اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
في ذكرى وفاة أول متعهد
للصحف والكتب في #حضرموت
==
في مثل هذا اليوم 17 يوليو من عام 1994م، رحل عن دنيانا الأستاذ أحمد سعيد #حداد، رحمه الله، والذي يُعد من الرواد في مجال النشر والتوزيع في حضرموت، وصاحب أول مكتبة في المكلا، وأول متعهّد لتوزيع الكتب والصحف والمجلات، والوكيل لمؤسسات نشر مصرية ولبنانية خلال ستينيات القرن الماضي.
مثّلت مكتبته — التي حملت لاحقا اسم مكتبة #الطليعة — منارة ثقافية ومصدر إشعاع معرفي، كانت تُلبي احتياجات القرّاء من مختلف شرائح المجتمع الحضرمي، خاصة فئة المثقفين الذين وجدوا فيها ما يتناسب مع ذائقتهم الثقافية واهتماماتهم الفكرية. وقد كان لهؤلاء المثقفين الفضل في تشجيعه على إنشاء المكتبة، ومنهم:
الأستاذ عمر باحشوان، مدير المعارف آنذاك، والأديب والمؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف، والشاعر والصحفي حسين محمد البار، صاحب صحيفة الرائد التي صدرت في المكلا بين 17 أكتوبر 1960م و27 يوليو 1964م.
وقد كان الأستاذ عمر باحشوان هو من رتب له، كما يذكر الباحث عبدالله صالح حداد، عقود الوكالات مع الصحف ودور النشر في مصر ولبنان، ما أتاح له أن يتحول إلى حلقة وصل بين حضرموت والعالم العربي ثقافيًا وفكريًا.
ولأن الشيء بالشيء يُذكَر، كما يقال، فإن شريكة حياة أحمد سعيد حداد، هي سلامة عبدالقادر #بامطرف، وكانت أيضا من أعلام التنوير والنهضة الثقافية في حضرموت. وهي شقيقة المؤرخ المعروف محمد عبدالقادر بامطرف، وقد انتقلت مع أسرتها من مدينة الشحر إلى المكلا بعد انتقال عمل شقيقها إليها. أنهت دراستها الابتدائية بتفوق في مدرسة البنات التي كانت تديرها المربية الرائدة فاطمة عبدالله الناخبي، ثم عُينت معلمة في ذات المدرسة.
زواجها من الأستاذ أحمد سعيد حداد لم يكن مجرد ارتباط عائلي، بل كان بوابة إضافية نحو الثقافة والمعرفة، فقد وفّر لها الاطلاع الواسع على الكتب والصحف والمجلات التي كانت المكتبة تحتضنها، مما ساعدها على تكوين خلفية معرفية رفيعة تفوقت بها على كثير من بنات جيلها.
وقد توجهت بجدارة نحو الكتابة، مُركزةً على قضايا المرأة وحقوقها، والدعوة إلى تعليم الفتيات، وإتاحة الفرص لهن لمشاركة الرجل في مسؤوليات الحياة. كانت أول من اهتم بشؤون المرأة بشكل منهجي، وربطت تلك القضايا بالمجال العام، وسعت إلى تأسيس نادٍ ثقافي نسائي، وكرّست مقالاتها الصحفية لهموم المرأة، وتنازلت عن الكتابة باسمها الصريح لفترات، مُقدّمة الهوية الجمعية للحضارمة على ذاتها.
كما تُعد من أوائل من كتبن القصة القصيرة في حضرموت، ما يجعلها رائدة الكتابة النسائية القصصية في المنطقة.
لقد مهدت سلامة بامطرف طريقها إلى هذه المكانة عبر تفوقها الدراسي ونبوغها الشخصي، والتأثر الفكري بشقيقها الكاتب والمؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف، وتشجيع زوجها الأستاذ أحمد سعيد حداد، الذي وفر لها بيئة معرفية خصبة عبر مكتبته الغنية.
وقد كنتُ قد كتبت عنها دراسة وافية بعنوان:
"سلامة عبدالقادر بامطرف: رائدة التنوير والكتابة النسائية في حضرموت"
نُشرت في العدد التاسع من مجلة حضرموت الثقافية الصادر في سبتمبر 2018م، ويمكن الرجوع إليها لمزيد من التفصيل في سيرة هذه المرأة الرائدة التي غادرت دنيانا في ٧ يوليو ٢٠١٥م.
رحم الله الأستاذ أحمد سعيد حداد، وزوجته سلامة بامطرف، فهما رمزان من رموز النور في زمن كان الظل فيه طويلًا، لكن المعرفة أطول نفسا وأكثر إشراقا.