وهكذا اتحد السلطان حسين الرصاص وعمه (والد زوجته) الشيخ علي الحميقاني لـمُحاربة قبيلة مجاورة لهم، تشاركهم المعاناة والمصير، وتسببا في خلق حرب ثأرية لم يتعافى هما – حتى تلك اللحظة – من أثارها، وكان المستفيد الأكبر من كل ذلك دولة الإمامة الكهنوتية، التي لم تحكم وتتحكم وتتوسع على مدى تاريخها إلا بخلق وتوسيع الخلافات بين اليمنيين، وديدنها بذلك ديدن كل المحتلين على مر العصور.
وما يجدر ذكره أنَّ الإماميين استفادوا حينها من خلافٍ سابق حدث بين سلاطين الرصاص وسلاطين العواذل، يعود تاريخه إلى أواخر القرن التاسع عشر، حيث سيطر السلطان الرصاص بدعم عثماني على العواذل العليا (الظاهر)، وأجبر – كما أفاد المؤرخ محمود السالمي – السلطان منصور بن ديان على النزوح جنوبًا، ولم يمض من الوقت الكثير حتى كانت للسلطان الرصاص مُحاولة أخرى للسيطرة على العواذل السفلى (الكور)، إلا أنَّ جبال الكور العالية حالت دون توسعاته.
وقبل أنْ أختم هذه الجزئية، وجب التذكير أنَّ السلطان حسين الرصاص، والشيخ علي الحميقاني لم يستمرا على ولائهما لدولة الإمامة الزيدية المتوكلية؛ بل قاما بعدة انتفاضات تحررية – سنأتي على تناولها اختزالًا – كلفت الإماميين الكثير، وتَعرضا بسببها للحبس والتشريد.
أبناء قبيلة العواذل العليا (الظاهر) هم الآخرون لم يذعنوا لحكم الإمام يحيى، فيما لم يتوسع مُؤرخو الإمامة في ذكر انتفاضاتهم التحررية، واكتفى المؤرخ زبارة في ذكر انتفاضة أهل شرجان – سبق أنْ نقلنا تفاصيلها – ثم أتبع ذلك بذكر انتفاضة أهل عريب، وهي الانتفاضة التي حدثت نهاية ذات العام (ديسمبر 1924م)، وذلك بعد مُرور خمسة أشهر من مُغادرة الأمير عبدالله الوزير البيضاء، وتعيين عبدالله بن عبدالله إسحاق عاملًا على ذلك القضاء.
بتكليف من عامل قضاء البيضاء عبدالله إسحاق، توجه – كما أفاد المؤرخ زبارة – عدد من العساكر لإحضار ابن أحمد صالح جعيل، ولم يحدد ذات الـمؤرخ هوية ذلك الشخص، وهل هو من سلاطين آل قاسم بن علي، أم من مشايخ الظاهر (العواذل العليا)، والاحتمال الأخير هو الأرجح، خاصة وأنَّ أهل أحمد بن صالح هذا، سكنوا – كما أفاد المؤرخ حمزة لقمان – في منطقة عريب، والأخيرة تقع شمال السلطنة العوذلية، وجنوب شرق منطقة مُكيراس تحديدًا.
وقد كان مصير بعض أولئك العساكر القتل على يد أبناء تلك المنطقة، فيما التجأ من نجا منهم إلى بيوت الرماح، فدارت الحرب هناك، وكانت الحصيلة كما أفاد المؤرخ زبارة 15 قتيلًا، و14 جريحًا من القوات الإمامية، و30 قتيلًا من أهل عريب.
دفعت تلك الحادثة القاضي الشاعر أحمد الحضراني للاستنجاد بالإمام يحيى، وأرسل له بقصيدة شعرية طويلة، حفزه من خلالها، وحفز أنصار الإمامة بشكل عام على نُصرة العامل عبدالله إسحاق، وحذرهم جميعًا من التساهل مع قبائل العواذل، وغيرهم، ومن تلك القصيدة نقتطف:
كــــأني بــــــفخـــــر الآل خيـــــر غضــــنــــفر
عــــلى خــــــده يــــــا سيـــــد العـرب يلطم
يقـــــــول أمـــــــا منـــــــكـــــم مــــلـب لـــــغــــــارة
يغـــــص بهــــــا كـــــــور البــــــغـــــاة ويـــكظم
وشنــــــوا على الـــقــــــوم اللئـــــــام بـــــغـــــــارة
فهــــل منكـــــم جيــــش خميــــس عرمرم
يـــــــدك بها شـــــــرجان مــــــن بعــــد عريب
ويجـــــــلي مكيـــــــراس وكـــــــور ويـــهـــــدم
فــــــــإن يـــــــك منــــــكــــم غــــــــارة فــوشيكة
وإن يك صـــرمًا ما لها الصيـد تحكم
رويــــــــدكم البيـــــــضــــــــاء لا تتـــــــركـــــونــــها
ولا تحــــــزنــــــوها اليـــــوم فـــالأمر أعظم
وبيــــضاء وكـــم لا تنـــشـبـــن مخــالب الـــ
عواذل منها فـاسمعوا القول وافهمـوا
بنــــي هـــاشم ما أقبــــح الســــلم والــدنى
أخـــــوكم عُــــبــيــــد الله بــــالشرق يهضم
إذا مــــــا تــــــركتـــــمـــــــوه فـــــريـــــســــــة آكل
فــــــلا خيــــــر في الدنيا ولا خير فيكم
توالى بعد ذلك إرسال الإمدادات الإمامية إلى تلك الجهة، واستمرت المواجهات بين الجانبين مدة، وقد تولى القاضي أحمد الحضراني قيادة إحدى المجاميع، وحدثت أثناء تلك المواجهات – كما أفاد الـمؤرخ علي محمد عبده – مُساجلة شعرية بينه وبين السلطان أحمد بن جعبل العوذلي، وهذا الأخير لم أجد اسمه ضمن قائمة سلاطين آل القاسم، والمقصود – كما أعتقد – السلطان محمد بن جعبل بن قاسم، أخ السلطان حسين بن جعبل، والوصي فيما بعد – وكما سبق أنْ ذكرنا – على السلطان الصغير صالح بن حسين بن جعبل، ويؤكد ذلك ذكر اسمه في إحدى قصائد الشاعر الحضراني الآتي نقلها.
وبالعودة إلى المساجلة الشعرية، فقد قال الشاعر أحمد الحضراني حينها:
يـالكــــــور لا تـــــــشمــــخ علينا
لا بـــــــد مــــا تــــنــــدي الرهيــنة
والعــــــــوذلــي كمـــــــا تــــــشــــــرد
هــــــذي السنة ثـــــاني سنـــيــنه
فما كان من السلطان محمد بن جعبل إلا أنْ رد عليه قائلًا:
يــالقاضي أحمــــد بن محمد
الكـــــور مـــا يـــــنــــــدي رهــــيـنة
ما عنده إلا الموت الأحمر
والبنـــــدري تســـــمـــــع رطيـــــنة
بعد أنْ أحكمت سيطرتها على العواذل العليا (الظاهر)، تقدمت القوات الإمامية عبر المرتفعات الشرقية جنوبًا صوب العواذل السفلى (الكور)، وما أنْ تجاوزت منطقة دمامة، حتى قامت – كما أفاد المؤرخ لبيد الجابري – بإشعال النيران في عددٍ من المواقع المحيطة؛ الأمر الذي أثار الرعب في نُفوس أبناء قبائل العوذل، وظنت أنَّها تواجه قوة جبارة، وتخلت تبعًا لذلك عن خيار المقاومة، والتجأ سلطانها قاسم بن أحمد إلى قبائل آل جعرة في دثينة، واستقر في قرية الخشي تحديدًا.
واصلت القوات الإمامية بعد ذلك تقدمها، وسيطرت على مدينة زارة العاصمة الإدارية للسلطنة العوذلية، والواقعة شمال غرب مدينة لودر، فيما صمد السلطان محمد بن جعبل فيها لبعض الوقت، وتوجه بعد هزيمته صوب دثينة (مودية)، ثم عدن مُستنجدًا بالإنجليز، وإليه أرسل الشاعر الإمامي أحمد الحضراني بقصيدة شعرية مُتشفيًا، جاء فيها:
يوم الربوع قال ابن حضران
طليــــت الأخــــــشــــام الزبيــــنة
بقـــــدم غـيــــــلانـــــي وخــــــولان
أهــــــل التــــــراتيــــب الــــزكيــــــنة
وانــا عمــــود الجيـــــش لابـان
تلحـــــق وراي كم من قـــــرينة
قــــــادم على كــوري وسلطان
وارض العـــــوالـــــق لا دثـــــيـــنة
جـــــاهم ظهــــر والرعـد حنان
كــــل ذي يســـــمــــع حـــــنــــينه
سقــــــوا بــسـيــــــلة لا بـــــدبــــان
بـــــالبنـــــدري شغـــــــل المكينة
قــد قلت يـــا سلطان محمد
الكـــــور مــــــا يـــــــنـــدي رهيـــنة
واليــــــوم بــــــأيــــــدينــــا مطــــاوع
ومـــــــن عصــــــــــانــــــا بـــــا نهيـنه
هــــذا صــــدر من حصن زارة
ذي شامــــــخــــة فوق المدينة
خــــــذنــــاه يــا سلطان عليكم
تحـــــــجر لنـــا كم من حسينه
تعاضد أبناء قبائل العواذل، ودثينة، وآل فضل على مُقاومة الزحف الإمامي(1)، وحظوا – هذه المرة – بمساندة الطائرات الإنجليزية التي قامت بأول طلعاتها في التاسع من يوليو 1925م، وعن هذا التدخل قال المؤرخ إريك ماكرو: «استخدمت طائرتان من عدن في محاولة لإجبار القوات اليمنية على الانسحاب من أراضي العوذلي»، وأضاف في نقله لحواث شهر أكتوبر من ذات العام: «قامت الطائرات من مطار الشقري في محاولة أخرى لاستعادة ما فقد من أراضي العوذلي».
من جهته قال المؤرخ لبيد الجابري أنَّ الإنجليز أرسلوا بادئ الأمر بطائرة استطلاع، ثم قاموا بعرض الصور التي تم التقاطها على السلطان محمد بن جعبل، وأنَّ الأخير حدد لهم المواقع التي تتواجد فيها القوات الإمامية، وكتب لهم تنازلًا عن الحصون التي سَتُدمر أثناء تلك العملية العسكرية.
نال القاضي أحمد الحضراني من هجمات الثوار المسنودين بالطائرات الإنجليزية الكثير، ليتمكن في نهاية ذات العام، وأثناء مُرابطته فوق جبل الكور، من إسقاط إحدى تلك الطائرات، وقتل طيارها، وقد خلد تلك الحادثة بعدة قصائد، منها هذه الأبيات التي استنجد بها بعامل البيضاء عبدالله اسحاق، حيث خاطبه قائلًا:
مــــــا لي أراك عـــــــن القــــــدوم معـوقا
إنــــي أرى التعـــــويـــــــق عنــــــه عـــارا
لم أكتـــرث في الكور ليلة قهقرت
قــــــــــــــوم هنــــــــاك وولت الأدبـــــــارا
ووقفــــــــت بعـــــــد الكــل شهرًا كاملًا
لا أخـــتــــــشي طـــــــار ولا طــــــيــــــارا
حتــــــى أتــــــى الأمـر الشريف مُخبرًا
بـــــــالرفــــع يــــا ابن الأكرمين مرارا
وإليــــــكها يـــــــا ابــــــن الكرام عريضة
مــــــن هــــــزبري قـــــد عــــــدا مغيـــارا
تـــــــاريخـــــها وافــــــي ينــــــادي أرخــــــوا
القـــــــــاضي أحمـــــــد نـــــزل الطيــارا
لم يُفصح الشاعر أحمد الحضراني عن طبيعة الأمر الإمامي إليه بالرفع، وهل المقصود به الرفع بيوميات الحوادث، أم المقصود به ارتفاع القوات الإمامية من تلك المناطق، واحتمال كبير أنَّ الجزئية الأخيرة هي المقصد، ويؤكد ذلك قول المؤرخ إريك ماكرو: «وفي سنة 1926م استولى الإمام على جزء من أراضي العوذلي السفلى، ولكنه اضطر للتخلي عنها بعد القيام بعمليات جوية ضده، وأدت هذه العمليات ببريطانيا إلى أخذ زمام المبادرة».
وهكذا، وبمساعدة سرب من الطائرات الإنجليزية، تمكن أبناء قبائل العواذل، ودثينة، وآل فضل من إخراج القوات الإمامية من العواذل السفلى (الكور)، بعد أنْ خاضوا معها مَعارك كثيرة، غَنموا خلالها كثيرًا من الأسلحة، واسترجعوا كثيرًا من المنهوبات، وتخليدًا لتلك المعارك كتب الشاعر العوذلي علي محمد الخضر الملقب بـ (بن رامي) قصيدة شعرية ألقاها أمام السلطان محمد بن جعبل، نقتطف منها:
حيـــــا بســلطـــــان العصـــيب الجــــــاسرة
سلطــــــان زارة أمــــــر حمـــــران العيـــــون
دي ســـــا عــدن زارة وســــــا زارة عـــدن
وامطــــــار من عـــــريب يكــــلم شمبيـون
جـا من عدن دي صان ملحا وامبدن
وامنـــــار قـــــدها تلهـــف اسبال امعيون
واتعــــــوذب الشيــــطان وامــزيدي هدن
حـــمّا بصـــــرهـم فـــــي امثـــــورة يلعبـــــون
كانت بذلك العواذل السفلى من أوائل المحميات الجنوبية تَحررًا، فيما ظل مصير قرينتها (العواذل العليا) متذبذبًا؛ فهناك من قال أنَّ القوات الإمامية ظلت مسيطرة عليها كاملة، وهناك من قال أنَّها ظلت مسيطرة على أجزائها الشمالية فقط، والقول الأخير هو الأرجح؛ بدليل مُعاودة القوات الإمامية فيما بعد السيطرة على 64 قرية من قرى العواذل العليا (الظاهر)، وأخذ حوالي 40 رهينة أكتوبر 1931م.
كانت العلاقة حينها بين السلطات الإمامية والإنجليز شبه هادئة؛ بل أنَّ الأخيرين أرسلوا طبيبًا خاصًا لـمُعالجة السيف أحمد يحيى حميد الدين 8 مايو 1932م، بناءً على طلب الأخير، وتعزيزًا لتلك التهدئة توجه المستر ريجينالد شامبيون (السكرتير الثاني للمعتمد البريطاني في عدن السير برنارد رايلي) جوًا إلى لودر 2 ديسمبر 1933م، وحث السلطان العوذلي – لم يذكر المؤرخ إريك ماكرو اسمه، واحتمال أنَّه السلطان محمد بن جعبل – على ضرورة المحافظة على علاقاته السلمية مع الإمام يحيى، مطمنًا أياه أنَّ الأخير سيسحب قواته من هضبة الظاهر (العواذل العليا) سلمًا.
وقد أثمرت تلك التهدئة بتوقيع مُعاهدة صنعاء في بداية العام التالي 11 فبراير 1934م، وهي المعاهدة التي لم يتم التصديق عليها إلا بعد مرور سبعة أشهر، وذلك بعد أنْ انسحبت القوات الإمامية من قرى العواذل العليا، وغيرها، وبعد أنْ تم الإفراج عن جميع الرهائن والأسرى، وفتح طريق التجارة بين المناطق الشمالية ومحمية عدن.
وكان قد توجه إلى لودر قبل توقيع تلك الاتفاقية بأسبوعين النقيب باسل سيجر 17 يناير 1934م، الموظف في مكتب إدارة المستعمرات، وكان مكوثه في تلك الجهة لمدة ثلاثة أشهر، منتدبًا من قبل السلطات الإنجليزية للإشراف على انسحاب القوات الإمامية من العواذل العليا (الظاهر)، وهو ما كان.
يتبع..
الهوامش:
1- وبما أنَّ الشيء بالشيء يُذكر؛ فثمة جُزئية مهمة ومَنسية من تاريخ أبناء تلك القبائل النضالي، وحين قادت آل فضل قبل 264 عامًا تمردًا عاصفًا ضد الدولة القاسمية 1071هـ / 1661م، بقيادة الشيخ حيدرة بن فضل الفضلي، وذلك بعد مرور خمس سنوات من سيطرة قوات المُتوكل إسماعيل بن القاسم عليها، ساندتها العواذل بقيادة الشيخ علي الهيثمي، إلا أنَّ هذا الساند سريعًا ما خارت قواه، ورفع راية استسلامه، وحبس في سجن كوكبان.
وفي الجانب الآخر صمد الشيخ حيدرة الفضلي لعدة أشهر؛ الأمر الذي جعل الأمير أحمد بن الحسن يتوجه بقوات كثيرة إلى تلك الجهة 17 شعبان 1071هـ / 16 أبريل 1661م، وهي الحملة التي تفرَّد المؤرخ الإمامي أحمد حنش بذكر تفاصيلها، وقال إنَّ الشيخ الفضلي تحصن في إحدى الجبال المنيعة، وأضاف مُتحدثًا عن بطولة ذلك الثائر: «وكان – أي الفضلي – يتغزَّى ليلًا، ويتخفى نَهارًا في مَواضع من الجبل، وكان يتخطف ما طَفَّ، ومن وجد للنهب والقتل كذلك، وكان في زمان شدة.. فاستعمل الجند الصبر والإبلاء الحسن، مع قلة الماء، وعدم معرفتهم بمواضعه، فكان قد تلف منهم من تلف..».
وبعد حَديثه عن كرامات سيده الأمير، والمُتمثلة بنزول المطر بغير أوانه! أكمل المؤرخ حنش ذلك المشهد بقوله إنَّ القوات الإمامية اقتحمت بعد جهد جهيد ذرى ذلك الجبل العتيد، واستولت على موضعه المسمى (الحريبين)، وأضاف مُشنعًا على بطل تلك المُقاومة: «ثم أنَّه – يقصد الشيخ الفضلي – هرب، وترك حشمه وجميع رعيته، قبحه الله، فواجهوا رعاياه، ولم يبق إلا هو هاربًا طريدًا في جَماعة من أصحابه، وبلغ من خبره أنَّه دخل بلاد العوالق، وقيل أنَّ العمودي – يقصد شيخ وادي دوعن عبدالله العمودي – قبضه بعد ذلك.. هذا إلى ثاني عشر شهر شوال سنة إحدى وسبعين وألف». =
= ثم ناقض المُؤرخ حنش نفسه، وقال أنَّ شيخ العوالق هو من سَلَّم الشيخ الفضلي للأمير أحمد بن الحسن المُرابط حينها في منطقة دثينة (مودية)، وذلك بعد أنَّ كان رفض رجلٌ يُقال له الهبَّاع ذلك، لافتًا أنَّ الشيخ الأسير احتال على آسريه، وتوجه إلى عدن، وهناك تم القبض عليه مرة أخرى، وأكمل ذات المُؤرخ ذلك المشهد بقوله: «وفي آخر يوم عرفه وصل جعفر المذكور – يقصد جعفر بن
عبدالله الكثيري أحد ثوار حضرموت – والفضلي أسارى إلى صنعاء.. فأما جعفر فمطلق وراكب على فرسه، ومعه من أصحابه قياس من عشرة أنفار، وأما الفضلي فتحت الحفظ والإهانة، واتفق جمع كبير، ورسم – أي حُبس – به فيما بين البابين في القصر، والعين عليه».
أغفل المُؤرخ حنش ذكر مصير الشيخ حيدرة الفضلي، وهل تم الإفراج عنه أم لقي حتفه في سجون الإمامة؟ في حين أورد اسم صديقه الشيخ علي الهيثمي ضمن حَوادث مُتصلة، وقال أنَّ الأخير سيطر بالحيلة ولبعض الوقت على حصن دثينة مُحرم 1079هـ / يونيو 1668م، وقتل خمسة عساكر مع قائدهم، وأنَّ الدائرة دارت بعد ذلك عليه، ولقي مصرعه على يد بعض العساكر المختبئين في أحد مدافن الحبوب، وذلك بعد أن التقوه فجأة وجهًا لوجه، وهو على غير أهبة، وبلا سلاح.
وكان الشيخ علي الهيثمي قد مَكث في سجن كوكبان لأكثر من سبع سنوات، وقام – كما أفاد المُؤرخ عبدالله الحبشي – بتمرده ذاك بعد الإفراج عنه بمدة.
في حين أورد المؤرخ يحيى بن الحسين رواية متصلة ومُختلفة، ليس فيها ذكر للشيخ الهيثمي ولا لحادثة مقتله، حيث قال أنَّ الأمير الحسين بن الحسن أرسل من رداع بقوات محدودة، وأنَّ تلك القوات أجبرت الثوار على مغادرة الحصن، وتمكنت من قتل أحدهم، وقد يكون هذا الواحد هو الشيخ الهيثمي نفسه.
أغفل المُؤرخ حنش ذكر مصير الشيخ حيدرة الفضلي، وهل تم الإفراج عنه أم لقي حتفه في سجون الإمامة؟ في حين أورد اسم صديقه الشيخ علي الهيثمي ضمن حَوادث مُتصلة، وقال أنَّ الأخير سيطر بالحيلة ولبعض الوقت على حصن دثينة مُحرم 1079هـ / يونيو 1668م، وقتل خمسة عساكر مع قائدهم، وأنَّ الدائرة دارت بعد ذلك عليه، ولقي مصرعه على يد بعض العساكر المختبئين في أحد مدافن الحبوب، وذلك بعد أن التقوه فجأة وجهًا لوجه، وهو على غير أهبة، وبلا سلاح.
وكان الشيخ علي الهيثمي قد مَكث في سجن كوكبان لأكثر من سبع سنوات، وقام – كما أفاد المُؤرخ عبدالله الحبشي – بتمرده ذاك بعد الإفراج عنه بمدة.
في حين أورد المؤرخ يحيى بن الحسين رواية متصلة ومُختلفة، ليس فيها ذكر للشيخ الهيثمي ولا لحادثة مقتله، حيث قال أنَّ الأمير الحسين بن الحسن أرسل من رداع بقوات محدودة، وأنَّ تلك القوات أجبرت الثوار على مغادرة الحصن، وتمكنت من قتل أحدهم، وقد يكون هذا الواحد هو الشيخ الهيثمي نفسه.
#خالد_الحاج
مدينة #إهلة القتبانية
موقع إهلة الأثري :
إحدى مدن مملكة قتبان الواقعة في الأطراف الجنوبية الغربية منها ، ورد ذكرها في السطر الثاني من نقش المكرب السبئي يثع أمر وتر (القرن الثامن قبل الميلاد) باسم ( أ هـ ل ت ) ، تقع في منطقة الرياشية – رداع م/البيضاء، على بعد حوالي 35كم إلى الجنوب من مدينة رداع.
يحدها من الشمال وادي سارب ووادي نجد عمق ، ومن الجنوب قرية بيت الصريمي ووادي نقاد، ومن الشرق قرية بيت النويرة وغول صبر ووادي عينه وجبل نعمان، ومن الغرب وادي صيحة وجبل القمراء وقرية دار خلبان.
كانت هذه المدينة عاصمة مملكة يحير التي ورد أيضا ذكرها في نفس النقش حيث يذكر المكرب السبئي في السطر الثاني من نقشه أنه دمر كل من مدن أهلت ووعلان وينهجو وكل مدن ولد عم وأحرقها كما أنه انتزع مشايخ ورؤساء القبائل وقتل نوعم ملك تمنع وملك مدينة ينهجو وملك مدينة ردمان ، وحمسم ملك مدينة يحير ........إلخ من ملوك المدن والمناطق القتبانية الأخرى .
كشفت نتائج أعمال الحفر والتنقيبات الأثرية التي نفذها الفريق الوطني التابع للهيئة العامة للآثار في هذا الموقع عن إحدى المنشآت المعمارية لمبنى يتكون من جناحين، كل جناح يضم أكثر من غرفة تفتح على ممر في الوسط ينتهي في طرفه الجنوبي بسُلم حجري كان يؤدي إلى الطوابق العلوية ، احتوى المبنى في جهته الشمالية على مدخل كبير فخم بعرض 3م كان يغلق من خلال باب خشبي مدرع بصفائح من الحديد وجد متفحما بشكل كامل على أرضية المدخل ، من أهم مميزات هذا المبنى هو أرضيات الغرف والممرات التي بُلطت بالأحجار المهندمة كما تميزت جدران الغرف بالملاط الناعم بمادة القضاض والجبس .
اتضح من خلال طبقة الفحم السميكة أن المبنى تعرض للاحتراق بالكامل مما تسبب في انهياره بشكل كلي .. مما يفيد بأن هذا المبنى ربما كان يمثل القصر الملكي للمدينة ، وهذا ما يوئيد ما ورد في نقش المكرب السبئي يثع أمر .
بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الموقع يعطينا معلومات مؤكده عن المناطق والمدن المجاورة له التي تم ذكرها في النقش ولم يتم التعرف عليها أو تحديد مواقعها كمملكة أو أرض يهنطل التي يذكر أنها اسم لقبيلة تمتد بين ( رُعين ويافع ) والتي يرجح أنها تقع في محافظة الضالع حاليا على مقربه من مملكة مدينة يحير التي كانت عاصمتها مدينة إهلة .
مدينة #إهلة القتبانية
موقع إهلة الأثري :
إحدى مدن مملكة قتبان الواقعة في الأطراف الجنوبية الغربية منها ، ورد ذكرها في السطر الثاني من نقش المكرب السبئي يثع أمر وتر (القرن الثامن قبل الميلاد) باسم ( أ هـ ل ت ) ، تقع في منطقة الرياشية – رداع م/البيضاء، على بعد حوالي 35كم إلى الجنوب من مدينة رداع.
يحدها من الشمال وادي سارب ووادي نجد عمق ، ومن الجنوب قرية بيت الصريمي ووادي نقاد، ومن الشرق قرية بيت النويرة وغول صبر ووادي عينه وجبل نعمان، ومن الغرب وادي صيحة وجبل القمراء وقرية دار خلبان.
كانت هذه المدينة عاصمة مملكة يحير التي ورد أيضا ذكرها في نفس النقش حيث يذكر المكرب السبئي في السطر الثاني من نقشه أنه دمر كل من مدن أهلت ووعلان وينهجو وكل مدن ولد عم وأحرقها كما أنه انتزع مشايخ ورؤساء القبائل وقتل نوعم ملك تمنع وملك مدينة ينهجو وملك مدينة ردمان ، وحمسم ملك مدينة يحير ........إلخ من ملوك المدن والمناطق القتبانية الأخرى .
كشفت نتائج أعمال الحفر والتنقيبات الأثرية التي نفذها الفريق الوطني التابع للهيئة العامة للآثار في هذا الموقع عن إحدى المنشآت المعمارية لمبنى يتكون من جناحين، كل جناح يضم أكثر من غرفة تفتح على ممر في الوسط ينتهي في طرفه الجنوبي بسُلم حجري كان يؤدي إلى الطوابق العلوية ، احتوى المبنى في جهته الشمالية على مدخل كبير فخم بعرض 3م كان يغلق من خلال باب خشبي مدرع بصفائح من الحديد وجد متفحما بشكل كامل على أرضية المدخل ، من أهم مميزات هذا المبنى هو أرضيات الغرف والممرات التي بُلطت بالأحجار المهندمة كما تميزت جدران الغرف بالملاط الناعم بمادة القضاض والجبس .
اتضح من خلال طبقة الفحم السميكة أن المبنى تعرض للاحتراق بالكامل مما تسبب في انهياره بشكل كلي .. مما يفيد بأن هذا المبنى ربما كان يمثل القصر الملكي للمدينة ، وهذا ما يوئيد ما ورد في نقش المكرب السبئي يثع أمر .
بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الموقع يعطينا معلومات مؤكده عن المناطق والمدن المجاورة له التي تم ذكرها في النقش ولم يتم التعرف عليها أو تحديد مواقعها كمملكة أو أرض يهنطل التي يذكر أنها اسم لقبيلة تمتد بين ( رُعين ويافع ) والتي يرجح أنها تقع في محافظة الضالع حاليا على مقربه من مملكة مدينة يحير التي كانت عاصمتها مدينة إهلة .
مدينة #موكل
مديرية صباح رداع محافظة البيضاء عاصمة دولة سبأ ومقر ملوكها التبابعة الحميريين آل الصباح .
كتبه المؤرخ / محمد علي علاو
الثابت من خلال مجموع الأدلة التي جمعتها من كل كتب التاريخ ان
مدينة موكل صباح منطقة رداع محافظة البيضاء وسط اليمن كانت هي عاصمة دولة سبأ ومقر ملوكها التبابعة الحميريين وليست مدينة صنعاء ولا مأرب ولا ظفار إب .
أجدني مضطرا للقول انني لم أصل إلى هذه الحقيقة التاريخية الجديدة –والتي كانت مجهولة من سابق-إلا بعد طول بحث شاق واستعراض وتجميع وتمحيص لمعظم المصادر التاريخية والجغرافية التي كتبت عن تاريخ اليمن القديم وعن حضارة سبأ اليمنية وملوكها التبابعة الحميريين ،ومن إجمالي تلك المصادر والمراجع التاريخية وصلت الى أن مدينة موكل بلاد صباح في منطقة رداع كانت هي عاصمة إمبراطورية سبأ العظيمة منذ تأسيسها وحتى سقوطها وأستمرت لقرون طويلة من الزمن ,كما أن موكل هي موطن ملوكها التبابعة الحميريين "آل الصباح "، وهي العاصمة السياسية والعسكرية التي شهدت قيام دولة وحضارة سبأ وملوكها التبابعة الحميريين الذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها, حيث تؤكد معظم المصادر بأن مدينة موكل صباح ظلت منذ أن أسسها التبع الحميري الحارث الرائش (الصباح ) وابنه التبع أبرهة ذي المنار بن الحارث الرائش بن (الصباح ) والتي إمتدت من بدايات القرن الأول للميلاد وحتى انهارت دولة سبأ نهائيا في القرن السادس الميلادي على يد قوات الاحتلال الفارسي التي جلبها معه القيل اليمني المتمرد سيف بن ذي يزن بن الصباح .وهذه الحقيقة التاريخية الجديدة تؤكدها اغلب النقوش والآثار والمصادر التاريخية العربية والرومانية التي كتبت عن معالم عصر ملوك اليمن التبابعه الحميريين آل الصباح الذين ملكوا مشارق الأرض و مغاربها.
وكما أسلفنا فبعد جمع وتحليل معظم الأدلة والمصادر التاريخية والجغرافية والمنطقية التي كتبت في هذا الشأن ،سيتضح جليا لأي مؤرخ منصف أو باحث جاد عن الحقيقة بأن موطن ومهد حضارة سبأ الأولى هي بلاد صباح بمنطقة رداع محافظة البيضاء حاليا ،بل أنني اجزم بالقول بان منطقة صباح سميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم مؤسس دولة سبأ هو التبع الحارث الرائش الاول الذي لقب (الصباح) ذي أصبحا ويمكن ترجمتها من الانجليزية [sheba ] ,وسأورد لكم من الشواهد والأدلة التاريخية والجغرافية والحجج المنطقية القاطعة التي تثبت رأينا بوضوح وبقوة ,ونوردها كما يلي :
*- الأدلة والشواهد التاريخية :
- السنة النبوية الشريفة :
يروى الهمداني في الإكليل ونشوان الحميري في القصيدة والمؤرخ محمد حسين الفرح وغيرهم في ترجماتهم لسيرة القيل الصحابي الحفيد "أبرهة بن شرحبيل الصباح الحميري– أنه كان ملك موكل صباح وحمير وأحد أقيال حمير الستة –بقولهم بأنه " الوافد على رسول الله (ص) إلى المدينة واسلم وحسن إسلامه وروى عن النبي أحاديث ،وهو الصحابي الذي فرش له النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسه عليه عند إسلامه وقال فيه النبي (ص) حديثه الشريف الآتي : -((إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كريم قومه )وفي رواية أخرى (وهذا سيد قومه)).
وبالتالي فإن ما جاء في الحديث النبوي الشريف أعلاه دليل قاطع وحجة شرعية دامغة تثبت بأن مدينة موكل كانت هي عاصمة دولة التبابعة الحميريين ،واستمرت كذلك عاصمتهم التاريخية منذ اجداده حتى خرج منها حفيدهم الصحابي القيل أبرهة بن الصباح (وهو ملك بلاد صباح ورداع وحمير في عهد الإسلام ) وهو القيل الذي أكرمه النبي (ص )،لأنه من سلالة أولئك التبابعة الحميريين ملوك سبأ المذكورين في القران الكريم "آل الصباح " والذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها,وذلك بدليل اختصاص النبي (ص) له بهذا التكريم النبوي الرفيع ،كون قول أو فعل النبي (ص) يعتبر حجة قاطعة وكاملة في الحجية والإثبات ,كما أن الذي اثبت إن موطن سبأ هي بلاد صباح رداع عدد من المؤرخين وأبرزهم الهمداني في الإكليل ونقل عنه الفرح وغيرهما من المؤرخين والذين اثبتوا بان الصحابي أبرهة بن الصباح وأولاده قد خرجوا من مدينة موكل بمنطقة صباح رداع ،وأنها عاصمة مملكتهم ومملكة آبائهم وأجدادهم التبابعة الحميريين لإعلان إسلامهم وبصحبتهم اقيال اليمن الستة الذين فرش لهم النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسهم عليه بعد إسلامهم برسالته طوعا , فشهادة تكريم نبوية صادرة من النبي (ص) للصحابي القيل الحميري أبرهة بن الصباح تثبت قطعيا بأنه حفيد التبابعة الحميريين آل الصباح ،وبأن مدينته التي خرج منها وهي مدينة موكل –منطقة صباح – عاصمة مملكته ومملكة أبائه وأجداده التبابعة "آل الصباح " .
-شهادات وأقوال صحابة رسول الله (ص):
مديرية صباح رداع محافظة البيضاء عاصمة دولة سبأ ومقر ملوكها التبابعة الحميريين آل الصباح .
كتبه المؤرخ / محمد علي علاو
الثابت من خلال مجموع الأدلة التي جمعتها من كل كتب التاريخ ان
مدينة موكل صباح منطقة رداع محافظة البيضاء وسط اليمن كانت هي عاصمة دولة سبأ ومقر ملوكها التبابعة الحميريين وليست مدينة صنعاء ولا مأرب ولا ظفار إب .
أجدني مضطرا للقول انني لم أصل إلى هذه الحقيقة التاريخية الجديدة –والتي كانت مجهولة من سابق-إلا بعد طول بحث شاق واستعراض وتجميع وتمحيص لمعظم المصادر التاريخية والجغرافية التي كتبت عن تاريخ اليمن القديم وعن حضارة سبأ اليمنية وملوكها التبابعة الحميريين ،ومن إجمالي تلك المصادر والمراجع التاريخية وصلت الى أن مدينة موكل بلاد صباح في منطقة رداع كانت هي عاصمة إمبراطورية سبأ العظيمة منذ تأسيسها وحتى سقوطها وأستمرت لقرون طويلة من الزمن ,كما أن موكل هي موطن ملوكها التبابعة الحميريين "آل الصباح "، وهي العاصمة السياسية والعسكرية التي شهدت قيام دولة وحضارة سبأ وملوكها التبابعة الحميريين الذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها, حيث تؤكد معظم المصادر بأن مدينة موكل صباح ظلت منذ أن أسسها التبع الحميري الحارث الرائش (الصباح ) وابنه التبع أبرهة ذي المنار بن الحارث الرائش بن (الصباح ) والتي إمتدت من بدايات القرن الأول للميلاد وحتى انهارت دولة سبأ نهائيا في القرن السادس الميلادي على يد قوات الاحتلال الفارسي التي جلبها معه القيل اليمني المتمرد سيف بن ذي يزن بن الصباح .وهذه الحقيقة التاريخية الجديدة تؤكدها اغلب النقوش والآثار والمصادر التاريخية العربية والرومانية التي كتبت عن معالم عصر ملوك اليمن التبابعه الحميريين آل الصباح الذين ملكوا مشارق الأرض و مغاربها.
وكما أسلفنا فبعد جمع وتحليل معظم الأدلة والمصادر التاريخية والجغرافية والمنطقية التي كتبت في هذا الشأن ،سيتضح جليا لأي مؤرخ منصف أو باحث جاد عن الحقيقة بأن موطن ومهد حضارة سبأ الأولى هي بلاد صباح بمنطقة رداع محافظة البيضاء حاليا ،بل أنني اجزم بالقول بان منطقة صباح سميت بهذا الاسم نسبة إلى اسم مؤسس دولة سبأ هو التبع الحارث الرائش الاول الذي لقب (الصباح) ذي أصبحا ويمكن ترجمتها من الانجليزية [sheba ] ,وسأورد لكم من الشواهد والأدلة التاريخية والجغرافية والحجج المنطقية القاطعة التي تثبت رأينا بوضوح وبقوة ,ونوردها كما يلي :
*- الأدلة والشواهد التاريخية :
- السنة النبوية الشريفة :
يروى الهمداني في الإكليل ونشوان الحميري في القصيدة والمؤرخ محمد حسين الفرح وغيرهم في ترجماتهم لسيرة القيل الصحابي الحفيد "أبرهة بن شرحبيل الصباح الحميري– أنه كان ملك موكل صباح وحمير وأحد أقيال حمير الستة –بقولهم بأنه " الوافد على رسول الله (ص) إلى المدينة واسلم وحسن إسلامه وروى عن النبي أحاديث ،وهو الصحابي الذي فرش له النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسه عليه عند إسلامه وقال فيه النبي (ص) حديثه الشريف الآتي : -((إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كريم قومه )وفي رواية أخرى (وهذا سيد قومه)).
وبالتالي فإن ما جاء في الحديث النبوي الشريف أعلاه دليل قاطع وحجة شرعية دامغة تثبت بأن مدينة موكل كانت هي عاصمة دولة التبابعة الحميريين ،واستمرت كذلك عاصمتهم التاريخية منذ اجداده حتى خرج منها حفيدهم الصحابي القيل أبرهة بن الصباح (وهو ملك بلاد صباح ورداع وحمير في عهد الإسلام ) وهو القيل الذي أكرمه النبي (ص )،لأنه من سلالة أولئك التبابعة الحميريين ملوك سبأ المذكورين في القران الكريم "آل الصباح " والذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها,وذلك بدليل اختصاص النبي (ص) له بهذا التكريم النبوي الرفيع ،كون قول أو فعل النبي (ص) يعتبر حجة قاطعة وكاملة في الحجية والإثبات ,كما أن الذي اثبت إن موطن سبأ هي بلاد صباح رداع عدد من المؤرخين وأبرزهم الهمداني في الإكليل ونقل عنه الفرح وغيرهما من المؤرخين والذين اثبتوا بان الصحابي أبرهة بن الصباح وأولاده قد خرجوا من مدينة موكل بمنطقة صباح رداع ،وأنها عاصمة مملكتهم ومملكة آبائهم وأجدادهم التبابعة الحميريين لإعلان إسلامهم وبصحبتهم اقيال اليمن الستة الذين فرش لهم النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسهم عليه بعد إسلامهم برسالته طوعا , فشهادة تكريم نبوية صادرة من النبي (ص) للصحابي القيل الحميري أبرهة بن الصباح تثبت قطعيا بأنه حفيد التبابعة الحميريين آل الصباح ،وبأن مدينته التي خرج منها وهي مدينة موكل –منطقة صباح – عاصمة مملكته ومملكة أبائه وأجداده التبابعة "آل الصباح " .
-شهادات وأقوال صحابة رسول الله (ص):
وقد قالهما الصحابيين الفاضلين أبو موسى الأشعري والإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنهما , فقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه مقولته التاريخية المشهورة في واقعة التحكيم في خلاف الإمام علي بن أبي طالب ومعاوية حول حق الخلافة: حيث قال أبو موسى الأشعري لعمرو بن العاص رضي الله عنهما :(( اتق الله ياعمرو, لو كانت خلافة المسلمين تستحق بالشرف ,لكان أحق الناس بها أبرهة بن الصباح ، فإنه من ملوك اليمن التبابعة الحميريين الذين ملكوا مشارق الأرض و مغاربها)) وتؤكد هذه الشهادة أيضا شهادة ثانية من صحابي جليل هو من اتقى وأفضل صحابة رسول الله (ص) وهو الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ,حيث جاءت شهادته في مقدمة كتاب الأنساب للسمعاني من طريق ابن لهيعه عن عبدالله بن راشد عن ربيعه بن قيس انه سمع الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول : (( ثلاث قبائل يقولون أنهم من العرب : وهم أقدم العرب ,جرهم : وهم بقية قوم عاد ،و ثقيف : وهم بقيه ثمود ، واقبل أبو شمر بن أبرهة بن الصباح ، فقال علي كرم الله وجهه وقوم هذا(وأشار إلى أبو شمر بن الصباح ) وهم بقية قوم تبع )).
إن مضمون هاتين الشهادتين تعتبر دليل قاطع وحجة شرعية دامغة تثبت إن مدينة موكل صباح كانت هي عاصمة وموطن التبابعة الحميريين ،لانها المدينة التي خرج منها حفيدهم الصحابي أبرهة بن الصباح وأولاده (اقيال بلاد صباح ورداع في ذلك الزمن )وهم أخر سلالة التبابعة الحميريين "آل الصباح " ملوك سبأ المذكورين في القران الكريم الذين ملكوا مشارق الارض ومغاربها,وهذه الشهادتين تعتبر جاءت تصديقا وتأكيدا لحديث النبي (ص) وتكريمه للقيل أبرهة بن الصباح حفيد التبابعة الحميريين –ملك مملكة موكل- صباح -رداع،لكون قول أو فعل النبي (ص) يعتبر حجة قاطعة وكاملة في الحجية والإثبات ,كما ان قول الصحابيين أعلاه في هاتين الشهادتين عن أحفاد آل الصباح الذين عاصروا ظهور دعوة الإسلام ،واسلموا لرسول الله (ص) وهم الأب أبرهة بن الصباح وأولاده أبو شمر وكريب ابني أبرهة بن الصباح رضي الله عنهم, وحيث إن الذي اثبت أن موطنهم هو بلاد صباح رداع عدد من المؤرخين وأبرزهم الهمداني في الإكليل ونشوان الحميري في قصيدته وابن الديبع الشيباني وغيرهم من المؤرخين ،ونقل عنهم المؤرخ محمد الفرح ،وجميعهم اثبتوا بان الاقيال آل الصباح خرجوا من مدينة موكل بمنطقة صباح رداع وهي مقر مملكتهم ومملكة آبائهم وأجدادهم التبابعة منذ الجاهلية,وان أبرهة الصباح هو من اقيال اليمن الستة الذين فرش لهم النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسهم عليه بعد إسلامهم برسالته طوعا ,وفيه قال النبي (ص) الحديث الشريف كما يقول الهمداني : (اذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كريم قومه )وفي رواية أخرى (وهذا سيد قومه).
*- مصادر الشعر العربي القديم وكتب التاريخ الأخرى :
يقول المثل العربي المشهور "الشعر ديوان العرب" وبالتالي فقد كان العرب في الجاهلية يؤرخون لحضارتهم وعلاقاتهم وأنسابهم وأصولهم من خلال تداول الشعر بين الشعراء المشهورين ،وهكذا صار الشعر العربي مصدر مهم من مصادر كتابة التاريخ العربي في عصور الجاهلية، وفي هذا الصدد تغنى عظماء الشعراء العرب المشهورين في الجاهلية بمدينة موكل صباح كعاصمة لدولة التبابعة الحميريين ،حيث كان الشعراء العرب في الجاهلية يقصدون مدينة موكل صباح عاصمة التبابعة من كافة الأرجاء فتحدث عنها الشعراء في قصائدهم وعن عظمة الملوك التبابعة الذين سكنوها وحكموا فيها ،كما تغنى الشعراء بقصورها العجيبة وأبراجها البديعة قديماً ،وسنورد للقارئ مقتطفات لإثبات رأينا على النحو الآتي :-
1- جاء ذكر موكل صباح في خطبة وقصيدة بليغ العرب في الجاهلية الشاعر العربي الجاهلي قس بن ساعدة الأيادي بأن مدينة موكل صباح كانت عاصمة الدولة الحميرية ،حيث ذكرها في خطبته وقصيدته البلاغية المشهورة عن عظماء التبابعة الحميريين بقوله :
وعلى الذي كانت بموكل داره : يهب القيان وكل أجرد شاح
2- كما يقول المؤرخ الهمداني في ص 162 من الأنساب الجزء الثاني من الاكليل ـ الأتي :( وفي الملك أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة ،يقول لبيد الجاهلي :ـ
وغلبن أبرهة الذي ألفيته : قد كان يخلد فوق غرفة موكل
3- قول الشاعر العباسي "البحتري" في إحدى قصائده في هامش كتاب الاكليل ،والبحتري في قصيدته يصف أحد الخلفاء العباسيين مادحا إياه بقوله:_
أخواله للرستمين بفارس : وجدوده التبعين بموكل
4- كما جاء ذكر مدينة موكل صباح في شرح قصيدة نشوان بن سعيد الحميري المسماه ( ملوك حمير وأقيال اليمن السيرة الجامعة ) للمؤيد والجرافي صـ169 . 170 من قول نشوان الحميري :-
والقيل أبرهة بن صباح قضى : نحباً وأبرهة أبو الصباح
إن مضمون هاتين الشهادتين تعتبر دليل قاطع وحجة شرعية دامغة تثبت إن مدينة موكل صباح كانت هي عاصمة وموطن التبابعة الحميريين ،لانها المدينة التي خرج منها حفيدهم الصحابي أبرهة بن الصباح وأولاده (اقيال بلاد صباح ورداع في ذلك الزمن )وهم أخر سلالة التبابعة الحميريين "آل الصباح " ملوك سبأ المذكورين في القران الكريم الذين ملكوا مشارق الارض ومغاربها,وهذه الشهادتين تعتبر جاءت تصديقا وتأكيدا لحديث النبي (ص) وتكريمه للقيل أبرهة بن الصباح حفيد التبابعة الحميريين –ملك مملكة موكل- صباح -رداع،لكون قول أو فعل النبي (ص) يعتبر حجة قاطعة وكاملة في الحجية والإثبات ,كما ان قول الصحابيين أعلاه في هاتين الشهادتين عن أحفاد آل الصباح الذين عاصروا ظهور دعوة الإسلام ،واسلموا لرسول الله (ص) وهم الأب أبرهة بن الصباح وأولاده أبو شمر وكريب ابني أبرهة بن الصباح رضي الله عنهم, وحيث إن الذي اثبت أن موطنهم هو بلاد صباح رداع عدد من المؤرخين وأبرزهم الهمداني في الإكليل ونشوان الحميري في قصيدته وابن الديبع الشيباني وغيرهم من المؤرخين ،ونقل عنهم المؤرخ محمد الفرح ،وجميعهم اثبتوا بان الاقيال آل الصباح خرجوا من مدينة موكل بمنطقة صباح رداع وهي مقر مملكتهم ومملكة آبائهم وأجدادهم التبابعة منذ الجاهلية,وان أبرهة الصباح هو من اقيال اليمن الستة الذين فرش لهم النبي (ص) ردائه الشريف وأجلسهم عليه بعد إسلامهم برسالته طوعا ,وفيه قال النبي (ص) الحديث الشريف كما يقول الهمداني : (اذا أتاكم كريم قوم فأكرموه وهذا كريم قومه )وفي رواية أخرى (وهذا سيد قومه).
*- مصادر الشعر العربي القديم وكتب التاريخ الأخرى :
يقول المثل العربي المشهور "الشعر ديوان العرب" وبالتالي فقد كان العرب في الجاهلية يؤرخون لحضارتهم وعلاقاتهم وأنسابهم وأصولهم من خلال تداول الشعر بين الشعراء المشهورين ،وهكذا صار الشعر العربي مصدر مهم من مصادر كتابة التاريخ العربي في عصور الجاهلية، وفي هذا الصدد تغنى عظماء الشعراء العرب المشهورين في الجاهلية بمدينة موكل صباح كعاصمة لدولة التبابعة الحميريين ،حيث كان الشعراء العرب في الجاهلية يقصدون مدينة موكل صباح عاصمة التبابعة من كافة الأرجاء فتحدث عنها الشعراء في قصائدهم وعن عظمة الملوك التبابعة الذين سكنوها وحكموا فيها ،كما تغنى الشعراء بقصورها العجيبة وأبراجها البديعة قديماً ،وسنورد للقارئ مقتطفات لإثبات رأينا على النحو الآتي :-
1- جاء ذكر موكل صباح في خطبة وقصيدة بليغ العرب في الجاهلية الشاعر العربي الجاهلي قس بن ساعدة الأيادي بأن مدينة موكل صباح كانت عاصمة الدولة الحميرية ،حيث ذكرها في خطبته وقصيدته البلاغية المشهورة عن عظماء التبابعة الحميريين بقوله :
وعلى الذي كانت بموكل داره : يهب القيان وكل أجرد شاح
2- كما يقول المؤرخ الهمداني في ص 162 من الأنساب الجزء الثاني من الاكليل ـ الأتي :( وفي الملك أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة ،يقول لبيد الجاهلي :ـ
وغلبن أبرهة الذي ألفيته : قد كان يخلد فوق غرفة موكل
3- قول الشاعر العباسي "البحتري" في إحدى قصائده في هامش كتاب الاكليل ،والبحتري في قصيدته يصف أحد الخلفاء العباسيين مادحا إياه بقوله:_
أخواله للرستمين بفارس : وجدوده التبعين بموكل
4- كما جاء ذكر مدينة موكل صباح في شرح قصيدة نشوان بن سعيد الحميري المسماه ( ملوك حمير وأقيال اليمن السيرة الجامعة ) للمؤيد والجرافي صـ169 . 170 من قول نشوان الحميري :-
والقيل أبرهة بن صباح قضى : نحباً وأبرهة أبو الصباح
وفي شرح هذا البيت يقول نشوان بأن الملك أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة المشار إليه في الشطر الأول للبيت هو الملك الحميري الذي حكم في عهد الجاهلية ،وكانت عاصمته مدينة موكل صباح "وهو المشهور بأبرهة الأشرم صاحب قصة الفيل المشهورة"، وأن أبرهة الثاني أبو الصباح -هو حفيد لابرهة الأول الأشرم –وهو القيل الصحابي الذي اسلم في عهد النبي (ص)وفرش له ردائه.
4- كما جاء ذكر مدينة موكل صباح وقصورها الحميرية المشهورة في كتاب ( نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية وشرحه نثر اللآلي السنية ) تاليف المؤرخ الإمام عبدالرحمن بن الديبع الشيباني تحقيق أحمد راتب حموش ـ منشورات دار الفكر دمشق ـ سوريا ـ بقوله من ص85 من الكتاب وما بعده من فصل ( الآثار اليمنية من حصون ومساكن ومدائن ) قول ابن الدبيع في ص86 وحتى 94 ( ومنها ظفار وهو قصر الملك أبرهة .. ومنها موكل قصر في المشرق بناه أبرهة ذو المنار بن الحارث الرائش .. ومنها هكر والأهجر قصران في أرض عنس أيضا ومنها دورم لضهر والقليس ) لأبرهة بن الصباح .. الخ ) .
وهنا ننقل لكم ما جاء في حاشية التحقيق للكتاب للمحقق أحمد راتب حموش حيث يقول فيه : ( وظفار قصر الملك أبرهة , لم يذكر المؤلف أي أبرهة هذا , وهناك أكثر من أبرهة واحد , .. فإن ذلك لا يمنع من استقراء النصوص لمعرفة ظفار وأبرهة معاً ،حيث يقول المحقق حموش :ابتدأ الهمداني في الجزء الثامن من كتابه الأكليل ص 5 ( باب ما جاء في ذكر قصور اليمن ومعاقلها ) والعنوان التالي ( ذكر ظفار المعروفة بحقل يحصب ) وقال فيه : وقصر ريدان قصر المملكة بظفار . ثم نقل في ص 37 عن أسعد تبع من قصيدة له طويلة قوله :
( وريدان قصري في ظفار ومنزلي : بها أس جدي دورنا والمناهلا
على الجنة الخضراء من أرض يحصب : ثمانون سداً تقذف الماء سائلاً
كما نقل في ص 38 عن أمريء القيس قولـه:
وأبرهة الذي زالت قواه : على ريدان إذ حال الزوال .
وذكر الهمداني في ص 108 , 216 قول لبيد :
وغلبن أبرهة الذي ألفيته : قد كان يخلد فوق غرفة موكل
فمن هذا يتبين أن المقصود بقصر ظفار هو قصر ريدان قصر المملكة بظفار المعروفة بحقل يحصب "يريم", والأهجر وهي قرية الهجر التي تقع في وسط منطقة صباح وأن بانيهما هو أبرهة ذو المنار وهو الذي بنى قصر موكل القريب من القصرين جغرافيا , وفي ذلك يقول صاحب معجم البلدان : ويحصب مخلاف قرص ريدان ويزعمون أنه لم يبن قصر مثله . وإذا كان ابن الديبع مؤلف كتابنا هذا قد ذكر قصر موكل هذا بعد أسطر قليلة من ذكره قصر ظفار هذا , فقال : ( ومنها موكل قصر في المشرق بناه أبرهة ذو المنار بن الحارث الرائش ) ،فإنه يتضح لنا أن ( أبرهة ذو المنار ) هذا هو الذي بنى قصر موكل وهو الذي بنى قصر ظفار أيضاً , وانه -أي أبرهة ذوالمنار-هو جد أسعد تبع الذي بنى قصر ظفار..... إلى قول المحقق في حاشيته وأما ما يروى عن ظفار أنها حقل يحصب , فيحصب هو القيل أليشرح بن الحارث (الرائش الصباح ) بن صيفي بن سبأ "وهو جد الملكة بلقيس "كما جاء في جمهرة الأنساب (411) وجاء قبله في الصحفة نفسها عن أبرهة وهو تبع وهو ذو المناربن الحارث الرائش بن قيس بن صيفي .. الخ .
5 - أما أقوى الأدلة العلمية فقد جاء في كتاب "اليمن -الآثار التاريخية والثقافية القديمة "للمستشرق الروسي المؤرخ (بيترجريزنيفتش ) ص 103،ترجمة د|قائد طربوش ،وهذا المستشرق الروسي زار منطقة موكل صباح في تاريخ 24|8|1967م وخرج منها بحصيلة علمية تاريخية مهمة في كتابه اعلاه ،( )ونقتبس منها قولـه الآتي :-(( تقع موكل على بعد بضعة كيلومترات جنوب (هكر) في منطقة جبلية وواد ضيق وكانت البراكين نشطة في هذه المنطقة في وقت من الأوقات ،...لقد كانت هذه المنطقة "يقصد مدينة موكل صباح" في القديم هي مهد وموطن الدولة الحميرية ،إذ بها حطام القرى "والمدن " الحميرية والقلاع السميكة المهدمة...ويسترسل المستشرق الروسي بقوله : وتقع قرية موكل على تل كبير على بعد 6كيلو متر شرق قرية الجوعر )منطقة عنس(...ولاتزال القلعة جيدة وتؤلف الأحجار الضخمة من البازلت والطوف مجمعا مكتملا من المباني المكونة من طابقين أو ثلاثة أو أربعة طوابق بينها ممرات ضيقة من الصفائح المبلطة أحيانا .وتحتل القلعة"أي حصن موكل" الطرف الشرقي من التل ..وهناك لم نجد بيوتا يرجع تاريخها الى زمن متأخر ،وهناك في الجهة الشمالية "من موكل" توجد مقبرة في أرض قفر يسميها السكان المحليون مقبرة الحميريين وضعت قبورها رأسيا ويقول السكان المحليون إن هناك نحو مائة خرابة تحيط بموكل منها خرابة القليس وخرابة الطلبة وخرابة العجماء وخرابة زياد وخرابة البردان وخرابة ذي أبلة وخرابة الحنش وخرابة الأصيلة وخرابة الحذر وغول عسكر وخرابة الرمد وخرابة الحقل وخرابة نصر وخرابة دار حضور وخرابة طنيج وخرابة جرف مرداس ،ويذكر هذا المستشرق أنه شاهد في أحد المساجد بموكل مجموعة من الأعمدة والنقوش التي قد تكون نقلت من أحد القصور ،وان هناك أكوام حطام بناء وأساس من
4- كما جاء ذكر مدينة موكل صباح وقصورها الحميرية المشهورة في كتاب ( نشر المحاسن اليمانية في خصائص اليمن ونسب القحطانية وشرحه نثر اللآلي السنية ) تاليف المؤرخ الإمام عبدالرحمن بن الديبع الشيباني تحقيق أحمد راتب حموش ـ منشورات دار الفكر دمشق ـ سوريا ـ بقوله من ص85 من الكتاب وما بعده من فصل ( الآثار اليمنية من حصون ومساكن ومدائن ) قول ابن الدبيع في ص86 وحتى 94 ( ومنها ظفار وهو قصر الملك أبرهة .. ومنها موكل قصر في المشرق بناه أبرهة ذو المنار بن الحارث الرائش .. ومنها هكر والأهجر قصران في أرض عنس أيضا ومنها دورم لضهر والقليس ) لأبرهة بن الصباح .. الخ ) .
وهنا ننقل لكم ما جاء في حاشية التحقيق للكتاب للمحقق أحمد راتب حموش حيث يقول فيه : ( وظفار قصر الملك أبرهة , لم يذكر المؤلف أي أبرهة هذا , وهناك أكثر من أبرهة واحد , .. فإن ذلك لا يمنع من استقراء النصوص لمعرفة ظفار وأبرهة معاً ،حيث يقول المحقق حموش :ابتدأ الهمداني في الجزء الثامن من كتابه الأكليل ص 5 ( باب ما جاء في ذكر قصور اليمن ومعاقلها ) والعنوان التالي ( ذكر ظفار المعروفة بحقل يحصب ) وقال فيه : وقصر ريدان قصر المملكة بظفار . ثم نقل في ص 37 عن أسعد تبع من قصيدة له طويلة قوله :
( وريدان قصري في ظفار ومنزلي : بها أس جدي دورنا والمناهلا
على الجنة الخضراء من أرض يحصب : ثمانون سداً تقذف الماء سائلاً
كما نقل في ص 38 عن أمريء القيس قولـه:
وأبرهة الذي زالت قواه : على ريدان إذ حال الزوال .
وذكر الهمداني في ص 108 , 216 قول لبيد :
وغلبن أبرهة الذي ألفيته : قد كان يخلد فوق غرفة موكل
فمن هذا يتبين أن المقصود بقصر ظفار هو قصر ريدان قصر المملكة بظفار المعروفة بحقل يحصب "يريم", والأهجر وهي قرية الهجر التي تقع في وسط منطقة صباح وأن بانيهما هو أبرهة ذو المنار وهو الذي بنى قصر موكل القريب من القصرين جغرافيا , وفي ذلك يقول صاحب معجم البلدان : ويحصب مخلاف قرص ريدان ويزعمون أنه لم يبن قصر مثله . وإذا كان ابن الديبع مؤلف كتابنا هذا قد ذكر قصر موكل هذا بعد أسطر قليلة من ذكره قصر ظفار هذا , فقال : ( ومنها موكل قصر في المشرق بناه أبرهة ذو المنار بن الحارث الرائش ) ،فإنه يتضح لنا أن ( أبرهة ذو المنار ) هذا هو الذي بنى قصر موكل وهو الذي بنى قصر ظفار أيضاً , وانه -أي أبرهة ذوالمنار-هو جد أسعد تبع الذي بنى قصر ظفار..... إلى قول المحقق في حاشيته وأما ما يروى عن ظفار أنها حقل يحصب , فيحصب هو القيل أليشرح بن الحارث (الرائش الصباح ) بن صيفي بن سبأ "وهو جد الملكة بلقيس "كما جاء في جمهرة الأنساب (411) وجاء قبله في الصحفة نفسها عن أبرهة وهو تبع وهو ذو المناربن الحارث الرائش بن قيس بن صيفي .. الخ .
5 - أما أقوى الأدلة العلمية فقد جاء في كتاب "اليمن -الآثار التاريخية والثقافية القديمة "للمستشرق الروسي المؤرخ (بيترجريزنيفتش ) ص 103،ترجمة د|قائد طربوش ،وهذا المستشرق الروسي زار منطقة موكل صباح في تاريخ 24|8|1967م وخرج منها بحصيلة علمية تاريخية مهمة في كتابه اعلاه ،( )ونقتبس منها قولـه الآتي :-(( تقع موكل على بعد بضعة كيلومترات جنوب (هكر) في منطقة جبلية وواد ضيق وكانت البراكين نشطة في هذه المنطقة في وقت من الأوقات ،...لقد كانت هذه المنطقة "يقصد مدينة موكل صباح" في القديم هي مهد وموطن الدولة الحميرية ،إذ بها حطام القرى "والمدن " الحميرية والقلاع السميكة المهدمة...ويسترسل المستشرق الروسي بقوله : وتقع قرية موكل على تل كبير على بعد 6كيلو متر شرق قرية الجوعر )منطقة عنس(...ولاتزال القلعة جيدة وتؤلف الأحجار الضخمة من البازلت والطوف مجمعا مكتملا من المباني المكونة من طابقين أو ثلاثة أو أربعة طوابق بينها ممرات ضيقة من الصفائح المبلطة أحيانا .وتحتل القلعة"أي حصن موكل" الطرف الشرقي من التل ..وهناك لم نجد بيوتا يرجع تاريخها الى زمن متأخر ،وهناك في الجهة الشمالية "من موكل" توجد مقبرة في أرض قفر يسميها السكان المحليون مقبرة الحميريين وضعت قبورها رأسيا ويقول السكان المحليون إن هناك نحو مائة خرابة تحيط بموكل منها خرابة القليس وخرابة الطلبة وخرابة العجماء وخرابة زياد وخرابة البردان وخرابة ذي أبلة وخرابة الحنش وخرابة الأصيلة وخرابة الحذر وغول عسكر وخرابة الرمد وخرابة الحقل وخرابة نصر وخرابة دار حضور وخرابة طنيج وخرابة جرف مرداس ،ويذكر هذا المستشرق أنه شاهد في أحد المساجد بموكل مجموعة من الأعمدة والنقوش التي قد تكون نقلت من أحد القصور ،وان هناك أكوام حطام بناء وأساس من