#مقالات_قرآنية
#آية_ومعنى
معنى قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾
#المسألة:
ما معنى ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾ من قوله تعالى في سورة الجن: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾(1)؟
#الجواب:
التعالي هو الارتفاع والسمو، والجَدُّ في الآية بمعنى العظمة والجَلال، تقولُ العرب: جَدَّ الرجلُ في عيني أي كبُرَ وارتفع شأنُه، ويقال: جَدَّ سلطانُ زيد أي عظُم ملكه واتسع أو اشتدَّ وتأكَّد، وعليه فمعنى هذه الفقرة من الآية هو أنَّه قد تعالى وتسامى جلالُ ربِّنا وارتفعتْ عظمتُه.
فهو نحوٌ من التسبيح والتقديس والثناء على الله تعالى، كما في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين أنَّه قال: "الْحَمْدُ للهِ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدُهُ، والْغَالِبِ جُنْدُهُ، والْمُتَعَالِي جَدُّهُ"(2) فمعنى قوله: "الْمُتَعَالِي جَدُّهُ" هو المتساميةُ عظمتُه والمتعاظمُ جلالُه.
وقد يُطلق الجَد بفتح الجيم ويُراد منه الجَاه والغِنى ومن ذلك ما رُوي من قول النبيِّ (ص): "ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَّدُّ"(3) فالجَدُّ هو الغنى أو الجاه، وذو الجَد هو ذو الجاه أو الغنيُّ، ومعنى الحديث هو أنَّ صاحب الغنى وصاحب الجاه لا ينتفعان بما هما عليه من غنىً وجاه يوم القيامة، فلا ينفع العبد عند الله يوم القيامة غنًى ولا جاه وإنَّما تنفعه طاعتُه لله تعالى. فلو كان المراد من الجَدِّ في في الآية هو الغِنى أو الجَاه لكان معناها هو أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد اتَّسع غناهُ وعلا شأنُه فمِن علوِّ شأنِه وسعة غناهُ -غير المحدود- أنَّه متنزِّه عن الصاحبة والولد.
#المصدر
1- الجن/3.
2- شرح نهج البلاغة ابن ميثم البحراني - ج4 / ص211.
3- مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي - ص509.
#آية_ومعنى
معنى قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾
#المسألة:
ما معنى ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا﴾ من قوله تعالى في سورة الجن: ﴿وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا﴾(1)؟
#الجواب:
التعالي هو الارتفاع والسمو، والجَدُّ في الآية بمعنى العظمة والجَلال، تقولُ العرب: جَدَّ الرجلُ في عيني أي كبُرَ وارتفع شأنُه، ويقال: جَدَّ سلطانُ زيد أي عظُم ملكه واتسع أو اشتدَّ وتأكَّد، وعليه فمعنى هذه الفقرة من الآية هو أنَّه قد تعالى وتسامى جلالُ ربِّنا وارتفعتْ عظمتُه.
فهو نحوٌ من التسبيح والتقديس والثناء على الله تعالى، كما في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين أنَّه قال: "الْحَمْدُ للهِ الْفَاشِي فِي الْخَلْقِ حَمْدُهُ، والْغَالِبِ جُنْدُهُ، والْمُتَعَالِي جَدُّهُ"(2) فمعنى قوله: "الْمُتَعَالِي جَدُّهُ" هو المتساميةُ عظمتُه والمتعاظمُ جلالُه.
وقد يُطلق الجَد بفتح الجيم ويُراد منه الجَاه والغِنى ومن ذلك ما رُوي من قول النبيِّ (ص): "ولا ينفعُ ذا الجَدِّ منك الجَّدُّ"(3) فالجَدُّ هو الغنى أو الجاه، وذو الجَد هو ذو الجاه أو الغنيُّ، ومعنى الحديث هو أنَّ صاحب الغنى وصاحب الجاه لا ينتفعان بما هما عليه من غنىً وجاه يوم القيامة، فلا ينفع العبد عند الله يوم القيامة غنًى ولا جاه وإنَّما تنفعه طاعتُه لله تعالى. فلو كان المراد من الجَدِّ في في الآية هو الغِنى أو الجَاه لكان معناها هو أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد اتَّسع غناهُ وعلا شأنُه فمِن علوِّ شأنِه وسعة غناهُ -غير المحدود- أنَّه متنزِّه عن الصاحبة والولد.
#المصدر
1- الجن/3.
2- شرح نهج البلاغة ابن ميثم البحراني - ج4 / ص211.
3- مصباح المتهجد - الشيخ الطوسي - ص509.
#مقالات_قرآنية
#ما_السبب
الاية(بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾
#المسألة:
في سورة الفتح آية (10) يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. عادةً تكون كلمة عليهِ منتهية بكسرة حيث إن (على) حرف جر ولا توجد (عليه) في القرآن الكريم غير منتهية بكسرة سوى في هذه السورة حيث أن الهاء مضمومة. فما سبب كونها مضمومة واختلافها عن البقية؟!
#الجواب:
قرأ جمهورُ القرَّاء "عليه" في قوله تعالى: ﴿بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾(1) بالكسر وتفرَّد حفصُ بقراءة "عليه" في الآية الشريفة بالضم.
والوجه في قراءة حفص هو أنَّ أصل الهاء في "عليه" هو الضمير المنفصل "هو" فالهاءُ في الأصل مضمومة، لذلك تقرأ مضمومة في مثل قوله تعالي: ﴿لهُ مقادير السماوات.. ﴾ وقوله تعالى: ﴿فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ..﴾(2) وقوله تعالى: ﴿فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ..﴾(3). فالهاء في هذه الأمثلة تكون على مقتضى الأصل مضمومة إلا أنَّ هاء الضمير إذا جاء بعد ياءٍ ساكنة أو بعد حرف مجرور فإنَّها تُكسر للمجاورة ولرعاية تجانس الياء والكسرة وتجانس الحرف المجرور والكسرة، وباعتبار أنَّ الهاء في كلمة "عليه" جاءت مسبوقة بحرف الياء الساكنة لذلك قُرئت الهاء مكسورة عند جمهور القرَّاء وهو المتعارف أيضًا إلا أنَّ حفص قرأها مضمومة رعاية للأصل وهو ضمير الرفع المنفصل "هو".
وكذلك قرأ قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾ (4) بضم الهاء في "أَنسَانِيهُ" وهو خلاف ما عليه القُرَّاء حيثُ قرؤوا الهاء مكسورة.
والمتحصَّل أنَّ الكسر منشأه المرعاة للمجاورة والتجانس والضم منشأه المرعاة للأصل وكلاهما صحيح أي أنَّ الكسر والضم للضمير بعد الياء لغتان.
#ما_السبب
الاية(بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾
#المسألة:
في سورة الفتح آية (10) يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا﴾. عادةً تكون كلمة عليهِ منتهية بكسرة حيث إن (على) حرف جر ولا توجد (عليه) في القرآن الكريم غير منتهية بكسرة سوى في هذه السورة حيث أن الهاء مضمومة. فما سبب كونها مضمومة واختلافها عن البقية؟!
#الجواب:
قرأ جمهورُ القرَّاء "عليه" في قوله تعالى: ﴿بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ﴾(1) بالكسر وتفرَّد حفصُ بقراءة "عليه" في الآية الشريفة بالضم.
والوجه في قراءة حفص هو أنَّ أصل الهاء في "عليه" هو الضمير المنفصل "هو" فالهاءُ في الأصل مضمومة، لذلك تقرأ مضمومة في مثل قوله تعالي: ﴿لهُ مقادير السماوات.. ﴾ وقوله تعالى: ﴿فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ..﴾(2) وقوله تعالى: ﴿فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ..﴾(3). فالهاء في هذه الأمثلة تكون على مقتضى الأصل مضمومة إلا أنَّ هاء الضمير إذا جاء بعد ياءٍ ساكنة أو بعد حرف مجرور فإنَّها تُكسر للمجاورة ولرعاية تجانس الياء والكسرة وتجانس الحرف المجرور والكسرة، وباعتبار أنَّ الهاء في كلمة "عليه" جاءت مسبوقة بحرف الياء الساكنة لذلك قُرئت الهاء مكسورة عند جمهور القرَّاء وهو المتعارف أيضًا إلا أنَّ حفص قرأها مضمومة رعاية للأصل وهو ضمير الرفع المنفصل "هو".
وكذلك قرأ قوله تعالى: ﴿وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ﴾ (4) بضم الهاء في "أَنسَانِيهُ" وهو خلاف ما عليه القُرَّاء حيثُ قرؤوا الهاء مكسورة.
والمتحصَّل أنَّ الكسر منشأه المرعاة للمجاورة والتجانس والضم منشأه المرعاة للأصل وكلاهما صحيح أي أنَّ الكسر والضم للضمير بعد الياء لغتان.
#مقالات_قرآنية
#هل_الناسي_هو_يوسف_أم_الساقي_؟؟؟
#ردّ_شبهة.
قال تعالى في كتابه العزيز ((وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ))يوسف: 42..
من الذي أنساه الشيطان؟ هل الناسي هو يوسف عليه السلام أم الساقي؟
ذهب الكثير من المفسرين على انّ الناسي هو يوسف (عليه السلام) لذلك بقي في السجن بضع سنين..
ولكن لو دقّقنا النظر لوجدنا انّ الناسي هو الناجي وليس يوسف (عليه السلام)، بدليل انّ الكلام كان بداية الآية الشريفة ليوسف (عليه السلام) بقوله لصاحبه الناجي (اذكرني) وحسب المفهوم يعني (لا تنساني) ولكنه مع ذلك نساه، وما يساعد على هذا الرأي هو انّ هذا الصاحب قد ذكره بعد مدة على ما يأتي في الآيات اللاحقة بقوله تعالى ((وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ))يوسف: 45..
وفوق كلّ ذلك فانّ الشيطان ليس له سبيل في الوصول الى النبي يوسف(عليه السلام) بدليل انّه كان من المخلصين بقوله تعالى في نفس السورة ((إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ))يوسف: 24، والمخلص لا سبيل للشيطان اليه أبداً..
أما مسألة لبثه في السجن فهو عقوبة له لأنه ترك الأولى (على انّ ترك الأولى لا ينافي الاخلاص بترك التوسل بالأسباب) بطلبه من ذلك الساقي أن يذكره عند الملك، وهذا ما جاء في تفسير العياشى - (2 / 185)
((عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله ليوسف : ألست الذى حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ أولست الذى سقت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ أولست الذى صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دونى ؟ فالبث لما قلت في السجن بضع سنين))
#هل_الناسي_هو_يوسف_أم_الساقي_؟؟؟
#ردّ_شبهة.
قال تعالى في كتابه العزيز ((وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ))يوسف: 42..
من الذي أنساه الشيطان؟ هل الناسي هو يوسف عليه السلام أم الساقي؟
ذهب الكثير من المفسرين على انّ الناسي هو يوسف (عليه السلام) لذلك بقي في السجن بضع سنين..
ولكن لو دقّقنا النظر لوجدنا انّ الناسي هو الناجي وليس يوسف (عليه السلام)، بدليل انّ الكلام كان بداية الآية الشريفة ليوسف (عليه السلام) بقوله لصاحبه الناجي (اذكرني) وحسب المفهوم يعني (لا تنساني) ولكنه مع ذلك نساه، وما يساعد على هذا الرأي هو انّ هذا الصاحب قد ذكره بعد مدة على ما يأتي في الآيات اللاحقة بقوله تعالى ((وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَا أُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ))يوسف: 45..
وفوق كلّ ذلك فانّ الشيطان ليس له سبيل في الوصول الى النبي يوسف(عليه السلام) بدليل انّه كان من المخلصين بقوله تعالى في نفس السورة ((إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ))يوسف: 24، والمخلص لا سبيل للشيطان اليه أبداً..
أما مسألة لبثه في السجن فهو عقوبة له لأنه ترك الأولى (على انّ ترك الأولى لا ينافي الاخلاص بترك التوسل بالأسباب) بطلبه من ذلك الساقي أن يذكره عند الملك، وهذا ما جاء في تفسير العياشى - (2 / 185)
((عن يعقوب بن شعيب عن أبى عبدالله عليه السلام قال : قال الله ليوسف : ألست الذى حببتك إلى أبيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ أولست الذى سقت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ أولست الذى صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على أن ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دونى ؟ فالبث لما قلت في السجن بضع سنين))
#مقالات_قرآنية
#كيف_يمكن_للزهراء_ان_تكون_حجة_على_البشرية
فاطمة عليها السلام مجد الرسالة الإلهية
إن فاطمة عليها السلام هي مجد الرسالة الإلهية ، وتجسيد لكل ما في القرآن الكريم من لطائف العبر ، ودقائق الفكر ، وعظمة الحق . . فلابد لكل رسالة من ان تقدم نموذجا ، ورسالة الإسلام هي أعظم رسالة ، فلابد أن يكون الأنموذج الذي تقدمه هذه الرسالة هو الأنموذج الأعظم ، فكانت فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي قدوة لكل إنسان؛ ذكرا كان أم أنثى .
وهكذا تسامت هذه المرأة العظيمة نحو معالي القيم والأخلاق ، وذابت في الرسالة ، وتحولت من مجرد شخص إلى نموذج رسالي .
ان رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاء سراجاً منيراً ، وبشيراً هادياً ، ورحمة للعالمين . . كان يركز كل تعاليمه ، وبرامجه التربوية في ابنته فاطمة عليها السلام ، وعلي بن أبي طالب الذي ربّاه على يديه الكريمتين ، وإلا فكيف يمكن ان لا ينجح صلى الله عليه وآله في تربية فاطمة عليها السلام وهو الذي أثر في التاريخ ، وصنع أجيالا من المؤمنين الرساليين يعجز اللسان عن وصف سموّهم وطهارتهم ونقائهم . ولذلك فقد كانت الزهراء عليها السلام مقياسا وميزانا للعفاف ، ومثالا لتجلي الأخلاق الحسنة ، لأنها خلاصة التربية القرآنية ، وعصارة شخصية تمثل القرآن الكريم .
والقرآن الكريم ينقل لنا جانباً من حياة فاطمة وسلوكياتها في سورة كاملة ، هي سورة " الانسان " ، حيث تثني على فاطمة الزهراء لأنها ـ وهي ربّة العائلة وسيّدة البيت ـ هي التي حملت رغيفها في البدء ، ثم جمعت أرغفة أطفالها الصغار وهم صائمون لتعطيها خلال ثلاثة أيام متتالية الى المسكين واليتيم والأسير ، متجاوزة بذلك ـ في سبيل العقيدة ـ عواطفها وطبيعتها كأمّ تفضّل أطفالها على غيرهم ، وضاربة بذلك أروع الأمثلة في الذوبان في الرسالة الإلهية ، والاندماج فيها ، وتفضيلها على كل العلائق الدنيوية ، ولكي تقول للمرأة المسلمة ، ان المرأة بإمكانها اذا ما تربّت في أحضان الرسالة ، وعاشت في أجواء القرآن والوحي أن تتحول الى أنموذج في التسامي والتكامل وتحدي غرائز وعوامل الضعف في النفس البشرية .
بمثل هذه المواقف الرائعة جسدت فاطمة الزهراء قيم الرسالة ومبادئ الدين ، وبذلك أصبحت حجة بالغة على البشرية جمعاء
#كيف_يمكن_للزهراء_ان_تكون_حجة_على_البشرية
فاطمة عليها السلام مجد الرسالة الإلهية
إن فاطمة عليها السلام هي مجد الرسالة الإلهية ، وتجسيد لكل ما في القرآن الكريم من لطائف العبر ، ودقائق الفكر ، وعظمة الحق . . فلابد لكل رسالة من ان تقدم نموذجا ، ورسالة الإسلام هي أعظم رسالة ، فلابد أن يكون الأنموذج الذي تقدمه هذه الرسالة هو الأنموذج الأعظم ، فكانت فاطمة الزهراء عليها السلام التي هي قدوة لكل إنسان؛ ذكرا كان أم أنثى .
وهكذا تسامت هذه المرأة العظيمة نحو معالي القيم والأخلاق ، وذابت في الرسالة ، وتحولت من مجرد شخص إلى نموذج رسالي .
ان رسول الله صلى الله عليه وآله الذي جاء سراجاً منيراً ، وبشيراً هادياً ، ورحمة للعالمين . . كان يركز كل تعاليمه ، وبرامجه التربوية في ابنته فاطمة عليها السلام ، وعلي بن أبي طالب الذي ربّاه على يديه الكريمتين ، وإلا فكيف يمكن ان لا ينجح صلى الله عليه وآله في تربية فاطمة عليها السلام وهو الذي أثر في التاريخ ، وصنع أجيالا من المؤمنين الرساليين يعجز اللسان عن وصف سموّهم وطهارتهم ونقائهم . ولذلك فقد كانت الزهراء عليها السلام مقياسا وميزانا للعفاف ، ومثالا لتجلي الأخلاق الحسنة ، لأنها خلاصة التربية القرآنية ، وعصارة شخصية تمثل القرآن الكريم .
والقرآن الكريم ينقل لنا جانباً من حياة فاطمة وسلوكياتها في سورة كاملة ، هي سورة " الانسان " ، حيث تثني على فاطمة الزهراء لأنها ـ وهي ربّة العائلة وسيّدة البيت ـ هي التي حملت رغيفها في البدء ، ثم جمعت أرغفة أطفالها الصغار وهم صائمون لتعطيها خلال ثلاثة أيام متتالية الى المسكين واليتيم والأسير ، متجاوزة بذلك ـ في سبيل العقيدة ـ عواطفها وطبيعتها كأمّ تفضّل أطفالها على غيرهم ، وضاربة بذلك أروع الأمثلة في الذوبان في الرسالة الإلهية ، والاندماج فيها ، وتفضيلها على كل العلائق الدنيوية ، ولكي تقول للمرأة المسلمة ، ان المرأة بإمكانها اذا ما تربّت في أحضان الرسالة ، وعاشت في أجواء القرآن والوحي أن تتحول الى أنموذج في التسامي والتكامل وتحدي غرائز وعوامل الضعف في النفس البشرية .
بمثل هذه المواقف الرائعة جسدت فاطمة الزهراء قيم الرسالة ومبادئ الدين ، وبذلك أصبحت حجة بالغة على البشرية جمعاء