#مصطفى_راجح
هل تعرف عالماً يمنياً إسمه إبراهيم الصلوي ؟
بالتأكيد أغلبكم لا يعرفه ولم يسمع به.
تخيلوا أن عالماً بمقام الدكتور إبراهيم محمد الصلوي، أحد أهم العقول اليمنية في فك رموز المسند ولهجات اليمن القديم، يكاد لا يعرفه كثير من أبناء هذه البلاد الغارقة في صراعات مهلكة والمنشغلة بدوامات المعارك الفيسبوكية ومشاهيرها وذبابها الألكتروني؟
هذه لمحة من طرق القائمة بإمكانك أن تعرف من خلالها من هو إبراهيم الصلوي " التخصص العام: لغات سامية. التخصص الدقيق: فقه اللغات
السامية والنقوش اليمنية القديمة.
1- دكتوراه (ألمانيا ١٩٨٧) حول “مفردات اللغة اليمنية المسندية التي وردت في مؤلفات أبو الحسن الهمداني ، ومؤلفات نشوان الحميري، نشرت باللغة الألمانية.
1-قصة أصحاب الأخدود- دراسة لغوية تاريخية في ضوء المصادر النقشية والسريانية والعربية الإسلامية. رسالة ماجستير غير منشورة- الجامعة اللبنانية سنة 1980م .
2– ألفاظ يمانية خاصة في مؤلفات الهمداني ونشوان ونظائرها في اللغات السامية الأخرى. رسالة دكتوراه باللغة الألمانية. منشورة في برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية سنة 1987م.
3– أعلام يمانية قديمة مركبة(1) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية مجلة دراسات يمنية، العدد 38ن نوفمبر- ديسمبر صنعاء سنة 1989م .
4– مساند حميرية في كتب التراث العربي. مجلة الإكليل، العدد 20و21 السنة الثامنة صنعاء سنة 1990م .
5– ألفاظ يمانية خاصة- دراسة لغوية دلالية مقارنة. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء،العدد 12 سنة 1990م .
6– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد أ ذ ن ن – دراسة في دلالته اللغوية والدينية _ منشور ضمن كتاب بعنوان (( دراسات سبئيه)) صنعاء/ نابولي 2005.
7– ضمير المتكلم والمخاطب في لغة اليمن القديمة. مجلة التاريخ والآثار- الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بصنعاء العدد 1و2 سنة 1994م .
8– نقش جديد من وادي ورور- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 19 سنة 1996م .
9– ظواهر لغوية في لهجات اليمن القديم- دراسة من خلال النقوش والمصادر العربية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 17 سنة 1994م .
10– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني- دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 20 سنة 1997م .
11– أعلام يمانية قديمة مركبة(2) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة ريدان صنعاء،العدد6 سنة 1995م .
12– هوامش عربية جنوبية قديمة على المعجم الأثيوبي (الجعز). في كتاب (العربية السعيدة) بالألمانية. فيسبادن 1997م .
13– الإسهام في كتابة عدد من المواد العلمية في (الموسوعة اليمنية) التي صدرت عن مؤسسة العفيف للطباعة والنشر .
14– الإسهام في تحقيق ودراسة النقوش المدونة على الأخشاب بخط الزبور. عضو اللجنة الدولية المكلفة بذلك .
15– كتابات المسند وكتابات الزبور في اليمن القديم (الملتقى الدولي الثالث للكتابات والخطوط والنقوش عبر العصور – مكتبة الاسكندرية في الفترة 24-27 –ابريل -2007م
15– نقش سبئي جديد من نقوش اشهار الملكية الزراعية – مجلة كلية الاداب بجامعة صنعاء – المجلد (32) العدد (2) سنة 2009م.
16– ترجمة بحث بعنوان (ترتيب حروف الهجاء عند الهمداني) تأليف جاك ركمنز- من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية, منشور في مجلة كلية الآداب- جامعة صنعاء المجلد (33) العدد (خاص بندوة بعنوان (الهمداني: قراءات معاصرة) سنة 2010.
16– مباحث في تاريخ اللغة العربية- اللغة والكتابة, كلية الاداب, دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر, صنعاء سنة 2010م.
17– (نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد غ ر و- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية), مجلة (أدوماتوا) العدد 28, سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.
18– (نقشان من نقوش الاهداءات- دراسة في دلالاتهما اللغوية والدينية), قُدِّمَ في الملتقى السبئي الدولي الذي انعقد في الفترة 5-9 يونيو سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.
20– دروس في قواعد لغة النقوش اليمنية القديمة – مكتبة السمو صنعاء 2015م.
21- في عام ٢٠٢٣م أصدر كتابًا استثنائيًا بعنوان «قواعد لغة نقوش المسند والزبور»، وهو مجلد ضخم من ٥٧٦ صفحة صدر عن دار عناوين بوكس – القاهرة، جمع فيه خبرة علمية امتدت لعقود. فكفك في صفحاته رموز خمس لهجات تحدثت بها اللغة الـيمنية القديمة: السبئية، المعينية، القتبانية، الحضرمية، والهرمية—وتمت مقارنة قواعد الإعراب، الأفعال، صفات الحروف، أدوات النفي، الشرط، الجر، العطف… مع أمثلة من نقوش مكتوبة بالمسند وترجمتها للغة العربية.
هل تعرف عالماً يمنياً إسمه إبراهيم الصلوي ؟
بالتأكيد أغلبكم لا يعرفه ولم يسمع به.
تخيلوا أن عالماً بمقام الدكتور إبراهيم محمد الصلوي، أحد أهم العقول اليمنية في فك رموز المسند ولهجات اليمن القديم، يكاد لا يعرفه كثير من أبناء هذه البلاد الغارقة في صراعات مهلكة والمنشغلة بدوامات المعارك الفيسبوكية ومشاهيرها وذبابها الألكتروني؟
هذه لمحة من طرق القائمة بإمكانك أن تعرف من خلالها من هو إبراهيم الصلوي " التخصص العام: لغات سامية. التخصص الدقيق: فقه اللغات
السامية والنقوش اليمنية القديمة.
1- دكتوراه (ألمانيا ١٩٨٧) حول “مفردات اللغة اليمنية المسندية التي وردت في مؤلفات أبو الحسن الهمداني ، ومؤلفات نشوان الحميري، نشرت باللغة الألمانية.
1-قصة أصحاب الأخدود- دراسة لغوية تاريخية في ضوء المصادر النقشية والسريانية والعربية الإسلامية. رسالة ماجستير غير منشورة- الجامعة اللبنانية سنة 1980م .
2– ألفاظ يمانية خاصة في مؤلفات الهمداني ونشوان ونظائرها في اللغات السامية الأخرى. رسالة دكتوراه باللغة الألمانية. منشورة في برلين بجمهورية ألمانيا الاتحادية سنة 1987م.
3– أعلام يمانية قديمة مركبة(1) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية مجلة دراسات يمنية، العدد 38ن نوفمبر- ديسمبر صنعاء سنة 1989م .
4– مساند حميرية في كتب التراث العربي. مجلة الإكليل، العدد 20و21 السنة الثامنة صنعاء سنة 1990م .
5– ألفاظ يمانية خاصة- دراسة لغوية دلالية مقارنة. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء،العدد 12 سنة 1990م .
6– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد أ ذ ن ن – دراسة في دلالته اللغوية والدينية _ منشور ضمن كتاب بعنوان (( دراسات سبئيه)) صنعاء/ نابولي 2005.
7– ضمير المتكلم والمخاطب في لغة اليمن القديمة. مجلة التاريخ والآثار- الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بصنعاء العدد 1و2 سنة 1994م .
8– نقش جديد من وادي ورور- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 19 سنة 1996م .
9– ظواهر لغوية في لهجات اليمن القديم- دراسة من خلال النقوش والمصادر العربية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 17 سنة 1994م .
10– نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني- دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة كلية الآداب بجامعة صنعاء، العدد 20 سنة 1997م .
11– أعلام يمانية قديمة مركبة(2) – دراسة في دلالاتها اللغوية والدينية. مجلة ريدان صنعاء،العدد6 سنة 1995م .
12– هوامش عربية جنوبية قديمة على المعجم الأثيوبي (الجعز). في كتاب (العربية السعيدة) بالألمانية. فيسبادن 1997م .
13– الإسهام في كتابة عدد من المواد العلمية في (الموسوعة اليمنية) التي صدرت عن مؤسسة العفيف للطباعة والنشر .
14– الإسهام في تحقيق ودراسة النقوش المدونة على الأخشاب بخط الزبور. عضو اللجنة الدولية المكلفة بذلك .
15– كتابات المسند وكتابات الزبور في اليمن القديم (الملتقى الدولي الثالث للكتابات والخطوط والنقوش عبر العصور – مكتبة الاسكندرية في الفترة 24-27 –ابريل -2007م
15– نقش سبئي جديد من نقوش اشهار الملكية الزراعية – مجلة كلية الاداب بجامعة صنعاء – المجلد (32) العدد (2) سنة 2009م.
16– ترجمة بحث بعنوان (ترتيب حروف الهجاء عند الهمداني) تأليف جاك ركمنز- من اللغة الانجليزية إلى اللغة العربية, منشور في مجلة كلية الآداب- جامعة صنعاء المجلد (33) العدد (خاص بندوة بعنوان (الهمداني: قراءات معاصرة) سنة 2010.
16– مباحث في تاريخ اللغة العربية- اللغة والكتابة, كلية الاداب, دار جامعة صنعاء للطباعة والنشر, صنعاء سنة 2010م.
17– (نقش جديد من نقوش الاعتراف العلني من معبد غ ر و- دراسة في دلالاته اللغوية والدينية), مجلة (أدوماتوا) العدد 28, سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.
18– (نقشان من نقوش الاهداءات- دراسة في دلالاتهما اللغوية والدينية), قُدِّمَ في الملتقى السبئي الدولي الذي انعقد في الفترة 5-9 يونيو سنة 2013م بالاشتراك مع الدكتور فهمي علي الاغبري.
20– دروس في قواعد لغة النقوش اليمنية القديمة – مكتبة السمو صنعاء 2015م.
21- في عام ٢٠٢٣م أصدر كتابًا استثنائيًا بعنوان «قواعد لغة نقوش المسند والزبور»، وهو مجلد ضخم من ٥٧٦ صفحة صدر عن دار عناوين بوكس – القاهرة، جمع فيه خبرة علمية امتدت لعقود. فكفك في صفحاته رموز خمس لهجات تحدثت بها اللغة الـيمنية القديمة: السبئية، المعينية، القتبانية، الحضرمية، والهرمية—وتمت مقارنة قواعد الإعراب، الأفعال، صفات الحروف، أدوات النفي، الشرط، الجر، العطف… مع أمثلة من نقوش مكتوبة بالمسند وترجمتها للغة العربية.
#حضارتنا...
مخطوطة من المصحف الكريم على الرق كتبت عليها بالخط الكوفي المحسن بدون تنقيط تحمل نص الآيات 10 - 27 من سورة الإسراء
نص الايات:
{ (10) وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا (11) وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا (12) وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (13) ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا (14) مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا (15) وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا (16) وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا (17) مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا (18) وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا (19) كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا (20) ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا (21) لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا (22) ۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24) رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا (25) وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا (26) إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا (27)}
من مقتنيات #متحف_إب
#متحف_الموروث_الشعبي
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
#حضارتنا
مخطوطة من المصحف الكريم على الرق كتبت عليها بالخط الكوفي المحسن بدون تنقيط تحمل نص الآيات 10 - 27 من سورة الإسراء
نص الايات:
{ (10) وَيَدۡعُ ٱلۡإِنسَٰنُ بِٱلشَّرِّ دُعَآءَهُۥ بِٱلۡخَيۡرِۖ وَكَانَ ٱلۡإِنسَٰنُ عَجُولٗا (11) وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ لِّتَبۡتَغُواْ فَضۡلٗا مِّن رَّبِّكُمۡ وَلِتَعۡلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلۡحِسَابَۚ وَكُلَّ شَيۡءٖ فَصَّلۡنَٰهُ تَفۡصِيلٗا (12) وَكُلَّ إِنسَٰنٍ أَلۡزَمۡنَٰهُ طَٰٓئِرَهُۥ فِي عُنُقِهِۦۖ وَنُخۡرِجُ لَهُۥ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ كِتَٰبٗا يَلۡقَىٰهُ مَنشُورًا (13) ٱقۡرَأۡ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡيَوۡمَ عَلَيۡكَ حَسِيبٗا (14) مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهۡتَدِي لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا (15) وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا (16) وَكَمۡ أَهۡلَكۡنَا مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِنۢ بَعۡدِ نُوحٖۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِۦ خَبِيرَۢا بَصِيرٗا (17) مَّن كَانَ يُرِيدُ ٱلۡعَاجِلَةَ عَجَّلۡنَا لَهُۥ فِيهَا مَا نَشَآءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلۡنَا لَهُۥ جَهَنَّمَ يَصۡلَىٰهَا مَذۡمُومٗا مَّدۡحُورٗا (18) وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا (19) كُلّٗا نُّمِدُّ هَٰٓؤُلَآءِ وَهَٰٓؤُلَآءِ مِنۡ عَطَآءِ رَبِّكَۚ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحۡظُورًا (20) ٱنظُرۡ كَيۡفَ فَضَّلۡنَا بَعۡضَهُمۡ عَلَىٰ بَعۡضٖۚ وَلَلۡأٓخِرَةُ أَكۡبَرُ دَرَجَٰتٖ وَأَكۡبَرُ تَفۡضِيلٗا (21) لَّا تَجۡعَلۡ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقۡعُدَ مَذۡمُومٗا مَّخۡذُولٗا (22) ۞وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعۡبُدُوٓاْ إِلَّآ إِيَّاهُ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنًاۚ إِمَّا يَبۡلُغَنَّ عِندَكَ ٱلۡكِبَرَ أَحَدُهُمَآ أَوۡ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفّٖ وَلَا تَنۡهَرۡهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوۡلٗا كَرِيمٗا (23) وَٱخۡفِضۡ لَهُمَا جَنَاحَ ٱلذُّلِّ مِنَ ٱلرَّحۡمَةِ وَقُل رَّبِّ ٱرۡحَمۡهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرٗا (24) رَّبُّكُمۡ أَعۡلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمۡۚ إِن تَكُونُواْ صَٰلِحِينَ فَإِنَّهُۥ كَانَ لِلۡأَوَّٰبِينَ غَفُورٗا (25) وَءَاتِ ذَا ٱلۡقُرۡبَىٰ حَقَّهُۥ وَٱلۡمِسۡكِينَ وَٱبۡنَ ٱلسَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرۡ تَبۡذِيرًا (26) إِنَّ ٱلۡمُبَذِّرِينَ كَانُوٓاْ إِخۡوَٰنَ ٱلشَّيَٰطِينِۖ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِرَبِّهِۦ كَفُورٗا (27)}
من مقتنيات #متحف_إب
#متحف_الموروث_الشعبي
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
#حضارتنا
Telegram
الهيئة العامة للآثار والمتاحف
القناة الرسمية للهيئة العامة للآثار والمتاحف- الجمهورية اليمنية
#صلاح_حميدان
#الأذواء
الأذواء أو الذوون، جاء في معجمات اللغة العربية: الذوون جمع ذو، وهي أسماء وألقاب ملوك اليمن. ويلي الأقيال في الحكم الأذواء، وهم كثيرون منهم: ذو فيفان، وذو يهر، وذو الشعبين، وذو حوال، وذو مناخ، وذو يحضب، وذو قينان، ذو يزن، وذو رعين، وذو فائش، وذو جدن، ذو نواس، ذو الصباح، ذو الكلاع، ذو قرنين، ذو الجناح، ذو الرياش، ذو المنار، ذو ريدان، ذو المعافر، ذو عثكلان، ذو ثعلبان، ذو خليل، ذو مناخ، وغيرهم. ذو تعني لقب وتفسيره صاحب ذلك، كقول: هو ذو مال، أي صاحب مال، وتقول: هو ذو صنعاء، أي صاحب مدينة صنعاء. وهذه المسميات الذوون أو الأذواء هي القاب تعظيم اشتهرت في تاريخ اليمن القديم وكانت تطلق على شيوخ القبائل الكبيرة الذين تمكنوا من حكم المدن اليمنية وبسطوا نفوذهم على أكثر الأراضي الزراعية والموانئ البحرية. وكلمة «ذو» ما زالت مستعملة حتى هذا اليوم بمعانيها القديمة نفسها عند بعض قبائل جزيرة العرب. كلمة ذو ذي ذا هي لفظة لهجات مختلفة وذات اصل واحد. الأذواء المذكورين في القرآن: ذو القرنين (الصعب بن مراثد)، ذو الأوتاد (فرعون)، ذو الكفل (حزقيال)، ذو النون (يونس)، ذو اليد (داوود). من بين الأذواء المذكورة في النقوش المسندية: ذو يزن، ذو جدن، ذو رعين. ومن اليمن: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي ذو النور، ذو العين، ذو السيفين، ذو السيال. عامر بن باران بن عوف بن حمير الملقب بعامر ذو رياش، وهو أول الملوك الملقبين بن ذو، وبذلك أول الأذواء. بعض المراجع: ابن كثير، ابن خلدون، أبو الفداء، الأسيوطي، نشوان الحميري، الهمداني.
#الأذواء
الأذواء أو الذوون، جاء في معجمات اللغة العربية: الذوون جمع ذو، وهي أسماء وألقاب ملوك اليمن. ويلي الأقيال في الحكم الأذواء، وهم كثيرون منهم: ذو فيفان، وذو يهر، وذو الشعبين، وذو حوال، وذو مناخ، وذو يحضب، وذو قينان، ذو يزن، وذو رعين، وذو فائش، وذو جدن، ذو نواس، ذو الصباح، ذو الكلاع، ذو قرنين، ذو الجناح، ذو الرياش، ذو المنار، ذو ريدان، ذو المعافر، ذو عثكلان، ذو ثعلبان، ذو خليل، ذو مناخ، وغيرهم. ذو تعني لقب وتفسيره صاحب ذلك، كقول: هو ذو مال، أي صاحب مال، وتقول: هو ذو صنعاء، أي صاحب مدينة صنعاء. وهذه المسميات الذوون أو الأذواء هي القاب تعظيم اشتهرت في تاريخ اليمن القديم وكانت تطلق على شيوخ القبائل الكبيرة الذين تمكنوا من حكم المدن اليمنية وبسطوا نفوذهم على أكثر الأراضي الزراعية والموانئ البحرية. وكلمة «ذو» ما زالت مستعملة حتى هذا اليوم بمعانيها القديمة نفسها عند بعض قبائل جزيرة العرب. كلمة ذو ذي ذا هي لفظة لهجات مختلفة وذات اصل واحد. الأذواء المذكورين في القرآن: ذو القرنين (الصعب بن مراثد)، ذو الأوتاد (فرعون)، ذو الكفل (حزقيال)، ذو النون (يونس)، ذو اليد (داوود). من بين الأذواء المذكورة في النقوش المسندية: ذو يزن، ذو جدن، ذو رعين. ومن اليمن: خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، عبد الله بن الطفيل الأزدي ثم الدوسي ذو النور، ذو العين، ذو السيفين، ذو السيال. عامر بن باران بن عوف بن حمير الملقب بعامر ذو رياش، وهو أول الملوك الملقبين بن ذو، وبذلك أول الأذواء. بعض المراجع: ابن كثير، ابن خلدون، أبو الفداء، الأسيوطي، نشوان الحميري، الهمداني.
#على_سالم_البيض
يخرج عن صمته ويكشف خفايا وأسرار الوحدة والانفصال وحرب الرفاق في الجنوب (1–2) :
- إعدام سالمين خطأ شنيع و إعدام مطيع كان بلا مبرر
- "تصفية القادة بدأت مع سالمين واستمرت لتشمل كل من خالف النهج "
- "رفضت إقالة سالمين ومحاكمته كانت شكلية"
- "علي ناصر أزاحني من اللجنة المركزية ومارس الفردية القاتلة"
- "عبدالفتاح وجماعته أشعلوا حرب 1979 ولم يقاتلوا فيها"
- "عودة عبدالفتاح من موسكو أربكت علي ناصر وزادت توتر الأجواء"
- "شعرنا بتدخلات السوفييت لتحويل قيادتنا إلى عملاء لهم"
#البيض يكشف المستور !
#الأمناء :
تغطّي سيرة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، فترة مفصلية من الصراع داخل ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) عام 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محمّد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب.
حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر "العربي الجديد" مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان "علي سالم البيض... الوحدة والانفصال"، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي تعيد "الأمناء" نشر الحلقة الأولى:
يشكّل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيّع علي (سالمين) بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في 22 يونيو/ حزيران 1978 نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟
- استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدّم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون (قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط)، لأنه يثق به على المستوى الشخصي، وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي (في الحزب الاشتراكي)، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقّه حكم الإعدام، وقد أعدم في الليلة نفسها، ومعه جاعم صالح، الذي يُعدّ خسارةً بكلّ المقاييس، لأنه شابٌّ مثقفٌ وأديب، لكن مشكلته الأساسية كانت البابوية، ولا يمكن أيضاً نسيان الشاب الآخر، الذي كان واعداً، وهو علي سالم لعور. وتعود محاكمة سالمين على وجه السرعة وإعدامه إلى الشعور بضرورة قطع دابر القتال الذي انفجر، فلو لم يصدُر القرار، ويُنفَّذه على وجه السرعة لاستمرّ القتال، لأن لسالمين أنصاره في أماكن كثيرة، وكانوا على استعداد للقتال حتى الموت، لكن حين يسقط القائد، يرمي المقاتل السلاح على العموم، وهذا ما حصل فعلاً.
كان الاعتقاد أنه رجّحت مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، لكن إعدام سالمين كان دلالة سيئة، لأنه أول حادث تصفيةٍ جسديةٍ لأحد قادة الجبهة القومية التاريخيين، وكانت بمثابة البداية لاعتماد مثل هذا الأسلوب في تصفية الحسابات السياسية في اليمن .
- ماذا كانت الآثار المباشرة لإعدامه؟
هناك من يعتقد أن سالمين دفع ثمن موقفه المتحفّظ على بناء علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي. فهو كان يسير وفق توازن مع المحيط الإقليمي (السعودية)، والعربي (مصر)، والدولي (الاتحاد السوفييتي والصين). لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، ومن ثم بدأ الخلاف على الفور بين الاتجاهين اللذَين تحالفا ضدّه، وسرعان ما بدأت الخلافات بيننا وبين عبد الفتّاح إسماعيل بعد إعدام سالمين مباشرة. هم رشّحوا علي باذيب لمنصب رئيس الدولة، الأمر الذي يرجّح الرغبة السوفييتية، لأنه كان مسؤول الحزب الشيوعي - الجناح السوفييتي. وعلامة على الثقة الفائقة بالنفس، وثقل الدور الخارجي، احتفل الرفاق بتنصيبه قبل أن نحسم الأمر داخل الأطر والهيئات، ما أصاب بعضهم بالصدمة. لذلك بدأ الحديث عن ترتيباتٍ وسيناريوهاتٍ مرسومةٍ في الخارج، وعقدنا اجتماعاً في اليوم التالي. وبعد مشادّة جرى استبعاد باذيب، وأدّى ذلك إلى فتح باب الصراع بين عبد الفتّاح وعلي ناصر محمّد.
بعد يومين من النقاشات، توصلنا إلى تسويةٍ بتعيين عبد الفتّاح رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب، وعلي ناصر محمّد رئيساً لمجلس الوزراء. وكان الاتجاه الأول على صلةٍ بالسوفييت، في حين أن الاتجاه الثاني لم يكن على صلةٍ بأحد.
يخرج عن صمته ويكشف خفايا وأسرار الوحدة والانفصال وحرب الرفاق في الجنوب (1–2) :
- إعدام سالمين خطأ شنيع و إعدام مطيع كان بلا مبرر
- "تصفية القادة بدأت مع سالمين واستمرت لتشمل كل من خالف النهج "
- "رفضت إقالة سالمين ومحاكمته كانت شكلية"
- "علي ناصر أزاحني من اللجنة المركزية ومارس الفردية القاتلة"
- "عبدالفتاح وجماعته أشعلوا حرب 1979 ولم يقاتلوا فيها"
- "عودة عبدالفتاح من موسكو أربكت علي ناصر وزادت توتر الأجواء"
- "شعرنا بتدخلات السوفييت لتحويل قيادتنا إلى عملاء لهم"
#البيض يكشف المستور !
#الأمناء :
تغطّي سيرة الزعيم الجنوبي، علي سالم البيض، فترة مفصلية من الصراع داخل ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي قامت بعد الاستقلال عن بريطانيا عام 1967، واستمرّت حتى قيام الوحدة مع شمال اليمن في مايو/ أيار 1990. ويقدم البيض من موقعه القيادي في تلك التجربة روايته للخلافات بين رفاق الصف الواحد داخل الحزب الاشتراكي اليمني، الذي حكم الجنوب حتى قيام الوحدة بين الشطرين، ويكشف عن معلومات، للمرّة الأولى، عن تلك التجربة المهمة في الجزيرة العربية، ويضيء على تفاصيل الصراع، الذي بدأ بإعدام رئيس الجمهورية سالم ربيّع علي (سالمين) عام 1978، وانتهى بالحرب الأهلية في 13 يناير/ كانون الثاني 1986، بين جناحي علي ناصر محمّد وعبد الفتّاح إسماعيل الذي لقي مصرعه في تلك المواجهة، وتسلّم البيض القيادة في الجنوب.
حاور البيض وأعدّ المذكّرات الزميل بشير البكر، وتنشر "العربي الجديد" مقطعاً منها في حلقتين، وتصدر قريباً، في كتاب بعنوان "علي سالم البيض... الوحدة والانفصال"، عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان. وفي ما يلي تعيد "الأمناء" نشر الحلقة الأولى:
يشكّل إعدام رئيس اليمن الديمقراطي سالم ربيّع علي (سالمين) بعد أربعة أيام من الانقلاب عليه في 22 يونيو/ حزيران 1978 نقطة البداية في حرب الرفاق في اليمن الجنوبي، هل توافق على ذلك؟
- استسلم سالمين بعد ظهر اليوم الثاني على رفض قرار عزله، وقدّم نفسه إلى صالح أبو بكر بن حسينون (قائد عسكري وسياسي ووزير أسبق للنفط)، لأنه يثق به على المستوى الشخصي، وجرى إحضاره في المساء إلى اجتماع المكتب السياسي (في الحزب الاشتراكي)، حيث أجريت له محاكمة شكلية، وصدر بحقّه حكم الإعدام، وقد أعدم في الليلة نفسها، ومعه جاعم صالح، الذي يُعدّ خسارةً بكلّ المقاييس، لأنه شابٌّ مثقفٌ وأديب، لكن مشكلته الأساسية كانت البابوية، ولا يمكن أيضاً نسيان الشاب الآخر، الذي كان واعداً، وهو علي سالم لعور. وتعود محاكمة سالمين على وجه السرعة وإعدامه إلى الشعور بضرورة قطع دابر القتال الذي انفجر، فلو لم يصدُر القرار، ويُنفَّذه على وجه السرعة لاستمرّ القتال، لأن لسالمين أنصاره في أماكن كثيرة، وكانوا على استعداد للقتال حتى الموت، لكن حين يسقط القائد، يرمي المقاتل السلاح على العموم، وهذا ما حصل فعلاً.
كان الاعتقاد أنه رجّحت مصلحة البلاد على الاعتبارات الأخرى، لكن إعدام سالمين كان دلالة سيئة، لأنه أول حادث تصفيةٍ جسديةٍ لأحد قادة الجبهة القومية التاريخيين، وكانت بمثابة البداية لاعتماد مثل هذا الأسلوب في تصفية الحسابات السياسية في اليمن .
- ماذا كانت الآثار المباشرة لإعدامه؟
هناك من يعتقد أن سالمين دفع ثمن موقفه المتحفّظ على بناء علاقة استراتيجية مع الاتحاد السوفييتي. فهو كان يسير وفق توازن مع المحيط الإقليمي (السعودية)، والعربي (مصر)، والدولي (الاتحاد السوفييتي والصين). لكن لا بدّ من الإشارة إلى أن اعتماده على الأتباع وتجاوز الحزب والدولة، كان الفاتحة في بدء الفساد وسوء الإدارة، ولم ينته الأمر بإعدام سالمين، بل تلاه طرد أتباعه من الجبهة القومية، ومن ثم بدأ الخلاف على الفور بين الاتجاهين اللذَين تحالفا ضدّه، وسرعان ما بدأت الخلافات بيننا وبين عبد الفتّاح إسماعيل بعد إعدام سالمين مباشرة. هم رشّحوا علي باذيب لمنصب رئيس الدولة، الأمر الذي يرجّح الرغبة السوفييتية، لأنه كان مسؤول الحزب الشيوعي - الجناح السوفييتي. وعلامة على الثقة الفائقة بالنفس، وثقل الدور الخارجي، احتفل الرفاق بتنصيبه قبل أن نحسم الأمر داخل الأطر والهيئات، ما أصاب بعضهم بالصدمة. لذلك بدأ الحديث عن ترتيباتٍ وسيناريوهاتٍ مرسومةٍ في الخارج، وعقدنا اجتماعاً في اليوم التالي. وبعد مشادّة جرى استبعاد باذيب، وأدّى ذلك إلى فتح باب الصراع بين عبد الفتّاح وعلي ناصر محمّد.
بعد يومين من النقاشات، توصلنا إلى تسويةٍ بتعيين عبد الفتّاح رئيساً للدولة وأميناً عاماً للحزب، وعلي ناصر محمّد رئيساً لمجلس الوزراء. وكان الاتجاه الأول على صلةٍ بالسوفييت، في حين أن الاتجاه الثاني لم يكن على صلةٍ بأحد.
أراد أن يقول إنه أعطى الموافقة على شأن صغير، وليس خوض حربٍ كبيرةٍ استدعت تدخّل جامعة الدول العربية التي شكلت لجنة وساطة. أقدّر شخصياً أن عبد الفتّاح لم يكن يدرك أن الحرب قد تبدأ بطلقة لتشعل السهل بأكمله، وقد برهن بذلك على أنه ليس رجل حكم. ولكون هذا الاستنتاج استقرّ لدى كثيرين، عادت الصراعات حول الحكم، وصار دأب عبد الفتّاح منصبّاً كذلك على التخلّص من فريقنا، لكن علي ناصر عاجله، فعمل على التخلّص منه، وأبعده إلى موسكو في 26 يوليو/ تموز عام 1980.
جرى إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل وانتخاب علي ناصر في مؤتمر الحزب، بعملية تشبه الانقلاب؟
- تفاعلت قضية الحرب والنتائج التي أسفرت عنها على صعيد لقاء الكويت، وأدّت إلى إحداث هزّة كبيرة وانقسامات جديدة في الجنوب، وبرز هناك من يتحدّث عن عقد عبد الفتّاح الشمالي صفقة مع الشمال على حساب الجنوب، وأدّى هذا الجو إلى استنفار قطاع واسع ضدّه، ما حال دون اجتماعه مع علي عبد الله صالح في الشريجة، بمبرّر وجود معلومات بتعرّض عبد الفتّاح للاغتيال، وهو أدرك (في حينه) أنه لن يكون في وسعه مواصلة التنسيق مع الشمال. وفي هذا الوقت، كان الحزب الاشتراكي يستعدّ لعقد مؤتمر استثنائي، وهو ما جرى في 14 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1980، وجرى خلاله تتويج علي ناصر أميناً عاماً، ورئيساً لهيئة مجلس الشعب الأعلى، ورئيساً لمجلس الوزراء، في حين لم يغيّر من البرنامج والثوابت. وكان الجديد رسم السياسة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاتجاهات والمؤشّرات الرئيسة للخطّة الخمسية ما بين 1981 و1985. أمّا بصدد العلاقة مع الشمال، فقد أكّد أن موقفه من العمل المسلّح يندرج في إطار الدفاع عن النفس، وتبنّى سياسة السير في اتجاه الوحدة، وتحقيقها على مراحل، بدلاً من اتفاق الكويت الذي ثبّت الخطوات التنفيذية من أجل تحقيق الوحدة بتوقيع الدستور، ثمّ عرْضه على الاستفتاء، وكان لقاء علي ناصر مع علي عبد الله صالح لاحقاً، في إطار سياسة الخطوة خطوة.
لكن المؤتمر انعقد في جوٍّ محتقن بالخلافات؟
نعم. اقترحتُ في منزل علي ناصر، وبحضور نايف حواتمة، أن ننسحب جميعاً من المكتب السياسي بسبب مشاركتنا في صراعاتٍ سابقة، من أجل فتح صفحة جديدة من خلال ترك أجيال أخرى من الرفاق تصعد إلى مواقع القيادة لتأخذ مكاننا. ومن موقعي في الإشراف على الدائرة الحزبية التي تعدّ للمؤتمر، طرحت هذا الاقتراح، وجرت الموافقة عليه، وقد أثلج الأمر صدر علي ناصر، الذي كان قد بدأ مسيرة الصعود، لكنّه أصاب التيّار الثاني بالصدمة. ويمكن القول إن فاتحة صراع بين علي ناصر والآخرين بدأت هناك، وهو لم ينتظر وقتاً طويلاً حتى شرع في ممارسة الفردية القاتلة التي قادت إلى أخطاء فادحة بعد ذلك. وبعد نجاحه في إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل، أخذ يعمل على تحجيم بقية الصفّ القيادي، لذا لم يكتفِ بقرار إبعادي عن المكتب السياسي، بل إنه في يناير/ كانون الثاني من عام 1981 عمد إلى محاصرتي، وطردي من اللجنة المركزية. ولم يطل الوقت حتى شرع، في مرحلة أولى، بتصفية العناصر القيادية المحسوبة على عبد الفتّاح، فأقصى محمّد سعيد عبد الله (مُحسن)، من موقعه وعيّنه سفيراً في هنغاريا، وأبعد عبد العزيز عبد الولي (عضو المكتب السياسي وزير الصناعة والتجارة)، ليموت في ألمانيا، وبعد ذلك أعدم محمّد صالح مطيع (وزير الخارجية)، وطُرِدت عائدة يافعي (رئيسة الاتحاد النسائي)، من اللجنة المركزية، وواجه كثيرون أوضاعاً صعبة. وكان إعدام مطيع عام 1981 الأكثر شناعةً في سلسلة الأعمال التصفوية في هذه الفترة، ولا سيّما أن التهمة التي لفّقت له لم تكن تستدعي هذا النوع من العقاب، أشاعوا عنه إقامة علاقات مع السعودية، وهذا شأنٌ بات معروفاً، وبدأ في صورة رسمية في فترة حكم سالمين، واستمرّ ، ثمّ إن علي ناصر نفسه لم يكن ضدّ الصلة مع السعودية، بل على العكس، فقد كانت هذه النقطة في جدول أعماله مثلما تبيّن لاحقاً. وهنا لا بدّ من التوقّف أمام نقطة تتعلّق بالعلاقات الإنسانية والصلات الشخصية بين الناس، وما يترتّب عليها من بناء ثقة ومودّة ووفاء، لا يمكن فصم عراها مهما بلغت مغريات السلطة قوةً وتأثيراً. فمن المعروف أنه كانت تربط علي ناصر ومطيع علاقةٌ شخصيةٌ، وكانا يسهران معاً، ولا يغادر مطيع علي ناصر إلا ليذهب إلى النوم، وهذا يعني أنهما يتحدّثان ويتسامران، لذا يظلّ إعدام مطيع علامةً سوداءَ في سجلّ علي ناصر. وقد تبيّن من مصادر مختلفة أن علي ناصر اتصل بوزير الدفاع صالح مصلح بعد خروج مطيع من عنده، فأخذوا مطيع وأعدموه، ثمّ أصدروا تعميماً حزبياً يقول إنه أُعدِم لأنه كان يتآمر مع السعودية!
وماذا كان الموقف من ممارسات علي ناصر؟
جرى إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل وانتخاب علي ناصر في مؤتمر الحزب، بعملية تشبه الانقلاب؟
- تفاعلت قضية الحرب والنتائج التي أسفرت عنها على صعيد لقاء الكويت، وأدّت إلى إحداث هزّة كبيرة وانقسامات جديدة في الجنوب، وبرز هناك من يتحدّث عن عقد عبد الفتّاح الشمالي صفقة مع الشمال على حساب الجنوب، وأدّى هذا الجو إلى استنفار قطاع واسع ضدّه، ما حال دون اجتماعه مع علي عبد الله صالح في الشريجة، بمبرّر وجود معلومات بتعرّض عبد الفتّاح للاغتيال، وهو أدرك (في حينه) أنه لن يكون في وسعه مواصلة التنسيق مع الشمال. وفي هذا الوقت، كان الحزب الاشتراكي يستعدّ لعقد مؤتمر استثنائي، وهو ما جرى في 14 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1980، وجرى خلاله تتويج علي ناصر أميناً عاماً، ورئيساً لهيئة مجلس الشعب الأعلى، ورئيساً لمجلس الوزراء، في حين لم يغيّر من البرنامج والثوابت. وكان الجديد رسم السياسة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية، والاتجاهات والمؤشّرات الرئيسة للخطّة الخمسية ما بين 1981 و1985. أمّا بصدد العلاقة مع الشمال، فقد أكّد أن موقفه من العمل المسلّح يندرج في إطار الدفاع عن النفس، وتبنّى سياسة السير في اتجاه الوحدة، وتحقيقها على مراحل، بدلاً من اتفاق الكويت الذي ثبّت الخطوات التنفيذية من أجل تحقيق الوحدة بتوقيع الدستور، ثمّ عرْضه على الاستفتاء، وكان لقاء علي ناصر مع علي عبد الله صالح لاحقاً، في إطار سياسة الخطوة خطوة.
لكن المؤتمر انعقد في جوٍّ محتقن بالخلافات؟
نعم. اقترحتُ في منزل علي ناصر، وبحضور نايف حواتمة، أن ننسحب جميعاً من المكتب السياسي بسبب مشاركتنا في صراعاتٍ سابقة، من أجل فتح صفحة جديدة من خلال ترك أجيال أخرى من الرفاق تصعد إلى مواقع القيادة لتأخذ مكاننا. ومن موقعي في الإشراف على الدائرة الحزبية التي تعدّ للمؤتمر، طرحت هذا الاقتراح، وجرت الموافقة عليه، وقد أثلج الأمر صدر علي ناصر، الذي كان قد بدأ مسيرة الصعود، لكنّه أصاب التيّار الثاني بالصدمة. ويمكن القول إن فاتحة صراع بين علي ناصر والآخرين بدأت هناك، وهو لم ينتظر وقتاً طويلاً حتى شرع في ممارسة الفردية القاتلة التي قادت إلى أخطاء فادحة بعد ذلك. وبعد نجاحه في إبعاد عبد الفتّاح إسماعيل، أخذ يعمل على تحجيم بقية الصفّ القيادي، لذا لم يكتفِ بقرار إبعادي عن المكتب السياسي، بل إنه في يناير/ كانون الثاني من عام 1981 عمد إلى محاصرتي، وطردي من اللجنة المركزية. ولم يطل الوقت حتى شرع، في مرحلة أولى، بتصفية العناصر القيادية المحسوبة على عبد الفتّاح، فأقصى محمّد سعيد عبد الله (مُحسن)، من موقعه وعيّنه سفيراً في هنغاريا، وأبعد عبد العزيز عبد الولي (عضو المكتب السياسي وزير الصناعة والتجارة)، ليموت في ألمانيا، وبعد ذلك أعدم محمّد صالح مطيع (وزير الخارجية)، وطُرِدت عائدة يافعي (رئيسة الاتحاد النسائي)، من اللجنة المركزية، وواجه كثيرون أوضاعاً صعبة. وكان إعدام مطيع عام 1981 الأكثر شناعةً في سلسلة الأعمال التصفوية في هذه الفترة، ولا سيّما أن التهمة التي لفّقت له لم تكن تستدعي هذا النوع من العقاب، أشاعوا عنه إقامة علاقات مع السعودية، وهذا شأنٌ بات معروفاً، وبدأ في صورة رسمية في فترة حكم سالمين، واستمرّ ، ثمّ إن علي ناصر نفسه لم يكن ضدّ الصلة مع السعودية، بل على العكس، فقد كانت هذه النقطة في جدول أعماله مثلما تبيّن لاحقاً. وهنا لا بدّ من التوقّف أمام نقطة تتعلّق بالعلاقات الإنسانية والصلات الشخصية بين الناس، وما يترتّب عليها من بناء ثقة ومودّة ووفاء، لا يمكن فصم عراها مهما بلغت مغريات السلطة قوةً وتأثيراً. فمن المعروف أنه كانت تربط علي ناصر ومطيع علاقةٌ شخصيةٌ، وكانا يسهران معاً، ولا يغادر مطيع علي ناصر إلا ليذهب إلى النوم، وهذا يعني أنهما يتحدّثان ويتسامران، لذا يظلّ إعدام مطيع علامةً سوداءَ في سجلّ علي ناصر. وقد تبيّن من مصادر مختلفة أن علي ناصر اتصل بوزير الدفاع صالح مصلح بعد خروج مطيع من عنده، فأخذوا مطيع وأعدموه، ثمّ أصدروا تعميماً حزبياً يقول إنه أُعدِم لأنه كان يتآمر مع السعودية!
وماذا كان الموقف من ممارسات علي ناصر؟
- هناك من سانده في البداية لضرب المجموعة المحسوبة على عبد الفتّاح إسماعيل، ويحضرني هنا مثال علي عنتر الذي عاد واختلف معه لاحقاً، لكنّي أتذكر جيّداً أن قرار إعدام مطيع أثار استياء كبيراً. حضر محافظ المهرة في حينه، وجلب لي نسخةً من التعميم الحزبي، كان التبرير مضحكاً، وهنا ضجّ الرفاق في القواعد، وبدأ عبد الفتّاح يقتنع بفكرة العودة من موسكو، وبناء تكتّل جديد ضدّ علي ناصر، الذي احتكر كلّ السلطات والمواقع العليا في الدولة (رئيس الدولة، أمين عام الحزب، رئيس مجلس وزراء). كما أن علي عنتر أخذ ينتبه ويصحو إلى خطورة نهج علي ناصر. وأذكر أننا في هذه الفترة استعدنا الصلة مع عبد الفتّاح. وبعد أن قطعنا شوطاً في التفاهم معه، قمنا داخل الهيئات بإقرار أمر عودته، ووافق علي ناصر نتيجةً لأمرَين: ضغط الإرادة الحزبية، وشعوره بالسيطرة على الموقف، وعدم خشيته من أيّ تهديد. وبالتالي، لم يكن لديه أيُّ مانع في عودة الناس من الخارج، لكن الموقف كان (في كلّ الأحوال)، مرتبكاً ومتشنّجاً. ورغم أن الإخراج استقرّ من الناحية الشكلية على تلك الصيغة، فإن مسألة عودة عبد الفتّاح لم تكن بالأمر السهل. وعلى سبيل المثال، لم يجرؤ أحد على استقباله حين وصل إلى مطار عدن في السابع من مارس/ آذار عام 1985، حتى قريبه فضل محسن لم يحضر إلا بعد مغادرة المطار، جاء ومعه محمود عبد الله عشيش (وزير وسفير)، وكنت الوحيد الذي ذهب لاستقباله، وصعدتُ إلى داخل الطائرة ورافقتُه حتى المنزل.
كيف كان الجو العام بعد عودة عبد الفتّاح إسماعيل؟
- دخلنا في حواراتٍ واسعة وساخنة حول القضايا كلّها. كانت هذه الفترة غنيةً وواعدةً، لأنه جرى خلالها تناول شتى المجالات وسط شعورنا بنضوج التجربة، وضرورة تدارك أخطائها وتجنيبها الهزّات من جديد، غير أن هذا الوضع لم يناسب علي ناصر، وبدأ يخامره شعورٌ بأن العمل يجري لسحب البساط من تحت قدمَيه، في حين أنه لم يكن هناك أيُّ توجّه لإطاحته، بل على العكس، كنا نحاول أن نتقدّم نحو عقلنة التجربة، وتخليصها من شوائب الفردية، وتغليب منطق الأكثرية، ومثال ذلك واضح وصريح، وحتى عبد الفتّاح الذي كان رئيساً للدولة قبل العمل من جديد في دائرة حزبية عادية. ولكن الارتياح لم يبدُ على علي ناصر، واستمرّ في عملية إحكام قبضته، فأبعد علي عنتر من وزارة الدفاع، وعيّنه نائباً له، وأحلّ مكانه صالح مصلح من دون أن يعلم أنهما على اتفاقٍ وليسا على شقاقٍ كما كان يظن، لكنّه بدأ يدرك ويستوعب أكثر فأكثر التطوّرات الحاصلة، حين وقف على نتائج الانتخابات الحزبية في المحافظات في إطار التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الذي عقدناه في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985، وأدرك، حينها، أنه بدأ يخسر، بسبب فرديته وسلوكه التسلّطي.
كان الجو متوتّراً، لكن الهدف، من طرفنا، وكما أشرت، كان تجنّب الصدام العسكري، فبعدما بدأت الأسئلة والقضايا تنضج في أذهاننا، صار همّنا مرتكزاً على ضرورة حسم الخلافات داخل الهيئات في صورة ديمقراطية، ومن خلال الاحتكام إلى رأي الأكثرية، وفي الوقت ذاته، إدانة كلّ لجوء إلى الضغط والقوة، لا سيّما محاولات استخدام النفوذ وسلطة الدولة، أو توظيف العصبية والشللية، ولكن هذا لا ينفي حضورنا داخل المؤسّسات الأخرى بعيداً من الحزبيّة مثل الجيش. وعلى سبيل المثال، كسر علي عنتر، الذي أبعده علي ناصر عن وزارة الدفاع وعيّنه نائباً له، هذا الطوق، وبقي على صلة بأوساط الجيش، وظلّ مؤثّراً وحاضراً داخل هذه المؤسّسة التي تربّى فيها، ويعرفها أكثر من أيّ قيادي آخر.
هل هناك من حاولوا تهدئة الموقف؟
- أذكر أنني قصدت محمّد علي أحمد، الذي تربطني به صداقة، وكان في حينه إلى صفّ علي ناصر، وهو محافظ لمحافظة أبين. قلتُ له: لا داعي لأن يستنفر السلاح، ويجري التهديد به على هذا النحو. وكان ردّه: إذا أخطأوا سوف نخطئ. ومعنى ذلك أن الجو لم يكن صالحاً لأيّ حوار، بما في ذلك الاحتكام إلى العلاقات الشخصية، بل كان يثير النكد، وأبعد ما يكون عن الاعتبارات والقيم النضالية. كانت الصورة باعثة على الأسى، والانقسامات مُحزنة، أبين وشبوة من جهة، وبقية أجزاء البلد من الأخرى. وقد ساعد حضور الإخوة من لبنان وفلسطين: جورج حاوي ونديم عبد الصمد وجورج حبش ونايف حواتمة، على خروج المؤتمر بتسوياتٍ مؤقّتة، ولم يجر مسّ القضايا الأساسية التي كانت مثار الخلاف. لذلك، من المؤسف أن الموقف انفجر لاحقاً. وإذ أقول ذلك اليوم، فإني لم أتزحزح عن هذه الرؤية، فالقضية كانت عاديةً، يمكن حسمها بسهولة من دون اللجوء إلى السلاح.
كيف كان الجو العام بعد عودة عبد الفتّاح إسماعيل؟
- دخلنا في حواراتٍ واسعة وساخنة حول القضايا كلّها. كانت هذه الفترة غنيةً وواعدةً، لأنه جرى خلالها تناول شتى المجالات وسط شعورنا بنضوج التجربة، وضرورة تدارك أخطائها وتجنيبها الهزّات من جديد، غير أن هذا الوضع لم يناسب علي ناصر، وبدأ يخامره شعورٌ بأن العمل يجري لسحب البساط من تحت قدمَيه، في حين أنه لم يكن هناك أيُّ توجّه لإطاحته، بل على العكس، كنا نحاول أن نتقدّم نحو عقلنة التجربة، وتخليصها من شوائب الفردية، وتغليب منطق الأكثرية، ومثال ذلك واضح وصريح، وحتى عبد الفتّاح الذي كان رئيساً للدولة قبل العمل من جديد في دائرة حزبية عادية. ولكن الارتياح لم يبدُ على علي ناصر، واستمرّ في عملية إحكام قبضته، فأبعد علي عنتر من وزارة الدفاع، وعيّنه نائباً له، وأحلّ مكانه صالح مصلح من دون أن يعلم أنهما على اتفاقٍ وليسا على شقاقٍ كما كان يظن، لكنّه بدأ يدرك ويستوعب أكثر فأكثر التطوّرات الحاصلة، حين وقف على نتائج الانتخابات الحزبية في المحافظات في إطار التحضير للمؤتمر الثاني للحزب الذي عقدناه في أكتوبر/ تشرين الأول عام 1985، وأدرك، حينها، أنه بدأ يخسر، بسبب فرديته وسلوكه التسلّطي.
كان الجو متوتّراً، لكن الهدف، من طرفنا، وكما أشرت، كان تجنّب الصدام العسكري، فبعدما بدأت الأسئلة والقضايا تنضج في أذهاننا، صار همّنا مرتكزاً على ضرورة حسم الخلافات داخل الهيئات في صورة ديمقراطية، ومن خلال الاحتكام إلى رأي الأكثرية، وفي الوقت ذاته، إدانة كلّ لجوء إلى الضغط والقوة، لا سيّما محاولات استخدام النفوذ وسلطة الدولة، أو توظيف العصبية والشللية، ولكن هذا لا ينفي حضورنا داخل المؤسّسات الأخرى بعيداً من الحزبيّة مثل الجيش. وعلى سبيل المثال، كسر علي عنتر، الذي أبعده علي ناصر عن وزارة الدفاع وعيّنه نائباً له، هذا الطوق، وبقي على صلة بأوساط الجيش، وظلّ مؤثّراً وحاضراً داخل هذه المؤسّسة التي تربّى فيها، ويعرفها أكثر من أيّ قيادي آخر.
هل هناك من حاولوا تهدئة الموقف؟
- أذكر أنني قصدت محمّد علي أحمد، الذي تربطني به صداقة، وكان في حينه إلى صفّ علي ناصر، وهو محافظ لمحافظة أبين. قلتُ له: لا داعي لأن يستنفر السلاح، ويجري التهديد به على هذا النحو. وكان ردّه: إذا أخطأوا سوف نخطئ. ومعنى ذلك أن الجو لم يكن صالحاً لأيّ حوار، بما في ذلك الاحتكام إلى العلاقات الشخصية، بل كان يثير النكد، وأبعد ما يكون عن الاعتبارات والقيم النضالية. كانت الصورة باعثة على الأسى، والانقسامات مُحزنة، أبين وشبوة من جهة، وبقية أجزاء البلد من الأخرى. وقد ساعد حضور الإخوة من لبنان وفلسطين: جورج حاوي ونديم عبد الصمد وجورج حبش ونايف حواتمة، على خروج المؤتمر بتسوياتٍ مؤقّتة، ولم يجر مسّ القضايا الأساسية التي كانت مثار الخلاف. لذلك، من المؤسف أن الموقف انفجر لاحقاً. وإذ أقول ذلك اليوم، فإني لم أتزحزح عن هذه الرؤية، فالقضية كانت عاديةً، يمكن حسمها بسهولة من دون اللجوء إلى السلاح.