كتب الاديب #عبدالله_جمعة
#عمار_الزريقي_أين_اليمن_الشاعرة ؟
" #هذا_بعضٌ_من_عَمَّار_اليمن "
قراءة في بعض نصوص الشاعر اليمني عمار الزريقي
------------------------------------------------------
ائتوني بقلم فحم , ذلك القلم الذي يمسك به التشكيليون لينظروا إلى ملامح الشخصية فيخطوا خطوطهم المتراصة بمقاييس مرعية دقيقة لنفيق في النهاية على صورة واضحة المعالم للشخصية التي هم بصدد رسمها , وكلما كان قلم الفحم قادرا على مس التفاصيل الداخلية للشخصية خرجت الصورة قريبة من الواقع قدر الإمكان واقع من يحمل تلك التفاصيل
لقد أطلت وأسهبت – في مقالاتي السابقة – لدرجة دفعت بعض قرائي يسألون : متى سيقترب من نصوص الشاعر التي هي محل التحليل ؟ كنت أقرأ هذا متضمنا في تعليقاتهم وردودهم وإن لم يصرحوا به ... ولكني قصدت عمدا إلى ذلك لأسباب بعضها :
الأول : كنت ساخطا على عملية التأريخ الأدبي العربي سواء أخطها مؤرخون عرب أم غير عرب ؛ لأن جلهم أو يكاد حين شرعوا في إخراج موسوعاتهم التي أرخت للأدب العربي قد مروا على اليمن مرورا لا يليق بها ولا بهم أنفسهم فالمؤرخ الأكبر لتاريخ الأدب العربي الدكتور شوقي ضيف في موسوعته الشهيرة " تاريخ الأدب العربي " لم تحظ اليمن منه بما هي أهل له ؛ إذ مرَّ عليها في موسوعته في الجزء الأول " العصر الجاهلي " مرورا سريعا واكتفى بوصف اليمن جغرافيا وسياسيا وعقائديا إلا أن إشارته إلى الشعر اليمني لم تكن بارزة بحجم اليمن الطبيعي على خريطة الأدب العربي ثم إنه حين عرض لشعراء الجاهلية أفرد ترجمات لهم وعلى رأسهم أمير الشعر العربي قبل الإسلام امرؤ القيس ثم حاتم الطائي وأشار إشارات عابرة إلى أنهما يمنيان ولم يقف ليرسم ملامح الشخصية الأدبية اليمنية , ثم إنه حين ذهب إلى تقسيم الإبداع العربي مؤرخا إياه دخل فيما أسماه " عصر الدول والإمارات " أي عصر ما بعد تقسيم الخلافة فجعل لكل منطقة مجلدا مستقلا يتناول فيه تفاصيل شخصيتها إلا أنه حين أراد أن يستعرض اليمن استعرضها من خلال استعراضه لمجلد الجزيرة العربية , ولست معترضا على ذلك فاليمن جغرافيا ركن ركين في الجزيرة العربية ولكن اعتراضي نَجَمَ عن طريقة التناول حيث تهميشه اليمن وتركيزه على أركان الجزيرة العربية الأخرى وما جاء ذكره لليمن لم يوف اليمن حقها . حتى " كارل بروكلمان " في موسوعته التأريخية الشهيرة عن الأدب العربي فعل ما فعله الدكتور شوقي ضيف ؛ ربما لأن كارل بروكلمان ليس عربيا وحين أراد أن يتكئ على مرجعيات يستمد منها لم يجد مادة ثرية عن اليمن ففعل ما فعلته التأريخيات العربية , فأردت أن أعبر عن غصتي متذرعا بعمار الزريقي
الثاني : من خلال مطالعتي لتجربة " عمار الزريقي " الشعرية داخل حدود ديوانين شعريين حصلت عليهما من يديه الكريمتين عبر الإيميل في ملفات بصيغة الـ PDF وهما " صعلكة " و " نوافل " ومن خلال معايشتي لهذين الديوانين قد أدركت أن " عمار الزريقي ليس ممن يوقف على شعره بالنقد والتحليل قبل التأهيل للخوض في غمار تجربته لأن تلك التجربة هي خيط من خيوط الشخصية اليمنية , فكان لزاما أن يتملس القارئ طريقه إلى ملامح تلك الشخصية حتى يُقْدِمَ على " عمار الزريقي " إقدام العارف بالتفاصيل المحيطة بتلك الشخصية الشعرية ذات الأبعاد التاريخية والجغرافية والفلسفية والفنية بل والنفسية
فعمار الزريقي إنما هو انعكاس لبيئة ذات شخصية واضحة المعالم وهو – كما عبرت – أحد أهم خيوطها المكونة لنسيج شخصيتها فأردت أن أعرض لوحة – قدر الإمكان – للواقع اليمني النصي حتى إذا نظرنا لأحد خيوطها المكونة لها نجحنا في الاستمتاع بلونه وطعمه ورائحته اليمنية الأصيلة
وقبل الخوض في غمار التجربة " الزريقية " قصدت إلى التنويه إلى أنني حين أتكلم عن الشخصية اليمنية فإنني أسقط على عمار الزريقي والعكس صحيح تماما فحين أتكلم عن عمار الزريقي فإني أسقط على الشخصية اليمنية ليس اختزالا للأدب اليمني في دائرة عمار الزريقي وإنما تركيزا على معالم شخصية عمار ذاتها فاليمن مليء بالمبدعين ذوي البصمات الخالدة في النص العربي
إن شخصية عمار الزريقي الشعرية شخصية لها أبعاد لم تأت من فراغ , وقد نوهت إلى مثل هذا هذا في كتابي مكامن الإبداع – في جزئه الأول – من ص 24 حتى ص 63 عن مراحل النمو الفكري للشاعر التي مؤداها أن الشاعر حين يخوض غمار التجربة الشعرية عبر رحلة النضوج الفكري يمر بأربع مراحل من النضج الفكري تتمثل الأولى في البحث عن روافد معرفية وخبراتية وحياتية مغذية لهذا الفكر ثم الدخول بعد مرحلة من التغذية إلى مرحلة الاكتفاء وقلت بالاكتفاء لا الامتلاء وكنت أعني بالاكتفاء ؛ الدخول إلى تجربته النصية ممتلئ الفكر بالدواعم المعرفية التي ستغذي تجربة النص ثم انتقاله بعد ذلك بعد دربة ومران وخبرة إلى مرحلة تكوين الشخصية الشعرية أي الشفرة أو الشيفرة الخاصة بالشاعر والتي تجعل منه شخصية شعرية ذات أبعاد واضحة المعالم تعبر عن ذاتها دون أن يلحق اسم الشاعر بها ومن ذلك
#عمار_الزريقي_أين_اليمن_الشاعرة ؟
" #هذا_بعضٌ_من_عَمَّار_اليمن "
قراءة في بعض نصوص الشاعر اليمني عمار الزريقي
------------------------------------------------------
ائتوني بقلم فحم , ذلك القلم الذي يمسك به التشكيليون لينظروا إلى ملامح الشخصية فيخطوا خطوطهم المتراصة بمقاييس مرعية دقيقة لنفيق في النهاية على صورة واضحة المعالم للشخصية التي هم بصدد رسمها , وكلما كان قلم الفحم قادرا على مس التفاصيل الداخلية للشخصية خرجت الصورة قريبة من الواقع قدر الإمكان واقع من يحمل تلك التفاصيل
لقد أطلت وأسهبت – في مقالاتي السابقة – لدرجة دفعت بعض قرائي يسألون : متى سيقترب من نصوص الشاعر التي هي محل التحليل ؟ كنت أقرأ هذا متضمنا في تعليقاتهم وردودهم وإن لم يصرحوا به ... ولكني قصدت عمدا إلى ذلك لأسباب بعضها :
الأول : كنت ساخطا على عملية التأريخ الأدبي العربي سواء أخطها مؤرخون عرب أم غير عرب ؛ لأن جلهم أو يكاد حين شرعوا في إخراج موسوعاتهم التي أرخت للأدب العربي قد مروا على اليمن مرورا لا يليق بها ولا بهم أنفسهم فالمؤرخ الأكبر لتاريخ الأدب العربي الدكتور شوقي ضيف في موسوعته الشهيرة " تاريخ الأدب العربي " لم تحظ اليمن منه بما هي أهل له ؛ إذ مرَّ عليها في موسوعته في الجزء الأول " العصر الجاهلي " مرورا سريعا واكتفى بوصف اليمن جغرافيا وسياسيا وعقائديا إلا أن إشارته إلى الشعر اليمني لم تكن بارزة بحجم اليمن الطبيعي على خريطة الأدب العربي ثم إنه حين عرض لشعراء الجاهلية أفرد ترجمات لهم وعلى رأسهم أمير الشعر العربي قبل الإسلام امرؤ القيس ثم حاتم الطائي وأشار إشارات عابرة إلى أنهما يمنيان ولم يقف ليرسم ملامح الشخصية الأدبية اليمنية , ثم إنه حين ذهب إلى تقسيم الإبداع العربي مؤرخا إياه دخل فيما أسماه " عصر الدول والإمارات " أي عصر ما بعد تقسيم الخلافة فجعل لكل منطقة مجلدا مستقلا يتناول فيه تفاصيل شخصيتها إلا أنه حين أراد أن يستعرض اليمن استعرضها من خلال استعراضه لمجلد الجزيرة العربية , ولست معترضا على ذلك فاليمن جغرافيا ركن ركين في الجزيرة العربية ولكن اعتراضي نَجَمَ عن طريقة التناول حيث تهميشه اليمن وتركيزه على أركان الجزيرة العربية الأخرى وما جاء ذكره لليمن لم يوف اليمن حقها . حتى " كارل بروكلمان " في موسوعته التأريخية الشهيرة عن الأدب العربي فعل ما فعله الدكتور شوقي ضيف ؛ ربما لأن كارل بروكلمان ليس عربيا وحين أراد أن يتكئ على مرجعيات يستمد منها لم يجد مادة ثرية عن اليمن ففعل ما فعلته التأريخيات العربية , فأردت أن أعبر عن غصتي متذرعا بعمار الزريقي
الثاني : من خلال مطالعتي لتجربة " عمار الزريقي " الشعرية داخل حدود ديوانين شعريين حصلت عليهما من يديه الكريمتين عبر الإيميل في ملفات بصيغة الـ PDF وهما " صعلكة " و " نوافل " ومن خلال معايشتي لهذين الديوانين قد أدركت أن " عمار الزريقي ليس ممن يوقف على شعره بالنقد والتحليل قبل التأهيل للخوض في غمار تجربته لأن تلك التجربة هي خيط من خيوط الشخصية اليمنية , فكان لزاما أن يتملس القارئ طريقه إلى ملامح تلك الشخصية حتى يُقْدِمَ على " عمار الزريقي " إقدام العارف بالتفاصيل المحيطة بتلك الشخصية الشعرية ذات الأبعاد التاريخية والجغرافية والفلسفية والفنية بل والنفسية
فعمار الزريقي إنما هو انعكاس لبيئة ذات شخصية واضحة المعالم وهو – كما عبرت – أحد أهم خيوطها المكونة لنسيج شخصيتها فأردت أن أعرض لوحة – قدر الإمكان – للواقع اليمني النصي حتى إذا نظرنا لأحد خيوطها المكونة لها نجحنا في الاستمتاع بلونه وطعمه ورائحته اليمنية الأصيلة
وقبل الخوض في غمار التجربة " الزريقية " قصدت إلى التنويه إلى أنني حين أتكلم عن الشخصية اليمنية فإنني أسقط على عمار الزريقي والعكس صحيح تماما فحين أتكلم عن عمار الزريقي فإني أسقط على الشخصية اليمنية ليس اختزالا للأدب اليمني في دائرة عمار الزريقي وإنما تركيزا على معالم شخصية عمار ذاتها فاليمن مليء بالمبدعين ذوي البصمات الخالدة في النص العربي
إن شخصية عمار الزريقي الشعرية شخصية لها أبعاد لم تأت من فراغ , وقد نوهت إلى مثل هذا هذا في كتابي مكامن الإبداع – في جزئه الأول – من ص 24 حتى ص 63 عن مراحل النمو الفكري للشاعر التي مؤداها أن الشاعر حين يخوض غمار التجربة الشعرية عبر رحلة النضوج الفكري يمر بأربع مراحل من النضج الفكري تتمثل الأولى في البحث عن روافد معرفية وخبراتية وحياتية مغذية لهذا الفكر ثم الدخول بعد مرحلة من التغذية إلى مرحلة الاكتفاء وقلت بالاكتفاء لا الامتلاء وكنت أعني بالاكتفاء ؛ الدخول إلى تجربته النصية ممتلئ الفكر بالدواعم المعرفية التي ستغذي تجربة النص ثم انتقاله بعد ذلك بعد دربة ومران وخبرة إلى مرحلة تكوين الشخصية الشعرية أي الشفرة أو الشيفرة الخاصة بالشاعر والتي تجعل منه شخصية شعرية ذات أبعاد واضحة المعالم تعبر عن ذاتها دون أن يلحق اسم الشاعر بها ومن ذلك