حصن لهم بالضّليعة ـ بلغهم خلوّه من السّكّان ـ وكانوا استعدّوا بكثير من الماء والزّاد والعتاد ، فتسوّروا الحصن ، ولمّا بدر لهم المطلوب .. أطلقوا عليه الرّصاص ، فخرّ صريعا لليدين وللفم (١) ، ولكنّهم لم يقدروا على الهرب ، وتضرّر كلا الطّرفين : آل باصليب بالانحصار في الحصن ، و #الدّيّن بانكشاف مواضع تصرّفهم لبنادق آل باصليب ، حتّى توسّط بعض #المناصب ، وبعد أن طالت المراجعة في الارتجاز ـ الّذي لم يرض الخروج صلحا بدونه آل باصليب ـ سمحوا لهم به ، فقال شاعرهم :
سبعه سروا من #حيلة احمد بن علي
باروتهم عند السّما متحلّق (٢)
والدّيّني غافل ولا ظنّ الوفا
جئته من الجو والفنا متغلّق (٣)
ومن أخبارهم : أنّ السّيّد محمّد بن عمر بن علويّ #باعقيل استجار بالدّيّن ، هاربا من السّيّد حسين بن حامد #المحضار ، فبذلوا له الأمان ، وهم : آل بامسدوس ، وآل الهميم ، والمشاجرة.
ولمّا جدّ الجدّ .. قال له الأخيرون : لا نجيرك من الدّولة ، وأمّا ممّن دونهم .. فنعم.
وأمّا آل بامسدوس (٤) ورئيسهم سالم بن عليّ #باغشمي .. فثبت مع باعقيل ، فلم يكن من السّيّد حسين بن حامد إلّا أن زحف عليهم بعسكر من جند #القعيطيّ يتألّف من ألفين وأربع مئة ، على رأسهم أخوه السّيّد عبد الرّحمن بن حامد ومحمّد بن عمر بن أحمد #باصرّة ، فتقدّمت العساكر إلى مكان يقال له : الأبيضين ، وإلى مكان آخر يقال له : وليجات ، ودام الحرب نحوا من شهرين ، حملت فيه العساكر القعيطيّة على آل
______
(١) لليدين وللفم : كلمة تقال عند الشّماتة في إنسان. والأصل في هذا المثل : أنّ سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أتي بسكران في شهر رمضان ، فتعثّر بذيله ، فقال سيّدنا عمر رضي الله عنه : لليدين وللفم ، أولادنا صيام ، وأنت مفطر!! ثم أمر به فحدّ. وأراد : على اليدين والفم ؛ أي : أسقطه الله عليهما.
(٢) باروتهم : بارودهم ؛ أي : علا في الجو دخانه متراكبا.
(٣) الوفا : استيفاء الثأر. والفنا متغلق : الهلاك محقق.
(٤) البامسدوس : مشايخ قبائل الدّيّن ، ويقال لمنطقتهم ريدة بامسدوس ، وهي ضمن الدّيّن. وكانوا يتوارثون الزّعامة على الدّيّن. من فروعه : بلّحمر ، باغشمي ، بامكراب.
302
سبعه سروا من #حيلة احمد بن علي
باروتهم عند السّما متحلّق (٢)
والدّيّني غافل ولا ظنّ الوفا
جئته من الجو والفنا متغلّق (٣)
ومن أخبارهم : أنّ السّيّد محمّد بن عمر بن علويّ #باعقيل استجار بالدّيّن ، هاربا من السّيّد حسين بن حامد #المحضار ، فبذلوا له الأمان ، وهم : آل بامسدوس ، وآل الهميم ، والمشاجرة.
ولمّا جدّ الجدّ .. قال له الأخيرون : لا نجيرك من الدّولة ، وأمّا ممّن دونهم .. فنعم.
وأمّا آل بامسدوس (٤) ورئيسهم سالم بن عليّ #باغشمي .. فثبت مع باعقيل ، فلم يكن من السّيّد حسين بن حامد إلّا أن زحف عليهم بعسكر من جند #القعيطيّ يتألّف من ألفين وأربع مئة ، على رأسهم أخوه السّيّد عبد الرّحمن بن حامد ومحمّد بن عمر بن أحمد #باصرّة ، فتقدّمت العساكر إلى مكان يقال له : الأبيضين ، وإلى مكان آخر يقال له : وليجات ، ودام الحرب نحوا من شهرين ، حملت فيه العساكر القعيطيّة على آل
______
(١) لليدين وللفم : كلمة تقال عند الشّماتة في إنسان. والأصل في هذا المثل : أنّ سيّدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه أتي بسكران في شهر رمضان ، فتعثّر بذيله ، فقال سيّدنا عمر رضي الله عنه : لليدين وللفم ، أولادنا صيام ، وأنت مفطر!! ثم أمر به فحدّ. وأراد : على اليدين والفم ؛ أي : أسقطه الله عليهما.
(٢) باروتهم : بارودهم ؛ أي : علا في الجو دخانه متراكبا.
(٣) الوفا : استيفاء الثأر. والفنا متغلق : الهلاك محقق.
(٤) البامسدوس : مشايخ قبائل الدّيّن ، ويقال لمنطقتهم ريدة بامسدوس ، وهي ضمن الدّيّن. وكانوا يتوارثون الزّعامة على الدّيّن. من فروعه : بلّحمر ، باغشمي ، بامكراب.
302