الفهم والاستيعاب وتقسيم الملزمة
#الاسبوع_الأول
#معرفة_الله_نعم_الله_الدرس_الثالث
🍀#القسم_الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما علاقة (التذكير المستمر بالنعم) بمعرفة الله سبحانه وتعالى؟
🔸 – في الوقت الذي ذكرنا الله تعالى بنعمه علينا إلا أنه لم يسمح للإنسان بأن يذكر الآخرين ويتمنن عليهم بما قدمه لهم من أشياء، فما هو الفارق؟
🔸 – ما أثر شعور الناس بأن ما يتقلبون فيه في الحياة من نعم هو من الله تعالى؟ وما أثر غياب هذا الشعور؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. ما يزال الكلام حول موضوع نعم الله العظيمة على الإنسان، نعم الله علينا، قال الله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65). إتماماً للموضوع الذي ذكرناه بالأمس، عدة آيات من كتاب الله الكريم تتحدث عن نعم الله الواسعة، نعم الله الواسعة التي تشمل كل شيء يتقلب فيه الإنسان في هذه الدنيا، تشمل كل ما يشاهده في هذه الدنيا؛ لأن الله سخر للإنسان ما في السموات وما في الأرض، فتسخيره سبحانه وتعالى للإنسان ما في السموات وما في الأرض هو من نعمه العظيمة أيضاً. عرفنا علاقة التذكير بالنعم بمعرفة الله وتأثيرها الكبير في خلق معرفة واسعة لدى الإنسان بربه، وتأثيرها العظيم في وجدانه، بحيث ينشد إلى إلهه فيحبه ويعظمه، ويشعر بعظيم إحسانه عليه فيشكره. ونلاحظ أن من العجيب أن الله سبحانه وتعالى ـ وهو أكرم الأكرمين ـ هو من ذكَّر الإنسان في القرآن الكريم بنعمه الواسعة عليه، وتمنن عليه بما أسبغ عليه من نعمه، وطلب منه أن يذكرها ويتذكرها كنعم منه تعالى عليه. في الوقت الذي نجد أن هذا غير مسموح للإنسان نفسه فيما يتعلق بالإنسان الآخر أي فيما بين الناس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}(البقرة: من الآية264) الإنسان الذي يعطي إنساناً آخر لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى فيظل دائماً يذكره بأنني فعلت لك كذا، وأنا أعطيتك كذا، وأنا عملت لك كذا، هذا يبطل أجر الصدقة، بل يتحول الموضوع إلى معصية. فلماذا؟ ما هو الفارق؟. الله يتمنن علينا بنعمه، ويعددها علينا، ويذكِّرنا بها، ويطلب منا أن نتذكر ما أنعم علينا به، وفي ما بيننا إذا ما أعطى أحدٌ أحداً لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى، ولا أن يعدد نعمه عليه، ولا أنا فعلت لك كذا، وكذا.. إلى آخره؟ الفارق كبير جداًَ. النعم التي يسديها الله سبحانه وتعالى للإنسان لها علاقة كبيرة بمجالات متعددة: فهي من جهة من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر حكمة الله تعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر رحمته تعالى، وهي أيضاً من دلائل رعايته تعالى للإنسان، وهي في نفس الوقت من مفردات هذا العالم الذي يتقلب فيه الإنسان، هذا العالم الذي استخلف الله الإنسان فيه فجعله خليفة له في هذه الأرض. نعمه تعالى هي نفسها الآليات التي بها تطيع، والتي بها ـ أيضاً ـ تعصي، فهي ذات علاقة كبيرة جداً بدور الإنسان في هذه الدنيا كخليفة لله في أرضه؛ باعتبارها مفردات هذا العالم. فهنا تبدو قضية مهمة جداً بالغة الأهمية, بالغة الأهمية: أن يتذكر الإنسان أن ما هو فيه هو نعمة من ربه عليه، أن يتذكر بأنها من نعمة الله عليه، أن يتذكر الناس بأن ما هم يتقلبون فيه هو نعمة من الله عليهم، هذه لها أثرها المهم، ومتى ما غاب هذا الشعور: تذكر أنها نعم إلهية من الله إليهم تظهر سلبيات خطيرة جداً. فمثلاً حينما تتذكر بأن الله هو الذي أعطاك سمعك، أعطاك بصرك، أعطاك حواسك كلها، منحك صحتك، وأنك تعرف أن هذه هي الآليات التي بها تطيع الله، وقد تتصرف بها تصرفاً خاطئاً فتعصي بها الله الذي منحك إياها وكرمَّك بها، وتفضل عليك بها. تذكر أن بصرك هو نعمة من الله كبيرة؛ ولهذا من منا مستعد أن يبيع إحدى عينيه بمليون دولار؟ هل أحد يرضى؟ لا أحد يرضى حتى ولو لم يكن يملك عشاء ليلة واحدة. فهذه الأعين وسيلة الإبصار المهمة بها تشاهد مظاهر قدرة الله، مظاهر حكمة الله، مظاهر رعاية الله، تشاهد بها الأشياء الكثيرة التي تعمق إيمانك, وتوسع معرفتك, تشاهد الأشياء الكثيرة المرتبطة بشئون حياتك، بها تستطيع أن تتقلب في حياتك في مختلف الأعمال لتوفر لنفسك كل متطلبات الحياة. البصر مهم جداً جداً، إذا فقد الإنسان بصره عاش مسجوناً في هذه الدنيا كأنه سجين. تذكَّر دائماً بأن بصرك نعمة عظيمة من الله عليك، إذاً فا
#الاسبوع_الأول
#معرفة_الله_نعم_الله_الدرس_الثالث
🍀#القسم_الأول🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما علاقة (التذكير المستمر بالنعم) بمعرفة الله سبحانه وتعالى؟
🔸 – في الوقت الذي ذكرنا الله تعالى بنعمه علينا إلا أنه لم يسمح للإنسان بأن يذكر الآخرين ويتمنن عليهم بما قدمه لهم من أشياء، فما هو الفارق؟
🔸 – ما أثر شعور الناس بأن ما يتقلبون فيه في الحياة من نعم هو من الله تعالى؟ وما أثر غياب هذا الشعور؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. ما يزال الكلام حول موضوع نعم الله العظيمة على الإنسان، نعم الله علينا، قال الله تعالى:{اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَاراً وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65). إتماماً للموضوع الذي ذكرناه بالأمس، عدة آيات من كتاب الله الكريم تتحدث عن نعم الله الواسعة، نعم الله الواسعة التي تشمل كل شيء يتقلب فيه الإنسان في هذه الدنيا، تشمل كل ما يشاهده في هذه الدنيا؛ لأن الله سخر للإنسان ما في السموات وما في الأرض، فتسخيره سبحانه وتعالى للإنسان ما في السموات وما في الأرض هو من نعمه العظيمة أيضاً. عرفنا علاقة التذكير بالنعم بمعرفة الله وتأثيرها الكبير في خلق معرفة واسعة لدى الإنسان بربه، وتأثيرها العظيم في وجدانه، بحيث ينشد إلى إلهه فيحبه ويعظمه، ويشعر بعظيم إحسانه عليه فيشكره. ونلاحظ أن من العجيب أن الله سبحانه وتعالى ـ وهو أكرم الأكرمين ـ هو من ذكَّر الإنسان في القرآن الكريم بنعمه الواسعة عليه، وتمنن عليه بما أسبغ عليه من نعمه، وطلب منه أن يذكرها ويتذكرها كنعم منه تعالى عليه. في الوقت الذي نجد أن هذا غير مسموح للإنسان نفسه فيما يتعلق بالإنسان الآخر أي فيما بين الناس {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى}(البقرة: من الآية264) الإنسان الذي يعطي إنساناً آخر لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى فيظل دائماً يذكره بأنني فعلت لك كذا، وأنا أعطيتك كذا، وأنا عملت لك كذا، هذا يبطل أجر الصدقة، بل يتحول الموضوع إلى معصية. فلماذا؟ ما هو الفارق؟. الله يتمنن علينا بنعمه، ويعددها علينا، ويذكِّرنا بها، ويطلب منا أن نتذكر ما أنعم علينا به، وفي ما بيننا إذا ما أعطى أحدٌ أحداً لا يجوز له أن يمنَّ عليه بما أعطى، ولا أن يعدد نعمه عليه، ولا أنا فعلت لك كذا، وكذا.. إلى آخره؟ الفارق كبير جداًَ. النعم التي يسديها الله سبحانه وتعالى للإنسان لها علاقة كبيرة بمجالات متعددة: فهي من جهة من مظاهر قدرة الله سبحانه وتعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر حكمة الله تعالى، وهي من جهة أخرى من مظاهر رحمته تعالى، وهي أيضاً من دلائل رعايته تعالى للإنسان، وهي في نفس الوقت من مفردات هذا العالم الذي يتقلب فيه الإنسان، هذا العالم الذي استخلف الله الإنسان فيه فجعله خليفة له في هذه الأرض. نعمه تعالى هي نفسها الآليات التي بها تطيع، والتي بها ـ أيضاً ـ تعصي، فهي ذات علاقة كبيرة جداً بدور الإنسان في هذه الدنيا كخليفة لله في أرضه؛ باعتبارها مفردات هذا العالم. فهنا تبدو قضية مهمة جداً بالغة الأهمية, بالغة الأهمية: أن يتذكر الإنسان أن ما هو فيه هو نعمة من ربه عليه، أن يتذكر بأنها من نعمة الله عليه، أن يتذكر الناس بأن ما هم يتقلبون فيه هو نعمة من الله عليهم، هذه لها أثرها المهم، ومتى ما غاب هذا الشعور: تذكر أنها نعم إلهية من الله إليهم تظهر سلبيات خطيرة جداً. فمثلاً حينما تتذكر بأن الله هو الذي أعطاك سمعك، أعطاك بصرك، أعطاك حواسك كلها، منحك صحتك، وأنك تعرف أن هذه هي الآليات التي بها تطيع الله، وقد تتصرف بها تصرفاً خاطئاً فتعصي بها الله الذي منحك إياها وكرمَّك بها، وتفضل عليك بها. تذكر أن بصرك هو نعمة من الله كبيرة؛ ولهذا من منا مستعد أن يبيع إحدى عينيه بمليون دولار؟ هل أحد يرضى؟ لا أحد يرضى حتى ولو لم يكن يملك عشاء ليلة واحدة. فهذه الأعين وسيلة الإبصار المهمة بها تشاهد مظاهر قدرة الله، مظاهر حكمة الله، مظاهر رعاية الله، تشاهد بها الأشياء الكثيرة التي تعمق إيمانك, وتوسع معرفتك, تشاهد الأشياء الكثيرة المرتبطة بشئون حياتك، بها تستطيع أن تتقلب في حياتك في مختلف الأعمال لتوفر لنفسك كل متطلبات الحياة. البصر مهم جداً جداً، إذا فقد الإنسان بصره عاش مسجوناً في هذه الدنيا كأنه سجين. تذكَّر دائماً بأن بصرك نعمة عظيمة من الله عليك، إذاً فا
🍀#القسم_الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الضمانة في تسيير كل نعم الله المسخرة لنا في المجال الذي يريده الله، لا كما هو حال العالم الغربي اليوم الذي يستخدمها في إفساد النفوس والواقع؟
🔸 – كيف يرتبط الانطلاق الصحيح فيما وجهنا الله إليه بالتدبر في نعم الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
ولهذا جاء في الحديث: ((أن اليمين الغموس ليس لها جزاء إلا جهنم)) ، ((وأن اليمين الغموس تذر الديار من أهلها بلاقع)) تتدهور أحوالهم، والموت يفتك بهم فتصبح بيوتهم خالية, لماذا؟ لأنك باسم الله أضفيت على الباطل صبغة الحق، والله يريد أن تكون باسمه ترتدع عن الباطل. هذه واحدة من الإساءات البالغة التي قد تحصل منك باستخدام النعمة العظيمة التي وهبك الله إياها وأسبغ عليك بها، نعمة النطق، البيان، الإعراب بالكلمات, بالأحرف بواسطة لسانك وشفتيك. أن تأتي لتشهد شهادة زور، شهادة الزور هي نفس الشيء تشبه اليمين الفاجرة؛ لأنك تقول: أشهد لله أن هذه القضية كذا وكذا، وهي ما أسوأها وما أقبحها، شهادة الزور.. وهكذا كم سترى أن كثيراً من المعاصي يمكن أن تستخدم بواسطة النطق فتكون ممن سخر نعمة الله عليك في معصيته، في ظلم الآخرين، في أخذ حقوق الآخرين، في الحط من مكانتهم، في هتك أعراضهم، في تأييد الباطل. إذاً فاستحِ من الله، وتذكَّر بأن هذه نعمة عظيمة أنعم بها عليك. من هنا نعرف أهمية أن يذكِّرنا الله وأن يطلب منا أن نتذكر نعمه العظيمة علينا؛ لأن لها علاقة كبيرة بنا، باعتبار أنها هي الآليات التي بها نطيع وبها نعصي، فمتى ما تذكَّرنا أنها نعمة منه فإن هذا سيوجد في أنفسنا حياء من الله، أن نتوقف عما طلب منا فيها، أو أن ننطلق لاستخدامها في معاصيه. من الأشياء التي يظهر بتذكر أن ما بين أيدينا هو من نعمة الله علينا كونها من مفردات هذا العالم الذي نحن خلفاء لله فيه. لاحظ كم سيظهر من أثر كبير لتذكر نعمة الله، أنت عندما تتقلب داخل مفردات وأجزاء هذا العالم فتصنِّع وتنتج وتبدع وتعمر .. وأشياء كثيرة، إذا ما كنت متذكراً بأنها من نعمة الله، إذا ما كان الناس متذكرين بأن هذه الأشياء هي من نعمة الله عليهم فإنهم سيخشون من الله وسيستحيون من الله أن تستخدم في معاصيه، أو أن تستخدم في الإضرار بالآخرين من عباده. عندما انطلق الغربيون في التصنيع، وباستخدام المنتجات المتعددة في مختلف المجالات، ألسنا نرى ما أكثر ما تستغل في الإفساد في الأرض، وفي إفساد عباد الله وفي ظلم الناس؟ لو كانوا هم ممن يتذكر بأن ما بين أيديهم من طاقة، ما بين أيديهم من آليات، ما بين أيديهم من إمكانيات هي نعمة من الله عليهم، نعمة, يتذكرون هذه: أنها نعمة لاستحوا من الله أن تستخدم فيما هو إفساد لعباده وإبعاد لعباده عن طاعته وعبادته، فيصبح حينئذٍ تذكر أنها نعمة من الله يشكل ضمانة في تسيير كل هذه المسخرات في المجال الذي يريد الله سبحانه وتعالى، في عمارة الأرض بالصلاح. أن تتذكر بأن هذه نعم من الله سبحانه وتعالى عليك، لا أن تراها وكأنها هي أشياء طبيعية ثابتة هنا، وكأنها هنا من زمان وهي على ما هي عليه، لا تتذكر بأنها من الله هو الذي منحها، كم سيفوتك من أشياء كثيرة مما يمكن أن تعطيه هي من معرفة، وترسيخ معرفة لله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بحكمته وقدرته ورعايته ولطفه ورحمته، لا تستفيد منها هذه المعاني المهمة. متى ما تذكرت أن كل ما أرى, كل ما أستمتع به في مختلف شؤون حياتي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأرى من خلال آياته الكريمة أنه يريد مني أن أقدرها، أن تكون ذات قيمة لدي، ألم ينهنا عن التبذير؟ ألم ينهنا عن الإسراف؟ هو تنبيه على أنه ينبغي أن يكون لهذه الأشياء قيمة لديكم، هي ذات قيمة، فإذا ما نظرت إليها كذات قيمة مصاحب هذا الشعور للشعور والتذكر بأنها نعمة من الله سبحانه وتعالى عليك، نعمة على الناس جميعاً، فإن هذا هو ما يساعد على أن تتأمل في ما تعطيه هي من معارف، في كونها من مظاهر قدرة الله، في كونها من مظاهر رحمة الله، في كونها من مظاهر رعاية الله فيترسخ ويزداد إيمانك كثيراً كثيراً بالله سبحانه وتعالى, وتعظم ثقتك به. والموضوع من أساسه هو الحديث عن كيف نثق بالله, أليس هذا هو الموضوع؟ هو كيف نثق بالله سبحانه وتعالى؟ تدلنا هذه على أن من فعلها هو عظيم الرعاية لنا، عظيم الإحسان إلينا، حكيم في تدبيره، فما وجهنا إليه، وما أرشدنا إليه، لا يمكن أن يكون فيه مجازفة، ولا خطأ، ولا ورطة لنا، ولا تصرف أحمق، هو حكيم فيساعدك تذكر أن ما بين يديك من نعمة الله يساعدك على تكرير التأمل فيها لكونها ذات قيمة لديك، قيمة في واقع الحياة باعتبارها مما تمس الحاجة إليه في مختلف شؤون الحياة بالنسبة للناس جميعاً، مما لا تستقيم الحياة إلا بها فتزداد ثقتك بالله سبحانه تعالى وتعظم ثقتك به، ومتى ما عظمت ثقتك بالله انطلقت في كل ما وجهك إليه؛ ل
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما الضمانة في تسيير كل نعم الله المسخرة لنا في المجال الذي يريده الله، لا كما هو حال العالم الغربي اليوم الذي يستخدمها في إفساد النفوس والواقع؟
🔸 – كيف يرتبط الانطلاق الصحيح فيما وجهنا الله إليه بالتدبر في نعم الله؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (3 - 15)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#نعم_الله_الدرس_الثالث
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 20/1/2002م
اليمن – صعدة
ولهذا جاء في الحديث: ((أن اليمين الغموس ليس لها جزاء إلا جهنم)) ، ((وأن اليمين الغموس تذر الديار من أهلها بلاقع)) تتدهور أحوالهم، والموت يفتك بهم فتصبح بيوتهم خالية, لماذا؟ لأنك باسم الله أضفيت على الباطل صبغة الحق، والله يريد أن تكون باسمه ترتدع عن الباطل. هذه واحدة من الإساءات البالغة التي قد تحصل منك باستخدام النعمة العظيمة التي وهبك الله إياها وأسبغ عليك بها، نعمة النطق، البيان، الإعراب بالكلمات, بالأحرف بواسطة لسانك وشفتيك. أن تأتي لتشهد شهادة زور، شهادة الزور هي نفس الشيء تشبه اليمين الفاجرة؛ لأنك تقول: أشهد لله أن هذه القضية كذا وكذا، وهي ما أسوأها وما أقبحها، شهادة الزور.. وهكذا كم سترى أن كثيراً من المعاصي يمكن أن تستخدم بواسطة النطق فتكون ممن سخر نعمة الله عليك في معصيته، في ظلم الآخرين، في أخذ حقوق الآخرين، في الحط من مكانتهم، في هتك أعراضهم، في تأييد الباطل. إذاً فاستحِ من الله، وتذكَّر بأن هذه نعمة عظيمة أنعم بها عليك. من هنا نعرف أهمية أن يذكِّرنا الله وأن يطلب منا أن نتذكر نعمه العظيمة علينا؛ لأن لها علاقة كبيرة بنا، باعتبار أنها هي الآليات التي بها نطيع وبها نعصي، فمتى ما تذكَّرنا أنها نعمة منه فإن هذا سيوجد في أنفسنا حياء من الله، أن نتوقف عما طلب منا فيها، أو أن ننطلق لاستخدامها في معاصيه. من الأشياء التي يظهر بتذكر أن ما بين أيدينا هو من نعمة الله علينا كونها من مفردات هذا العالم الذي نحن خلفاء لله فيه. لاحظ كم سيظهر من أثر كبير لتذكر نعمة الله، أنت عندما تتقلب داخل مفردات وأجزاء هذا العالم فتصنِّع وتنتج وتبدع وتعمر .. وأشياء كثيرة، إذا ما كنت متذكراً بأنها من نعمة الله، إذا ما كان الناس متذكرين بأن هذه الأشياء هي من نعمة الله عليهم فإنهم سيخشون من الله وسيستحيون من الله أن تستخدم في معاصيه، أو أن تستخدم في الإضرار بالآخرين من عباده. عندما انطلق الغربيون في التصنيع، وباستخدام المنتجات المتعددة في مختلف المجالات، ألسنا نرى ما أكثر ما تستغل في الإفساد في الأرض، وفي إفساد عباد الله وفي ظلم الناس؟ لو كانوا هم ممن يتذكر بأن ما بين أيديهم من طاقة، ما بين أيديهم من آليات، ما بين أيديهم من إمكانيات هي نعمة من الله عليهم، نعمة, يتذكرون هذه: أنها نعمة لاستحوا من الله أن تستخدم فيما هو إفساد لعباده وإبعاد لعباده عن طاعته وعبادته، فيصبح حينئذٍ تذكر أنها نعمة من الله يشكل ضمانة في تسيير كل هذه المسخرات في المجال الذي يريد الله سبحانه وتعالى، في عمارة الأرض بالصلاح. أن تتذكر بأن هذه نعم من الله سبحانه وتعالى عليك، لا أن تراها وكأنها هي أشياء طبيعية ثابتة هنا، وكأنها هنا من زمان وهي على ما هي عليه، لا تتذكر بأنها من الله هو الذي منحها، كم سيفوتك من أشياء كثيرة مما يمكن أن تعطيه هي من معرفة، وترسيخ معرفة لله سبحانه وتعالى فيما يتعلق بحكمته وقدرته ورعايته ولطفه ورحمته، لا تستفيد منها هذه المعاني المهمة. متى ما تذكرت أن كل ما أرى, كل ما أستمتع به في مختلف شؤون حياتي هو نعمة من الله سبحانه وتعالى، وأرى من خلال آياته الكريمة أنه يريد مني أن أقدرها، أن تكون ذات قيمة لدي، ألم ينهنا عن التبذير؟ ألم ينهنا عن الإسراف؟ هو تنبيه على أنه ينبغي أن يكون لهذه الأشياء قيمة لديكم، هي ذات قيمة، فإذا ما نظرت إليها كذات قيمة مصاحب هذا الشعور للشعور والتذكر بأنها نعمة من الله سبحانه وتعالى عليك، نعمة على الناس جميعاً، فإن هذا هو ما يساعد على أن تتأمل في ما تعطيه هي من معارف، في كونها من مظاهر قدرة الله، في كونها من مظاهر رحمة الله، في كونها من مظاهر رعاية الله فيترسخ ويزداد إيمانك كثيراً كثيراً بالله سبحانه وتعالى, وتعظم ثقتك به. والموضوع من أساسه هو الحديث عن كيف نثق بالله, أليس هذا هو الموضوع؟ هو كيف نثق بالله سبحانه وتعالى؟ تدلنا هذه على أن من فعلها هو عظيم الرعاية لنا، عظيم الإحسان إلينا، حكيم في تدبيره، فما وجهنا إليه، وما أرشدنا إليه، لا يمكن أن يكون فيه مجازفة، ولا خطأ، ولا ورطة لنا، ولا تصرف أحمق، هو حكيم فيساعدك تذكر أن ما بين يديك من نعمة الله يساعدك على تكرير التأمل فيها لكونها ذات قيمة لديك، قيمة في واقع الحياة باعتبارها مما تمس الحاجة إليه في مختلف شؤون الحياة بالنسبة للناس جميعاً، مما لا تستقيم الحياة إلا بها فتزداد ثقتك بالله سبحانه تعالى وتعظم ثقتك به، ومتى ما عظمت ثقتك بالله انطلقت في كل ما وجهك إليه؛ ل