🍀القسم الثالث🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما العلاقة بين الإصرار على زراعة القات جيلا بعد جيل وبين الانطلاق في سبيل الله ونصرته؟
🔸 – الاقتصاد في استعمال الماء حين يكون من منطلق تقوى الله أفضل أم حين يكون من منطلق الخوف من نفاد المياه من المخزون الأرضي؟
🔸 – سمى الله تعالى الماء رزقا، فما العلاقة بين الاقتصاد والماء؟
🔸 – كيف نستعيد مخزون المياه من جديد؟ وكيف نبني اقتصادا قويا ينافس اقتصادات العالم الغربي؟
🔸 – النار قد تكون مظهرا من مظاهر نعمة الله علينا، ففي أي سياق تكون كذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
ثم إذا كنا مصرين على أن نزرع القات جيلًا بعد جيل، هذا أيضًا من الإصرار على أننا لسنا مستعدين على أن نقف موقفًا يرضي الله سبحانه وتعالى، في مجال نصر دينه، وإعلاء كلمته، وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض: اليهود والنصارى وأوليائهم، إذا كنت مصرًّا على زراعة القات باستمرار وأن تورثها للأجيال من بعدك فأنت مصر على قعودك عن نصر دين الله؛ لأن الله عندما يقول لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14) يأمرنا بأمر يوجب علينا أن نهيئ وضعيتنا بالشكل الذي نستطيع أن نكون فيه م من يحقق نصر الله، و منه الجانب الاقتصادي، تأمين غذائنا.
فليحاول الناس ـ وقد كثرت الأسر ـ أن يحرثوا أي أماكن لا تزال غير مزروعة، يحرثونها وليس كل مكان يجهزونه للزراعة يغرسونه قات، يحاول الناس أن يزرعوا الحبوب، ولو بنسبة بسيطة، ونرجع قليلًا قليلًا إلى وضعنا الطبيعي في رجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى من خلال رجوعنا إلى الله قليلًا قليلًا حتى نعود بالشكل الذي يريد الله سبحانه وتعالى أن نكون عليه.
نعود إلى نفس الموضوع:
{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} (الواقعة: 68) أأنتم ترون هذا الماء؟ نعم نحن نراه، ونحن نعرف أننا لسنا نحن الذين نخلقه وننتجه، هل الماء تنتجه المصانع؟ {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ من الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمنزِلُونَ} (الواقعة: 69).
سؤال، كيف سيكون الجواب: أنت يا الله الذي تنـزله من المزن، من السحاب {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} (الواقعة: من الآية70) مالحًا فلا يصلح للشرب ولا يصلح لسقي الأرض، هل بإمكانك أن تسقي نباتات من البحر؟ لا يصلح.
أليس ماء البحر كثير جدًا؟ لكن لا يصلح لا للشرب ولا لزراعة الأشجار، ولا لسقي المزارع بل ولا يصلح أحيانًا استخدامه مع بعض أدوات التنظيف، أحيانًا لا يصلح استخدامه مع بعض أنواع الصابون، لا يقبل.
ألسنا مؤ منين بأن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يجعله أجاجًا: مالحًا شديد الملوحة؟ يستطيع حتى ولو أبقاه كثيرًا في متناولنا، لكن يستطيع أن يحوله إلى مالح، أو يغوِّره في أعماق الأرض {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك: 30).
من الذي يعطيكم بديلًا، هل أمريكا يمكن أن تعطينا ماء؟ أو اليابان أو الصين يمكن أن يعطونا ماء؟ مصانع تنتج ماء؟ لا، هل تستطيع الدولة نفسها أن تعطينا ماء؟ هي تصيح على الناس المزارعين بأنه حاولوا أن تقللوا من استخدام المياه العشوائي، مخزون الماء معرض للانتهاء. ليس المخزون، إنما هو نحن، مخزون العودة إلى الله قد انتهى، مخزون العودة إلى الله في أنفسنا هو الذي انتهى. نحن لو عدنا إلى الله لما خشينا؛ لأنه قال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (الجـن: 16) فليكن من السماء وليكن من باطن الأرض.
الحفاظ على الماء في استهلاكه قضية مهمة، والتبذير بالماء هو من التبذير الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم، وشبه المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (الاسراء: من الآية27) هذه الآية من الشواهد المهمة على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس، على أهمية الجانب الاقتصادي فيما يتعلق بقيامهم بواجباتهم ومسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأن حياتنا مرتبطة بالماء، فغذاؤنا مرتبط بالماء، رزقنا مرتبط بالماء، بل سماه رزقًا في آيات أخرى سمى الماء رزقًا، هكذا مباشرة.
ف من يبذر بالماء كأنه شيطان، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى، هو لا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة، هو عمود الحياة: حياة الأرض، وحياة الأنفس، بل حياة الإيمان، حياة الدين، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما العلاقة بين الإصرار على زراعة القات جيلا بعد جيل وبين الانطلاق في سبيل الله ونصرته؟
🔸 – الاقتصاد في استعمال الماء حين يكون من منطلق تقوى الله أفضل أم حين يكون من منطلق الخوف من نفاد المياه من المخزون الأرضي؟
🔸 – سمى الله تعالى الماء رزقا، فما العلاقة بين الاقتصاد والماء؟
🔸 – كيف نستعيد مخزون المياه من جديد؟ وكيف نبني اقتصادا قويا ينافس اقتصادات العالم الغربي؟
🔸 – النار قد تكون مظهرا من مظاهر نعمة الله علينا، ففي أي سياق تكون كذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
ثم إذا كنا مصرين على أن نزرع القات جيلًا بعد جيل، هذا أيضًا من الإصرار على أننا لسنا مستعدين على أن نقف موقفًا يرضي الله سبحانه وتعالى، في مجال نصر دينه، وإعلاء كلمته، وأن نقف في وجه المفسدين في الأرض: اليهود والنصارى وأوليائهم، إذا كنت مصرًّا على زراعة القات باستمرار وأن تورثها للأجيال من بعدك فأنت مصر على قعودك عن نصر دين الله؛ لأن الله عندما يقول لنا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمنوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14) يأمرنا بأمر يوجب علينا أن نهيئ وضعيتنا بالشكل الذي نستطيع أن نكون فيه م من يحقق نصر الله، و منه الجانب الاقتصادي، تأمين غذائنا.
فليحاول الناس ـ وقد كثرت الأسر ـ أن يحرثوا أي أماكن لا تزال غير مزروعة، يحرثونها وليس كل مكان يجهزونه للزراعة يغرسونه قات، يحاول الناس أن يزرعوا الحبوب، ولو بنسبة بسيطة، ونرجع قليلًا قليلًا إلى وضعنا الطبيعي في رجوعنا إلى الله سبحانه وتعالى من خلال رجوعنا إلى الله قليلًا قليلًا حتى نعود بالشكل الذي يريد الله سبحانه وتعالى أن نكون عليه.
نعود إلى نفس الموضوع:
{أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} (الواقعة: 68) أأنتم ترون هذا الماء؟ نعم نحن نراه، ونحن نعرف أننا لسنا نحن الذين نخلقه وننتجه، هل الماء تنتجه المصانع؟ {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ من الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمنزِلُونَ} (الواقعة: 69).
سؤال، كيف سيكون الجواب: أنت يا الله الذي تنـزله من المزن، من السحاب {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا} (الواقعة: من الآية70) مالحًا فلا يصلح للشرب ولا يصلح لسقي الأرض، هل بإمكانك أن تسقي نباتات من البحر؟ لا يصلح.
أليس ماء البحر كثير جدًا؟ لكن لا يصلح لا للشرب ولا لزراعة الأشجار، ولا لسقي المزارع بل ولا يصلح أحيانًا استخدامه مع بعض أدوات التنظيف، أحيانًا لا يصلح استخدامه مع بعض أنواع الصابون، لا يقبل.
ألسنا مؤ منين بأن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يجعله أجاجًا: مالحًا شديد الملوحة؟ يستطيع حتى ولو أبقاه كثيرًا في متناولنا، لكن يستطيع أن يحوله إلى مالح، أو يغوِّره في أعماق الأرض {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمن يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك: 30).
من الذي يعطيكم بديلًا، هل أمريكا يمكن أن تعطينا ماء؟ أو اليابان أو الصين يمكن أن يعطونا ماء؟ مصانع تنتج ماء؟ لا، هل تستطيع الدولة نفسها أن تعطينا ماء؟ هي تصيح على الناس المزارعين بأنه حاولوا أن تقللوا من استخدام المياه العشوائي، مخزون الماء معرض للانتهاء. ليس المخزون، إنما هو نحن، مخزون العودة إلى الله قد انتهى، مخزون العودة إلى الله في أنفسنا هو الذي انتهى. نحن لو عدنا إلى الله لما خشينا؛ لأنه قال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا} (الجـن: 16) فليكن من السماء وليكن من باطن الأرض.
الحفاظ على الماء في استهلاكه قضية مهمة، والتبذير بالماء هو من التبذير الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم، وشبه المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} (الاسراء: من الآية27) هذه الآية من الشواهد المهمة على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس، على أهمية الجانب الاقتصادي فيما يتعلق بقيامهم بواجباتهم ومسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأن حياتنا مرتبطة بالماء، فغذاؤنا مرتبط بالماء، رزقنا مرتبط بالماء، بل سماه رزقًا في آيات أخرى سمى الماء رزقًا، هكذا مباشرة.
ف من يبذر بالماء كأنه شيطان، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى، هو لا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة، هو عمود الحياة: حياة الأرض، وحياة الأنفس، بل حياة الإيمان، حياة الدين، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها.
🍀القسم الرابع🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – الحديث عن نعم الله هو يعطي أكثر من معنى، فكيف ذلك؟
🔸 – لماذا يكون الناس أكثر غفلة عن الله حين تستتم لهم النعم المختلفة؟ وهل هذه الحالة سائدة دائما؟
🔸 – بعد أن عدد الله ما خلق لنا من النعم قال: {وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، فما المقصود هنا؟
🔸 – يختلف جانب الهداية عن جانب النعم، فكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
ولنعد أيضًا إلى آيات أخرى فيها كثير مما عرضه الله سبحانه وتعالى من نعمه على الناس. وكما قلنا سابقًا: بأن الحديث عن نعم الله هو يعطي أكثر من معنى، فهي في نفس الوقت من مظاهر تدبير الله سبحانه وتعالى لشؤون خلقه، من مظاهر رحمته بعباده، من مظاهر رعايته لعباده، من مظاهر حكمته، من مظاهر قدرته العجيبة، من مظاهر علمه الواسع، من مظاهر ملكه، أنه هو من يملك السموات والأرض وما بينهما، وهو رب هذا لعرش العظيم، لا يكاد ينتهي الكلام حول هذه الآيات التي سرد الله فيها كثيرًا من النعم التي على الإنسان؛ لأنها مهمة في كل مجال.
فمتى ما جئت تتحدث عنها باعتبارها من مظاهر رحمة الله، فما أوسع الحديث عنها. ومتى ما جئت تتحدث عنها باعتبارها من مظاهر حكمة الله فما أوسع الحديث عنها. وباعتبارها من مظاهر قدرة الله وعلمه بكل شيء ورعايته ولطفه فما أوسع الحديث عنها، وفي كل الأحوال ما أهم تذكر الإنسان لها، وما أعظم أهمية أن يتذكرها الإنسان لما تعطيه من دروس في كل هذه المجالات التي ترشد إليها، وتنبئ عنها فيما يتعلق بكمال الله سبحانه وتعالى.
يقول الله سبحانه وتعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ من أَمْرِهِ عَلَى من يَشَاءُ من عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل: 2)
هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة بإرسال الأنبياء بإنزال الكتب، بالنسبة لنا نحن المسلمين إنزال القرآن والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (النحل: 3) خلقها ليس لمجرد هواية أن يخلق، ممارسة هواية، لا، هو خلقها بالحق، هناك غاية مهمة مرتبطة بها {خَلَقَ الْإِنْسَانَ من نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} (النحل: 4) خلقه من نطفة { من مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة: من الآية8) كما قال عنها في آية أخرى، فإذا هو عندما يكبر ويشتد ساعده، ويتمتع بكامل قوته يصبح خصيمًا لله، معاندًا متمردًا {مُبِينٌ} بيِّن الخصومة والعناد والتمرد.
أليس الإنسان ظلوم كفار؟ وعادة ينطلق الإنسان في أن يكون خصمًا لله تعالى، وهو في أوسع حالات التنعم بنعم الله تعالى، ما يتمتع به من قوة في بدنه، وما يتمتع به من نعم الله بين يديه، {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} (العلق: 6ـ7)
فمتى ما توفرت له النعم، متى ما رأى نفسه يمتلك كامل قواه وبصحة جيدة ينطلق مخاصمًا لله، ينطلق معاندًا لله، وجاحدًا لله وكافرًا بالله، ورافضًا لدينه، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (ابراهيم: من الآية34) {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس: 17).
أحيانًا يكون أولئك الفقراء أقل طغيانًا، أقل ظلمًا، أقل تكبرًا، لا تزال لديهم كثير من مشاعر الحاجة إلى الله، والعودة إلى الله والطلب إلى الله سبحانه وتعالى، وبعضهم متى ما استغنى ورأى نفسه وهو ذلك الذي كان كثير الدعاء لله، وكثير الالتجاء إلى الله يوم كان ضعيفًا، يوم كان مريضًا، يوم كان مفتقرًا، ومتى ما استغنى، ومتى ما تمتع بكامل قوته انطلق خصمًا لله.
أليست حالة أن تكون متمتعًا بكامل قوتك البدنية، متمتعًا بنعم واسعة عليك هي الحال التي يجب أن تكون فيها أكثر عودة إلى الله وخشوعًا لله، وحياء من الله، وعبادة لله، أليس هذا هو الوضع الطبيعي لك؟ لو كنت تفهم.
كما كان نبي الله سليمان صاحب الدنيا الواسعة والملك العظيم، ذلك الذي يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (النمل: من الآية19) هذا هو الوضع الصحيح ل من يمتلكون نعما مادية ومعنوية.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – الحديث عن نعم الله هو يعطي أكثر من معنى، فكيف ذلك؟
🔸 – لماذا يكون الناس أكثر غفلة عن الله حين تستتم لهم النعم المختلفة؟ وهل هذه الحالة سائدة دائما؟
🔸 – بعد أن عدد الله ما خلق لنا من النعم قال: {وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ}، فما المقصود هنا؟
🔸 – يختلف جانب الهداية عن جانب النعم، فكيف ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
ولنعد أيضًا إلى آيات أخرى فيها كثير مما عرضه الله سبحانه وتعالى من نعمه على الناس. وكما قلنا سابقًا: بأن الحديث عن نعم الله هو يعطي أكثر من معنى، فهي في نفس الوقت من مظاهر تدبير الله سبحانه وتعالى لشؤون خلقه، من مظاهر رحمته بعباده، من مظاهر رعايته لعباده، من مظاهر حكمته، من مظاهر قدرته العجيبة، من مظاهر علمه الواسع، من مظاهر ملكه، أنه هو من يملك السموات والأرض وما بينهما، وهو رب هذا لعرش العظيم، لا يكاد ينتهي الكلام حول هذه الآيات التي سرد الله فيها كثيرًا من النعم التي على الإنسان؛ لأنها مهمة في كل مجال.
فمتى ما جئت تتحدث عنها باعتبارها من مظاهر رحمة الله، فما أوسع الحديث عنها. ومتى ما جئت تتحدث عنها باعتبارها من مظاهر حكمة الله فما أوسع الحديث عنها. وباعتبارها من مظاهر قدرة الله وعلمه بكل شيء ورعايته ولطفه فما أوسع الحديث عنها، وفي كل الأحوال ما أهم تذكر الإنسان لها، وما أعظم أهمية أن يتذكرها الإنسان لما تعطيه من دروس في كل هذه المجالات التي ترشد إليها، وتنبئ عنها فيما يتعلق بكمال الله سبحانه وتعالى.
يقول الله سبحانه وتعالى: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمن الرَّحِيمِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ من أَمْرِهِ عَلَى من يَشَاءُ من عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل: 2)
هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة بإرسال الأنبياء بإنزال الكتب، بالنسبة لنا نحن المسلمين إنزال القرآن والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (النحل: 3) خلقها ليس لمجرد هواية أن يخلق، ممارسة هواية، لا، هو خلقها بالحق، هناك غاية مهمة مرتبطة بها {خَلَقَ الْإِنْسَانَ من نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} (النحل: 4) خلقه من نطفة { من مَاءٍ مَهِينٍ} (السجدة: من الآية8) كما قال عنها في آية أخرى، فإذا هو عندما يكبر ويشتد ساعده، ويتمتع بكامل قوته يصبح خصيمًا لله، معاندًا متمردًا {مُبِينٌ} بيِّن الخصومة والعناد والتمرد.
أليس الإنسان ظلوم كفار؟ وعادة ينطلق الإنسان في أن يكون خصمًا لله تعالى، وهو في أوسع حالات التنعم بنعم الله تعالى، ما يتمتع به من قوة في بدنه، وما يتمتع به من نعم الله بين يديه، {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} (العلق: 6ـ7)
فمتى ما توفرت له النعم، متى ما رأى نفسه يمتلك كامل قواه وبصحة جيدة ينطلق مخاصمًا لله، ينطلق معاندًا لله، وجاحدًا لله وكافرًا بالله، ورافضًا لدينه، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} (ابراهيم: من الآية34) {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس: 17).
أحيانًا يكون أولئك الفقراء أقل طغيانًا، أقل ظلمًا، أقل تكبرًا، لا تزال لديهم كثير من مشاعر الحاجة إلى الله، والعودة إلى الله والطلب إلى الله سبحانه وتعالى، وبعضهم متى ما استغنى ورأى نفسه وهو ذلك الذي كان كثير الدعاء لله، وكثير الالتجاء إلى الله يوم كان ضعيفًا، يوم كان مريضًا، يوم كان مفتقرًا، ومتى ما استغنى، ومتى ما تمتع بكامل قوته انطلق خصمًا لله.
أليست حالة أن تكون متمتعًا بكامل قوتك البدنية، متمتعًا بنعم واسعة عليك هي الحال التي يجب أن تكون فيها أكثر عودة إلى الله وخشوعًا لله، وحياء من الله، وعبادة لله، أليس هذا هو الوضع الطبيعي لك؟ لو كنت تفهم.
كما كان نبي الله سليمان صاحب الدنيا الواسعة والملك العظيم، ذلك الذي يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ} (النمل: من الآية19) هذا هو الوضع الصحيح ل من يمتلكون نعما مادية ومعنوية.
🍀القسم الخامس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل تصح التسمية بـ "مجالس تشريعية" بأي حال من الأحوال؟
🔸 – أودع الله في السوائل والماء سرا عجيبا نوه إليه في ذكر نعمة مخر السفن للماء، فما هو هذا السر؟ وإلى حد استفاد منه الإنسان؟
🔸 – حين انتشر الربا بين الناس عاشوا مظاهر حرب من الله في اقتصادهم وتجاراتهم، فبم تمثل ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
{وَمنهَا جَائِرٌ} (النحل: من الآية9) ومن السبل في هذه الحياة ما هو جائر، فإذا كانت السبل متعددة في الحياة ويأتي المجرمون والظالمون فيرسمون سبلًا من الضلال، يدعون الناس إلى السير عليها، فهو يقول: أنا لا أنساكم، وأنا الذي سأتكفل بهدايتكم، ورسم السبيل القاصد، الصراط المستقيم الذي هو هداية حقيقية لكم في هذه الحياة. {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (النحل: من الآية9) بأن يوحي إلى كل شخص، أو كما يقول المفسرون العدلية: عن طريق القسر والإلجاء غصبًا عنك، يهديك غصبًا عنك.
شاء الهداية وهدى على هذا النحو من إنزال الكتب، إنزال القرآن، وبعث الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن يجعل في هذه الأمة ورثة لكتابه هم أهل بيت نبيه. الهداية تكفل بها، الهداية قد رسم طريقها، وهو يقول لنا ـ وسنتابع الحديث عن بقية الآيات لتلمسوا كيف أنه داخل الآيات التي تتحدث عن النعم ـ يقول لنا: هذه النعم المادية شيء عظيم، وأنتم في الحياة في حالة تعدد السبل الجائرة أيضًا أنا أتكفل بهدايتكم، سأرسم لكم الطريق القاصد الصراط المستقيم.
وجاء هنا بهذه العبارة لكي يفهم الناس، ويفهم من يقولون: بأن كل إنسان فلينطلق ليجتهد، لينطلق ليشرع يقول له هنا: {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {قَصْدُ السَّبِيلِ وَمنهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (النحل: من الآية9) يقول لأولئك الذين يعملون مجالس تشريعية في مختلف ال مناطق في البلاد الإسلامية ليشرعوا، ليقننوا: إن كنتم تقننون فقط على وفق أحكام الله، وتشريع الله، وهدي الله سبحانه وتعالى عندما تنصون على المجالات المتعددة المتجددة في الحياة بربطها، فإن كان من منطلق أن الإنسان يملك حق التشريع لنفسه فهذا لا يبعد أن يكون من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وإن كان فقط مجرد إخراج، مجرد تفصيل للهداية الواضحة التي قد رسمها الله سبحانه وتعالى فلماذا تسمون تلك المجالس مجالس تشريعية؟ لا يصح أن تسمى مجالس تشريعية بأي حال من الأحوال.
كما ونحن في حالات التقنين والتشريع ـ كما يقولون ـ يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانين، ثم نقول: نحن مقننون، ثم ننطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصِل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا، الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَ منهَا جَائِرٌ}.
ألست ترى هذه الأنعام ما تزال موجودة وقائمة؟ أليس هناك خيل، وبغال، وحمير، وبقر، وغنم، وإبل ما تزال موجودة، هو في الوقت الذي يذكرك بأنها نعم في نفس الوقت عليه قصد السبيل إذا كنت ملتجئًا إليه، إذا كانت الأمة ملتجئة إليه، وملتجئة إلى الثقلين، للتمسك بالثقلين بكتاب الله، وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فما زالت الحياة، وما دامت الحياة مستمرة فستظل الطريق القاصدة، والصراط المستقيم قائمة الله تكفل بهذا، تكفل به كما ذكر الأنعام، فكيف نرى الأنعام ما تزال قائمة، وباقية، ثم ما يتعلق بقصد السبيل، والهداية نقول: انتهت ذاك اليوم، وكل واحد يقوم يبحث هو عن الهداية لنفسه! هل هذا صحيح؟
قد ربما لو قلنا: نحن رأينا الأبقار، والأغنام والإبل، والخيل، والبغال والحمير هذه انتهت من الدنيا، يمكن إذًا فكل ما تناولته هذه الآيات ربما قد رفع، وانتهى. لكن العجيب هو أننا نرى في الوقت الذي نجد هذه الآية، الآية التي تدل على الهداية، وأن الله هو الذي يتكفل بالتشريع لعباده، وهداية عباده، تتوسط الحديث عن نعمه، ونحن ما نزال نرى نعمه قائمة، ثم نقول: أما قصد السبيل فيبدو بأنه قد غاب، كيف يرفع الله ما نحن في أمس الحاجة إليه: هدايته، ويترك لنا البقر والحمير، والإبل، والغنم، وهذه المواشي؟! أليست هداية الله لنا في هذه الحياة هي أهم؟ هل تبقى الحمير، ولا تبقى هداية الله؟! بحيث تبقى الحمير في هذه الدنيا كنعمة يحافظ الله عليها أن تبقى، ولا يحافظ على أن تبقى نعمة هدايته قائمة!، لا يصح هذا.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – هل تصح التسمية بـ "مجالس تشريعية" بأي حال من الأحوال؟
🔸 – أودع الله في السوائل والماء سرا عجيبا نوه إليه في ذكر نعمة مخر السفن للماء، فما هو هذا السر؟ وإلى حد استفاد منه الإنسان؟
🔸 – حين انتشر الربا بين الناس عاشوا مظاهر حرب من الله في اقتصادهم وتجاراتهم، فبم تمثل ذلك؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
{وَمنهَا جَائِرٌ} (النحل: من الآية9) ومن السبل في هذه الحياة ما هو جائر، فإذا كانت السبل متعددة في الحياة ويأتي المجرمون والظالمون فيرسمون سبلًا من الضلال، يدعون الناس إلى السير عليها، فهو يقول: أنا لا أنساكم، وأنا الذي سأتكفل بهدايتكم، ورسم السبيل القاصد، الصراط المستقيم الذي هو هداية حقيقية لكم في هذه الحياة. {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (النحل: من الآية9) بأن يوحي إلى كل شخص، أو كما يقول المفسرون العدلية: عن طريق القسر والإلجاء غصبًا عنك، يهديك غصبًا عنك.
شاء الهداية وهدى على هذا النحو من إنزال الكتب، إنزال القرآن، وبعث الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن يجعل في هذه الأمة ورثة لكتابه هم أهل بيت نبيه. الهداية تكفل بها، الهداية قد رسم طريقها، وهو يقول لنا ـ وسنتابع الحديث عن بقية الآيات لتلمسوا كيف أنه داخل الآيات التي تتحدث عن النعم ـ يقول لنا: هذه النعم المادية شيء عظيم، وأنتم في الحياة في حالة تعدد السبل الجائرة أيضًا أنا أتكفل بهدايتكم، سأرسم لكم الطريق القاصد الصراط المستقيم.
وجاء هنا بهذه العبارة لكي يفهم الناس، ويفهم من يقولون: بأن كل إنسان فلينطلق ليجتهد، لينطلق ليشرع يقول له هنا: {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {قَصْدُ السَّبِيلِ وَمنهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} (النحل: من الآية9) يقول لأولئك الذين يعملون مجالس تشريعية في مختلف ال مناطق في البلاد الإسلامية ليشرعوا، ليقننوا: إن كنتم تقننون فقط على وفق أحكام الله، وتشريع الله، وهدي الله سبحانه وتعالى عندما تنصون على المجالات المتعددة المتجددة في الحياة بربطها، فإن كان من منطلق أن الإنسان يملك حق التشريع لنفسه فهذا لا يبعد أن يكون من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وإن كان فقط مجرد إخراج، مجرد تفصيل للهداية الواضحة التي قد رسمها الله سبحانه وتعالى فلماذا تسمون تلك المجالس مجالس تشريعية؟ لا يصح أن تسمى مجالس تشريعية بأي حال من الأحوال.
كما ونحن في حالات التقنين والتشريع ـ كما يقولون ـ يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانين، ثم نقول: نحن مقننون، ثم ننطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصِل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا، الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَ منهَا جَائِرٌ}.
ألست ترى هذه الأنعام ما تزال موجودة وقائمة؟ أليس هناك خيل، وبغال، وحمير، وبقر، وغنم، وإبل ما تزال موجودة، هو في الوقت الذي يذكرك بأنها نعم في نفس الوقت عليه قصد السبيل إذا كنت ملتجئًا إليه، إذا كانت الأمة ملتجئة إليه، وملتجئة إلى الثقلين، للتمسك بالثقلين بكتاب الله، وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فما زالت الحياة، وما دامت الحياة مستمرة فستظل الطريق القاصدة، والصراط المستقيم قائمة الله تكفل بهذا، تكفل به كما ذكر الأنعام، فكيف نرى الأنعام ما تزال قائمة، وباقية، ثم ما يتعلق بقصد السبيل، والهداية نقول: انتهت ذاك اليوم، وكل واحد يقوم يبحث هو عن الهداية لنفسه! هل هذا صحيح؟
قد ربما لو قلنا: نحن رأينا الأبقار، والأغنام والإبل، والخيل، والبغال والحمير هذه انتهت من الدنيا، يمكن إذًا فكل ما تناولته هذه الآيات ربما قد رفع، وانتهى. لكن العجيب هو أننا نرى في الوقت الذي نجد هذه الآية، الآية التي تدل على الهداية، وأن الله هو الذي يتكفل بالتشريع لعباده، وهداية عباده، تتوسط الحديث عن نعمه، ونحن ما نزال نرى نعمه قائمة، ثم نقول: أما قصد السبيل فيبدو بأنه قد غاب، كيف يرفع الله ما نحن في أمس الحاجة إليه: هدايته، ويترك لنا البقر والحمير، والإبل، والغنم، وهذه المواشي؟! أليست هداية الله لنا في هذه الحياة هي أهم؟ هل تبقى الحمير، ولا تبقى هداية الله؟! بحيث تبقى الحمير في هذه الدنيا كنعمة يحافظ الله عليها أن تبقى، ولا يحافظ على أن تبقى نعمة هدايته قائمة!، لا يصح هذا.
🍀القسم السادس🍀
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما جوانب النعمة العظيمة التي يمكن أن نتعرف عليها من الجبال والنجوم؟
🔸 – كيف تعاملنا مع الله الذي له الملك، بعد أن رأينا من عظيم حكمته ودقيق تدبيره في الكون؟
🔸 – هل هناك أحكام شرعية لمجرد التعبد؟ وما علاقة الأحكام بعضها ببعض؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا} (النحل: 15) الرواسي هي الجبال لما كانت الأرض اليابسة هي في واقعها مفروشة على الماء، والماء يشكل نسبة كبيرة قـد يكون أكثر من 70% من حجم الكرة الأرضية بكلها، كانت ـ بالطبع ـ الأرض تعتبر قطعة صغيرة فوق سطح الماء، قابلة لأن تبقى تهتز وتتحرك، فألقى الله فيها الجبال تثبتها {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} لترسوا، فترسوا الأرض على الماء، ولا تكون مهتزة، فيمكن الاستقرار عليها.
أيضًا جعل في الأرض أنهارًا، أنهار المياه، جعل فيها سبلًا {وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تهتدون وأنتم تتجهون في هذه الأرض، وأنتم تتقلبون في السفر إلى مناطق متعددة في هذه الأرض، جعل فيها سبلًا منافذًا، أنت عندما تكون في الطائرة فترى منظر الأرض، تراها فعلًا لا ترى فيها منطقة مقفلة، حتى فيما يتعلق بتصميم الأودية، تجد كيف الجبال الشاهقة شعاب صغيرة فيها إلى أودية صغيرة، وأودية صغيرة تتجمع إلى أودية كبيرة، وتتجه هكذا باتجاه الصحراء، أو باتجاه البحر.
كذلك الأرض على الرغم من أن فيها جبالًا، لم تكن الجبال بشكل سدود، تحول بين الناس وبين أن يسافروا إلى جهات متعددة في الدنيا، بل جعل فيها سبلًا، جعل فيها منافذًا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} وأنتم تسيرون في هذه الدنيا لمختلف الأغراض.
كذلك {وَعَلامَاتٍ} (النحل: من الآية16) جعل علامات للسبل في البر، وعلامات في البحر {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النحل: من الآية16) المسافرون يهتدون في البر، والمسافرون يهتدون في البحر، فأعلام في البر بشكل الجبال المختلفة، أليست أشكال الجبال مختلفة؟ هذا من أهم الأشياء في أن تتعرف على ال مناطق، لو كانت الجبال كلها بشكلية واحدة، وتصميم واحد، فهي رواسي، واحد هنا، وواحد هنا، وواحد هناك، قد لا تستطيع أن تعرف وأنت تتجه، لكن الجبال أنفسها، وشكليتها هي نفسها مما يساعد ـ أن كانت بشكل أعلام ـ وأنت تسافر فترى تلك القمة، قمة الجبل هناك، ترى الطريق من عندها إلى ال منطقة الفلانية، فتراها قمة متفردة في شكلها، أليس كذلك؟ فيها عبر كثيرة.
الجبال نفسها لعدة أغراض، ولعدة فوائد. فهي نفسها تساعد على أن تبقى الأرض فلا تميد فوق البحر، وهي نفسها غير مقفلة، قابلة لتحرك الإنسان عليها، هي نفسها قابلة للاستقرار عليها، بل أحيانا تطلع مساحة البلدان التي فيها جبال كثيرة تطلع مساحة كبيرة عندما تحسب وجه الجبل من هنا، ووجهه من هناك، ترى كيف أنه وبتصميم الله سبحانه وتعالى الذي هو حكيم لا يضيع حتى المساحة التي سيشغلها الجبل، أليس الجبل ضروريا بالنسبة للأرض؟ سيجعل الجبل نفسه بشكل يكون أوسع مساحة من المساحة التي يشغلها في موقعه، فعندما تمسح مساحة الجبل من هنا كم سيطلع؟ ومن جانب آخر كم سيطلع؟ ستراه أكثر من المساحة التي يشغلها الجبل.
لأن الله حكيم، هو لا يبذر، هو لا يضيع، يقول: الجبل ضروري، سنضع الجبل وإن كان كذا، أهم شيء أن ترسو الأرض، فنرى الجبل هذا، وسلسة من الجبال تشغل مساحات واسعة من الأرض، ثم هي نراها لا تصلح للسكن عليها، ولا تصلح للتحرك فيها، عبارة عن سدود شاهقة، ليس لها أكثر من مهمة واحدة، هي أن تمسك الأرض أن تميد وهي مفترشة فوق الماء، لا، لعدة أغراض في الوقت الذي تقوم بهذه المهمة تصلح للمهام الأخرى، فتصلح حتى أن تكون أعلامًا.
وفي هذا إرشاد، لاحظوا في كل خلق الله سبحانه وتعالى إرشاد للناس في مجال التصميمات، في مجال الصناعات. عندما تصمم لك منـزلا تحاول أن يكون تصميمك للمنـزل بالشكل الذي لا يضيع المساحة، بعض الناس يأتي فيصمم له منـزلًا، فيأخذ مساحة في موقع جميل، ويخسر فيه مبالغ كبيرة، لكن صممه تصميمًا عشوائيًا، فترى البيت هذا بشكله الكبير، وتراه من داخله لا يفي بحاجات صاحب البيت من الغرف، ومن الصالات، وغيرها، ضيع أرضية، وضيع أموالًا كثيرة، وسبب ذلك كله ضعف التصميم، والخطأ في التصميم.
🔶 أسئلة قبلية:
🔸 – ما جوانب النعمة العظيمة التي يمكن أن نتعرف عليها من الجبال والنجوم؟
🔸 – كيف تعاملنا مع الله الذي له الملك، بعد أن رأينا من عظيم حكمته ودقيق تدبيره في الكون؟
🔸 – هل هناك أحكام شرعية لمجرد التعبد؟ وما علاقة الأحكام بعضها ببعض؟
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀
#سلسلة_معرفة_الله (5 - 15)
دروس من هدي القرآن الكريم
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ #حسين_بدر_الدين_الحوثي
بتاريخ: 22/1/2002م
الي من - صعدة
{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا} (النحل: 15) الرواسي هي الجبال لما كانت الأرض اليابسة هي في واقعها مفروشة على الماء، والماء يشكل نسبة كبيرة قـد يكون أكثر من 70% من حجم الكرة الأرضية بكلها، كانت ـ بالطبع ـ الأرض تعتبر قطعة صغيرة فوق سطح الماء، قابلة لأن تبقى تهتز وتتحرك، فألقى الله فيها الجبال تثبتها {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} لترسوا، فترسوا الأرض على الماء، ولا تكون مهتزة، فيمكن الاستقرار عليها.
أيضًا جعل في الأرض أنهارًا، أنهار المياه، جعل فيها سبلًا {وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تهتدون وأنتم تتجهون في هذه الأرض، وأنتم تتقلبون في السفر إلى مناطق متعددة في هذه الأرض، جعل فيها سبلًا منافذًا، أنت عندما تكون في الطائرة فترى منظر الأرض، تراها فعلًا لا ترى فيها منطقة مقفلة، حتى فيما يتعلق بتصميم الأودية، تجد كيف الجبال الشاهقة شعاب صغيرة فيها إلى أودية صغيرة، وأودية صغيرة تتجمع إلى أودية كبيرة، وتتجه هكذا باتجاه الصحراء، أو باتجاه البحر.
كذلك الأرض على الرغم من أن فيها جبالًا، لم تكن الجبال بشكل سدود، تحول بين الناس وبين أن يسافروا إلى جهات متعددة في الدنيا، بل جعل فيها سبلًا، جعل فيها منافذًا {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} وأنتم تسيرون في هذه الدنيا لمختلف الأغراض.
كذلك {وَعَلامَاتٍ} (النحل: من الآية16) جعل علامات للسبل في البر، وعلامات في البحر {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ} (النحل: من الآية16) المسافرون يهتدون في البر، والمسافرون يهتدون في البحر، فأعلام في البر بشكل الجبال المختلفة، أليست أشكال الجبال مختلفة؟ هذا من أهم الأشياء في أن تتعرف على ال مناطق، لو كانت الجبال كلها بشكلية واحدة، وتصميم واحد، فهي رواسي، واحد هنا، وواحد هنا، وواحد هناك، قد لا تستطيع أن تعرف وأنت تتجه، لكن الجبال أنفسها، وشكليتها هي نفسها مما يساعد ـ أن كانت بشكل أعلام ـ وأنت تسافر فترى تلك القمة، قمة الجبل هناك، ترى الطريق من عندها إلى ال منطقة الفلانية، فتراها قمة متفردة في شكلها، أليس كذلك؟ فيها عبر كثيرة.
الجبال نفسها لعدة أغراض، ولعدة فوائد. فهي نفسها تساعد على أن تبقى الأرض فلا تميد فوق البحر، وهي نفسها غير مقفلة، قابلة لتحرك الإنسان عليها، هي نفسها قابلة للاستقرار عليها، بل أحيانا تطلع مساحة البلدان التي فيها جبال كثيرة تطلع مساحة كبيرة عندما تحسب وجه الجبل من هنا، ووجهه من هناك، ترى كيف أنه وبتصميم الله سبحانه وتعالى الذي هو حكيم لا يضيع حتى المساحة التي سيشغلها الجبل، أليس الجبل ضروريا بالنسبة للأرض؟ سيجعل الجبل نفسه بشكل يكون أوسع مساحة من المساحة التي يشغلها في موقعه، فعندما تمسح مساحة الجبل من هنا كم سيطلع؟ ومن جانب آخر كم سيطلع؟ ستراه أكثر من المساحة التي يشغلها الجبل.
لأن الله حكيم، هو لا يبذر، هو لا يضيع، يقول: الجبل ضروري، سنضع الجبل وإن كان كذا، أهم شيء أن ترسو الأرض، فنرى الجبل هذا، وسلسة من الجبال تشغل مساحات واسعة من الأرض، ثم هي نراها لا تصلح للسكن عليها، ولا تصلح للتحرك فيها، عبارة عن سدود شاهقة، ليس لها أكثر من مهمة واحدة، هي أن تمسك الأرض أن تميد وهي مفترشة فوق الماء، لا، لعدة أغراض في الوقت الذي تقوم بهذه المهمة تصلح للمهام الأخرى، فتصلح حتى أن تكون أعلامًا.
وفي هذا إرشاد، لاحظوا في كل خلق الله سبحانه وتعالى إرشاد للناس في مجال التصميمات، في مجال الصناعات. عندما تصمم لك منـزلا تحاول أن يكون تصميمك للمنـزل بالشكل الذي لا يضيع المساحة، بعض الناس يأتي فيصمم له منـزلًا، فيأخذ مساحة في موقع جميل، ويخسر فيه مبالغ كبيرة، لكن صممه تصميمًا عشوائيًا، فترى البيت هذا بشكله الكبير، وتراه من داخله لا يفي بحاجات صاحب البيت من الغرف، ومن الصالات، وغيرها، ضيع أرضية، وضيع أموالًا كثيرة، وسبب ذلك كله ضعف التصميم، والخطأ في التصميم.
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_السادس
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. في الدرس السابق عرفنا من جملة آيات: أن الله سبحانه وتعالى يطلب من عباده، أو يأمر عباده أن يذكروا نعمه، يرشدهم إلى أن يتذكروا نعمه، فهو قد عدد كثيراً من نعمه عليهم، وهو أيضاً قد أرشدهم إلى قيمة كثير منها، في أثرها في حياتهم، وبين حاجتهم الماسة إليها. وفي نفس الوقت هو سبحانه وتعالى ذكَّر بأسلوب آخر أولئك الذين يرون أن كل ما في أيديهم، ينظرون إليه كنظرة قارون عندما قال:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}(القصص: من الآية78) عندما قال له بعض قومه:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ}(القصص: من الآية77) كان جوابه: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أنا ذكي وشاطر، وعندي خبرة في البيع والشراء، وعندي خبرة في الزراعة، وعندي خبرة في كذا، فهذا هو نتاج شطارتي، ونتاج حنكتي وذكائي. هكذا ينظر الناس ـ أو ربما أكثر الناس ـ ينظرون إلى ما بين أيديهم. ففي [سورة الواقعة] بأسلوب آخر يقول لأولئك الذين ينظرون هذه النظرة إلى ما بين أيديهم: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} (الواقعة:63) هذه الأموال التي تحرثونها، هذه الأموال التي تجنون منها مختلف الثمار، فتحصلون من ورائها على أموال كثيرة، هذه الأرض التي تحرثونها، وهذا الزرع الذي ينبت بعد حرثكم {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (الواقعة:64) ما هذا سؤال؟ نقول لك: تذكر النعم العظيمة عليك، تذكر، إذا أنت لم تتذكر فسنذكرك نحن، فيأتي على هذا النحو من الاستفهام {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} كيف سيكون جواب كل واحد منا؟ الله هو الزارع.. إذاً هذه واحدة. الزراعة تشمل مختلف الأصناف التي بين أيدي الناس سواء زراعة الزرع، زراعة القات، زراعة البن، زراعة الفواكه، زراعة الحبوب، تسمى كلها زراعة، بعد أن تعترف أنت بأن الله هو الزارع، الله هو الذي خلق هذه الأرض التي تحرثها، هو الذي خلق لك هذه الآلة التي تحرث عليها، أو هذا الحيوان الذي تحرث عليه، هو الذي خلق لك تلك الأيدي التي تقبض بها المحراث، أو تقبض بها عجلة القيادة في الحرَّاثة. والأعين التي تبصر بها.. أليست من الله؟.. هل يستطيع الأعمى أن يحرث؟ لا يستطيع، لو تعطيه أرضاً واسعة جداً وتقول له: هذه لك وتحرثها أنت ما يستطيع يحرثها، أرضية كبيرة تعطيه، أرضية صالحة للزراعة وتقول له: لكن نريد أنت الذي تكون تحرثها أنت بيدك، حتى لو كان صحيح الجسم لكن فاقد البصر هل يستطيع؟. ثم هذه التربة التي تحرث فيها، هل هي سواء هي والرماد، أو الدقيق أو أي شيء آخر؟ من الذي أودع فيها هذه الخاصية، فجعلها قابلة للإنبات؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى. لاحظ مساحة الأسئلة كثيرة داخل هذه الآية:{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} داخلها أسئلة كثيرة جداً، بدءاً من الأرض وانتهاء بالثمرة التي تجنيها، داخلها أسئلة كثيرة. فإذا كنت معترفاً بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي زرع، هو الذي أنبت {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}(الأنعام: من الآية95) أنت فقط تلقي الحَبَّ في باطن التربة، من الذي يفلق الحب والنوى؟ هو الله {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} إذاً فهو الزارع، أليس كذلك؟. فإذا كنت معترفاً بأن هذه الأرض منه والقوة التي أنا عليها أتمكن بها من الزراعة، من الحراثة هي منه، وهذا الزرع هو الذي فلق حبّه ونواه، هو الذي أنبت هذه الأشجار التي نجني منها الأموال الكثيرة. فما هو الموقف الصحيح بالنسبة لي منه تعالى أمام ما أعطاني، ما هو الموقف الصحيح؟ هل أرضى لنفسي أن أكون ممن قال الله عنهم:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم: من الآية34)؟. أخرج من طرف السوق بعد ما بعت من [قاتي]، أو [بنِّي]، أو أي محصول زراعي بكمية كبيرة من المال، أخرج من طرف [الجِربة] وأنا محمَّل بما جنيته من تلك الأشجار التي زرعها الله سبحانه وتعالى، وأنا مدبر عن الله، ظلوم كفار، هل هذه من الناحية الإنسانية تليق بالإنسان؟ هل يليق بك أن تولي بوجهك عن الله, وتصم آذانك عن الله، وتعرض عن الله، فتكون ظلوماً كفاراًَ، هل ترضى؟ هل هذا هو ما يمليه عليك ضميرك؟. أليس هذا من الجفاء؟ أليس هذا من السوء؟ أليس هذا من الحماقة؟ أليس هذا من الكفر؟ أم أن الذي ينبغي لك بعد أن تكون قد أجبت الإجابة الصحيحة على قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} فقلت: بل أنت
#اليوم_السادس
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين. في الدرس السابق عرفنا من جملة آيات: أن الله سبحانه وتعالى يطلب من عباده، أو يأمر عباده أن يذكروا نعمه، يرشدهم إلى أن يتذكروا نعمه، فهو قد عدد كثيراً من نعمه عليهم، وهو أيضاً قد أرشدهم إلى قيمة كثير منها، في أثرها في حياتهم، وبين حاجتهم الماسة إليها. وفي نفس الوقت هو سبحانه وتعالى ذكَّر بأسلوب آخر أولئك الذين يرون أن كل ما في أيديهم، ينظرون إليه كنظرة قارون عندما قال:{إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}(القصص: من الآية78) عندما قال له بعض قومه:{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ}(القصص: من الآية77) كان جوابه: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} أنا ذكي وشاطر، وعندي خبرة في البيع والشراء، وعندي خبرة في الزراعة، وعندي خبرة في كذا، فهذا هو نتاج شطارتي، ونتاج حنكتي وذكائي. هكذا ينظر الناس ـ أو ربما أكثر الناس ـ ينظرون إلى ما بين أيديهم. ففي [سورة الواقعة] بأسلوب آخر يقول لأولئك الذين ينظرون هذه النظرة إلى ما بين أيديهم: {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ} (الواقعة:63) هذه الأموال التي تحرثونها، هذه الأموال التي تجنون منها مختلف الثمار، فتحصلون من ورائها على أموال كثيرة، هذه الأرض التي تحرثونها، وهذا الزرع الذي ينبت بعد حرثكم {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} (الواقعة:64) ما هذا سؤال؟ نقول لك: تذكر النعم العظيمة عليك، تذكر، إذا أنت لم تتذكر فسنذكرك نحن، فيأتي على هذا النحو من الاستفهام {أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} كيف سيكون جواب كل واحد منا؟ الله هو الزارع.. إذاً هذه واحدة. الزراعة تشمل مختلف الأصناف التي بين أيدي الناس سواء زراعة الزرع، زراعة القات، زراعة البن، زراعة الفواكه، زراعة الحبوب، تسمى كلها زراعة، بعد أن تعترف أنت بأن الله هو الزارع، الله هو الذي خلق هذه الأرض التي تحرثها، هو الذي خلق لك هذه الآلة التي تحرث عليها، أو هذا الحيوان الذي تحرث عليه، هو الذي خلق لك تلك الأيدي التي تقبض بها المحراث، أو تقبض بها عجلة القيادة في الحرَّاثة. والأعين التي تبصر بها.. أليست من الله؟.. هل يستطيع الأعمى أن يحرث؟ لا يستطيع، لو تعطيه أرضاً واسعة جداً وتقول له: هذه لك وتحرثها أنت ما يستطيع يحرثها، أرضية كبيرة تعطيه، أرضية صالحة للزراعة وتقول له: لكن نريد أنت الذي تكون تحرثها أنت بيدك، حتى لو كان صحيح الجسم لكن فاقد البصر هل يستطيع؟. ثم هذه التربة التي تحرث فيها، هل هي سواء هي والرماد، أو الدقيق أو أي شيء آخر؟ من الذي أودع فيها هذه الخاصية، فجعلها قابلة للإنبات؟ أليس هو الله سبحانه وتعالى. لاحظ مساحة الأسئلة كثيرة داخل هذه الآية:{أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} داخلها أسئلة كثيرة جداً، بدءاً من الأرض وانتهاء بالثمرة التي تجنيها، داخلها أسئلة كثيرة. فإذا كنت معترفاً بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي زرع، هو الذي أنبت {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى}(الأنعام: من الآية95) أنت فقط تلقي الحَبَّ في باطن التربة، من الذي يفلق الحب والنوى؟ هو الله {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى} إذاً فهو الزارع، أليس كذلك؟. فإذا كنت معترفاً بأن هذه الأرض منه والقوة التي أنا عليها أتمكن بها من الزراعة، من الحراثة هي منه، وهذا الزرع هو الذي فلق حبّه ونواه، هو الذي أنبت هذه الأشجار التي نجني منها الأموال الكثيرة. فما هو الموقف الصحيح بالنسبة لي منه تعالى أمام ما أعطاني، ما هو الموقف الصحيح؟ هل أرضى لنفسي أن أكون ممن قال الله عنهم:{إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(إبراهيم: من الآية34)؟. أخرج من طرف السوق بعد ما بعت من [قاتي]، أو [بنِّي]، أو أي محصول زراعي بكمية كبيرة من المال، أخرج من طرف [الجِربة] وأنا محمَّل بما جنيته من تلك الأشجار التي زرعها الله سبحانه وتعالى، وأنا مدبر عن الله، ظلوم كفار، هل هذه من الناحية الإنسانية تليق بالإنسان؟ هل يليق بك أن تولي بوجهك عن الله, وتصم آذانك عن الله، وتعرض عن الله، فتكون ظلوماً كفاراًَ، هل ترضى؟ هل هذا هو ما يمليه عليك ضميرك؟. أليس هذا من الجفاء؟ أليس هذا من السوء؟ أليس هذا من الحماقة؟ أليس هذا من الكفر؟ أم أن الذي ينبغي لك بعد أن تكون قد أجبت الإجابة الصحيحة على قوله تعالى: {أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ} فقلت: بل أنت
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_السابع
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
نحن قد فسدنا، نحن فسدنا فلم تعد البركات بالشكل الذي كنا نسمع عن أجيال سابقة، الأمطار قلَّت، أليس كذلك؟ الأنهار أيضاً قلت وانتهى بعضها، وتلك المناطق التي كان يعتمد الناس فيها على الآبار الارتوازية أيضاً قلت المياه فيها بشكل كبير. {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}(الروم: من الآية41) فلم ير الناس أنفسهم متمكنين من زراعة الحبوب، ومن زراعة البقوليات الأخرى حتى يوفروا أو يؤمنّوا غذاءهم لأنفسهم, يؤمنّوا لأنفسهم الغذاء. السماء لم تعد تعطي بركاتها، الأرض لم تعد تعطي بركاتها، فسدنا كلنا، كبيراً وصغيراً، كما قال الإمام علي (عليه السلام) ((إذا فسد السلطان فسد الزمان)). أو لسنا نسمع من الدولة نفسها أنهم يشكون من الفساد المالي، والفساد الإداري، والفساد في القضاء، وفي الجانب الأمني وفي مختلف المجالات، في الجانب التعليمي، في الجانب الصحي، في مجالات كثيرة، ألسنا نسمع وهم يشكون؟. ألستم تسمعون برنامج يقدم [من هو المسئول] أليسوا يعالجون فيه أو يتحدث من المسؤول عن أخطاء في هذا المجال، أو هذا المجال، أو هذا المجال, فساد على مستوى الدولة والشعب؟. لكن ماذا؟ يبدو وكأن الله سبحانه وتعالى منحنا جرعة إسعافية مؤقتة لسكان الأرياف.. القات، من شمال اليمن إلى معظم المناطق الغربية هذه، معظم المناطق الغربية في محافظة صعدة ومحافظة حجة، وإب.. وهكذا، يعتمد الناس فيها على القات، في محافظة صنعاء وعمران والمحويت والجوف يعتمدون فيها على القات. مع أننا نصيح من زراعة القات أنه ليس هو ما يجب أن نعتمد عليه باستمرار، هذه شجرة إذا ظل الشعب معتمداً عليها باستمرار فبالتأكيد لا يستطيع أن يكون له موقف من أعداء الإسلام، هذه الشجرة لا تستطيع أن تمضغها إلا بعد أن يكون بطنك ممتلئاً وأنت شابع، أما إذا كنت جائعاً فهل تستطيع أن تمضغ القات؟.لا. إذاً فبالنسبة للقات، بالنسبة لشجرة القات، مناسب أن تكون لنا نظرة صحيحة بالنسبة لهذه الشجرة، هي في الواقع نعمة، لكن أعتقد أنها أشبه شيء بنعمة مؤقتة من جانب الله سبحانه وتعالى في فترة التيه.. هذه الأمة خاصة نحن اليمنيين في فترة التيه كما كان بنوا إسرائيل، والله سبحانه وتعالى رحيم. فالقات بالنسبة لنا كأنه أشبه شيء بطائر السلوى الذي منحه الله بني إسرائيل أيام التيه، المن والسلوى. لنعد إلى أنفسنا فنصلحها، نصلح أوضاعنا، ليعيد الله سبحانه وتعالى بركات السماء والأرض إلينا من جديد؛ لأنه في الواقع بالنسبة للقات، محصول القات عندما تبيع فيجتمع لديك مبلغا من المال، ماذا ستعمل بهذا المبلغ؟ ألست ستشتري حبوبا، وتشتري مواداً غذائية، تشتري فول من الصين وفاصوليا من الصين وعدس من تركيا، وتشتري بقوليات من خارج، وحب من خارج، تشتري ملابس من خارج، تشتري بهذا كله من خارج، أليس بالإمكان أن يعمل الناس ليتوفر ما يحتاجون إليه داخل بلدهم؟. لكن متى؟ متى ما حاولنا أن نصحح وضعيتنا فنخرج من حالة التيه، حتى لا نعد محتاجين إلى طائر السلوى، كما احتاج بنوا إسرائيل. هل كان طائر السلوى ممكن أن يكون بديلاً عن الأغنام والأبقار والإبل؟ مؤقتاً، نعمة مؤقتة، فالقات هو نعمة مؤقتة، ولكن في نفس الوقت يجب أن نشكر الله عليها. في نفس الوقت يجب ألا يترسخ لدينا بأنها هي الشجرة التي يجب أن تبقى. فأزرعها أنا ويزرعها أولادي من بعدي، ثم أولادهم وهكذا. ما دمنا مفتقدين إلى تأمين غذائنا فلا نستطيع أن نعمل شيئاً، ولو كانت كل الصحاري قات، ولو كانت كل الجبال قات، لا نستطيع أن نقف موقفاً واحداً ضد أعداء الله، أصبحت حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجة المسلمين إلى السلاح.. هل تفهمون هذا؟.حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجتنا إلى السلاح في ميدان وقفتنا ضد أعداء الله. الغذاء، القوت الضروري لا تستطيع أن تقف على قدميك وتصرخ في وجه أعدائك وأنت لا تملك قوتك، وإنما قوتك كله من عندهم. ولكن نحن نقول أن اتخاذ المواقف هو في نفس الوقت من مقدمات العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أو بداية العودة إلى الله لنعد إلى أنفسنا، فنراه سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا بأن نكون أنصاراً لدينه، وأن نعتصم جميعاً بحبله، وأن نكون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعو إلى الخير، تقوم بهذه المهمة في الناس جميعاً. فأملنا كبير في الله سبحانه وتعالى أن يعيد إلينا بركات السماء والأرض، فيستطيع الناس أن يعودوا إلى زراعة الحبوب، وزراعة مختلف الأصناف من الثمار التي هم بحاجة ماسة إليها. إذا كنا نعتقد أو كانت أنفسنا مطمئنة هكذا إلى أن هذه الشجرة أصبحت هي الشجرة الرئيسية التي نزرعها فيزرعها أبناؤنا من بعدنا إلى آخر أيام الحياة، هذه نظرة خاطئة فعلاًَ، هذه نظرة خاطئة. ولكن لا نعتبرها مصيبة، ولا نعتبرها طامة في ظروف كهذه.. ل
#اليوم_السابع
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
نحن قد فسدنا، نحن فسدنا فلم تعد البركات بالشكل الذي كنا نسمع عن أجيال سابقة، الأمطار قلَّت، أليس كذلك؟ الأنهار أيضاً قلت وانتهى بعضها، وتلك المناطق التي كان يعتمد الناس فيها على الآبار الارتوازية أيضاً قلت المياه فيها بشكل كبير. {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ}(الروم: من الآية41) فلم ير الناس أنفسهم متمكنين من زراعة الحبوب، ومن زراعة البقوليات الأخرى حتى يوفروا أو يؤمنّوا غذاءهم لأنفسهم, يؤمنّوا لأنفسهم الغذاء. السماء لم تعد تعطي بركاتها، الأرض لم تعد تعطي بركاتها، فسدنا كلنا، كبيراً وصغيراً، كما قال الإمام علي (عليه السلام) ((إذا فسد السلطان فسد الزمان)). أو لسنا نسمع من الدولة نفسها أنهم يشكون من الفساد المالي، والفساد الإداري، والفساد في القضاء، وفي الجانب الأمني وفي مختلف المجالات، في الجانب التعليمي، في الجانب الصحي، في مجالات كثيرة، ألسنا نسمع وهم يشكون؟. ألستم تسمعون برنامج يقدم [من هو المسئول] أليسوا يعالجون فيه أو يتحدث من المسؤول عن أخطاء في هذا المجال، أو هذا المجال، أو هذا المجال, فساد على مستوى الدولة والشعب؟. لكن ماذا؟ يبدو وكأن الله سبحانه وتعالى منحنا جرعة إسعافية مؤقتة لسكان الأرياف.. القات، من شمال اليمن إلى معظم المناطق الغربية هذه، معظم المناطق الغربية في محافظة صعدة ومحافظة حجة، وإب.. وهكذا، يعتمد الناس فيها على القات، في محافظة صنعاء وعمران والمحويت والجوف يعتمدون فيها على القات. مع أننا نصيح من زراعة القات أنه ليس هو ما يجب أن نعتمد عليه باستمرار، هذه شجرة إذا ظل الشعب معتمداً عليها باستمرار فبالتأكيد لا يستطيع أن يكون له موقف من أعداء الإسلام، هذه الشجرة لا تستطيع أن تمضغها إلا بعد أن يكون بطنك ممتلئاً وأنت شابع، أما إذا كنت جائعاً فهل تستطيع أن تمضغ القات؟.لا. إذاً فبالنسبة للقات، بالنسبة لشجرة القات، مناسب أن تكون لنا نظرة صحيحة بالنسبة لهذه الشجرة، هي في الواقع نعمة، لكن أعتقد أنها أشبه شيء بنعمة مؤقتة من جانب الله سبحانه وتعالى في فترة التيه.. هذه الأمة خاصة نحن اليمنيين في فترة التيه كما كان بنوا إسرائيل، والله سبحانه وتعالى رحيم. فالقات بالنسبة لنا كأنه أشبه شيء بطائر السلوى الذي منحه الله بني إسرائيل أيام التيه، المن والسلوى. لنعد إلى أنفسنا فنصلحها، نصلح أوضاعنا، ليعيد الله سبحانه وتعالى بركات السماء والأرض إلينا من جديد؛ لأنه في الواقع بالنسبة للقات، محصول القات عندما تبيع فيجتمع لديك مبلغا من المال، ماذا ستعمل بهذا المبلغ؟ ألست ستشتري حبوبا، وتشتري مواداً غذائية، تشتري فول من الصين وفاصوليا من الصين وعدس من تركيا، وتشتري بقوليات من خارج، وحب من خارج، تشتري ملابس من خارج، تشتري بهذا كله من خارج، أليس بالإمكان أن يعمل الناس ليتوفر ما يحتاجون إليه داخل بلدهم؟. لكن متى؟ متى ما حاولنا أن نصحح وضعيتنا فنخرج من حالة التيه، حتى لا نعد محتاجين إلى طائر السلوى، كما احتاج بنوا إسرائيل. هل كان طائر السلوى ممكن أن يكون بديلاً عن الأغنام والأبقار والإبل؟ مؤقتاً، نعمة مؤقتة، فالقات هو نعمة مؤقتة، ولكن في نفس الوقت يجب أن نشكر الله عليها. في نفس الوقت يجب ألا يترسخ لدينا بأنها هي الشجرة التي يجب أن تبقى. فأزرعها أنا ويزرعها أولادي من بعدي، ثم أولادهم وهكذا. ما دمنا مفتقدين إلى تأمين غذائنا فلا نستطيع أن نعمل شيئاً، ولو كانت كل الصحاري قات، ولو كانت كل الجبال قات، لا نستطيع أن نقف موقفاً واحداً ضد أعداء الله، أصبحت حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجة المسلمين إلى السلاح.. هل تفهمون هذا؟.حاجتنا إلى الغذاء أشد من حاجتنا إلى السلاح في ميدان وقفتنا ضد أعداء الله. الغذاء، القوت الضروري لا تستطيع أن تقف على قدميك وتصرخ في وجه أعدائك وأنت لا تملك قوتك، وإنما قوتك كله من عندهم. ولكن نحن نقول أن اتخاذ المواقف هو في نفس الوقت من مقدمات العودة إلى الله سبحانه وتعالى، أو بداية العودة إلى الله لنعد إلى أنفسنا، فنراه سبحانه وتعالى يطلب منا ويأمرنا بأن نكون أنصاراً لدينه، وأن نعتصم جميعاً بحبله، وأن نكون أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تدعو إلى الخير، تقوم بهذه المهمة في الناس جميعاً. فأملنا كبير في الله سبحانه وتعالى أن يعيد إلينا بركات السماء والأرض، فيستطيع الناس أن يعودوا إلى زراعة الحبوب، وزراعة مختلف الأصناف من الثمار التي هم بحاجة ماسة إليها. إذا كنا نعتقد أو كانت أنفسنا مطمئنة هكذا إلى أن هذه الشجرة أصبحت هي الشجرة الرئيسية التي نزرعها فيزرعها أبناؤنا من بعدنا إلى آخر أيام الحياة، هذه نظرة خاطئة فعلاًَ، هذه نظرة خاطئة. ولكن لا نعتبرها مصيبة، ولا نعتبرها طامة في ظروف كهذه.. ل
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_الثامن
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
نعود إلى نفس الموضوع: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} (الواقعة:68) أأنتم ترون هذا الماء؟. نعم نحن نراه، ونحن نعرف أننا لسنا نحن الذين نخلقه وننتجه، هل الماء تنتجه المصانع؟. {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} (الواقعة:69). سؤال، كيف سيكون الجواب: أنت يا الله الذي تنـزله من المزن، من السحاب {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً}(الواقعة: من الآية70) مالحاً فلا يصلح للشرب ولا يصلح لسقي الأرض، هل بإمكانك أن تسقي نباتات من البحر؟. لا يصلح. أليس ماء البحر كثير جداً؟ لكن لا يصلح لا للشرب ولا لزراعة الأشجار، ولا لسقي المزارع بل ولا يصلح أحياناً استخدامه مع بعض أدوات التنظيف، أحياناً لا يصلح استخدامه مع بعض أنواع الصابون، لا يقبل. ألسنا مؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يجعله أجاجاً: مالحاً شديد الملوحة؟ يستطيع حتى ولو أبقاه كثيراً في متناولنا، لكن يستطيع أن يحوله إلى مالح, أو يغوِّره في أعماق الأرض {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك:30). من الذي يعطيكم بديلاً، هل أمريكا يمكن أن تعطينا ماء؟. أو اليابان أو الصين يمكن أن يعطونا ماء؟. مصانع تنتج ماء؟ لا.. هل تستطيع الدولة نفسها أن تعطينا ماء؟. هي تصيح على الناس المزارعين بأنه حاولوا أن تقللوا من استخدام المياه العشوائي، مخزون الماء معرض للانتهاء. ليس المخزون، إنما هو نحن، مخزون العودة إلى الله قد انتهى، مخزون العودة إلى الله في أنفسنا هو الذي انتهى. نحن لو عدنا إلى الله لما خشينا؛ لأنه قال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16) فليكن من السماء وليكن من باطن الأرض. الحفاظ على الماء في استهلاكه قضية مهمة، والتبذير بالماء هو من التبذير الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم، وشبه المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}(الاسراء: من الآية27) هذه الآية من الشواهد المهمة على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس، على أهمية الجانب الاقتصادي فيما يتعلق بقيامهم بواجباتهم ومسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأن حياتنا مرتبطة بالماء، فغذاؤنا مرتبط بالماء، رزقنا مرتبط بالماء، بل سماه رزقاً في آيات أخرى سمى الماء رزقاً، هكذا مباشرة. فمن يبذر بالماء كأنه شيطان، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى، هو لا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة، هو عمود الحياة: حياة الأرض، وحياة الأنفس، بل حياة الإيمان، حياة الدين، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها. إسرائيل تحاول أن تهدد سوريا والعراق بضرب الأنهار التي تأتي من داخل تركيا في اتفاقيات مع تركيا بأن تحول الماء إلى داخل إسرائيل، لاحظوا كيف اليهود داخل إسرائيل يحاولون بأي طريقة على أن يحصلوا على كميات كبيرة تؤمن لهم حاجتهم من الماء، أذكياء، أذكياء، بأي طريقة يحاولون أن يحصلوا على ما يؤمن لهم الماء من أجل أن يستطيعوا أن يقفوا على أقدامهم أكثر مما قد حصل في مواجهتنا. والعرب يتعرضون في شعوب كثيرة إلى أزمة مياه، بل هي قد تكون الأزمة الخانقة داخل هذه الأمة؛ لأن معظم الشعوب العربية لا تمتلك أنهاراً، أو لديها أنهار تأتي منابعها تأتي من بلدان هي لا تزال تحمل عداءً سواء للإسلام أو للعرب. بعض البلدان وإن كانت إسلامية مستعدة أن تدخل في اتفاقيات تضر بالبلاد الإسلامية العربية، لعداء للعربي لديهم، في الوقت الذي تعمل إسرائيل على أن تحصل على كميات كبيرة من الماء حكوماتنا هنا لا تحاول أن تفكر جادة في ما هو الذي يؤمن لها الماء، فقط يوجهوننا إلى ترشيد استهلاك الماء، سواء في المنازل أو في المزارع، هذا جيد لكن ماذا تملكون أنتم في سبيل توفير المياه؟. تبنى سدود صغيرة هنا وهناك وخزانات صغيرة هنا وهناك، هذه الخزانات وهذه السدود جيدة، لكنها لا تؤمن الحاجة الضرورية للماء إلا للبيوت على أكثر تقدير، بالنسبة للمزارع كثير من المناطق لا يصلح فيها سدود تكون كافية لسقي الأراضي ولفترات طويلة فيما لو بقي الجفاف من سنتين فما فوق. لماذا إسرائيل تفكر أن تحصل على الماء وتؤمن لنفسها، وأنتم لا تفكرون؟!. إذاً نحن مسلمون.. أقل من تلك التكاليف التي تصرف على محطات تحلية للماء على البحر نعود إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع لنا حلاً {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16)
#اليوم_الثامن
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
نعود إلى نفس الموضوع: {أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ} (الواقعة:68) أأنتم ترون هذا الماء؟. نعم نحن نراه، ونحن نعرف أننا لسنا نحن الذين نخلقه وننتجه، هل الماء تنتجه المصانع؟. {أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ} (الواقعة:69). سؤال، كيف سيكون الجواب: أنت يا الله الذي تنـزله من المزن، من السحاب {لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً}(الواقعة: من الآية70) مالحاً فلا يصلح للشرب ولا يصلح لسقي الأرض، هل بإمكانك أن تسقي نباتات من البحر؟. لا يصلح. أليس ماء البحر كثير جداً؟ لكن لا يصلح لا للشرب ولا لزراعة الأشجار، ولا لسقي المزارع بل ولا يصلح أحياناً استخدامه مع بعض أدوات التنظيف، أحياناً لا يصلح استخدامه مع بعض أنواع الصابون، لا يقبل. ألسنا مؤمنين بأن الله سبحانه وتعالى يستطيع أن يجعله أجاجاً: مالحاً شديد الملوحة؟ يستطيع حتى ولو أبقاه كثيراً في متناولنا، لكن يستطيع أن يحوله إلى مالح, أو يغوِّره في أعماق الأرض {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ} (الملك:30). من الذي يعطيكم بديلاً، هل أمريكا يمكن أن تعطينا ماء؟. أو اليابان أو الصين يمكن أن يعطونا ماء؟. مصانع تنتج ماء؟ لا.. هل تستطيع الدولة نفسها أن تعطينا ماء؟. هي تصيح على الناس المزارعين بأنه حاولوا أن تقللوا من استخدام المياه العشوائي، مخزون الماء معرض للانتهاء. ليس المخزون، إنما هو نحن، مخزون العودة إلى الله قد انتهى، مخزون العودة إلى الله في أنفسنا هو الذي انتهى. نحن لو عدنا إلى الله لما خشينا؛ لأنه قال: {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16) فليكن من السماء وليكن من باطن الأرض. الحفاظ على الماء في استهلاكه قضية مهمة، والتبذير بالماء هو من التبذير الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم، وشبه المبذرين بأنهم إخوان الشياطين {وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ}(الاسراء: من الآية27) هذه الآية من الشواهد المهمة على أهمية الجانب الاقتصادي في حياة الناس، على أهمية الجانب الاقتصادي فيما يتعلق بقيامهم بواجباتهم ومسئولياتهم أمام الله سبحانه وتعالى؛ لأن حياتنا مرتبطة بالماء، فغذاؤنا مرتبط بالماء، رزقنا مرتبط بالماء، بل سماه رزقاً في آيات أخرى سمى الماء رزقاً، هكذا مباشرة. فمن يبذر بالماء كأنه شيطان، أي كأنه يعمل على أن يضرب الأمة من أساسها، حتى لا تستطيع أن تقف على قدميها في النهوض بواجباتها الدينية {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ} هو لا يقدر نعمة الله سبحانه وتعالى، هو لا يعترف بالأهمية الكبرى للماء في أنه هو أساس الحياة، هو عمود الحياة: حياة الأرض، وحياة الأنفس، بل حياة الإيمان، حياة الدين، بل حياة الأمة، عزتها كرامتها. إسرائيل تحاول أن تهدد سوريا والعراق بضرب الأنهار التي تأتي من داخل تركيا في اتفاقيات مع تركيا بأن تحول الماء إلى داخل إسرائيل، لاحظوا كيف اليهود داخل إسرائيل يحاولون بأي طريقة على أن يحصلوا على كميات كبيرة تؤمن لهم حاجتهم من الماء، أذكياء، أذكياء، بأي طريقة يحاولون أن يحصلوا على ما يؤمن لهم الماء من أجل أن يستطيعوا أن يقفوا على أقدامهم أكثر مما قد حصل في مواجهتنا. والعرب يتعرضون في شعوب كثيرة إلى أزمة مياه، بل هي قد تكون الأزمة الخانقة داخل هذه الأمة؛ لأن معظم الشعوب العربية لا تمتلك أنهاراً، أو لديها أنهار تأتي منابعها تأتي من بلدان هي لا تزال تحمل عداءً سواء للإسلام أو للعرب. بعض البلدان وإن كانت إسلامية مستعدة أن تدخل في اتفاقيات تضر بالبلاد الإسلامية العربية، لعداء للعربي لديهم، في الوقت الذي تعمل إسرائيل على أن تحصل على كميات كبيرة من الماء حكوماتنا هنا لا تحاول أن تفكر جادة في ما هو الذي يؤمن لها الماء، فقط يوجهوننا إلى ترشيد استهلاك الماء، سواء في المنازل أو في المزارع، هذا جيد لكن ماذا تملكون أنتم في سبيل توفير المياه؟. تبنى سدود صغيرة هنا وهناك وخزانات صغيرة هنا وهناك، هذه الخزانات وهذه السدود جيدة، لكنها لا تؤمن الحاجة الضرورية للماء إلا للبيوت على أكثر تقدير، بالنسبة للمزارع كثير من المناطق لا يصلح فيها سدود تكون كافية لسقي الأراضي ولفترات طويلة فيما لو بقي الجفاف من سنتين فما فوق. لماذا إسرائيل تفكر أن تحصل على الماء وتؤمن لنفسها، وأنتم لا تفكرون؟!. إذاً نحن مسلمون.. أقل من تلك التكاليف التي تصرف على محطات تحلية للماء على البحر نعود إلى الله سبحانه وتعالى هو الذي وضع لنا حلاً {وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً} (الجـن:16)
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_التاسع
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
يقول الله سبحانه وتعالى:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2) هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة بإرسال الأنبياء بإنزال الكتب، بالنسبة لنا نحن المسلمين إنزال القرآن والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (النحل:3) خلقها ليس لمجرد هواية أن يخلق، ممارسة هواية.. لا.. هو خلقها بالحق، هناك غاية مهمة مرتبطة بها {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} (النحل:4) خلقه من نطفة {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}(السجدة: من الآية8) كما قال عنها في آية أخرى، فإذا هو عندما يكبر ويشتد ساعده، ويتمتع بكامل قوته يصبح خصيماً لله، معانداً متمرداً {مُبِينٌ} بيِّن الخصومة والعناد والتمرد. أليس الإنسان ظلوم كفار؟. وعادة ينطلق الإنسان في أن يكون خصماً لله تعالى، وهو في أوسع حالات التنعم بنعم الله تعالى، ما يتمتع به من قوة في بدنه، وما يتمتع به من نعم الله بين يديه، {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} (العلق:6ـ7) فمتى ما توفرت له النعم، متى ما رأى نفسه يمتلك كامل قواه وبصحة جيدة ينطلق مخاصماً لله، ينطلق معانداً لله، وجاحداً لله وكافراً بالله، ورافضاً لدينه، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(ابراهيم: من الآية34) {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17). أحياناً يكون أولئك الفقراء أقل طغياناً، أقل ظلماً، أقل تكبراً، لا تزال لديهم كثير من مشاعر الحاجة إلى الله، والعودة إلى الله والطلب إلى الله سبحانه وتعالى، وبعضهم متى ما استغنى ورأى نفسه وهو ذلك الذي كان كثير الدعاء لله، وكثير الالتجاء إلى الله يوم كان ضعيفاً، يوم كان مريضاً، يوم كان مفتقراً، ومتى ما استغنى، ومتى ما تمتع بكامل قوته انطلق خصماً لله. أليست حالة أن تكون متمتعاً بكامل قوتك البدنية، متمتعاً بنعم واسعة عليك هي الحال التي يجب أن تكون فيها أكثر عودة إلى الله وخشوعاً لله، وحياء من الله، وعبادة لله، أليس هذا هو الوضع الطبيعي لك؟. لو كنت تفهم. كما كان نبي الله سليمان صاحب الدنيا الواسعة والملك العظيم، ذلك الذي يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(النمل: من الآية19) هذا هو الوضع الصحيح لمن يمتلكون نعما مادية ومعنوية. {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ}(النحل: من الآية5) الأنعام هو اسم يطلق على الإبل والبقر والغنم بأصنافها {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النحل:5 ـ6) أيضاً مظهر من المظاهر التي تسر الناس في حياتهم، منظر جميل يتمتعون به، هل أحد منكم شاهد هذا المنظر، ولو زمان؟. يوم كانت القرى بعد أن تشرق الشمس على الناس فيفتحون أبواب البيوت والأبواب التي يسمونها [الأحواش] التي للغنم فتخرج قطعان الغنم، منظر جميل. أنا شاهدت هذا المنظر شاهدته قديماً وأنا صغير.. منظر رائع وجميل وقطعان الغنم من الضأن والمعز تتقدمها البقر وهي تسرح إلى المرعى، حركة القرية وأجواء القرية تكون جميلة جداً، ربما كثير منكم لم يشاهد هذه المناظر. {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} وأنتم تذهبون بها إلى المراعي ثم عندما تعودون بها من المراعى. {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (النحل:7) رءوف بكم رحيم بكم، يهيئ لكم هذه الحيوانات المختلفة والمتعددة الفوائد والأغراض، وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم. {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (النحل:8) في الوقت الذي يجعل الله سبحانه وتعالى هذه الحيوانات مما يحقق لنا أغراضاً كثيرة عملية، يلحظ أيضاً بأن يكون شكلها، أن يكون مظهرها جميلاً.. أن يكون جميلاً حتى جانب الزينة أن تكون مناظر جميلة، وحركات جميلة، حركات الأغنام، قطعان الأغنام ومنظرها وهي تسرح وهي تعود، الخيول البغال الحمير.. أليست مناظر جميلة؟ حتى الجانب الفني أو جانب الجمال، جانب الجمال هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية. فتتمتع
#اليوم_التاسع
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
يقول الله سبحانه وتعالى:{بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2) هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة بإرسال الأنبياء بإنزال الكتب، بالنسبة لنا نحن المسلمين إنزال القرآن والرسول (صلوات الله عليه وعلى آله) {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} (النحل:3) خلقها ليس لمجرد هواية أن يخلق، ممارسة هواية.. لا.. هو خلقها بالحق، هناك غاية مهمة مرتبطة بها {خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ} (النحل:4) خلقه من نطفة {مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ}(السجدة: من الآية8) كما قال عنها في آية أخرى، فإذا هو عندما يكبر ويشتد ساعده، ويتمتع بكامل قوته يصبح خصيماً لله، معانداً متمرداً {مُبِينٌ} بيِّن الخصومة والعناد والتمرد. أليس الإنسان ظلوم كفار؟. وعادة ينطلق الإنسان في أن يكون خصماً لله تعالى، وهو في أوسع حالات التنعم بنعم الله تعالى، ما يتمتع به من قوة في بدنه، وما يتمتع به من نعم الله بين يديه، {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} (العلق:6ـ7) فمتى ما توفرت له النعم، متى ما رأى نفسه يمتلك كامل قواه وبصحة جيدة ينطلق مخاصماً لله، ينطلق معانداً لله، وجاحداً لله وكافراً بالله، ورافضاً لدينه، {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}(ابراهيم: من الآية34) {قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ} (عبس:17). أحياناً يكون أولئك الفقراء أقل طغياناً، أقل ظلماً، أقل تكبراً، لا تزال لديهم كثير من مشاعر الحاجة إلى الله، والعودة إلى الله والطلب إلى الله سبحانه وتعالى، وبعضهم متى ما استغنى ورأى نفسه وهو ذلك الذي كان كثير الدعاء لله، وكثير الالتجاء إلى الله يوم كان ضعيفاً، يوم كان مريضاً، يوم كان مفتقراً، ومتى ما استغنى، ومتى ما تمتع بكامل قوته انطلق خصماً لله. أليست حالة أن تكون متمتعاً بكامل قوتك البدنية، متمتعاً بنعم واسعة عليك هي الحال التي يجب أن تكون فيها أكثر عودة إلى الله وخشوعاً لله، وحياء من الله، وعبادة لله، أليس هذا هو الوضع الطبيعي لك؟. لو كنت تفهم. كما كان نبي الله سليمان صاحب الدنيا الواسعة والملك العظيم، ذلك الذي يقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}(النمل: من الآية19) هذا هو الوضع الصحيح لمن يمتلكون نعما مادية ومعنوية. {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ}(النحل: من الآية5) الأنعام هو اسم يطلق على الإبل والبقر والغنم بأصنافها {لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} (النحل:5 ـ6) أيضاً مظهر من المظاهر التي تسر الناس في حياتهم، منظر جميل يتمتعون به، هل أحد منكم شاهد هذا المنظر، ولو زمان؟. يوم كانت القرى بعد أن تشرق الشمس على الناس فيفتحون أبواب البيوت والأبواب التي يسمونها [الأحواش] التي للغنم فتخرج قطعان الغنم، منظر جميل. أنا شاهدت هذا المنظر شاهدته قديماً وأنا صغير.. منظر رائع وجميل وقطعان الغنم من الضأن والمعز تتقدمها البقر وهي تسرح إلى المرعى، حركة القرية وأجواء القرية تكون جميلة جداً، ربما كثير منكم لم يشاهد هذه المناظر. {وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ} وأنتم تذهبون بها إلى المراعي ثم عندما تعودون بها من المراعى. {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ} (النحل:7) رءوف بكم رحيم بكم، يهيئ لكم هذه الحيوانات المختلفة والمتعددة الفوائد والأغراض، وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم. {وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ} (النحل:8) في الوقت الذي يجعل الله سبحانه وتعالى هذه الحيوانات مما يحقق لنا أغراضاً كثيرة عملية، يلحظ أيضاً بأن يكون شكلها، أن يكون مظهرها جميلاً.. أن يكون جميلاً حتى جانب الزينة أن تكون مناظر جميلة، وحركات جميلة، حركات الأغنام، قطعان الأغنام ومنظرها وهي تسرح وهي تعود، الخيول البغال الحمير.. أليست مناظر جميلة؟ حتى الجانب الفني أو جانب الجمال، جانب الجمال هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية. فتتمتع
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_العاشر
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَمِنْهَا جَائِرٌ} (النحل: من الآية9) ومن السبل في هذه الحياة ما هو جائر، فإذا كانت السبل متعددة في الحياة ويأتي المجرمون والظالمون فيرسمون سبلاً من الضلال، يدعون الناس إلى السير عليها، فهو يقول: أنا لا أنساكم، وأنا الذي سأتكفل بهدايتكم، ورسم السبيل القاصد، الصراط المستقيم الذي هو هداية حقيقية لكم في هذه الحياة. {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}(النحل: من الآية9) بأن يوحي إلى كل شخص، أو كما يقول المفسرون العدلية: عن طريق القسر والإلجاء غصباً عنك، يهديك غصباً عنك. شاء الهداية وهدى على هذا النحو من إنزال الكتب، إنزال القرآن، وبعث الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن يجعل في هذه الأمة ورثة لكتابه هم أهل بيت نبيه. الهداية تكفل بها، الهداية قد رسم طريقها، وهو يقول لنا ـ وسنتابع الحديث عن بقية الآيات لتلمسوا كيف أنه داخل الآيات التي تتحدث عن النعم ـ يقول لنا: هذه النعم المادية شيء عظيم، وأنتم في الحياة في حالة تعدد السبل الجائرة أيضاً أنا أتكفل بهدايتكم، سأرسم لكم الطريق القاصد الصراط المستقيم. وجاء هنا بهذه العبارة لكي يفهم الناس، ويفهم من يقولون: بأن كل إنسان فلينطلق ليجتهد، لينطلق ليشرع يقول له هنا: {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}(النحل: من الآية9) يقول لأولئك الذين يعملون مجالس تشريعية في مختلف المناطق في البلاد الإسلامية ليشرعوا، ليقننوا: إن كنتم تقننون فقط على وفق أحكام الله، وتشريع الله، وهدي الله سبحانه وتعالى عندما تنصون على المجالات المتعددة المتجددة في الحياة بربطها، فإن كان من منطلق أن الإنسان يملك حق التشريع لنفسه فهذا لا يبعد أن يكون من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وإن كان فقط مجرد إخراج، مجرد تفصيل للهداية الواضحة التي قد رسمها الله سبحانه وتعالى فلماذا تسمون تلك المجالس مجالس تشريعية؟. لا يصح أن تسمى مجالس تشريعية بأي حال من الأحوال. كما ونحن في حالات التقنين والتشريع ـ كما يقولون ـ يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانين، ثم نقول: نحن مقننون، ثم ننطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصِل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا، الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}.
ألست ترى هذه الأنعام ما تزال موجودة وقائمة؟ أليس هناك خيل، وبغال، وحمير، وبقر، وغنم، وإبل ما تزال موجودة، هو في الوقت الذي يذكرك بأنها نعم في نفس الوقت عليه قصد السبيل إذا كنت ملتجئاً إليه، إذا كانت الأمة ملتجئة إليه، وملتجئة إلى الثقلين، للتمسك بالثقلين بكتاب الله، وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فما زالت الحياة، وما دامت الحياة مستمرة فستظل الطريق القاصدة، والصراط المستقيم قائمة الله تكفل بهذا، تكفل به كما ذكر الأنعام، فكيف نرى الأنعام ما تزال قائمة، وباقية، ثم ما يتعلق بقصد السبيل، والهداية نقول: انتهت ذاك اليوم، وكل واحد يقوم يبحث هو عن الهداية لنفسه! هل هذا صحيح؟. قد ربما لو قلنا: نحن رأينا الأبقار، والأغنام والإبل، والخيل، والبغال والحمير هذه انتهت من الدنيا، يمكن إذاً فكل ما تناولته هذه الآيات ربما قد رفع، وانتهى. لكن العجيب هو أننا نرى في الوقت الذي نجد هذه الآية، الآية التي تدل على الهداية، وأن الله هو الذي يتكفل بالتشريع لعباده، وهداية عباده، تتوسط الحديث عن نعمه، ونحن ما نزال نرى نعمه قائمة، ثم نقول: أما قصد السبيل فيبدو بأنه قد غاب، كيف يرفع الله ما نحن في أمس الحاجة إليه: هدايته، ويترك لنا البقر والحمير، والإبل، والغنم، وهذه المواشي؟!. أليست هداية الله لنا في هذه الحياة هي أهم؟. هل تبقى الحمير، ولا تبقى هداية الله؟!. بحيث تبقى الحمير في هذه الدنيا كنعمة يحافظ الله عليها أن تبقى، ولا يحافظ على أن تبقى نعمة هدايته قائمة!.. لا يصح هذا. أم أننا رأينا أن الإنسان هو أحوج إلى الحمار أكثر من حاجته إلى هداية الله؟! نحن نرى أنفسنا مستغنين عن بعض هذه الحيوانات أليس كذلك؟. قد نستغني عنها، وقد تتطور الحياة فيستغني الناس عن كثير من هذه الحيوانات، لكن لا يمكن أن يستغنوا عن هدايته؛ لأنه هنا قال: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أنتم لو فكرتم بأن بإمكانكم أن تستغنوا عن الإبل، والخيل والبغال، والحمير ك
#اليوم_العاشر
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَمِنْهَا جَائِرٌ} (النحل: من الآية9) ومن السبل في هذه الحياة ما هو جائر، فإذا كانت السبل متعددة في الحياة ويأتي المجرمون والظالمون فيرسمون سبلاً من الضلال، يدعون الناس إلى السير عليها، فهو يقول: أنا لا أنساكم، وأنا الذي سأتكفل بهدايتكم، ورسم السبيل القاصد، الصراط المستقيم الذي هو هداية حقيقية لكم في هذه الحياة. {وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}(النحل: من الآية9) بأن يوحي إلى كل شخص، أو كما يقول المفسرون العدلية: عن طريق القسر والإلجاء غصباً عنك، يهديك غصباً عنك. شاء الهداية وهدى على هذا النحو من إنزال الكتب، إنزال القرآن، وبعث الرسول محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأن يجعل في هذه الأمة ورثة لكتابه هم أهل بيت نبيه. الهداية تكفل بها، الهداية قد رسم طريقها، وهو يقول لنا ـ وسنتابع الحديث عن بقية الآيات لتلمسوا كيف أنه داخل الآيات التي تتحدث عن النعم ـ يقول لنا: هذه النعم المادية شيء عظيم، وأنتم في الحياة في حالة تعدد السبل الجائرة أيضاً أنا أتكفل بهدايتكم، سأرسم لكم الطريق القاصد الصراط المستقيم. وجاء هنا بهذه العبارة لكي يفهم الناس، ويفهم من يقولون: بأن كل إنسان فلينطلق ليجتهد، لينطلق ليشرع يقول له هنا: {وَعَلَى اللَّهِ} وحده {قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}(النحل: من الآية9) يقول لأولئك الذين يعملون مجالس تشريعية في مختلف المناطق في البلاد الإسلامية ليشرعوا، ليقننوا: إن كنتم تقننون فقط على وفق أحكام الله، وتشريع الله، وهدي الله سبحانه وتعالى عندما تنصون على المجالات المتعددة المتجددة في الحياة بربطها، فإن كان من منطلق أن الإنسان يملك حق التشريع لنفسه فهذا لا يبعد أن يكون من الشرك بالله سبحانه وتعالى، وإن كان فقط مجرد إخراج، مجرد تفصيل للهداية الواضحة التي قد رسمها الله سبحانه وتعالى فلماذا تسمون تلك المجالس مجالس تشريعية؟. لا يصح أن تسمى مجالس تشريعية بأي حال من الأحوال. كما ونحن في حالات التقنين والتشريع ـ كما يقولون ـ يجب أن نعتمد على القرآن الكريم، وعلى أهل البيت، على ورثة الكتاب، وليس فقط أن ندرس قوانين، ثم نقول: نحن مقننون، ثم ننطلق لنضع قوانين، ونصدر قوانين، ونحاول أن نستفيد من القانون المصري الذي هو مستفيد من القانون الفرنسي والبريطاني، وهكذا، وتنتهي المسألة، وإذا بنا نوصِل إلى داخل أوطاننا ما قننه أعداؤنا، الذين انطلقوا ليقننوا لأنفسهم؛ لأنهم كافرون بكتاب الله، كافرون برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكأنه ليس فيما بين أيدينا من الهدى ما يمكن أن يتناول شئون الحياة، ومستجدات الحياة، والله هو الذي يقول لنا: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ}.
ألست ترى هذه الأنعام ما تزال موجودة وقائمة؟ أليس هناك خيل، وبغال، وحمير، وبقر، وغنم، وإبل ما تزال موجودة، هو في الوقت الذي يذكرك بأنها نعم في نفس الوقت عليه قصد السبيل إذا كنت ملتجئاً إليه، إذا كانت الأمة ملتجئة إليه، وملتجئة إلى الثقلين، للتمسك بالثقلين بكتاب الله، وعترة رسوله (صلوات الله عليه وعلى آله) فما زالت الحياة، وما دامت الحياة مستمرة فستظل الطريق القاصدة، والصراط المستقيم قائمة الله تكفل بهذا، تكفل به كما ذكر الأنعام، فكيف نرى الأنعام ما تزال قائمة، وباقية، ثم ما يتعلق بقصد السبيل، والهداية نقول: انتهت ذاك اليوم، وكل واحد يقوم يبحث هو عن الهداية لنفسه! هل هذا صحيح؟. قد ربما لو قلنا: نحن رأينا الأبقار، والأغنام والإبل، والخيل، والبغال والحمير هذه انتهت من الدنيا، يمكن إذاً فكل ما تناولته هذه الآيات ربما قد رفع، وانتهى. لكن العجيب هو أننا نرى في الوقت الذي نجد هذه الآية، الآية التي تدل على الهداية، وأن الله هو الذي يتكفل بالتشريع لعباده، وهداية عباده، تتوسط الحديث عن نعمه، ونحن ما نزال نرى نعمه قائمة، ثم نقول: أما قصد السبيل فيبدو بأنه قد غاب، كيف يرفع الله ما نحن في أمس الحاجة إليه: هدايته، ويترك لنا البقر والحمير، والإبل، والغنم، وهذه المواشي؟!. أليست هداية الله لنا في هذه الحياة هي أهم؟. هل تبقى الحمير، ولا تبقى هداية الله؟!. بحيث تبقى الحمير في هذه الدنيا كنعمة يحافظ الله عليها أن تبقى، ولا يحافظ على أن تبقى نعمة هدايته قائمة!.. لا يصح هذا. أم أننا رأينا أن الإنسان هو أحوج إلى الحمار أكثر من حاجته إلى هداية الله؟! نحن نرى أنفسنا مستغنين عن بعض هذه الحيوانات أليس كذلك؟. قد نستغني عنها، وقد تتطور الحياة فيستغني الناس عن كثير من هذه الحيوانات، لكن لا يمكن أن يستغنوا عن هدايته؛ لأنه هنا قال: {وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ} أنتم لو فكرتم بأن بإمكانكم أن تستغنوا عن الإبل، والخيل والبغال، والحمير ك
#البرنامج_الرمضاني
#اليوم_الحادي_عشر
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً} (النحل:15) الرواسي هي الجبال لما كانت الأرض اليابسة هي في واقعها مفروشة على الماء، والماء يشكل نسبة كبيرة قـد يكون أكثر من 70% من حجم الكرة الأرضية بكلها، كانت ـ بالطبع ـ الأرض تعتبر قطعة صغيرة فوق سطح الماء، قابلة لأن تبقى تهتز وتتحرك، فألقى الله فيها الجبال تثبتها {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} لترسوا، فترسوا الأرض على الماء، ولا تكون مهتزة، فيمكن الاستقرار عليها. أيضاً جعل في الأرض أنهاراً، أنهار المياه، جعل فيها سبلاً {وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تهتدون وأنتم تتجهون في هذه الأرض، وأنتم تتقلبون في السفر إلى مناطق متعددة في هذه الأرض، جعل فيها سبلاً منافذاً.. أنت عندما تكون في الطائرة فترى منظر الأرض، تراها فعلاً لا ترى فيها منطقة مقفلة، حتى فيما يتعلق بتصميم الأودية، تجد كيف الجبال الشاهقة شعاب صغيرة فيها إلى أودية صغيرة، وأودية صغيرة تتجمع إلى أودية كبيرة، وتتجه هكذا باتجاه الصحراء، أو باتجاه البحر. كذلك الأرض على الرغم من أن فيها جبالاً، لم تكن الجبال بشكل سدود، تحول بين الناس وبين أن يسافروا إلى جهات متعددة في الدنيا، بل جعل فيها سبلاً، جعل فيها منافذاً {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} وأنتم تسيرون في هذه الدنيا لمختلف الأغراض. كذلك {وَعَلامَاتٍ}(النحل: من الآية16) جعل علامات للسبل في البر، وعلامات في البحر {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}(النحل: من الآية16) المسافرون يهتدون في البر، والمسافرون يهتدون في البحر، فأعلام في البر بشكل الجبال المختلفة، أليست أشكال الجبال مختلفة؟ هذا من أهم الأشياء في أن تتعرف على المناطق، لو كانت الجبال كلها بشكلية واحدة، وتصميم واحد، فهي رواسي، واحد هنا، وواحد هنا، وواحد هناك، قد لا تستطيع أن تعرف وأنت تتجه.. لكن الجبال أنفسها، وشكليتها هي نفسها مما يساعد ـ أن كانت بشكل أعلام ـ وأنت تسافر فترى تلك القمة، قمة الجبل هناك، ترى الطريق من عندها إلى المنطقة الفلانية، فتراها قمة متفردة في شكلها.. أليس كذلك؟. فيها عبر كثيرة. الجبال نفسها لعدة أغراض، ولعدة فوائد. فهي نفسها تساعد على أن تبقى الأرض فلا تميد فوق البحر، وهي نفسها غير مقفلة، قابلة لتحرك الإنسان عليها، هي نفسها قابلة للاستقرار عليها، بل أحيانا تطلع مساحة البلدان التي فيها جبال كثيرة تطلع مساحة كبيرة عندما تحسب وجه الجبل من هنا، ووجهه من هناك، ترى كيف أنه وبتصميم الله سبحانه وتعالى الذي هو حكيم لا يضيع حتى المساحة التي سيشغلها الجبل.. أليس الجبل ضروريا بالنسبة للأرض؟. سيجعل الجبل نفسه بشكل يكون أوسع مساحة من المساحة التي يشغلها في موقعه، فعندما تمسح مساحة الجبل من هنا كم سيطلع؟ ومن جانب آخر كم سيطلع؟. ستراه أكثر من المساحة التي يشغلها الجبل. لأن الله حكيم، هو لا يبذر، هو لا يضيع، يقول: الجبل ضروري، سنضع الجبل وإن كان كذا.. أهم شيء أن ترسو الأرض، فنرى الجبل هذا، وسلسة من الجبال تشغل مساحات واسعة من الأرض، ثم هي نراها لا تصلح للسكن عليها، ولا تصلح للتحرك فيها، عبارة عن سدود شاهقة، ليس لها أكثر من مهمة واحدة، هي أن تمسك الأرض أن تميد وهي مفترشة فوق الماء.. لا.. لعدة أغراض في الوقت الذي تقوم بهذه المهمة تصلح للمهام الأخرى، فتصلح حتى أن تكون أعلاماً. وفي هذا إرشاد، لاحظوا في كل خلق الله سبحانه وتعالى إرشاد للناس في مجال التصميمات، في مجال الصناعات. عندما تصمم لك منـزلا تحاول أن يكون تصميمك للمنـزل بالشكل الذي لا يضيع المساحة، بعض الناس يأتي فيصمم له منـزلاً، فيأخذ مساحة في موقع جميل، ويخسر فيه مبالغ كبيرة، لكن صممه تصميماً عشوائياً، فترى البيت هذا بشكله الكبير، وتراه من داخله لا يفي بحاجات صاحب البيت من الغرف، ومن الصالات، وغيرها، ضيع أرضية، وضيع أموالاً كثيرة، وسبب ذلك كله ضعف التصميم، والخطأ في التصميم. الله الذي صمم هذه الأرض، لاحظ كيف يعمل، لا يضيع شبراً واحداً من الأرض بدون فائدة، فالمساحات التي تشغلها الجبال في الأرض يعوضها، فتطلع مساحة الجبل أكثر من المساحة التي يشغلها، وهكذا يجعل الجبل صالحاً للزراعة، يجعل الجبل صالحاً للاستقرار، صالحاً لأن تعيش فيه حيوانات أخرى، صالحاً لأن يكون فيه مراعي، والمهمة الرئيسية له هي أن تكون رواسي تمسك الأرض، أليس هو سبحانه وتعالى من يعلمنا هنا كيف نصنع؟. وكيف نعمل؟. وهو هو من كان يستطيع ويستطيع فعلاً، أن يعوض المساحة التي يشغلها الجبل بقطعة أرض يزيدها من طرف الأرض أليس هذا ممكن؟. لكن لا، لا يضيع شيئاً. {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُو
#اليوم_الحادي_عشر
🍀🍂🍀🍂🍀🍂🍀🍂
#دروس_من_هدي_القرآن_الكريم
#معرفة_الله_نعم_الله
#الدرس_الخامس
ألقاها السيد/ حسين بدر الدين الحوثي
رضوان الله عليه
بتاريخ: 22/1/2002م
اليمن - صعدة
{وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً} (النحل:15) الرواسي هي الجبال لما كانت الأرض اليابسة هي في واقعها مفروشة على الماء، والماء يشكل نسبة كبيرة قـد يكون أكثر من 70% من حجم الكرة الأرضية بكلها، كانت ـ بالطبع ـ الأرض تعتبر قطعة صغيرة فوق سطح الماء، قابلة لأن تبقى تهتز وتتحرك، فألقى الله فيها الجبال تثبتها {وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ} لترسوا، فترسوا الأرض على الماء، ولا تكون مهتزة، فيمكن الاستقرار عليها. أيضاً جعل في الأرض أنهاراً، أنهار المياه، جعل فيها سبلاً {وَسُبُلاً لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} تهتدون وأنتم تتجهون في هذه الأرض، وأنتم تتقلبون في السفر إلى مناطق متعددة في هذه الأرض، جعل فيها سبلاً منافذاً.. أنت عندما تكون في الطائرة فترى منظر الأرض، تراها فعلاً لا ترى فيها منطقة مقفلة، حتى فيما يتعلق بتصميم الأودية، تجد كيف الجبال الشاهقة شعاب صغيرة فيها إلى أودية صغيرة، وأودية صغيرة تتجمع إلى أودية كبيرة، وتتجه هكذا باتجاه الصحراء، أو باتجاه البحر. كذلك الأرض على الرغم من أن فيها جبالاً، لم تكن الجبال بشكل سدود، تحول بين الناس وبين أن يسافروا إلى جهات متعددة في الدنيا، بل جعل فيها سبلاً، جعل فيها منافذاً {لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} وأنتم تسيرون في هذه الدنيا لمختلف الأغراض. كذلك {وَعَلامَاتٍ}(النحل: من الآية16) جعل علامات للسبل في البر، وعلامات في البحر {وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ}(النحل: من الآية16) المسافرون يهتدون في البر، والمسافرون يهتدون في البحر، فأعلام في البر بشكل الجبال المختلفة، أليست أشكال الجبال مختلفة؟ هذا من أهم الأشياء في أن تتعرف على المناطق، لو كانت الجبال كلها بشكلية واحدة، وتصميم واحد، فهي رواسي، واحد هنا، وواحد هنا، وواحد هناك، قد لا تستطيع أن تعرف وأنت تتجه.. لكن الجبال أنفسها، وشكليتها هي نفسها مما يساعد ـ أن كانت بشكل أعلام ـ وأنت تسافر فترى تلك القمة، قمة الجبل هناك، ترى الطريق من عندها إلى المنطقة الفلانية، فتراها قمة متفردة في شكلها.. أليس كذلك؟. فيها عبر كثيرة. الجبال نفسها لعدة أغراض، ولعدة فوائد. فهي نفسها تساعد على أن تبقى الأرض فلا تميد فوق البحر، وهي نفسها غير مقفلة، قابلة لتحرك الإنسان عليها، هي نفسها قابلة للاستقرار عليها، بل أحيانا تطلع مساحة البلدان التي فيها جبال كثيرة تطلع مساحة كبيرة عندما تحسب وجه الجبل من هنا، ووجهه من هناك، ترى كيف أنه وبتصميم الله سبحانه وتعالى الذي هو حكيم لا يضيع حتى المساحة التي سيشغلها الجبل.. أليس الجبل ضروريا بالنسبة للأرض؟. سيجعل الجبل نفسه بشكل يكون أوسع مساحة من المساحة التي يشغلها في موقعه، فعندما تمسح مساحة الجبل من هنا كم سيطلع؟ ومن جانب آخر كم سيطلع؟. ستراه أكثر من المساحة التي يشغلها الجبل. لأن الله حكيم، هو لا يبذر، هو لا يضيع، يقول: الجبل ضروري، سنضع الجبل وإن كان كذا.. أهم شيء أن ترسو الأرض، فنرى الجبل هذا، وسلسة من الجبال تشغل مساحات واسعة من الأرض، ثم هي نراها لا تصلح للسكن عليها، ولا تصلح للتحرك فيها، عبارة عن سدود شاهقة، ليس لها أكثر من مهمة واحدة، هي أن تمسك الأرض أن تميد وهي مفترشة فوق الماء.. لا.. لعدة أغراض في الوقت الذي تقوم بهذه المهمة تصلح للمهام الأخرى، فتصلح حتى أن تكون أعلاماً. وفي هذا إرشاد، لاحظوا في كل خلق الله سبحانه وتعالى إرشاد للناس في مجال التصميمات، في مجال الصناعات. عندما تصمم لك منـزلا تحاول أن يكون تصميمك للمنـزل بالشكل الذي لا يضيع المساحة، بعض الناس يأتي فيصمم له منـزلاً، فيأخذ مساحة في موقع جميل، ويخسر فيه مبالغ كبيرة، لكن صممه تصميماً عشوائياً، فترى البيت هذا بشكله الكبير، وتراه من داخله لا يفي بحاجات صاحب البيت من الغرف، ومن الصالات، وغيرها، ضيع أرضية، وضيع أموالاً كثيرة، وسبب ذلك كله ضعف التصميم، والخطأ في التصميم. الله الذي صمم هذه الأرض، لاحظ كيف يعمل، لا يضيع شبراً واحداً من الأرض بدون فائدة، فالمساحات التي تشغلها الجبال في الأرض يعوضها، فتطلع مساحة الجبل أكثر من المساحة التي يشغلها، وهكذا يجعل الجبل صالحاً للزراعة، يجعل الجبل صالحاً للاستقرار، صالحاً لأن تعيش فيه حيوانات أخرى، صالحاً لأن يكون فيه مراعي، والمهمة الرئيسية له هي أن تكون رواسي تمسك الأرض، أليس هو سبحانه وتعالى من يعلمنا هنا كيف نصنع؟. وكيف نعمل؟. وهو هو من كان يستطيع ويستطيع فعلاً، أن يعوض المساحة التي يشغلها الجبل بقطعة أرض يزيدها من طرف الأرض أليس هذا ممكن؟. لكن لا، لا يضيع شيئاً. {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُو