#السلوك #الجندي
الْبِدَايَة...
واما قصَّة عبد الرَّحْمَن فَانِي اخذتها عَن غَيره وَقد ثَبت فِي مَا مضى ان هَذَا حسن أمه ابنت الشَّيْخ ابْن بَادر وَلما شب قصد بلد اهله فتفقه بعلي ابْن مُحَمَّد #الخلي ثمَّ عَاد لحجا فَقَرَأَ على #ابْن_الأديب وَبِه كمل تفقهه وَجعله بَنو مُحَمَّد بن عمر قَاضِيا فِي #الكدرا بِوَاسِطَة ابْن الأديب و #تأهل بِامْرَأَة من مَحل الدِّرَايَة ولعلها من قومه أَعنِي ذُرِّيَّة #المقرى الَّذِي خرج هُوَ وَصَالح وَلما صَار الْقَضَاء الى القَاضِي مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابْن ابي بكر عزل نَفسه وَهُوَ على ذَلِك الى الان وَلما صَار ابْن الاديب قَاضِي الْقُضَاة الزمه على ولَايَة أَمَاكِن مُتعَدِّدَة فَامْتنعَ فَجعله مدرسا ب #زبيد بِالْمَدْرَسَةِ العاصمية فَهُوَ تسبب بهَا ويغيب عِنْد امْرَأَته فِي مَحل الدارية ويتردد الى زبيد حَتَّى الان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ من احسن الْفُقَهَاء خلقا ومرؤة وحمية على الاصحاب غير انه ممتحن بغالب حَال الْفُقَهَاء من الدّين
وَقد انْقَضى ذكر بني صَالح وَحِينَئِذٍ أشرع بِذكر الْفُقَهَاء من غَيرهم وهم جمَاعَة اشهرهم ابو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ #العامري الملقب جمال الدّين وَيعرف بالمدرس لطول اقامته بالتدريس وشهرته فِيهِ مولده سنة اربعين وستماية تفقه بخاله اسماعيل الْحَضْرَمِيّ واخذ عَن الامام #ابْن_عجيل وَهُوَ من ابرك الْفُقَهَاء ب #تهامة تدريسا واكثرهم نشرا للفقه عَنهُ اخذ جمع كثير الْفِقْه وصنف عدَّة مصنفات مِنْهَا شرح التَّنْبِيه شرحا مُفِيدا اثنى عَلَيْهِ غَالب الْفُقَهَاء قَرَأت عَلَيْهِ بعضه وناولنيه وأجازني بِهِ وَسَماهُ هِدَايَة الْمُبْتَدِي وَتَذْكِرَة المنتهي وَله شرح الْوَسِيط ايضا وَذكروا انه اقام على ذَلِك التدريس ب #المهجم نَحْو من خمسين سنة وَلذَلِك كثر اصحابه وانتشر عَنهُ الْفِقْه وامتحن بِقَضَاء المهجم من قبل بني مُحَمَّد بن عمر ثمَّ لما صَار الْقَضَاء الى ولد الْفَقِيه استدعاه فعزل نَفسه حِين وَصله الطّلب وَهُوَ الَّذِي ذكرت فِي ذكر عبد الرَّحْمَن بن صَالح ان #المظفر لما عَزله رتبه وَكَانَ سهل الاخلاق لين الْجَانِب سليم الصَّدْر مَشْهُور بِالْبركَةِ غير انه لما ولي الْقُضَاة انْتقصَ وَغَمص وَلما عزل نَفسه علم النَّاس ان الله لم يضيع مَا تقدم من صَالح الْعَمَل
الْبِدَايَة...
واما قصَّة عبد الرَّحْمَن فَانِي اخذتها عَن غَيره وَقد ثَبت فِي مَا مضى ان هَذَا حسن أمه ابنت الشَّيْخ ابْن بَادر وَلما شب قصد بلد اهله فتفقه بعلي ابْن مُحَمَّد #الخلي ثمَّ عَاد لحجا فَقَرَأَ على #ابْن_الأديب وَبِه كمل تفقهه وَجعله بَنو مُحَمَّد بن عمر قَاضِيا فِي #الكدرا بِوَاسِطَة ابْن الأديب و #تأهل بِامْرَأَة من مَحل الدِّرَايَة ولعلها من قومه أَعنِي ذُرِّيَّة #المقرى الَّذِي خرج هُوَ وَصَالح وَلما صَار الْقَضَاء الى القَاضِي مُحَمَّد بن الْفَقِيه ابْن ابي بكر عزل نَفسه وَهُوَ على ذَلِك الى الان وَلما صَار ابْن الاديب قَاضِي الْقُضَاة الزمه على ولَايَة أَمَاكِن مُتعَدِّدَة فَامْتنعَ فَجعله مدرسا ب #زبيد بِالْمَدْرَسَةِ العاصمية فَهُوَ تسبب بهَا ويغيب عِنْد امْرَأَته فِي مَحل الدارية ويتردد الى زبيد حَتَّى الان سنة ثَلَاث وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ من احسن الْفُقَهَاء خلقا ومرؤة وحمية على الاصحاب غير انه ممتحن بغالب حَال الْفُقَهَاء من الدّين
وَقد انْقَضى ذكر بني صَالح وَحِينَئِذٍ أشرع بِذكر الْفُقَهَاء من غَيرهم وهم جمَاعَة اشهرهم ابو الْعَبَّاس أَحْمد بن عَليّ #العامري الملقب جمال الدّين وَيعرف بالمدرس لطول اقامته بالتدريس وشهرته فِيهِ مولده سنة اربعين وستماية تفقه بخاله اسماعيل الْحَضْرَمِيّ واخذ عَن الامام #ابْن_عجيل وَهُوَ من ابرك الْفُقَهَاء ب #تهامة تدريسا واكثرهم نشرا للفقه عَنهُ اخذ جمع كثير الْفِقْه وصنف عدَّة مصنفات مِنْهَا شرح التَّنْبِيه شرحا مُفِيدا اثنى عَلَيْهِ غَالب الْفُقَهَاء قَرَأت عَلَيْهِ بعضه وناولنيه وأجازني بِهِ وَسَماهُ هِدَايَة الْمُبْتَدِي وَتَذْكِرَة المنتهي وَله شرح الْوَسِيط ايضا وَذكروا انه اقام على ذَلِك التدريس ب #المهجم نَحْو من خمسين سنة وَلذَلِك كثر اصحابه وانتشر عَنهُ الْفِقْه وامتحن بِقَضَاء المهجم من قبل بني مُحَمَّد بن عمر ثمَّ لما صَار الْقَضَاء الى ولد الْفَقِيه استدعاه فعزل نَفسه حِين وَصله الطّلب وَهُوَ الَّذِي ذكرت فِي ذكر عبد الرَّحْمَن بن صَالح ان #المظفر لما عَزله رتبه وَكَانَ سهل الاخلاق لين الْجَانِب سليم الصَّدْر مَشْهُور بِالْبركَةِ غير انه لما ولي الْقُضَاة انْتقصَ وَغَمص وَلما عزل نَفسه علم النَّاس ان الله لم يضيع مَا تقدم من صَالح الْعَمَل