#نكتة_عقائدية_من_دعاء_كميل
#الجحود_و_العناد :
ورد في دعاء كميل (رض)
فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النار كلها برداً وسلاماً وما كان لأحد فيها مقراً ولا مقاماً .
#معنى_الجحود:
قال الراغب الأصفهاني في المفردات هو نفي ما في القلب إثباته وإثبات ما في القلب نفيه ( وجحدوها واستيقنتها أنفسهم) .
أما العناد فهو كما في دستور العلماء ( العناد رد الحق مع العلم بأنه حق) فالجحود والعناد لهما معنى واحد وهو رفض الحق مع العلم به ولعل الجحود بحسب تعريف الراغب الأصفهاني يشمل أيضاً إثبات الباطل وفي القلب نفيه وليس فقط رد الحق بينما يبدو من تعريف العناد هو رفض الحق وعناده وعدم قبوله.
إذن الجاحد والمعاند ليس عندهما مشكلة في التصور والفهم والعلم بل القضية ترتبط بالنفس وهذا بالحقيقة مرض أخلاقي يعود إلى أمراض النفس الإنسانية ويرتبط بالكبر وعدم التواضع والخضوع للحق وليس مرضا يعود إلى العقل فقط كالجاهل البسيط او الشكاك ، لذا هو أخطر مرحلة يصل اليها الإنسان ، ولذا خصه الدعاء بالعذاب بل الخلود في نار جهنم وهذا مطلب عقائدي قرره الدعاء بأسلوب رائع حيث اتفق أهل العدلية ان الخلود في نار جهنم مختص بأهل الجحود والعناد وليس للقاصر او الجاهل دون إنكار .
وقد ورد هذا المعنى في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وقال الإمام الباقر ( ع ):" لا ينفع مع الشك والجحود عمل ". كما روي ان ابا بصير سأل الصادق ( ع):" ما تقول فيمن شك في الله تعالى ؟ قال :" كافر" ، قال :فشك في رسول الله (ص)؟قال:"كافر"، ثم التفت إلى زرارة فقال :" انما يكفر إذا جحد"
فالامام لم يكفر الشاك بل استدرك فقال إنما يكفر اذا جحد ، أي انه انتقل من مرحلة الشك المجرد الطبيعي الذي ينبغي أن يتعقبه البحث العملي ، إلى الرفض والقرار وإنكار الله مباشرة بمجرد الشك وهذا هو الجحود ايضاً .
#علاج_الجحود_و_العناد:
#اولاً: العلاج العقلي: فعليه أن يطلع العقائد والمنطق وان يفكر ويتأمل ويعرف أن الحق موجود ولا بد من الوصول إليه عبر البراهين العقلية ولا يمكن أن تخفى الحقيقة أو يمكن طمسها من خلال إنكارها بل ستبقى تؤرقه وتؤنب ضميره .
قال الشيخ النراقي في جامع السعادات : ثم علاجه أن يتذكر أولا قضية بديهية هي : أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ، ومنه يعلم أجمالاً أن أحد الشقوق العقلية المتصورة في المطلوب ثابت في الواقع ونفس الأمر والبواقي باطلة ، ثم يتصفح المقدمات المناسبة للمطلوب ويعرضها على الأقيسية المنطقية باستقصاء بليغ واحتياط تام في كل طرف ، حتى يقف على موضع الخطأ ويجزم بحقية أحد الشقوق وبطلان الآخر . والغرض من وضع المنطق ( لا) سيما مباحث القياسات السوفسطائية المشتملة على المغالطات ازالة هذا المرض .
#ثانيا: العلاج الروحي : هو أن يتوكل على الله ويواظب على العبادة وان يحاسب نفسه وان يجالس الصالحين ويسمع موعظة الواعظين .
قال الشيخ النراقي في هذا المجال : بعد أن ذكر الحل العقلي ، ولو كان ممن لا يقدر على ذلك ، العلاج في حقه أن يواظب على العبادة وقراءة القرآن ، ويشتغل بمطالعة الأحاديث وسماعها من أهلها ، ويجالس الصلحاء والمتقين وأصحاب الورع وأهل اليقين ، لتكتسب نفسه بذلك نورانية يدفع بها ظلمة شكه .
واخيراً على الإنسان أن يعرف أن اليقين الذي يسبقه الشك نعم المرسى الذي يرسو إليه ولكن أن يعيش للشك فإنه بئس المستقر الذي بغض النظر عن العذاب ستكون حياته غير مستقرة ولا مطمئنة قال تعالى :( الا بذكر الله تطمئن القلوب )، وأن يعرف أن التصديق إنما هو خروج عن الفطرة الإنسانية .
#المصدر: وكالة انباء الحوزة العلمية .
#بـــدر_الــنــاصــري
#الجحود_و_العناد :
ورد في دعاء كميل (رض)
فباليقين أقطع لولا ما حكمت به من تعذيب جاحديك وقضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النار كلها برداً وسلاماً وما كان لأحد فيها مقراً ولا مقاماً .
#معنى_الجحود:
قال الراغب الأصفهاني في المفردات هو نفي ما في القلب إثباته وإثبات ما في القلب نفيه ( وجحدوها واستيقنتها أنفسهم) .
أما العناد فهو كما في دستور العلماء ( العناد رد الحق مع العلم بأنه حق) فالجحود والعناد لهما معنى واحد وهو رفض الحق مع العلم به ولعل الجحود بحسب تعريف الراغب الأصفهاني يشمل أيضاً إثبات الباطل وفي القلب نفيه وليس فقط رد الحق بينما يبدو من تعريف العناد هو رفض الحق وعناده وعدم قبوله.
إذن الجاحد والمعاند ليس عندهما مشكلة في التصور والفهم والعلم بل القضية ترتبط بالنفس وهذا بالحقيقة مرض أخلاقي يعود إلى أمراض النفس الإنسانية ويرتبط بالكبر وعدم التواضع والخضوع للحق وليس مرضا يعود إلى العقل فقط كالجاهل البسيط او الشكاك ، لذا هو أخطر مرحلة يصل اليها الإنسان ، ولذا خصه الدعاء بالعذاب بل الخلود في نار جهنم وهذا مطلب عقائدي قرره الدعاء بأسلوب رائع حيث اتفق أهل العدلية ان الخلود في نار جهنم مختص بأهل الجحود والعناد وليس للقاصر او الجاهل دون إنكار .
وقد ورد هذا المعنى في روايات أهل البيت عليهم السلام ، وقال الإمام الباقر ( ع ):" لا ينفع مع الشك والجحود عمل ". كما روي ان ابا بصير سأل الصادق ( ع):" ما تقول فيمن شك في الله تعالى ؟ قال :" كافر" ، قال :فشك في رسول الله (ص)؟قال:"كافر"، ثم التفت إلى زرارة فقال :" انما يكفر إذا جحد"
فالامام لم يكفر الشاك بل استدرك فقال إنما يكفر اذا جحد ، أي انه انتقل من مرحلة الشك المجرد الطبيعي الذي ينبغي أن يتعقبه البحث العملي ، إلى الرفض والقرار وإنكار الله مباشرة بمجرد الشك وهذا هو الجحود ايضاً .
#علاج_الجحود_و_العناد:
#اولاً: العلاج العقلي: فعليه أن يطلع العقائد والمنطق وان يفكر ويتأمل ويعرف أن الحق موجود ولا بد من الوصول إليه عبر البراهين العقلية ولا يمكن أن تخفى الحقيقة أو يمكن طمسها من خلال إنكارها بل ستبقى تؤرقه وتؤنب ضميره .
قال الشيخ النراقي في جامع السعادات : ثم علاجه أن يتذكر أولا قضية بديهية هي : أن النقيضين لا يجتمعان ولا يرتفعان ، ومنه يعلم أجمالاً أن أحد الشقوق العقلية المتصورة في المطلوب ثابت في الواقع ونفس الأمر والبواقي باطلة ، ثم يتصفح المقدمات المناسبة للمطلوب ويعرضها على الأقيسية المنطقية باستقصاء بليغ واحتياط تام في كل طرف ، حتى يقف على موضع الخطأ ويجزم بحقية أحد الشقوق وبطلان الآخر . والغرض من وضع المنطق ( لا) سيما مباحث القياسات السوفسطائية المشتملة على المغالطات ازالة هذا المرض .
#ثانيا: العلاج الروحي : هو أن يتوكل على الله ويواظب على العبادة وان يحاسب نفسه وان يجالس الصالحين ويسمع موعظة الواعظين .
قال الشيخ النراقي في هذا المجال : بعد أن ذكر الحل العقلي ، ولو كان ممن لا يقدر على ذلك ، العلاج في حقه أن يواظب على العبادة وقراءة القرآن ، ويشتغل بمطالعة الأحاديث وسماعها من أهلها ، ويجالس الصلحاء والمتقين وأصحاب الورع وأهل اليقين ، لتكتسب نفسه بذلك نورانية يدفع بها ظلمة شكه .
واخيراً على الإنسان أن يعرف أن اليقين الذي يسبقه الشك نعم المرسى الذي يرسو إليه ولكن أن يعيش للشك فإنه بئس المستقر الذي بغض النظر عن العذاب ستكون حياته غير مستقرة ولا مطمئنة قال تعالى :( الا بذكر الله تطمئن القلوب )، وأن يعرف أن التصديق إنما هو خروج عن الفطرة الإنسانية .
#المصدر: وكالة انباء الحوزة العلمية .
#بـــدر_الــنــاصــري