زينبيات العصر في اليمن
1.28K subscribers
4.33K photos
1.79K videos
480 files
15.2K links
🔮 قناة شاملة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي على بلدنا الحبيب 🇾🇪
⭕️اخبارية
📚 ثقافية:
✌️ جهادية :
📕 توعوية:
🎼 اروع الزوامل :
♻️ شاملة :كل مايخص المسيرة القرآنية

زينبيـ العصر ـات فـ اليمن ـي
ஜ═━━━━━━━━━━━━━━━━━═ஜ
📝 @wksqzh 🔏
🎧 ⓣ.me/wksqzh
Download Telegram
🍀القسم الأول🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – يذكِّر القرآن المسلمين باستشعار المسؤولية الكبيرة عليهم، وهي في نفس الوقت نعمة عظيمة، فما هي تلك المسؤولية؟
🔸 – هناك أربعة عوامل مهمة للدفع بالناس إلى أن ينطلقوا بمسؤوليتهم؟
🔸 – الاصطفاء لا يأتي لمجرد الاصطفاء، فما هي حقيقة معنى الاصطفاء في القرآن الكريم؟
🔸 – حين أعرض بنو إسرائيل عن شرف المسؤولية التي حملهم الله تعرضوا للاستبدال، وضربت عليهم الذلة والمسكنة، فماذا نستفيد نحن العرب من هذه السنة؟
🔸 – العربي الواحد يصبح شريكًا في أجر من يهتدي في هذا العالم، ما هي أبعاد هذه العبارة من حيث ناحية التشريف، والمسؤولية، وعواقب التفريط؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
يقول الله سبحانه وتعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} (آل عمران:110-112). صدق الله العظيم من قول الله تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (آل عمران: من الآية110) نفهم من هذا ما هو أسلوب القرآن الكريم في جلب كل ما يمكن أن يكون مساعدًا للناس أن ينطلقوا، وفي القيام بما يريد الله سبحانه وتعالى أن يقوموا به، كما يذكِّر باستشعار المسؤولية الكبيرة على المسلمين، بدءًا من أولئك المسلمين الذين كانوا في أيام الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، يذكِّرنا كما ذكرهم سابقًا بتلك المسؤولية الكبيرة، بأن عليهم مسؤولية كبيرة هي: أنهم أخرجوا للناس، أخرجت للناس، أي: أظهرت لإصلاح الناس، لرد الناس إلى دين الله، لرفع الظلم عن الناس، لتعميم هذه الرسالة العظيمة في أوساط البشرية جميعًا.
مسؤولية كبيرة جدًا، وهي في نفس الوقت تذكير بنعمة عظيمة هي: أنهم اختيروا، اختيروا أن تناط بهم هذه المسؤولية الكبيرة، فمن يعرفون قيمة الوسام الذي قلدهم الله سبحانه وتعالى به، وسام شرف عظيم، أن يكونوا هم المؤهلين لأن يحملوا هذه الرسالة؛ ليلتفوا حول راية هذه الرسالة، فيتحركون في أوساط الأمة، لإصلاح العباد، وتطهير الأرض من الفساد، ليحوزوا شرف السبق، شرف أن تصلح الأمة على أيديهم، وأن تُطَّهر من فساد المضلين على أيديهم.
أليس هذا شرف عظيم، ونعمة كبرى؟ مسؤولية كبرى، ونعمة كبرى، وشرف عظيم، يدفع، يدفع من يرى لهذا قيمته الكبيرة، يدفعه إلى أن ينطلق فعلًا، يدفع هذه الأمة إلى أن تنطلق فعلًا في ميدان العمل، وفق ما هداها الله سبحانه وتعالى إليه، في مجاهدة أهل الكتاب، من اليهود والنصارى، من يشكلون أعظم خطر على البشرية؛ لأنهم كما قال الله عنهم: {وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} (المائدة: من الآية64).
فنرى كيف اجتمعت عملية الدفع بالناس، الدفع بالمسلمين، بالعرب، بأهل البيت، وتجد المسؤولية أيضًا على درجات الأولوية داخل هذه الأمة، العرب يتحملون مسؤولية كبيرة أعظم من غيرهم، أهل البيت وشيعتهم يتحملون مسؤولية كبيرة أعظم من غيرهم، أهل البيت بالذات يتحملون مسؤولية كبيرة أعظم من غيرهم.
حينما نتأمل نجد من خلال هذه الآيات ثلاثة عوامل مهمة للدفع بالناس إلى أن ينطلقوا، إلى أن يهتموا بالقضية، في البداية: ذكَّر بخطورة القضية، الخطورة البالغة، التي تصل بالناس إلى درجة أن يكفروا، أن يكفروا بالله وبرسوله من حيث لا يشعرون.
الشيء الثاني: خطورة إذا لم يعملوا على تأهيل أنفسهم؛ ليكونوا بمستوى المواجهة، الخطورة البالغة، بالعذاب العظيم، عندما قال تعالى: {وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105).

الدافع الثالث: تذكير الله لنا بأنه هو سيهيئ الأجواء التي يمكن أن تفتح انفراجات كبيرة أمام العاملين في سبيله، في هذا الميدان، كما يقول: {وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِلَى اللَّ
🍀القسم الثاني🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – متى كانت أولى الحوادث في حياة أمتنا الإسلامية التي تنبئ بالتخلي عن المسؤولية؟
🔸 – علامَ يدل التفاف الناس حول اليد التي مدها غير رسول الله وتركهم اليد التي مدها الرسول بنفسه بحضرة قرابة المائة ألف شخص؟
🔸 – ما الذي يجعلك تعرف كل شيء بمستواه من الأهمية، وعلى ما هو عليه من الأهمية؟
🔸 – متى سترتفع هذه الأمة؟
🔸 – متى يكون لأمرنا بالمعروف، ونهينا عن المنكر إيجابية، وأثر حقيقي، ويكون له قيمته؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

إنها مسئولية كبيرة جدًا، إنها مسئولية كبيرة جدًا، بدءًا من أولئك الذين كانوا أول المسلمين، في أيام رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو من ذكَّرهم بها؛ ولهذا قال فيما بعد: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} الذي يشكل ضابط الالتزام لديكم حتى تؤدوا مسئوليتكم بنحو صحيح، وعلى شكل صحيح.
عندما فرطوا، عندما لم يكن إيمانهم بالله بالشكل الذي يجعلهم يلتزمون حرفيًا، إيمانًا واعيًا؛ هم كانوا مؤمنين بالله وبرسوله، لكن الإيمان درجات، الإيمان درجات، لم يكونوا بمستوى أن يعوا، أن يعوا من خلال القرآن، ومن خلال محمد (صلوات الله عليه وعلى آله) عظم المسئولية الكبرى، وكيف يكونون بمستواها، ولم يأت التقصير، لا من خلال القرآن، ولا من خلال رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، الذي هو أفصح العرب، أفصح العرب، وأنشط الأنبياء في عمله، أكثرهم نشاطًا، وأعظم البشر تبليغًا بوسائله، وبمنطقه.
عندما لم يعوا مسألة الإيمان بالشكل الذي يجعلهم يلتزمون حرفيًا بتوجيهات الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، بالقرآن الكريم بدأ التفريط من أيامهم، بدأ التفريط ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) على فراش الموت مريضًا في آخر أيامه، عندما قال: ((هلم أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده)) فجاء عمر مع مجموعة كبيرة داخل مجلس رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) ليعارضوا بأن يقدم لرسول الله قلم ودواة، فيأمر بكتابة من يكتب ما لا تضلوا بعده، ما لا تضل الأمة إن تمسكت به، فعارض عمر، وأثاروا ضجة في مكان رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وقالوا: [حسبنا كتاب الله]! لو كانوا يعرفون كتاب الله بالشكل المطلوب لكان عليهم أن يقدموا لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) قلمًا ودواة حتى يكتب ذلك المكتوب الذي يريد أن يكتبه، يأمر بكتابته حتى لا تضل الأمة من بعده.
بوادر التخلي عن المسئولية، عن المسئولية الكبرى بدأت ورسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) كان ما يزال حيًا بكامل وعيه، وهو في آخر أيامه مريضًا على فراش الموت.
{وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}؛ لأن مسألة أن تحمل المسئولية، وأن تفهم المسئولية هي لا بد أن تكون على النحو الذي هداك الله إليه في أدائها، وفي حملها، وفي تمثيلها، وأن تكون على هذا النحو من الالتزام لا بد أن يكون إيمانك بالله قويًا، قويًا.
فعندما يأتي عمر وهو رجل بتلك الأعمال: تنصيب أبي بكر، ثم تنصيب عثمان من بعد، هو كله عمل عمر، هو الذي قال لأبي بكر أمدد يدك أبايعك، ولم يمد يده ليبايع تلك اليد التي رفعها رسول الله في [يوم الغدير]، يد علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين عندما رفع رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) يده في يوم الغدير وقال: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه))، ولم تكن الأمة من بعد، ولا أولئك الصحابة أنفسهم، لم يكونوا بمستوى حمل المسئولية، هم من بدءوا يفرطون، عندما يلتفون حول اليد التي مدها عمر، ولم يلتفوا حول اليد التي رفعها رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله).
من الأولى - إن كانوا يؤمنون بالله وبرسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) إيمانًا واعيًا - أن يلتفوا حول يد مدها عمر [امدد يدك أبايعك]! أو حول يد رفعها رسول الله على نحو من مائة ألف من المسلمين يرونه جميعًا: ((من كنت مولاه فهذا علي مولاه))؟
إنها آية خطيرة، تذكِّر بعظم المسئولية، وتثير الجانب العاطفي لمن يتأمل هذه الآية، وكأنه يذكِّر كيف ستكونون، لو كنتم تعرفون مسئوليتكم، وتعرفون كيف تحملونها {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} مثلما نقول: [حمِّيْهَا، كان المؤمل فيها كذا..، وكانت..، وكانت..، وكانت...]؛ لهذا جاءت بالشكل الذي يوحي بان الأمة هذه ستتحسر على ماضيها، عندما ترى أنها فرطت، وضيعت، لم تأت العبارة بلفظ: [أنتم خير أمة أخرجت للناس]، {كُنْتُمْ...} يقول المفسرون، معناها: وُجِدتم، بدون لحظ ماضي، وجدتم هكذا {خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}.

ما هو الفارق بين أن يقول: أنتم خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، وبين أن يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} فعلًا اخترتم لحمل هذه المس
🍀القسم الثالث🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – لماذا كانت تفريط العرب في مسؤوليتهم تجاه هذا الدين بالغة الخطورة على البشرية كلها؟
🔸 – جريمة التفريط تكون أكبر كلما ضاقت دائرة المسؤولية، فكيف ذلك؟
🔸 – هناك إعلاميون يهتمون بالأرقام والإحصاءات من أجل السبق، فكيف هو تقييمك لهم؟
🔸 – كيف هي الطريقة الصحيحة لتناول الأخبار وتغطية الأحداث؟
🔸 – لماذا انحط بنوا إسرائيل؟
🔸 – بمَ يوحي أن يكون العرب هداتهم، وقادتهم، وأعلامهم، في التفسير، في الحديث، في القراءات كلهم من غير العرب؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

خطورة عظيمة، التفريط خطورة عظيمة، كأنه يقول: أنا من لي ما في السموات، وما في الأرض، وأستطيع أن أغير وأهيئ الأمور، أنتم تتحملون مسئولية عظيمة، تذكروا عظم المسئولية، وتذكروا عظم النعمة عليكم، بأن تكونوا أنتم من تناط بكم هذه المسئولية، أليست هذه عوامل للدفع على أرقى مستوى؟ من لا يتحرك بعد هذا فإنه جدير إذا كان هناك ما هو أذل له من أن يكون عنقه تحت أقدام اليهود لكان جديرًا به، يكون جديرًا بالذلة في الدنيا، وجديرًا بأن يكون في قعر جهنم في الآخرة؛ لأننا لم نجن على أنفسنا، نحن العرب لم نجن على أنفسنا فقط، بل جنينا على البشرية كلها، تركناها ضحية لمن يسعون في الأرض فسادًا، فكم هو إثم العرب! كم هي الجريمة التي ارتكبها العرب! أن يكون آلاف الملايين من البشر المساكين، الذين لا يفهمون شيئًا أمام الخبث والمكر اليهودي.
يقول أحد الكتاب عن الأمريكيين، قال: 94 أو 96% من الأمريكيين العاديين تحت مستوى درجة الذكاء، فلماذا حركت أمريكا على هذا النحو، وحرك العالم على هذا النحو؟ هو الخبث والمكر اليهودي، هو القدرة اليهودية على التخطيط، والتنفيذ، فلعبوا بالعالم فعلًا، دوخوا حتى النصارى، تلك الشعوب من النصارى دوخوها، وجعلوها تقف معهم، وهم من كانوا يحملون حقدًا كبيرًا عليهم، وهم من كانوا يتهمونهم بقتل المسيح، وصلبه، يستخرجون قرارًا من مرجعية المجتمع النصراني بتبرئة اليهود وساحة اليهود عن قتل السيد المسيح! ففكوا عن أنفسهم عقدة كانت عليهم في قلوب النصارى، ليضمنوا بها أن يشتغلوا من جديد في أوساطهم، فيكونون هم الرأي الذي يؤيدهم، هم الكلمة التي تؤيدهم، بأموالهم، بأقلامهم، بألسنتهم، بمواقفهم.
خمس عشر مليون يهودي فقط في العالم هذا كله - كما يقولون في الإحصائيات - خمس عشر مليون، أقل من سكان اليمن، هم من يحرك هذا العالم، أقل من سكان اليمن!
متى ما قلنا يتوحد الناس تبادر إلى ذهن أي واحد منا: يتوحد المسلمون جميعًا! لا، لا، لو توحد شعب واحد، لو توحدت محافظة واحدة، لو توحدت قبيلة واحدة لعملوا المستحيل. وأمر الله للناس بالتوحد، وهذه التوجيهات ألم تكن في بدايتها موجهة إلى كم؟ إلى ما هو أقل من مليون مسلم، قد لا يكونون نحو مليون مسلم، الذين توجهت هذه التوجيهات إليهم، وكم هو اليمن؟ تسع عشر مليون على أقل تقدير، ونفس الشيء بالنسبة للزيدية، بقدر ما تكون أنت تناط بك مسئولية أكثر، بقدر ما تكون الجريمة من قبلك في التفريط أكبر.
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} ألسنا نقول بأننا خير الأمة، الزيدية؟ وأننا نحن الطائفة المحقة؟ وفعلًا عقائدنا هي الحق، يشهد لها القرآن الكريم، ويشهد لها الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)، ولكنا أصبحنا كما أصبح الآخرون.
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} فهذه الأمة هي أفضل الأمم، ناسين في وسط هذه الأمة لما فرطت في المسئولية، وفي هذا الشرف العظيم، كذلك نحن الزيدية، من نقول بأننا أفضل الطوائف، وأننا خير الطوائف، وأننا أهل الحق، وأننا.. وأننا.. المسئولية كبيرة علينا، وأكبر من الآخرين. أهل البيت من يقولون إنهم هم خير الناس، وأن الله فضلهم، وأن الله كذا، وكذا.. وأوجب على الناس محبتهم، ومودتهم، المسئولية عليهم أكبر، وأكبر، لكننا فرطنا جميعًا.
فالتذكير بما حصل على بني إسرائيل هو يذكر بسنة إلهية، نعوذ بالله من أن تقع علينا {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ} (آل عمران: من الآية112) أليس هذا هو الذي حكاه عن بني إسرائيل؟ إنما نسأل الله أن يرفعها عنا أما وقوعها فيبدوا أنها قد وقعت فعلًا، ونعمل كيف نكون ممن يسعى لرفع هذه الذلة، وهذا الغضب، وتلك المسكنة وإلا فهذه الذلة، والمسكنة معروفة، أصبحت معروفة.

تضرب طائرات ياسر عرفات، مسكين، ويحاصر في بيته، وكل زعماء العرب، كل شعوب العرب فقط يتفرجون في التلفزيون، لا يستطيعون أن يقولوا شيئًا، ولا يحركون شيئًا! أليست هذه هي الذلة؟ ما كان العربي البدوي يسمح لمثل هذه أن تحصل.

ا
🍀القسم الرابع🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ماذا يعني لك ورود آيات الاعتصام بحبل الله ضمن آيات الصراع؟
🔸 – كيف تجلت في الواقع حقيقة الآية الكريمة {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ}؟
🔸 – {إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ} ما هو الحبل من الله ليكون عونا لليهود والنصارى في مواجهة الحق والمسلمين؟؟
🔸 – {وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ} ما الحبل الذي يمده الناس؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

تعود الآيات إلى ساحة الصراع من جديد، بعد أن ذكَّرت بعظم المسئولية، إذا كان هناك من يندفع من منطلق استشعاره بعظم المسئولية؛ ليقول، وهذه هي الهداية على أرقى مستواها، وتصوير الواقع على أوضح ما يكون، وبما يكشف أن الله يهدي، يهدي الناس هنا إلى كيف يكونون مواجهين في ميدان المواجهة مع أهل الكتاب، اليهود والنصارى، يقول بعد أن أرشدنا إلى التوحد، أرشدنا إلى التقوى، نهانا عن التفرق، وخطورة التفرق في الدنيا وفي الآخرة، ثم أكد لنا بأن هذه الآيات هي حق، ثم قال: هو معنا، وله ما في السموات وما في الأرض، سيهيئ الأمور لنا، يقول أيضًا عن أولئك الذين ندعوكم الآن لمواجهتهم، كأنه يقول لنا هكذا: الذين نحدثكم في هذه الآيات، ونؤهلكم لمواجهتهم، ولقتالهم هم أيضًا ضعاف.
أليس هذا عامل آخر يبعث على الانطلاق؟ يقول: أنتم متى كنتم بهذا المستوى: متوحدين معتصمين بحبل الله جميعًا، وكنتم على هذه الثقة العالية بالله، أن له ما في السموات وما في الأرض، وأنه لن يغلق الأجواء أمامكم، ولن يدعها مغلقة أمامكم.
وبعد أن ذكر بخطورة أولئك علينا في حياتنا، وفي ديننا، في آخرتنا، يقول عنهم: هم أيضًا متى كنتم بهذا المستوى فسيصبح واقعهم هكذا: {لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذًى} (آل عمران: من الآية111) طقطقة هناك، طقطقة لا قيمة لها، {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} (آل عمران: من الآية111) ما بقي بعد هذا؟ ومن الذي يقول هذا؟ هو الله، الذي يعلم الغيب في السموات وفي الأرض، ويعلم السر في السموات وفي الأرض، يعلم اليهود الذين ضرب عليهم الذلة والمسكنة، كيف سيكونون في ميدان القتال.
ولهذا الأشخاص الذين يثقون بالله يتكلمون بملء أفواههم بكل تحدي لإسرائيل عند رأسها، حسن نصر الله، وأمثاله، بكل صراحة، وبكل قوة، من منطلق ثقته بصدق القرآن، أن هؤلاء أجبن من أن يقفوا في ميدان القتال صامدين، وجربوهم فعلًا، جربوهم في جنوب لبنان، كيف كانوا جبناء، يهربون، جندي واحد يرد قافلة، ورتل من الدبابات، الشاحنات العسكرية، أرعبوهم حتى أصبح اليهود متى ما خرج اليهودي من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين يبكي من الفرح، ويقبِّل أسرته، خرج من بين غمار الموت.
{لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلَّا أَذىً} يصبح إعلامهم، تصبح كل أعمالهم، كلها تتبخر عندما تكونون على هذا النحو، عندما تكونون على هذا المستوى من الوعي، والثقة بالله، والاعتصام بحبل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في داخلكم حتى تكشفوا لكل أسرة ما يدبره ضدها الآخرون، تصبح كل وسائل إعلامهم تخسر، تخسر، قنوات فضائية تتبخر، وترسل ذبذبات إلى فوق ولا تنزل إلى الأرض، مؤامراتهم في مجال الاقتصاد كلها تتبخر، تصبح أذية، إزعاج، مثلما يأتي ذباب [يحدث طنينًا] عند أذنك.
{وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ} أليس هو يؤكد لنا أن كل شيء من جانبهم يتبخر، وسيفشل؟ كل مؤامراتهم تصبح مجرد أذى، لا فاعلية لها، وإن نزلوا إلى ميدان المواجهة المسلحة {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} يفرون من أمامكم {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يجدون من ينصرهم، فعلًا لا يجدون من ينصرهم، لا الله، ولا حتى تلك الشعوب الأخرى، شعوب الغرب، ستتخلى عن اليهود، إذا ما وجدونا نحن، من مصالحهم داخل أراضينا، هكذا قال أحد المسئولين، أعتقد مسئول فرنسي، أو بريطاني، عندما قالوا لهم لماذا لا تقفون مع العرب؟ قال: [لستم بمستوى أن نقف معكم، ولا بمستوى أن نتخلى عن إسرائيل؛ لأن إسرائيل هي المهيمنة].
قال: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} عبارة: ينصرون فعل ما يسمى مبني للمجهول، أي فاعله مجهول، أي: لا يحصل لهم نصر من أي طرف آخر، لا من قبل الله، ولا من قبل أحد من البشر، {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} تلك الشعوب نفسها سترى بأنها أن تقف مع إسرائيل، وهي ترى موقف السخط داخل هذه الأمة، وترى الجهة القوية التي تضرب إسرائيل، ستحافظ على مصالحها. هل هم وقفوا مع شاه إيران، وكان هو عميل، وكانت إيران تهمهم كثيرًا، مصالحهم من إيران أكثر من مصالحهم من إسرائيل.

{ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يكون هناك من يقف معهم وينصرهم، أليس هذا مما يشجع على مواجهتهم حتى المواجهة المسلحة، قل للناس الذين يقولون: كيف يمكن؟ من يستطيع لإسرائيل وأمريكا؟ من يستطيع في إسرائي

ل، من يس
🍀القسم الخامس🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} ما هي مصاديق هذه الآية من الواقع؟
🔸 – يقول السيد حسين رضوان الله عليه: " فمن المهم جدًا، مهم جدًا أن يتابع الناس عن طريق الأفلام، أن يتابعوا العمليات الجهادية"، فكيف نطبق هذا في واقعنا اليوم؟ وما دورنا في هذا الإطار كل في مجاله؟
🔸 – هل من الممكن أن يضرب الله على المسلمين الذلة والمسكنة كما فعل ببني إسرائيل؟ وما أمارة ذلك؟
🔸 – {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} هل يتشرط لتكفر بآيات الله أن تجحدها لفظيا؟ أم يمكن أن تتنكر لما تضمنته من حقائق؟
🔸 – { وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} كيف وصف الله اليهود في عهد النبوة بقتل الأنبياء ولم يكن غير محمد هناك نبيا؟ وكيف ينعكس ذلك في واقعنا؟
🔸

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

{إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} أليست هذه أشياء تدل على أنهم يعيشون حالة الذلة في نفوسهم، اليهود؟ ذلة، مسكنة، غضب من الله. لاحظ هنا يقول: بأنه سيكون معنا، فمن هو غاضب عليه لن يكون معه، أليس هذا واحد من العوامل المهمة؟ أن من الله غاضب عليه سيسلطك عليه، من ضربت عليه الذلة والمسكنة لن يقف بجرأة وشجاعة أمامك في ميدان المواجهة.
فالآية هذه هي تتحدث بكل ما يدفع بالناس إلى أن ينطلقوا في العمل ضدهم، لكن ما هو الذي يحول دون كل ذلك؟ هو ضعف الإيمان بالله، عندما لم نكن كمن قال: {وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} سيجعل كل هذا الكلام فاضي، كلام ما له معنى، نرى الدبابة كبيرة، نرى الصواريخ، فنقول: هذا يمكن هو ما هو داري ماذا سيأتي بعد، فكأنه هكذا أصبحنا، بمعنى أنه: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ} حتى وإن كانوا يمتلكون أسلحة فتاكة، وأسلحة خطيرة.
والواقع شهد على هذا، المجاهدون في جنوب لبنان يمتلكون أسلحة خفيفة، فكانوا يفجرون الدبابات، وأصبحت تلك الدبابات، وتلك القطع المتطورة، قد أصبحت وسيلة للهروب، وهم يولون الأدبار، ومتى ما كانت الدبابة متثاقلة، ينزلون منها ويهربون، قد هي ثقيلة الدبابة، يولوكم الأدبار، يخرجون من هذه العربات، يخرجون بأي طريقة ويهربون، أليس هذا شاهدًا حيًا من واقع الحياة، من واقع مشاهدتنا نحن؟
أن نقول: يمكن هذا يوم كان عادهم يهود ما قد معهم إلا سيوف، ما قد معهم إلا رماح، أما الآن فقد معهم صواريخ، ومعهم قنابل نووية، ومعهم دبابات متطورة، ومعهم كذا أسلحة، وأصبحوا هم من يبيعون من دول أخرى التكنولوجيا العسكرية، من الصين، ومن غيرها، فيمكن ما.. لكن لا، آيات الله هي حقائق، عندما يقول: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ} (البقرة: من الآية252) {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ} (آل عمران: من الآية103) هي حقائق مهما كان بحوزة اليهود من أسلحة، فمتى انطلق الناس على هذا النحو، وعلى هذا المستوى الذي هداهم الله إليه فإنهم سيولونكم الأدبار ثم لا ينصرون، وإن كان معهم ما معهم من الأسلحة.
فمن المهم جدًا، مهم جدًا أن يتابع الناس عن طريق الأفلام، أن يتابعوا العمليات الجهادية، التي ينفذها حزب الله، وتجد فيها الآيات، وليس فقط مشاهد عسكرية، تجد فيها مصاديق للقرآن الكريم، مصداق للقرآن الكريم، تأييد للقرآن الكريم، وهم عندهم، عند رؤوسهم، يستطيعون أن يضربوهم بالقنابل، لكن لا، اليهود {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} لا يوجد في داخل أنفسهم ما يجعلهم ينتصرون عليك، ولا أحد من حولهم يجعلهم ينتصرون عليك، ولا حبل من الله يبقى، ولا حبل من الناس، كل شيء يصبح متخليًا عنهم، فلا ينصرون فعلًا.
عندما قال: {ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} أحيانا قد تكون عوامل النصر هي من كونك تحمل نفساَ قوية أحيانًا، قوة معنوية، معنويات مرتفعة، وصبر، وفتك، وفروسية، هذه مفقودة فيهم؛ لأنهم ضربت عليهم الذلة والمسكنة، معهم حبال، حبل من هنا، وحبل من هنا، ستنقطع هذه الحبال إذا ما أصبحتم أيها المؤمنون على هذا النحو. فماذا بقي، ماذا بقي من عوامل النصر؟ عوامل الانتصار في المعارك هي تأتي بارتفاع معنويات الجنود، ارتفاع معنويات أنفسهم، نفوس قوية تجعلهم يستبسلون، ويقاتلون، ويصبرون، أو تأييد من هنا، ومن هنا، أليس هكذا؟
إذًا عرض لك المسألة كلها بأنه معهم حبل من عند الله، وحبل من عند الناس، ستنقطع هذه الحبال، وهم في أنفسهم ليسوا مهيئين، هم ممن ضربت عليهم الذلة والمسكنة، ترى أنفسهم ذليلة، وأنفسهم مسكينة، وإنما نحن العرب من جعلنا أنفسهم كبيرة أمامهم، وهم باءُوا بغضب من الله، فلن يبقى حبل، وسيقف ضدهم، متى كنا معه، على هداه في مواجهتهم سيكون معنا، سيكون معنا في الميدان

وسيضربهم.

{وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} ونفس الشيء، نفس ما يتحدث عنه القرآن الكريم
🍀القسم السادس🍀

🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} تكررت في أمة الإسلام نماذج على هذه الشاكلة، فكيف ومتى؟
🔸 – ما هي المسؤولية الكبرى على علماء الأمة؟
🔸 – {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} ماذا تعني أمة وسطا؟

🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀

#سلسلة_سورة_آل_عمران (4 - 4)
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#الدرس_الرابع
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ}
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 12/1/2002م
اليمن - صعدة

{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ} واحدة هذه حصلت، {وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ} من الذي يستطيع أن يقول في علي بن أبي طالب أنه كان يستحق أن يقتل؟ في الحسن يستحق أن يقتل؟ في الحسين يستحق أن يقتل؟ ماذا عمل؟ ماذا عمل علي (عليه السلام) حتى تخرج عائشة، وتقود ثلاثين ألف جندي لمقاتلة الإمام علي (عليه السلام) ماذا صنع بها علي؟ لا شيء، بغير حق.
يعني: ليس هناك ما يمكن أن يكون في الصورة مبررًا ليأتي هؤلاء الذين يتولون عائشة، ويرفعونها فوق سيدة نساء العالمين، فوق فاطمة الزهراء، وفوق خديجة، يأتون بمبرر حقيقي لعائشة في خروجها تقاتل الإمام عليًا (عليه السلام) وتفسد دولة الإسلام، وتدعو الأمة إلى حربه، ما هو المبرر؟ لا شيء، بغير حق، كما قال هنا.
وهكذا أهل العراق عندما لقيوا الحسين وقتلوه، لماذا؟ بغير حق، هل كان يزحف عليهم بجيش جرار، يخافون أن يجتاح مدنهم، وقراهم؟ أم أنه كان مسافرًا إلى الكوفة مع مجموعة من النساء والأطفال، مسافرًا، يسافر وليس يقود جيشًا، في نفس الوقت، هو مطمئن بأنهم سيصدقون عندما قالوا: [أقدم علينا يا ابن رسول الله فقد أينعت الثمار وقد ظلمنا، وقد، وقد.. الخ] انطلق مسافرًا معه نساؤه، وأطفاله، ومجموعة من خدمه، وأعوانه، ثم يلقونه فيقتلونه، بغير حق.
الإمام الحسن قبله قتل، بغير حق، هو بالطبع ليس هناك نبي، أو ولي صالح سيقتل بحق، ليس هذا حاصل، لكن معناه أنه حتى ولا مبرر ظاهري، ولا مبرر ظاهري، هذا هو ماذا؟ باطل الباطل، أوضح الباطل؛ لأنه فعلًا هل يمكن أن يقتل مثل علي بحق؟ لا، هل يقتل نبي من أنبياء الله بحق؟ عندما يقول: بغير حق، يعني: ليس هناك حتى ما يبرر قتله لكم، ولو من منطلق غير صحيح، ولو إعلاميًا، أي لا تستطيعوا أن تقولوا كلمة واحدة تصنعونها تبرر في الظاهر، في الصورة أمام البسطاء من الناس قتلكم له.
قتلوا الحسن، نفس الشيء، بغير حق، انتهت الحرب، وتفرق عنه جيشه، اضطر إلى أن يأخذ ما يمكن من الشروط والعهود لأمنهم، وأمن أعراضهم، وبيوتهم، ومعاوية قد أصبح هو الذي اجتاح المنطقة، والمهيمن، عندما تفرق عن الإمام الحسن جيشه، وأنصاره، بعد ذلك كله، وقد قعد في بيته يدس معاوية السم له ليقتله، بغير حق، أليس هذا الذي حصل؟ وهكذا امش إلى آخر الأحداث، التي مرت على أهل البيت، زيد نفسه قتل من غير مبرر، دعوته ظاهرة، والمجتمع يعرف ما وصل إليه، إذًا فلماذا يقتل؟ كلها بغير حق.
وسيظل العرب هكذا، وسيظل زعماء العرب يعملون على قتل من يتحرك ليأمر بالقسط من الناس، ولكن ربما ستصبح المسألة أسوأ وأسوأ بكثير، أن يصل بهم اليهود إلى أن يصنعوا المبرر الظاهري للبسطاء، وللمغفلين من الناس، فيقتلوا ذا، وذاك، بحجة ماذا؟ إرهابي، أليس هذا بحق في الصورة؟ هذا من مظاهر الكفر بعد إيمانكم {يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: من الآية100) فتصل بكم الحال إلى أن تنطقوا أنتم بالمبرر غير الشرعي، وغير الواقعي لقتل من يأمر بالقسط من الناس، من يتحرك ضد اليهود والنصارى، فتقولون: إرهابي {نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ} (المائدة: من الآية52) [ويكلف علينا] ويضرب مصالحنا، إذًا يقتل، إذًا يشرد، إذًا يسجن! وهكذا.
يصبح الناس أسوأ، أسوأ مما عجز عن أن يقوله بنوا إسرائيل أنفسهم حينما كانوا لا يستطيعون أن يأتوا بمبرر ظاهري لقتل نبي من أنبيائهم، أو ولي من أ وليائهم، وحينما كانت هذه الأمة من يتولون أولئك الذين قتلوا من قاموا بالقسط من أهل البيت، لم يستطيعوا أن يأتوا بمبرر منطقي، مبرر يعني: كلامي، كلامي هكذا في الصورة، أمام البسطاء.

[لكن اليهود] قد يصلون بالناس، قد يصل الناس إلى درجة أنهم ينطقون بالمبررات الوهمية، ويتشبثون بها، أليس هذا يدل على أن الأمة قد وصلت إلى ضلال رهيب جدًا، حتى أصبحت تبحث عن مبررات ترددها على أفواهها، وعلى مسامع بعضها بعض؛ ليقتل الزعماء من يأمرون بالقسط من الناس، أو يشردونهم، أو يسجنونهم، تحت عنوان: إرهابي، سيضرب مصالحنا؛ لأنه قد أصبحت مصالحنا الوهمية، مصالح وهمية هي المقياس، هي المعيار الذي يجعلنا نقف مع هذا، أو مع هذا، والذي يجعلنا في الواقع - وهي مصالح وهمية، وكلها كلام - يجعلنا في الأخير لا نعدُّ أيَّ قائم بالقسط من الناس ذو قيمة إذا كان سيتعارض معها، ولو كان محمد بن عبد الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، أو علي بن أبي طالب، أو ا
#البرنامج_الرمضاني

#اليوم_الأول
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/1/2002م
اليمن - صعدة

بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين. الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. الموضوع هو امتداد للعنوان السابق: معرفة الله سبحانه وتعالى. وكما أسلفنا في الدروس السابقة بأن من أهم المجالات، أو من أهم الوسائل لمعرفة الله سبحانه وتعالى هو تذكر نعمه، نعمه الكثيرة، نعمة الهداية بكتابه الكريم وبالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين) وهي أعظم النعم، والنعم الأخرى، النعم المادية، وهي كثيرة جداً كما قال الله سبحانه وتعالى عن نعمه بصورة عامة: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا}(النحل: من الآية18). نحن ذكرنا سابقاً ما يتعلق بالنعم المادية، وهي أخذت مساحة واسعة في القرآن الكريم، وهي كثيرة جداً، هي كل ما يتقلب فيه الناس في حياتهم {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}(النحل: من الآية53) ونعمة الهداية التي هي أعظم النعم، الهداية إلى الإيمان، هذا الدين العظيم دين الإسلام، يقول الله سبحانه وتعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً}(المائدة: من الآية3) فهذا هو الفضل العظيم من الله، هو ذكر فيه بأنه قد أتم النعمة، نعمة تامة ليس فيها نقص، لا تحتاج إلى من يكملها {أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً} هذه النعمة ما أوجب شكر الله سبحانه وتعالى علينا في مقابلها!. ويقول سبحانه وتعالى بالنسبة لنبيه محمد (صلوات الله عليه وعلى آله): {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (آل عمران:164) أليست هذه نعمة كبيرة؟. {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} ولقد كانوا فعلاً قبل هذه النعمة العظيمة، نعمة الرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) الذي يقوم بهذه المهمة في إبلاغ دين الله فيتلو على الأمة آيات الله، ويزكي أنفسهم، ويعلمهم كتابه، ويعلمهم الحكمة، {وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}(المائدة: من الآية16) كما قال في آيات أخرى. ويقول سبحانه وتعالى عن نعمة القرآن الكريم: {الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}(ابراهيم:1) أليست هذه نعمة كبيرة؟. {لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}. ويقول أيضاً في كتابه الكريم عن القرآن الكريم: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}(الزمر:23) فسمى كتابه الكريم بأنه أحسن الحديث، متشابهاً في حكمته، في فوائده، في عظمة آياته، في تفصيل آياته، فيما تشتمل عليه من فوائد كثيرة، في عظمة معانيها، في تفصيلها، في إحكامها. مثاني: تتكرر فيه المواعظ، يتكرر فيه الحديث عن المبادئ المهمة والقيم المهمة، تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم لشدة وقعه على أنفسهم, ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله. هذا هو بالتحديد ما يصنعه القرآن الكريم في من يفهمون القرآن الكريم، وفي من يعرفون عظمته وأهميته، ويعرفون أنه أعظم نعمة أنعم الله سبحانه وتعالى بها على عباده؛ ولهذا قال بعد: {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ} ويقولون بأن {ذَلِكَ} تستخدم أيضاً للتعظيم، كما أن اسم الإشارة للبعيد يشار بها أيضاً إلى الرفيع الدرجة، البعد المعنوي في درجات العظمة. {ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} من ضل بعد هذا الهدى، بعد هدى الله، هذا الهدى الذي هو القرآن الكريم، والنبي العظيم (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) فما له من هاد، لن يكون هناك من يهديه إطلاقاً. هذا فيما يتعلق بنعمة الهداية، ولكن لما كانت نعمة قد يكون كثير من الناس لا يلمس قيمتها، لا يدرك قيمتها، وإلا فهي من أعظم النعم؛ لأن الله قال: {يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإ
#البرنامج_الرمضاني

#اليوم_الثاني
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/1/2002م
اليمن - صعدة

إذا كان الله سبحانه وتعالى يذكِّر عباده بأن عليهم أن يذكروا نعمه فنحن الزيدية، نحن شيعة أهل البيت من يجب علينا أن نتذكر أكثر فأكثر هذه النعم، ندع ذلك التذكر يترك آثاره المهمة العظيمة في نفوسنا, ننطلق - من واقع حبنا لله وإيماننا الواعي به، واستشعار وجوب الشكر له على نعمه - ننطلق بكل ما نستطيع في مجال الحصول على رضاه؛ لأن من أعظم ما تتركه النعم من آثار في النفوس هو أنها تدفعك إلى تولي الله سبحانه وتعالى وإلى حبه، كيف لا أحب من أراه يرعاني؟. من أرى كل ما بين يدي مما أملك، ومما لا أملك من نعمته العظيمة الواسعة، من أرى أن هذا الدين الحق الذي أنا عليه هو الذي هداني إليه؛ فأتولاه، وأحبه وأعظمه وأجله، وأسبحه، وأقدسه، وأخشاه، وهذه المعاني عظيمة الأثر في النفوس فيما تمثله من دوافع نحو العمل في ميادين العمل. أليس الموضوع من بدايته هو حول أن نعرف كيف نتولى الله سبحانه وتعالى؟ كيف نتولاه؟ إذا عرفت وتذكرت عظيم نعمته عليك سترى بأنه هو وحده من يجدر بك أن تتولاه، وأن لا تتولى غيره، فكل أولياء تبحث عنهم دون الله سبحانه وتعالى من أولئك البعيدين عن هدايته وصراطه، الله قد ضرب لهم مثلاً {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}(العنكبوت: من الآية41) كلهم وهميون، ما يدفعك نحو توليهم؟. أنك تبحث عن العزة، أو تبحث عن القوة، أو تبحث عن الرزق، أو تبحث عن أي شيء من المطامع؟ فاعلم بأنك كمثل العنكبوت التي اتخذت بيتاً، تعمل في البيت وتمد الخيط من هنا إلى هنا وتعمل النسيج الذي هو أوهى الأنسجة، بيت لا يدفع عدواً، ولا يدفع برداً، ولا يدفع حراً، ولا يعمل شيئاً، أحياناً ترجع فقط تستغله في الأخير ليكون شبكة صيد.. {وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ}، لكن الله عندما تتولاه تتولى القوي العزيز، تتولى من أنت تحظى برعايته، من هو على كل شيء قدير. لن تترسخ في أنفسنا معرفة الله سبحانه وتعالى، ولن نصل إلى درجة أن نكون من أوليائه حقاً إلا إذا كنا ممن يتذكر نعمه علينا، نعمة الهداية، والنعم الأخرى التي نملكها والتي لا نملكها مما نحن جميعاً نتقلب فيها؛ لهذا يقول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} (فاطر:3) إلى أين تتجهون؟ وإلى أين ستنصرفون؟ تبحثون عن من؟. تبحثون عن أمريكا، تبحثون عن بريطانيا، تبحثون عن هذا الرئيس، عن هذا الملك، عن هذا الزعيم، عن هذا التاجر، هل هناك أحد يملك لكم رزقاً؟. يملك لكم ضراً؟. يملك لكم نفعاً؟. {فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} إلى أين أنتم رائحين؟!. تنصرفون عن إلهكم الذي أنعم عليكم الذي يرزقكم من السماء والأرض والذي هو وحده الإله {لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ}. كل هذه المعاني الهامة التي تخلق في نفسك متى ما وعيتها دافعاً قوياً نحو تولي الله سبحانه وتعالى هي تبدأ بتذكر نعمه {اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ} متى ما ذكرت نعمته عليك عرفت بأنه هو وحده الخالق، هو من يرزق من السماء والأرض، هو الذي لا إله إلا هو، إذاً فلن أنصرف إلى هذا ولا إلى هذا، سأتولاه هو. يقول أيضاً سبحانه وتعالى: {وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ}(الزخرف:12) السفن والأنعام من الإبل والخيل والبغال والحمير ما تركبون {لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ} (الزخرف:13- 14). لأهمية تذكر النعم يريد منك أن تتذكر نعمته عليك حتى عندما تستوي على ظهر حمارك لتركبه، وافهم أنك أنت الحيوان الوحيد الذي يسخر حيواناً آخر ليركبه فينقله إلى مسافات بعيدة. هل هناك حيوانات أخرى يسخر لها حيوانات أخرى تركبها؟. كل واحد يمشي على رجليه، لكن الإنسان هو وحده يسخر الله له مخلوقات هي أقوى منه، بل هي أزكى وأعظم من كثير من أفراده الذين قال عنهم: {إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}(الفرقان: من الآية44). حيوان يقوده الطفل، يركب عليه طفلك وهو فيما لو توحش لأزعج سوقاً بأكمله، الجمال، الخيل، البغال، الحمير، البقر، كم سخر للإنسان من حيوانات أخرى!. تعال إلى حيوان آخر ليس مسخراً لك تحاول تركبه، امسك [النمر] أليس أصغر من الحمار؟ حاول تركب النمر هو يحاول يأكلك ما هو حول يتركك تركبه، لكن الجمل
#البرنامج_الرمضاني

#اليوم_الثالث
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/1/2002م
اليمن - صعدة

نحن نلمس أنما يذكَّر الناس به من الأخلاق الكريمة في خطب الجمعة وغيرها من المواعظ كلها مجرد تذكير لا يقدم ولا يؤخر ولا يخلق في أنفسنا شيئا. يجب أن نذكِّر بهذه الأخلاق الكريمة، أنها مهمة، وهي في حد ذاتها تعتبر طاعة من طاعات الله العظيمة. ولكن يجب أن نفهم أيضاً أن من أبرز غاياتها هي أنها تخدم عملية وحدة المؤمنين فيما بينهم، تلك القضية التي لا بد منها في تحقيق المسؤولية الكبيرة عليهم لدين الله سبحانه وتعالى، أن يكونوا من يعمل على نصر دينه، من يعمل على إعلاء كلمته، من يدافع عن دينه، نفهمها على هذا النحو، أما أن نتوقع أنها ستتحقق لنا، فنحن قد جربنا أنفسنا, وأعتقد كل الناس قد جربوا أنفسهم، من هو الذي لم يسمع كلاماً كثيراً من هذا النوع في خطب الجمعة وغيرها، عن الأخوة والمحبة والألفة والتعامل الحسن وكظم الغيظ.. و.. إلى آخره، نتحدث عنها كطاعات مفردات من الطاعات، لا نتحدث عن غايتها المهمة التي تكشف عن أهمية ذلك المبدأ الذي كل هذه التشريعات تتجه نحو تهيئة الأمة لتكون بمستوى أن تنهض به. فما لم نحمل هذا الهم - فيما أعتقد وفيما أرى - لن يتحقق لنا شيء في واقع أنفسنا، ومتى ما حملنا هذا الهم الكبير، ومتى ما شعرنا بالمسؤولية الكبيرة، فإن من المتوقع فعلاً أن يتدخل الله، فهو هو الذي يقدر على أن يؤلف بين قلوبنا، على أن يملأ قلوبنا حباً لبعضنا البعض، على أن يؤتينا الحكمة في تصرفنا مع بعضنا بعض، هكذا قال عن أولئك: {وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً}. نحن لسنا أعداء فيما بيننا أليس كذلك؟ لكن نفوس متباينة، وكل واحد يشعر بأنه لا رابط له بالآخر إلا مجرد الإلتقاء اليومي في السوق، أوفي المسجد، لا غير، لقد تدخل الله سبحانه تعالى فمنَّ على أولئك بنعمة كبيرة الذين كانوا أعداء {أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ} هل تعرفوا ماذا تعني كلمة الألفة؟. ألفت، أصبحت متآلفة، وليس فقط انتزع منها العداء فأصبحت طبيعية كما نحن عليه، أصبحت قلوباً متآلفة، ومتى ما تآلفت القلوب عظمت الثقة فيما بين الناس لبعضهم بعض، أصبحوا كياناً واحداً، أصبحوا كتلة واحدة، أصبح كل شخص منهم ينصح للآخر، ويخلص له، ويخدم ضميره، ويتألم له، يشترك هو معه في موقف من المواقف فلا يتخلى عنه، يحبه يوده، قلبه يألف قلبه، أصبحت القلوب متآلفة، أي لا يألف قلبي أن يظل منفرداً لوحده، يريد أن يبقى مع تلك القلوب التي ألفها. القلوب تتآلف فتحب أن تجتمع متى ما ألف الله بينها، كما تحب أن تجتمع بصديق لك يوميا، تجلس معه، تجلس [تخزن] معه يومياً، فإذا ما غاب تصبح جلسة القات [تخزينة] ما أعجبتك {فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناًً} من خلال ما هداكم إليه، فجعل له فاعلية في أنفسكم، وبتدخله وإمداده الإلهي الغيبي. هذه القضية إذا لم نهتم بها فلو - فيما أعتقد - نجلس في هذا المجلس يومياً يومياً سنين طويلة سننسى كل شيء.. ننسى في هذا اليوم ما سمعناه مثل اليوم وهكذا، ونبقى نحن أولئك الأشخاص الذين ننظر إلى بعضنا بعض نظرات عادية. لا نحن متوحدون ولا متفرقون، ولا مختلفون ولا متفقون، كل واحد لوحده، تجمعنا الشمس عندما تطلع فنتحرك ونتلاقى في الطريق، السلام عليكم، وعليكم السلام، وفي السوق نشتري حاجات بعضنا بعض، وكل واحد يرح بيته، نخرج نصلي في المسجد جميعاً، أو نصلي فرادى، وكل واحد يرجع بيته، لا نلمس بأن هناك شيئاً يجمع بيننا، ويهمنا جميعاً، لاهتمامنا المشترك به أصبحت قلوبنا متآلفة في ظله فيرتاح الواحد منا عندما يلقى أخاه في المسجد، أو في السوق، أو في الطريق فيصبح حتى للحياة مذاق آخر. أعتقد أن بعض الناس في القرى يعيشون في واقع حياتهم غرباء، عندما يكونون غير متآلفين فيما بينهم، بل يعيشون أسر يحتاجون إلى [اتفاقيات مكتوبة] لكف الأذى عن بعضهم بعض. وفي كل أسبوع، أو في كل يوم تقريباً تظهر مشكلة من هنا ومشكلة من هنا، وكل واحد يرى بأنه فقط قدره أن يكون في هذا البيت داخل هذه القرية. تصبح الحياة تعيسة.. ترى الآخرين في المسجد لا يمثلون لديك شيئاً، إذا لم تستاء من رؤيتهم ومن لقائهم فقد لا يمثلون لديك أي شيء، منظر طبيعي، لكن متى ما تآلفت النفوس تعيش في حياة سعيدة ترى أصدقاء، ترى إخواناً، تدخل المسجد فترتاح برؤية إخوانك، تخرج إلى ساحات القرية فترتاح برؤية إخوانك، تمشي معهم في السيارة فترتاح بالمشي معهم، في السوق تلقاهم فترتاح بلقياهم، تعيش حالة من الحياة لها طعم لها مذاق. نحن بعد لم نعرف، لكن من خلال ما نتصوره قياساً على أمثلة في واقع حياتنا عندما يكون لك صديق معين تحبه ألست ترتاح عندما تراه؟ وقد لا تكون صداقتكم مع بعضكم بعض تبلغ درجة الأخوة الإيمانية، لكنك ترتاح عندما تلقاه. هذا أثره فيما يتعلق بالحياة ج
#البرنامج_الرمضاني

#اليوم_الرابع
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/1/2002م
اليمن - صعدة

ويذكر الله في كتابه الكريم أنه هكذا مع كل الأمم، يأمرهم بأن يتذكروا النعم التي أنعم بها عليهم، فيقول في القرآن الكريم الذي هو أنزل إلى هذه الأمة يحكي أنه كان يخاطب بني إسرائيل في الماضي وخاطبهم أيضاً في هذا القرآن، خاطب من يسمع منهم في أيام النبي (صلوات الله عليه وعلى آله) وفيما بعد: {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (البقرة:40) {يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (البقرة:47) لاحظوا.. لما لم يتذكر بنو إسرائيل النعمة التي أنعم الله بها عليهم، هكـذا بلغ بهم الحال إلى أن يستبدل الله بهم غيرهم، وإلى أن يلعن الكثـير منهم، وإلى أن يصبح أكثرهم فاسقين. وهكذا أيضاً أنبياؤه يذكرون أممهم أن يذكروا نعمة الله عليهم فيقول عن نبيه موسى وهو يتحدث مع قومه فيذكرهم نعمة الله عليهم: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكاً وَآتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ} (المائدة:20). {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ} (إبراهيم:6) يذكرهم بعدما قد نجاهم الله مما كان يعمل بهم آل فرعون من التعذيب والتنكيل، وبعد أن أصبحوا أمة مستقلة لها قائدها تتحرك هي في ظل راية الرسالة التي بعث الله بها موسى، لكنه كان يقول لهم: إنما أنتم فيه لا تستشعرون أنها وضعية تحافظون عليها وتحرصون عليها إلا إذا ما تذكرتم ما كنتم فيه أيام كنتم في مصر تحت عبودية آل فرعون, فرعون وجنوده وقومه أولئك الذين كانوا يقتلون أبناءكم، يستحيون النساء ويذبحون البنين ويسومونكم سوء العذاب فيستعبدونكم في المهن المسترذلة وفي الأعمال الشاقة. وهذه الآية هي مهمة جداً، الناس عادة متى ما كانوا في وضع سيء ثم تبدل بهم الحال فأصبحوا في وضعية أخرى، كانوا أذلاء فأصبحوا أقوياء، كانوا مستذلين فأصبحوا أعزاء، أصبح لهم قوة، أصبحوا متمكنين.. قد ينسون ويظنون بأنه هكذا انتهت تلك الوضعية السابقة فلم يبق إلا هذه الوضعية الجيدة وهكذا ستبقى، يتصور الناس بأن تلك الوضعية ستبقى هكذا على ما هي عليه إلى الأبد.. ألم يكن الناس أيام كان سوق [الخوبة] مفتوح زمان، وكانت البضائع رخيصة، وكان الناس يتحركون، كنت تلمس من الناس أنهم يرون أن هذه الوضعية ستبقى مستمرة هكذا. الإمام الخميني كان يقول للإيرانيين بعد الثورة الإسلامية: إن الحفاظ على الثورة أهم من الثورة نفسها، أنتم قد ثرتم ونجحتم وحققتم انتصاراً عظيماً لكن هنا بدأ العمل الحقيقي وهو: الحفاظ على الثورة.. هكذا كان يقول لهم. كما هنا قال موسى لقومه: حافظوا على هذه الوضعية التي أنتم فيها، لا تتنكروا لله، لا تبدلوا نعمة الله، تذكروا دائماًَ ما كنتم فيه سابقاً، ثم اذكروا نعمة الله عليكم إذ نجاكم منه، وفعلاً هذه لهذا أثرها العظيم فيما يتعلق بالحفاظ على منجزات الأمة، إذا الأمة تقارن بين ماضيها وما بلغت فيه وترى الفارق الكبير بين ذلك الوضع السابق السيئ وهذا الوضع الجيد الحسن فستحرص فعلاً على أن ترعى، على أن تحمي، على أن تدفع عن كل ما حقق لهم ذلك المكسب العظيم. اذكروا نعمة الله عليكم أن نجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم..إلى آخره، ثم انظروا كيف أصبحتم الآن، إذا لم تتذكروا تلك الأعمال السيئة السابقة فإنكم لن ترعوا هذه النعمة وهذه الوضعية الحسنة التي أصبحتم فيها. الله سبحانه وتعالى يعلمنا أيضاً أن أولياءه يدعونه أن يوفقهم لشكر نعمه فيقول عن نبيه سليمان: {وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(النمل:17- 19). لاحظوا نبي من أنبياء الله آتاه الله من الملك مالا ينبغي لأحد من بعده، حكم الجن والإنس والطير، وسخرت له الريح وسخر معه الجبال، وألان الله له القطر، {وَأَلَنَّا
#البرنامج_الرمضاني

#اليوم_الخامس
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الرابع
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
بتاريخ: 21/1/2002م
اليمن - صعدة

أيضاً يقول الله سبحانه وتعالى: {حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}(الأحقاف: من الآية15). ويصف أولياءه سبحانه وتعالى بأنهم يشكرون نعمته فيقول عن نبي الله إبراهيم (صلوات الله عليه): {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} (النحل:121) وموسى (صلوات الله عليه) يتمثل شكره لتلك النعمة في قطع عهد على نفسه فيقول: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}(القصص: من الآية17). من منا يقول هذا؟ من منا عندما يرى أمواله التي تدر عليه مبالغ كبيرة، من منا يقول هذا عندما يرى نفسه أنه أصبح في موقف حق وفي عمل حق؟. وأنه وفق لأن يكون ممن ينطقون بالحق، ويعملون بالحق ممن يهدون بالحق وبه يعدلون فيقطع على نفسه عهداً أمام الله {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ} هل تتصورون بأن موسى دخل من طرف مزرعته وفيها ما لا يقل قيمته عن نحو مليونين دولار من ثمار وممتلكات وآليات داخلها فقال: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ}؟ بل رأى نفسه أنه أصبح إنساناً استطاع أن يقول الحق، وأن يقف موقف الحق، وأن يقف في وجه الظالمين، فكانت هذه هي النعمة الكبرى. هذه هي من أهم الأشياء التي تخلق لديك حصانة عن أن تنخدع بالآخرين الذين ينطلقون يثبطون الناس؛ لأنه من هو ذلك الذي يمكن أن يؤثر فيك وأنت ترى ما أنت عليه نعمة عظيمة، ستسخر منه أنت؛ لأنك ترى ما أنت فيه نعمة عظيمة؛ ولأنك تحس بأنك وفقت إلى نعمة عظيمة من خلال مقارنتك أنت للآخرين الذين يبذلون أموالهم وأيديهم وألسنتهم وأنفسهم في طريق الباطل وفي خدمة الباطل، وأنت تعرف أين سيكون مصيرهم، سترى أنت أنك في نعمة عظيمة فتصبح ممن يكون من المستحيل أن يؤثر عليه الآخرون بدعاية أو تضليل أو خداع أو ترغيب أو ترهيب، يصرفونه عما هـو فيه؛ لأنـه يرى مـا هـو فيه نعمة، نعمة دفعته إلى أن يقول: {رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}. ويذكر الله عن نبيه نوح أيضاً فيقول: {إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً}(الإسراء: من الآية3) هكذا تجد شكر النعم الإلهية في مجال نعمة الهداية والنعم المادية المتعددة شكرها وتذكرها من أهم صفات أولياء الله؛ لما لها من أثر كبير في ربطهم بوليهم، بالله سبحانه وتعالى. نجد كذلك كيف يأمر الله عباده بشكر نعمته بصورة عامة فيقول: {فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (النحل:114) {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ} (البقرة:152) {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} (البقرة:172) {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}(العنكبوت: من الآية17). ومتى ستشكر الله؟. إذا كنت دائم التذكر لنعمه العظيمة عليك. يأتي في المقابل خطورة الإساءة التي تحول النعم فتبدل النعم، تلك الإساءة العظيمة إلى الله {سَلْ بَنِي إِسْرائيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (البقرة:211). ما هي هذه النعمة هنا؟. أليست هي نعمة هداية؟. من أبرز ما تعنيه هذه الآية - فيما نفهم - هو التركيز على نعمة الهداية إلى الإيمان، هداية الآيات البينات، فيما تتركه من أثر في النفوس فسماها نعماً. {كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ} هي نعم عظيمة عليهم {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. فتذكر هنا أنك عندما ترى نفسك تسير على هدي الله، تهتدي بآيات الله، تلزم نفسك على أن تعمل وفق آيات الله التي تهديك إلى أن تعمل الأعمال الكثيرة التي فيها رضاه فأنت في نعمة عظيمة فإذا ما استبدلت بها غيرها خطوطاً أخرى، مواقف أخرى، أشياء أخرى هي مخالفة لهدي الله سبحانه وتعالى تسير بك على غير صراطه فاعلم بأنك قد عرضت نفسك لعقوبة عظيمة من الله، وأنك قد بدلت نعمة الله {وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّ