــــه عـــارا
 
لم أكتـــرث في الكور ليلة قهقرت
قــــــــــــــوم هنــــــــاك وولت الأدبـــــــارا
 
ووقفــــــــت بعـــــــد الكــل شهرًا كاملًا
لا أخـــتــــــشي طـــــــار ولا طــــــيــــــارا
 
حتــــــى أتــــــى الأمـر الشريف مُخبرًا
بـــــــالرفــــع يــــا ابن الأكرمين مرارا
 
وإليــــــكها يـــــــا ابــــــن الكرام عريضة
مــــــن هــــــزبري قـــــد عــــــدا مغيـــارا
 
تـــــــاريخـــــها وافــــــي ينــــــادي أرخــــــوا
القـــــــــاضي أحمـــــــد نـــــزل الطيــارا
 
لم يُفصح الشاعر أحمد الحضراني عن طبيعة الأمر الإمامي إليه بالرفع، وهل المقصود به الرفع بيوميات الحوادث، أم المقصود به ارتفاع القوات الإمامية من تلك المناطق، واحتمال كبير أنَّ الجزئية الأخيرة هي المقصد، ويؤكد ذلك قول المؤرخ إريك ماكرو: «وفي سنة 1926م استولى الإمام على جزء من أراضي العوذلي السفلى، ولكنه اضطر للتخلي عنها بعد القيام بعمليات جوية ضده، وأدت هذه العمليات ببريطانيا إلى أخذ زمام المبادرة».
 
وهكذا، وبمساعدة سرب من الطائرات الإنجليزية، تمكن أبناء قبائل العواذل، ودثينة، وآل فضل من إخراج القوات الإمامية من العواذل السفلى (الكور)، بعد أنْ خاضوا معها مَعارك كثيرة، غَنموا خلالها كثيرًا من الأسلحة، واسترجعوا كثيرًا من المنهوبات، وتخليدًا لتلك المعارك كتب الشاعر العوذلي علي محمد الخضر الملقب بـ (بن رامي) قصيدة شعرية ألقاها أمام السلطان محمد بن جعبل، نقتطف منها:
 
حيـــــا بســلطـــــان العصـــيب الجــــــاسرة
سلطــــــان زارة أمــــــر حمـــــران العيـــــون
 
دي ســـــا عــدن زارة وســــــا زارة عـــدن
وامطــــــار من عـــــريب يكــــلم شمبيـون
 
جـا من عدن دي صان ملحا وامبدن
وامنـــــار قـــــدها تلهـــف اسبال امعيون
 
واتعــــــوذب الشيــــطان وامــزيدي هدن
حـــمّا بصـــــرهـم فـــــي امثـــــورة يلعبـــــون
 
كانت بذلك العواذل السفلى من أوائل المحميات الجنوبية تَحررًا، فيما ظل مصير قرينتها (العواذل العليا) متذبذبًا؛ فهناك من قال أنَّ القوات الإمامية ظلت مسيطرة عليها كاملة، وهناك من قال أنَّها ظلت مسيطرة على أجزائها الشمالية فقط، والقول الأخير هو الأرجح؛ بدليل مُعاودة القوات الإمامية فيما بعد السيطرة على 64 قرية من قرى العواذل العليا (الظاهر)، وأخذ حوالي 40 رهينة أكتوبر 1931م.
 
كانت العلاقة حينها بين السلطات الإمامية والإنجليز شبه هادئة؛ بل أنَّ الأخيرين أرسلوا طبيبًا خاصًا لـمُعالجة السيف أحمد يحيى حميد الدين 8 مايو 1932م، بناءً على طلب الأخير، وتعزيزًا لتلك التهدئة توجه المستر ريجينالد شامبيون (السكرتير الثاني للمعتمد البريطاني في عدن السير برنارد رايلي) جوًا إلى لودر 2 ديسمبر 1933م، وحث السلطان العوذلي – لم يذكر المؤرخ إريك ماكرو اسمه، واحتمال أنَّه السلطان محمد بن جعبل – على ضرورة المحافظة على علاقاته السلمية مع الإمام يحيى، مطمنًا أياه أنَّ الأخير سيسحب قواته من هضبة الظاهر (العواذل العليا) سلمًا.
 
وقد أثمرت تلك التهدئة بتوقيع مُعاهدة صنعاء في بداية العام التالي 11 فبراير 1934م، وهي المعاهدة التي لم يتم التصديق عليها إلا بعد مرور سبعة أشهر، وذلك بعد أنْ انسحبت القوات الإمامية من قرى العواذل العليا، وغيرها، وبعد أنْ تم الإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وفتح طريق التجارة بين المناطق الشمالية ومحمية عدن.
 
وكان قد توجه إلى لودر قبل توقيع تلك الاتفاقية بأسبوعين النقيب باسل سيجر 17 يناير 1934م، الموظف في مكتب إدارة المستعمرات، وكان مكوثه في تلك الجهة لمدة ثلاثة أشهر، منتدبًا من قبل السلطات الإنجليزية للإشراف على انسحاب القوات الإمامية من العواذل العليا (الظاهر)، وهو ما كان.
 
يتبع..
 
الهوامش:
 
1- وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكر؛ فثمة جُزئية مهمة ومَنسية من تاريخ أبناء تلك القبائل النضالي، وحين  قادت آل فضل قبل 264 عامًا تمردًا عاصفًا ضد الدولة القاسمية 1071هـ / 1661م، بقيادة الشيخ حيدرة بن فضل الفضلي، وذلك بعد مرور خمس سنوات من سيطرة قوات المُتوكل إسماعيل بن القاسم عليها، ساندتها العواذل بقيادة الشيخ علي الهيثمي، إلا أنَّ هذا الساند سريعًا ما خارت قواه، ورفع راية استسلامه، وحبس في سجن كوكبان.
 
وفي الجانب الآخر صمد الشيخ حيدرة الفضلي لعدة أشهر؛ الأمر الذي جعل الأمير أحمد بن الحسن يتوجه بقوات كثيرة إلى تلك الجهة 17 شعبان 1071هـ / 16 أبريل 1661م، وهي الحملة التي تفرَّد المؤرخ الإمامي أحمد حنش بذكر تفاصيلها، وقال إنَّ الشيخ الفضلي تحصن في إحدى الجبال المنيعة، وأضاف مُتحدثًا عن بطولة ذلك الثائر: «وكان – أي الفضلي – يتغزَّى ليلًا، ويتخفى نَهارًا في مَواضع من الجبل، وكان يتخطف ما طَفَّ، ومن وجد للنهب والقتل كذلك، وكان في زمان شدة.. فاستعمل الجند الصبر والإبلاء الحسن، مع قلة الماء، وعدم معرفتهم بمواضعه، فكان قد تلف منهم من تلف..».
 
وبعد حَديثه عن كرامات سيده الأمير، والمُتمثلة بنزول المطر بغير أوانه! أكمل المؤرخ حنش ذلك المشهد بقوله إنَّ القوات الإمامية اقتحمت بعد جهد جهيد ذرى ذلك الجبل العتيد، واستولت على موضعه المسمى (الحريبين)، وأضاف مُشنعًا على بطل تلك المُقاومة: «ثم أنَّه – يقصد الشيخ الفضلي – هرب، وترك حشمه وجميع رعيته، قبحه الله، فواجهوا رعاياه، ولم يبق إلا هو هاربًا طريدًا في جَماعة من أصحابه، وبلغ من خبره أنَّه دخل بلاد العوالق، وقيل أنَّ العمودي – يقصد شيخ وادي دوعن عبدالله العمودي – قبضه بعد ذلك.. هذا إلى ثاني عشر شهر شوال سنة إحدى وسبعين وألف». =
 
=  ثم ناقض المُؤرخ حنش نفسه، وقال أنَّ شيخ العوالق هو من سَلَّم الشيخ الفضلي للأمير أحمد بن الحسن المُرابط حينها في منطقة دثينة (مودية)، وذلك بعد أنَّ كان رفض رجلٌ يُقال له الهبَّاع ذلك، لافتًا أنَّ الشيخ الأسير احتال على آسريه، وتوجه إلى عدن، وهناك تم القبض عليه مرة أخرى، وأكمل ذات المُؤرخ ذلك المشهد بقوله: «وفي آخر يوم عرفه وصل جعفر المذكور – يقصد جعفر بن
عبدالله الكثيري أحد ثوار حضرموت – والفضلي أسارى إلى صنعاء.. فأما جعفر فمطلق وراكب على فرسه، ومعه من أصحابه قياس من عشرة أنفار، وأما الفضلي فتحت الحفظ والإهانة، واتفق جمع كبير، ورسم – أي حُبس – به فيما بين البابين في القصر، والعين عليه».
 
أغفل المُؤرخ حنش ذكر مصير الشيخ حيدرة الفضلي، وهل تم الإفراج عنه أم لقي حتفه في سجون الإمامة؟ في حين أورد اسم صديقه الشيخ علي الهيثمي ضمن حَوادث مُتصلة، وقال أنَّ الأخير سيطر بالحيلة ولبعض الوقت على حصن دثينة مُحرم 1079هـ / يونيو 1668م، وقتل خمسة عساكر مع قائدهم، وأنَّ الدائرة دارت بعد ذلك عليه، ولقي مصرعه على يد بعض العساكر المختبئين في أحد مدافن الحبوب، وذلك بعد أن التقوه فجأة وجهًا لوجه، وهو على غير أهبة، وبلا سلاح.
 
وكان الشيخ علي الهيثمي قد مَكث في سجن كوكبان لأكثر من سبع سنوات، وقام – كما أفاد المُؤرخ عبدالله الحبشي – بتمرده ذاك بعد الإفراج عنه بمدة.
 
في حين أورد المؤرخ يحيى بن الحسين رواية متصلة ومُختلفة، ليس فيها ذكر للشيخ الهيثمي ولا لحادثة مقتله، حيث قال أنَّ الأمير الحسين بن الحسن أرسل من رداع بقوات محدودة، وأنَّ تلك القوات أجبرت الثوار على مغادرة الحصن، وتمكنت من قتل أحدهم، وقد يكون هذا الواحد هو الشيخ الهيثمي نفسه.
 
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#خالد_الحاج
مدينة #إهلة القتبانية

موقع إهلة الأثري :
إحدى مدن مملكة قتبان الواقعة في الأطراف الجنوبية الغربية منها ، ورد ذكرها في السطر الثاني من نقش المكرب السبئي يثع أمر وتر (القرن الثامن قبل الميلاد) باسم ( أ هـ ل ت ) ، تقع في منطقة الرياشية – رداع م/البيضاء، على بعد حوالي 35كم إلى الجنوب من مدينة رداع.
يحدها من الشمال وادي سارب ووادي نجد عمق ، ومن الجنوب قرية بيت الصريمي ووادي نقاد، ومن الشرق قرية بيت النويرة وغول صبر ووادي عينه وجبل نعمان، ومن الغرب وادي صيحة وجبل القمراء وقرية دار خلبان.
كانت هذه المدينة عاصمة مملكة يحير التي ورد أيضا ذكرها في نفس النقش حيث يذكر المكرب السبئي في السطر الثاني من نقشه أنه دمر كل من مدن أهلت ووعلان وينهجو وكل مدن ولد عم وأحرقها كما أنه انتزع مشايخ ورؤساء القبائل وقتل نوعم ملك تمنع وملك مدينة ينهجو وملك مدينة ردمان ، وحمسم ملك مدينة يحير ........إلخ من ملوك المدن والمناطق القتبانية الأخرى .

كشفت نتائج أعمال الحفر والتنقيبات الأثرية التي نفذها الفريق الوطني التابع للهيئة العامة للآثار في هذا الموقع عن إحدى المنشآت المعمارية لمبنى يتكون من جناحين، كل جناح يضم أكثر من غرفة تفتح على ممر في الوسط ينتهي في طرفه الجنوبي بسُلم حجري كان يؤدي إلى الطوابق العلوية ، احتوى المبنى في جهته الشمالية على مدخل كبير فخم بعرض 3م كان يغلق من خلال باب خشبي مدرع بصفائح من الحديد وجد متفحما بشكل كامل على أرضية المدخل ، من أهم مميزات هذا المبنى هو أرضيات الغرف والممرات التي بُلطت بالأحجار المهندمة كما تميزت جدران الغرف بالملاط الناعم بمادة القضاض والجبس .
اتضح من خلال طبقة الفحم السميكة أن المبنى تعرض للاحتراق بالكامل مما تسبب في انهياره بشكل كلي .. مما يفيد بأن هذا المبنى ربما كان يمثل القصر الملكي للمدينة ، وهذا ما يوئيد ما ورد في نقش المكرب السبئي يثع أمر .
بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الموقع يعطينا معلومات مؤكده عن المناطق والمدن المجاورة له التي تم ذكرها في النقش ولم يتم التعرف عليها أو تحديد مواقعها كمملكة أو أرض يهنطل التي يذكر أنها اسم لقبيلة تمتد بين ( رُعين ويافع ) والتي يرجح أنها تقع في محافظة الضالع حاليا على مقربه من مملكة مدينة يحير التي كانت عاصمتها مدينة إهلة .