اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#علي_ناصر_صوال

حقيقة هذا الدرع يعتبر تحفه فنية عظيمة وفريد من نوعه كونه من الذهب الخالص لأن مثل هذه التحف التي تكون من الذهب لا يظهر منها إلا النادر فعندما يتم العثور على تحفة مصنوعة من الذهب يتم بيعها وصهرها من جديد مع أن قيمتها التاريخية تساوي أضعاف مضاعفة من وزن الذهب .
الف شكر الصديق العزيز الاستاذ/ Abdullah Mohsen على إهتمامه في الحفاظ على موروثنا التاريخي .

وهذه مساهمة مني في نقل النص ثم المعنى :

[1] وقه/إيل/ريم/ملـ
[2] ـك/معن/بن/أب يد
[3] ع/سفعل/كذت/نشـ
[4] ق/شرعتن/مربض

المعنى كما يلي :

[1] وقه إيل ريم ملـك
[2] معين بن أبو يدع
[3] منح لذات نشـق
[4] مستحقات تعادل موسم الغلال

• طبعاً النص لم يتحدث عن الحروب كما هو متوقع كون هذا الدرع عبارة عن لباس حربي
لكن جاء كعمل خيري بأن الملك حول لآلهة نشق بحقوق مالية تعادل في قيمتها لموسم الغلال .
• وقه إل/ ريم : وهو صاحب المخطوط وملك معين . جاء الإسم مكون من جزئين الجزء الأول إسم ذو طابع ديني وهو مركب من لفظين (وقه + إل) جاء بصيغة الجملة الفعلية
ويأتي اللفظ (وقه) بمعنى (أمر) واللفظ إل = إيل بمعنى الإله الله
والحزء الثاني (ريم = ريم) والريم هو من العلو والشومخ والإرتفاع و ريام يعتبر الإسم الشخصي وهو الإسم الحقيقي وبذلك يكون الإسم (وقه إيل ريام)
• سفعل : أي فعل - منح - وممكن أن يذهب المعنى حسب السياق إلى المعنى : أقام - صنع ، أما السين في بداية الكلمة هو بدل همزة أفعل لتعدية الفعل ويحل محل حرف الهاء في اللهجة السبئية (هفعل) .
كذت نشق : أي لذات نشق ، الكاف هنا حرف جر حلّ محل اللام في اللهجة السبئية .
• شرعتن : هنا حسب السياق يكون المقصود (حقوق - مستحقات )
• مربض : أي ما يساوي موسم الغلال
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بلدان_اليمن_وقبائلها_الأكوع


(حرف التاء مع العين وما إليهما)
تعز : بلدة مشهورة من مدن اليمن في الجنوب الغربي من صنعاء على مسافة ثماني مراحل وهي بالقرب من الجند في سفح جبل صبر غربي الجند وهي اليوم مركز تلك البلاد وقد صارت الجند من أعمال تعز بعد أن كانت تعز معدودة من أعمال الجند :
وإذا نظرت إلى البقاع وجدتها
تشقى كما يشقى الرجال وتسعد
والمسافة بين الجند وتعز بضع ساعات ومياه تعز من جبل صبر قال الشاعر :
تعز لا تحفل بها
وعن زبيد فانزجر
فعيش هاتي كدر
وماء تلك من صبر
وترتفع تعز عن سطح البحر ألف وثلاثمائة متر تحقيقا.
وفي كتاب النسبة لابن مخرمة : تعز بالفتح وكسر العين المهملة ثم زاي معجمة دمشق اليمن في الثمار والأزهار والأنهار والنزهة ، وكانت محل إقامة بني رسول ملوك اليمن ، وبنى كل واحد منهم فيها مدرسة ففيها سبع مدارس على عدد ولاتهم الذين طالت ولايتهم واستمروا سنين وهذا ترتيبها وهي : المنصورية ثم المظفرية ثم المؤيدية ثم المجاهدية ثم الأفضلية ثم الأشرفية ثم الظاهرية (١) ولم يل بعد الظاهر منهم من يعتد به وإنما كانوا سلاطين بالاسم والحل والربط لغيرهم مع توالي الفتن وانقطاع الطرق إلى أن ولي المشايخ بنو طاهر بن معوضة بن تاج الدين.
وبها مدارس غير ما ذكر لأهل الجهات والأمراء والقضاة ومساجد عديدة وكلها مضبوطة بالأوقاف الجليلة للعمارة والقومة والمدرّسين والدارسه وغير ذلك لكن تعطل غالبها بإستيلاء الظلمة ، وماء دورها ومساجدها ومدارسها يأتي من جبل صبر فوق البلاد وكانت بها ثعبات نزهة الدنيا وتعز كما قال القايل :
تعز كرسي اليمن 
خراجها من عدن 
______
(١) قلت هي أكثر من ذلك ويراجع كتابي (المدارس الإسلامية في اليمن)
أحسب تجد حروفها
جاه أويس القرني 
انتهى كلام ابن مخرمة :
وقال ابن مخرمة : وذي عدينة بالتصغير من تعز منها حسين بن علي بن حسين بن اسماعيل الزبيدي العديني مات سنة نيف وثلاثين وستماية انتهى.
وفي معجم البلدان عدينة بالتصغير اسم لربض تعز ، وفيها يقول الشاعر :
رأيت في ذي عدينة
بالأمس يا رب زينة
انتهى.
ونسب الى تعز من المتأخرين الأديب حسن بن عبد الله شاويش التعزي ترجمه في ذوب الذهب السيد محسن بن الحسن أبو طالب توفي سنة ١١٢٣ ومن شعره :
دم الطرفين من دمعي مراق 
يسيل بسرعة لمزيد وجدي 
أقول لسايل في الناس هذا
دم الأخوين يجري فوق خدي 
وفي تعز قبر الإمام إبراهيم بن تاج الدين المتوفى سنة ٦٨٣.
ويسكن تعز أولاد أحمد بن الإمام المتوكل قاسم بن حسين بن المهدي بن أحمد بن الحسن بن القاسم.
ومن أعمال تعز الجند وهي التي كانت قاعدة البلاد قبل تعز.
قال في معجم البلدان : الجند بالتحريك وكأنه مرتجل وقال أبو سنان اليمامي : (١) اليمن فيها ثلاثة وثلاثون منبرا قديمة وأربعون حديثة.
وأعمال اليمن في الإسلام مقسومة على ثلاثة ولاة : فوال على الجند ومخاليفها وهو أعظمها ، ووال على صنعاء ومخاليفها وهو أوسطها ، ووال على حضر موت ومخاليفها وهو أدناها ، والجند مسماة بجند بن شهران بطن من المعافر. قال عمارة : وبالجند مسجد بناه معاذ بن جبل رضي‌الله‌عنه وزاد فيه وحسّن عمارته حسين بن سلامة وزير أبي الجيش بن زياد وكان عبدا نوبيا.
______
(١) هكذا والأصح اليماني من نسخة معجم البلدان طبع دار صادر
قال : ورأيت الناس يحجون إليه كما يحجون الى البيت الحرام ويقول أحدهم لصاحبه : أصبر لينقضي الحج ، يراد به حجّ مسجد الجند.
وقال ابن الحايك : من المدن النجدية باليمن الجند من أرض السكاسك وبين الجند وصنعاء ثمانية وخمسون فرسخا.
وقال علي بن هوذة بن علي الحنفي بعد قتل مسيلمة : وسمع الناس يعيرون بني حنيفة بالردة فقال يذكر من ارتد من العرب غير بني حنيفة :
رمتنا القبايل بالمنكرات 
وما نحن إلا كمن قد جحد
ولسنا بأكفر من عامر
ولا غطفان ولا من أسد
ولا من سليم وألفافها
ولا من تميم وأهل الجند
ولا ذي الخمار ولا قومه 
ولا أشعث العرب لو لا النكد
ولا من عرانين من وايل 
بسوق النجير وسوق النقد
وكنّا أناسا على غرة
نرى الغي من أمرنا كالرشد
ندين كما دان كذّابنا
فيا ليت والده لم يلد
وقد نسب إلى الجند البطن والبلد كثير من أهل العلم منهم : محمد بن عبد الرحمن الجندي روى عن معمر بن راشد وروى عنه الشافعي محمد بن إدريس وغيره وطاووس بن كيسان اليماني مولى بحير بن ريسان الحميري كان من أبناء فارس نزل الجند وهو تابعي مشهور سمع ابن عباس وجابر بن عبد الله وابن عمر وأبا هريرة روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار وقيس بن سعد وابنه عبد الله وغيرهم مات بمكة سنة خمس أو ست ومائة ، وموسى الجندي روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسلا قال : رد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها ، روى عنه معمر بن راشد وعبد الله بن زينب الجندي روى عنه كثير بن عطا الجندي.
وزمعة بن صالح الجندي روى عن عبد الله بن طاووس وعمرو بن دينار وسلمة بن وهرام وابن الزبير وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع وعبد الله بن عيسى الجندي روى عنه عبد الرزاق الصنعاني ومحمد بن خالد الجندي وعبد الله بن بحير بن ريسان الجندي حدّث عن
محمد بن محمد روى حديثه سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد ورواه غيره عن عبد الرزاق عن عبد الله بن بحير ولم يذكر بينهما معمرا.
وسلام بن وهب الجندي روى عنه زيد بن المبارك وعلي بن حميد الجندي حدّث عن طاووس بن كيسان روى عنه عبد الملك بن جريج.
وكثير بن عطا الجندي روى عن عبد الله بن زينب الجندي روى عنه عبد الرزاق وقال البخاري كثير بن سويد يعد من أهل اليمن عن عبد الله بن زينب روى عنه معمر وهو أشبه بالصواب.
وصامت بن معاذ الجندي يروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد روى عنه المفضل بن محمد الجندي ، ومحمد بن منصور أبو عبد الله الجندي سمع عمرو بن مسلم والوليد بن سليمان ، ووهب بن سليمان مراسيل سمع منه بشر بن الحكم النيسابوري قاله البخاري. وأبو قرة موسى بن طارق الجندي روى عن ابن جريج ومالك وخلق كثير روى عنه أبو حمة وأبو سعيد المفضل بن محمد الجندي الشعبي روى عن الحسن بن علي الحلواني وغيره روى عنه أبو بكر المقرىء .. انتهى كلام ياقوت.
وقال الطيب بن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : الجند بفتحتين وبالدال مهملة خطة عظيمة ، وجهة كبيرة من اليمن فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسم اليمن على خمسة رجال : خالد بن سعيد على صنعاء ، والمهاجر بن أبي أمية على كندة ، وزياد بن لبيد على حضر موت ، ومعاذ بن جبل على الجند ، وأبو موسى الأشعري على زبيد ورمع وعدن والساحل.
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمعاذ لما بعثه إلى الجند : علمهم القرآن وشرايع الاسلام واقض بينهم. وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أهل الجند قبض الصدقات الذي من العمال باليمن ، فوصل معاذ إلى الجند أميرا وبنى المسجد المعروف في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإشارته ورويت أحاديث في فضل مسجد الجند والله أعلم بصحتها.
148
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن


وفي آخر شوال بيوم السبت سادس وعشرين سار محسن بن المهدي من الغراس إجابة لصنوه لما طلبه الغارة إلى بلاد قعطبة، فخرج بمن حضر معه وعزمه وقد كان بلغ الخبر أنه اتفق بين يافع وبين إسماعيل بن الناصر محمد بن المهدي وقعة بقعطبة، وذلك أن يافع قصدت قعطبة فثبت لهم إسماعيل ومن معه في البيوت ورموهم بالبنادق، وطالت المحاصرة قدر اثني عشر يوماً والحرب عمال، فراح منهم كثير ولم يفت من أصحاب إسماعيل إلا نحو عشرة لتحصنهم في البيوت. وكان وصول عبد الله من جبلة غارة، فوصل إلى مسخيره ولم يتمكن من النفوذ؛ لكثرة يافع وإحاطتهم بقعطبة، ثم لما كان ذلك وقع المصالحة على أن كلاً منهم يرتفع عن قعطبة، فخرج إسماعيل إلى عند صنوه عبد الله، ويافع ارتفعت إلى بلادهم، وسكنوا منهم طائفة في أطراف بلادهم. ثم إن يافع لما رأوا قعطبة فرغت عن العسكر، قصدوا تلك البيوت التي وقع الحرب منها فأضربوا بعضها. ثم حصل من يافع المغزى على يحيى بن الناصر وهو بلحج، فوقع الحرب وثبت لهم وقتل منهم الكثير نحو ما وقع في قعطبة. فلما وقعت هذه الحوادث كرس الناصر الكتب إلى البلاد العليا بالمدد، فسار من صاحب ثلاء القاسم بن المتوكل نحو أربعمائة ومن صاحب كوكبان مثلهم ومن صاحب البستان، وكان عزمهم في عشرين من شهر القعدة.
وتجرم صاحب المنصورة من حسين بن المتوكل صاحب صنعاء، وقال: إنه أرسل بدراهم إلى يافع، فأشار عليه السيد الحسن بن المطهر الجرموزي صاحب المخا وكان عنده أنه لا ينبغي هذا الوقت إلا الاحتمال، وأنه ربما ذهب[141/ب] عليه بعض بلاده، فما ينبغي إلا التسكين والاجتماع ليكون الأمر واحداً، مع أن حسين قد أجاب الناصر من جملة غيره، إلا أنه يريد الهَنْجَمَة لأجل ما نقص عليه من بلاده، والله يصلح أحوال المسلمين كافة
وسار حجاج تهامة بغير أمير، وقال الناصر: في حسن بن المتوكل كفاية في تزليجه للحاج إلى حلي على ما كان في الزمان الأول، قبل دولة المتوكل، وفي أول دولته، فإن العهدة كانت على صاحب جازان في تزليج الحاج إلى حلي.
وفي آخر القعدة كان الصراب للزرائع، فتهونت الأسعار، بلغ القدح البر إلى خمسة حروف، والذرة إلى مائة بقشة، وكذلك الشعير، وما زال السعر ينزل، فتراجع الناس بعدما لحقهم من الشدة الطويلة، فلله الحمد والمنة، وهذا مع كبر القدح، وصغر البقش في الضربة، فيكون على حساب الدولة الأولة دولة محمد بن القاسم نصف قدح والدراهم زائدة النصف يصح السعر بعشرين بقشة.
ولما لم يجهز أمير حاج مع حجاج طريق تهامة وصل الحجاج إلى أبي عريش وصبيا، ثم إنه ترجح لهم العود فعادوا، وأما حجاج السراة من بني عضيَّة فساروا على عادتهم، وكذلك سار من جاء طريق البحر. وحسن بن المتوكل ما تم منه تزليج عسكر إلى حلي، وقال: العادة الأولة قد تغيرت، وتلك الجهة قد دخلت في أطراف بلاد أحمد بن زيد، فالأولى الترك مع ما قد تجدد في زمان المتوكل من انقلاب العادة الأولة.
وجاء خبر بأن بعض المراكب لما رجعوا من المخا ووصلوا إلى البحر صادفهم الفرنج فنهبوهم[142/أ] أموالهم، ولا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأيام شهر الحجة، أول العشر دخل عبد الله وغيره من أجناد الناصر إلى بلاد قعطبة، ثم إن يافع تحركت وتكاتبت واجتمعت، وتواعدوا لقصدهم إليها. ولما تشاغل الناصر هنالك بالمشرق هان الأمر على المعارضين، وتثاقلوا عن الإمداد مع ضعف المواد معهم، وحملوا السهل، وربما ظهر من يوسف صاحب ضوران أنه باق على دعوته، وكذلك صاحب صعدة، وظهر ميل إبراهيم بن المهدي عن صنوه وأظهر التجرم منه بتخلفه عليه في الذي كان وضعه له من البلاد، ولم يخرج من ذمار. وأما إسحاق فخرج من يريم إلى العثارب وصار يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وطلب الناصر ولده إسماعيل إلى عنده.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#رحلات_في_الجزيرة_العربية_د.

تمتد ضفة اللؤلؤ من الشارقة وحتى مجموعة (بودلف / بوضلف؟) ويكون القاع عادة من الرمال التي تكثر فيها الأصداف والمرجان المتكسر. ويختلف العمق إذ يتراوح بين خمس إلى خمس عشرة قامة. وحق الصيد على الضفة مشاع للجميع ، لكن المشاحنات بين القبائل ليست نادرة الحدوث. وإذا كان وجود إحدى السفن الحربية يحول دون فض نزاعاتهم هذه على الفور ، فإنهم يضعون حدا لها على اليابسة حيث يحطون رحالهم لفتح المحار. ولغرض وقف مثل هذه المنازعات ، التي لو سمح باستمرارها لأدت إلى حدوث فوضى ، فإن سفينتين حكوميتين تمخران عادة عباب البحر قرب الساحل.
أما سفنهم فذات أحجام متباينة وبناء مختلف يتراوح وزنها بين عشرة أطنان وحتى خمسين طنا. وفي أحد الفصول ، تبين أن جزيرة البحرين توفر ثلاثة آلاف وخمسمائة سفينة من مختلف الأحجام بينما يوفر الساحل الفارسي ألف مركب وان المسافة بين البحرين ومدخل الخليج ـ بما فيها ساحل القراصنة ـ فيها سبعمائة مركب ويقدر ثمن اللؤلؤ الذي يتم الحصول عليه من مختلف هذه الموانئ ب ٤٠ لاك من الدولارات ، أو أربعمائة ألف جنيه. وتحمل مراكبهم طاقما يتراوح عدده بين ثمانية أشخاص إلى أربعين شخصا. وبهذا يكون عدد الأشخاص الموظفين في الملاحة في موسم الصيد أكثر من ثلاثين ألفا. ولا يتلقى أي واحد منهم أجورا محددة ، بل لكل منهم نصيبه من الأرباح الكلية. وثمة رسوم صغيرة تفرض على كل قارب من شيخ الميناء الذي تعود إليه. وفي هذه الفترة يعيشون على التمور والأسماك التي تكثر في هذا المكان وتتصف بنوعيتها الجيدة. ولهذا كانت هدايانا الصغيرة من الرز إزاء هذا الطعام الشحيح تشكل مصدر ترحيب كبير ، وهم يغطون أجسادهم بثوب أبيض ، لكن على وجه العموم ، وفيما عدا وزرة تستر الجزء الأوسط من أبدانهم ، فإنهم عراة تماما. وعند ما يوشكون على القيام بأعمالهم تراهم يقسمون أنفسهم إلى قسمين ، يبقى القسم الأول في القارب لجذب أولئك المنهمكين في عملية الغوص. أما القسم الثاني فيزودون أنفسهم بسلة صغيرة ويقفزون من جانب المركب إلى البحر ويضعون أقدامهم فوق إحدى الصخور المربوطة بأحد الحبال. وعند إعطاء الإشارة يرخى الحبل ويغوصون إلى القاع وعند ما يكون المحار كثيرا ، فقد يرسل ثمانية إلى عشرة
أشخاص في كل مرة. وبعد ذلك يهز أحدهم الحبل فيقوم الشخص الموجود على ظهر القارب بسحب الغواص إلى أعلى بأسرع ما يستطيع. إن المدة التي يستطيعون البقاء فيها تحت سطح الماء قد بولغ في تقديرها. والمعدل العام دقيقة واحدة ، ولا أعتقد بأنها تتجاوز الدقيقة والنصف إلا في مرة واحدة فقط (١).
ولا تقع أي حوادث في الغالب بسبب أسماك القرش ، لكن السمك المعروف بأبي منشار يخشى أمره كثيرا. وقد رويت لي بعض القصص عن الغواصين الذين قطعت أبدانهم إلى نصفين تماما بفعل هذه الأسماك المتوحشة التي تتصف في الخليج العربي بأنها ذات أحجام أكبر من مثيلاتها في أي مكان آخر في العالم. ولما كان سلوك هذا السمك غير مألوف عند القارئ العام ، فإنني سأضيف بعض الكلمات لوصفه ، تكون هذه الأسماك ذات شكل دائري يميل إلى الاستطالة ، أما رأسها فمسطح من الجهة الأمامية ويستدق على نحو مفاجئ عند جهة الذنب. ويبلغ طول السمكة ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر قدم ، ومغطاة بطبقة جلدية ذات لون غامق من الأعلى وأبيض من الأسفل. أما السلاح الفتاك الذي اشتقت اسمها منه فهو عبارة عن خطم مسطح ناتئ يبلغ طوله ستة أقدام وعرضه أربع بوصات ومسلح من كل جهة بفقرات تشبه أسنان القرش.
يعد الغوص ضارا بالصحة إلى حد كبير ومما لا شك فيه أنه يقصر عمر أولئك الذين يمارسونه بكثرة. ولكي يحتفظ الغواص بتنفسه فإنه يضع قطعة مطاطية فوق منخريه. ولا يدخل القارب في كل مرة يصعد فيها إلى سطح الماء ، إذ أن الحبال مشدودة إلى جنبيه فتساعده على التشبث بها ، حتى يحصل على النفس اللازم للقيام بمحاولة جديدة. وما أن يملأ الصيادون قاربهم ، يتجهون إلى إحدى الجزر التي يكثر وجودها قرب الضفاف ، فينصبون خيمهم مع المجاديف والصواري والأشرعة. ويقدرون سعر المحار غير المفتوح بدولارين لكل مائة محارة (٢).
______
(١) حدث هذا بحضور المقيم البريطاني العقيد (ستانوس) ، إذ ظل أحد الرجال من بين مائة من الحاضرين تحت الماء مدة دقيقة وخمسين ثانية لقاء جائزة مقدارها بضع دولارات. أما في (سيلان) فإن الفترة قلما تتجاوز خمسين ثانية.
(٢) تقوم البحرية الهندية بتنفيذ العديد من المهام الموكلة إليها ومنها التنقل على ضفاف اللؤلؤ وهو تنقل مزعج وغير مريح. ويعترف أصحاب الخبرة الجيدة بأن حرارة الجو في الخليج العربي خلال فترة الصيف لا تضاهيها حرارة أي منطقة من مناطق العالم.
ولما كان السكان المحليون يألفون الماء منذ شبابهم ، فقد باتوا خبراء في الغوص. أما المسافة التي في وسعهم قطعها سباحة والزمن الذي يستغرقونه في الغوص فيبدو أمرا لا يصدق وسط الأوروبيين. وثمة حالات مشهود لها عن أفراد قاموا بالسباحة مسافة سبعة أميال دون استراحة.
في سنة (١٨٢٧) كنا نتجول في سفينة تدعى (تيرنيت) قرب شواطئ اللؤلؤ. ولما كان البحر هادئا والسفينة تمخر عباب البحر باتجاه التيار ، كان عدد من الضباط والجنود يطلون من فوق جانبها وينظرون إلى رباننا العربي الذي كان يسلي نفسه بالغوص بحثا عن المحار. وبعد محاولات عدة ، أخفق في البحث ، وقال : «أما الآن ، وبعد أن أصبحت عاجزا عن جمع المحار ، فسوف أغوص لصيد السمك». وهنا سخر الجميع من الفكرة ، إلا أنه غاص ثانية ، ولدهشتنا جميعا وجدناه يخرج إلى سطح الماء بعد فترة وجيزة ممسكا بسمكة في كل يد. وفسّر لنا ذلك بقوله أنه بينما جلس في قاع البحر ، تقدمت منه سمكة وبدأت تقضم بشرته برفق. وانتهز أول فرصة مؤاتية وامسك بالضحية بأن دفع إبهامه وسبابته في خياشيمها المنتفخة.
الثلاثاء ، الثامن والعشرون من مارس / آذار : وصلت إليّ في هذا الصباح أخبار تقدم (سعد بن مطلق) إلى (بدية) ، تلك المنطقة التي أتيت على وصفها سابقا ، وبذلك قضت على كل الآمال في إمكانية وصولي إلى (الدرعية) بمساعدته. وفي نفس الوقت علمت بأن الإمام قد أرسل الرسل الذين اتجهوا إلى (عبري) لأنهم لم يجدوا لنا أثرا في (البريمي) كما كان متوقعا.
وبعد أن أصبح الآن ضروريا وجوب أن أتخلى عن كل مقاصدي في التقدم أكثر داخل البلاد ، فقد وطدت العزم على قضاء الأيام القليلة القادمة من هذا الموسم اللطيف على
______
ـ فالليالي قصيرة ، ولهذا لا تستطيع الأرض أو البحر تبريدها في وقت قصير. وحتى عند ما تكون الشمس في الأفق فإنها تبعث على الدفء الذي لا يطاق. ويذكر البحارة أن الشمس تشرق وتبدو قرصا أحمر شديد الحرارة وبعد مرور بضع دقائق ترفع شدة أشعتها المحرار عشر درجات فهر نهايت. ومنذ هذا الوقت وحتى الساعة الحادية عشرة قبيل منتصف الظهر ، عند هبوب نسيم البحر ، تكاد الحرارة لا تطاق. وتحت مظلات مزدوجة ، يضطجع البحارة معصوبي الرأس بقطع من قماش مبلل ، فوق ظهر السفن ، أو يستلقون فوق الحافة العليا من جنب المركب ، يتطلعون إلى أول النسمات القادمة ، ويلهثون من شدة الحر. وبلا أي جهد يبذلونه ، ترى العرق يتصبب من كل مسامة. أما الماء فإنه يزيد من الظمأ بدلا من أن يرويه ، أما الجلد فيصاب بحالة من التهيج لا ينفع فيه ارتداء أي ثياب ، وأي حركة يرافقها ألم عظيم لأنها تسبب تشقق الجلد.
146
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM