سرقة الحق التاريخي لليمن في عسير و #نجران
عن الحق التاريخي فى عسير ونجران وسائر عموم المخلاف السليمانى أوجزنا ما هو ثابت لليمن من حق فى ذلك الإقليم، والذى هو جزء من اليمن الطبيعية؛ كما دونته كتب الرحالة الذين توافدوا على اليمن عبر عقود وعهود، كما عبرت عن هذا الحق أيضاً الوثائق التاريخية وخرائط التقسيمات الإدارية العثمانية، وهى صاحبة السيادة على المنطقة ما قبل وأثناء وجود آل سعود المدعين بالحق فى حكم عسير .
ولانتزاع الأراضى اليمنية لصالح السعوديين كان لابد من العمل على خلق واقع جديد بتخطيط ورعاية بريطانية يعطى فيه من لا يملك من لا يستحق.
كان الصراع فى المنطقة على أشده بين قوى محلية طامحة للسيطرة والنفوذ وهى اليمن والسعودية حيث دعم طموح الأولى الحق التاريخى فى تلك الاراضى التى يدور حولها الصراع والأمل المشروع فى وحدة التراب اليمنى مستندة على رغبة الشعب اليمنى نفسه فى تحقيق هذا الأمل ، بينما اعتمدت السعودية فى طموحها على ما اكتسبته من قوة عسكرية على الأرض، ودعم سياسي لا محدود من قوة استعمارية طامعة تقبع قريبة جدا فى قاعدة عدن، وتتوغل فى أراضى الحقوق التاريخية لليمن عبر محمياتها والسلاطين التابعين لها والمرتبطين معها باتفاقيات الحماية.
تأسست الإمارة الإدريسية على يد السيد محمد بن على الإدريسى الذى كان قبل إعلان إمارته قد غادر إلى مصر طلبا للدراسة فى جامعة الأزهر ومنها انتقل إلى واحة الجغبوب فى ليبيا ثم إلى واحة الكُفرة ليتتلمذ على يد الإمام محمد المهدى السنوسي إلى أن تم استدعاؤه على عجل من قبل والده وشيوخ القبائل فى عسير فاستجاب لهم وعاد فى عام 1905م، وبقى مع والده قرابة العام إلى أن توفى فقام مقام والده بشئون الدعوة والإرشاد، ثم تولى محمد بن على بن محمد الإدريسى أميراً وحاكما على المنطقة، وفى العام 1909م اُعلن عن تأسيس الإمارة الإدريسية والتى كانت عاصمتها صبيا وميناؤها جازان على البحر الأحمر.
كانت سيطرة الأدارسة هشة على المجموعات القبلية فى عسير، فالأدارسة لم يكونوا جزء من تاريخ المنطقة، بل هم من الأجانب الوافدين الذين يرجع أصلهم إلى مدينة فاس بالمغرب، حيث ينتسبون إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر الحسني، الذي أسس دولة الأدارسة في المغرب.
وفد جدهم السيد أحمد الذى لم يكن له جذور قبلية أو عائلية فى عسير وأقام في صبيا فولد السيد محمد الإدريسي جد مؤسس الإمارة فيها، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن الإدريسى من طرد العثمانيين من عسير حين ثار وقبائل تهامة ضدهم فأجلوهم بعد معركة عرفت باسم ” الحفاير” فى يونيو عام 1911م ، والتى ساهم فيها الإيطاليون كحلفاء للإدريسى بأن قاموا بالقضاء على السفن الحربية للأتراك والتى كانت متواجدة بميناء جازان، كما أمدوه بالاحتياجات العسكرية والمؤن.
وفى عام 1914م حال نشوب الحرب العالمية الأولى احتفظ الإدريسى بعلاقات جيدة مع بريطانيا أثمرت عن معاهدة ولاء للإنجليز وقعت فى 15 فبراير عام 1915م، مكنته من تسلم الحديدة بعد انتهاء الحرب، وكان الإمام يحيي قد بدأ فى التحرك تجاه الشمال، حيث الإمارة الادريسية في عسير مطالبا بما له من حقوق رافضاً الاعتراف بحكم الإدارسة فتدخلت بريطانيا عام 1915م لترعى عقد معاهدة بين الادريسى وابن سعود عرفت بمعاهدة “دارين” التى تمت برعاية إنجليزية بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير.
كما قام الإنجليز بتقديم المنح المالية للإدريسى منذ عام 1917م لتقويته ضد الإمام يحيى والذى كان قد أعلن أنّ المناطق الداخلية في جنوب اليمن هى جزء من ميراث أجداده، وأن اليمن يجب أن يبقى موحدا تحت حكمه وعليه فقد دخل في صدام مع بريطانيا التى قامت باحتلال الحديدة ومناطق الشريط الساحلي الغربي التي تمثل البوابة الوحيدة التي تطل منها اليمن على العالم وذلك مطلع العام 1919م ، فكان أن قامت القوات اليمنية في نفس العام باستعادة مناطق (الضالع، الشعيب، الاجعور، القطيب).
ردت بريطانيا على ذلك بأن منحت الحديدة والشريط الساحلى على البحر الأحمر للأدارسة خصوم الإمام يحيي ومكنتهم من الاحتفاظ بتلك المناطق.
فالشاهد من تاريخ نشأة تلك الإمارة أنها قد قامت بجهود دول أجنبية تمثلت فيما قدمته إيطاليا ثم بريطانيا من دعم ومساعدات وأنها قد قامت لخدمة الأغراض الاستعمارية لتلك الدول، فإيطاليا تدخلت تدفعها حالة التنافس المعلن مع بريطانيا فى منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
أما بريطانيا فكانت بدعمها للإمارة الادريسية فى عسير تجابه عدوها التاريخى المتمثل فى الدولة العثمانية صاحبة السيادة (الاسمية) فى المنطقة، وتحد من نفوذ منافستها الاستعمارية إيطاليا، وتطوق عدوها العنيد الإمام يحيي المطالب بحقوقه فى الأراضى تحت حكمهم فى عدن ومحمياتها، ولشغله عن الحرب التى شنها بالفعل بهدف استرداد أراضيه (المحتلة) ، تلك الحرب التى جعلت الإمام يتأخر عن الالتفات إلى ( عسير) فلم يطرق أبوابها إلاّ متأخرا بينما كانت خطوات ابن سعود إ
عن الحق التاريخي فى عسير ونجران وسائر عموم المخلاف السليمانى أوجزنا ما هو ثابت لليمن من حق فى ذلك الإقليم، والذى هو جزء من اليمن الطبيعية؛ كما دونته كتب الرحالة الذين توافدوا على اليمن عبر عقود وعهود، كما عبرت عن هذا الحق أيضاً الوثائق التاريخية وخرائط التقسيمات الإدارية العثمانية، وهى صاحبة السيادة على المنطقة ما قبل وأثناء وجود آل سعود المدعين بالحق فى حكم عسير .
ولانتزاع الأراضى اليمنية لصالح السعوديين كان لابد من العمل على خلق واقع جديد بتخطيط ورعاية بريطانية يعطى فيه من لا يملك من لا يستحق.
كان الصراع فى المنطقة على أشده بين قوى محلية طامحة للسيطرة والنفوذ وهى اليمن والسعودية حيث دعم طموح الأولى الحق التاريخى فى تلك الاراضى التى يدور حولها الصراع والأمل المشروع فى وحدة التراب اليمنى مستندة على رغبة الشعب اليمنى نفسه فى تحقيق هذا الأمل ، بينما اعتمدت السعودية فى طموحها على ما اكتسبته من قوة عسكرية على الأرض، ودعم سياسي لا محدود من قوة استعمارية طامعة تقبع قريبة جدا فى قاعدة عدن، وتتوغل فى أراضى الحقوق التاريخية لليمن عبر محمياتها والسلاطين التابعين لها والمرتبطين معها باتفاقيات الحماية.
تأسست الإمارة الإدريسية على يد السيد محمد بن على الإدريسى الذى كان قبل إعلان إمارته قد غادر إلى مصر طلبا للدراسة فى جامعة الأزهر ومنها انتقل إلى واحة الجغبوب فى ليبيا ثم إلى واحة الكُفرة ليتتلمذ على يد الإمام محمد المهدى السنوسي إلى أن تم استدعاؤه على عجل من قبل والده وشيوخ القبائل فى عسير فاستجاب لهم وعاد فى عام 1905م، وبقى مع والده قرابة العام إلى أن توفى فقام مقام والده بشئون الدعوة والإرشاد، ثم تولى محمد بن على بن محمد الإدريسى أميراً وحاكما على المنطقة، وفى العام 1909م اُعلن عن تأسيس الإمارة الإدريسية والتى كانت عاصمتها صبيا وميناؤها جازان على البحر الأحمر.
كانت سيطرة الأدارسة هشة على المجموعات القبلية فى عسير، فالأدارسة لم يكونوا جزء من تاريخ المنطقة، بل هم من الأجانب الوافدين الذين يرجع أصلهم إلى مدينة فاس بالمغرب، حيث ينتسبون إلى إدريس الأزهر بن إدريس الأكبر الحسني، الذي أسس دولة الأدارسة في المغرب.
وفد جدهم السيد أحمد الذى لم يكن له جذور قبلية أو عائلية فى عسير وأقام في صبيا فولد السيد محمد الإدريسي جد مؤسس الإمارة فيها، وعلى الرغم من ذلك فقد تمكن الإدريسى من طرد العثمانيين من عسير حين ثار وقبائل تهامة ضدهم فأجلوهم بعد معركة عرفت باسم ” الحفاير” فى يونيو عام 1911م ، والتى ساهم فيها الإيطاليون كحلفاء للإدريسى بأن قاموا بالقضاء على السفن الحربية للأتراك والتى كانت متواجدة بميناء جازان، كما أمدوه بالاحتياجات العسكرية والمؤن.
وفى عام 1914م حال نشوب الحرب العالمية الأولى احتفظ الإدريسى بعلاقات جيدة مع بريطانيا أثمرت عن معاهدة ولاء للإنجليز وقعت فى 15 فبراير عام 1915م، مكنته من تسلم الحديدة بعد انتهاء الحرب، وكان الإمام يحيي قد بدأ فى التحرك تجاه الشمال، حيث الإمارة الادريسية في عسير مطالبا بما له من حقوق رافضاً الاعتراف بحكم الإدارسة فتدخلت بريطانيا عام 1915م لترعى عقد معاهدة بين الادريسى وابن سعود عرفت بمعاهدة “دارين” التى تمت برعاية إنجليزية بحضور النقيب ويليام هنري شكسبير.
كما قام الإنجليز بتقديم المنح المالية للإدريسى منذ عام 1917م لتقويته ضد الإمام يحيى والذى كان قد أعلن أنّ المناطق الداخلية في جنوب اليمن هى جزء من ميراث أجداده، وأن اليمن يجب أن يبقى موحدا تحت حكمه وعليه فقد دخل في صدام مع بريطانيا التى قامت باحتلال الحديدة ومناطق الشريط الساحلي الغربي التي تمثل البوابة الوحيدة التي تطل منها اليمن على العالم وذلك مطلع العام 1919م ، فكان أن قامت القوات اليمنية في نفس العام باستعادة مناطق (الضالع، الشعيب، الاجعور، القطيب).
ردت بريطانيا على ذلك بأن منحت الحديدة والشريط الساحلى على البحر الأحمر للأدارسة خصوم الإمام يحيي ومكنتهم من الاحتفاظ بتلك المناطق.
فالشاهد من تاريخ نشأة تلك الإمارة أنها قد قامت بجهود دول أجنبية تمثلت فيما قدمته إيطاليا ثم بريطانيا من دعم ومساعدات وأنها قد قامت لخدمة الأغراض الاستعمارية لتلك الدول، فإيطاليا تدخلت تدفعها حالة التنافس المعلن مع بريطانيا فى منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي.
أما بريطانيا فكانت بدعمها للإمارة الادريسية فى عسير تجابه عدوها التاريخى المتمثل فى الدولة العثمانية صاحبة السيادة (الاسمية) فى المنطقة، وتحد من نفوذ منافستها الاستعمارية إيطاليا، وتطوق عدوها العنيد الإمام يحيي المطالب بحقوقه فى الأراضى تحت حكمهم فى عدن ومحمياتها، ولشغله عن الحرب التى شنها بالفعل بهدف استرداد أراضيه (المحتلة) ، تلك الحرب التى جعلت الإمام يتأخر عن الالتفات إلى ( عسير) فلم يطرق أبوابها إلاّ متأخرا بينما كانت خطوات ابن سعود إ
لى المنطقة أسرع، حينها رأت بريطانية أن إضعاف الإمام يحيي وشغله عن حربهم ولتأمين قاعدتهم المهمة فى عدن سيتحقق بتسليم عسير إلى حليفهم السرى ابن سعود التى أصبحت مهيئة لذلك بوجود الأدارسة.
وفى العام 1919م كان عبد العزيز قد استطاع الوصول إلى أبها قريباً من مناطق الإدريسى الذى استشعر الخطر خاصة وأن الإمام يحيي المطالب بالحق فى عسير كان يتهيأ لحربه من أجل استرداد الحديدة فعقد الإدريسى معاهدة حماية مع عبد العزيز آل سعود سلطان نجد وملحقاتها فى 30 أغسطس 1920م.
كان الإمام منشغلاً بتعزيز قواته في المحور الجنوبي، وقام بفتح جبهة أخرى في المحور الشرقي حيث دخلت القوات اليمنية إلى البيضاء عام 1923م، وتوغلت في إمارة العلوي ومناطق الأميري والمسبعي والعواذل العليا عام 1924م ووصلت إلى العواذل السفلى عام 1926م.
وتفاقمت الأوضاع بالصورة التى جعلت بريطانيا ترسل وفدا تفاوضياً إلى صنعاء عام 1926م برئاسة السير (جلبرت كليتون) واستمرت المفاوضات لمدة 26 يوماً، ولكنها انتهت بالفشل الذريع حيث أصر الإمام على عدم الإعتراف بالحدود التى رسمتها تركيا وبريطانيا لليمن عام 1914م، حيث اعتبر أن الاتفاقية لا تلزم اليمنيين في شيء؛ لأنها بين دولتين محتلتين، كما أعلن رفضه الانسحاب من المناطق التى احتلها فى المحميات.
وتوفي محمد على الإدريسي العام 1923م ليتولى بعده ابنه علي بن محمد الإدريسي، الذى واجهته بعض المشاكل مع عمه الحسن الإدريسى الذى كان يرى نفسه أحق بالحكم من ابن أخيه بينما تمسك علي بن محمد بحقه، كونه الوريث الشرعى لوالده فانتقل من صبيا متخذا من مدينة جازان قاعدة له وعاصمة لحكمه، واشتعل الاقتتال بينهما، وفى ديسمبر 1925م تدخل عبد العزيز بن سعود مقتنصاً حالة الضعف والانقسام السائدة وبدعاوى الصلح والتوفيق استطاع أن يثبت الحسن بن محمد الإدريسى ويخلع على بن محمد الإدريسى الذى رحل إلى مكه عام 1926م.
وبعد أن تولى الحسن الإدريسى الحكم عام 1926م، استطاع الإمام يحيي استرداد ميناء الحديدة ثم تحركت قواته صوب جازان حتى أصبحت على بعد حوالى80 كيلومتر منها، فحاول الحسن الإدريسى الحصول على مساعدة إيطاليا، لكنه فشل، فألتجأ إلى بريطانيا لمساعدته على وقف تقدم الإمام يحيي فأدارت له ظهرها لإجباره على التعامل مع حليفها ابن سعود، ولكن الحسن الإدريسى عرض على الإمام يحيي أن يتم الصلح بينهما على أن يحتفظ بموجبه على السيادة الداخلية للإمارة فى ظل الحماية اليمنية، وتحت تاج المملكة المتوكلية فكان أن رفض الإمام يحيي العرض وأصر على إنزال الحسن الإدريسى عن الحكم فلم يجد الأخير أمامه إلا عبد العزيز ـ كما أرادت بريطانيا ـ الذى قام في شهر أكتوبر عام 1926م بتوقيع معاهدة أصبحت إمارة الحسن الإدريسي بموجبها تحت الحماية السعودية.
وكان من ضمن بنود المعاهدة ما نص على أنه (لا يحق للحسن الإدريسي إشهار الحرب أو إبرام الصلح مع أي جهة إلا بموافقة الحكومة السعودية) وطبقا للمعاهدة وصل أول مندوب سعودى الذى اتخذ من جازان مقراً للمندوبية السعودية، وبالتدريج أصبحت المندوبية السعودية هى الحاكم الفعلى للإمارة حتى وصل الأمر إلى إنزال العلم الأميرى الإدريسى ورفع العلم السعودى محله، ومنعت المساجد من ذكر اسم الحسن الإدريسى فى الخطبة، فانتفض الحسن الإدريسي ضد الهيمنة السعودية إلا أن عبد العزيز تمكن من القضاء على هذه الحركة وفرض على الإدريسى اتفاقية تنص على أن تكون سلطته شكلية، وتنص على انتقال السلطة إلى عبد العزيز بعد وفاة الحسن الإدريسى.
وبذلك انتهت السلطة الفعلية للإمارة الإدريسية التى نشأت عام 1906م (اُعلن عن قيامها فعليا سنة 1909م) وسقطت فعليا بعد اتفاقية عام 1926م، وقصر فترتها هذا لا يمنحها أية حقوق تاريخية يمكن أن تترتب عليها آثار كالتى أوجدتها تلك الإمارة المصطنعة والتى بموجبها تدعي السعودية حقوقا فى أراض لم تدخل تحت حكم الأدارسة إلا مدة عشرين عاما فقط، ولم يتجاوز دور تلك الإمارة دور المحلل الذى أتى به مخادع (بريطانيا) ليثبت حقاً لمن لا يستحق (السعودية) ولينشئ وضعاً جديداً هو الباطل بعينه يمس كياناً ثابتاً تاريخيا ألا وهو (اليمن).
وفى نوفمبر1932م، وبمساعدة من السلطة فى الحجاز أعلن الحسن الإدريسي تمرده بأن قام باعتقال أعضاء المندوبية السعودية فى جازان، فقام عبد العزيز بإرسال حملة مجهزة بأسلحة إنجليزية حديثة بقيادة خالد بن لوئ الذى استطاع اجتياح أراضى الإمارة، ووصل فى نهاية نوفمبر من نفس العام إلى جازان.
وفى ديسمبر حاول الإدريسى تدارك الهزيمة بحشد القبائل المؤيدة ودخل بمعركة فاصلة هى معركة ” المضايا ” التى انتهت بهزيمة الإدريسى الذى فر ومن معه أولاً إلى ميدى على ساحل البحر الأحمر ومنها إلى صنعاء فالتحقوا بالإمام يحيي أوائل عام 1933م وبحلول فبراير من نفس العام كانت قوات عبد العزيز قد فرضت سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية التى كانت خاضعة للإمارة الإدريسية.
وبلجوء الحسن الإدر
وفى العام 1919م كان عبد العزيز قد استطاع الوصول إلى أبها قريباً من مناطق الإدريسى الذى استشعر الخطر خاصة وأن الإمام يحيي المطالب بالحق فى عسير كان يتهيأ لحربه من أجل استرداد الحديدة فعقد الإدريسى معاهدة حماية مع عبد العزيز آل سعود سلطان نجد وملحقاتها فى 30 أغسطس 1920م.
كان الإمام منشغلاً بتعزيز قواته في المحور الجنوبي، وقام بفتح جبهة أخرى في المحور الشرقي حيث دخلت القوات اليمنية إلى البيضاء عام 1923م، وتوغلت في إمارة العلوي ومناطق الأميري والمسبعي والعواذل العليا عام 1924م ووصلت إلى العواذل السفلى عام 1926م.
وتفاقمت الأوضاع بالصورة التى جعلت بريطانيا ترسل وفدا تفاوضياً إلى صنعاء عام 1926م برئاسة السير (جلبرت كليتون) واستمرت المفاوضات لمدة 26 يوماً، ولكنها انتهت بالفشل الذريع حيث أصر الإمام على عدم الإعتراف بالحدود التى رسمتها تركيا وبريطانيا لليمن عام 1914م، حيث اعتبر أن الاتفاقية لا تلزم اليمنيين في شيء؛ لأنها بين دولتين محتلتين، كما أعلن رفضه الانسحاب من المناطق التى احتلها فى المحميات.
وتوفي محمد على الإدريسي العام 1923م ليتولى بعده ابنه علي بن محمد الإدريسي، الذى واجهته بعض المشاكل مع عمه الحسن الإدريسى الذى كان يرى نفسه أحق بالحكم من ابن أخيه بينما تمسك علي بن محمد بحقه، كونه الوريث الشرعى لوالده فانتقل من صبيا متخذا من مدينة جازان قاعدة له وعاصمة لحكمه، واشتعل الاقتتال بينهما، وفى ديسمبر 1925م تدخل عبد العزيز بن سعود مقتنصاً حالة الضعف والانقسام السائدة وبدعاوى الصلح والتوفيق استطاع أن يثبت الحسن بن محمد الإدريسى ويخلع على بن محمد الإدريسى الذى رحل إلى مكه عام 1926م.
وبعد أن تولى الحسن الإدريسى الحكم عام 1926م، استطاع الإمام يحيي استرداد ميناء الحديدة ثم تحركت قواته صوب جازان حتى أصبحت على بعد حوالى80 كيلومتر منها، فحاول الحسن الإدريسى الحصول على مساعدة إيطاليا، لكنه فشل، فألتجأ إلى بريطانيا لمساعدته على وقف تقدم الإمام يحيي فأدارت له ظهرها لإجباره على التعامل مع حليفها ابن سعود، ولكن الحسن الإدريسى عرض على الإمام يحيي أن يتم الصلح بينهما على أن يحتفظ بموجبه على السيادة الداخلية للإمارة فى ظل الحماية اليمنية، وتحت تاج المملكة المتوكلية فكان أن رفض الإمام يحيي العرض وأصر على إنزال الحسن الإدريسى عن الحكم فلم يجد الأخير أمامه إلا عبد العزيز ـ كما أرادت بريطانيا ـ الذى قام في شهر أكتوبر عام 1926م بتوقيع معاهدة أصبحت إمارة الحسن الإدريسي بموجبها تحت الحماية السعودية.
وكان من ضمن بنود المعاهدة ما نص على أنه (لا يحق للحسن الإدريسي إشهار الحرب أو إبرام الصلح مع أي جهة إلا بموافقة الحكومة السعودية) وطبقا للمعاهدة وصل أول مندوب سعودى الذى اتخذ من جازان مقراً للمندوبية السعودية، وبالتدريج أصبحت المندوبية السعودية هى الحاكم الفعلى للإمارة حتى وصل الأمر إلى إنزال العلم الأميرى الإدريسى ورفع العلم السعودى محله، ومنعت المساجد من ذكر اسم الحسن الإدريسى فى الخطبة، فانتفض الحسن الإدريسي ضد الهيمنة السعودية إلا أن عبد العزيز تمكن من القضاء على هذه الحركة وفرض على الإدريسى اتفاقية تنص على أن تكون سلطته شكلية، وتنص على انتقال السلطة إلى عبد العزيز بعد وفاة الحسن الإدريسى.
وبذلك انتهت السلطة الفعلية للإمارة الإدريسية التى نشأت عام 1906م (اُعلن عن قيامها فعليا سنة 1909م) وسقطت فعليا بعد اتفاقية عام 1926م، وقصر فترتها هذا لا يمنحها أية حقوق تاريخية يمكن أن تترتب عليها آثار كالتى أوجدتها تلك الإمارة المصطنعة والتى بموجبها تدعي السعودية حقوقا فى أراض لم تدخل تحت حكم الأدارسة إلا مدة عشرين عاما فقط، ولم يتجاوز دور تلك الإمارة دور المحلل الذى أتى به مخادع (بريطانيا) ليثبت حقاً لمن لا يستحق (السعودية) ولينشئ وضعاً جديداً هو الباطل بعينه يمس كياناً ثابتاً تاريخيا ألا وهو (اليمن).
وفى نوفمبر1932م، وبمساعدة من السلطة فى الحجاز أعلن الحسن الإدريسي تمرده بأن قام باعتقال أعضاء المندوبية السعودية فى جازان، فقام عبد العزيز بإرسال حملة مجهزة بأسلحة إنجليزية حديثة بقيادة خالد بن لوئ الذى استطاع اجتياح أراضى الإمارة، ووصل فى نهاية نوفمبر من نفس العام إلى جازان.
وفى ديسمبر حاول الإدريسى تدارك الهزيمة بحشد القبائل المؤيدة ودخل بمعركة فاصلة هى معركة ” المضايا ” التى انتهت بهزيمة الإدريسى الذى فر ومن معه أولاً إلى ميدى على ساحل البحر الأحمر ومنها إلى صنعاء فالتحقوا بالإمام يحيي أوائل عام 1933م وبحلول فبراير من نفس العام كانت قوات عبد العزيز قد فرضت سيطرتها على كامل الأراضى اليمنية التى كانت خاضعة للإمارة الإدريسية.
وبلجوء الحسن الإدر
يسى إلى اليمن تفاقم الخلاف بين عبد العزيز والإمام يحيي حيث رفض الأخير تسليم الحسن الإدريسى لعبد العزيز، بعدها قام الإمام بتحريك قواته فى إبريل 1933م؛ لتتوغل فى نجران وفى أكتوبر من نفس العام كانت قواته قد سيطرت على بلدة بدر الجنوب وعلى أثر ذلك وجه عبد العزيز إنذاراً للإمام بتسليم الأدارسة وسحب قواته من المنطقة، وكان من جراء ذلك أن عُقد لقاء بين مندوبين لعبد العزيز والإمام يحيي فى الفترة بين فبراير ومارس 1934م فى مدينة أبها للوصول إلى اتفاق، ولكن باءت اللقاءات بالفشل، فأرسل عبد العزيز حملتين عسكريتين الأولى بقيادة نجله سعود قاصدة نجران والثانية بقيادة نجله فيصل ومقصدها تهامه، فشلت الأولى فى تحقيق أغراضها لمقاومة شديدة واجهتها ولصعوبة التضاريس بينما استطاعت حملة فيصل إحتلال الحديدة، ثم عُقدت اتفاقية هدنة وقعت فى منتصف مايو 1934م بين فيصل وعبد الله الوزير أحد مساعدي الإمام انسحبت بموجبها القوات السعودية من الحديدة مقابل تسليم الإدارسة إلى عبد العزيز.
وانتهت المرحلة الأولى من النزاع بتوقيع معاهدة الطائف عام 1934م، التى تمسك فيها ابن سعود بسلطة الأمر الواقع وبما تحت يديه من قوة مسلحة دعمته بها بريطانيا، بالإضافة إلى ما اكتسبه من قوة قانونية (مزيفة) حصل عليها من الاتفاقيات مع أولئك الأدارسة الذين لم تثبت لهم أية حقوق تاريخية فى عسير، أما الإمام يحيي فقد أكره على قبول المعاهدة بعد أن أصبحت قواته بين فكى كماشة السعوديين من الشمال وبريطانيا من الجنوب، ربما آملا أن يستطيع استخلاص ما فقده من أراض بموجب الاتفاقية التى نص بندها الرئيس:
أن مدة سريان المعاهدة عشرين عاماً على أن تجدد من تلقاء نفسها، ما لم يعرب أحد الطرفين أو كلاهما عن رغبته في تعديلها، وظل اليمنيون يتمسكون بعدم ديمومة الاتفاقية وكونها غير نهائية فى ظل وجود بند ينص على تجديدها كل 20 سنة برضا الطرفين، واعتبار أن هذا البند يسمح لليمنيين بتعديل الاتفاقية وما تحويه من أحكام خاصة بالحدود، بل بكافة بنود الإتفاقية، كما اعتبر اليمنيون أن تنازل الإمام يحيي عن حقوق تاريخية يمنية ثابتة تم من قبيل التجاوز من الإمام وفى ظل ظروف الحرب التى ربما فرضت عليه أن يذعن ويقبل بذلك التنازل، ودون أن يعني ذلك التزام من أتى بعده إلى سدة الحكم فى صنعاء بالتنازل الذى قبله الإمام ووقع عليه، كما اعتبر البعض أن المقصد من الاتفاقية لا يخرجها عن كونها تنظم لوضع أراضي يمنية منحت رعايتها للجانب السعودي لمدة من الزمن تقدر بعشرين عاماَ قابلة للتجديد أو للإلغاء
وانتهت المرحلة الأولى من النزاع بتوقيع معاهدة الطائف عام 1934م، التى تمسك فيها ابن سعود بسلطة الأمر الواقع وبما تحت يديه من قوة مسلحة دعمته بها بريطانيا، بالإضافة إلى ما اكتسبه من قوة قانونية (مزيفة) حصل عليها من الاتفاقيات مع أولئك الأدارسة الذين لم تثبت لهم أية حقوق تاريخية فى عسير، أما الإمام يحيي فقد أكره على قبول المعاهدة بعد أن أصبحت قواته بين فكى كماشة السعوديين من الشمال وبريطانيا من الجنوب، ربما آملا أن يستطيع استخلاص ما فقده من أراض بموجب الاتفاقية التى نص بندها الرئيس:
أن مدة سريان المعاهدة عشرين عاماً على أن تجدد من تلقاء نفسها، ما لم يعرب أحد الطرفين أو كلاهما عن رغبته في تعديلها، وظل اليمنيون يتمسكون بعدم ديمومة الاتفاقية وكونها غير نهائية فى ظل وجود بند ينص على تجديدها كل 20 سنة برضا الطرفين، واعتبار أن هذا البند يسمح لليمنيين بتعديل الاتفاقية وما تحويه من أحكام خاصة بالحدود، بل بكافة بنود الإتفاقية، كما اعتبر اليمنيون أن تنازل الإمام يحيي عن حقوق تاريخية يمنية ثابتة تم من قبيل التجاوز من الإمام وفى ظل ظروف الحرب التى ربما فرضت عليه أن يذعن ويقبل بذلك التنازل، ودون أن يعني ذلك التزام من أتى بعده إلى سدة الحكم فى صنعاء بالتنازل الذى قبله الإمام ووقع عليه، كما اعتبر البعض أن المقصد من الاتفاقية لا يخرجها عن كونها تنظم لوضع أراضي يمنية منحت رعايتها للجانب السعودي لمدة من الزمن تقدر بعشرين عاماَ قابلة للتجديد أو للإلغاء
آثار من بقايا الدولة الإدريسية
آثار من بقايا الدولة الإدريسية ، تنسب هذه الآثار إلى الإدريسي الذي حكم منطقة جازان في بداية القرن الرابع عشر الهجري.
موقع آثار من بقايا الدولة الإدريسية
وتقع آثار من بقايا الدولة الإدريسية في مدينة صبيا الجديدة والتي تبعد عن صبيا القديمة بنحو ثلاثة كيلومترات والتي مكث فيها محمد بن علي الإدريسي عام 1338 خلال فترة حكمه لصبيا حيث لا تزال بقايا وآثار القصور والمباني المتهدمة موجودة والتي تدل على هذه الفترة .
صبيا، هي إحدى محافظات منطقة جيزان، وهي عاصمة المنطقة التاريخية (المخلاف السليماني) في الماضي.
وصف الآثار
وهذه الآثار هي آثار مبان وقصور البعض منها في حالة جيدة والبعض الآخر يرثى له ، و لكنها ما زالت تعطي صورة واضحة وبارزة عن الطراز العمراني الذي كان قائماً في المحافظة ، بالإضافة إلى طريقة البناء والزخرفة التي كانت متبعة خلال هذه الفترة وبالأدق في البيت الحجري التهامي وكذلك المسجد .
ماهي الإمارة الإدريسية
الإمارة الإدريسية في المخلاف السليماني كانت دولة عمرها قصير ،وذلك بناءا إلى المنطقة الجغرافية لمنطقة جازان وتهامة عسير، حالياً ناحية الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية.
تأسست الإمارة من خلال الإمام محمد بن علي الإدريسي خلال التمرد ضد الدولة العثمانية بمساندة من بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وظلت في ازدهار ورقي حتى توفي الإدريسي في عام 1920.
تاريخ تولي الإدريسي
في عام ١٩٢٤ اتجه الجيش اليمني لحرب الأدارسة وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة، كما تقدم الجيش ناحية الشمال، وتم محاصرة مدينتي صبيا وجازان.
وفشلت المفاوضات مع الإمام مما حمل الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبد العزيز آل سعود، وكان ذلك في عام 1345 هـ 1925م، .
وفي عام 1933 التحق الادريسيون بإمام اليمن خوفاً من سيطرة آل سعود على منطقتهم ، ولكن تطورت الأحداث تدريجياً حتى شنت الحرب السعودية اليمنية عام 1934 ، كما قامت حرب بين الأدارسة في جازان والحديدة التابعة للامارة الادريسية حينها وبن سعود ولم تشتبك قوات الإمام اليمني مع القوات السعودية.
احتلت القوات السعودية نجران وإنسحب من صبيا بعد أن سقطت بيد الأدارسة وتم توقيع معاهدة الطائف في 1934 .
تضمنت المعاهدة أن تشمل منطقة جازان وتهامة عسير إلى السعودية عقب وفاة الأمير الإدريسي
آثار من بقايا الدولة الإدريسية ، تنسب هذه الآثار إلى الإدريسي الذي حكم منطقة جازان في بداية القرن الرابع عشر الهجري.
موقع آثار من بقايا الدولة الإدريسية
وتقع آثار من بقايا الدولة الإدريسية في مدينة صبيا الجديدة والتي تبعد عن صبيا القديمة بنحو ثلاثة كيلومترات والتي مكث فيها محمد بن علي الإدريسي عام 1338 خلال فترة حكمه لصبيا حيث لا تزال بقايا وآثار القصور والمباني المتهدمة موجودة والتي تدل على هذه الفترة .
صبيا، هي إحدى محافظات منطقة جيزان، وهي عاصمة المنطقة التاريخية (المخلاف السليماني) في الماضي.
وصف الآثار
وهذه الآثار هي آثار مبان وقصور البعض منها في حالة جيدة والبعض الآخر يرثى له ، و لكنها ما زالت تعطي صورة واضحة وبارزة عن الطراز العمراني الذي كان قائماً في المحافظة ، بالإضافة إلى طريقة البناء والزخرفة التي كانت متبعة خلال هذه الفترة وبالأدق في البيت الحجري التهامي وكذلك المسجد .
ماهي الإمارة الإدريسية
الإمارة الإدريسية في المخلاف السليماني كانت دولة عمرها قصير ،وذلك بناءا إلى المنطقة الجغرافية لمنطقة جازان وتهامة عسير، حالياً ناحية الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية.
تأسست الإمارة من خلال الإمام محمد بن علي الإدريسي خلال التمرد ضد الدولة العثمانية بمساندة من بريطانيا أثناء الحرب العالمية الأولى، وظلت في ازدهار ورقي حتى توفي الإدريسي في عام 1920.
تاريخ تولي الإدريسي
في عام ١٩٢٤ اتجه الجيش اليمني لحرب الأدارسة وهزم الأدارسة واستولى اليمنيون على ميناء الحديدة، كما تقدم الجيش ناحية الشمال، وتم محاصرة مدينتي صبيا وجازان.
وفشلت المفاوضات مع الإمام مما حمل الإدريسي على توقيع معاهدة حماية مع الملك عبد العزيز آل سعود، وكان ذلك في عام 1345 هـ 1925م، .
وفي عام 1933 التحق الادريسيون بإمام اليمن خوفاً من سيطرة آل سعود على منطقتهم ، ولكن تطورت الأحداث تدريجياً حتى شنت الحرب السعودية اليمنية عام 1934 ، كما قامت حرب بين الأدارسة في جازان والحديدة التابعة للامارة الادريسية حينها وبن سعود ولم تشتبك قوات الإمام اليمني مع القوات السعودية.
احتلت القوات السعودية نجران وإنسحب من صبيا بعد أن سقطت بيد الأدارسة وتم توقيع معاهدة الطائف في 1934 .
تضمنت المعاهدة أن تشمل منطقة جازان وتهامة عسير إلى السعودية عقب وفاة الأمير الإدريسي
#نجران
كونها عاصمة منطقة نجران فهي مقر الحاكم والمجالس المحلية وفروع الدوائر الحكومية المختلفة، وكونها مدينة زراعية تشتهر نجران بحدائقها الجميلة والحدائق العامة بها، وتزرع الخوخ والمشمش والتفاح والعنب والليمون والبرتقال على نطاق واسع، إنها محاطة بالحدائق والأشجار الخضراء وسحر الجبال، وأعلى واحد هو جبل أبو حمدان الذي هو 1450 متر .
جغرافيا مدينة نجران
نجران هي واحدة من أكثر المدن الحديثة في المملكة، ويحدها اليمن في الجنوب، والسليل ووادي الدواسر من الشمال، وظهران الجنوب ومنطقة عسير إلى الغرب، وعمان في الشرق، ومدينة نجران محاطة بالبساتين والأشجار ومحاطة بمجموعة من جبال الروكي، وأعلاها هو جبل أبو حمدان الذي يبلغ ارتفاعه 1450 مترا، وتشتهر المنطقة بالمناظر الخلابة، ولا سيما وادي أبي الراشراس وهو أحد أهم المعالم السياحية في المدينة، حيث تتدفق المياه عبر الصخور لري المناطق الخضراء المحيطة، ومن المعالم السياحية الأخرى وادي ناهوكا وجبل راون، ويمتد على طول وادي نجران ويسكنها الناس منذ حوالي 4000 سنة، كما أن معظم الوقت تقضيه المدينة كمركز تجاري هام .
مناخ وتاريخ مدينة نجران
المناخ حار خلال أشهر الصيف بمتوسط 32 درجة مئوية ومعتدل خلال أشهر الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى معدل 6 درجات مئوية، إنه ممطر في المناطق الجبلية، وكانت واحة نجران مأهولة بالسكان منذ حوالي 4000 عام، وكان وقت التجارة الأكثر ازدهارا في نجران خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، والنشاط الرئيسي لموائلها هي الزراعة وتربية الماشية، وكانت نجران مدينة مهمة جدا في التاريخ القديم، وهو مذكور في الممرات القديمة والوثائق، إن أهم وأكبر حضارة في جنوب شبه الجزيرة العربية هي نجران، وهناك ميزة واحدة في نجران هو أن جدارها الدائري الخارجي 220 في 230 متر، ومبني من الحجر المربع مع شرفات دفاعية، وتحتوي على بعض المباني الفريدة، وهناك مقبرة جنوب الجدار الخارجي، وتم العثور على آثار من الزجاج والمعادن والأواني والبرونز والمباني المربعة والمستطيلة، وتشمل التحف التاريخية المتوفرة في المنطقة رسومات صخرية ونقوش، خاصة في مدينة الأخدود جنوب مدينة نجران، وهذه القلعة الكبيرة المغطاة بالرمال تعطي انطباعا بأنها كانت تمتلك في السابق أسوارا عالية تم بناؤها بحجارة عملاقة شبيهة بتلك المستخدمة في بناءالأهرامات المصرية الشهيرة .
وتشمل معالم نجران حجر “راس”، وهو حجرالغرانيت الذي يصل ارتفاعه إلى مترين، وكانت نجران المحطة الأخيرة المهمة على طريق اللبان قبل أن تأخذ القوافل الطريق الشرقي أو الغربي (كان طريق اللبان هو طريق القوافل القديم من المناطق المنتجة للبخور في جنوب الجزيرة العربية حتى يومنا هذا في المملكة وإلى الأردن وسوريا ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله)، وكان وقت التجارة الأكثر رخاء في نجران خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، وعندما استولى عليها الجنرال الروماني آيليوس جالوس في عام 250 ، أصبحت المنطقة تحت سيطرة الحميريين، وأثناء هيمنتهم تم تحويل الناس إلى الديانة المسيحية التي تحولت في النهاية إلى الإسلام في عام 630، وكان هناك حصن في نجران ويقال إن البئر حتى الآن من العصور ما قبل الإسلامية، ويعود تاريخ الحصن الحالي إلى عام 1942، ولكنه يحتوي على بعض النوافذ والأبواب المنحوتة الجميلة، وهي أمثلة ملونة للغاية من هذا النوع التقليدي من الفن العربي
كونها عاصمة منطقة نجران فهي مقر الحاكم والمجالس المحلية وفروع الدوائر الحكومية المختلفة، وكونها مدينة زراعية تشتهر نجران بحدائقها الجميلة والحدائق العامة بها، وتزرع الخوخ والمشمش والتفاح والعنب والليمون والبرتقال على نطاق واسع، إنها محاطة بالحدائق والأشجار الخضراء وسحر الجبال، وأعلى واحد هو جبل أبو حمدان الذي هو 1450 متر .
جغرافيا مدينة نجران
نجران هي واحدة من أكثر المدن الحديثة في المملكة، ويحدها اليمن في الجنوب، والسليل ووادي الدواسر من الشمال، وظهران الجنوب ومنطقة عسير إلى الغرب، وعمان في الشرق، ومدينة نجران محاطة بالبساتين والأشجار ومحاطة بمجموعة من جبال الروكي، وأعلاها هو جبل أبو حمدان الذي يبلغ ارتفاعه 1450 مترا، وتشتهر المنطقة بالمناظر الخلابة، ولا سيما وادي أبي الراشراس وهو أحد أهم المعالم السياحية في المدينة، حيث تتدفق المياه عبر الصخور لري المناطق الخضراء المحيطة، ومن المعالم السياحية الأخرى وادي ناهوكا وجبل راون، ويمتد على طول وادي نجران ويسكنها الناس منذ حوالي 4000 سنة، كما أن معظم الوقت تقضيه المدينة كمركز تجاري هام .
مناخ وتاريخ مدينة نجران
المناخ حار خلال أشهر الصيف بمتوسط 32 درجة مئوية ومعتدل خلال أشهر الشتاء، وتنخفض درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى معدل 6 درجات مئوية، إنه ممطر في المناطق الجبلية، وكانت واحة نجران مأهولة بالسكان منذ حوالي 4000 عام، وكان وقت التجارة الأكثر ازدهارا في نجران خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، والنشاط الرئيسي لموائلها هي الزراعة وتربية الماشية، وكانت نجران مدينة مهمة جدا في التاريخ القديم، وهو مذكور في الممرات القديمة والوثائق، إن أهم وأكبر حضارة في جنوب شبه الجزيرة العربية هي نجران، وهناك ميزة واحدة في نجران هو أن جدارها الدائري الخارجي 220 في 230 متر، ومبني من الحجر المربع مع شرفات دفاعية، وتحتوي على بعض المباني الفريدة، وهناك مقبرة جنوب الجدار الخارجي، وتم العثور على آثار من الزجاج والمعادن والأواني والبرونز والمباني المربعة والمستطيلة، وتشمل التحف التاريخية المتوفرة في المنطقة رسومات صخرية ونقوش، خاصة في مدينة الأخدود جنوب مدينة نجران، وهذه القلعة الكبيرة المغطاة بالرمال تعطي انطباعا بأنها كانت تمتلك في السابق أسوارا عالية تم بناؤها بحجارة عملاقة شبيهة بتلك المستخدمة في بناءالأهرامات المصرية الشهيرة .
وتشمل معالم نجران حجر “راس”، وهو حجرالغرانيت الذي يصل ارتفاعه إلى مترين، وكانت نجران المحطة الأخيرة المهمة على طريق اللبان قبل أن تأخذ القوافل الطريق الشرقي أو الغربي (كان طريق اللبان هو طريق القوافل القديم من المناطق المنتجة للبخور في جنوب الجزيرة العربية حتى يومنا هذا في المملكة وإلى الأردن وسوريا ومصر وحوض البحر الأبيض المتوسط بأكمله)، وكان وقت التجارة الأكثر رخاء في نجران خلال القرنين الأول والثاني قبل الميلاد، وعندما استولى عليها الجنرال الروماني آيليوس جالوس في عام 250 ، أصبحت المنطقة تحت سيطرة الحميريين، وأثناء هيمنتهم تم تحويل الناس إلى الديانة المسيحية التي تحولت في النهاية إلى الإسلام في عام 630، وكان هناك حصن في نجران ويقال إن البئر حتى الآن من العصور ما قبل الإسلامية، ويعود تاريخ الحصن الحالي إلى عام 1942، ولكنه يحتوي على بعض النوافذ والأبواب المنحوتة الجميلة، وهي أمثلة ملونة للغاية من هذا النوع التقليدي من الفن العربي
تهامة. #الزرانيق
الزرانيق.. تاريخ من الإباء
ملف تاريخي أعده: حسن مشعف
تعتبر الزرانيق من أشهر قبائل تهامة اليمن,تقيم ما بين الحديدة، وزبيد، وأهم المدن التي تقيم فيها بيت الفقيه. وتشير بعض الإحصائيات والتقارير إلى أن عدد سكانها يتجاوز 90000 نسمة. وتنقسم إلى قسمين: زرانيق الشام، وزرانيق اليمن (الشمال والجنوب).
باحث يكشف نضال تهامة
وفي حديث خص به صحيفة "الأهالي" قال الباحث اليمني الدكتور عبدالودود مقشر-أحد أبناء تهامة الذي قام بإعادة كتابة التاريخ التهامي المتمثل في أطروحته الأكاديمية لنيل شهادة الدكتوراه والمعنونة بـ»حركات المقاومة والمعرضة في تهامة 1918-1962م»، يكشف عن مقاومة أبناء تهامة وقبائلها ومنها الزرانيق للحكم العثماني من 1849- 1918م ثم المقاومة ضد الاحتلال البريطاني أثناء احتلال الحديدة واستعمارها من عام 1918وحتى 1921م وجلاء المستعمر البريطاني ورحيل آخر جندي بريطاني عن الحديدة في 21مارس 1921م مؤكداً أن لتهامة دور بارز تمثل في المقاومة والمعارضة خلال فترة الحكم العثماني والنكبات التي منيت بها تهامة على يد الإمام يحيى وأحمد.
ويواصل «مقشر» حديثه أن تهامة قدمت العديد من الثوار ورواد الثقافة بل تعتبر مقاومة تهامة للحكم الإمامي البغيض هي المدامك التي هزت عرش الإمامة وسهلت للثوار اليمنيين القضاء عليه ومن أبرز هذه القبائل المقاومة» الزرانيق جنوب الحديدة وصليل والجرابح شمال الحديدة وصمدت مدينة زبيد للطغيان الإمامي لفترة ليست بالقصيرة وزج بالآلاف من أبناء تهامة في سجون الإمام في ظروف غير إنسانية وأجواء مناخية مغايرة لبلدانهم وأوضاع مزرية أدت إلى فناءهم في تلك المعتقلات.
ويضيف بقوله: «لقد قدمت تهامة فيما بعد شخصيات بارزة من أمثال الأستاذ الشاعر إبراهيم صادق والمفكر الاقتصادي طاهر رجب وأخيه الكابتن عبدالله رجب والشيخ محمد مكي والشاعر علي عبدالعزيز نصر والشيخ المناضل أبكر يوسف بيروة والأستاذ الصحفي أحمد محمد هاجي والأستاذ محمد علي الجفري العلوي والأستاذ عثمان عميرة واللواء محمد الاهنومي والمفكر الشاعر يوسف الشحاري والأستاذ أحمد جابر عفيف.
جغرافية الزرانيق
ويلخص العلامة المؤرخ محمد بن يحيي الحداد رحمه الله قضية الزرانيق مع الإمامين المتوكل يحيى حميد الدين وولده الناصر أحمد الذي تعامل بكل العنف مع هذه القبيلة الباسلة التي كان بإمكانه أن يحسن استخدام بطولة فتوتها لحراسة الثغور والجزر السائبة في البحر الأحمر، يقول الحداد في المجلد الخامس: وتنقسم المعازبة إلى الطرف الشمالي والطرف اليماني والمنطقة الغربية فالطرف الشمالي يمتد من منتصف مدينة بيت الفقيه آخذا من مبنى الحكومة فالمنصورية الجنبعية، والجامع شرقا ويمر باللاوية ويمثل هذا القسم آل منصر، والطرف الجنوبي يمتد من منتصف مدينة بيت الفقيه الجنوبي من مبنى الحكومة إلى الكويع فالحسينية ويمثل هذا القسم آل الفاشق، أما المنطقة الغربية فتمتد على طول الساحل ويشمل الدريهمي ورمال وقبضة والطائف والجاح ومركزه الطائف ويمثل هذا القسم أحمد فتيني جنيد، وهناك عزل مستقلة ولكنها تستجيب للداعي ومنها المعازبة ومركزها الصعيد ويمثلها إبراهيم مجملي والعباسية والمحطبية ويمثلها شلاع جروب، والمقابيل ويمثلهم محمد مقبول وآل مقبول والمحامدة ويمثلهم محمد غلاب والوعارية والمجاملة وعزل أخرى عكية وأشعرية ونقائل أخرى تدعى المخارمة غير أن مخرم زرنق طغى اسمه وشمل الجميع.
وعن ثورة الزرانيق المستمرة والممتدة على الظلم ومنها قبيلة عك أكبر قبائل الإقليم التهامي والتي شغلت ألف سنة مقاومة متذمرة على مظالم الدول من لدن الزياديين (ق 4هجرية) إلى عهد الإمام أحمد القرن 14 هجرية يورد الأديب الراحل عبدالرحمن طيب بعكر في كتابه «كيف غنت تهامة» بعض قصائد شعرية ممن سجل لتلك المقاومة متوجعا لها حينا وشاكيا حينا أضرارها وسلبياتها على أملاكه وهو محمد بن حمير منها:
لا ترحم الأعراب لا أعراب هم
ظنوا بأن الأمر متروك سدى
والله ما أيمانهم نفعت بهم
تركوا قصورك في المدائن فدافدا
لا«سردود يؤتى» ولا «الكدري»
ومن يأتي «ذؤال» يجد خيولا رصدا
أما الحراثة سرحوا أضمادهم
ما إن بقى أحد يركب مضمدا
وكذا النجابة ما بقى جمل لهم
يسري به الحادي إليك إذا حدا
مؤكداً بأن مدينة بيت الفقيه وفصيليها العكي المعزبي (الزرانيق) ظلت طوال عهد الأتراك وفي مقدمة دولة الإمام يحيي تمثل عنوان الإباء والتصدي لمظالم المتسلطين الجائرين.
علاقة الزرانيق بالإنجليز
دعم الإنجليز لتمرد الزرانيق على الإمام لا يعني -حسب بعكر- عمالة زرنوقية للإنجليز كون المقاومة كانت عبر قرون وإنما تمسح بها الإنجليز ليتخذوا منها عامل ضغط على الإمام حتى يتخلى عن «الضالع، والشعيب وجبل جحاف في الجنوب».. وينوه بعكر إلى أن مواجهة الزرانيق الشجاعة لرعود سيف الإسلام أحمد وبروقه والتي استغرقت سنتين كاملتين سجلت خلال نضالاً كبيراً، وتفجرت فيها النفسية المعذبة المظلومة بأحر الزفرات وأعلى التوثبات.
ملفتا إلى دور أحد
الزرانيق.. تاريخ من الإباء
ملف تاريخي أعده: حسن مشعف
تعتبر الزرانيق من أشهر قبائل تهامة اليمن,تقيم ما بين الحديدة، وزبيد، وأهم المدن التي تقيم فيها بيت الفقيه. وتشير بعض الإحصائيات والتقارير إلى أن عدد سكانها يتجاوز 90000 نسمة. وتنقسم إلى قسمين: زرانيق الشام، وزرانيق اليمن (الشمال والجنوب).
باحث يكشف نضال تهامة
وفي حديث خص به صحيفة "الأهالي" قال الباحث اليمني الدكتور عبدالودود مقشر-أحد أبناء تهامة الذي قام بإعادة كتابة التاريخ التهامي المتمثل في أطروحته الأكاديمية لنيل شهادة الدكتوراه والمعنونة بـ»حركات المقاومة والمعرضة في تهامة 1918-1962م»، يكشف عن مقاومة أبناء تهامة وقبائلها ومنها الزرانيق للحكم العثماني من 1849- 1918م ثم المقاومة ضد الاحتلال البريطاني أثناء احتلال الحديدة واستعمارها من عام 1918وحتى 1921م وجلاء المستعمر البريطاني ورحيل آخر جندي بريطاني عن الحديدة في 21مارس 1921م مؤكداً أن لتهامة دور بارز تمثل في المقاومة والمعارضة خلال فترة الحكم العثماني والنكبات التي منيت بها تهامة على يد الإمام يحيى وأحمد.
ويواصل «مقشر» حديثه أن تهامة قدمت العديد من الثوار ورواد الثقافة بل تعتبر مقاومة تهامة للحكم الإمامي البغيض هي المدامك التي هزت عرش الإمامة وسهلت للثوار اليمنيين القضاء عليه ومن أبرز هذه القبائل المقاومة» الزرانيق جنوب الحديدة وصليل والجرابح شمال الحديدة وصمدت مدينة زبيد للطغيان الإمامي لفترة ليست بالقصيرة وزج بالآلاف من أبناء تهامة في سجون الإمام في ظروف غير إنسانية وأجواء مناخية مغايرة لبلدانهم وأوضاع مزرية أدت إلى فناءهم في تلك المعتقلات.
ويضيف بقوله: «لقد قدمت تهامة فيما بعد شخصيات بارزة من أمثال الأستاذ الشاعر إبراهيم صادق والمفكر الاقتصادي طاهر رجب وأخيه الكابتن عبدالله رجب والشيخ محمد مكي والشاعر علي عبدالعزيز نصر والشيخ المناضل أبكر يوسف بيروة والأستاذ الصحفي أحمد محمد هاجي والأستاذ محمد علي الجفري العلوي والأستاذ عثمان عميرة واللواء محمد الاهنومي والمفكر الشاعر يوسف الشحاري والأستاذ أحمد جابر عفيف.
جغرافية الزرانيق
ويلخص العلامة المؤرخ محمد بن يحيي الحداد رحمه الله قضية الزرانيق مع الإمامين المتوكل يحيى حميد الدين وولده الناصر أحمد الذي تعامل بكل العنف مع هذه القبيلة الباسلة التي كان بإمكانه أن يحسن استخدام بطولة فتوتها لحراسة الثغور والجزر السائبة في البحر الأحمر، يقول الحداد في المجلد الخامس: وتنقسم المعازبة إلى الطرف الشمالي والطرف اليماني والمنطقة الغربية فالطرف الشمالي يمتد من منتصف مدينة بيت الفقيه آخذا من مبنى الحكومة فالمنصورية الجنبعية، والجامع شرقا ويمر باللاوية ويمثل هذا القسم آل منصر، والطرف الجنوبي يمتد من منتصف مدينة بيت الفقيه الجنوبي من مبنى الحكومة إلى الكويع فالحسينية ويمثل هذا القسم آل الفاشق، أما المنطقة الغربية فتمتد على طول الساحل ويشمل الدريهمي ورمال وقبضة والطائف والجاح ومركزه الطائف ويمثل هذا القسم أحمد فتيني جنيد، وهناك عزل مستقلة ولكنها تستجيب للداعي ومنها المعازبة ومركزها الصعيد ويمثلها إبراهيم مجملي والعباسية والمحطبية ويمثلها شلاع جروب، والمقابيل ويمثلهم محمد مقبول وآل مقبول والمحامدة ويمثلهم محمد غلاب والوعارية والمجاملة وعزل أخرى عكية وأشعرية ونقائل أخرى تدعى المخارمة غير أن مخرم زرنق طغى اسمه وشمل الجميع.
وعن ثورة الزرانيق المستمرة والممتدة على الظلم ومنها قبيلة عك أكبر قبائل الإقليم التهامي والتي شغلت ألف سنة مقاومة متذمرة على مظالم الدول من لدن الزياديين (ق 4هجرية) إلى عهد الإمام أحمد القرن 14 هجرية يورد الأديب الراحل عبدالرحمن طيب بعكر في كتابه «كيف غنت تهامة» بعض قصائد شعرية ممن سجل لتلك المقاومة متوجعا لها حينا وشاكيا حينا أضرارها وسلبياتها على أملاكه وهو محمد بن حمير منها:
لا ترحم الأعراب لا أعراب هم
ظنوا بأن الأمر متروك سدى
والله ما أيمانهم نفعت بهم
تركوا قصورك في المدائن فدافدا
لا«سردود يؤتى» ولا «الكدري»
ومن يأتي «ذؤال» يجد خيولا رصدا
أما الحراثة سرحوا أضمادهم
ما إن بقى أحد يركب مضمدا
وكذا النجابة ما بقى جمل لهم
يسري به الحادي إليك إذا حدا
مؤكداً بأن مدينة بيت الفقيه وفصيليها العكي المعزبي (الزرانيق) ظلت طوال عهد الأتراك وفي مقدمة دولة الإمام يحيي تمثل عنوان الإباء والتصدي لمظالم المتسلطين الجائرين.
علاقة الزرانيق بالإنجليز
دعم الإنجليز لتمرد الزرانيق على الإمام لا يعني -حسب بعكر- عمالة زرنوقية للإنجليز كون المقاومة كانت عبر قرون وإنما تمسح بها الإنجليز ليتخذوا منها عامل ضغط على الإمام حتى يتخلى عن «الضالع، والشعيب وجبل جحاف في الجنوب».. وينوه بعكر إلى أن مواجهة الزرانيق الشجاعة لرعود سيف الإسلام أحمد وبروقه والتي استغرقت سنتين كاملتين سجلت خلال نضالاً كبيراً، وتفجرت فيها النفسية المعذبة المظلومة بأحر الزفرات وأعلى التوثبات.
ملفتا إلى دور أحد
أبطال تهامة الأفذاذ وهو الشيخ أحمد فتيني جنيد الذي يقول عنه «إنه شب منذ شب أبيا مقداما قبل مجيء الإمام وبعده ودون احتياج إلى دعم الإنجليز أو غيرهم فقد ورد في حوليات يمانية عن موقف له مع الأتراك وقد كونوا يحكمون سائر البلاد وأنه اتصل بالمتصرف التركي بقضاء «بيت الفقيه» في بعض أغراضه لديه ولعل المتصرف كان مخموراً فأغلظ القول للشيخ أحمد ولطمه في وجهه فاستل الشيخ جنبيته ووضعها في ترقوة المتصرف حتى نفذ بها إلى أسفل بطنه وتركه قباة ممزقة وخرج إلى قبيلته يعلن العصيان «ومن أخباره الدالة على ثبات جأشه وعدم اكتراثه بالمواجهة أنه بينما كان يتناول القات في منزله إذا بأصوات جيش الإمام تتحرك للقبض عليه ودخول موقعه وبدلا من أن يتحرك لمواجهته طلب من المدافع التابع له أن يعمر نارجيلته التنمباك المنصوبة أمامه قائلاً: «عمر، وطنبش» وقد ثبت في المقاومة شهوراً ولما عجز عن الاستمرار انسحب بأهله وبعض قومه إلى المملكة العربية السعودية ولجأ بها وفيها توفي».
حصار السفن الانجليزية
شددت المراكب الانكليزية الحربية خناق الحصار البحري على السواحل اليمانية الخاضعة للحكومة العثمانية، فكانت سفن الزرانيق وسواها من سكان الشواطئ تغامر في السفر إلى مرفأ ميدي في شمال اليمن الذي كان طليقاً من قيد الحصار لوجوده في منطقة السيد محمد الإدريسي فتحمل البضائع إلى الجنوب تخفيفاً لوطأة الحصار، وكانت السفن الحربية تطارد هذه السنابيك فتغرق منها ما عثرت عليه وترهق بحارتها قتلا وتغريبا حتى أخذ اليأس من نفوس هؤلاء ايما مأخذ، وهو الذي يولد قوة لا يقاومها شيء. فتواعد أرباب السنابيك المتجمعة في مرسى ميدي وجمعوا أسطولاً صغيراً يتألف من عشرين سنبوكا ووطدوا النفوس على التفاني في إنقاذ سفنهم وإيصال شحنها إلى بلادهم التي كانت بأشد حاجة لذلك الشحن، فوصلوا ذات مساء إلى حذاء مدينة اللحية حيث بوغتوا بسفينة حربية خفيفة كانت راسية هنالك بقصد المراقبة فلم تلبث تلك السفينة لدى رؤيتها ذاك الأسطول الغريب الجريء حتى سارعت للسلام بإطلاق مدافع تقذف حمما ومواد ملتهبة، فقابلها بحارة الأسطول بالبنادق من كل حدب وصوب بعد أن عبأوا سنابيكهم في ملاجئ تلك السواحل بصورة ضللت عنهم هدف القنابل، فحار رجال السفينة الحربية إلى أي جهة يعطفون بنارها وشرارها، وكانت مرامي مائتي بندقية تتهاوى في أفق السفينة وتقضي على بعض بحارتها حتى شبهت هذه السنابيك ورجالها نملا تهاجم أفعى فترديها.
استمرت هذه المعركة نصف ساعة والسفينة الحربية تفرق مراميها على هذه الحيتان أو الأخطبوط ذي العشرين يدا دون أن تنال منه مأربا، وكان الظلام قد أخذ ينسج ستاراً حالكاً حجب به ربان السفينة عن مشاهدة أعدائه، ولكن هذا الستار ما كان ليستطيع أن يقاوم سهام الأنظار الحادة التي كان يلقيها رجال السنابيك من وراء هذا الستار فيخرقه رصاصهم المسدد إلى أنوار السفينة التي كانت قد أنقذت مرساتها من مخالب الصخور، ورأت أن مغادرة ساحة المعركة إلى نجاح البحر الفسيح هو خير وأبقى، ففارقت تلك البقعة فرقاً غير وامق، واستمر قطيع الحيتان وعليها تلك الخيالات البشرية كأنها مردة أوجان تغوص وتطفو على سطح البحر ميممة منحاها وهم يكبرون ويهللون قائلين: (بسم الله مرساها ومجراها).
ذكرت هذه المشاهدة إثباتاً لما هم عليه الزرانيق، فهذا من الشجاعة على متون السفن أيضاً، وقد خصصهم الله بطرق التجارة البرية بين شمالي اليمن وجنوبها، كذلك اجتازوا طريق التجارة البحرية فلا بد للسفن الشراعية السائرة من الجنوب إلى الشمال أو بالعكس من المرور على مقربة من شاطئ الزرانيق، الأمر الذي يجعل لهذه القبيلة أهمية زائدة في محيطها.
وقد سطا رجالها مرات عديدة على القوافل التجارية براً والسفن الشراعية بحراً، وإنما لم يكن هذا صادراً عن غريزة في السلب أو قرصنة فطرية، فلم يسبق لهم عمل من هذا القبيل بل كان مقابلة بالمثل.
وكثيراً ما كان بعضهم يعتدي على القوافل والمواصلات البريدية والبرقية انتقاماً من بعضهم الآخر بسبب جر مغنم أو تأمين مقصد ليجبر الحكومة على التدخل في الأمر سلماً أو حرباً.
قصة التمرد الزرنوقي
ويذكر بعكر أيضاً في المرجع ذاته قصة تمرد الزرانيق على الإمام يحيى التي بدأت عام 1925م، 1346هجرية وقد بعث الإمام يحيى لإخضاعها حملة قوامها ألف جندي ذكر أن القبيلة بيتتها وأبادتها عن آخرها كما قتلت قائد الحملة الأمر الذي حمل الإمام يحيي في العام الذي تلا العام المذكور على تجهيز ولده أحمد على رأس جيش كبير قوامه عشرة آلاف مقاتل من حاشد وغيرها.
وأمر مع ذلك عددا من القبائل المجاورة للقبيلة بالانضمام إلى الجيش واستمرت الحرب بين الجانبين سنة وخمسة أشهر من شهر جماد الأول 1347هجرية، إلى شهر رمضان 1348هجرية قتل خلالها العديد من الجانبين مما اضطر الإمام أحمد خلالها إلى أن يأتيهم من جهة البحر بهدف قطع المدد الذي زعم أنه يأتيهم من الإنجليز فاستولى على غليفقة والطائف وغيرهما وأنشأ بالمناسبة قصيدته المشهورة التي مطلعها: «صاح
حصار السفن الانجليزية
شددت المراكب الانكليزية الحربية خناق الحصار البحري على السواحل اليمانية الخاضعة للحكومة العثمانية، فكانت سفن الزرانيق وسواها من سكان الشواطئ تغامر في السفر إلى مرفأ ميدي في شمال اليمن الذي كان طليقاً من قيد الحصار لوجوده في منطقة السيد محمد الإدريسي فتحمل البضائع إلى الجنوب تخفيفاً لوطأة الحصار، وكانت السفن الحربية تطارد هذه السنابيك فتغرق منها ما عثرت عليه وترهق بحارتها قتلا وتغريبا حتى أخذ اليأس من نفوس هؤلاء ايما مأخذ، وهو الذي يولد قوة لا يقاومها شيء. فتواعد أرباب السنابيك المتجمعة في مرسى ميدي وجمعوا أسطولاً صغيراً يتألف من عشرين سنبوكا ووطدوا النفوس على التفاني في إنقاذ سفنهم وإيصال شحنها إلى بلادهم التي كانت بأشد حاجة لذلك الشحن، فوصلوا ذات مساء إلى حذاء مدينة اللحية حيث بوغتوا بسفينة حربية خفيفة كانت راسية هنالك بقصد المراقبة فلم تلبث تلك السفينة لدى رؤيتها ذاك الأسطول الغريب الجريء حتى سارعت للسلام بإطلاق مدافع تقذف حمما ومواد ملتهبة، فقابلها بحارة الأسطول بالبنادق من كل حدب وصوب بعد أن عبأوا سنابيكهم في ملاجئ تلك السواحل بصورة ضللت عنهم هدف القنابل، فحار رجال السفينة الحربية إلى أي جهة يعطفون بنارها وشرارها، وكانت مرامي مائتي بندقية تتهاوى في أفق السفينة وتقضي على بعض بحارتها حتى شبهت هذه السنابيك ورجالها نملا تهاجم أفعى فترديها.
استمرت هذه المعركة نصف ساعة والسفينة الحربية تفرق مراميها على هذه الحيتان أو الأخطبوط ذي العشرين يدا دون أن تنال منه مأربا، وكان الظلام قد أخذ ينسج ستاراً حالكاً حجب به ربان السفينة عن مشاهدة أعدائه، ولكن هذا الستار ما كان ليستطيع أن يقاوم سهام الأنظار الحادة التي كان يلقيها رجال السنابيك من وراء هذا الستار فيخرقه رصاصهم المسدد إلى أنوار السفينة التي كانت قد أنقذت مرساتها من مخالب الصخور، ورأت أن مغادرة ساحة المعركة إلى نجاح البحر الفسيح هو خير وأبقى، ففارقت تلك البقعة فرقاً غير وامق، واستمر قطيع الحيتان وعليها تلك الخيالات البشرية كأنها مردة أوجان تغوص وتطفو على سطح البحر ميممة منحاها وهم يكبرون ويهللون قائلين: (بسم الله مرساها ومجراها).
ذكرت هذه المشاهدة إثباتاً لما هم عليه الزرانيق، فهذا من الشجاعة على متون السفن أيضاً، وقد خصصهم الله بطرق التجارة البرية بين شمالي اليمن وجنوبها، كذلك اجتازوا طريق التجارة البحرية فلا بد للسفن الشراعية السائرة من الجنوب إلى الشمال أو بالعكس من المرور على مقربة من شاطئ الزرانيق، الأمر الذي يجعل لهذه القبيلة أهمية زائدة في محيطها.
وقد سطا رجالها مرات عديدة على القوافل التجارية براً والسفن الشراعية بحراً، وإنما لم يكن هذا صادراً عن غريزة في السلب أو قرصنة فطرية، فلم يسبق لهم عمل من هذا القبيل بل كان مقابلة بالمثل.
وكثيراً ما كان بعضهم يعتدي على القوافل والمواصلات البريدية والبرقية انتقاماً من بعضهم الآخر بسبب جر مغنم أو تأمين مقصد ليجبر الحكومة على التدخل في الأمر سلماً أو حرباً.
قصة التمرد الزرنوقي
ويذكر بعكر أيضاً في المرجع ذاته قصة تمرد الزرانيق على الإمام يحيى التي بدأت عام 1925م، 1346هجرية وقد بعث الإمام يحيى لإخضاعها حملة قوامها ألف جندي ذكر أن القبيلة بيتتها وأبادتها عن آخرها كما قتلت قائد الحملة الأمر الذي حمل الإمام يحيي في العام الذي تلا العام المذكور على تجهيز ولده أحمد على رأس جيش كبير قوامه عشرة آلاف مقاتل من حاشد وغيرها.
وأمر مع ذلك عددا من القبائل المجاورة للقبيلة بالانضمام إلى الجيش واستمرت الحرب بين الجانبين سنة وخمسة أشهر من شهر جماد الأول 1347هجرية، إلى شهر رمضان 1348هجرية قتل خلالها العديد من الجانبين مما اضطر الإمام أحمد خلالها إلى أن يأتيهم من جهة البحر بهدف قطع المدد الذي زعم أنه يأتيهم من الإنجليز فاستولى على غليفقة والطائف وغيرهما وأنشأ بالمناسبة قصيدته المشهورة التي مطلعها: «صاح
إن الجاح قد أضنى فؤادي» والتي خاطب في بعضها أمير تعز علي بن عبدالله الوزير بقوله: يا جمال الدين هل من غارة؟ وقد تمكن بعد عام كامل من السيطرة على قرى ومراكز القبيلة في الساحل واستولى على ما وجد فيها، وفي بيت شيخها أحمد فتيني من أسلحة وعتاد وبعد أن فر أحمد فتني إلى كمران وحصن منطقة الساحل ببناء حصن في الطائف ومد إليه التلغراف ليكون على صلة بصنعاء ومركز تهامة وغيرها، ثم تقدم نحو الداخل وتعذر عليه الاستيلاء على مدينة بيت الفقيه مركز المنطقة وتنفيذا لتوجيهات والده باتباع سياسة المرونة فإنه قصد منصب المنصورية يحيى بن أحمد البحر وطلب منه التوسط في حسم الحرب وحدث في نفس الوقت أن اختلف قادة القبيلة فيما بينهم بسبب الغرم وكان من أبرز القادة المختلفين الشيخ يحيى منصر والشيخ محمد سعيد مقبول فانتهز الأمير أحمد ذلك وسيلة للدخول في المفاوضات واستطاع أن يجتمع بالشيخ يحيي منصر عن طريق منصب المنصورية المذكور وقام بين أحمد ومنصر حوار عنيف حول إيقاف الحرب وتمكين أحمد من دخول بيت الفقيه توصل بعد ذلك إلى الاتفاق على إيقاف الحرب بشروط منها عدم التعرض للمدينة، بسلب أو نهب وعدم معاقبة رجال القبيلة، أن تكون الزكاة بنظر الزرانيق، أي بنظر مشائخ القبيلة، وطلب الشيخ منصر من أحمد أن يمده بألفي جندي يدخل بهم بيت الفقيه ويمهد بذلك لأحمد دخولها فامتنع أحمد ذلك خشية أن يكون مصيرهم مصير يحيى قيس (لعله القائد الأول الذي بيتته القبيلة مع جميع جنوده قبل تجهيز أحمد جيشه) فرد عليه الشيخ منصر بقوله: سلمني ذلك وسترى، فرفض أحمد وأصر إلا أن يكون هو القائد الفاتح لبيت الفقيه فتقدم بنحو ألفي مقاتل نحو بيت الفقيه ولكنه صد من جانب الطرف اليماني أصحاب الفاشق وعاد أحمد إلى مقره في القائم وعاد إليه الشيخ يحيى منصر وطلب منه أن يدخل معه يوم الثلاثاء، أي اليوم التالي الذي صد فيه منتهزا اشتغال القبيلة بتضميد جراحها ودفن موتاها فأجل احمد التحرك إلى يوم الأربعاء وفيه تحرك مع الشيخ منصر وجنوده نحو المدينة وتمكن من الاستيلاء عليها في نفس اليوم من شهر رمضان 1348هجرية..
مشيرا إلى ما يذكره المؤرخ الكبير إسماعيل الأكوع في كتابه الهجر والمعاقل أن الضابط الردمي دخل بكتيبته إلى مدينة بيت الفقيه قبل دخول أحمد فعاقبه على ذلك.
معركة القوقر
قبل ثمانين عاماً وتحديداً في 8 مارس 1928م من القرن المنصرم قام الإمام يحيى حميد الدين بتجهيز جيش جبار لاجتياح تهامة وإخضاع قبيلة الزرانيق, حيث أعلن زعيمها الشيخ أحمد فتيني جنيد أنه لا سلطان للأئمة عليه وأن الإمام عميل بريطاني لأنه وقع على صلح دعان عام 1911م وانتهك سيادة اليمن الطبيعية وسلمها للمحتلين، لكن الإمام رد عليه بأنه عميل لإيطاليا التي كانت تحتل الجانب الغربي من مياه البحر الأحمر في ارتيريا وأنها تمده بالسلاح والمال.
وصل جيش الإمام إلى تهامة وعاث فيها فساداً ونهب أكثر من «100» قرية كان أهلها مسالمين, لكن وبمجرد وصول قوات الإمام بقيادة علي بن الوزير نائب الإمام حينها والطامح إلى وراثة العرش إلى ضواحي مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة حالياً انقض عليه مقاتلو قبيلة الزرانيق وأذاقوه هزيمة منكرة دفعه للعودة إلى صنعاء ليجهز الإمام جيش آخر بقيادة قائد من صعدة ومن قبائل بني قيس يسمى علي بن يحيى القيسي.
وصل القيسي بقواته إلى تهامة وحمل رسائل من الإمام إلى السادة الهاشميين يدعوهم فيها إلى توعية الناس بالولاء والطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه وأن الشيخ الفتيني جنيد ومن معه من الزرانيق ما هم إلا عصابة عميلة لدولة أجنبية وهو ما كان ينكره الجنيد وأتباعه ويقولون أن الإمام عميل لبريطانيا وقوى الاستعمار وأنه يحارب مذهبهم وعقيدتهم ويفرض المكوس عليهم وعند وصول جيش الإمام بقيادة القيسي إلى وادي القوقر شمال بيت الفقيه عاصمة الزرانيق في منتصف مايو 1928م جرت مفاوضات بين مشائخ الزرانيق والسيد المدرك بن البحر مفتي تهامة حينها وصاحب المكانة بتكليف من الإمام يحيى بن حميد الدين بأن يتم الصلح ويسلم الزرانيق المدينة ويدعوا للإمام بصفته ولي الأمر ويسلمون له الزكاة ويطيعوا أوامره، وهو ما وافق عليه شيخ الزرانيق الجنيد على مضض خوفاً من تحميله دماء الناس لكن القيسي قائد جيوش الامام وجد في قبول الصلح نوعاً من الاستسلام والخضوع فجهز خطة لمباغتة الزرانيق ليلاً والدخول إلى عاصمتهم بالقوة لينهب المدينة الغنية حينها بالمواشي والتجارة لكن الخطة فشلت بعد أن تمكن الزرانيق من معرفتها فنفذوا هجوماً شرساً على جيوش الإمام في وادي القوقر فجر الاثنين العشرين من مايو 1928م وحاصروه من كل جهة مزودين بعتاد قاموا بشرائه من القراصنة البريطانيين قبالة سواحل جزيرة كمران وقتل حينها أكثر من ثلاثة آلاف جندي من قوات الإمام على رأسهم قائدهم القيسي في معركة تعرف بوادي القوقر وعندما علم الإمام بالهزيمة التي لحقت بجيشه ومقتل قائده استدعى كل مستشاريه واستدعى نجله البكر أحمد بن يحي حميد الدين وكلفه بقيادة الجي
مشيرا إلى ما يذكره المؤرخ الكبير إسماعيل الأكوع في كتابه الهجر والمعاقل أن الضابط الردمي دخل بكتيبته إلى مدينة بيت الفقيه قبل دخول أحمد فعاقبه على ذلك.
معركة القوقر
قبل ثمانين عاماً وتحديداً في 8 مارس 1928م من القرن المنصرم قام الإمام يحيى حميد الدين بتجهيز جيش جبار لاجتياح تهامة وإخضاع قبيلة الزرانيق, حيث أعلن زعيمها الشيخ أحمد فتيني جنيد أنه لا سلطان للأئمة عليه وأن الإمام عميل بريطاني لأنه وقع على صلح دعان عام 1911م وانتهك سيادة اليمن الطبيعية وسلمها للمحتلين، لكن الإمام رد عليه بأنه عميل لإيطاليا التي كانت تحتل الجانب الغربي من مياه البحر الأحمر في ارتيريا وأنها تمده بالسلاح والمال.
وصل جيش الإمام إلى تهامة وعاث فيها فساداً ونهب أكثر من «100» قرية كان أهلها مسالمين, لكن وبمجرد وصول قوات الإمام بقيادة علي بن الوزير نائب الإمام حينها والطامح إلى وراثة العرش إلى ضواحي مديرية الدريهمي جنوب مدينة الحديدة حالياً انقض عليه مقاتلو قبيلة الزرانيق وأذاقوه هزيمة منكرة دفعه للعودة إلى صنعاء ليجهز الإمام جيش آخر بقيادة قائد من صعدة ومن قبائل بني قيس يسمى علي بن يحيى القيسي.
وصل القيسي بقواته إلى تهامة وحمل رسائل من الإمام إلى السادة الهاشميين يدعوهم فيها إلى توعية الناس بالولاء والطاعة لولي الأمر وعدم الخروج عليه وأن الشيخ الفتيني جنيد ومن معه من الزرانيق ما هم إلا عصابة عميلة لدولة أجنبية وهو ما كان ينكره الجنيد وأتباعه ويقولون أن الإمام عميل لبريطانيا وقوى الاستعمار وأنه يحارب مذهبهم وعقيدتهم ويفرض المكوس عليهم وعند وصول جيش الإمام بقيادة القيسي إلى وادي القوقر شمال بيت الفقيه عاصمة الزرانيق في منتصف مايو 1928م جرت مفاوضات بين مشائخ الزرانيق والسيد المدرك بن البحر مفتي تهامة حينها وصاحب المكانة بتكليف من الإمام يحيى بن حميد الدين بأن يتم الصلح ويسلم الزرانيق المدينة ويدعوا للإمام بصفته ولي الأمر ويسلمون له الزكاة ويطيعوا أوامره، وهو ما وافق عليه شيخ الزرانيق الجنيد على مضض خوفاً من تحميله دماء الناس لكن القيسي قائد جيوش الامام وجد في قبول الصلح نوعاً من الاستسلام والخضوع فجهز خطة لمباغتة الزرانيق ليلاً والدخول إلى عاصمتهم بالقوة لينهب المدينة الغنية حينها بالمواشي والتجارة لكن الخطة فشلت بعد أن تمكن الزرانيق من معرفتها فنفذوا هجوماً شرساً على جيوش الإمام في وادي القوقر فجر الاثنين العشرين من مايو 1928م وحاصروه من كل جهة مزودين بعتاد قاموا بشرائه من القراصنة البريطانيين قبالة سواحل جزيرة كمران وقتل حينها أكثر من ثلاثة آلاف جندي من قوات الإمام على رأسهم قائدهم القيسي في معركة تعرف بوادي القوقر وعندما علم الإمام بالهزيمة التي لحقت بجيشه ومقتل قائده استدعى كل مستشاريه واستدعى نجله البكر أحمد بن يحي حميد الدين وكلفه بقيادة الجي