اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
ى المذبح؛ومن ثم فإن معنى الفعل يكون على الأرجح "ذبح، نحر ، ضحى".(33) هذا المعنى يرد في النقوش العربية الجنوبية القديمة لألفاظ أخرى، مثل اللفظ (ذ ب ح ) الذي يأتي في النقوش السبئية ، كفعل ماض مجرد بمعنى "ذبح ، قتل ، ضحى،" وكفعل مزيد بالهاء في أوله (هـ ذ ب ح)، ويعني "جعل (أحداً) يضحي." والاسم (ذ ب ح) وجمعه (أ ذ ب ح)، بمعنى "ذبيحة ، أضحية."(34) إضافة إلى ذلك، فإن الفعل (هـ ر ج) مشهود في النقوش العربية الجنوبية بمعنى "قتل ، ذبح."(35)
وقد كانت الذبائح الحيوانية من وسائل التقرب للآلهة . فالذبح أو نحر الحيوان يحدث في مناسبات خاصة ، كالاحتفال عند انتهاء بناء منشأة ما، أو تعبير عن الشكر والحمد للآلهة على تحقيقها لرغبات المتعبدين وأمنياتهم، كمنحهم أولادا ذكورا أصحاء أو غير ذلك ، أو في مناسبات عامة، كالاحتفالات الدينية أو الحج أو غيرها . ومن الحيوانات التي تذبح للتقرب إلى الآلهة تأتي الثيران في المرتبة الأولى، ثم البقر والغنم والماعز ، بالإضافة إلى حيوانات أخرى ، كما يتضح لنا في أحد النقوش الحضرمية(36) من منطقة العقلة ؛ حيث يسجل الملك الحضرمي يدع أل بيّن بن رب شمس رحلة صيد واحتفالاً ، تم خلاله ذبح مجموعة من الحيوانات هي خمس وثلاثون بقرة ، اثنان وثمانون حواراً (جملاً صغيراً) ، خمس وعشرون ظبياً ، وثمانية فهود .
ب س ب ع م / ذ أ ب هـ ي : أي "في سبع (من شهر) ذي أبهي." فالباء في لفظه بسبعم حرف جر ، ، وسبعم : اسم عدد مفرد ، الميم فيه علامة التمييم . والمقصود اليوم السابع من (شهر) ذي أبهي .
ذو أبهي اسم لشهر ، أي ذو البهاء . والبهاء : المنظر الحسن الرائع . والبهي: الشيء ذو البهاء مما يملأ العين حسنة وجمالة.(37) فهو الشهر الذي يملأ العين حسناً وجمالا، لما فيه من أيام دينية تعد أعياداً يجتمع الناس فيها لأداء الشعائر الدينية المفروضة عليهم، ثم الاحتفال معاً بما يدخل على أنفسهم الفرح والسرور .
وقد أرخ به السبئيون نقوشهم، وخاصة في المراحل الأولى من تاريخ دولتهم . فمن دراسة النقوش،أمكن التعرف على اسم هذا الشهر، وأسماء شهور أخرى مبكرة، ترتبط غالباً بالأمور الدينية ؛ وبعضها له دلالات مرتبطة بالزراعة ، مثل الشهور د ث أ ، ذ أ ب هـ ي ، ذ أ ل أ ل ت ، ذ س ح ر ، ذ ع ث ت ر ، ذ ص ر ر.(38) . حيث ورد الشهر ذ أ ب هـ ي ، في نقوش سبئية مؤرخة وفق نظام عهود الأشخاص Eponymat.(39) وثمة أمثلة جمة تشير إلى ذلك، نذكر منها :
و ك و ن / ذ ن / و ت ف ن / ب و ر خ / ذ أ ب هـ ي / ذ خ ر ف / و د د ا ل / ب ن / أ ب ك ر ب / ب ن / ح ذ م ت.(40)
وكان هذا العقد / الوثيقة (الوتف) في شهر ذي أبهي من سنة (كهانة) و د د ال بن أب كرب بن حذمة .
ب و ر خ / ذ أ ب هـ ي / ذ خ ر ف / ت ب ع ك ر ب / ب ن / و د د أل / ب ن / ك ب ر / خ ل ل.(41)
في شهر ذي أبهي من سنة (كهانة) تبع كرب بن ودد إل من أسرة بني كبير خليل .
ب و ر خ / ذ أ ب هـ ي / ذ خ ر ف / ن ش أ ك ر ب / ب ن / م ع د ك ر ب / ب ن / ح ذ م ت / ث ل ث ن.(42)
وذلك في شهر ذي أبهي من سنة (كهانة) نشأ كرب بن معد كرب من بني حذمة (الثالثة) .
غير أنه من الملاحظ أن اسم هذا الشهر (ذ أ ب هـ ي) قد تلاشى استخدامه في نقوش المرحلة الحميرية؛ وذلك بسبب ظهور أسماء شهور أخرى، ذات علاقة بالتقويم الحميري.(43) .وكان للسبئيين، في شهر ذي أبهي، مناسبة دينية عامة، ذات طابع سياسي، تسمى في النقوش العربية الجنوبية القديمة (ح ض ر ) ، والجمع منها (أ ح ض ر) ، وهي في الواقع حج أو عيد أو زيارة،(44) تقوم به سبأ والقبائل الخاضعة لها؛ حيث يأتي الناس، في كل عام، من شتى أنحاء الدولة السبئية ، ويجتمعون بمعبد الإله المقه أوام في مأرب ، في وقت محدد من شهر ذي أبهي لأداء مناسك الحج، ولتجديد الولاء للاتحاد السبئي وللمعبود الرئيس المقه .
والحج في جميع الأديان يقصد به الذهاب إلى الأماكن المقدسة ، أو بيوت الآلهة، في أزمنة معلومة من العام، لتأدية الطقوس والشعائر التعبدية ، وتقديم القرابين والنذور للآلهة . وهو في اليمن القديم بالمعنى نفسه أي زيارة معبود معين في مكان معين وفي زمان محدد من العام . ولذلك أصبحت بعض معابد الآلهة بمثابة المزار أو المكان المقدس الذي يحج إليه الناس، في فترات محددة من العام . وقد أشارت كتب المؤرخين المسلمين إلى الحج في اليمن القديم ؛ فيذكر الهمداني، في كتاب الإكليل ، "أن ريام بيت كان منسكاً ينسك عنده ويحج إليه ، وهو في رأس جبل أتوه من بلد همدان."(45) والمقصود أن ريام معبد قديم من بلد همدان، كان الناس قديماً يفدون إليه للحج، وآداء مناسك دينية، ذات علاقة بمعتقداتها . كما يروي ابن الكلبي، في كتاب الأصنام "أنه كان لحمير بيت يقال له ريام ، يعظمونه ويتقربون عنده بالذبائح ، وكانوا – فيما يذكرون – يكلمون منه … ."(46)
وكان في اليمن عدد من المدن القديمة التي طفق الناس يزورونها، ويحجون إليها، مثل مدينة يثل (براقش) في الجوف ، ومدينة شبوة، في حضرموت ، ومدينة مأرب، في سبأ .
وفي النقوش السبئية
ي أيضا كفعل مزيد بحرف التاء (ر ت ث د)، بمعنى "جعل في حمايته ، وضع في حمايته"(57) . وجدير بالذكر أن مذابح الأضاحي كانت، في الغالب، تقدم كقربان للمعبود المقه،كما في النص السبئي المذكور أعلاه : "…/ ش م / م ذ ب ح ت ن / ل أ ل م ق هـ / ل ذ ب ح هـ م و،"(58) أو توضع في حمايته وحفظه كما في النص السبئي(59) الذي فحواه :
م ذ ب ح ت / أل أو س / ب ن / ص ب ح هـ م و / ج ذ و ي ن /
و ر ث د هـ / أل م ق هـ .
مذبح (أضحية أو أضاحي) إل أوس بن صبحهم الجذوي . وقد وضعه (أي المذبح) في حماية وحفظ المعبود المقه(60). والمقه الذي وضع هذا المذبح في حمايته وحفظه يمثل المعبود القمر، كما يستدل من الرموز الحيوانية التي كانت تُذكر ، أو تُصّور مرتبطةً به .
يرد اسم (ا ل م ق هـ)، في معظم النقوش اليمنية القديمة، حتى القرن الأول الميلادي ؛ في حين جاء بصيغة ( ا ل م ق هـ و)، أي بزيادة حرف الواو في آخره ، في النقوش التي ترجع إلى القرن الثاني الميلادي وما بعده . وقد اختلف العلماء كثيراً حول اشتقاق اسم المقه ، ولم يستقروا إلى الآن على تفسير له . وجاء اختلافهم في التفسير نتيجة تباين قراءاتهم لهذا الاسم . فمنهم من رأى أن الاسم يتألف من جزئين هما اسم الإله السامي القديم إل واسم الفاعل م ق هـ من الجذر و ق هـ ،بمعنى أمر أي "الإله الآمر" أو "الإله الأمّار." ومنهم من رأى أن اللفظ م ق هـ يعني خِصْب، فيصبح اسم الإله بمعنى "إله الخصب." وأحدث الآراء ، في هذا الشأن ، ما ذكره إبراهيم الصلوي من أن اسم الإله ا ل م ق هـ (و) يتألف من ثلاثة أجزاء هي (إل) اسم الإله السامي القديم، و (م ق) ويقرأ ماقي كاسم فاعل بمعنى "صائن ، حافظ ، حام" من الجذر مقا ، ثم (هـ و) ضمير المفرد الغائب للمذكر . وعليه تصبح قراءة الاسم (إل ما قي هو) بمعنى "الإله الصائن ، الحافظ ، الحامي."(61)
ونستدل من النقوش السبئية المبكرة مثل نقش صرواح الكبير، أو نقش النصر(62) أن المقه كان في أول الأمر، معبودا لقبيلة سبأ ؛ وعندما أصبحت هذه القبيلة هي الحاكمة، ارتفعت مكانته وأصبح معبود دولة سبأ الرسمي. ثم انتشرت عبادته في كثير من مناطق اليمن القديم، إلى جانب الآلهة المحلية هناك . وقد احتل المقه المرتبة الثانية ، بعد المعبود عثتر، في صيغ الدعاء ، التي عادةً ما تختتم بها النقوش.(63)
أُوقف لهذا المعبود كثير من الأملاك والأراضي الزراعية ، كما أقيم له معابد عدة، منها معبد أوام (محرم بلقيس) ، وهو المعبد الرئيس لمملكة سبأ ، ومعبد برأن (عرش بلقيس أو العمائد)، وكلاهما خارج مدينة مأرب ، ومعبد أو عال صراوح، ويقع في مدينة صرواح ، العاصمة السبئية الأولى ، إضافة إلى معابد أخرى له ، في المناطق المعينية والقتبانية . ولذلك فقد عُرف المعبود المقه بصفات وألقاب عديدة ، تدل على انتشار معابده ، في المناطق التي عثر فيها على النقوش التي ذكرت اسمه مع تلك الألقاب(64) مثل (ا ل م ق هـ/ ب ع ل / أ و م)(65) أي "المقه رب معبد أوام" ، أو (ال م ق هـ / ث هـ و ن / ب ع ل / أ و م)(66) ، و (ا ل م ق هـ / ب ع ل / أو ع ل / ص ر و ح)(67) أي "المقه رب معبد أو عال صرواح" ، و ( / ب ع ل / ح ر و ن م)(68) أي"المقه رب معبد حرونم." وبما أن عبادة المقه أصبحت رمزا للولاء والطاعة للحكم المركزي في سبأ ، فقد كان الناس يتوجهون، في أيام معلومة من السنة، من مختلف المناطق، إلى معبد أوام، إما للحج وإقامة الشعائر الدينية، أو لتقديم القرابين والنذور، طلبا للنجاة أو الحماية من المصائب والكوارث.(69)
إشارات واضحة إلى وجود حج، أو حجة للمعبود المقه، في معبده أوام، بمأرب ، وذلك في شهر ذي أبهي . وسوف نعرض هنا لثلاثة نصوص سبئية من فترات زمنية مختلفة ، وتشير هذه النصوص إلى الحج ،أو الزيارة السنوية إلى المعبود المقه، في معبده أوام، بمأرب في شهر ذي أبهي . أولها نص سبئي مبكر،(47) يرجح أن يكون من مأرب ،وربما يعود إلى حوالي القرن السابع ق . م . يذكر أن يسق إل بن بريرم البرمي أهدى للمعبود نِسْوَر (شخصاً يدعى) عم شفق . وقد حدث ذلك :
4- (ي) و م / ر ش و / و ي و م / هـ
5- و ف ر / م و ف ر ت / أ ل
6- م ق هـ / ب أ ب هـ ي .
عندما كان (يسق إل) كاهناً ، وحينما حج حجة المعبود المقه في شهر أبهى .
وثانيها نص سبئي يعود إلى القرن الثاني الميلادي،(48) كُتبَ على صخرة تعرف باسم حجر زهرة، جنوب غرب ريام، في أرحب، بالمرتفعات اليمنية الشمالية . يتألف هذا النص من خمسة عشر سطرا ، ويتضمن قانونا أصدره معبود ريام تألب إلى قبيلته سمعي، ويختص بالأحكام والحج والولائم الدينية وغير ذلك . وقد تلقى أفراد اتحاد سمعي ، في هذا النص، أمراً صادراً من الإله تألب ريام لزيارة معبد المقه (أوام) في مأرب، وذلك في شهر ذي أبهي : "ال / ي ع ط ن ن / س م ع / ب ذ أ ب هـ ي / هـ ح ض ر ن / ال م ق هـ / ع د ي / م ر ب ."
أما الشاهد الثالث على الحج أو الزيارة السنوية إلى معبد المقه أوام في مأرب،فهو نص سبئي(49) من نصوص معبد أوام ، والمعروف حالياً بمحرم بلقيس ، يتألف من ستة وخمسين سطراً ، ويعود إلى فترة أوائل القرن الرابع الميلادي . صاحب النص عبد عم ذو مذرحم مقتوي(50) شمر يهرعش، ملك سبأ وذي ريدان ابن ياسر يهنعم ملك سبأ وذي ريدان ، يذكر أن سيده الملك أرسله على رأس مجموعة من الرجال إلى مدينة مأرب، لمراقبة المدينة وحفظ النظام فيها، والقيام بخدمة الحجاج (أو الزوار) في شهر أبهي (ل ن ظ ر / و ت ن ص ف ن / ب هـ ج ر ن / م ر ب / ل ح ض ر / أ ب هـ ي) . وقد نجَى عَبْد عم ومن معه، أثناء وجوده في مأرب، من الانهيار والتهدم الذي حصل للبيتين همدان و بتع اللذين أقاموا فيهما . وكان سقوط البيتين وتهدمهما نتيجة هطول المطر بغزارة (ب ن / و د ق ت/ و م ح ق ر/ ب ي ت ن هـ ن / ب ي ت / هـ م د ن / و ب ت ع / ب ك ن / خ ت ن و / ب هـ م ي / ب ي ت ن هـ ن) .
كان يتخلل الحج، في هذا الشهر، تقديم النذور المختلفة، كالنصب والنقوش والتماثيل ، وكذلك ذبح الأضاحي للمعبود المقه على المذابح المخصصة لذلك . وقد عثر في مأرب على عدد من المذابح التي تنحر عليها القرابين الحيوانية ، وعليها نقوش التضحية التي تبدأ معظمها بعبارة "م ذ ب ح ت / م ذ ب ح فلان أو بني فلان …" مع ذكر الشهر الذي تم فيه تقديم الأضحية ، وغالباً ما يكون شهر ذي أبهي ، كما يشير إلى ذلك أحد النصوص السبئية الذي مؤداه(51) :
م ذ ب ح ت / ب ن / هـ و ش ح (نتؤ صخري) و ب ن / غ ز ي ل م / و ب ن / هـ ]و[ ف ع م / ب ذ أ ب هـ ي .
مذبح (أضحية / أضاحي) بن هَوْشح وبن غزيلم وبن هوف عم (الذي يذبحون عليه أضحياتهم) في شهر ذي أبهي .
وكذلك نص سبئي آخر(52) فحواه :
م ذ ب ح ت / ب ن / و ع ص م / و ب ن ي / ح ي و م / ب ذ / أ ب هـ ي . مذبح (أضحية / أضاحي) بن وعصم وبني حيّوم (الذي يذبحون عليه أضحياتهم) في شهر ذي أبهي .
من خلال الأدلة النقشية السالف ذكرها، يتضح لنا أن الحج السنوي إلى معبد المقه أوام في مأرب، في شهر ذي أبهي، كان مقروناً بتقديم القرابين، أو الأضاحي الحيوانية التي يتم ذبحها على المذابح المخصصة لها.(53) وبالاستناد إلى ما جاء في نصوص التضحية على المذابح، يمكن أن نخلص إلى أن نحر الأضحية أو ذبحها يتم عادة في اليوم السابع من شهر (الحج) ذي أبهي ، كما يتضح من نصنا هذا ، موضوع الدراسة ، ونصوص سبئية أخرى .
ففي أحد النصوص السبئية يرد(54) :
م ذ ب ح ت / ش هـ
و / ب س ب ع م / ذ أ ب هـ ي
أي مذبح (أضحية / أضاحي) ش هـ و (الذي يذبح عليه) في اليوم السابع من (شهر) ذي أبهي .
كما يرد في نص سبئي آخر(55) ما يلي :
م ذ ب ح ت / أ ل ي / خ
م م / ب ي و م / س ب ع م / ذ ] أ ب هـ ي [ .
أي مذبح (أضحية / أضاحي) أ ل ي ( من قبيلة) خ م م (الذي يذبح عليه) في اليوم السابع من (شهر) ذي ] أبهي [ .
وثمة نص سبئي آخر(56) مؤاده :
ي ح م أ ل / ب ن / ي ح م أ ل / ش م / م ذ ب ح ت ن /
ل أ ل م ق هـ / ل ذ ب ح هـ م و / ب ي م / س ب ع م /
يذكر هذا النص أن شخصاً يدعى يحمي إل بن يحمي إل ، أقام أو نصب مذبحا للمعبود المقه (لينحرون عليه) أضحياتهم ، في اليوم السابع (من الشهر) . ولا شك أن كاتب النص يقصد باليوم السابع هنا ، اليوم السابع من شهر (الحج) ذي أبهي ، الذي يتم فيه عادةً نحر الأضاحي، وتقديم القرابين للمعبود المقه في معبده أوام بمأرب .
ورث د هـ أل م ق هـ : "وجعله (أي المذبح) في حماية المعبود المقه وحفظه." فاللفظ رث د يأتي في النصوص السبئية كفعل ماض مجرد ، وكفعل مزيد بالهاء في أوله (هـ ر ث د) بمعنى "جعل أحدا أو شيئا في حماية إله ، وضع في حماية الإله،" ويأت
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جوزيف هاليفي مستشرق

مستشرق فرنسي اهتم بنقوش اليمن
ولد في أدرنه (تركيا) سنة 1827، وأتقن اللغة العبرية. وبدأ حياته مدرساً للعبرية في أدرنه، ثم في بوخارست (رومانيا ) .
وفي سنة 1868 سافر إلى الحبشة برعاية الأليانس الإسرائيلية العالمية من أجل دراسة جماعة الفلاشا، وهم جماعة من اليهود يرجعون – فيما يزعمون – بأصولهم إلى أيام الملك سليمان بن داوود. وعاد من الرحلة بتقرير يؤكد أن هذه الجماعة يهودية الديانة، مما أدى إلى جمع تبرعات لهم من جانب الجاليات اليهودية في العالم.
وكلفته سنة 1869 أكاديمية النقوش والآداب، إحدى أكاديميات معهد فرنسا I'Institut de France بالقيام برحلة أثرية لاستكشاف جنوب الجزيرة العربية بحثاً عن النقوش السبئية. وهناك تنقل مستخفياً في زي رباني من القدس يجمع الصدقات لفقراء اليهود. وأخذ دليلاً له يهودياً يمنيّاً يدعى حاييم حبشوش أو هو حاييم بن يحيى بن سالم الفيحي المتوفى سنة 1899م، الذي استطاع أن يأخذ هاليفي إلى مناطق في اليمن لم يعرفها المستشرقون السابقون. وقد كتب حبشوش وصفاً لأسفاره مع هاليڤي في كتاب بعنوان: «ماسوت حبشوش» = (رحلات حبشوش) بلغة هي مزيج من اللهجة العامية العربية في صنعاء واللغة العبرية اليمنية، وقد كتب هذا الكتاب بناء على طلب من جلازر Glaser بعد سفرته مع هاليڤي بعشرين عاماً. وقد نشر النص العربي ولخصه بالإنجليزية س. د. جويتين Goitein (سنة 1941)
وأثناء هذه التجولات في اليمن استطاع هاليڤي جمع 686 نقشاً بلغة سبأ وبلغة معين وهما لغتان شقيقتان. ونشر هاليفي هذه النقوش تحت عنوان Etudes Sabeennes ) سنة 1875) وقد سبق له أن نشرها في المجلة الآسيوية JA (سنة 1873 ص 305 – 365، سنة 1874 ص497 – 585
وكتب عن رحلته في اليمن كتابين :
1 : تقرير عن بعثة أثرية في اليمن» (سنة 1872( .
2 : رحلة في نجران» (سنة 1873) .
وفي سنة 1879 قام بتدريس اللغة الحبشية في «المدرسة العملية للدراسات العليا» الملحقة بمبنى السوربون في باريس. وعيّن أميناً لمكتبة «الجمعية الآسيوية".
وفي سنة 1893 أسس «المجلة الساميّة للنقوش وللتاريخ القديم» Revue semitique d'Epigraphique et d'histoire ancienne، وفيها كتب العديد من المقالات في النقوش السامية والدراسات المتعلقة بالكتاب المقدس. وهذه الأخيرة جمعها وطبعها في كتاب مستقل بعنوان: «أبحاث توراتية Recherches bibliques (خمسة مجلدات، سنة 1895 – سنة 1914)، وفيها فسّر الخمسة وعشرين أصحاحاً الأولى من سفر «التكوين» على أساس الاكتشافات البابلية الآشورية.
واكتشفت قطع جديدة من سفر «الجامعة» المنسوب إلى بن شيراخ، فقام هاليفي بدراستها (سنة 1902) .
أما دراساته عن الفلاشا فعديدة منها: «سدر تفلّوت ها – فلاشيم» (سنة 1876)، «تعزازة سنبت (= «قوانين السبت» سنة 1902)، «حرب سرسا – دنجل ضد الفلاشا» (سنة 1907) .
وكان هاليڤي صهيونياً شديد التعصب للقومية الإسرائيلية، وفي هذا المجال أسهم بالعديد من المقالات الصهيونية مثل «ها – تجيد)، و «هاليفانون"، وقد جمعت هذه المقالات – وهي بالنثر حيناً، وبالنظر حيناً آخر – في كتاب بعنوان: «مَحْبرت مليظه وشير» (سنة 1894). وتدل عنوانات قصائده على تعصبه الشديد للصهيونية، مثل: «أدمت أفوتا"، ("أرض أجدادي") «عل ها يردن» ("على الأردن)، و «تكڤتى» ("آمال").
وفي سبيل تجديد العبرية ترجم إلى العبرية قصائد لشلر، وبايرن، وفكتور هوجو وغيرهم. وفي مقال نشر في مجلة «ها – مجتد» سنة 1861 اقترح إنشاء جمعية باسم «مرپاي لاشون» لرفع شأن اللغة العبرية وتحديثها، وهو ما حققته إسرائيل فيما بعد باسم «أكاديمية اللغة العبرية .

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

------------------------------------------

(( مصدر ثاني ))

جوزيف هاليفي

 (1837ـ 1917)

 Halevy, J.

من أساتذة مدرسة الدراسات العليا بالسوربون، طاف بجنوب بلاد العرب وبلاد اليمن في أسمال متسول يهودي فبلغ نجران وحدود مأرب، وجمع في رحلته هذه 686 نقشاً من كتابات قديمة نشر ترجمتها في المجلة الآسيوية وعلق عليها بشروح وافية (1872 ـ 77) كما جلب معه عدداً وفيراً من صور وكتابات سبئية وحميرية منقوشة بالخط المسند ففك رموزها وعلق عليها، فكان أول من فسر كتابات صنعاء وشرح الرسوم الرمزية للخط المسماري في معجم علمي خاص (باريس 1885) ومن مباحثه في المجلة الآسيوية :

 الخورنق وسنمار (1907)

 والسامريون في القرآن (1908)

 ومفردات سامية مجهولة (1910)

 واسم النحل والعسل في اللغات السامية (1910)

 والاسم السامي للفرس (1913)

 وشكوكي في إدخال برزويه على كتاب كليلة ودمنة (1913)

 والحروف الساكنة في اللغات السامية (1914)

المصدر : كتاب ( المستشرقون )  لنجيب العقيقي - دار المعارف ط3 ج 1 ص 219
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#حبشوس الحاله اليهودي اليمني

مستشرق فرنسي اهتم بنقوش اليمن
ولد في أدرنه (تركيا) سنة 1827، وأتقن اللغة العبرية. وبدأ حياته مدرساً للعبرية في أدرنه، ثم في بوخارست (رومانيا ) .
وفي سنة 1868 سافر إلى الحبشة برعاية الأليانس الإسرائيلية العالمية من أجل دراسة جماعة الفلاشا، وهم جماعة من اليهود يرجعون – فيما يزعمون – بأصولهم إلى أيام الملك سليمان بن داوود. وعاد من الرحلة بتقرير يؤكد أن هذه الجماعة يهودية الديانة، مما أدى إلى جمع تبرعات لهم من جانب الجاليات اليهودية في العالم.
وكلفته سنة 1869 أكاديمية النقوش والآداب، إحدى أكاديميات معهد فرنسا I'Institut de France بالقيام برحلة أثرية لاستكشاف جنوب الجزيرة العربية بحثاً عن النقوش السبئية. وهناك تنقل مستخفياً في زي رباني من القدس يجمع الصدقات لفقراء اليهود. وأخذ دليلاً له يهودياً يمنيّاً يدعى حاييم حبشوش أو هو حاييم بن يحيى بن سالم الفيحي المتوفى سنة 1899م، الذي استطاع أن يأخذ هاليفي إلى مناطق في اليمن لم يعرفها المستشرقون السابقون. وقد كتب حبشوش وصفاً لأسفاره مع هاليڤي في كتاب بعنوان: «ماسوت حبشوش» = (رحلات حبشوش) بلغة هي مزيج من اللهجة العامية العربية في صنعاء واللغة العبرية اليمنية، وقد كتب هذا الكتاب بناء على طلب من جلازر Glaser بعد سفرته مع هاليڤي بعشرين عاماً. وقد نشر النص العربي ولخصه بالإنجليزية س. د. جويتين Goitein (سنة 1941)
وأثناء هذه التجولات في اليمن استطاع هاليڤي جمع 686 نقشاً بلغة سبأ وبلغة معين وهما لغتان شقيقتان. ونشر هاليفي هذه النقوش تحت عنوان Etudes Sabeennes ) سنة 1875) وقد سبق له أن نشرها في المجلة الآسيوية JA (سنة 1873 ص 305 – 365، سنة 1874 ص497 – 585
وكتب عن رحلته في اليمن كتابين :
1 : تقرير عن بعثة أثرية في اليمن» (سنة 1872( .
2 : رحلة في نجران» (سنة 1873) .
وفي سنة 1879 قام بتدريس اللغة الحبشية في «المدرسة العملية للدراسات العليا» الملحقة بمبنى السوربون في باريس. وعيّن أميناً لمكتبة «الجمعية الآسيوية".
وفي سنة 1893 أسس «المجلة الساميّة للنقوش وللتاريخ القديم» Revue semitique d'Epigraphique et d'histoire ancienne، وفيها كتب العديد من المقالات في النقوش السامية والدراسات المتعلقة بالكتاب المقدس. وهذه الأخيرة جمعها وطبعها في كتاب مستقل بعنوان: «أبحاث توراتية Recherches bibliques (خمسة مجلدات، سنة 1895 – سنة 1914)، وفيها فسّر الخمسة وعشرين أصحاحاً الأولى من سفر «التكوين» على أساس الاكتشافات البابلية الآشورية.
واكتشفت قطع جديدة من سفر «الجامعة» المنسوب إلى بن شيراخ، فقام هاليفي بدراستها (سنة 1902) .
أما دراساته عن الفلاشا فعديدة منها: «سدر تفلّوت ها – فلاشيم» (سنة 1876)، «تعزازة سنبت (= «قوانين السبت» سنة 1902)، «حرب سرسا – دنجل ضد الفلاشا» (سنة 1907) .
وكان هاليڤي صهيونياً شديد التعصب للقومية الإسرائيلية، وفي هذا المجال أسهم بالعديد من المقالات الصهيونية مثل «ها – تجيد)، و «هاليفانون"، وقد جمعت هذه المقالات – وهي بالنثر حيناً، وبالنظر حيناً آخر – في كتاب بعنوان: «مَحْبرت مليظه وشير» (سنة 1894). وتدل عنوانات قصائده على تعصبه الشديد للصهيونية، مثل: «أدمت أفوتا"، ("أرض أجدادي") «عل ها يردن» ("على الأردن)، و «تكڤتى» ("آمال").
وفي سبيل تجديد العبرية ترجم إلى العبرية قصائد لشلر، وبايرن، وفكتور هوجو وغيرهم. وفي مقال نشر في مجلة «ها – مجتد» سنة 1861 اقترح إنشاء جمعية باسم «مرپاي لاشون» لرفع شأن اللغة العبرية وتحديثها، وهو ما حققته إسرائيل فيما بعد باسم «أكاديمية اللغة العبرية .

المصدر: موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بديوي، 1992

------------------------------------------

(( مصدر ثاني ))

جوزيف هاليفي

 (1837ـ 1917)

 Halevy, J.

من أساتذة مدرسة الدراسات العليا بالسوربون، طاف بجنوب بلاد العرب وبلاد اليمن في أسمال متسول يهودي فبلغ نجران وحدود مأرب، وجمع في رحلته هذه 686 نقشاً من كتابات قديمة نشر ترجمتها في المجلة الآسيوية وعلق عليها بشروح وافية (1872 ـ 77) كما جلب معه عدداً وفيراً من صور وكتابات سبئية وحميرية منقوشة بالخط المسند ففك رموزها وعلق عليها، فكان أول من فسر كتابات صنعاء وشرح الرسوم الرمزية للخط المسماري في معجم علمي خاص (باريس 1885) ومن مباحثه في المجلة الآسيوية :

 الخورنق وسنمار (1907)

 والسامريون في القرآن (1908)

 ومفردات سامية مجهولة (1910)

 واسم النحل والعسل في اللغات السامية (1910)

 والاسم السامي للفرس (1913)

 وشكوكي في إدخال برزويه على كتاب كليلة ودمنة (1913)

 والحروف الساكنة في اللغات السامية (1914)

المصدر : كتاب ( المستشرقون )  لنجيب العقيقي - دار المعارف ط3 ج 1 ص 219
الرحاله اليهودي اليمني
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#يهود اليمن تاريخ وجودهم وحياتهم فيها


اما عن المهد الأصلي للساميين فقد ذهب المؤرخون في ذلك مذاهب مختلفة ، أقل ما نقول عن معظمها بأنها ناجمة إما عن اضطراب في المصادر التاريخية الحقيقية ،أو لمجرد الرغبة في حرف الحقائق خدمة لأهداف محددة ،ولا نبتعد عن هذه القناعة وهي تشمل المصادر التاريخية الرائجة في بلاد مابين النهرين والذي وقع بعض المؤرخين العرب في أحابيلها دون وعي كبير .
لقد رأى نفر من المؤرخين أن المهد الأصلي ، إنما هو أرض بابل في شمال العراق ورأى آخرون ان شرق أفريقيا وبالأخص " الحبشة " وطن الساميين وذهب آخرون إلى حقيقة ان الجزيرة العربية هي المهد الأول للسامية وآخرون إلى غير ذلك .
فكيف نوفق بين هذه الادعاءات وبين تطور حياة اليهود في اليمن وبقية مناطق الجزيرة العربية ، وبين أصالة وقدم أرض بابل ؟
لهذا ينبغي الانتباه إلى الخطأ القائل بأن يهود اليمن قدموا من خارج بابل، لعوامل كان مجملها هجمات الرومان على بلاد الكنعانيين عام ( 70م ).

وجود اليهود في اليمن شمالها وجنوبها وفي يثرب أو ما يعرف اليوم بالمدينة المنورة وهي اكثر منطقة تجمع فيها اليهود آنذاك وفي مكة ،كما كانت مناطق ازدهارهم تنحصر في شمال صنعاء وبالذات في " حاشد " وذلك قبل الإسلام وحروبه المعروفة مع الأوس والخزرج .

بالرغم من العلاقة بين يهود اليمن ويهود بابل في هذه الفترة التي كانت قوية جداً بقيت لهجتهم البابلية باللغة العبرية والآرامية خاصة بهم. واستخدموا تنقيطاً خاصاً بهم يخالف التنقيط العبري وهو بابلي الأصل. كما نجد في مخطوطات التلمود البابلي في اليمن نسخة خاصة جداً بهم. وهي أحياناً أوضح من نسخة التلمود المطبوعة في أوروبا، لأن الكتّاب اليمنيين حرصوا عند نسخ كتبهم أن تكون دقيقة جداً كما أمليت عليهم تماماً.

ويظهر فحص الحمض النووي DNA ، بين اليهود اليمنيين وأفراد من جاليات يهودية مختلفة أخرى في العالم روابط وراثية جينية مع معظم تلك المجتمعات وتتشارك في الصفات الوراثية للكروموسوم الذكري X
والكروموسوم الانثوي Y من اليهود اليمنيين ، هي أيضا مشابهة لتلك الموجودة لدى شعوب شرق أوسطية اخرى ، وبالاخص يهود جنوب بلاد الرافدين ،على الرغم من الإقامة الطويلة للأجل في بقاع مختلفة وعزلتهم عن بعضهم البعض.
النتائج تدعم الفرضية التي تقول بأن اليهود من اصل واحد ،حيث ثبت الفحص الجيني للمجتمعات اليهودية من أوروبا ، وشمال أفريقيا ، والشرق الأوسط مع جينات الأسلاف في مناطق تواجد اليهود في عهود سابقة ، والتي تشير إلى أن معظم هذه المجتمعات اليهودية المعزولة نسبيا عن المجتمعات غير اليهودية المتجاورة خلال وبعد الشتات محافظة على هويتها الوراثية ..
ووفقا لعدة دراسات جينية، ومنها تبين لليهود اليمنيين بعض الروابط الوراثية في منطقة الجزيرة العربية الجنوبية لنجد والحجاز من البدو وكذلك لبدو فلسطين، هذا قد يكون عن طريق أصل التنقلات والنزوح لكلا جنوب وغرب المملكة العربية السعودية من خلال الحروب أو الرحلات التجارية من بدو وعرب جنوب غرب البلاد في مرحلة ما قبل ظهور الاسلام.

ذكرت المصادر التاريخية بأنه اكتشفت في مدينة "بيت شعاريم" في الجليل القريبة من حيفا في إسرائيل مقبرة يهودية تعود إلى القرن الثالث الميلادي كما ذكر بعض الباحثين، وتشير الكتابة المحفورة على حائط القبور باللغة اليونانية بأن الراقدين هنا هم "من أهل حِمْيَر". وذلك يدلنا بأن رفات بعض المتوفين اليهود في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية في فترة (مملكة حِمْيَر) كانت تنقل إلى أرض إسرائيل لدفنها هناك. وربما فعلوا ذلك كما ذكرت التوراة بأن يعقوب وابنه يوسف اللذين توفيا في بلاد مصر طلبا دفنهما في أرض إسرائيل. كما أيضاً ذكر التلمود بأن قبل وفاته في آسيا (ربما تركيا الآن) طلب الحاخام مئير بأن ينقلوا رفاته إلى أرض إسرائيل لدفنه فيها (التلمود الأورشليمي كلأييم).

بدأت الأئمة الزيدية في اليمن عندما جاء يحيى بن الحسين من المدينة المنورة عام 839م إلى اليمن وبقيت هذه الإمامة حتى ثورة الجمهوريين عام 1962 في اليمن.

من خلال المعلومات الشحيحة لدينا ومن الواضح أن يهود اليمن حافظوا على علاقات وثيقة مع الحاخامات في المركز اليهودي العراقي الذين أطلق عليهم الاسم "جاؤون". ترجم الحاخام سعيد الفيومي (882– 942م) الكتاب المقدس العبري إلى اللغة العربية المسمى «كتاب التاج» في بداية القرن العاشر الميلادي في بغداد. واستخدمه يهود اليمن مع تفسيره الطويل كما درسوا جميع كتبه في تقليدهم ودروسهم الدينية .

لم تكن علاقة اليهود في اليمن بالثقافة العربية علاقة شكلية بل علاقة عميقة، فقد اتخذ اليهود الثقافة العربية واللغة العربية أداة للتفكير والكتابة، شأنهم بذلك شأن غالبية التجمعات اليهودية في المناطق العربية ، وكان أهم موضوع يشغل اليهود هو علاقة الدين بالفلسفة.
ألف الحاخام نثانئل بن فيومي اليمني (1147م) كتابه الفلسفي «بستان العقول» بالعربية وبالحروف العبرية. وكان هدفه أن يكون
تعايش بين الناس بشكل العام وخاصة في اليمن بين الإسلام واليهودية.


ازدهرت التجارة الدولية بين يهود اليمن وأبحروا من ميناء عدن في الجنوب إلى البحر الأبيض المتوسط وإلى الهند، وازداد ثراء الجالية اليهودية في اليمن وبرز منهم تجار كبار.
ذُكر في الوثائق الموجودة في مكتبة "الجيزة" القاهرة. تعايش التجار اليمنيون اليهود خلال القرن الحادي عشر وحتى القرن الثالث عشر مع يهود الهند ومصر وشمال أفريقية وتبادلوا التجارة بينهم من استيراد وتصدير وعظُمت التجارة بينهم وكان يهود اليمن جزءا لا يتجزأ من العالم اليهودي في هذه المنطقة المسلمة الواسعة الانتشار حتى شواطئ المحيط الأطلسي وإلى الهند.

في هذه الفترة كانت اليمن تحت حكم الأيوبيين الذين حكموا مصر، وكانت العلاقات الطائفية والدينية مع الحاخام موسى بن ميمون وابنه الحاخام إبراهيم كانت علاقة وثيقة ، وكلاهما من رؤساء الجالية اليهودية في مصر والقريبة من الحكومة.

كانت الفترة الأيوبية (1172 – 1254م) جيدة بالنسبة لليهود اليمنيين، إلا لفترة قصيرة عندما أجبرهم المعز الدين إسماعيل (1196 – 1201م) على اعتناق الإسلام، إلا أن ذلك لم يتم بسبب وفاته المفاجئة.

إن انتقال الحكم في اليمن من الأيوبيين إلى أسرة رسولي (1254م – 1454م) لم يأت بأي تغيير جذري في الأوضاع السياسية والاقتصادية لليهود. على الرغم من وجود تفاصيل متفرقة في المصادر الإسلامية حول بعض اليهود الذين اعتنقوا الإسلام، وهناك احتمال كبير وبشكل عام أن اليهود كانوا يعيشون في هدوء وبشكل آمن. وبقيت علاقتهم التجارية والأدبية مع يهود مصر تحت حكم المماليك علاقة وثيقة. وتعتبر هذه الفترة لليمنيين الفترة الذهبية في التجارة والثراء وربما في كل المجالات.

تغيرت الأمور مع تولي بني ظاهر الحكم في 1454م ، على ان احد اليهود قد زعم بانه هو المسيح ، واستقطب العديد من اليهود والمسلمين.
وبعد أن قُتل هذا المسيح الكاذب على يد الحكومة ، حرمت الحكومة على اليهود أن يسكنوا في منطقة حضرموت. وكانت هذه المرة الأولى التي منعت الحكومة اليمنية اليهود من الاستيطان في منطقة ، واضطروهم إلى الانتقال إلى مناطق يمنية أخرى. وبعد ذلك بفترة قصيرة، عادت الأئمة الزيدية إلى السيطرة وسيطرت على أكبر الأقاليم في الهضبة الوسطى حيث عاشت الجاليات اليهودية الكبيرة.

عندما جاء الأتراك العثمانيون الذين طردوا الزيديين إلى الشمال بعد السيطرة على الهضبة الوسطى، بما في ذلك صنعاء، حسّن الأتراك ظروف المعيشة لليهود. الذين عانوا بشدة من الحرب المستمرة بين الجيوش العثمانية والمتمردين الزيديين. في النهاية انتصر قاسم بن محمد رئيس القيادة القاسمية، من سلالة الأئمة الزيدية الجديدة، على الأتراك عام 1636م.
وفقاً للمؤلف اليهودي سالم شبزي الذي عاش أنذاك ، نعلم بأن يهود اليمن ساعدوا الإمام قاسم ضد الأتراك. وقد أُطلق على الإمام قاسم "الإمام الجميل"، ومن ثَم انقلب الإمام قاسم على اليهود اليمنيين الذين عانوا الكثيرَ تحت حكمه.

في 1667 زعم رجل في تركيا بأنه المسيح اليهودي واسمه شبتاي صبي واعتقد كثير من اليهود في أنحاء اليمن بأنه هو حقيقةً المسيح المنتظر، وكذلك آمن به كثير من اليهود في جميع أنحاء العالم.
وكانت ردة فعل الإمام إسماعيل قاسية بأنه ألغى القانونً الذي يحمي اليهود وخيّرهم أن يتبعوا الشرائع الإسلامية أو الموت. وبعد سنوات، عندما كان على فراش الموت أوعز إلى خليفته الإمام المهدي أحمد (1676– 1681م) أن يطبق هذا الحكم.
طرد الإمام المهدي أحمد اليهود من اليمن واستقر بهم المطاف في مدينة موزع، وهي بلدة صغيرة في غرب البلاد، وعاشوا ظروفاً معيشيةً قاسيةً جداً لا تطاق. بعد نحو عام ونصف تقريباً، سُمح لليهود بالعودة إلى مدنهم وقراهم، وشيّد اليهود مساكن جديدة لهم في أحياء جديدة خارج الجدار في المدن المسورة بعد أن كانت الحكومة استولت على منازلهم في السابق.

حوالي عام 1720م نقل الحاخام سالم العراقي إلى يهود اليمن الأسلوب الديني الشامي بدلا من العادات اليمنية الأصلية التي ما زالت حتى يومنا هذا عند البعض.
خدم هذا الحاخام ثلاثة أئمة وجمع الضرائب وكان مسؤولا عن البيت النعناع. شارك اليهود في تجارة جديدة مع الهند البريطانية. لكن ذلك كان فقط لفترة قصيرة، وذلك بسبب غيرة المسلمين على الثروة المتنامية عنداليهود. وأُلقي الحاخام العراقي في 1762م في السجن، وكان عمره أكثر من ثمانين سنة، وتمت مصادرة ثروته والممتلكات، وأغلقت جميع المعابد اليهودية في صنعاء لمدة ثلاثين عاماً.
تولى الحاخام يحيى بن صالح (1805م)، الذي رفض الأسلوب الشامي، أمور الطائفة اليهودية في صنعاء وألف كتبا دينية عديدة يدرسها يهود اليمن الى الآن ..
استولت بريطانيا على عدن عام 1839م ، ودخلت الجيوش التركية إلى صنعاء في 1872. في هذا العام بدأ اليهود من اليمن الهجرة الجماعية المتعاقبة إلى الأراضي المقدسة.

شهدت الطائفة اليهودية في اليمن الكثير من الاضطرابات خلال النصف الأول من القرن الع
شرين. في بداية هذا القرن، كانت اليمن تعاني بشدة من المجاعة الناجمة عن ثلاث سنوات من الجفاف (1903 - 1905)،
في الفترة التي حاصر الجيش المتمرد اليمني صنعاء كانت الظروف قاسية جداً وقويت المجاعة، حيث لقي يهود العاصمة حوالي أكثر من النصف (أو وفقاً لأحدى التقديرات ما يقرب من تسعين في المئة ــــ وهي نسبة مبالغ بها ) حتفهم. وأدى ذلك إلى هجرة اليهود في زمن الإمام يحيى عندما تدهورت الأوضاع الاقتصادية ،هاجروا إلى الأراضي المقدسة أو إلى مدينة عدن التي كانت تحت الاحتلال البريطاني، حيث عاش اليهود في ظروف أفضل.

الحديث عن الطائفة اليهودية في اليمن ذو شجون ، فما يعرف عن هذه الجماعة من الناس محدود وضئيل بحيث لا يساعد على تكوين معرفة حقيقية بالمجتمع اليهودي الذي يعيش وسط المجتمع اليمني المسلم ويتعايش معه .
لقد كان عدد اليهود في اليمن حتى اربعينيات القرن الماضي لا بأس به ، لكن بعد قيام دولة اسرائيل واتجاه اعداد كبيرة منهم نحو الهجرة الى الدولة العبرية اخذ عددهم يتناقص حتى وصل في وقتنا الراهن الى حوالي400 نسمة فقط .

كان انحسار عدد افراد الطائفة اليهودية في اليمن حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم بفعل الهجرات الى اسرائيل في اواخر الاربعينات من القرن الماضي .
تلك الهجرات وان كانت قد بدأت قبل قيام دولة اسرائيل إلا انها بلغت ذروتها مابين عم 1949م وعام ،1951 بحيث قدر عدد الذين رحلوا من اليمن خلال تلك الفترة بحوالي ( 45 ) الف نسمة جرى ترحيلهم وفقا لعملية منظمة عرفت بـ " بساط الريح " ، وتمت تحت غطاء سلطة الاحتلال البريطاني في عدن ، وبموافقة السلطة الامامية في شمال اليمن انذاك ، فمن خلال الجمعية اليهودية في عدن والوكالة اليهودية العالمية بالاضافة الى الوسطاء وسماسرة الترحيل من اليمنيين كانت تجري عملية ترحيل اليهود من اليمن الى اسرائيل .

نقل اليهود اليمنيون تقاليدهم وعاداتهم الدينية والاجتماعية إلى إسرائيل وحافظوا عليها حيث لا تزال بعض النساء تضع أغطية الرأس التقليدية والتحف والمجوهرات اليمنية. وهناك العديد من الكنس (المعابد) اليهودية اليمنية في جميع أنحاء إسرائيل بينما معظم اليهود اليمنيين وأبناؤهم تركوا عاداتهم اليمنية وانصهروا في المجتمع الذين يعيشون فيه.


تناقص عدد اليهود في اليمن بالاضافة الى ميلهم للعيش في تجمعات منعزلة عن تجمعات المسلمين جعلهم في حكم المجهول , فلا تكاد وسائل الاعلام ان تتحدث عنهم او تسلط الضوء على همومهم ومشاكلهم إلا فيما ندر , وغالبا ما يكون ذلك من باب الترويج السياسي الذي لا يهدف الى التعرف على مجتمعهم والتعاطي معهم كطائفة لها تاريخها وخصوصيتها وعلاقاتها بالمجتمع .

تشير بعض المصادر التاريخية الى ان عدد اليهود في اليمن كان في مطلع القرن العشرين يتراوح بين 75 الف و100 الف نسمة , موزعين على حوالي 1000 تجمع سكاني ، وان 80 % من تلك التجمعات كانت في القرى ، بينما 20 % منها فقط كان يسكن المدن ، وكان اكبر تركز سكاني لليهود في مدينة صنعاء ، اما في عدن فقد كان اليهود يشكلون نسبة 50 % من عدد سكانها عندما احتلتها بريطانيا عام 1839م حيث كان عدد السكان يقدر حينذاك بـ 600 نسمة ، غير ان هذا العدد تضاعف كثيرا في ظل السلطة الاسرائيلية حتى وصل في عام 1948م الى نحو 6000 نسمة .
وقد سكن اليهود عددا من المدن والقرى مثل صنعاء ,, عدن ,, لحج ,, تعز ,, ريدة ,, حورة ,, صعدة ,, خمر ,, وحبور الى جانب بعض وديان حضرموت ، غير ان القسم الاعظم من تلك التجمعات قد اختفى من الخارطة الجغرافية ولم يتبق منها سوى عدة تجمعات صغيرة في بعض المناطق ، حيث تعيش الطائفة اليهودية (حالياً ) موزعة بين بلاد المشرق بمحافظة صعدة ، ومنطقة( أرحب) بمحافظة صعده ، وفي مديريتي ريدة وخارف بمحافظة عمران ، ولا يزيد عدد سكانها عن أربعمائة نسمة وبما يقرب من ستين أسرة ..


وان اكبر تجمع سكاني لها ، تشكل في الآونة الأخيرة هو ذلك الواقع في التقارب الجغرافي مابين الحي الغربي من مدينة ريدة و(السوق الجديد ) بمديرية خارف بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء .
هذا التجمع تكون عبر نزوح جماعات اليهود من عدة مناطق سكنوها سابقاً ومنها : العرقة و ناعط و كانط وبني عبد و عثار وغيرها ، وآخر نزوح او انتقال كان قبل ستة عشر عاما عندما انتقلت أسرة ( سالم الشغدري ) من منطقة ( الشغادرة ) بمحافظة حجة لتنظم الى التجمع اليهودي في منطقة " السوق الجديد " .
الفريق الصحفي( صن شاين نيوز) الذي زار اليمن يحاول تقديم صورة عن اليهود في اليمن وتسليط الضوء على جوانب من حياتهم ومشاكلهم والمصاعب التي يواجهونها في معيشتهم اليومية :

في طريق زيارتنا للطائفة اليهودية ، وعند مدخل منطقة ( السوق الجيد ) بمديرية خارف ، ومن أمام احد المباني الذي على ما يبدو ان بناءه لم يكتمل منذ سنوات ركب ( محمد سائق التاكسي)السيارة واصلنا طريقنا فيما كان يتحدث إلينا عن المنطقة وما أن علم بقصدنا الحي اليهودي حتى ظن بان مقدمنا لغرض العلاج مما جعله يحاول إق
علوم الديانة اليهودية واللغة العبرية , إما في المنازل أو في الكنيس أو الابتعاث إلى أميركا أو إسرائيل لمواصلة التعليم والدراسات العليا ,
وكما أشار الفريق الصحفي ـــ صن شاين نيوز ـــ بأن ( باروخ سعيد ) في التاسعة من العمر تقريباً , يجذبك بحدة ذكائه وسرعة بديهته ولباقة لسانه ودبلوماسيته في الحديث استغربنا اسمه بداية الأمر،على حد ما ذكر الفريق الصحفي ، فأدرك ذلك وأوضح : باروخ اسمي وهي كلمة عبرية تعني بالعربية مبروك أو مبارك , وأضاف انه طالب في المدرسة العبرية في الصف الثاني – حد قوله – وكشف سبب إحجام أبناء الطائفة اليهودية عن الدراسة في المدارس الحكومية, حيث قال، الطلاب المسلمون يقومون بضربه في المدارس الحكومية ومضايقتهم, وأضاف : ان أحد أبناء اليهود قد ضرب في,, ريده ,, في الآونة الأخيرة من الطلاب المسلمين ضرباً مبرحاً حتى أسالوا دمه , وعندما اشتكى الأمر لوالده لم يستطع عمل أي شيء له سوى منعه من الذهاب إلى المدرسة والآن يدرس في المدرسة العبرية !.
(الموري أي الحاخام يحيى يعيش ) تحدث أيضا عن التعليم بالنسبة لأبناء الطائفة اليهودية في المدارس الحكومية لايوجد طلاب يهود يدرسون في المدارس الحكومية(ولم يوضح أسباب ذلك ) إلا انه قال :
تلقيت تعليمي شخصيا ، حتى منتصف العام الدراسي للصف الثالث الثانوي ونظرا لظروف خاصة وعائلية لم أتمكن من مواصلة التعليم وكان ذلك في مدارس حكومية وكان لي زملاء وأصدقاء في المدرسة من أبناء الطائفة المسلمة وكنا نذهب المدرسة سويا ونذاكر دروسنا مع بعض ولم تكن لدينا أي مشكله حول ذلك (الدين لله والوطن للجميع) .

وفي( ريده) تحدث الأستاذ فائز الجرادي مدير مدرسة (الشبزي) العبرية التي تتكون من فصلين افتتحت في العام 1999م ، موضحا ان المدرسة يتلقى فيها الطلاب تعليمهم الأساسي في مختلف المواد عدا التربية الإسلامية التي يحل عوضاً عنها التربية اليهودية الى جانب اللغة العبرية .
ويواصل الجرادي : بعد التعليم حتى الصف السادس يتم ابتعاث الطلاب إلى أمريكا لاستكمال دراستهم وتأهيلهم في عدة مجالات , إلا أن تلك المدارس التابعة لأبنا الطائفة اليهودية غير مدرجة ضمن مدارس التربية والتعليم الرسمية ولم نتعرف على أسباب ذلك.


عثار إحدى المناطق التابعة لمديرية خارف ، تبعد عشرات الكيلومترات عن مركزها ، و تقطعها السيارة بما يقرب الساعة عبر طريق شاق ووعر.
وهنا في عثار لا تزال بعض منازل اليهود قائمة حتى اليوم، جنبا إلى جنب مع منازل المسلمين على الرغم من هجرها وانتقالهم إلى منطقتي ( ريده والسوق الجديد ) .

ذات الحال بالنسبة لمقبرتي الطائفتين الذي لا يفصل بينهما سوى طريق لا يتجاوز عرضه المترين إلا أن قبور اليهود تتعرض للتخريب والطمس لمعالمها من قبل مجهولين إلى جانب قيام السيارات بشق طريقها فوق ووسط القبور ، بررها بألم شديد (يحيى – 13 عاما ) الذي وقف على قبر جده قائلا( للوايتات يٌسقوون القات ) ويقصد السيارات الكبيرة التي يتم بواسطتها نقل المياه لري مزارع القات المجاورة.

وبالنسبة لـ ( ماشا يحيى يهودا ) تحدث قائلا : حاولنا 10 مرات بناء سور حول المقبرة لحماية قبور موتانا من التخريب والعبث بها وتجنيبها المرور بالسيارات من وسطها وعلى القبور ، وفي كل مرة ننهي بناء السور ، نفاجئ في صباح اليوم التالي ، بزواله واختفاء أحجاره ومن قبل مجهولين ، وأما بالنسبة للقبور ومنها قبر والدي الذي تعرض للاعتداء أكثر من مرة أحداها عندما قمت بنقش اسمه عليها وتاريخ وفاته من باب التعريف وبقاء الذكرى كبقية قبور خلق الله المجاورة ، وبعد أن وضعتها على القبر مثبتتا بالاسمنت إلا أنها وفي صباح اليوم كانت قد اختفت وبقية الأحجار من على القبر ومن قبل مجهولين ..!!

مقبرة اليهود بـ ( عثار ) هي ما تبقى لدفن موتاهم فيها حتى اليوم ، في حين يبحثون عن أرض أخرى تكون قريبة من منطقة تواجدهم لإقامة مقبرةًََ لموتاهم .
يذكر أن اعتقاداَ كان يسود لدى البعض في المنطقة بان اليهود يدفنون موتاهم والى جانبهم أموالهم من ذهب وفضة وقد يكون ذلك المعتقد سبباً فيما يحدث من نبش لقبور موتى اليهود في العديد من المناطق التي كانوا يسكنوها مثل مقبرة (قينه) بمديرية جبل عيال يزيد و مقبرة( بني عبد) بمديرة ريده ... الخ .


كانت قد تعرضت الطائفة اليهودية لأكثر من محاولة للقضاء عليها في منطقة السوق الجديد بمديرية خارف أثناء تجمعهم في ( الكنيس ) أي المعبد لممارسة إحدى طقوسهم الدينية ( إلقاء قنبلة يدوية عليهم ) في داخل المعبد من قبل احدهم إلا أنهم افشلوا محاولته تلك عند ما تنبه احدهم إليه فامسك به ليرمي من يده بالقنبلة ولتتفجر بعيداً عنهم وعن المعبد ، ومرات أخرى تكرر الحادث وأفشلت في إحدى احتفالات الزفاف للطائفة ، وفي مناسبات عدة يتعرض ابناء هذه الاقلية الى الاذلال والتهميش والاقصاء .
بالرغم من كل تلك المعاناة والمشاكل التي يواجهونها ، تبقى اليمن الوطن الذي يحبونه ، ويخلدون مقولتهم بـ,, أرض اليمن السعيد
ناعنا بعدم جدوى علاجهم – يقصد اليهود – وبان هناك احد الاطباء من المسلمين في ذات المنطقة : (مضمون ) حد تعبيره .. واتضح لنا فيما بعد أن (محمد) وغيره ممن يتخذون من ذلك المبنى عند مدخل السوق الجديد مقرا لهم، للتكسب من زوار المنطقة الذين يفدون اليها لغرض العلاج، فيعملون على اقتيادهم إلى من يدفع لهم عمولة من المعالجين مقابل كل زبون.

( بقعة اليهود ) هكذا يطلق على الحي الذي يسكنه اليهود في منطقة السوق الجديد ، ليس منفصلاً أو معزولاً عن جيرانهم من المسلمين ، إلا أنهم (أي اليهود ) يحيطون منازلهم بأسوار عاليه ومتينة ، شيدت مرتفعة بضعف ارتفاع المنازل ، وأرجعت المعلومات سبب ذلك إلى الحماية من اللصوص ومن باب الاحتياط الأمني ، خاصة وقد تعرض العديد من منازلهم لعمليات السطو والسرقة , كان آخر تلك الاعتداءات ما تعرض له منزل ( سليمان يعقوب ) مدير المدرسة العبرية بـ ( خارف ) ، حيث هوجم ليلاً بعد أن أغلق الباب الرئيسي للمنزل , فجرت محاولة لفتح وكسر ( المخلفه) أي الباب المؤدي إلى سطح المنزل دون جدوى , وظل اللصوص محاصرين منزل ( سليمان ) طوال الليل ولم يغادروا المكان إلا عند الفجر , بعدها كلف سليمان احد الجنود لحراسة منزله لعدة ليال , ولم يعاود اللصوص محاولتهم , ولم يتم القبض او حتى التعرف عليهم .

حياة اليهود في تجمعات يفسرها العيلوم يعيش بن يحيى " 82 عاما " بالقول : بان أي أقلية في منطقة ما في بلد ما بما في ذلك الطائفة اليهودية في اليمن ألتي أصبحت في عداد الأقليات مما جعلها تتشكل وتتقارب في ثلاث تجمعات وأكبرها هنا بمحافظة عمران ما بين خارف وريدة ، لحاجتنا لبعضنا ولتكافلنا وللاطمئنان على أحوال بعضنا البعض ، وبالإضافة لإقامة صلواتنا وأعيادنا ( سبوتنا ) إلى جانب بناء المدارس لتعليم أبناءنا وبناتنا التوراة و الزبور و ( الحياة وموت ).

دفعت الاعتداءات المتقطعة التي شنها المتطرّفون المناهضون لليهود في السنوات الأخيرة باليهود المقيمين في اليمن إلى التمركز في مدينة ريده لتوخي مزيداً من الأمن وكذا الحفاظ على مجتمعهم. لقد تراجع عدد السكان اليهود كثيراً خلال السنوات الخمسين الماضية، فمن عشرات الآلاف أصبح عدد اليهود في اليمن لا يتجاوز بضع المئات وذلك بسبب الهجرة ( المصدر : التقرير العالمي للحرية الدينية 2006م)

ليس من بين اليهود من يمتلك الأرض الزراعية أو العقارات أو المحلات التجارية ، كما أن ليس من بينهم من يتقاضى راتباً شهرياً كموظف في الجهاز الإداري للدولة عدا شخص واحد هو" فائز الجرادي " مدير مدرسة الشبزي العبرية بـ ( ريدة) , ليسوا أوفر حظاً ولا أحسن حالا في معيشتهم عن باقي الشعب اليمني فالجميع يئن تحت وطأة البؤس والفقر وضيق الحالة المعيشية يقومون بأعمال حرفية عدة كالحدادة والنجارة وإصلاح السيارات ويعمل البعض سائقاً للدرجات النارية وآخرين ( إسكافي ) أي إصلاح الأحذية على الطرقات والأسواق العامة إلى جانب العمل في مواسم الحصاد الزراعي لدى ملاك الأراضي الزراعية من المسلمين .

أن التدهور الاقتصادي وسؤ حالتهم المعيشية وفقرهم المدقع حدا بالعميد طــه هاجر المحافظ , قبل حوالي اربع او خمس سنوات (سنة 2000 ) الى إعفائهم من دفع الضرائب ( الجزية ) للدولة والتي كانت مفروضة عليهم إلى عهد قريب ، ولذات الأسباب الاقتصادية والمعيشية فإن غالبيتهم يرجع تزايد نسبة النزوح والهجرة إلى إسرائيل خلال العقد الأخير،حيث وصلت النسبة إلى ما يقرب من 50% من تعدادهم الحالي اي حوالي 200 فرد ، ولربما اقل من هذا العدد في خضم الصراع الحالي في اليمن ( المصدر : التقرير العالمي للحرية الدينية 2013 ) .

ذكر عدد من أبناء الطائفة اليهودية في اليمن وممن لهم أقارب في إسرائيل أن أول فوج من يهود اليمن وصل (ارض إسرائيل ) وفي أربعينيات القرن الماضي وٌطن في منطقة (روش عين)بالقرب من تل أبيب، حيث وضع ما يقرب من 99 بالمائة منهم في مخيمات حتى يتم تجهيز منازل لهم ، إلا أنهم لم يقبلوا بذلك الواقع فقاموا بتكسير الأحجار وبناء منازلهم ،وبدؤا بناء مجتمعهم اليمني الصغير داخل إسرائيل، ناقلين معهم شجرة القات التي امتدت زراعتها ( مؤخراً ) إلى عدة مناطق ومنها (تل أبيب) ، واستحدثوا لها أسواقا ًتجارية يتناولون (القات) طرياً ويبيعونه لليهود الشرقيين والغربيين ويصدرونه إلى أمريكا ودول أوربا طرياً أيضاً، بعد أن رفضه (الموالعة ) أي القات مصنعاً وجافاً على هيئة أقراص ومستحضرات أخرى .
( سليمان يعقوب ) مدير المدرسة العبرية بمنطقة السوق الجديد بخارف تحدث للفريق الصحفي ، بان هذه المدرسة التي يتم بناؤها هي مدرسة للبنين وهناك مدرسة أخرى قد بنيت سابقاً للبنات وتدرس فيها 28 طالبة بُنيت بمساهمة محلية من المواطنين اليهود في المنطقة كما أن هناك مدرسة أخرى في مركز مديرية ريده هي مدرسة الشبزي العبرية .
وأضاف الأمية منتشرة بين المواطنين اليهود ويرجع ذلك لإحجام الطلاب اليهود عن الذهاب إلى المدارس الحكومية الأمر الذي كان يضطرنا إلى تعليمهم
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الأطماع الفرنسية في جنوب الجزيرة العربية

سلطنة الشيخ سعيد

في باب المندب

بين النفوذ الإنجليزي والصراع الفرنسي

كيان سياسي لم يعد له اي تاريخ

غير بعض الوثائق في الأرشيف الفرنسي

رسالة من السلطان ثابت بن عوض ثابت سلطان سلطنة باب المندب أرض الشيخ سعيد

دولته لم تدم طويلا في ظل الوجود البريطاني

تم القضاء عليها بسب التدخل بريطانيا وتدخل الامام

مما أدى الى سحب الاعتراف الفرنسي

ويفيد أحد الإخوة الباحثين بالقول :

واقع وقد صكت فرنسا اسم الشيخ سعيد على بعض العملات الهندية المتداولة في ذالك الوقت

الرسالة من ضمن محفوظات المتحف الفرنسي

نتمنى من جميع الباحثين والمتابعين

قراءة الرسالة وإعطاء الملاحظات والمعلومات حول الموضوع اللاهمية