اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
145K photos
352 videos
2.21K files
24.8K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
محافظة #ذمار
مديرية
#جهران
ممر الحركة التجارية والبشرية من وإلى إحدى عشرة محافظة

     إعداد/ محمد محمد عبدالله العرشي

المقدمة:
مديرية جهران، إحدى مديريات محافظة ذمار، والمشهورة بجودة أراضيها الزراعية وشهرة جودة ثروتها الحيوانية، ولا سيما من الأغنام، ومركز هذه المديرية مدينة معبر والتي تعبر منها وإليها معظم الحركة السكانية والتجارية لإحدى عشرة محافظة؛ صنعاء وذمار وإب وتعز ولحج وعدن وعمران وحجة وصعدة والحديدة وريمة....

علمنا اليوم هو المرحوم إبراهيم بن أحمد الكينعي؛ من أعلام القرن الثامن الهجري والقرن الرابع عشر الميلادي، وستجد في سيرته العطرة نموذجاً لا يتكرر في سير معظم أعلام اليمن بل وأعلام العالم الإسلامي.. وستجد في سيرته العالم الصوفي، والعالم الرباني، والعالم التجاري، والعالم الإنسان، العالم الذي جعل القرآن والسنة منهجاً في سلوكه وحركاته وسكناته..
وستجد العديد من الحقائق في سلوك العديد من علماء اليمن الأعلام، فالزهد عملاً لا قولاً في سلوكهم، والخوف من الله في تصرفاتهم لا رياء ولا تمثيلاً، كما أن الصوفية في شمال اليمن تمثلت كسلوك في زهدهم لا حركات ولا تمايل وهذا هو إبراهيم بن أحمد الكينعي.. وستجد في هذا المقال موجز عن سيرته.
وعليك بالبحث عن سيرته لتجد أن كلامي هذا حقيقة لا ادعاء، فقد حظي العالم الكينعي باحترام سكان محافظة ذمار وصنعاء وزبيد وعلماء مكة والمدينة...

مديرية جهران
جَهْرَان: بفتح فسكون ففتح. إحدى مديريات محافظة ذمار؛ تقع في محافظة ذمار في الجزء الأوسط والشمالي منها، وإلى الشمال من مدينة ذمار (مركز المحافظة) على مسافة 15كم، يحدها من الشمال مديرية بلاد الروس، ومن الجنوب مديرية عنس، ومن الشرق مديريتا: الحداء ومدينة ذمار، ومن الغرب مديريتا: ضوران آنس والمنار. تبلغ مساحة المديرية 365كم2، ومركز المديرية مدينة معبر.
تضم المديرية 42 قرية تشكل 4 عزل هي: سفل جهران، علو جهران، المدراج، الموسطة.
يبلغ عدد سكان المديرية 87046نسمة، بحسب نتائج التعداد العام للسكان والمساكن للعام 2004م.
وقد ورد إسم جهران كاسم مدينة في النقوش اليمنية القديمة (هـ ج ر ن/ ج هـ ر ن)، وجهران في عصرنا الحاضر اسم لقاع يقع جنوب العاصمة صنعاء على الطريق منها إلى ذمار.. وجهران حقل واسع يمتد من أسفل نقيل يسلح باتجاه ذمار إلى القرب منها. تبلغ مساحته حوالى 16 ألف هكتار، وتشقه الطريق التي تربط صنعاء بمدينة ذمار، والمار من هذه الطريق يشاهد على جانبي الطريق مئات المزارعين الذين يعملون في زراعة الأرض التي تعتمد على مياه الأمطار والمياه الجوفية، ويعتبر قاع جهران أحد الأودية حيث تأتي مساقطه من جبال يسلح من مرتفعات ضوران الشرقية فيلتقي برصابة أسفل جهران ثم يذهب إلى بني قوس من الحداء حيث تلتقي به أودية زراجة ثم تذهب في الحداء شرقاً فيلتقي بأودية ذمار في الشمال الشرقي من الحداء ثم تنضم إلى وادي مأرب. وأغلب منتوجات حقل جهران: الحبوب بأنواعها والبطاطا والطماطم وبعض الخضروات.
جاء في معجم البلدان أن مخلاف جهران يقرب من صنعاء ويعد في بلاد همدان، وفيه قرى منها ضاف وتفاضل وقرن عسم وقرن تراحب وقرن قباتل، ينسب إلى جهران بن يحصب بن دهمان بن سعد بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن حمير.  وقال القاضي العلامة المرحوم محمد الحجري في كتابه (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) أن حقل جهران يرتفع  عن سطح البحر سبعة آلاف وسبعمائة قدم تحقيقاً والقدم ثلاثون سنتيمتراً. ومزارع جهران الذرة والشعير والبر وأكثره على ماء المطر. وفيه آبار كثيرة قريبة المياه على نحو ستة أمتار تسقى منها بعض الأراضي بنزع المياه على البقر والجمال.

وتشكل قرى جهران في أعمالها مديرية من مديريات محافظة ذمار، وأهم هذه القرى:
الحلّه: قرية أسفل قاع جهران. عسم: بدون لام التعريف: بلدة وحصن في وسط قاع جهران. شناظب، عيشان: قرية في سِفل جَهران بالشمال الغربي من مدينة ذمار. السنام: بكسر ففتح، قرية في قاع جهران جوار قرية رصابة، إليها ينسب الشيخ علي ناصر السنامي رئيس هيئة الشورى المحلية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة ذمار. إفق: بكسر الهمزة وسكون الفاء، قرية في سِفل جهران، بالغرب الشمالي من مدينة ذمار بمسافة 21كم، وهي محل المشائخ (آل الراعي) منهم في عصرنا/ الشيخ يحيى علي الراعي رئيس مجلس النواب، ومن قيادات المؤتمر الشعبي العام. ومما يُذكر عن القرية أن بها حصن أثري قديم يشير الأهالي أن فيه نفق ينفذ إلى أسفل الوادي. بني سبأ، خشران: بفتح فسكون. قرية في قاع جهران، تُنسب إلى ذا حشران بن جهران بن يحصب. تهدمت منازلها في زلزال عام 1982م. ضاف: قرية في علو قاع جهران الواقع شمال مدينة ذمار ومن أعمالها، وهي قرية قديمة ورد ذكرها في بعض كتابات المسند، وكان قد زارها الرحالة الدانمركي (نيبور) عام 1761م وأشار إلى الأطلال والكتابات المحيطة بها، ثم جاء من بعده المستشرق النمساوي سيجفرند لينجر عام 1882م واستنسخ من هناك ثمانية نقوش.
 تفاضل: بفتح التاء وضم الضاد، قرية في أعلا قاع جهر، ذكرها الهمداني ضمن قرى قاع جهران وما زالت قائمة إلى اليوم، وهي من المناطق التي تجود أرضها بزراعة الحبوب والبطاطا والطماطم والبصل وغيره. بني قوس، جبل العثماني: قرية أسفل قاع جهران، بالقرب من قرية أفق. جبل صبيح، واسطه: قرية في علو جهران، فيها حصن أثري قديم، وهي بجوار قرية قباتل المنسوبة إلى قُباتل بن جهران بن يحصب. بني فلاح، الكُوله، جبل قريس: بفتح فكسر فسكون، حصن فوق قرية رصابة من أعمال ذمار، يطل على قاع جهران، وهو اليوم أطلال وخرائب وفيه آثار قديمة.
تحتوي المديرية على عدد من المواقع الأثرية وتمتد من عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الإسلامي، أهمها:
- ضاف: تعتبر من أهم المدن الحميرية الواقعة في الأطراف الشمالية لقاع جهران، ويعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، ومساكن القرية الحالية تحتوي على مجموعة من الأحجار الأثرية وعلى جدران مسجدها القديم يوجد أجمل النقوش المكتوبة بخط المسند.
- رصابة: من القرى الكبيرة في محافظة ذمار، اشتهرت بخصوبة أرضها، وجودة منتجاتها الزراعية، ويحيط بها مجموعة مهمة من المواقع الأثرية تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، اشهرها خرابة شاني. كما تشتهر رصابة بحليبها الطبيعي الطازج (حليب رصابة) والذي ينتج يومياً من أبقار توجد في مزرعة رصابة..
-  وادي سربة: يقع هذا الوادي إلى الشمال الغربي من مدينة ذمار بحوالي (15 كم) وهو وادٍ جميل به نبع ماءٍ دائم الجريان، بالإضافة إلى غابة من الأشجار والأحراش، ويُعد أحد المتنفسات الطبيعية التي يقصدها سكان المحافظة في العطلات والمناسبات.
مدينة معبر عاصمة مديرية جهران
معبر هو اسم مشترك تحمله عدة قرى في محافظتي تعز وإب، تقع على الطرق. والأشهر مدينة (مَعْبَر) عاصمة مديرية جهران في محافظة ذمار، والواقعة بالجنوب من صنعاء على مسافة 68كم في وسط قاع جهران الشهير بخصوبة أرضه عليها تشرع طريق صنعاء – تعز. وقيل أنها سميت كذلك لأن الطريق كان يفترق عندها إلى صنعاء شمالاً وإلى عدن جنوباً. فكانت معبراً إلى أكثر من طريق تؤدي إلى أكثر من مدينة. ومعبر منطقة تحيط بها مزارع الحبوب ومختلف أنواع الخضار من البطاطا والطماطم والبصل.
ومعبر؛ بفتح فسكون ففتح. مدينة وسط قاع جهران، تقع بعد منتصف طريق السيارات بين صنعاء ومدينة ذمار، اختطها في القرن الحادي عشر الهجري المؤيد محمد بن إسماعيل بن القاسم بن محمد المتوفى سنة 1097هـ قيل إنها سُميت معبراً، لأن الطريق كان يفترق عندها إلى صنعاء شمالاً، وإلى عدن جنوباً. كما أنها اليوم منطقة تفترق عندها أكثر من طريق، فمنها تشرع طريق: صنعاء – ذمار – إب – تعز. كذلك تمر منها الطريق الحديثة إلى الحديدة عبر جبل الشرق – الحجيله – باجل – الحديدة. وهي اليوم عاصمة مديرية جهران، وقد توسع عمرانها وصارت مدينة كبيرة واسعة الأجراء. ومن أحيائها اليوم: حارة البنوس، بيت رافع، مدرسة الهمداني، الدائري، شارع آنس، الحدا، جامع الخير، المواصلات، شمسان، المجنة، الخزان، المدينة القديمة، وضيح، الوفاء، وغيرها.
ومعبر هجرة من هجر العلم التي كان يقصدها طلبة العلم، وكان قد سكنها إبراهيم بن أحمد الكينعي حيث نشأ وتفقه بها قبل أن ينتقل إلى صنعاء ليصبح من كبار رجال الفقه، ومن العلماء الزُهاد، وفيها مركز علمي لتعليم الناشئة العلوم الشرعية والعربية.
وتقع مدينة معبر شمال مدينة ذمار على بعد (30 كم ) على الطريق الرئيسي بين العاصمة صنعاء ومدينة ذمار، معظم منازل منطقة معبر القديمة مكونة من طابقين قوام بنائها الطين، وهو نمط شائع في الأجزاء الشرقية من قاع جهران، ومن معبر يبدأ الطريق الإسفلتي الذي يربط محافظة ذمار بمحافظة الحديدة عبر مدينة الشرق. ويوجد في مدينة معبر سوق معبر والذي يعتبر أهم وأكبر الأسواق في المديرية والذي يقام يوم الأربعاء من كل أسبوع ويقصده الناس من جميع المناطق لسهولة الوصول إليه.
 وتحتوي مديرية معبر جهران على بعض المواقع الأثرية منها:
- أَفْيـق:بفتح أوله وسكون ثانيه – هي قرية في مديرية معبر جهران قرب ذمار بمسافة  (13كم) وعرفت قديماً في المصادر التاريخية باسم أفيق، وفيها كانت الوقعة بين الإمام"إبراهيم تاج الدين" وجند بني رسول في (القرن السابع الهجري) حيث أسر فيها الإمام وبقي في أسر بني رسول إلى أن توفي سنة (683هجرية)، وفي القرب من قرية أفيق في قاع الديلمي يوجد قبر الإمام "أبي الفتح الديلمي" المتوفى سنة (440هجرية). ويشير المؤرخ الكبير المرحوم أبي الحسن الهمداني في كتابه "صفة جزيرة العرب" إلى أن مصنعة أفيق للمغيثيين، وفيها أسر الملك المظفر الرسولي الغساني سنة (674هجرية)، ومن المغيثيين الحافظ "عبد الرزاق بن همام الصنعاني المغيثي". ومن أهم معالم أفيق الخرابة: وهي عبارة عن تل صخري في الناحية الشرقية للقرية يبلغ مساحته حوالي (1كم) كان يحيط به سور لا تزال بعض أساسته واضحة في الناحية الغربية كما يحتوي الحصن على بركتين للمياه.
وفي الناحية الجنوبية من قرية أفيق في موضع يسمى (الحجفة) يوجد موقع أثري، وهو عبارة عن مرتفع جبلي يحتوي على بقايا أبنية مبنية بأحجار مهندمة ومدافن للحبوب محفورة في الصخر وبرك منقورة في الحبل اتساعها (3م)طولاً، (3م)عرضاً، (3م) عمقاً ويحتوي مسجد أفيق على أحجار منقوشة ربما نقلت من مواقع أثرية قديمة ترجع إلى فترة ما قبل الإسلام. والمواقع الأثرية في هذه المنطقة حالياً عبارة عن خرائب وأطلا وصخور متناثرة عرضة لعبث سكان القرى المجاورة الذين يستخدمونها في بناء منازلهم الحديثة.
هجر العلم ومعاقله في مديرية جهران
- صنعه: قرية تقع في وادي القضب في الغرب من مدينة ذمار على مسافة 12كم تقريباً. وقد أصابها الزلزال الذي حدث في مدينة ذمار ونواحيها يوم الإثنين 27 صفر 1403هـ الموافق 13 ديسمبر1982م، فدمر أكثر بيوتها، وما بقي منها فإنه لا يصلح للسُّكنى. سكنها الجد الأول للعلماء بني المجاهد، وكان اسمه مجاهداً، فنسبوا إليه، وقد قدم إليها من عزلة بني عيسى من مخلاف بني بخيت من ناحيةا الحدا. ثم انتقل أكثر بني المجاهد من صنعه إلى ذمار، ومنها انتقل بعضهم إلى صنعاء، وبعضهم إلى ذي جبلة، وبعضهم إلى تعز، وبعضهم إلى مدينة إب وإلى غيرها. وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعدد (46) علماً من أعلامها..
- قبة حثيث: قرية عامرة تقع في الجنوب الغربي من حقل قاع جهران وفي الغرب الشمالي من مدينة ذمار على مسافة 12كم منها. وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعلمين من أعلامها..
- هجرة معبر: قرية عامرة تقع جنوب بلدة معبر مركز ناحية جهران على مسافة ثلاثة كم تقريباً. وصفها مؤلف (صلة الإخوان) بقوله: "إنها مهاجر الصالحين، ومغرس أهل التقوى واليقين، ولا تزال فيها مدارس العلماء والمتعلمين، وفيها قوم صالحون تقام فيها الجمعة و الجماعة، ومعالم الدين ظاهرة". وقد ترجم القاضي المرحوم إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن) لعلمين من أعلامها؛ أحدهما العالم الزاهد إبراهيم بن أحمد الكينعي:
من أشهر أعلام مديرية جهران المرحوم العلامة الزاهد إبراهيم بن أحمد الكينعي
- إبراهيم بن أحمد بن علي الكينعي: (000-793هـ = 000-1319م): فرضي فقيه، الإمام العلامة الزاهد المشهور، كان محققاً في الفقه والفرائض، مبرزاً في الجبر والمقابلة. وُلد في (الذري) في تاريخ غير معروف، ثم انتقل به أبوه إلى (معبر) وهو صبي فتعلم القرآن الكريم، ثم ارتحل بعد وفاة والده إلى صنعاء، وهو في سن البلوغ فلازم حاتم بن منصور الحملاني وقرأ عليه في الفقه، وقرأ على الشيخ الخضر بن سليمان الهِرش في الفرائض والجبر والمقابلة فبرع في ذلك حتى أقر له أقرانه بتفوقه عليهم، وأخبر عن نفسه أنه يستطيع تقدير ما في البركة الكبيرة من الماء بالأرطال وكان يتكسب بالتجارة مع قنوع وعفاف، واشغال بأنواع العبادات، فجمع مالاً حلالاً عاد به على أهله وإخوانه ومن يقصده بالخير.
وكان يزور إخوانه الزهاد سنوياً إلى هجرهم في ثلأ وحوث وظفار والوشل وهجة عرام، وهجرة حسن سلمان، وهجرة الملاوي، وهجرة أوطان، وهجرة معبر وغيرها بعد أن مال إلى الزهد والتصوف، والانقطاع إلى العبادة والتهجد، وصيام الدهر ما عدا العيدين وأيام التشريق.
له كلام في الحث على الذهد والورع معروفٌ؛ منه قوله: "ليس الزاهد من يملك شيئاً، إنما الزاهد من لا يملك شيئاً" وقال مخاطباً بعض إخوانه: "يا أخي جدِّد السفينة فإن البحر عميق، وأكثر الزاد فإن الطريق بعيد، وأخلص العمل فإن الناقد بصير"، وقوله: "بالفقر والافتقار، والذل والانكسار تحيا قلوب العارفين".
ومن شعره في الزهد قوله:
ببابِكَ عبدٌ واقفٌ مُتَضَرعٌ

مَقِلٌ فقيرٌ سائلٌ متقطعُ

حَزينٌ كئيبٌ من جلالك مُطرِقٌ

ذليلٌ عليه قلبُه متطلعُ

ومنها:
فؤادي محزونٌ، ونومي مشردٌ

ودمعي مَسفوحٌ وقلبي مُرَوَّعُ

ثم جاور في آخر عمره بيت الله الحرام ثلاثة أعوام، ثم عاد، فلما وصل إلى مدينة صعدة مرض، وتوفي فيها صبيحة يوم الأربعاء 27 ربيع الأول 793هـ، وقبر في رأس الميدان في الغرب من مدينة صعدة، وكتب الهادي بنُ إبراهيم الوزير أبياتاً حُفرَت على ضريحه وهي قوله:
يا زائراً لقبرٍ فيه بَهجة الزمن

العابد الصدر نور الشام واليمن

هذا الذي صحب الدنيا بلا شجن

فيها، وكان بدار الخلد ذا شجن

هذا نظير أويس في عبادته

قد كان، والقَرَنُ المشهورُ في قَرَن

وكتب يحيى بن المهدي بن القاسم بن المطهر سيرة حياته في مجلد كبير سماها (صلة الإخوان في حِلية بركة الزمان).
محافظة ذمار –
مديرية
#الحداء
> موطن “ذمار علي” وابنه “ثاران يهنعم” مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة

إعداد / محمد محمد عبدالله العرشي

مديرية الحداء

مديرية الحداء منطقة تاريخية أثرية منذأقدم العصور.. فهي تشتهر بأثارها السبائية والحميرية الضاربة في التاريخ القديم، والنقوش المسندية الأثرية التي اكتشفتها البعثات الأثرية المتتالية التي قامت بالتنقيب عن الآثار في مناطق الحداء الأثرية المتعددة، بل أن هناك آثار لم تكتشفها هذه البعثات أثناء تنقيبها ووجودها في المواقع الأثرية ولكن تم اكتشافها بعد حين أي بعد رحيل هذه البعثات، وقد قام باكتشاف بعض هذه الآثار المواطنين أبناء هذه المناطق.. وهناك الكثير من الحصون والقلاع التي ذكرها المؤرخون والكتاب في مؤلفاتهم وبحوثهم ودراساتهم.. وهنا نورد بعض من هذه القلاع والحصون والنقوش التي اكتشفت في مديرية الحداء، على النحو التالي:
• النخلة: النخلة الحمراء هي قرية من قرى مديرية الحداء تقع إلى الشرق من ذمار على بعد (35كم)، ويحدها من الشمال قرية الزيلة ووادي وجبال النقيل، ومن الجنوب قرية الحذفة ووادي الجهارنة وجبال الصنمية، ومن الشرق جبال الحيد ووادي الحرورة، ويحدها غربًا قرية رياش ووادي وجبال علان، ومن المعروف أن اسمها القديم كان “يكلى”، يكلى هي مدينة خربة أعلى عزلة الكميم بالحداء، وتعرف الآن باسم (النخلة الحمراء)، وقد عرفها المرحوم العلامة الحسن الهمداني في كتابه “صفة جزيرة العرب” (يكلى) بأنها ضمن مخلاف ذي جره الواقعة الآن معظم أراضيها في مديرية سنحان وبني بهلول ومديرية الحدا، وتنسب إلى “يكلى بن مالك بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان بن حمير”، وفي حصن (النخلة الحمراء) يوجد بقايا من البناء يدهش الناظرين، وهو بالأحجار العظيمة (البلق) البيضاء المنجورة كأنها قطعة صابون، ويضيف القاضي المرحوم حسين بن أحمد السياغي في كتابه (معالم الأثار اليمنية) أن كل حجرة متداخلة بما فوقها وتحتها لا يقدر أحد ينتزع منه حجرة واحدة، وما كان هذا به إلا بالحريق، ويبدو أن المدينة قد تعرضت للحريق، ويشير د. أحمد فخري في كتابه “اليمن ماضيها وحاضرها” إلى أنه في عامي 1931م و 1932م في موقع النخلة حفر (Rathiens) (راثينس) بأمر ولي العهد آنذاك الأمير”أحمد” ووجد فيه آثارًا كثيرةً، كما يذكر الأستاذ “عبد الله الثور” في كتابه “هذه هي اليمن” أن الإمام المرحوم أحمد يحيى حميد الدين قبل أن يتولى الإمامة اليمن قد وجه في عام (1939م) بالتنقيب عن الآثار في الموقع، واستخرج عدة تماثيل منها التمثالين البرونزيين المعروضين في المتحف الوطني بصنعاء.
• ومن آثار مديرية الحداء والتي استخرجت من النخلة الحمراء: تمثالا (ذمار علي وابنه ثاران): “ذمار علي” وابنه “ثاران يهنعم” كانا من مؤسسي الدولة السبئية الحميرية الموحدة أو ما عُرف في الموروث العربي واليمني بدولة (التبابعة)، وذلك في (الربع الأول من القرن الرابع الميلادي)، وكان قد سبقهما “شمر يهرعش” الذي حكم اليمن من أدناه إلى أقصاه تحت اسم ملك “سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنات”، وبعده بعدد من السنيين كرس “ذمار علي” ثم ابنه “ثاران يهنعم” ذلك الواقع الذي استمر حتى الغزو الحبشي لليمن عام (525م)؛ ومما يؤيد ذلك أن “ذمار علي” وابنه “ثاران” قد حازا على اللقب الملكي في هذه الفترة المشار إليها سابقاً حيث نقش بالخط المسند على صدري التمثالين عبارة ملكا سبأ وذي ريدان وهما “ذمار علي” وابنه “ثاران” قد أمرا بأن يصاغ لهما هذان التمثالان من البرونز، وقررا أن يقدماهما إلى أنصارهما ورجالهما من أسرة بني ذرانح وعلى رأسهم ثلاثة من كبار هذه الأسر، وهم “بأهل أخضر” و “شرح سميدع” و “ماجد”، وذلك لكي ينصب هذان التمثالان على مدخل المنتدى أو بهو الاستقبال والجلوس والمداولات أي (المسود) الخاص ببني ذرانح التابع لقصرهم المسمى (صنع) القائم في النخلة الحمراء (يكلى) قديمًا في أراضي مديرية الحداء موضع حلقتنا هذه والحلقة السابقة– وقد شرح هذا النقش وعلق عليه الأستاذ “مطهر الإرياني – أطال الله عمره”، وبصورة عامة فإن لهذين التمثالين دلائل حضارية وتاريخية كونهما يمثلان شخصيتين بارزتين في تاريخ اليمن القديم لعبتا دورًا كبيرًا في توحيد اليمن أرضًا وشعبًا، كما يبرزان أيضًا الصلات الثقافية بين حضارة البحر الأبيض المتوسط وجنوب الجزيرة العربية من خلال الكتابة القصيرة بالخط اليوناني الذي ظهر في الركبة اليسرى للتمثال. ومن المعلوم أن التماثيل من أهم الشواهد الأثرية المكتشفة، فهي تعطينا فكرة واضحة عن المعتقدات والطقوس الدينية التي كان يزاولها الإنسان القديم في عصوره السحيقة، كما أنها تطلعنا على نوعية الملابس التي كانوا يرتدونها وكيفية تصفيف شعور رؤوسهم ولحاهم، وإذا نظرنا إلى فن النحت عند اليمنيين القدماء سنجد أن أعمال النحت نفذت على مواد من الرخام والمعادن كالذهب والبرونز كتماثيل لبعض الملوك والسيدات، ومن تلك التماثيل
البرونزية منها تمثال معروض في المتحف الوطني يمثل شخصًا نقش عليه اسمه، ويرجح أنه من أقدم التماثيل البرونزية التي عثر عليها حتى الآن. فالتماثيل اليمنية البرونزية (عمومًا) ذات قيمة متميزة، فهي لا تتميز بكثرتها فحسب وإنما بجودة صنعها ودقتها، وأبرز التماثيل التي عثر عليها حتى الآن هما تمثالا (ذمار علي وابنه ثاران يهنعم). عثر على هذين التمثالين عام (1931م) في النخلة الحمراء (يكلى) حيث وجدا مكسورين وقطعهما متناثرة وصادئة، وفي عام (1977م) عقدت اتفاقية بين اليمن وألمانيا الاتحادية لترميمهما ومحاولة صياغتهما كاملين (طبق الأصل)، وقد مرت عملية الترميم بثلاث مراحل أساسية هي معالجة القطع وتشطيفها، والثانية هي إعادة صب التمثالين صياغة جديدة (صورة طبق الأصل)، والمرحلة الثالثة هي إعادة التركيب، وفي أواخر سنة (1983م) أُعيد هذين التمثالين إلى اليمن وهما الآن معروضان في المتحف الوطني بصنعاء.. وقد تعرفت على تمثال ذمار علي قبل ترميمه وإرساله إلى ألمانيا الإتحادية قبل ثورة سبتمبر 1962م، حيث كان مخزوناً في مخزن بجانب دار الضيافة سابقاً المعروف الآن بالمتحف الحربي، وفي تلك الفترة عرفت من خلال اسئلتي لأبائي أن هذه التماثيل يستفاد منها في قراءة تاريخ اليمن وتاريخ ملوكه الذين حكموا اليمن قبل الإسلام، وتسألت كيف اسمه ذمار بن علي وهو من قبل الإسلام،فأفادوني بأنه سمي باسم منطقة في اليمن هي ذمار وأن اسم علي معروف ومتداول من قبل الإسلام.
• نقوش مسندية: في 6 يوليو سنة 1986م وصلت بعثة أثرية إلى قرية طميح أو ما أسمتها البعثة الأثرية بـ(هجر طميح) وهو ما استنتجته من النقوش الأثرية التي وجدتها في هذه المنطقة، وقد رفعت البعثة الأثرية تقريرها عنها وعن سد خرشفه وأكدت وجود العديد من النقوش وأحجار المعابد في جدران القرية منها نقوش بالخط المسند على حجارة في الدار السوداء. ومن حصون المنطقة التي توجد بها نقوش مسندية قديمة: حصن نونة في قرية نونة وهي قرية قديمة وفي حصنها هذا برك للماء مقضضة وآثار قديمة ونقوش مسندية تبين تاريخ بناء الحصن كما ذكر ذلك الباحث محمد البخيتي.. وحصن ساقتين الواقع في قرية ساقتين قيل أن سبب تسميتها بهذا الإسم يرجع إلى أنه كان بها غيل كبير يسمى (غيل الكيده) ينبع من تحت جبل آثري يسمى قرن أعثم تتفرع من ساقيتين، فسميت القرية ساقتين، وهي قرية قديمة بها حصن أثري سكني مثله مثل حصن بني بدا، يضم الحصن عدة منازل قديمة وبرك وجامع، والحصن الطبيعي غير مسور حيث أنه على شاهق ما عدا مكان البابين الكبيرين الباب الأول وهو القبلي (الشمالي) يدخل منه الجمل محمل، والباب الثاني وهو الشرقي أصغر من الأول قليلاً يتم الصعود إليه عبر درج، وقد توسعت ساقتين فخرج السكان من الحصن ليبنوا منازلهم حوله ولم يعد فيه اليوم غير بيت واحد مسكون. وتوجد في سقف جامع حصن ساقتين كتابات ملونة على ألواح خشبية، وفي بيوت الحصن وجدت عدة نقوش مسندية حيث أفاد الباحث البخيتي أن أحد السكان قال أنه رأى حجرتين منقوشتين الأولى توجد حالياً في حرة جرين يقع تحت الحصن من جهة الغرب، والثانية أصبح مكانها مجهولاً فالمواطنون لا يبالون بهما.
• بني بدا وآثارها: بنو بداء هي من قبائل الحداء وأهلهم من بني بخيت ولهم مصنعة عجيبة تعرف بمصنعة بني بداء، لها طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل، وقد ذكر الأستاذ إبراهيم المقحفي في كتابه (معجم البلدان والقبائل اليمانية) مصنعة بني بداء أنها من حصون مشارف ذمار لبني عمران بن منصور البدائي.. وأورد بعض الباحثين أن في بني بدا أربعة مواقع أثرية: وهي قرية بني بدا العجيبة، والتي لا يوجد لها إلا طريق واحدة منحوتة في عرض الجبل، كما أن لها باب واحد كان يغلق ليلاً، وفي قرية بني بداء العجيبة جامعين الأول في جنوب الحصن في رأس الضاحة ويسمى جامع الكينعي ولعله ينسب إلى إبراهيم الكينعي الصوفي المعروف المولود في مديرية معبر من محافظة ذمار والمقبور في صعدة، وبه بعض الكتابات القديمة (يذكر الأستاذ الباحث محمد صالح البخيتي أنه كان يشاهدها في طفولته) وفي الجامع مرادم كبيرة لا تشبه أحجار الجبل نفسه وهذا يؤدي إلى استنتاج أن هذه الأحجار نقلت إلى الجامع من مكان آخر رغم صعوبة الطريق، وهو ما تسبب في دهشة الباحثين والمهتمين في هذا المجال، أما الجامع الثاني فيقع وسط القرية ويُسمى بجامع الحاج، وبركة (بريك) الجامعين مقضضة ومدرجة، وتتميز بركة جامع الكينعي بوجود ركائز حجرية عمودية من قاعتها. وذكر الباحث البخيتي في مقال له عن حصون وقلاع الحداء أن سكان بني بدا لهم عادة حميدة وغريبة فهم لا يتعاركون في موقع حصنهم هذا خوفاً من السقوط منه، بل يتواعدون للإلتقاء في المخلابة أسفل الحيد.. كما يشير الباحث البخيتي كذلك إلى أن الضيوف لا ينقطعوا عنها في كل يوم بحكم روعتها ووجود أملاك الناس بها حيث يأتوا لطيافة أموالهم..
وإلى جانب مصنعة بني بداء ذات الطريق الواحد والوحيد إليها، هنالك خربة شليل وتقع في أعلى وادي بني بدا (وادي ذنة) وتحتوي على بقايا أبنية مهدمة ومقابر، يوجد على بعض القبور كتابات إسلامية تبين تاريخ الوفاة. وثالث هذه المواقع حيد قنبه الذي يقع في الناحية الشرقية من قرية المصنعة (بني بداء)، وهو عبارة عن حصن دفاعي شُيد في أعلى ربوة صخرية مرتفعة تطل على وادي حيكان، وللحصن مدخل واحد فقط في الناحية الشرقية، ومن المعالم الأثرية الشاخصة في القمة برك مبنية بالحجارة والقضاض أكبرها (5م) طُولاً ، (4م) عرضًا، (3م) عُمقًا ولها درج تصل إلى باطنها كما ذكر ذلك الأستاذ محمد سعد الغراسي في مشروع موسوعته عن القلاع والحصون في اليمن.. ومن آثار بني بدا خرابة الأهجر فوق بني بدا قال عنها السياغي في كتابه (معالم الآثار اليمنية) تحت عنوان (مخلاف بني بخيت): وآثار الأسواق والسكك باقية بها إلى الآن وفيها من الآثار ماجل منقور في باطن الجبل بصورة متقنة وهندسة دقيقة بحيث يمنع أي ضرر يدخل عليه من السيول التي تجتمع في هذا الماجل، وصنع خصيصاً لجمع ماء الغيول التي يسقي منها الأرض هنالك وتوجد آثار تدل على وجود جسر قديم يربط بين حصن بني بدا والأهجر يشبه جسر شهارة.
• حصن الجاهلي: ذكر هذا الحصن ياقوت الحموي المتوفي سنة 626هـ في كتابه (معجم البلدان)، فقال: الجاهلي ضد العاقلي من حصون اليمن من مخلاف مشرق جهران.. ولم يذكر العلامة المرحوم الهمداني هذا الحصن في كتابه (صفة جزيرة العرب) ولا في كتابه (الإكليل) بأجزاءه الأربعة، وقد أشار إلى ذلك المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (البلدان اليمانية عند ياقوت الحموي) فقال: فأين يقع هذا الحصن من بلاد الحداء؟ الذي نعرفه أنه في ضواحي زراجة – وزراجة إلى الشرق من جهران – بئر تسمى الجاهلي ومسجد فوقها اسمه مسجد الجاهلي وكانا منفردين الى الشمال من زراجة تحيط بهما المقابر القديمة أما اليوم فقد توسعت زراجة ووصلت إلى خلف مسجد الجاهلي، وهذا يدل على أن حصن الجاهلي في زراجة، وربما أنها لم تكن قد سميت بهذا الإسم في زمن الحموي. وربما نستطيع القول أن الحصن الذي فوق مسجد وبئر الجاهلي هو حصن الجاهلي الذي أشار إليه ياقوت الحموي.. وذكر الباحث الأستاذ محمد صالح البخيتي أن حصن الجاهلي يسمى اليوم (المردع) وهو مقر حكومة زراجة وواضح أن الإسم جديد (المردع) فمثل هذه الأسماء المردع والرادع والزاجر ونافع كانت تطلق في اليمن على السجون في عهد الأئمة، ويقع الحصن هذا في تبة متوسطة الارتفاع مسورة بسور مرتفع من جميع الجهات يحوي المبنى الرئيسي المكون من ثلاثة أدوار وقد هدم وأعيد بنائه من دورين فقط بعد ثورة 26 سبتمبر 1962م وله ملحقات قديمة مكونة من ديوان المواجهة والنوب وغرف الحرس الفردية والجماعية والسجن، وباب الحصن مدرج ومتجه إلى الجنوب. أما مقر الحكومة القديم فقد كان في جنوب غرب مدينة زراجة القديمة، وهو مكون من ثلاثة أو أربعة أدوار، وقد دمر ليلاً بألغام بعد حرب زراجة التي وقعت في سنة 1966م بعد قيام الثورة ومات فيه عدد من الأطفال والنساء، وموقعه الآن إلى الجنوب من الجامع الكبير الذي جدد وأزيلت صومعته، وقد أقيم في مقر الحكومة حالياً حوانيت لم تكتمل، كما أقيم على حوشه الجنوبي بيت بسيط لأحد جنود الحداء. ويوجد نفق قديم موصل ما بين المردع (حصن الجاهلي) وبئر ومسجد الجاهلي كما يتفرع هذا النفق إلى نفقين أحدهما متجه نحو مدينة زراجة وقد اكتشفت غرف تفتيش نافذة منه إلى سطح الأرض المؤدية إلى رزاجة.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
2014م
#ذمار
كشفت أعمال المسوحات الأثرية التنقيبية الجارية حاليا في موقع حمة ذياب قرية الأقمر الاثريه بمديرية ميفعة عنس 40كم شرق مدينة ذمار عن اثار مبنى يعود إلى عهد الممالك العربية الجنوبية بالاضافة الى تمثال من المرمر يمثل امرأة متربعة على كرسي العرش على صدرها نقوش بخط المسند.
كما أظهرت الإعمال المسحية والتقنيبية التي يقوم بها فريق تابع لهيئة الآثار والمتاحف بمحافظة ذمار - مجموعة من اللقى الأثرية التي تحمل رموزا تشير إلى معتقدات دينية منها لوحة على حجر من البلق مرسوم عليها ثورين متقابلين بينهما شجرة عرفت في الحضارة اليمنية أنها رمز للحياة ( شجرة الحياة) .
حمة ذياب .. #ميفعة_عنس ..

عبدالرب #المنيفي ..

جولة في حمة ذياب .
تقع في الجهة الشرقية من مركز محافظة ذمار وتبعد بحوالي 40 كم، جوار الأقمر مخلاف (أسبيل )
بمديرية ميفعة عنس وتم الكشف عن اثار مبنى يعود إلى عهد الممالك العربية الجنوبية بالاضافة الى تمثال من المرمر يمثل امرأة متربعة على كرسي العرش على صدرها نقوش بخط المسند.
كما أظهرت الإعمال المسحية والتنقيبية التي يقوم بها فريق تابع لهيئة الآثار والمتاحف بمحافظة ذمار - مجموعة من اللقى الأثرية التي تحمل رموزا تشير إلى معتقدات دينية منها لوحة على حجر من البلق مرسوم عليها ثورين متقابلين بينهما شجرة عرفت في الحضارة اليمنية أنها رمز للحياة ( شجرة الحياة) .
و يحتوي المبنى الاثري المكتشف على العديد من العناصر الزخرفيه التي تحمل رموزا دينية تتمثل برمز الهلال وغيرها و التي تشير إلى اله القمر ( المقه) و المعروف في العصور السبئية و الحميرية .
و يتكون المبنى من حجرات و مرافق خدمية أخرى يحتمل أنها استخدمت لتقديم القرابين حسب تقديرات اولية للفريق الاثري .
و تكمن أهمية الموقع حسب الفريق الاثري في ان المباني بقيت قائمة منذ تلك الفترات السحيقة الامر الذي يؤكد عمقها الحضاري وفي نفس الوقت هندستها و تقينة بنائها المتطورة و التي مكنتها من البقاء كل هذه الفترة الطويلة .
وقد تم العبث بكاملها وتغيير معالمها بدليل عدم وجود أي نقش فقد نهبت كغيرها إلا بقايا المعبد الذي أذهلني فعلا في تصميمه ومتانة أحجارة وإليه بقايا من سور الحصن وجدارين ، إليهما برك الماء التي لا يزال إستخدامها حتى اللحظة فقط ، أما بقية المباني فقد تم تجديدها في العصر الإسلامي بدليل الأحجار المنقوله من الاساسات وتجديد منازل عشوائية هنا وهناك .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الإرياني ونقوش #الأقمر

1 - ما كشفه النقشان عن بقية اسماء سلالة ياسر يهصدق
2 - عن اسم مدينة يثرب (هجرن يثرب) .

العلامة مطهر الإرياني رحمه الله تعالى نشر في مجلة دراسات يمنية مقالة بحثية وترجمة لنقشين مسنديبن غاية في الأهمية (نقشان من الأقمر) وهما نقشان عثر عليهما أحد أصدقائه في منطقة الاقمر، وأهمية هذين النقشين المسنديين أن أحدهما يؤكد حقيقة مهمة وهي أن الملك ياسر يهصدق صاحب عثتار كان له ولدان حكما معه في عهده وبعده وذاك قبل ابنه الثالث والرابع ذمار علي يهبر وابنه ثاران. وهذان الابنان الأول والثاني اسمهما شمر ولعززم.
رحم الله الإرياني لقد عرف كيف يبرأ ذمته وساحته أمام الله تعالى بشأن هذه السلالة الملكية ، فيرد لهم الصاع صاعين.

لكن الإرياني من ناحية أخرى بشأن اسم هجرن يثرب الذي يرد في نقوش الاقمر هذه كان له زلة أو تساهل غير مبرر
ففي نقش الأقمر التي نشرهما وشرحهما العلامة مطهر الارياني رحمه الله تعالى يرد ذكر مدينة باسم ( يثرب )، ولا يرد في النقشين أي توصيف يمكن من خلاله تحديد أين تقع هذه المدينة. ولهذا افترض الارياني أن يثرب هذه هي منطقة الأقمر في ذمار مستنداً في تحديده هذا على قوله مفاده " لأن النقشين اللذين ذكرت فيهما اسم هجرن يثرب (مدينة يثرب) هذه، عثر عليهما في هذه المنطقة " .
ولم يحاول الإرياني بعد ذلك ولو قليلاً أن يناقش ما يمكن أن نسميه ( أفتراض منطقي واجب طرحه في مثل هذه الحالة) وهو أفتراض أن تكون (هجرن يثرب) المذكورة في النقش هي نفسها المدينة المعروفة بهذا الاسم من قبل الإسلام بقرون طويلة ومازالت تعرف بهذا الاسم أيضا الى هذا اليوم، وهي (يثرب) التي هي صارت تسمى بعد هجرة النبي صلوات الله عليه وعلى أنصاره اليها - باسم (المدينة المنورة) والواقعة في وسط الجزيرة العربية في داخل ما يسمى اليوم بالمملكة العربية السعودية.
فكان هذا الافتراض واجب طرحه ، وخاصة حين نعلم أنه لم يرد في المصادر الجغرافيا القديمة لليمن وغيرها ذكر لـ (يثرب) كاسم لمدينة تقع في داخل ما يسمى (الجمهورية اليمنية) و لا يعرف أهل اليمن مدينة بهذا الاسم في منطقة ذمار أو في غيرها من اليمن. بل فقط يعرفون يثرب أنه الاسم القديم لـ (المدينة المنورة) المعروفة .
ولهذا فإن عدم ربط الارياني بين اسم (هجرن يثرب) الوارد في نقوش الاقمر هذه وبين (مدينة يثرب) التي هي (المدينة المنورة) ، لم يكن سببه هو عدم الانتباه لهذا التشابه أو التطابق بين الاسمين بل كان دوافعه الاساسية هو ما التزم به الاكاديميون الرسميون والمختصون العرب والارياني منهم - من منهج استشراقي غربي درجوا عليه في البحث التاريخي وفي كتابة التاريخ القديم وتفسير النقوش - وهو المنهج الذي يلزم أصحابه (من اليمنيين أو غير اليمنيين) بعدم القيام بأي ربط بين اسماء الاماكن والمناطق والمدن والبلدان - الواردة ذكرها في النقوش المسندية التي عثر عليها داخل الجمهورية اليمينة - مع أي مكان أو منطقة أو بلد أو مدينة تحمل نفس الاسم / الأسماء - ومعروفة بها الى اليوم مادامت تقع خارج النطاق الجغرافي القطري لما يسمى اليوم بـ (الجمهورية اليمنية) .
انها منهجية استشراقية فرضتها قوى الاستعمار الغربية والصهيونية ، لترسيخ الهويات القطرية من خلال كتابة التاريخ الحديثة وتفسير مصادره بطريقة تتوافق مع تلك الخطة والمنهجية الاستعمارية أي مع تلك التقسيمات الجغرافية السياسية والهويات القطرية المصطنعة

وسيعلم الذين تعمدوا تزوبر التاريخ وإخفاء الحقائق وتضليل الناس أنهم صاروا في ورطة كبيرة وأخطر مما كانوا يتوقعون، وستلعنهم الأجيال ويلعنهم اللاعنون.
ورحم الله العلامة مطهر الإرياني وغفر له .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM