اليمن_تاريخ_وثقافة
11.3K subscribers
143K photos
351 videos
2.19K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
حضرموت اصاله وتاريخ

حضرموت بالعديد من المعالم التاريخية التي تحكي قصص الماضي اليمني البعيد والقريب
استوطن الانسان  القديم اراضي محافظة حضرموت منذ عصور غابرة، وتشير الدلائل الأثرية التي وجدت حتى الآن بوادي دوعن في مغارة موقع (القزة) ان مخلفات الانسان الاثرية يعود تاريخها الى العصور الحجرية المبكرة بالاضافة الى الدلائل الأثرية- في بعض المواقع بمديريتي«ثمود» «والعبر» المنتشرة في اطراف صحراء الربع الخالي الجنوبية الشرقية، وتواصل استيطان الانسان حتى العصور التاريخية، وترك مآثر عظيمة الشأن في مختلف اراضي حضرموت وحققت الحفريات الاثرية المحدودة نتائج اولية علمية هامة في مواقع ومنازل سكنية بوادي دوعن ووادي رخية اللذين يعود تاريخهما الى القرن السابع قبل الميلاد.

مرت حضرموت بعصور ودول وحضارات قديمة جداً منذ آلاف السنين، ولم يذكر المؤرخون شعباً سكن حضرموت قبل عاد الذي اول من سكنها بعد الطوفان وهو شعب سامٍ يعده المؤرخون من العرب البائدة التي تتكون منها الطبقة الاولى من العرب، وقد كان لهذا الشعب مدينته وحصونه وقلاعه ومبانيه العظيمة ومزارعه الواسعة.
وأول من ملك حضرموت بعد عاد هم القحطانيون نسبة الى قحطان بن عابر بن شالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح الذي تنتسب اليه، واحد ابنائه يسمى حضرموت ولهذا سميت البلاد باسمه وذلك حسب اغلب الروايات.
وقد بلغت حضرموت مبلغاً كبيراً ايام القحطانيين في التقدم العمراني والعسكري والاقتصادي، وتحققت فيها حضارة راقية اثناء ازدهار تجارة (اللبان) كسلعة مقدسة وتجارة البخور، وتجاوز اسم حضرموت حدود المكان، وذاع صيتها في مراكز حضارة العالم القديم، وسمي ملك حضرموت (بملك بلاد اللبان) وكان لمينائها البحري القديم (قنا) دور كبير عبر التاريخ وشيدت المدن القديمة على محطات الطريق التجاري القديم عبر اراضي حضرموت، وقد جاء ذكر مدن (شبام، سيئون، تريم) في مطلع القرن الثالث الميلادي في النقوش اليمنية القديمة.

ومع ظهور الاسلام في شبه الجزيرة العربية دخلت قبائل حضرموت الاسلام في السنة العاشرة من الهجرة. وقد قام «الحضارمة» بدور كبير في الفتوحات الاسلامية وظهر فيهم القادة الفاتحون امثال الاشعث بن قيس الكندي وطارق بن زياد وغيرهم، وفي العصر الاسلامي كان للمحافظة دور متميز ومازالت الشواهد التاريخية الاسلامية شامخة فيها، كما كانت مدينة تريم -ومازالت- منار اشعاع علمي اسلامي يمتد نورها الى بقاع بعيدة من المعمورة.
وقد تعاقبت على حضرموت في تاريخها الاسلامي حكومات متعددة تستقل بالامر فيها تارة وتخضع لأخرى تارة اخرى، كما تعرضت حضرموت كذلك للتدخلات الاجنبية كالغزو البرتغالي لمدينة الشحر وسقطرى والاستعمار البريطاني اللذين لقيا مقاومة شرسة من ابناء حضرموت وقد كان آخر هذه الحكومات السلطنتين (الكثيرية والقعيطية) اللتين استمر حكمهما حتى استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني في عام 1967م، بعد الاستقلال توحد جنوب اليمن وتوحدت سلطناته واماراته المبعثرة هنا وهناك تحت اسم جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية، وهكذا حتى توحدت اليمن قاطبة في 22 مايو 1990م تحت مسمى الجمهورية اليمنية، وحضرموت جزء من هذا الكيان الموحد.
أهم مدن محافظة حضرموت
المكلا:
عاصمة محافظة حضرموت تقع في الجزء الشرقي من ساحل الجمهورية اليمنية على خط طول 49.10 درجة وخط عرض 14.33 درجة وعلى بعد حوالى (620) كيلو متراً من العاصمة صنعاء.. تحيط بالمكلا مجموعة من الجبال متوسطة الارتفاع على شكل دائرة وتعني كلمة المكلا الميناء او المرسى.
وقعت المكلا خلال الفترة 1600-1886م تحت حكم الاسرة الكسادية وكان أغلب سكانها في تلك الفترة من الصيادين لكنها شهدت نهضة عمرانية وتوسعاً نسبياً في عدد السكان رافقه نشاط تجاري وإداري بعد سقوطها تحت حكم الاسرة القعيطية وذلك في الفترة 1886- 1967م حيث حولت العاصمة الادارية للسلطنة من الشحر الى المكلا في عام 1915م وذلك لميزاتها كمرفأ عميق وطبيعي آمن للسفن.


من اهم معالمها الاثرية حصن الغويزي، قصر السلطان والمكتبة السلطانية.
الشحر :
يطلق عليها البعض اسم سعاد وسمعون وهي من المدن التاريخية الموغلة في القدم تقع على خطي عرض 14.42 درجة شمالاً و 49.39 درجة شرقاً على ساحل البحر العربي، تبعد عن المكلا -عاصمة المحافظة- حوالى (60) كيلومتراً، تقع في منطقة سهلية واسعة وعلى ساحل مفتوح ويجري بها وادي يعرف بوادي سمعون. يشتهر اهالي الشحر بصيد الاسماك وتعتبر اكبر منتج للاسماك والاحياء البحرية على مستوى ساحل حضرموت واليمن ومصدراً لأجود انواع الاسماك لدول الاتحاد الاوروبي والعالم بواسطة عددٍ من الشركات المتواجدة فيها وتتميز بوجود اكبر تجمع لقطاع الصيادين التعاونيين والفرديين يفوق عددهم الـ(3.000) صياد ويفوق حجم الانتاج السنوي لهم من الاسماك (14.000) طن. من أهم معالمها القديمة سور المدينة والبوابتين الشمالية (سدة العيدروس) والغربية (سدة الخور) وحصن بن عياش.
سيئون
عاصمة مديريات الوادي والصحراء وه
ي اكبر مدن وادي حضرموت، كانت عاصمة لدولة (آل كثير) قبل الاستقلال.. تقع على خط طول 48.46درجة شرق غرينتش وخط عرض 15.57 درجة شمال خط الاستواء تقريباً.. تبعد عن المكلا -عاصمة المحافظة- (320) كيلو متراً، تشكل مدينة سيئون رقعة واسعة وتمتاز بطول اسوار مبانيها لذا يطلق عليها البعض اسم (الطويلة) لطولها المتميز عن باقي مدن وقرى وادي حضرموت.. من اهم معالمها السور القديم ببواباته الثلاث، قصر السلطان (حصن الدويل) وهو من اشهر معالم محافظة حضرموت.
غيل باوزير
مدينة صغيرة تبعد عن المكلا حوالى (40) كيلو متراً تقع على خط طول 5.94درجة ودائرة عرض 5.41درجة شمال خط الاستواء.. والغيل تعني في اللغة الماء الجاري.. وغيل باوزير تكثر بها العيون والمياه الجارية. تشتهر غيل باوزير بزراعة التمباك والحنا.. من أهم معالمها حصن الازهر، سدة الغيل الشرقية، و(الباغ) وهو عبارة عن حديقة يوجد بها قصران بني على الطراز الهندي.
تريم
من اهم مدن وادي حضرموت تقع شمال شرق مدينة سيئون وتبعد عنها (53) كيلو متراً اشتهرت بكثرة مساجدها إذ وصلت الى حوالى 063مسجداً وكذا الاربطة العلمية اعرقها رباط تريم واحدثها رباط المصطفى والمكتبات الثقافية ومن أشهر معالمها جامع المحضار المتميز بمنارته الشامخة التي يبلغ ارتفاعها حوالى (571) قدماً ومكتبة الاحقاف التي تضم مجموعة كبيرة من المخطوطات النادرة الى جانب قصر القبة.
شبام
تقع الى الغرب من سيئون على بعد 91كيلو متراً تقريباً، بدأ ظهور المدينة في فترة ماقبل الاسلام، حيث ورد ذكرها في مجموعة النقوش اليمنية القديمة، للمدينة اسوار حصينة وبوابة ضخمة تمثل مدخل المدينة القديمة، تتميز مدينة شبام بأبنيتها الشامخة المترابطة التي ترتفع في اطوال متوازية يتراوح طولها بين 32-42 متراً كلها من الطين والخشب، يقدر عددها بخمسمائة منزل كأنها ناطحات سحاب، يتوسطها المسجد الجامع بمنارته العالية. يقابل كل ذلك حصن الحكم والقصر النجدي وبوابات المدينة ومن اشهر اسمائها (الصفراء، العالية) نسبة الى الوان مبانيها وعلوها.
المعالم الأثرية
تتناثر على طول وعرض محافظة حضرموت عشرات، بل مئات المعالم التاريخية والمعمارية -سواءً أكانت شاخصة أو مندثرة- التي تحكي قصص الماضي التاريخي اليمني البعيد وكذا القريب.
ومن هذه المعالم:
1- بقايا الأدوات الحجرية والمقابر والانصاب والمواقد.. وغيرها، للانسان الذي عاش على ارض اليمن في العصور الحجرية القديمة «الباليوليثية» قبل مئات الآلاف من السنين، حتى نهاية العصر الحجري الحديث والعصر البرونزي (قبل فترة تقدّر بحوالى (8 الى 5) آلاف عام قبل ميلاد المسيح عليه السلام).
2- المدن وبقايا المستوطنات الحضرية المنتمية الى عهد الحضارة اليمنية المجيدة قبل الإسلام التي ظهرت في فترة ربما تزيد على ألفي عام قبل الميلاد، وكذلك ما في هذه المستوطنات وحواليها، وعلى سفوح الآكام الجبلية، وطرق التجارة القديمة.. من ابنية، ومعابد، وحصون، واسوار ضخمة، وبقايا منشآت الري وحفظ المياه المتقنة، والمقابر، وطرق تجارة البخور القديمة، وكتابات خط المسند اليمني القديم وكذا المصنوعات العديدة المتنوعة كالاواني الفخارية بمختلف اشكالها، والأدوات الكثيرة التنوع المصنوعة من الاحجار، والمعادن، والعظام الثمينة للحيوانات، وغيرها والاختام والعملات، والتماثيل، والزخارف والرسوم الفنية، والكتابات التذكارية والحلي... الى ما نحو ذلك.
المستوطنات
وأهم المستوطنات (المكتشفة حتى الآن) والمنتمية الى هذه الحقبة المزدهرة من تاريخ اليمن، نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
- أطلال مدينة شبوة التي كانت عاصمة لمملكة حضرموت القديمة المنضوية تحت إطار المملكة السبئية العظيمة.. وتقع أطلالها في أطراف السبعتين (مع مخرج وادي عرماء - بمحافظة شبوة حالياً) وكانت واخواتها مدن: «مأرب»، و«تمنع» و «معين» و «الجوف» تشكّل المرتكزات اليمنية الحضارية لماأطلق عليه في المؤلفات العلمية بـ«حضارة» صيهد» (وهي - أي «رملة السبعتين»، التي قد يكون اسمها القديم «رملة السبئيين».
- بقايا مستوطنات: «مكينون» و«هجرة» و«قارة» وغيرها.. في أقصى الشرق من حضرموت (إلى الشرق من مدينة «تريم» - وتبعد بحوالى 30-35 كيلو متراً عنها)، ومستوطنات «سونة» و«مشغة» و«حدبة كروشن»... الخ في وادي عدم. ومستوطنات «جوبة»، و«قبوسة»، و«عقران».. وغيرها كثير، في وسط وادي حضرموت الرئيسي (حول مدينة شبام من كل الاتجاهات في بعد 5-8 كيلو مترات عن المدينة الشهيرة )،ثم مستوطنات «العادية - عادية بن عيفان» (وقد كان اسمها «صوأران» في النقوش اليمنية القديمة)، و«عادية بن صريمان وعادية غنيمة بن عقيل» - التي لايعرف حتى الآن اسمهما القديمان، وكذا «عادية بيرحمد» وغيرها كثير في أقصى الغرب من حضرموت، ثم مستوطنات الوديان الفرعية الرافدة لوادي حضرموت.. وهي كثيرة، ويكفي ذكر أشهرها مثل: مستوطنة «مذاب» قرب مدينة حريضة مع نهاية وادي عمد، و«ريبون» الواقعة في أسفل وادي دوعن قرب حوطة «المشهد» حالياً،
ومستوطنات:«السفيل» و«لِقلات» و «البويرقات».. وغيرها قرب القرى المذكورة مع نهاية وادي العين. إضافة الى المستوطنات التي كشف عنها في وديان: سَرْ، ووادي بن علي، وجعيمة، وحجر.. وغيرها؛ وهي تعد بالعشرات.
ويجب أن لا نغفل حقيقة كثير من المدن والبلدات الحيّة حالياً في وادي حضرموت الرئيسي وفروعه الجانبية، وكذا ساحل حضرموت،وهي أنها ذكرت في النقوش اليمنية القديمة: فهي مدن تاريخية موغلة في أعماق التاريخ؛ ولكن النواة التاريخية لها قد أندثرت في مكان «ما» منها.. لتطاول العصور، وعدم انقطاع الاستيطان البشري فيها حتى يومنا هذا، ومن هذه المدن: سيئون (واسمها في كتابات المسند «سيأن»: ولعل الاسم آتٍ من اسم إله القمر «سين» كما يرُجّح ذلك بعض مشاهير علماء الكتابات اليمنية القديمة)، وتريم (والاسم مشتق من الجذر «ريم» الذي يعني بلغة المسند: العلو، ولازالت الكلمة تطلق في حضرموت على سطح المنزل،و سطح المنزل - كما هو معروف - أعلى مكانٍ فيه، فتريم - فعل مضارع مؤنّث بمعنى: تعلو، مثلماهي اسم اختها مدينة «يريم» في محافظة اب الذي يعني «يعلو» - فالاسم مضارع مذكر، ومن الجذر «ريم» ايضاً «ريام» بمعنى «العالي»، وهناك جبل قرب العاصمة صنعاء يسمى «ريام» - أي العالي، وكذلك من هذا الجذر اسم «مريمة» - وهي بلدة قديمة قرب مدينة سيئون ذكرت في النقوش اليمنية: وتعني «مَعْلَيَة»..، وهو اسم مكان على وزن «مفْعَلة»... الخ).
وشبام (من المرجح أن الاسم من الفعل الماضي «شبا» - والذي يعني (صَعَدَ) في اللهجة المحلية بحضرموت، ولعلّه كان يعني المدلول نفسه في لغة اليمن القديمة - وفي اليمن اربع مدن باسم شبام - فإضافة الى شبام حضرموت - هناك «شبام أقيان» و «شبام الغراس» و«شبام كوكبان»، واسم عاصمة حضرموت القديمة «شبوة» بمعنى «صعدة» في عربيتنا المعاصرة، وكذا «يشبم» - وهو اسم وادٍ بمحافظة «شبوة»، يأتي بمعنى «يصعد».. الخ)، والهجرين ( من كلمة «هجرن».. التي تعني في لغة اليمن القديمة: المدينتان، ومفردها «هجرن» - أي المدينة ولازالت كلمة «هجر» مستعملة حتى الآن. و«الهجرين» تقع على مدخل وادي دوعن.

الحصون
- بقايا أطلال الحصون والأسوار،والمعابد الوثنية، والأسواق.. ومنها:
< بقايا أطلال حصن (العُر) الشامخ حتى يومنا هذا فوق قارة صخرية تقع الى الشرق من مدينة «تريم» في شرقي حضرموت (بين مستوطنتي «قارة كبدة» و «مكينون»، وحصن «النجير» الذي ذكر في أخبار الرّدة بحضرموت، وتردد المأثورات انه يقع الى الشرق من تريم، قرب قرية يُقال لها «خباية» وتحصينات واسوار جدار «البناء» الواقعة الى الغرب من وادي حجر.. وغيرها من بقايا أسوار وقلاع ما قبل الاسلام.
المعابد
< ومن بقايا المعابد المنتمية لفترة الحضارة اليمنية قبل الإسلام:
معابد مستوطنات ريبون الضخمة المكرسة لآلهة: القمر «سين» والشمس (ذات حميم، وذا بعدن..) والزهرة (عثتر)، وكذلك معبد الإله «سين ذات حلسم» في باقطفة، في أقصى شرق وادي حضرموت، ومعبد الإله «سين ذو ألم» بشبوة العاصمة القديمة في أقصى غرب حضرموت.. و غيرها كثير.
الأسواق
< وقد اشتهرت اليمن قُبيل الإسلام وبُعيده، بقيام أربعة أسواق من أسواق العرب المشهورة فيها، منها سوقان في حضرموت هما: سوق «الرابية» ويقع في أقصى غرب وادي حضرموت (وتقع مخلفات ابنية هذا السوق بوادي العين قرب قرية «لِقلات» مع نهاية الوادي)، وسوق «قبر نبي الله هود» عليه السلام، ويقع في أقصى شرق حضرموت (يبعد حوالى30 كيلو متراً الى الشرق من مدينة تريم)، وكان يسمى قديماً قبرنبي الله هود عليه السلام. ولازال هذا السوق يقام حتى الآن وذلك في أواخر النصف الأول من شهر شعبان (مثلما هو الحال قديماً قبل الإسلام)، حيث يقام سوق مؤقت تحت سفح الجبل الذي يمتد فيه بإنحدار قبر النبي هود عليه السلام، والمشاهد البيضاء عليه، والمسجد الضخم الذي بجوار الصخرة حيث يغصٌّ بالمصلين خلال أيام الزيارة وعند العودة من هذا السوق تجري مسابقات للهجن السريعة في تريم (وهذا يذكرنا بأنه في الماضي البعيد كانت شهرة بضائع هذا السوق هي الإبل المهرية الاصيلة السريعة، والذائعة الصيت في كل أنحاء جزيرة العرب).. وهناك الكثير من معالم التاريخ والعمارة والفنون المنتمية الى عصور ماقبل، وقبيل الاسلام.
معالم اسلامية
أما معالم فترة الحضارة الإسلامية المجيدة منذ بزوغ فجر الإسلام حتى النصف الاول من القرن العشرين، فهي عديدة ومتنوعة تنوعاً هائلاً.. فتشمل مثلاً: مستوطنات لقبائل يمنية شهيرة أسهمت في الفتوحات الإسلامية الخالدة من أقاصي الشرق الى أقاصي الغرب، وبرز منها قادة سياسيون وعسكريون،وعلماء، ومفكرون،وفقهاء، وقضاة.. مما يطول تعداده، ويطول ذكرهم. ولازالت أطلال مساكن هذه القبائل اليمانية الملّبية لدعوة الحق مع بدايات فجر الإسلام تطلُّ من على القصور والآكام الجبلية مثل مستوطنات «تجيب» و«تُجيّبْ» و «قرن بدّا» في منطقة الكسر والمعروف أنّ هذه البطون القبلية من كندة ساهمت إسهاماً كبيراً في رفد الحضارة العربية الإسل
امية..وغير هذه المستوطنات هناك: «حبوظية» في وسط وادي حضرموت (الى الشمال من مدينة سيئون) وقد ذكر الهمداني أنها كانت بلدة (للصدف) ومدن: الهجرين، وهينن، وسدبة، وحورة، وصيلع، وعندل، ودمون،... وغيرها كثير.
ولقد كانت مدينة الشحر ميناءً إسلامياً شهيراً - بعد ان ورث قبلها مكانة ميناء «قناء» القديم- الذي توقّف في تخوم القرن الرابع الى الخامس الميلادي - واستمرت التجارة تنقل منه وإليه، وذكره معظم مؤلفي الجغرافيا والبلدان في دار الإسلام.
وقد تصارعت مختلف القوى الداخلية والخارجية للسيطرة على هذا الثغر البحري اليمني الهام،ولكنه استطاع الصمود طويلاً: فلقد ظلّ ثغر منطقة حضرموت منذ أواخر عهد الحضارة اليمنية (حيث كان يسمى في النقوش «أسعين» - أي «الأسعاء») حتى أوائل القرن العشرين.. حينها ورثت مدينة المكلا مكانته، واصبحت الميناء الرئيسي لمحافظة حضرموت.
وفي الشحر معالم عديدة من أسوار، وبوابات، وأربطة ومدارس علم، وحصون وقلاع، ومساجد وقباب، وأحياء وأزقّة.. جميعها تروي قصصاً عن أمجاد وبطولات غابرة، وحياة صاخبة عاشتها هذه المدينة الشامخة.
والى الشرق منها تقع مدينة «الحامي» الصغيرة الجميلة التي تغتسلها أمواج بحر العرب، والمشهورة بمياهها الكبريتية الحارة.
وقد أنجبت هذه المدينة كثيراً من كبار ربابنة السفن الشراعية الذين خلّفوا تراثاً علمياً رائعاً عن قيادة السفن عند الإبحار بها في المحيطات البعيدة.
وإلى أقصى الشرق من الحامي يقع منتجع خليج «شرمة» الرائع.
وكانت «شرمة» في العهد العباسي ميناءً بحرياً لتجارة الترانزيت، وقد ذكره «المقدسي»، وأثبتت التقنيات الأثرية الأخيرة فيه، عن دوره كميناء مكمِّل لميناء الشحر إبّان القرنين: الثاني عشر والثالث عشر الميلاديين.
ومن معالم الحضارة الإسلامية والحديثة: أربطة علم متناثرة في عديد من مدن حضرموت،و خاصة في مدينة تريم الغنّاء.. ومخطوطات كتبها الأجداد في كافة فنون المعرفة (وتضمها الآن مكتبة الأحقاف للمخطوطات في مدينة تريم).
مقابر رجال صالحين 
في مدن وبلدات حضرموت
ورجال صالحون لا تزال مقابرهم وقبابهم الجميلة تطلُّ لزائر مدينة تريم بالذات، مدينة العلم الصالحة حتى يومنا هذا..
وكان العلماء يشدُّون الرحال اليها من مختلف اصقاع اليمن والعالم الإسلامي هي وأخواتها مدن: زبيد، وصنعاء، وتعز، وغيرها.
أما المساجد فحدّث ولا حرج.. وكذا الحصون المتبقية من المدن والقرى، وعلى مفترقات الطرق ورؤوس الجبال وفي السهول والوديان والهضاب.. التي تجسّد تطوّر فن العمارة الدفاعية عبر العصور المختلفة (بحسب اختلاف الدويلات وأنواع الأسلحة): فمن العمارة الدفاعية العريضة الجدران والتي بُنيت خصيصاً كذلك كي لا تتعرض للدك (خاصة في الفترة قبل اختراع الأسلحة النارية)، الى الحصون الدفاعية ذات الجدران الأقل سمكاً، ولكن زواياها متعددة وبها منافذ عديدة مختلفة للسيطرة على كل خطر منظور من كافة الاتجاهات (والتي ابدع المعماري اليمني في بنائها منذ ظهور أوائل الاسلحة النارية)، ومن القلاع الضخمة الى «الأكوات» البسيطة العملية التي يدافع منها الفلاح اليمني على ممتلكاته الزراعية التي رواها بعرقه
التاريخ من وجهة نظر يمني #جنوبي

السبئيون ليسوا ساميون ولا قحطانيون ولا عرب

كتب : مراد الهاشمي.

المؤرخ الجنوبي المعروف الاستاذ محمد عباس ناجي ارسل نسخة الى إدارة مركز عدن للبحوث والدراسات الاستراتيجية من كتابه الجديد (الجزء الأول من تاريخ الجنوب) وذلك بهدف ابداء رأي وملاحظات المركز عن هذا الكتاب التاريخي الهام, والحقيقة انني عندما اطلعت على الكتاب وجدت نفسي امام تحفة تاريخية, فطلبت من الاستاذ محمد الاسراع في نشر الكتاب, فبرر ذلك الى عدم وجود الامكانيات لطباعته, فطلبت منه الاذن بنشر الكتاب حتى في مسودته الأولية على الانترنت, لكنه رفض بشدة بحجة أن الكتاب لم يزل بحاجة الى ادخال المراجع والجداول الهامة والتصحيح اللغوي. استأذنته بأن انشر فقرات بسيطة من الكتاب لأن ذلك يهم شعب الجنوب في هذه المرحلة, فوافق مشكورا على مضض. واليك عزيزي القارئ فقرتين من الكتاب

فقرة (1)

أبناء نوح عليه السلام ومواطنهم:
 

بما ان كل من المصادر الاسلامية والتوراتية اجمعت على ان أبناء نوح هم ثلاثة" سام وحام ويافث" وأنهم مصدر السلالة البشرية, فإننا سوف نستعرض بإيجاز دقيق التسلسل البشري الذي كان منهم. ولكننا سوف نستعرض بقليل من التوسع عن المجتمعات التي تهمنا في المنطقة العربية, وبعض المناطق المحيطة بها.

أبناء يافث بن نوح:

"بنو يافث جومر وماجوج وماداي وياوان وتوبال وماشك وتيراس.. وبنو جومر اسكناز وريفاث وتوجره.. وبنو ياوان أليشة وترشيش وكتيم ودودانيم" ( ) وسوف نوضح سلالة يافث في الرسم البياني التالي:

أبناء حام بن نوح:

"وبنوحام كوش ومصرايم وفوط وكنعان.. وبنو كوش سبأ وحويله وسبتة ورعمة وسبتكا وبنو رعمة شبا وددان.. مصرايم ولد لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم.. وكنعان ولد صيدون بكره وحثا واليهوسي والاموري والجرجاسي.. والحوي والعرقي والسيني.. والاروادي والصحاري والحماثي)) ( ) وسوف نوضح سلالة حام في الرسم البياني التالي:

لأن سلالة حام بن نوح قد تكون فيها أسماء غير واضحة لدى القارئ سوف نوضح بعض المفاهيم التي وردت في المصادر عن حام وأبناءه. حسب ما جاء في كتاب التوراة وتفسيره, والمصادر الأخرى المنشورة.

حام : تعني ساخن أو اسود, ودعي إله الشمس حامو بسبب حرارة الشمس، وبهذا المفهوم تكون اسود بمعنى لفحته الشمس أي احمته, وسكنوا افريقيا. وسوف نشرح عن أبنائه:

الأول: كوش: تعني بالعبرية أسود ومسكنه أفريقيا, وله خمسة اولاد, هم: سبأ وحويلة وسبته ورعمة وسبتكا . وأبناء كوش هم الحبش وسكان النوبة في السودان, ونبين اهم المعلومات عنهم:

1. سبأ: أختلف مفسري التوراة والمؤرخون في تحديد المسكن الأول لسبأ. الفريق الأول: يرى أنهم سكنوا في أفريقيا وتكون من هؤلاء شعب أثيوبيا ( الحبشة) وأنهم هم من كونوا مملكة سبأ والذين حكمتهم ملكة سبأ التي وردت في الكتب السماوية, ثم عبر بعضهم إلى الضفة الأخرى من البحر الأحمر. أي جنوب الجزيرة العربية, وكون هؤلاء تجمعا سكانياً سبئياً في مأرب باليمن ثم اصبحوا حكاما على اليمن, والفريق الثاني يرى العكس, أنهم من سكنوا جنوب جزيرة العرب ومنهم من عبر الى افريقيا عبر بو غاز (باب المندب ) على سواحل البحر الأحمر, وسكنوا في الحبشة. ويسترشد الفريق الأول بعدة دلائل منها: بأن كوش هو ابو الافريقيين, وسبأ ابنا له, وأن عرش مملكة سبأ موجود في الحبشة, وأن ما هو موجود في مأرب ويطلق عليه عرش بلقيس هو معبد إله المقة "الشمس" واسمه الحقيقي "معبد أوام", وأن كل النقوش التي وجدت فيه وخارجه تؤكد ذلك, وأنها لم تحكم امرأة في مأرب ذات يوم, وأن آلاف النقوش التي وجدت في اليمن ذكرت كل أسماء حكام سبأ في مأرب, ولم تذكر اسم ملكة, وأن أسم بلقيس أسما مصطنعا من قبل المفسرين والرواة, وان الكتب السماوية بما فيها القرآن الكريم لم تذكر أن المرأة التي زارت النبي سليمان في فلسطين كان اسمها بلقيس, وقد توفى النبي سليمان في 937 قبل الميلاد, وهذا ما يجعل الحصول على أي معلومات عن ملكة أو ملك سبئي أمر سهل.

وأن كثير من حكام مملكة سبأ في اليمن كانوا نوابا لملك الحبشة, وأن الأحباش احتلوا وبسطوا نفوذهم على اليمن أكثر من مرة.

وأن سيل العرم الذي ذكر في القرآن الكريم هو فيضان من نهر النيل. أما الفريق الثاني فيستند في رأيه على قول المفسرين للقرآن الكريم ورواة السير القديمة بأن ملكة سبأ التي زارت النبي سليمان في فلسطين كانت في مأرب , وأن سيل العرم الذي حدث لقوم سبأ كان في مأرب نتيجة لانهيار سد مأرب.

ويستند هذا الفريق على حديث مروي عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.

وأن الأحباش لم يدخلوا إلى أراضي مأرب سوى غزاة. أما انا فقد وجدت أن بعض الباحثين في الأثار بما فيهم باحثين يمنيين أمثال الدكتور يوسف محمد عبدالله الذي كان رئيساً لهيئة الأثار في صنعاء يشيروا بصراحة أنه لا يوجد دليل واحد أن مملكة سبأ التي قامت في مأرب حكمتها امرأة( ).

كما أن الدكتور/ محمد عمر با فقيه يورد في كتابه "العربية السع
يدة ـ الجزء الثاني" نقوشا تبين أن السبئيين اتوا الى جنوب الجزيرة العربية في فترة 1500 قبل الميلاد. وأنهم كانوا يتوسعون على حساب سكان المناطق الاصلين ويفرضون عليهم استيطان رعاياهم بالقوة.( ) وسنبين الكثير عن هجرة السبئيين الى جنوب الجزيرة العربية في الأجزاء الأخرى.

وقد توصلت الى استنتاج أن ما نشر باسم العلامة الهمداني فيه كثير من الشكوك ونطالب بنشر الأصول, التي قيل أنه تم تحقيقها, مالم فإنها أعمال مزورة.

2. حويلة: وسكنوا شمال بلاد العرب بجوار خليج العجم ـ وهو خليج العقبة ـ منطقة ما بين الاردن وفلسطين ـ ووصل بعضهم الى جنوب الجزيرة العربية .

3. سبتة : سكنوا في أفريقيا ومنهم من أنتقل إلى حضرموت وإلى خليج العجم الذي شرحنا عنه أنفا.

4. رعمة: انجب ولدان هما: شبا وددان, وسكنا في شمال افريقيا, ومنهم من رحل إلى الجزيرة العربية.

5. سبتكا : سكنوا أفريقيا ورحل بعضهم إلى جزيرة العرب.

الثاني: مصرايم: وانجب ستة أبناء هم: لوديم وعناميم ولهابيم ونفتوحيم وفتروسيم وكسلوحيم.. وهم المصريين وموطنهم شمال أفريقيا.

الثالث: فوط: لم تذكر المصادر عنه شيئا.

الرابع كنعان: انجب احدى عشر والداً وهم: صيدون بكره وحثا واليهوسي والأموري والجرجاسي.. والحوي والعرقي والسيني.. والاروادي والصحاري والحماثي.. وسكنوا في فلسطين وجنوب لبنان والعديد من المناطق الافريقية.

أبناء سام بن نوح:

" بنو سام عيلام واشور وإرفكشاد ولود وإرم .. وبنو إرم عوص وحولة وجاثر وماش.. وإرفكشاد ولد شالح.. شالح ولد عابر"( ) وعابر هو النبي هود عليه الصلاة والسلام, وسوف نوضح التسلسل الهرمي لسام وابنائه في الرسم البياني التالي:

موطن أبناء واحفاد سام بن نوح :

سكن أولاده الخمسة في الأرض الممتدة من جنوب غرب قارة اسيا حتى شرق البحر المتوسط. ومن نسله جاء العرب واليهود والأراميون والأشوريون, وتسمى لغات هؤلاء اللغات السامية. نسبة إلى سام بن نوح.

الأول: عيلام: من نسله العيلاميون والفرس وبلادهم تمتد وراء دجلة شرق مملكة بابل وجنوب أشور وميديا وشمال الخليج الفارسي, وهي الأن جزء من إيران.

الثاني: أشور: أب الأشوريين. بلاده تقع على الجزء الأعلى من نهر دجلة.

الثالث: إرفكشاد: جد القبائل العربية اليقطانية ـ القحطانية ـ وسكنوا جنوب الجزيرة العربية.

وتذكره المصادر الاسلامية مع تغيير طفيف في حروفه "إرفخشد" انجب "إرفكشاد" ولد اسمه شالح.

وتذكره المصادر الاسلامية ( شالخ)وانجب شالح: عابر وهو النبي هود عليه السلام. موطنهم بلاد الاحقاف في حضرموت, وقد ذكر ذلك القرآن الكريم.

وهود عليه السلام تعود اليه اصول شعب الجنوب, وسوف نذكر ذلك في موضع لاحق. الرابع: لود: جد اللوديين (غير اللوديين من نسل مصرايم) سكنوا في منطقة ليديا جنوب أسيا الصغرى.

الخامس: إرم : موطنه هو موطن قوم عاد بالأحقاف في حضرموت, وهي مدينة إرم ذات العماد, وقد ذكرها الله في عدة سور من القرآن الكريم, وسوف نفرد لها فصل خاص. وقد أنجب اربعة أولاد وهم: عوص وحولة وجاثر وماش.
 
فقرة (2)

نسب وموطن قحطان بن هود عليه السلام:

ذكرنا في موضع سابق ان الله تعالى أنجا نبيه هود ومعه المؤمنين ومن بينهم ابنه يقطان "قحطان" من العذاب الذي انزله بقوم عاد.

وان النبي هود نزح من المنطقة التي كانت تقع فيها مدينة إرم ذات العماد الى منطقة أخرى تقع شرق حضرموت وجعل الله أبنائه واحفاده ورثة قوم عاد على هذه الارض, وان النبي هود عليه السلام واصل دعوته النبوية التي أمره الله تعالى بها، وهذا ما تدل عليه ما جاء في الكتب السماوية و النقوش التي حصلت عليها بعثات التنقيب عن الأثار في كثير من المناطق الجنوبية .

قد وضحنا أن عابر هو النبي هود وأن نسبه : هود بن شالح بن إرفكشاد بن سام بن نوح عليه السلام . وهنا سوف نبين ابناء واحفاد النبي هود عليه السلام ، والذي ينتمي شعب الجنوب إلى سلالته الشريفة.

جاء في التوراة عن أبناء وأحفاد النبي هود "عابر ولد ابنان اسم الواحد فالج لأن في أيامه قسمت الأرض واسم اخيه يقطان .. ويقطان ولد الموداد وشالف وحضرموت ويارح وهدورام واوزال ودقلة .. وعوبال وبيمايل وشبا واوافير وحويلة ويوبال جميع هؤلاء بنو يقطان ، وكان مسكنهم من ميشا حينما تجيئ نحو سفار جبل الشرق"(التكوين 10, الآيات 25ـ 30)

قبل أن نشرح عن أبناء النبي هود وأحفاده سوف نوضع ذلك بالرسم البياني التالي:

..............................

جاء في الرسم البياني أن النبي هود أنجب ولدان, وهما:

1. اسم الأول فالج وسمي فالج لأن في أيامه قسمت الارض ، وجاء في تفسير التوراة يعني بتقسيم الأرض بأن كل قوم من الاقوام البشرية اصبحت له لغة خاصة به, بعد ان كانت لغتهم واحدة.

وقيل لأن الأرض قسمت بين فالج وأخيه يقطان.

2. اسم ابنه الثاني يقطان .. جاء في تفسير التوراة ان " يقطان يسميه العرب قحطان وله 13 ولدا "سكنوا جميعا في الجزيرة العربية" ووجدت في بعض مصادر تفسير التوراة أن يقطان ـ قحطان ـ يعني الأبن الأصغر. وهو بالف
عل الولد الثاني "لعابر" هود عليه الصلاة والسلام .

وقال ابن خلدون في تاريخه "قحطان هو معرب يقطان ، والعرب تتصرف بالأسماء بتبديل حروفها وتقديم بعضها على بعض" ( )

أما نحن فنقول أن أسمه ورد في التوراة "يقطن" غير أن بعض الترجمات العربية لنصوص التوراة أوردته باسم "يقطان" وكان ذلك من باب التعريب اللغوي العربي الحديث.

وهذا أمر ليس فيه اهمية كبيرة.

وقد سكن يقطن في شرق أرض الجنوب.. في وسط محافظة حضرموت, في منطقة مازالت تحمل أسمه حتى اليوم وهي مدينة "القطن" وتنطق بفتح القاف والطاء, وتسكين النون, وهو اسم يطلق على مديرية من مديريات محافظة حضرموت بكاملها.

وقد وردت في كثير من النقوش باسم "يقطن" ونعتقد أن سبب شطب حرف "الياء" من الاسم كان بسبب طول الزمن أو بسبب ادخال "لام التعريف" فمن الصعب نطقها "اليقطن".

لهذا تم حذف الياء واستبداله بلام التعريف.

نعتقد أن إضافة حرف "الحاء" على اسم "يقطن" جاء في وقت متأخر وبعد أنتشار أحفاده إلى أواسط الجزيرة العربية, ولا يسما في أرض مملكة كندة التي هي احد فروع أحفاد أبناء يقطن.

يشير جواد علي إنه عثر على اسم قبيلة عربية عرفت بقبيلة "قحطن"، أي قحطان، في نصوص المسند، لا أستبعد أن يكون لاسمها علاقة بقحطان ... فقد ذكر بعد اسم "كدت" الذي هو كندة في النص: "Jamme 635" وكان على قبيلة قحطان وعلى كندة ملك واحد اسمه "ربيعت" "ربيعة"، وهو من "ثورم" "ال ثورم" "الثورم" أي "آل ثور".

وثور هو جد قبيلة كندة في عرف النسابين من أيام الملك "شعر أوتر" ملك سبأ والذي حكم في القرن الأول الميلادي تقريبا.

حتى في هذا النقش أن نجد حرف " الياء" في اسم " يقطن" حذف, وتم استبداله بإدخال حرف جديد " وهو " الحاء" ولكن بعد حرف " القاف" ليصبح " قحطن" ولم يتم إضافة حرف "الألف" ولكننا نجد الاسم حافظ على حرفي " الطاء والنون" وهذا ما يدل أن الموطن الأول لقحطان وهو " القطن" احتفظ باسم قحطان بصورة افضل.

وقد ظل الجنوبيون يُعرفون انتمائهم إلى "يقطن" " قحطان" باحتفاظهم في كثير من التسميات لمناطقهم وممالكهم وذلك من خلال احتفاظها بحرف " النون" كرمز لقحطان.

وحتى أعطي نموذج للمناطق التي تنتهي اسمائها بحرف النون فتحت الخريطة السياحية كي اذكر اهم المواقع والمدن التي دونت على هذه الخريطة ابتداء من شرق الجنوب ـ محافظة المهرة, وانتهاء بغرب الجنوب وهي عدن ـ فكانت الحصيلة هي: شحن, نشطون, شروين, وادي ضحوان, قشن, تمنن, سيئون, دوعن, الهجرين, بقشان, القطن, عزان, جردان, حبان, عسيلان, بيحان, عبدان, شرجان, أم عين, أبين, عدن, تبن, ردفان.

وهناك عشرات المناطق والمعالم الاثرية الموجودة في الجنوب تنتهي أسمائها بحرف النون.

وحتى اهم الممالك الجنوبية حملت أسماء تنتهي بالنون: قتبان, أوسان, اليزنيين, وكذا المناطق التي كانت تابعة للممالك الجنوبية مثل: ذي ريدان التي اصبحت تعرف فيما بعد بمملكة حمير, ومملكة معين في الجوف واسم عاصمتها نشن. ومناطق ردمان والتي تشمل اليوم البيضاء ورداع والعود... الخ.

وكانت هذه الأسماء في السابق تكتب في النقوش الجنوبية القديمة دون وجود حرف الألف مثل: قتبان " قتبن" واوسان "أوسن" وعبدان " عبدن" ... إلخ. ولكنها كانت تقرا مع الألف, وأدخلت كتابة حرف الألف على بعض هذه الاسماء في فترات لاحقة.

كما أن اللغة الغربية الشمالية التي نزل وكتب بها القرآن الكريم تستبدل حرف الألف أحيانا بالمدة وأحيانا بالواو، وقد وردت في القرآن الكريم عشرات الكلمات على هذا النمط, وعلى سبيل المثال: الرحمان " الرَّحْمَنِ " والعالمين " العلمين" والحياة "الحيوة" والصلاة "الصلوة"...الخ.

لأن حرف" النون" كان وظل رمزا لتواجد القحطانيين حتى بعد انتشارهم في اصقاع الأرض قبل وبعد الاسلام, فقد اصبحت كثير من الاقاليم والدول تنتهي اسمائها بحرف النون, وعلى سبيل المثال: عُمان, فلسطسين, الأردن, السودان, كردستان, باكستان, إيران, كزخستان, اذربيجان, أفغانستان... وغيرها عشرات الاسماء
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مملكة #سبأ
المصدر: السياسة الكويتية
الكاتب: أحمد بن محارب الظفيري*
أهمل السبئيون ترميم وإصلاح السدود وأهمها سد مأرب العظيم فانهار وانهارت معه المملكة في العام 115 ق.ميقول المؤرخون العرب ان السبئيين هم من القبائل العربية القحطانية القديمة ويطلقون عليهم مسمى "عرب الجنوب" او "عرب اليمن" او "العرب القحطانيين" نسبة الى جدهم الاعلى " قحطان" واصطلح المؤرخون والإخباريون العرب على تسميتهم بـ "العرب العاربة" او "العرب العرباء" – بمعنى العرب الصرحاء- وتسموا بـ "العرب" نسبة الى جدهم يعرب بن قحطان.

والسبئيون كانوا في البداية قبائل بدوية تتجول في وسط وشمال جزيرة العرب وفي القرن الثامن قبل الميلاد ارتحلوا الى جنوب الجزيرة وهناك استقروا وتوطنوا وتركوا حياة البداوة والترحال، وعاشوا بجانب المعينيين واختلطوا بهم وتعلموا منهم فنون الزراعة والحضارة والتمدن وفي الوقت الذي بدأت عوامل الانحلال والسقوط تدب في جسم مملكة المعينيين كان السبئيون يزدادون قوة ونفوذا..

وما ان جاء منتصف القرن التاسع قبل الميلاد حتى تمكن السبئيون من اسقاط دولة معين وانشاء مملكتهم اليمانية الجديدة المسماة في كتب التاريخ بـ "دولة سبأ" ودام حكم هذه الدولة من سنة 950 ق.م الى 115 ق.م واتخذت هذه المملكة مدينة "صرواح" – سميت المدينة نسبة الى قصر صرواح – عاصمة لها في بداية تكوينها وتقع مدينة صرواح " تسمى اليوم خربة" الى الشرق من مدينة صنعاء ولكن السبئيين بعد ان توطد حكمهم وتوسع نفوذهم جعلوا عاصمة مملكتهم مدينة "مأرب" الذائعة الصيت في التاريخ والادب والشعر العربي بسبب شهرة سدها المسمى باسمها "سد مأرب" وتقع مدينة مأرب على بعد 60 ميلا الى الشرق من صنعاء.

ولقد اتسع نفوذ السبئيين وكبرت مساحة دولتهم فتمكنوا من السيطرة على معظم أجزاء جزيرة العرب من البحر الاحمر الى الخليج العربي وحتى بادية الشام، اما نشاطهم التجاري البحري فقد هيمن عليه اخيرا ابناء عمومتهم "الحميريون" القاطنون حول المنافذ البحرية فكفلوا للمملكة النشاط التجاري فكان متطورا ومزدهرا للغاية، فهم مهرة واصحاب خبرة متراكمة في امور نقل البضائع والتجارات وفي شؤون البيع والشراء ويملكون المراكب البحرية الكثيرة التي تنقل مختلف البضائع والمنتجات كالتوابل والبهارات والطيوب والروائح والاخشاب والاحجار الكريمة والذهب والفضة والحديد والملابس والاسلحة والاصباغ والاطعمة والثمار والبذور، تنقلها من والى الهند ومصر وافريقيا وكانت قوافل السبئيين البرية تقطع الصحارى والمفازات محملة بالبضائع وتسير في كل الاتجاهات ولقد ادى حرصهم على سلامة قوافلهم وتأمين مرورها الى ان يدفعوا الرسوم الى الاشوريين الذين يحكمون العراق، وكانت قوافل البراري تدار من قبل السبئيين انفسهم.

وتميزت مملكة سبأ بالغنى والثروة الكبيرة بسبب وفرة محاصيلها الزراعية المتنوعة، فملوك هذه الدولة اهتموا غاية الاهتمام في اقامة السدود ومن اهمها واشهرها سد مأرب الذائع الصيت، وحفروا الجداول والترع ونظموا قنوات الري ومجامع المياه. وجاء ذكرهم في القرآن الكريم في سورة سبأ الاية 15 حيث يقول رب العزة والجلال:" لقد كان لسبأ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور".

وفي حدود سنة 940 ق.م(التاريخ ترجيحي) قامت ملكة سبأ الشهيرة "بلقيس" بزيارة الى النبي سليمان بن داود ملك العبرانيين في الشام وحملت اليه الهدايا النفيسة لكسب مودته ولتحسين العلاقة معه ومع مملكته القوية ولضمان حرية المرور والامان لقوافل سبأ في بلاد الشام وما جاورها وفعلا كان لزيارة ملكة سبأ الاثر الطيب في نفس الملك سليمان مما ساعد على استقرار جالية تجارية كبيرة من أهل سبأ في بلاد الشام تمارس البيع والشراء ونقل البضائع والتجارات.

ويذكر المؤرخون العرب والموروث الشعبي ان الرجل الذائع الصيت حكيم العرب الشهير "الافعى الجرهمي" كان من المعاصرين للملكة بلقيس وللنبي الملك سليمان بن داود عليهما السلام.

وجاء ذكر ملكة سبأ "بلقيس" مع نبي الله سليمان في القرآن الكريم في سورة النمل :الاية 20 ¯ 44 .

نهاية مملكة سبأ: منذ القرن الثاني قبل الميلاد، بدأت عوامل الضعف والانهيار تدب في جسم مملكة سبأ للاسباب التالية: اولا: اشتداد قوة الحميريين وكثرة نزاعاتهم مع السبئيين. ثانيا: تحول طرق التجارة من البر الى البحر مما ادى الى زيادة اموال الحميريين وقوة نفوذهم وبسبب هذا التحول ضعفت التجارة السبئية المعتمدة على القوافل البرية. ثالثا: اهمالهم لترميم واصلاح السدود واهمها سد مأرب العظيم الذي تصدع وانهار فانهارت معه المملكة سنة 115 ق.م.

أخبار سبأ في المصادر والمراجع التاريخية القديمة

ذكرت التوراة اخبار مدينة سبأ والسبئيين فهي في اكثر الاحيان تنسبهم الى الساميين كما جاء في العهد القديم (سفر التكوين ¯ الاصحاح 10:28) .

وفي احيان اخرى تنسبهم الى الحاميين (سفر التكوين ¯ الاصحاح 10: 6 و7).
الساميون هم الذين ينتسبون الى سام بن
نوح اما الحاميون فهم الذين ينتسبون الى حام بن نوح وهاتان التسميتان السامية والحامية هما تسميتان افتراضيتان تترددان كثيرا في توراة اليهود وبعض الكتب القديمة ولحد الان لم يقم الدليل التاريخي او العلمي على اثباتهما وتثبيتهما.

وجاء ذكر تجارة سبأ واهل سبأ على الرقم الطينية (الرقم جمع رقيم: وهي الواح من الطين تنقش عليها الرسوم والكتابة ثم تشوى بالنار) العائدة لملوك الدولة الاشورية(جاء اسمهم من صنمهم المسمى أشور) فلقد جاء مدونا على هذه الرقم ان الملوك التالية اسماؤهم: " تفلات فلاسر الثالث (حكم من 745 ق.م الى 727ق.م) وسنحاريب (حكم من 705ق.م الى 681 ق.م) واسرحدون (حكم من 681 ق.م الى 669 ق.م)اخذوا الجزية من المملكين السبئيين "كرب يثمر علي" و"كرب ايل بين".

وجاء في الكتابات السبئية والحميرية ان حكام دولة سبأ كانوا في البداية يتلقبون بلقب "مكرب" وفي بعض الاحيان بـ " كرب" واللقبان "مكرب وكرب" لهما نفس المعنى وهو "السيد" او "القوي" ثم فيما بعد تلقب هؤلاء الحكام بلقب "ملك" بدلا من مكرب او كرب ولقد وصل الينا اسماء 15 مكربا و12 ملكا ومن هؤلاء المكاربة نذكر لكم المكرب الاول المسمى " مكرب سمح علي" او "مكرب سمه علي" وحكم هذا المكرب من سنة 800 ق.م الى سنة 780 ق.م.

ثم جاء بعده المكاربة التالية اسماؤهم:"مكرب يدع ايل ضريح" و"مكرب يدع ايل بين" و"مكرب سمح علي يناف" او ما يسمى "مكرب سمه علي ينف" و" مكرب يثمر علي وتد" " مكرب ذمر على وتر" وفي عهد هذا المكرب تم بناء سد مأرب. وجاء بعده "مكرب ايل بين" ثم " مكرب بثع امر بين" او" مكرب عمر بين" وفي عهده تم ترميم وتقوية سد مأرب وتصليح الانهار ونظام الري وخزانات المياه.

عزيزي القارئ: الا تذكرك كلمة" كرب" بأبي ثور عمرو بن معدي كرب الزبيدي (ت21ه¯) الشاعر الفارس شيخ قبيلة زبيد اليمانية واحد الشجعان الصناديد الذين خرجتهم الجزيرة العربية، شهد مع قبيلته العربية اليمانية معارك اليرموك والقادسية.

ونذكر لكم اسماء بعض ملوك اليمن الاقدمين الذين ظهروا قبل المسيح بمئات السنين منهم " معد يكرب" ملك حضرموت والملك " معد ايل سلحان بن مصدق ايل"لاحظ اضافة اسم الله "ايل" الى اسمه واسم ابيه تبركا وتيمنا الا تذكرك هذه الاسماء القديمة باسماء بعض رجال العرب الجاهليين امثال حكيم العرب وقاضيها "كرب بن صفوان الكعبي التميمي" والاسلاميين امثال "عمرو بن معد يكرب الزبيدي" وباسماء الكثير من رجال قبائل العربان الحاليين امثال " معدي وعدي ومعدان ومعيدي ومعيدان وكرب وكريب ومكرب وكريبان وكاروب" وهي اسماء شائعة عند رجال قبائل جزيرة العرب في زماننا الحالي، وللدلالة على شيوع هذه الاسماء نذكر لكم اسم الشيخ"كرب بن عبدالله بن طلال الهذال"(قتل سنة 1926م) وهو من الشيوخ الكبار لاكبر قبيلة عربية وهي قبيلة عنزة ولقد دونت بعض اخبار هذا الشيخ الكريم في سنة 1926م في مجلة "لغة العرب 4/176" الصادرة في بغداد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
يفع بن اسحر. صعدة مجز