عبدالجبار الرفاعي
3.77K subscribers
618 photos
51 videos
270 files
1.09K links
مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضۚ
Download Telegram
عندما تكون المعرفة العلمية موضوعا للإيمان أو الدين أو العقيدة تخرج عن كونها معرفة. أسلمة المعرفة وأمثالها محاولات لانتاج هوية دينية وعقائدية للمعرفة في مختلف الأديان والعقائد. الهوية الدينية والعقائدية للمعرفة تصير فيها المعرفة ذاتًا مغتربة عن ذاتها، اذ ترفض الهوية الدينية والعقائدية للمعرفة التفكير النقدي، وتعاند النقاش، وتنزعج من التساؤل، وتقلقها المراجعة، ولا تقبل التأمل واعاده النظر، وتتنكر للغربلة والتمحيص.


#عبدالجبار_الرفاعي
#أسلمة_المعرفة
مأزق التغيير الثوري يكمن في تغيير السلطات وحدها من دون تغيير المجتمعات، والعمل على تحويل نمط عيشها وثقافتها وحياتها. تدهورت المجتمعات وتمزقت في الأنظمة الثورية في ماضي العرب وحاضرهم. تغيير المجتمعات لا يبدأ بتغيير السلطات، كما تفعل الأيديولوجيات الثورية في بلادنا. تغيير السلطات يمكن أن يكون أداة لتغيير المجتمعات، إن كانت السلطات تفكر وتعمل بواقعية، فتعتمد في بناء الدولة وادارة السلطة على الخبراء في الإدارة والاقتصاد والقانون والسياسة والثقافة ومختلف التخصصات في العلوم والمعارف الحديثة. وإن تأسست الدولة على المواطنة الدستورية، بوصف هذا النوع من المواطنة هو النصاب الذي يحدد الانتماء للوطن. وطن يتساوى فيه الكل حين يكتسبون جميعًا مواطنتهم من الانتماء لأرض واحدة ومصالح مشتركة ومصير واحد، بغض النظر عن أديانهم وطوائفهم وقومياتهم وثقافاتهم.

#عبدالجبار_الرفاعي
#التغيير_الثوري
رؤية عبد الجبار الرفاعي وعلي شريعتي لتجديد الفكر الديني

تتباين رؤيتا عبد الجبار الرفاعي وعلي شريعتي في مشروع تجديد الفكر الديني من حيث المنهجية، والأفق الفلسفي، والمقاصد التي يسعيان لتحقيقها. يعكس هذا التباين اختلافًا جوهريًا في فهمهما للدين ودوره في الحياة، وفي طبيعة التجديد الذي يحتاجه الفكر الديني. يتجلى نقد الرفاعي لشريعتي بوضوح في كتابه الدين والظمأ الأنطولوجي، حيث يسجل تحفظاته على الطابع الإيديولوجي لمشروع شريعتي، ويرى أنه أدى إلى اختزال الدين في بُعد سياسي- اجتماعي على حساب أبعاده الروحية والأخلاقية والجمالية.
علي شريعتي: ينظر إلى الدين من زاوية اجتماعية-سياسية، حيث قدم رؤية ثورية تسعى إلى استخدام الدين كأداة للتحرر الاجتماعي ومقاومة الاستعمار والاستبداد. كان شريعتي متأثرًا بالنزعات الاشتراكية والماركسية، ما جعله يعيد تأويل المفاهيم الدينية ضمن إطار صراع الطبقات والتحول الاجتماعي. تأثر شريعتي بالفكر الماركسي، خاصة في رؤيته للصراع الطبقي والمادية التاريخية، لكنه أعاد توظيف هذه المفاهيم ضمن إطار إسلامي بهدف إصلاح الدين والمجتمع والدولة. لم يكن شريعتي ماركسيًا بالمعنى التقليدي، لكنه استخدم أدوات التحليل الماركسي لإعادة تفسير الإسلام كنظام تحرري وثوري ضد الظلم والاستبداد. المادية التاريخية عند ماركس تقوم على فكرة أن التاريخ تحركه التغيرات الاقتصادية والبُنى التحتية للمجتمع، وأن الصراع الطبقي هو المحرك الأساسي لهذا التطور. شريعتي استفاد من هذا التحليل لكنه استبدل العامل الاقتصادي بالعامل الثقافي والديني، حيث رأى أن الإسلام يمكن أن يكون القوة الدافعة لتحولات اجتماعية ثورية، وليس فقط الاقتصاد.كان يرى أن الصراع الأساسي في التاريخ ليس فقط صراعًا اقتصاديًا، بل هو صراع بين المستضعفين والمستكبرين، وهو مفهوم قرآني قريب من المفهوم الماركسي للصراع بين البرجوازية والبروليتاريا. رأى أن الإسلام الأصلي يمثل حركة تحريرية للمحرومين ضد الاستغلال الطبقي، وهو ما يجعله أقرب إلى نظرة الماركسية للصراع الطبقي، ولكن بمحتوى ديني وأخلاقي.كان شريعتي متأثرًا بفكرة الثورة الماركسية لكنه حاول أن يجعلها جزءًا من الهوية الشيعية. رأى في الإمام الحسين نموذجًا للثائر الذي يمثل المستضعفين ضد الطغيان، وشبّه ثورته بثورة البروليتاريا في الماركسية. واعتبر كربلاء نموذجًا للصراع الأبدي بين المستضعفين والمستكبرين، مثلما يرى الماركسيون التاريخ كسلسلة من الصراعات بين الطبقات. أعاد شريعتي قراءة مفاهيم مثل الشهادة، الجهاد، والانتظار المهدوي من منظور ثوري، حيث دعا إلى أن يكون انتظار المهدي ليس حالة من السكون، بل دافعًا للنضال ضد الظلم.
عبد الجبار الرفاعي: يتبنى قراءة روحية-فلسفية للدين، ويرى أنه حاجة أنطولوجية متجذرة في الوجود الإنساني، وليس مجرد أداة للتغيير السياسي. يركز الرفاعي على البعد الروحاني والجمالي والأخلاقي للدين، ويرى أن أي محاولة لاختزاله في السياسة تفرغه من جوهره الروحي العميق.يقدم الرفاعي تعريفًا مختلفًا للدين، حيث يرى أنه حاجة أنطولوجية متجذرة في عمق الكينونة الإنسانية. يعرف الرفاعي الدين بقوله: "الدينُ حياةٌ في أُفق المعنى، تفرضُه حاجةُ الإنسان الوجودية لإنتاجِ معنىً روحي وأخلاقي وجمالي لحياتِه الفردية والمجتمعية." هذا التعريف يعكس رؤية الرفاعي للدين باعتباره حاجة أنطولوجية تتجاوز البعد القانوني أو الأيديولوجي إلى كونه تجربة وجودية تمنح الإنسان معنىً وغايةً لحياته. وهو بذلك يرفض التعريفات التي تحصر الدين في كونه منظومة قانونية أو أيديولوجيا سياسية، معتبرًا إياه فضاءً للسمو الروحي والتكامل الأخلاقي والجمالي. الدين، عنده، ليس مجرد منظومة اجتماعية أو أيديولوجية، بل هو تجربة روحية تمنح الإنسان معنى وطمأنينة، وتستجيب لظمئه الأنطولوجي العميق. في كتابه الدين والظمأ الأنطولوجي، يؤكد أن الدين ليس أداة للتغيير السياسي، بل هو فضاء يمنح الإنسان الأمان الوجودي والسمو الأخلاقي. بدلًا من تسخير الدين في معارك السلطة والصراع، يدعو الرفاعي إلى فهم الدين كفضاء يمنح الإنسان الكرامة والسكينة، ويساهم في بناء الفرد أخلاقيًا وروحيًا وجماليًا. ينطلق مشروع عبد الجبار الرفاعي في تجديد الفكر الديني من تعريفه للدين كـ "حياة في أفق المعنى"، ما يجعله يسعى إلى تحرير الدين من التوظيف السياسي والأيديولوجي، وإعادته إلى أصله كحاجة روحية تمنح الإنسان المعنى والأمان الوجودي. وبذلك، فإن تجديده لا يقوم على مجرد تحديث النصوص، بل على استعادة الروح العميقة للدين بوصفه تجربة تحررية وجمالية في حياة الإنسان.
شريعتي: تعامل مع التجديد بوصفه إعادة تفسير للنصوص الدينية بما يخدم مشروعه السياسي والثوري. لذلك، وظّف مفاهيم مثل "الإسلام المحمدي الأصيل" في مواجهة "الإسلام الصفوي"، وصاغ مقولات ثورية تعبّئ الجماهير نحو التغيير.وينطلق شريعتي من رؤية ترى أن التجديد يعني إعادة قراءة الدين في ضوء التحولات الاجتماعية والسياسية، بحيث يصبح الدين محرّكًا للثورة ضد الظلم. كان شريعتي متأثرًا بالمادية التاريخية والماركسية، ما جعله ينظر إلى الدين من زاوية الصراع الطبقي، حيث وظّفه في خدمة العدالة الاجتماعية والتحول الثوري.ويرى شريعتي الدين ظاهرة اجتماعية تتشكل وفق الحاجات التاريخية والسياسية للمجتمعات، لذلك، تعامل معه كقوة دافعة للتغيير الاجتماعي والتحرر السياسي، وجعله أداة في الصراع ضد الاستعمار والاستبداد. انطلاقًا من هذا الفهم، أعاد تفسير المفاهيم الدينية في ضوء نظرياته الثورية، حيث اعتبر الدين مجالًا للصراع الطبقي والثقافي.
الرفاعي: ينتقد الطابع الإيديولوجي في فهم شريعتي، ويرى أن التجديد الحقيقي يجب أن يكون في إطار فلسفة الدين، أي فهم الدين في ضوء حاجات الإنسان الروحية والأخلاقية والجمالية، وليس كأداة لصناعة الأيديولوجيا. يرى الرفاعي أن تحويل الدين إلى إيديولوجيا يحوّله إلى أداة صراع، ويفقده قدرته على منح الإنسان السكينة والسلام الداخلي.ينتقد الرفاعي شريعتي لأنه اختزل الدين في بعده السياسي والاجتماعي، متجاهلًا حاجات الإنسان الوجودية العميقة التي لا تسدها الأيديولوجيا السياسية. ويرى أن طرح شريعتي كان مسكونًا بهاجس الثورة، مما أدى إلى تقديم فهم للدين يفتقر إلى البعد الروحي العميق والأخلاقي والجمالي، ويجعل منه أداة لتعبئة الجماهير بدلًا من كونه مصدرًا للمعنى والطمأنينة. ويؤكد الرفاعي أن هذا النهج الإيديولوجي يؤدي إلى استبداد جديد باسم الدين، بدلًا من أن يكون الدين فضاءً للحرية والانفتاح والتسامح. يعتبر الرفاعي الدين حاجة روحية-أنطولوجية تتجاوز السياسة والأيديولوجيا. من هنا، فإن نقد الرفاعي لشريعتي يعكس رفضه لتسييس الدين، ودعوته إلى استعادته كفضاء روحي يمنح الإنسان المعنى والكرامة والسكينة، بدلًا من أن يكون مجرد أداة في معارك الأيديولوجيا والصراع السياسي.
الفرق_بين_رؤية_عبد_الجبار_الرفاعي_وعلي_شريعتي_لتجديد_الفكر_الديني.pdf
137.6 KB
الفرق بين رؤية عبد الجبار الرفاعي وعلي شريعتي لتجديد الفكر الديني
ليست هناك ديانةٌ تستأثر وحدها بالمحبّة والرحمة والحرياتِ والحقوق واحترامِ كرامة الإنسان، وليس هناك تاريخُ ديانةٍ منزّهًا من التعصب والعنف وانتهاك الكرامة. لا يكفي الحكمُ على أخلاقية وإنسانية الديانة بما تشتمل عليه مدوّنتُها، وليس بشهاداتِ أتباعِها عنها، مهما ادَّعوا من انحصار الأخلاق والإنسانية بها. لا يكون الحكمُ صادقًا إلا بمقارنتها بالديانات الأخرى، وتفحّص وغربلة مسيرتها التاريخية، وما صنعته في محطات رحلتها عبر الزمان، وما قدمته من مكاسب للحضارات البشرية، مضافًا إلى اكتشاف مقدار تجلّي القيم الإنسانية لهذه الديانة وأخلاقياتها في سلوك معتنقيها أفرادًا وجماعاتٍ في الماضي والحاضر. الدين غير منفصل عن حياة الإنسان ومواقفه وسلوكه.‏ تاريخ الديانة العملي مختبر صحة تعاليمها في المحبة والرحمة والعدالة واحترام المختلف، لا يمكن معرفة أخلاقية الإنسان الذي ينتجه الدين إلا بالتعرف على تاريخ الأديان وممارسات ومواقف اتباعها في علاقاتهم ونمط معاملاتهم مع بعضهم البعض، واحترامهم للمختلف في المعتقد.

#عبدالجبار_الرفاعي
#الدين
#التعصب
المنهج الفلسفي في فهم الدين عند عبد الجبار الرفاعي: إعادة تعريف الإنسان والدين والمقدس
 
يُعدّ الدكتور عبد الجبار الرفاعي، واحدًا من أبرز الفلاسفة المعاصرين الذين عملوا على تجديد الفكر الديني من خلال منهج فلسفي يجمع بين العقلانية والروحانية. بفضل خلفيته المزدوجة التي تجمع بين الدراسات الأكاديمية في الفلسفة والتكوين الحوزوي في العلوم الدينية التقليدية، استطاع الرفاعي أن يقدم رؤية متكاملة تتجاوز الحدود الضيقة للاهوت أو علم الكلام، ليفتح آفاقًا جديدة في فهم الدين كتجربة إنسانية متعددة الأبعاد. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل منهجه الفلسفي، وكيف يسعى إلى إعادة صياغة العلاقة بين الإنسان والمقدس في سياق التحديات المعاصرة، منطلقا من تعريفه التالي للدين إذ يقول:
“الدين حياة في أفق المعنى تفرضها الحاجة الوجودية لمعنى روحي وأخلاقي وجمالي في حياة الإنسان الفردية والمجتمعية.”.
1 **فلسفة الدين: التحرر من التبرير إلى التفكير النقدي**
يؤسس الرفاعي في كتابه: "تمهيد لدراسة فلسفة الدين" لتصور واضح يميز فلسفة الدين عن اللاهوت وعلم الكلام. فبينما يركز اللاهوت على الدفاع عن العقائد وتبريرها، ويسعى علم الكلام إلى حماية الإيمان من الشبهات، تأتي فلسفة الدين كمجال معرفي يهدف إلى التفكير الحر والموضوعي في الظاهرة الدينية. يطرح الرفاعي أسئلة جوهرية مثل: هل يمكننا معرفة الله عقليًا؟ ما طبيعة الوحي وكيف يتفاعل مع العقل البشري؟ وما الدور الذي تلعبه التجربة الدينية في تشكيل الوعي الإنساني؟
هذا النهج لا يقبل بالمسلمات دون تمحيص، بل يدعو إلى تحليل الدين كجزء من التجربة الإنسانية الشاملة، بعيدًا عن التقديس الأعمى أو الانحيازات الطائفية. على سبيل المثال، ينتقد الرفاعي النظرة التقليدية التي ترى الدين مجرد نظام عقائدي أو قانوني، ويؤكد أنه تجربة وجودية تتشابك مع الحياة اليومية للإنسان في أبعادها الفكرية والعاطفية والجمالية.
 2الدين: التحرر من التبرير إلى التفكير النقدي**
يؤسسفي صميم رؤية الرفاعي الفلسفية، نجد تعريفًا موسعًا للإنسان يتجاوز التصورات الفلسفية الكلاسيكية التي اختزلت الإنسان في كونه "حيوانًا ناطقًا"، كما عند أرسطو. يرى الرفاعي أن الإنسان كائن متعدد الأبعاد: عقلي، عاطفي، أخلاقي، روحي، جمالي، اجتماعي، وتاريخي. هذا التعريف يشكل نقطة انطلاق لفهم الدين بوصفه استجابة لحاجات الإنسان الشاملة، وليس فقط لسؤاله عن الخلاص أو المصير الأخروي. في كتابه "الدين والظمأ الأنطولوجي"، يقدم الرفاعي مفهومًا مبتكرًا يعبر عن هذا البعد الوجودي. يصف "الظمأ الأنطولوجي" بأنه شعور فطري بالحنين إلى المعنى والمطلق، وهو ما يدفع الإنسان إلى البحث عن المقدس. الدين، في هذا السياق، ليس مجرد مجموعة نصوص أو فرائض، بل هو تجربة تروي هذا الظمأ من خلال إضفاء معنى على الحياة، سواء عبر العبادة، الأخلاق، أو التأمل في الجمال الإلهي المتجلي في الكون. على سبيل المثال، يشير الرفاعي إلى أن الصلاة ليست مجرد طقس، بل لحظة تأملية تربط الإنسان باللامتناهي، مما يعزز شعوره بالسكينة والانتماء.
 3**التعددية والتأويل: تحرير النصوص من الجمود**
من أبرز إسهامات الرفاعي الفلسفية دعوته إلى التعددية في فهم النصوص الدينية، معتبرًا أن الإصرار على تفسير واحد للنص المقدس يقتله ويحرمه من حيويته. تعريفه "الدين بوصفه حياة في أفق المعنى" ينتقد التفسير الحرفي الذي يقدّس فهم السلف كحقيقة مطلقة، ويراه قيدًا يمنع الدين من التفاعل مع العصر. يستلهم الرفاعي هنا منهج أمين الخولي في التأويل الأدبي للنصوص، ويضيف إليه أدوات الهرمنيوطيقا الفلسفية الحديثة التي طورها فلاسفة مثل هانز غادامير وبول ريكور.
 على سبيل المثال، يمكن لآية قرآنية مثل "فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ" (سورة الواقعة: 96) أن تُفهم على مستويات متعددة: تسبيحًا طقسيًا روحيًّا، تأملًا في عظمة الخلق، أو دعوة إلى السعي الأخلاقي. هذا التعدد يجعل النص حيًا، قادرًا على إلهام أجيال مختلفة بمعانٍ جديدة تتناسب مع سياقاتها التاريخية والثقافية. كما يمتد هذا الانفتاح إلى العلاقة بين الأديان، حيث يرى الرفاعي أن التفكير الفلسفي في الدين يكشف عن قيم مشتركة مثل المحبة والرحمة والعدل، مما يدعم الحوار بين الثقافات ويقلل من التطرف.
 3**التوازن بين العقلانية والروحانية**
على الرغم من اعتماده الكبير على العقل كأداة لفهم الدين، لا ينزلق الرفاعي إلى العقلانية المفرطة التي تنفي البعد الروحي، كما فعل بعض المفكرين المعاصرين. في كتاباته، يصف العقل بأنه "حارس المعرفة" الذي يضع حدودًا للعاطفة والخيال، لكنه لا يلغيهما، بل يوجههما نحو التوازن. هذا النهج يظهر بوضوح في تقديره للتصوف كتجربة روحية غنية، حيث يصفه بأنه "كنز الأديان" لقدرته على تعميق العلاقة بين الإنسان والله ورفد الحياة بالمعنى الروحي والاخلاقي.
 لكن الرفاعي ينتقد التصوف المنغلق الذي ينحصر في الزهد المفرط أو الانعزال عن المجتمع، ويدعو إلى تصوف "منبسط" يرى الجمال في الوجود، ويعزز المحبة المتبادلة بين الله والإنسان. على سبيل المثال، يرى الرفاعي أن الشعر الصوفي لجلال الدين الرومي أو ابن الفارض يعكس هذا التصور، حيث يجمع بين التأمل الروحي والالتزام الأخلاقي تجاه العالم.
 4**تحيين الدين في عصر العلم والحداثة**
في ظل التحولات العلمية والتكنولوجية الهائلة، يؤكد الرفاعي على ضرورة تحيين الخطاب الديني ليظل ملائمًا لاحتياجات الإنسان المعاصر. ففي كتابه "الدين والاغتراب الميتافيزيقي"، يناقش كيف أدى التقدم العلمي إلى شعور الإنسان بالاغتراب عن المقدس، لكنه يرى أن الدين قادر على استعادة دوره إذا أعيدت صياغته بما يتناسب مع هذا الواقع. فالعلوم، بحسب الرفاعي، تجيب عن "كيف" الأشياء، بينما يبقى الدين مسؤولًا عن "لماذا" الوجود، مثل أسئلة المعنى والغاية.
 على سبيل المثال، يقترح الرفاعي إعادة قراءة النصوص المتعلقة بالخلق في ضوء النظريات العلمية الحديثة، ليس للتوفيق بينهما بالقوة، بل لفهم الدين كإطار رمزي يعبر عن الحقائق الوجودية بطريقة تتجاوز الحرفية.
 5افية. كما يمتد هذا الانفتاح إلى العلاقة بين الأيمثل منهج عبد الجبار الرفاعي الفلسفي دعوة جريئة لإعادة النظر في الدين ليس كمجرد تراث جامد، بل كتجربة حية تتفاعل مع العقل والروح والواقع. من خلال تعريفه الموسع للإنسان، ودعوته للتعددية والتأويل، وتوازنه بين العقلانية والروحانية، يقدم الرفاعي نموذجًا لفهم الدين يجعله مصدرًا للمعنى والمحبة والجمال والرحمة. في عالم يعاني من التصادم الحضاري والتطرف، يبقى هذا المنهج بمثابة مشروع فكري يسعى إلى أنسنة الحياة وتعزيز التعايش، مؤكدًا أن الدين، في أصله، دعوة إلى المحبة والكمال الإنساني.
Media is too big
VIEW IN TELEGRAM
(الأفق الانساني في الخطاب الكلامي: قراءة في مشروع #عبدالجبار_الرفاعي) ورقة قدمتها الدكتورة إيمان مخينيني، استاذة بكلية الآداب والعلوم الانسانية، في جامعة سوسة بتونس، د. إيمان مختصة في الدراسات الحضارية فرع الدراسات الكلامية التأويلية، في ندوة الجمعية الفلسفية الموريتانية "بيت الحكمة" حول: "مشروع تجديد الفكر الديني عند عبد الجبار الرفاعي".
‏تسجيل صوتي للفصل الثالث بعنوان: (علم الكلام الجديد هو الفهم الجديد للوحي)
من كتابنا (مقدمة في علم الكلام الجديد)
على الرابط:
https://www.hindawi.org/books/46425727/3/
يتحدث الاستاذ عبد الرحمن المرزوقي غدا الاثنين 24-2-2025 في ندوة بمكة المكرمة، عن "الرحمة والأخلاق في الدين" ومرجعيتها في فلسفة الدين عند عبد الجبار الرفاعي.
‏كتبت الشاعرة العراقية #سلامة_الصالحي: (إن لم تقرأ كتاب #الدين_والظمأ_الانطلوجي للدكتور #عبدالجبار_الرفاعي فقد فاتك الكثير. دعوة لمنتجي الدراما العراقية للاستفادة من السيرة التي يتضمنها الكتاب في انجاز مسلسل يعطي للاجيال صورة الجنوب الحقيقية وماعاناه اهله وكيف نبغ من بين كل ذلك العذاب مفكرين ومبدعين كبار ... انه كتاب يوازي مكتبة بكل ماطرح من افكار وتصورات ورؤى .. اذا قرات هذا الكتاب فلن تعود لما كنته ابدا ....).
https://www.facebook.com/100001049503104/posts/9640601742651380/
يقول أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم البصري "354 - 430 هجرية" في مقدمة كتاب «الشكوك على بطليموس»: (وجود الحق صعب، والطريق إليه وعر، والحقائق منغمسة في الشبهات … فطالب الحق ليس هو الناظر في كتب المتقدمين، المسترسل مع طبعه في حسن الظن بهم، بل طالب الحق هو المتهم لظنه فيهم، المتوقف فيما يفهمه عنهم، المتبع الحجة والبرهان، لا قول القائل الذي هو إنسان، المخصوص في جبلّته بضروب الخلل والنقصان. والواجب على الناظر في كتب العلوم، إذا كان غرضه معرفة الحقائق، أن يجعل نفسه خصماً لكل ما ينظر فيه. ويجيل فكره في متنه وفي جميع حواشيه، ويخصمه من جميع جهاته ونواحيه، ويتهم أيضاً نفسه عند خصامه فلا يتحامل عليه ولا يتسمح فيه. فإنه إذا سلك هذه الطريقة انكشفت له الحقائق، وظهر ما عساه وقع في كلام من تقدمه من التقصير والشُّبه).
أرخنة مصطلح فلسفة الدين: في تكملة المعنى والمبنى من عبد الجبار الرفاعـي إلـى جـان غرايش.

د. رسول محمد رسول
المقترب بين مفكّرين، أحدهما من الشرق والآخر من الغرب الأوروبي، في شؤون الدين علامة طيبة الذكر ولا غرابة أن نجمع بين عدد من المفكرين في الشرق والغرب إذا كانا يقدّمان معرفة مفيدة ودقيقة لمشكلة ما أو مصطلح ما؛ ففي العام قبل الماضي صدرت للرفاعي مراجعته لترجمة كتاب (العقل والمعتقد الديني/ مدخل لفلسفة الدين) وهو كتاب ثر المبنى والمعنى وله صولة في عدد من الجامعات مشترك التأليف شارك فيه: مايكل بيترسون، ووليام هاسكر، وبروس رايخنباخ، وديفيد باسنجر، ونقلته إلى العربية زهراء طاهر، وراجعه الدكتور عبد الجبار الرفاعي (مفكّر عراقي) ليكون متاحاً بين القرّاء.
فلسفة الدين
لقد قرأتُ ذلك الكتاب فلم أجد في متنه تعريفا لمصطلح "فلسفة الدين" لكني وجدته فيه دون تعريف قاطع، إلا أن الرفاعي يبدو تنّبه إلى ذلك فسعى إلى ملء الفراغ في "التقديم" الذي كتبه لهذه الترجمة التاريخية باحثا مدققاً في شؤون فلسفة الدين حتى توصّل إلى بناء تعريف من وجوه عدّة، شبه جامع، لمصطلح "فلسفة الدين" من خلال تناول شؤونه من قريب وبعيد وهو شخص كان خاض في غمار التفكير الديني عملياً عبر عقود طويلة وفي غير بلد إسلامي حتى هذه اللحظة، فأستغل خبراته وثقافته ودرايته لردم الفجوة في هذا الكتاب ذي التأليف المشترك، وبالفعل جاءت مشاركته في الكتاب مشاركة رجل متخصّص لكنها مشاركة تكميلية فطوبى للرفاعي لكونه تنّبه إلى النقص حتى قدّم صورة متكاملة لهذا الكتاب المهم الذي سُعد به قرّاء العربية.
العوسج الملتهب!
ومؤخراً قرأنا كتاب (العوسج الملتهب وأنوار العقل/ ابتكار فلسفة الدين) لمؤلفه الفرنسي جان غرايش بعد أن تمّت ترجمته إلى العربية بجهود محمد علي مقلد وزملاء له.... ومرجعة مشير باسيل عون، وهو مشروع ترجمة لدار الكتاب الجديد المتحدة في بيروت وطرابلس الغرب، وأكثر تحديداً مشروع ترجمة تاريخي نهض به "سالم أحمد الزريقاني" فطوبى له ولهذه الجهود.. ما هو مهم أن جان غرايش هنا هو مؤلف الكتاب وقد بدا مؤرخا (أرخنة) = (Historizing) عملاقاً لفلسفة الدين فعاد إلى البدايات، ومرّ على كل ما يمت بصلة في فلسفة الدين حتى إنه قدّم أنطولوجيا شبه متكاملة لفلسفة الدين جريئة كشف فيها عن الجذور وما تلاها في شؤون فلسفة الدين، ومنها أقدم تعريف لمصطلح "فلسفة الدين" ذاك الذي ظهر لدى "سيغموند فون ستورشينو" الذي عاش قرابة قرن من الزمان سوى سنوات قليلة للفترة 1711 إلى 1797(أي: توفي في نهاية القرن السابع عشر)، وفي سنوات عمره صكّ مصطلح فلسفة الدين في منشور أثار الإعجاب والجدل؛ بل أصدر وباسم مستعار في أوغسبورغ (في بافاريا الألمانية) سنة 1772 كتابه (فلسفة الدين) وطاب له هذا الإصدار حتى راح يوسّعه بين سنة 1773 لغاية سنة 1781 حتى أصبح في سبعة مجلّدات، وهي معلومات قيمة عن مشاركته هذه (ص 144 – 145، الجزء الأول).
إن هذا التأصيل التاريخي من جانب غرايش شبيه بتأصيل عبد الجبار الرفاعي في المقدّمة التي نُشرت مع الكتاب الذي صدر سنة 2019، فكلاهما وعى درس التأصيل وجاء به إلى مدار أن يكون...، وكلاهما يمتلك الوعي الأبستمولوجي لخلق اللحظة المعرفية الحقّة التي نأى عنها التاريخ وخلق غشاوة هي الموئل للخداع، الأمر الذي يعني وجود صعوبات على قارعة الطريق لا بد من تذليلها وهو ما فعله عبد الجبار الرفاعي وزميله جان غرايش كل بحسب ما أشتغل وتأمل وكتب فطوبى لهما باحثين جادين؛ الأول كان يوسّع من دائرة البحث نحو تكاملية في ظهور المصطلح والثاني يؤصل ظهور مصطلح فلسفة الدين عبر قرنين من الزمان فاستحقا اِلإشارة على ما فعلاه وأصدراه.
إن كلا الكتابين يعدان مدران مهمان في فلسفة الدين، وكلا الباحثان أدليا بجهدهما فبوركا على ما فعلا.
https://alsabaah.iq/40137/%D8%A3%D8%B1%D8%AE%D9%86%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B7%D9%84%D8%AD-%D9%81%D9%8A-%D8%AA%D9%83%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%86%D9%89-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A8%D9%86%D9%89-%D9%85%D9%86-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%81%D8%A7%D8%B9%D9%80%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%80%D9%89-%D8%AC%D9%80%D8%A7%D9%86-%D8%BA%D8%B1%D8%A7%D9%8A%D8%B4