قال ابن تيمية رحمه الله : "آدم -عليه السلام- لما أذنب تاب فاجتباه ربه وهداه، وإبليس أصر واستكبر واحتج بالقدر؛ فلعنه وأقصاه؛ فمن تاب كان آدميا، ومن أصر واحتج بالقدر كان إبليسيا؛ فالسعداء يتبعون أباهم آدم، والأشقياء يتبعون عدوهم إبليس؛ فنسأل الله العظيم أن يهدينا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين. والشهداء والصالحين"؛ مجموع الفتاوى (8/ 243).
آية الائتساء بسيد الأنبياء عليه أفضل الصلوات والتسليمات نزلت أصالة في غزوة الأحزاب؛ والأمر وإن كان عاما في متابعته، إلا أنه خاص في مصابرته على الشدة واللأواء!؛ فعليه خير صلوات الله وتسليماته وتبريكاته؛ فصبرا آل الإسلام إن موعدكم الجنة!.
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب : 21].
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيرها:
"هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ; ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه ، عز وجل ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين; ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي : هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله ؟ ولهذا قال : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ).
{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب : 21].
قال ابن كثير -رحمه الله- في تفسيرها:
"هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله ; ولهذا أمر الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب ، في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه ، عز وجل ، صلوات الله وسلامه عليه دائما إلى يوم الدين; ولهذا قال تعالى للذين تقلقوا وتضجروا وتزلزلوا واضطربوا في أمرهم يوم الأحزاب : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) أي : هلا اقتديتم به وتأسيتم بشمائله ؟ ولهذا قال : ( لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا ).
هنا يتراءى لك الإيمان بالجنة والنار، ويلوح لك الثواب والعقاب، وهنا ترى شيئا من آثار رحمة الله كيف يحيى العبد بعد أن كاد ييأس!؛ ولا تقف عند هذا؛ فحسب؛ فكم له من نظائر في مشاهد الآخرة!، وهنا تتجلى لك عفوية النبي -عليه أفضل الصلاة والسلام- في ضحكه، وبشريته الكاملة!، وحبه الخير للغير؛ بأبي هو وأمي -صلى الله عليه وآله وسلم-؛ وهنا تتلمّح طباعنا نحن البشر حتى في حضرة القدس!؛ وهنا وهنا ... عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : "إني لأعلم آخر رجل يخرج من النار، يؤتى به يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه ، ويخبأ عنه كبارها، فيقال له عملت يوم كذا وكذا كذا وكذا، وهو مقر لا ينكر، وهو مشفق من كبارها ، فيقال: أعطوه مكان كل سيئة عملها حسنة، فيقول: رب إن لي ذنوبا ما أراها هاهنا، قال أبو ذر : لقد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضحك حتى بدت نواجذه"؛ رواه الترمذي أبو عيسى -رضوان الله عليه-.
{وإذا خاطـبهم الجـاهلون قالوا سـلاما}{سـلام عليكم لا نبتـغي الجاهلين}
عن النعمان بن مقرن المزني -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وسب رجل رجلا عنده ، قال : فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام. قال : فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أما إن ملكا بينكما يذب عنك ، كلما شتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به . وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا بل عليك ، وأنت أحق به"؛ رواه أحمد وقال ابن كثير في تفسيره: إسناده حسن ، ولم يخرجوه.
عن النعمان بن مقرن المزني -رضي الله عنه- قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وسب رجل رجلا عنده ، قال : فجعل الرجل المسبوب يقول : عليك السلام. قال : فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : أما إن ملكا بينكما يذب عنك ، كلما شتمك هذا قال له : بل أنت وأنت أحق به . وإذا قال له : عليك السلام ، قال : لا بل عليك ، وأنت أحق به"؛ رواه أحمد وقال ابن كثير في تفسيره: إسناده حسن ، ولم يخرجوه.
Forwarded from بَرنامجُ التّأصيل العلميِّ📚
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
عن مَيمونَ بنِ مِهْرانَ، قال:
(أدركتُ الناسَ وإنَّهم ليُكبِّرون في العَشر، حتى كنتُ أُشبِّهه بالأمواجِ مِن كثرتِها، ويقول: إنَّ الناسَ قد نقَصُوا في تركِهم التكبيرَ). ينظر: فتح الباري؛ لابن رجب (6/112).
(أدركتُ الناسَ وإنَّهم ليُكبِّرون في العَشر، حتى كنتُ أُشبِّهه بالأمواجِ مِن كثرتِها، ويقول: إنَّ الناسَ قد نقَصُوا في تركِهم التكبيرَ). ينظر: فتح الباري؛ لابن رجب (6/112).
يبدأ التكبير من مغرب الليلة: قال -تعالى- : {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ الآية} [الحج: 28]؛ قال ابن كثير في تفسيره: عن ابن عباس : الأيام المعلومات : أيام العشر ، وعلقه البخاري عنه بصيغة الجزم به . ويروى مثله عن أبي موسى الأشعري ، ومجاهد ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، والحسن ، وقتادة ، والضحاك ، وعطاء الخراساني ، وإبراهيم النخعي . وهو مذهب الشافعي ، والمشهور عن أحمد بن حنبل".
معرفة الشر أصل في معرفة الخير، والدراية بالباطل هي من الدراية بالحق؛ قال تعالى: {وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين}؛ وفي الحديث: "كان الناس يسألون عن الخير وكنت أسأل عن الشر مخافة أن يدركني"؛ اخرجاه؛ وعن عمر رضي الله عنه : إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة؛ إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية" رواه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، وصدق أبو فراس:
عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَرِّ لَكِن لِتَوَقّيهِ
وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ!.
عَرَفتُ الشَرَّ لا لِلشَرِّ لَكِن لِتَوَقّيهِ
وَمَن لَم يَعرِفِ الشَرَّ مِنَ الخَيرِ يَقَع فيهِ!.
استقراء الأحوال يُنبئ عن وقائع الاستقبال؛ وقد أقسم ابن تيمية على بعض ما لم يقع؛ ويقال له قل: إن شاء الله؛ فيقول: تحقيقا لا تعليقا؛ ذكره تلميذه ابن القيم في المدارج؛ فوقع كما أخبر؛ ليس كشفا بل فِراسة، وقراءة للواقع؛ وكان ابن البرهان "كثير الإنذار لكثير مما وقع من الفتن في زمانه"؛ ذكره عنه تلميذه ابن حجر في المجمع المؤسس؛ وعلّق مبينا علة ذلك بقوله: "لما جُبل عليه من الاطلاع على أحوال الناس"؛ فالخُبر يُنبي بالخَبر، وقد رأينا من بعض علمائنا كثيرا من ذلك؛ وصدق الشاعر:
ويعرفُ وجهَ الحزمِ؛ حتى كأنما// تخاطبهُ مِن كلِّ أمرٍ عواقبُه.
ويعرفُ وجهَ الحزمِ؛ حتى كأنما// تخاطبهُ مِن كلِّ أمرٍ عواقبُه.
[الذكاء وليد الزكاء]
"اعتقاد الحق الثابت؛ يقوي الإدراك ويُصححه؛ قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى}".
ابن تيمية، مجموع الفتاوى (٤/ ١٠)
"اعتقاد الحق الثابت؛ يقوي الإدراك ويُصححه؛ قال تعالى: {والذين اهتدوا زادهم هدى}".
ابن تيمية، مجموع الفتاوى (٤/ ١٠)
قال رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- : هلك المتنطعون"؛ رواه مسلم، وقال: ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه"؛ رواه البخاري؛ قال ابن المنير -رحمه الله- : "في هذا الحديث علم من أعلام النبوة فقد رأينا، ورأى الناس قبلنا أن كل متنطع في الدين ينقطع"؛ فتح الباري (١/ ١١٧ )؛ إي والله ولكن إنما يرى ذلك من لم تَحل دون بصيرته الغشاوات!.