💠 #زاد_عاشوراء_للمحاضر_الحسيني
💠 #محرم_1447هـ
📝 الموعظة الثانية عشرة
💠 معايير النصر في الميزان الإسلاميّ
بين أداء التكليف وترسيخ الوعي
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
2. أداء التكليف
3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
💠 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
💠 #محرم_1447هـ
📝 الموعظة الثانية عشرة
💠 معايير النصر في الميزان الإسلاميّ
بين أداء التكليف وترسيخ الوعي
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
2. أداء التكليف
3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
💠 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
📝 الموعظة الثانية عشرة
💠 معايير النصر في الميزان الإسلاميّ
بين أداء التكليف وترسيخ الوعي
🔹 هدف الموعظة
تعريف مفهوم النصر والهزيمة من منظورٍ إسلاميٍّ قرآنيٍّ وروائيٍّ بعيدٍ عن المقاييس المادّيّة الظاهريّة، وذلك عبر إبراز المعايير الأساسيّة التي تشكّل حقيقة النصر في الميزان الإلهيّ.
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
2. أداء التكليف
3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
🔹 تصدير الموعظة
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾¹.
🔶 1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
كثيراً ما يُثار التساؤل بعد كلّ مواجهة أو صراع: هل انتصرنا أم هُزمنا؟ وقد طُرح هذا السؤال بإلحاحٍ كبير في الأوساط الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بعد معركة «أولي البأس»، التي مثّلت محطّة مفصليّة في تاريخ المواجهة مع العدوّ؛ إذ لم يبقَ الحديث مقتصراً على أهل الاختصاص، بل شغل الرأي العامّ بكلّ فئاته، وصار كل فرد يُشكّل قناعة شخصيّة تجاه ما جرى، إمّا على أساس العاطفة والانتماء، أو بناءً على التحليل السياسيّ والعسكريّ.
لكنّ السؤال الأهمّ الذي يستدعي التوقّف عنده: ما معايير النصر والهزيمة في الفهم الإسلاميّ؟ هل يُقاس النصر بالسيطرة الجغرافيّة، أم بعدد الضحايا، أم بالتأثير المعنويّ والرمزيّ؟ وهل تعني الهزيمة دائماً تراجعاً وانكساراً؟
لذلك، نحاول نعيد صياغة السؤال في ضوء القرآن الكريم، وسنّة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، في محاولةٍ لتأسيس فهم إسلاميّ أصيل لمفهومَي النصر والهزيمة، بما يتجاوز الأبعاد الظاهريّة. وسنعرّج على بعض النماذج التطبيقيّة من السيرة النبويّة والإماميّة.
🔶 2. أداء التكليف
ينبغي أن نُدرك جيّداً أنّ النصر في المنظور الإسلاميّ الواقعيّ لا يُقاس فقط بالنتائج الظاهرة أو الانتصارات الميدانيّة، بل يقوم على مجموعة من الأسس والمعايير التي تحدّد ما إذا كنّا حقّاً قد انتصرنا. وأوّل هذه الأسس أداء التكليف.
فالإنسان المسلم، حين ينهض بمسؤوليّته تجاه القضايا العادلة، ولا يتخاذل أمام الظلم، ولا يتردّد في قول كلمة الحقّ، يكون قد حقّق أولى درجات النصر. ونحن أبناء مدرسة تؤمن بأنّ الواجب الأوّل على كلّ مسلم في هذه الحياة هو أداء ما كُلّفنا به من الله، والسعي في طريق الحقّ، على المستويين الفرديّ والجماعيّ، من دون أن نُشغل أنفسنا دائماً بنتائج العمل، فالثمرة النهائيّة بيد الله وحده.
إنّ هذا الفهم لا يعني التقاعس عن الإعداد أو التوكّل السلبيّ، بل يعني أن نبذل جهدنا ونُعدّ لعدوّنا ما استطعنا من قوّة، ثمّ نترك ما لا نملكه -وهو النتائج- إلى الله سبحانه. من هنا، فإنّ الالتزام بالتكليف يُعدّ في ذاته نصراً معنويّاً وروحيّاً، لأنّه يصبّ في مصلحة الدين والمجتمع، ويعزّز القيم العليا في الأمّة.
ولذلك، نجد أنّ القرآن الكريم قدّم لنا نماذج متعدّدة من المؤمنين الذين واجهوا الطغاة والجبابرة، وقاتلوا من أجل الحقّ، وبرغم اختلاف نهاياتهم وما وصلوا إليه في آخر المطاف -فمنهم من انتصر ظاهراً، ومنهم من استُشهد أو سُجن أو شُرّد- إلّا أنّ كلّ تلك النهايات كانت أشكالاً من النصر الحقيقيّ؛ لأنّها ساهمت في رفع الوعي، وتقوية جبهة الحقّ، وإحياء روح المقاومة والكرامة في الأمّة، والأهمّ من ذلك كلّه يكون الواحد منهم قد أدّى أمام الله تكليفه على أتمّ وجه لا يبتغي إلّا رضاه.
🔶 3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
من أبرز معايير النصر في الرؤية الإسلاميّة أن يسري الالتزام بالحقّ في وجدان الناس، ويترسّخ في سلوك المجتمع. فكلّما ازداد وعي الناس بأهمّيّة إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، وتدرّجوا في مواجهته -من التشكيك فيه، إلى رفضه، ثمّ تحدّيه، وصولاً إلى مقاومته وإزهاقه- كلّما اقتربوا من النصر الحقيقيّ، الذي لا يُقاس بعدد الغنائم أو حجم الدمار، بل بمقدار ما تغيّر في الوعي الجمعيّ واتّضح من الحقائق.
فالقرآن الكريم لا يصوّر الصراع في الحياة بوصفه صراعاً على الموارد أو الأرض فقط، بل هو في جوهره صراع على العقول والقلوب، وعلى الأفكار والمفاهيم التي تشكّل سلوك الإنسان ومواقفه.
↪️ #يتبع ①
💠 معايير النصر في الميزان الإسلاميّ
بين أداء التكليف وترسيخ الوعي
🔹 هدف الموعظة
تعريف مفهوم النصر والهزيمة من منظورٍ إسلاميٍّ قرآنيٍّ وروائيٍّ بعيدٍ عن المقاييس المادّيّة الظاهريّة، وذلك عبر إبراز المعايير الأساسيّة التي تشكّل حقيقة النصر في الميزان الإلهيّ.
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
2. أداء التكليف
3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
🔹 تصدير الموعظة
﴿فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ﴾¹.
🔶 1. معايير النصر وفق الفهم الإسلاميّ
كثيراً ما يُثار التساؤل بعد كلّ مواجهة أو صراع: هل انتصرنا أم هُزمنا؟ وقد طُرح هذا السؤال بإلحاحٍ كبير في الأوساط الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بعد معركة «أولي البأس»، التي مثّلت محطّة مفصليّة في تاريخ المواجهة مع العدوّ؛ إذ لم يبقَ الحديث مقتصراً على أهل الاختصاص، بل شغل الرأي العامّ بكلّ فئاته، وصار كل فرد يُشكّل قناعة شخصيّة تجاه ما جرى، إمّا على أساس العاطفة والانتماء، أو بناءً على التحليل السياسيّ والعسكريّ.
لكنّ السؤال الأهمّ الذي يستدعي التوقّف عنده: ما معايير النصر والهزيمة في الفهم الإسلاميّ؟ هل يُقاس النصر بالسيطرة الجغرافيّة، أم بعدد الضحايا، أم بالتأثير المعنويّ والرمزيّ؟ وهل تعني الهزيمة دائماً تراجعاً وانكساراً؟
لذلك، نحاول نعيد صياغة السؤال في ضوء القرآن الكريم، وسنّة النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، وروايات أهل البيت (عليهم السلام)، في محاولةٍ لتأسيس فهم إسلاميّ أصيل لمفهومَي النصر والهزيمة، بما يتجاوز الأبعاد الظاهريّة. وسنعرّج على بعض النماذج التطبيقيّة من السيرة النبويّة والإماميّة.
🔶 2. أداء التكليف
ينبغي أن نُدرك جيّداً أنّ النصر في المنظور الإسلاميّ الواقعيّ لا يُقاس فقط بالنتائج الظاهرة أو الانتصارات الميدانيّة، بل يقوم على مجموعة من الأسس والمعايير التي تحدّد ما إذا كنّا حقّاً قد انتصرنا. وأوّل هذه الأسس أداء التكليف.
فالإنسان المسلم، حين ينهض بمسؤوليّته تجاه القضايا العادلة، ولا يتخاذل أمام الظلم، ولا يتردّد في قول كلمة الحقّ، يكون قد حقّق أولى درجات النصر. ونحن أبناء مدرسة تؤمن بأنّ الواجب الأوّل على كلّ مسلم في هذه الحياة هو أداء ما كُلّفنا به من الله، والسعي في طريق الحقّ، على المستويين الفرديّ والجماعيّ، من دون أن نُشغل أنفسنا دائماً بنتائج العمل، فالثمرة النهائيّة بيد الله وحده.
إنّ هذا الفهم لا يعني التقاعس عن الإعداد أو التوكّل السلبيّ، بل يعني أن نبذل جهدنا ونُعدّ لعدوّنا ما استطعنا من قوّة، ثمّ نترك ما لا نملكه -وهو النتائج- إلى الله سبحانه. من هنا، فإنّ الالتزام بالتكليف يُعدّ في ذاته نصراً معنويّاً وروحيّاً، لأنّه يصبّ في مصلحة الدين والمجتمع، ويعزّز القيم العليا في الأمّة.
ولذلك، نجد أنّ القرآن الكريم قدّم لنا نماذج متعدّدة من المؤمنين الذين واجهوا الطغاة والجبابرة، وقاتلوا من أجل الحقّ، وبرغم اختلاف نهاياتهم وما وصلوا إليه في آخر المطاف -فمنهم من انتصر ظاهراً، ومنهم من استُشهد أو سُجن أو شُرّد- إلّا أنّ كلّ تلك النهايات كانت أشكالاً من النصر الحقيقيّ؛ لأنّها ساهمت في رفع الوعي، وتقوية جبهة الحقّ، وإحياء روح المقاومة والكرامة في الأمّة، والأهمّ من ذلك كلّه يكون الواحد منهم قد أدّى أمام الله تكليفه على أتمّ وجه لا يبتغي إلّا رضاه.
🔶 3. التزام المجتمع بإحقاق الحقّ وإبطال الباطل
من أبرز معايير النصر في الرؤية الإسلاميّة أن يسري الالتزام بالحقّ في وجدان الناس، ويترسّخ في سلوك المجتمع. فكلّما ازداد وعي الناس بأهمّيّة إحقاق الحقّ وإبطال الباطل، وتدرّجوا في مواجهته -من التشكيك فيه، إلى رفضه، ثمّ تحدّيه، وصولاً إلى مقاومته وإزهاقه- كلّما اقتربوا من النصر الحقيقيّ، الذي لا يُقاس بعدد الغنائم أو حجم الدمار، بل بمقدار ما تغيّر في الوعي الجمعيّ واتّضح من الحقائق.
فالقرآن الكريم لا يصوّر الصراع في الحياة بوصفه صراعاً على الموارد أو الأرض فقط، بل هو في جوهره صراع على العقول والقلوب، وعلى الأفكار والمفاهيم التي تشكّل سلوك الإنسان ومواقفه.
↪️ #يتبع ①
ومن هنا، فإنّ كل مواجهة عسكريّة أو سياسيّة، إن لم تترك أثراً في الوعي الإنسانيّ ولم تُفضِ إلى وضوحٍ أكبر بين معسكريّ الحقّ والباطل، فهي ناقصة أو غير مكتملة في ميزان الإسلام. يقول الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾²، أي أنّ الغاية من القتال ليست سفك الدماء أو تحقيق انتصارٍ عسكريٍّ فقط، بل هي إزالة الفتنة التي تُضلّل الناس وتحجب عنهم الحقّ، وتثبيت الدين والحقّ في النفوس.
وعليه، فإنّ النصر الحقيقيّ يبدأ حين يصبح الناس أكثر إدراكاً لحقيقة الصراع، ويميلون في قلوبهم وعقولهم إلى جبهة الحقّ، ويرفضون أن يكونوا أدوات بيد الباطل.
ومن هنا، تكتسب المعركة الجارية اليوم - نصرةً لغزّة ومواجهةً للعدوّ الصهيونيّ - طابعاً خاصّاً في هذا السياق؛ إذ إنها لا تكشف زيف الباطل فحسب، بل تُفرز المعسكرات بين من يقف مع قيم العدالة والحرّيّة، ومن يبرّر الاحتلال والظلم. إنّها بوابة تاريخيّة لكشف الأقنعة، وفرصة لتعزيز الاصطفاف الأخلاقيّ والروحيّ والدينيّ حول قضيّة الحقّ، ولو بأدنى أشكال المساهمة.
🔶 4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
من أبرز علامات النصر الحقيقيّ في الرؤية الإسلاميّة أن تترسّخ قضيّة الحقّ ومشروعها في وعي الناس، وتتحوّل إلى خيارٍ جماهيريّ، لا مجرّد موقفٍ نخبويّ أو ردّ فعل عاطفيّ. إنّ ما يجب أن نرصده بعد كلّ مواجهة أو صراع، ليس فقط حجم الانتصارات الميدانيّة، بل مدى التغيّر في وعي الجمهور: هل ازداد تمسّكهم بخيار المقاومة؟ هل أصبحت القضيّة أكثر رسوخاً وتجذّراً في النفوس؟ وهل بدأ الحقّ يتمايز أكثر في عيون الناس ويتجلّى أمامهم؟
فإذا أصبحت فكرة المقاومة بعد الحرب أكثر قبولاً، ووجدنا إرادةً شعبيّةً صلبةً وعازمةً على رفض الباطل، ومواجهة الظلم، فهذا هو النصر الحقيقيّ والأعمق، لأنّه يمهّد لمرحلةٍ جديدة من الوعي، ويثبّت الجبهة الثقافيّة والعقائديّة للمواجهة، وهي الجبهة الأطول عمراً والأكثر تأثيراً، يقول تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾³، فالحقّ -وإن بدا في لحظاتٍ ضعيفاً أو محاصراً- لكنّه هو ما يبقى، لأنّه يلبّي حاجة الوعي الإنسانيّ، ويجد طريقه في القلوب الصافية والعقول الباحثة عن المعنى، وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «إنما يُنصر الله عباده المؤمنين بما يخرج من قلوبهم من اليقين»⁴؛ فالانتصار لا يتحقّق بالسلاح وحده، بل بما يرسخ في القلوب من إيمانٍ ويقين، حيث يُحوّل الفكرة إلى التزامٍ، والموقف إلى مسيرةٍ، والتاريخ الإسلامي خير شاهد، فقد كانت الأزمات والمحن مفاصل حاسمة في تثبيت الوعي وترسيخ القيم في الأجيال الصاعدة.
وكانت قضيّة الإمام الحسين (عليه السلام)، رغم ما جرى فيها من مأساة، نصراً استراتيجيّاً للحقّ؛ لأنّها حوّلت القضيّة من معركة إلى مشروع دائمٍ في وعي الأمّة.
وعليه، فإنّ المعيار الثالث للنصر هو أن نرى البصيرة تتعمّق، والفكرة تتجذّر، والأجيال تتبنّى مشروع الحقّ بإصرار، وهذا هو الرهان الطويل الذي تقوم عليه حركة الأنبياء والأولياء عبر الزمان.
🔶 5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
في الميزان الإسلاميّ، لا يُقاس النصر فقط بالتفوّق العسكريّ أو بالسيطرة الميدانيّة، بل يُقاس بمدى صمود إرادة الحقّ أمام جبروت الباطل.
فالصراع الحقيقيّ هو صراع الإرادات، حيث تتواجه القيم والمبادئ مع القوى المادّيّة. وقد أكّد القرآن الكريم على هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾⁵، وهذا يدلّ على أنّ الغلبة ليست مرهونة بالكثرة العدديّة أو بالقوّة المادّيّة، بل بإرادة الله ونصره لمن يحمل الحقّ.
↪️ #يتبع ②
وعليه، فإنّ النصر الحقيقيّ يبدأ حين يصبح الناس أكثر إدراكاً لحقيقة الصراع، ويميلون في قلوبهم وعقولهم إلى جبهة الحقّ، ويرفضون أن يكونوا أدوات بيد الباطل.
ومن هنا، تكتسب المعركة الجارية اليوم - نصرةً لغزّة ومواجهةً للعدوّ الصهيونيّ - طابعاً خاصّاً في هذا السياق؛ إذ إنها لا تكشف زيف الباطل فحسب، بل تُفرز المعسكرات بين من يقف مع قيم العدالة والحرّيّة، ومن يبرّر الاحتلال والظلم. إنّها بوابة تاريخيّة لكشف الأقنعة، وفرصة لتعزيز الاصطفاف الأخلاقيّ والروحيّ والدينيّ حول قضيّة الحقّ، ولو بأدنى أشكال المساهمة.
🔶 4. ترسخ مشروع الحقّ وقضيّته في وعي الناس
من أبرز علامات النصر الحقيقيّ في الرؤية الإسلاميّة أن تترسّخ قضيّة الحقّ ومشروعها في وعي الناس، وتتحوّل إلى خيارٍ جماهيريّ، لا مجرّد موقفٍ نخبويّ أو ردّ فعل عاطفيّ. إنّ ما يجب أن نرصده بعد كلّ مواجهة أو صراع، ليس فقط حجم الانتصارات الميدانيّة، بل مدى التغيّر في وعي الجمهور: هل ازداد تمسّكهم بخيار المقاومة؟ هل أصبحت القضيّة أكثر رسوخاً وتجذّراً في النفوس؟ وهل بدأ الحقّ يتمايز أكثر في عيون الناس ويتجلّى أمامهم؟
فإذا أصبحت فكرة المقاومة بعد الحرب أكثر قبولاً، ووجدنا إرادةً شعبيّةً صلبةً وعازمةً على رفض الباطل، ومواجهة الظلم، فهذا هو النصر الحقيقيّ والأعمق، لأنّه يمهّد لمرحلةٍ جديدة من الوعي، ويثبّت الجبهة الثقافيّة والعقائديّة للمواجهة، وهي الجبهة الأطول عمراً والأكثر تأثيراً، يقول تعالى: ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾³، فالحقّ -وإن بدا في لحظاتٍ ضعيفاً أو محاصراً- لكنّه هو ما يبقى، لأنّه يلبّي حاجة الوعي الإنسانيّ، ويجد طريقه في القلوب الصافية والعقول الباحثة عن المعنى، وفي الحديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام): «إنما يُنصر الله عباده المؤمنين بما يخرج من قلوبهم من اليقين»⁴؛ فالانتصار لا يتحقّق بالسلاح وحده، بل بما يرسخ في القلوب من إيمانٍ ويقين، حيث يُحوّل الفكرة إلى التزامٍ، والموقف إلى مسيرةٍ، والتاريخ الإسلامي خير شاهد، فقد كانت الأزمات والمحن مفاصل حاسمة في تثبيت الوعي وترسيخ القيم في الأجيال الصاعدة.
وكانت قضيّة الإمام الحسين (عليه السلام)، رغم ما جرى فيها من مأساة، نصراً استراتيجيّاً للحقّ؛ لأنّها حوّلت القضيّة من معركة إلى مشروع دائمٍ في وعي الأمّة.
وعليه، فإنّ المعيار الثالث للنصر هو أن نرى البصيرة تتعمّق، والفكرة تتجذّر، والأجيال تتبنّى مشروع الحقّ بإصرار، وهذا هو الرهان الطويل الذي تقوم عليه حركة الأنبياء والأولياء عبر الزمان.
🔶 5. انتصار إرادة الحقّ على قوة الباطل: شواهد من العصر الحديث
في الميزان الإسلاميّ، لا يُقاس النصر فقط بالتفوّق العسكريّ أو بالسيطرة الميدانيّة، بل يُقاس بمدى صمود إرادة الحقّ أمام جبروت الباطل.
فالصراع الحقيقيّ هو صراع الإرادات، حيث تتواجه القيم والمبادئ مع القوى المادّيّة. وقد أكّد القرآن الكريم على هذا المعنى في قوله تعالى: ﴿كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ﴾⁵، وهذا يدلّ على أنّ الغلبة ليست مرهونة بالكثرة العدديّة أو بالقوّة المادّيّة، بل بإرادة الله ونصره لمن يحمل الحقّ.
↪️ #يتبع ②
يقول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): «الْحَقُّ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ، اعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ»⁶، وتتجلّى هذه الحقيقة في هذا العصر في عدّة محطات:
- الثورة الإسلاميّة في إيران (1979م): رغم الحصار الشامل والحرب المفروضة من قبل النظام البعثي آنذاك المدعوم غربيّاً وعربيّاً، صمدت الثورة بفضل إرادة شعبها وتمسّكهم بمبادئهم الإسلاميّة، ممّا أدى إلى ترسيخ النظام الإسلاميّ وتعزيز دوره الإقليميّ والدوليّ.
- حرب اليمن: فقد واجه اليمن عدواناً أمريكيّاً بريطانيّاً مباشراً منذ كانون الثاني 2024م، بهدف إسناد العدوّ الإسرائيليّ. ورغم شراسة المعركة، نجحت القوات المسلّحة اليمنيّة في تنفيذ قرار حظر ملاحة السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيليّ، وأثبتت فشل العدوان الأمريكيّ البريطانيّ على اليمن، وشهدت وقائع غير مسبوقة في تاريخ الحروب بمواجهة الغطرسة الأمريكيّة.
- المقاومة الفلسطينيّة: رغم التفوّق العسكريّ الإسرائيليّ والدعم الغربيّ، استطاعت المقاومة الفلسطينيّة أن تُحدث توازناً جديداً في الردع، وتفرض معادلات جديدة في الصراع، ممّا جعل القضيّة الفلسطينيّة حاضرة في وجدان الأمة بل في وجدان العالم بأسره، فعادت قضيّة فلسطين جليّة واضحة رغم كلّ التحريف والتشويه الذي دام ما يقارب 75 سنة متواصلة.
هذه الشواهد تؤكّد أنّ النصر الحقيقيّ يتحقّق عندما تنتصر إرادة الحقّ، ويصمد أصحابها أمام التحدّيّات، ممّا يؤدّي إلى تغييرات استراتيجيّة في الوعي والواقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. سورة محمّد، الآية 35.
[2]. سورة الأنفال، الآية 39.
[3]. سورة الرعد، الآية 17.
[4]. العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج68، ص58.
[5]. سورة البقرة، الآية 249.
[6]. النيسابوريّ، الشيخ محمّد بن الفتال، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، تقديم السيّد محمّد مهديّ السيّد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضيّ، إيران - قمّ، 1417هـ، ط1، ج1، ص31.
⏹ #تم ③
- الثورة الإسلاميّة في إيران (1979م): رغم الحصار الشامل والحرب المفروضة من قبل النظام البعثي آنذاك المدعوم غربيّاً وعربيّاً، صمدت الثورة بفضل إرادة شعبها وتمسّكهم بمبادئهم الإسلاميّة، ممّا أدى إلى ترسيخ النظام الإسلاميّ وتعزيز دوره الإقليميّ والدوليّ.
- حرب اليمن: فقد واجه اليمن عدواناً أمريكيّاً بريطانيّاً مباشراً منذ كانون الثاني 2024م، بهدف إسناد العدوّ الإسرائيليّ. ورغم شراسة المعركة، نجحت القوات المسلّحة اليمنيّة في تنفيذ قرار حظر ملاحة السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيليّ، وأثبتت فشل العدوان الأمريكيّ البريطانيّ على اليمن، وشهدت وقائع غير مسبوقة في تاريخ الحروب بمواجهة الغطرسة الأمريكيّة.
- المقاومة الفلسطينيّة: رغم التفوّق العسكريّ الإسرائيليّ والدعم الغربيّ، استطاعت المقاومة الفلسطينيّة أن تُحدث توازناً جديداً في الردع، وتفرض معادلات جديدة في الصراع، ممّا جعل القضيّة الفلسطينيّة حاضرة في وجدان الأمة بل في وجدان العالم بأسره، فعادت قضيّة فلسطين جليّة واضحة رغم كلّ التحريف والتشويه الذي دام ما يقارب 75 سنة متواصلة.
هذه الشواهد تؤكّد أنّ النصر الحقيقيّ يتحقّق عندما تنتصر إرادة الحقّ، ويصمد أصحابها أمام التحدّيّات، ممّا يؤدّي إلى تغييرات استراتيجيّة في الوعي والواقع.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. سورة محمّد، الآية 35.
[2]. سورة الأنفال، الآية 39.
[3]. سورة الرعد، الآية 17.
[4]. العلّامة المجلسيّ، بحار الأنوار، مصدر سابق، ج68، ص58.
[5]. سورة البقرة، الآية 249.
[6]. النيسابوريّ، الشيخ محمّد بن الفتال، روضة الواعظين وبصيرة المتعظين، تقديم السيّد محمّد مهديّ السيّد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضيّ، إيران - قمّ، 1417هـ، ط1، ج1، ص31.
⏹ #تم ③
🔶 #العقيدة_الإسلامية
🔸 #كربلاء_زاد_العشاق
📝 40. أثر البُعد عن الولاية
🍂 إن الحسين (عليه السلام) بحركته الخالدة التي تعرّض فيها هو وعياله لما قلّ مثيله في التاريخ - سواء قبل الإستشهاد وحينه وبعده - أراد أن يبيّن للأمّة ثمرة الغرس الذي نشأ بعيدًا عن: نمير الغدير، ودوحة المباهلة، وواحة الثقلين.
🍂 ولولا هذه الهزَّة العنيفة لضمير الأمّة، لسارت الأمور في مجرى آخر لا يعلم عاقبته إلَّا الله تعالى.. ومن هنا نعلم معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "... وأنا من حسين"¹.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. كامل الزيارات: ص52.
📝 #الشيخ_حبيب_الكاظمي
📚 #نحو_عشق_الحسين_ع : ص37.
🏴 #صلى_الله_عليك_يا_أبا_عبدالله
🥀 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
@ZADCOM
🔸 #كربلاء_زاد_العشاق
📝 40. أثر البُعد عن الولاية
🍂 إن الحسين (عليه السلام) بحركته الخالدة التي تعرّض فيها هو وعياله لما قلّ مثيله في التاريخ - سواء قبل الإستشهاد وحينه وبعده - أراد أن يبيّن للأمّة ثمرة الغرس الذي نشأ بعيدًا عن: نمير الغدير، ودوحة المباهلة، وواحة الثقلين.
🍂 ولولا هذه الهزَّة العنيفة لضمير الأمّة، لسارت الأمور في مجرى آخر لا يعلم عاقبته إلَّا الله تعالى.. ومن هنا نعلم معنى قول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): "... وأنا من حسين"¹.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]. كامل الزيارات: ص52.
📝 #الشيخ_حبيب_الكاظمي
📚 #نحو_عشق_الحسين_ع : ص37.
🏴 #صلى_الله_عليك_يا_أبا_عبدالله
🥀 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
@ZADCOM
🔰 #العقيدة_الإسلامية
❓كيف تثبت خلافة علي وأبناءه (ع) للنبي (ص)؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍ الشـ🌹ـيد السيد عبدالحسين دستغيب (رضوان الله عليه)
📚 #عقائد_ومفاهيم : ص63-64
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
❓كيف تثبت خلافة علي وأبناءه (ع) للنبي (ص)؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍ الشـ🌹ـيد السيد عبدالحسين دستغيب (رضوان الله عليه)
📚 #عقائد_ومفاهيم : ص63-64
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
🌾 زادُ المُبَـلّـغـيـن 🌾
❓كيف تثبت خلافة علي وأبناءه (ع) للنبي (ص)؟
🔰 #العقيدة_الإسلامية
❓كيف تثبت خلافة علي وأبناءه (ع) للنبي (ص)؟
هناك عدة طرق لإثبات خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بلا فصل، وأبنائه الأحد عشر إمامًا. ومن جملة تلك الطرق:
1. العصمة: فالإمام يجب أن يكون معصومًا عن الذنب والخطأ والزلل عمدًا وسهوًا كالنبي (ص) تمامًا، وممّا اتّفق عليه المسلمون هو أنّ الوحيد الذي لم يصدر منه خطأ ولا عمدًا ولا سهوًا ولا غفلة، ولم يعبد صنمًا هو علي بن أبي طالب (ع).
2. العلم: فوصي رسول الله (ص) يجب أن يكون محيطًا بجميع علوم الدين إحاطة كاملة، بل يجب أن يكون أعلم من الجميع، ليمكّنه ذلك من الجلوس في منزلة الرسول (ص)، والرواية المشهورة المتفق عليها عند العامة والخاصة هي قوله (ص): "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها".
3. التواتر: وهو النقل المتواتر عن الرسول (ص)، فقد بلغنا من الأخبار عن رسول الله (ص) مئات الأخبار والأحاديث التي تؤكد عنه (ص) بوصاية عليّ من بعده، وأنّ أوصياءه من بعده اثني عشر وصيًا، وكلهم من قريش. وقد صرّح في بعض أحاديثه (ص) بأسمائهم.
وبشكل عام فإنّ إثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبنائه (ع) يكون عبر طرق ثلاث:
1. النص والتصريح: بذلك في القرآن والسّنة التي هي قول رسول الله (ص) المتواتر، والمنقول من طرق العامة والخاصة.
2. الإعجاز: فعلى مدّعي الإمامة الإتيان بمعجزة كما هو الحال مع النبي، ولا شك أن لعلي وأولاده الأئمة معجزات كثيرة جدًا ظهرت على أيديهم، وقد ألّف علماء السّنة كتبًا مستقلةً في معاجزهم (عليهم السلام).
3. الأفضلية: فلا بدّ من أن يكون الإمام أفضل من المأموم، فلا يمكن أن يكون أقل من أتباعه ورعيته في أي مجال، بل يجب أن يكون أفضل الخلائق على الإطلاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍ الشـ🌹ـيد السيد عبدالحسين دستغيب (رضوان الله عليه)
📚 #عقائد_ومفاهيم : ص63-64
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
❓كيف تثبت خلافة علي وأبناءه (ع) للنبي (ص)؟
هناك عدة طرق لإثبات خلافة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بلا فصل، وأبنائه الأحد عشر إمامًا. ومن جملة تلك الطرق:
1. العصمة: فالإمام يجب أن يكون معصومًا عن الذنب والخطأ والزلل عمدًا وسهوًا كالنبي (ص) تمامًا، وممّا اتّفق عليه المسلمون هو أنّ الوحيد الذي لم يصدر منه خطأ ولا عمدًا ولا سهوًا ولا غفلة، ولم يعبد صنمًا هو علي بن أبي طالب (ع).
2. العلم: فوصي رسول الله (ص) يجب أن يكون محيطًا بجميع علوم الدين إحاطة كاملة، بل يجب أن يكون أعلم من الجميع، ليمكّنه ذلك من الجلوس في منزلة الرسول (ص)، والرواية المشهورة المتفق عليها عند العامة والخاصة هي قوله (ص): "أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها".
3. التواتر: وهو النقل المتواتر عن الرسول (ص)، فقد بلغنا من الأخبار عن رسول الله (ص) مئات الأخبار والأحاديث التي تؤكد عنه (ص) بوصاية عليّ من بعده، وأنّ أوصياءه من بعده اثني عشر وصيًا، وكلهم من قريش. وقد صرّح في بعض أحاديثه (ص) بأسمائهم.
وبشكل عام فإنّ إثبات إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأبنائه (ع) يكون عبر طرق ثلاث:
1. النص والتصريح: بذلك في القرآن والسّنة التي هي قول رسول الله (ص) المتواتر، والمنقول من طرق العامة والخاصة.
2. الإعجاز: فعلى مدّعي الإمامة الإتيان بمعجزة كما هو الحال مع النبي، ولا شك أن لعلي وأولاده الأئمة معجزات كثيرة جدًا ظهرت على أيديهم، وقد ألّف علماء السّنة كتبًا مستقلةً في معاجزهم (عليهم السلام).
3. الأفضلية: فلا بدّ من أن يكون الإمام أفضل من المأموم، فلا يمكن أن يكون أقل من أتباعه ورعيته في أي مجال، بل يجب أن يكون أفضل الخلائق على الإطلاق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
✍ الشـ🌹ـيد السيد عبدالحسين دستغيب (رضوان الله عليه)
📚 #عقائد_ومفاهيم : ص63-64
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
القرآن الكريم - ص118
المقرئ الشيخ محمود خليل الحصري
💠 #القرآن_الكريم
💠 نقرأ لكم الصفحة ﴿118﴾ من القرآن الكريم #سورة_المائدة
🎙 المقرئ الشيخ #محمود_خليل_الحصري
🔴 شارك المقطع مع من تحب لاكتساب أجر الختمة المباركة بطريقة سهلة.
@ZADCOM
💠 نقرأ لكم الصفحة ﴿118﴾ من القرآن الكريم #سورة_المائدة
🎙 المقرئ الشيخ #محمود_خليل_الحصري
🔴 شارك المقطع مع من تحب لاكتساب أجر الختمة المباركة بطريقة سهلة.
@ZADCOM
#أزكى_العطور
قال النبي (صلى الله عليه وآله): "من صلى عليَّ مرة، فتح الله عليه بابا من العافية".
📚 بحار الأنوار: ج91 - ص63.
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
قال النبي (صلى الله عليه وآله): "من صلى عليَّ مرة، فتح الله عليه بابا من العافية".
📚 بحار الأنوار: ج91 - ص63.
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
#الحكمة_الصباحية
قال أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام): "إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَمَا أَعْرِفُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ."
📚عيون الحكم والمواعظ: ح3334.
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
@ZADCOM
قال أمير المؤمنين علي (عليه السَّلام): "إِنَّ الْوَفَاءَ تَوْأَمُ الصِّدْقِ، وَمَا أَعْرِفُ جُنَّةً أَوْقَى مِنْهُ."
📚عيون الحكم والمواعظ: ح3334.
#اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد 🌹
@ZADCOM
💠 #زاد_عاشوراء_للمحاضر_الحسيني
💠 #محرم_1447هـ
📝 الموعظة الثالثة عشرة
💠 معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
(قراءة في فقه المواجهة والمقاومة)
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
2. مفهوم النصر في الحروب اللامتماثلة
3. معايير النصر في الحروب اللامتماثلة
💠 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
💠 #محرم_1447هـ
📝 الموعظة الثالثة عشرة
💠 معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
(قراءة في فقه المواجهة والمقاومة)
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
2. مفهوم النصر في الحروب اللامتماثلة
3. معايير النصر في الحروب اللامتماثلة
💠 #اللهم_صل_على_محمد_وآل_محمد
~•~•~•~•~•~•~•~•~•~
@ZADCOM
┈┉┅━━ ✿ ـ ﷽ ـ ✿ ━━┅┉┈
📝 الموعظة الثالثة عشرة
💠 معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
(قراءة في فقه المواجهة والمقاومة)
🔹 هدف الموعظة
تسليط الضوء على المعايير الإسلاميّة الأصيلة للنصر في سياق الصراع بين الحقّ والباطل، وبيان الفارق الجوهريّ بين منطق النصر في الثقافة القرآنيّة، ومنطق النصر العسكريّ المجرّد، مع ربط ذلك بواقعنا المعاصر.
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
2. مفهوم النصر في الحروب اللامتماثلة
3. معايير النصر في الحروب اللامتماثلة
🔹 تصدير الموعظة
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾¹.
أمير المؤمنين (عليه السلام): «فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا»².
🔶 1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
إنّ النصر في المفهوم الإسلاميّ ليس حكراً على المكاسب العسكريّة أو النتائج الميدانيّة التي تُقاس بعدد القتلى والأسرى أو حجم الأراضي المُحرّرة، بل هو مفهومٌ أشملُ وأعمق، يتجاوز هذه الأطر الضيّقة ليصل إلى الموازين الإلهيّة التي تقيس النصر بمدى تثبيت قيم الحقّ، وفضح جبهات الباطل، وزرع الوعي في ضمير الأمّة. فكم من معركةٍ انتهت بانكسارٍ ظاهريٍّ لقوّة الحقّ، ولكنّها خلّفت في وجدان الأمّة هزّةً عميقةً أيقظت فيها الإيمان، وأعادت تعريف المواجهة، وحدّدت بوضوحٍ من هو العدوّ ومن هو الحليف، ومن يُمثّل المشروع الإلهيّ، ومن يُجسّد مشروع الطاغوت.
وهذا الفهم العميق للنصر هو الذي ينبغي أن يحكم رؤيتنا للصراعات الكبرى، وخاصةً في الصراعات الوجوديّة، التي لا تنحصر في حدود جغرافيّة أو في نزاعٍ على موارد، بل تمثّل تحدّياً لهويّة الأمّة، ووجودها الحضاريّ، وكرامتها الإنسانيّة، كما هو الحال في الصراع مع الكيان الصهيونيّ. ففي هذا الصراع تتجلّى معايير النصر الإلهيّ بأبهى صورها؛ إذ نرى أنّ كلّ مواجهة، وإن كانت محدودةً، تُسهم في كشف زيف هذا الكيان، وتعرّي حقيقته أمام العالم، وتُرسّخ في وجدان الأمّة ثقافة المقاومة، وتُحيي روح العزّة، وتُثبت أنّنا أمّةٌ لا تُهزم بالرصاص، بل تنتصر بالوعي والبصيرة والثبات على الموقف.
1. انتصار الفكرة وثبات المبادئ: فقد يُهزم أهل الحقّ عسكرياً، لكن تبقى أفكارهم ومبادئهم حيّة، وتنتقل من جيل إلى جيل، بينما يضمحلّ الباطل مهما بلغ من القوّة. قال تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾³ فالآية تؤكّد أنّ الباطل زائل، مهما بدا قويّاً.
2. ثبات أهل الحّق وعدم استسلامهم: إنّ الثبات على المبدأ وعدم الانحناء أمام الضغوط يُعد نصراً بحدّ ذاته. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾⁴، وعن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ وَلَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ الْبَاطِلِ لَمْ يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُمْ»⁵.
3. كشف زيف الباطل وإضعاف شرعيّته: كلّما انكشف زيف الباطل وافتضحت أكاذيبه، كلّما اقترب النصر الحقيقيّ. قال تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾⁶، وهذا ما نراه اليوم في انكشاف جرائم الكيان الصهيونيّ أمام العالم.
4. استقطاب الناس إلى جانب الحقّ: كسب العقول والقلوب نحو قضيّة الحق يُعدُّ من أعظم صور النصر. قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾⁷، وعن الإمام علي (عليه السلام): «وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً»⁸.
5. استمرار حركة الحقّ رغم العقبات: استمرار مشروع الحقّ وتجدّده رغم كلّ التحدّيات يُعد نصراً استراتيجيّاً. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾⁹، وهذا ما نراه في استمرار المقاومة رغم كلّ المؤامرات التي تحاك ضدّها.
↪️ #يتبع ①
📝 الموعظة الثالثة عشرة
💠 معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
(قراءة في فقه المواجهة والمقاومة)
🔹 هدف الموعظة
تسليط الضوء على المعايير الإسلاميّة الأصيلة للنصر في سياق الصراع بين الحقّ والباطل، وبيان الفارق الجوهريّ بين منطق النصر في الثقافة القرآنيّة، ومنطق النصر العسكريّ المجرّد، مع ربط ذلك بواقعنا المعاصر.
🔹 محاور الموعظة
1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
2. مفهوم النصر في الحروب اللامتماثلة
3. معايير النصر في الحروب اللامتماثلة
🔹 تصدير الموعظة
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾¹.
أمير المؤمنين (عليه السلام): «فَمَرَّةً لَنَا مِنْ عَدُوِّنَا وَمَرَّةً لِعَدُوِّنَا مِنَّا»².
🔶 1. معايير النصر في صراع الحقّ والباطل
إنّ النصر في المفهوم الإسلاميّ ليس حكراً على المكاسب العسكريّة أو النتائج الميدانيّة التي تُقاس بعدد القتلى والأسرى أو حجم الأراضي المُحرّرة، بل هو مفهومٌ أشملُ وأعمق، يتجاوز هذه الأطر الضيّقة ليصل إلى الموازين الإلهيّة التي تقيس النصر بمدى تثبيت قيم الحقّ، وفضح جبهات الباطل، وزرع الوعي في ضمير الأمّة. فكم من معركةٍ انتهت بانكسارٍ ظاهريٍّ لقوّة الحقّ، ولكنّها خلّفت في وجدان الأمّة هزّةً عميقةً أيقظت فيها الإيمان، وأعادت تعريف المواجهة، وحدّدت بوضوحٍ من هو العدوّ ومن هو الحليف، ومن يُمثّل المشروع الإلهيّ، ومن يُجسّد مشروع الطاغوت.
وهذا الفهم العميق للنصر هو الذي ينبغي أن يحكم رؤيتنا للصراعات الكبرى، وخاصةً في الصراعات الوجوديّة، التي لا تنحصر في حدود جغرافيّة أو في نزاعٍ على موارد، بل تمثّل تحدّياً لهويّة الأمّة، ووجودها الحضاريّ، وكرامتها الإنسانيّة، كما هو الحال في الصراع مع الكيان الصهيونيّ. ففي هذا الصراع تتجلّى معايير النصر الإلهيّ بأبهى صورها؛ إذ نرى أنّ كلّ مواجهة، وإن كانت محدودةً، تُسهم في كشف زيف هذا الكيان، وتعرّي حقيقته أمام العالم، وتُرسّخ في وجدان الأمّة ثقافة المقاومة، وتُحيي روح العزّة، وتُثبت أنّنا أمّةٌ لا تُهزم بالرصاص، بل تنتصر بالوعي والبصيرة والثبات على الموقف.
1. انتصار الفكرة وثبات المبادئ: فقد يُهزم أهل الحقّ عسكرياً، لكن تبقى أفكارهم ومبادئهم حيّة، وتنتقل من جيل إلى جيل، بينما يضمحلّ الباطل مهما بلغ من القوّة. قال تعالى: ﴿وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾³ فالآية تؤكّد أنّ الباطل زائل، مهما بدا قويّاً.
2. ثبات أهل الحّق وعدم استسلامهم: إنّ الثبات على المبدأ وعدم الانحناء أمام الضغوط يُعد نصراً بحدّ ذاته. قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾⁴، وعن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام): «أَيُّهَا النَّاسُ لَوْ لَمْ تَتَخَاذَلُوا عَنْ نَصْرِ الْحَقِّ وَلَمْ تَهِنُوا عَنْ تَوْهِينِ الْبَاطِلِ لَمْ يَطْمَعْ فِيكُمْ مَنْ لَيْسَ مِثْلَكُمْ»⁵.
3. كشف زيف الباطل وإضعاف شرعيّته: كلّما انكشف زيف الباطل وافتضحت أكاذيبه، كلّما اقترب النصر الحقيقيّ. قال تعالى: ﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾⁶، وهذا ما نراه اليوم في انكشاف جرائم الكيان الصهيونيّ أمام العالم.
4. استقطاب الناس إلى جانب الحقّ: كسب العقول والقلوب نحو قضيّة الحق يُعدُّ من أعظم صور النصر. قال تعالى: ﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾⁷، وعن الإمام علي (عليه السلام): «وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً، وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً»⁸.
5. استمرار حركة الحقّ رغم العقبات: استمرار مشروع الحقّ وتجدّده رغم كلّ التحدّيات يُعد نصراً استراتيجيّاً. قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾⁹، وهذا ما نراه في استمرار المقاومة رغم كلّ المؤامرات التي تحاك ضدّها.
↪️ #يتبع ①