اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
145K photos
352 videos
2.21K files
24.8K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#قلعة_صيرة...
الحارس الأسطوري لتاريخ #عدن

تتربع قلعة صيرة على قمة جبل صيرة البركاني المطل على ميناء عدن، شامخة كأنها حارس الزمن على ضفاف البحر العربي. هذه القلعة التي تقف على صخرة عملاقة قبالة جبل المنظر، تعد من أبرز المعالم التاريخية التي شهدت حقباً من الكفاح والمقاومة، وارتبطت بأساطير وأسفار، وألهمت المؤرخين والباحثين.
تاريخ وبناء استراتيجي
يُرجّح الخبير السوفييتي سيرجي شير نسكي أن تعود تشييدات القلعة الحالية إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلاديين، رغم أن أساساتها قد تكون أقدم بكثير، وربما تعود إلى العصر الأيوبي في القرن الثاني عشر الميلادي. غير أن غياب الأدلة الأثرية الدقيقة يدفع كثيراً من الخبراء إلى المطالبة بحفريات علمية واسعة للكشف عن مكنوناتها.
وقد شهد الموقع زيارات ميدانية من باحثين يمنيين في ثمانينيات القرن الماضي، أكدوا أن القلعة بنيت في موقع استراتيجي يتيح مراقبة البحر وحماية الميناء من الغزاة. وأظهرت بعض المدافع القديمة المدفونة بفعل عوامل التعرية أن القلعة خاضت معارك ضارية ضد القراصنة والمستعمرين.
بين الأسطورة والتاريخ
تُحيط بالقلعة هالة من الأساطير الهندية والإسلامية والمسيحية التي اختلطت بالإخباريات المحلية، فبعض الروايات تتحدث عن "هنومت" الإله القرد الذي حفر نفقاً من الهند إلى صيرة في ليلة واحدة، وأخرى تزعم وجود "بئر الهرامسة" التي تخرج منها النار يوم القيامة.
ومن الاعتقادات القديمة المرتبطة بالقلعة عادة "ضحية الجبل" التي تمثلت في تقديم ثور قرباناً على أمل تهدئة البحر وعودة السفن، في مشهد يذكر بمعتقدات قديمة عرفتها حضارات كمصر والهند.
صمود في وجه الغزاة
عرفت قلعة صيرة دوراً محورياً في مقاومة الغزو الاستعماري. فقد تصدت للهجمات البرتغالية في القرن السادس عشر، وواجهت القوات المملوكية والعثمانية والبريطانية. وسجل المؤرخون مقاومة شرسة خاضها أهل عدن بدعم من قادة محليين، أبرزهم مرجان الظافري الذي جهز المدينة ومدافعها لصد الأعداء.
وفي عام 1839م، كانت القلعة شاهدة على مواجهة دامية ضد القوات البريطانية بقيادة الكابتن هينس، الذي استخدم حادثة جنوح سفينة هندية كذريعة لاحتلال عدن. ورغم مقاومة الحامية اليمنية، سقطت المدينة بعد قصف شديد ومعارك غير متكافئة.
من التراث إلى الحاضر
بعد قرون من التهميش، بدأت الجهات الرسمية تولي اهتماماً بإحياء القلعة كموقع تراثي وسياحي. وقد دعت لجنة "إضاءة قلعة عدن" منذ أواخر الستينيات إلى إعادة إنارتها كمرحلة أولى نحو تطوير الموقع، وتحويله إلى وجهة تاريخية وسياحية تجذب الزوار وتروي قصة صيرة لزمن الحاضر.
قلعة صيرة ليست مجرد أطلال صامتة على قمة جبل؛ بل هي سجل حافل بالحكايات، والدماء، والأساطير، تستحق أن تُروى، وأن تُحفظ للأجيال القادمة.


#محافظة_عدن
#قلعة_صيرة
#مواقع_أثري
#معلم_تاريخي
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف
#منارة_عدن
[ وهي بروفايل هذه القناة ]

وسط مدينة #عدن القديمة، وعلى مقربة من ميدان الحبيشي وحديقة البريد، تقف منارة عدن كحارس زمني لمدينة عريقة تنبض بالتاريخ والروح. هذه المنارة، التي يطلق عليها البعض منارة الجامع الكبير أو منارة السوق، لم تعد اليوم سوى أثر صامت لجامع عظيم اندثر، لكن بقاءها على مدار مئات السنين جعلها من أبرز المعالم المعمارية الباقية في المدينة.

تُشير الدراسات إلى أن عدن كانت تزخر بعشرات المساجد، بعضها حمل أسماء أعلامها، مثل مسجد العيدروس، وأخرى ارتبطت بأعيانها أو أماكنها، مثل مسجد الزنجبيلي والعندي. غير أن الزمن لم يُبقِ من تلك المساجد إلا القليل، وكانت المنارة هي الناجي الوحيد من جامع السوق الكبير.

بُنيت المنارة من الحجر البركاني المحلي، واتخذت شكلًا مخروطياً يضيق تدريجياً نحو الأعلى، ويحتوي داخلها على سلم حلزوني من 86 درجة. التصميم الفريد دفع بعض الباحثين للاعتقاد بأنها فنار بحري، لكن المؤرخين والمعماريين يرجّحون أنها كانت مئذنة تؤدى منها شعيرة الأذان.

لا يُعرف على وجه الدقة متى شُيّدت هذه المنارة، إذ تتضارب الروايات بين من ينسبها إلى العهد الأموي في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز، وآخرين يعيدونها إلى الدولة الرسولية أو حتى العثمانيين. إلا أن النقوش والزخارف الموجودة فيها، التي تشبه الطراز السلجوقي، تمنحها طابعاً معمارياً نادراً في اليمن.

وقد خضعت المنارة لعمليات ترميم جزئية في خمسينات القرن الماضي، ثم في ثمانينات القرن العشرين بإشراف من منظمة اليونسكو، التي أوصت بالحفاظ عليها باستخدام نفس المواد التقليدية.

ورغم كل ما تم، تبقى المنارة اليوم محاصرة بالعشوائية، تفتقر للرعاية والاهتمام، ولا تزال بحاجة لمشروع وطني يعيد تأهيلها ويكشف ما تبقى من أساسات الجامع القديم، الذي تشير الحفريات إلى أنه كان واسع المساحة وذا أهمية دينية وعمرانية كبيرة في عدن.

في زمن تتعرض فيه الذاكرة البصرية للمدن للضياع، تظل منارة عدن صوتًا خافتًا من ماضٍ عظيم، تُناشد المعنيين أن يُنقذوها من النسيان، وأن يعيدوا إليها الحياة، كرمز من رموز الهوية والضوء.
المصدر كتاب :
معالم عدن التاريخية

#محافظة_عدن
#منارة_عدن
#مواقع_أثري
#معلم_تاريخي
#الهيئة_العامة_للآثار_والمتاحف