اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
بلاد اليمن:

من المرجح أن اسمها مشتق من كلمة "يمنات" الواردة في نصوص سبئية قديمة كاسم لهذه البلاد وربما يكنى بها عن اليمن والخير؛ لأن بلاد اليمن قديمًا كانت وفيرة الخيرات حتى عرفت باسم اليمن الخضراء لكثرة ما بها من أشجار ونباتات، ومما يؤيد ذلك أن اليونان قديمًا سموها بلاد العرب السعيدة "Arabia felix" على احتمال أنهم ترجموا كلمة "يمنت أو يمنات" بالبلاد السعيدة.

وقد عرفت اليمن قديمًا بتجارة العطور والبخور والمر والصمغ والكافور والورس "وهو نبات كان يستخدم في الصباغة" وكانت مصر تستهلك كميات كبيرة من اللبان اليمني والبخور في المعابد وفي تحنيط الموتى، ولم يكتف اليمنيون بالاتجار في حاصلات بلادهم بل عملوا كوسطاء للتجارة أيضًا بين الهند والعراق والشام ومصر، فكانت التوابل والسيوف الهندية والحرير الصيني والعاج والأبنوس والذهب من أثيوبيا تنقل بوساطة تجار اليمن إلى مصر والعراق.

وقد أشار كتاب اليونان والرومان إلى ثروات اليمن، ومن أمثلة هؤلاء هيرودوت وثيوفراست "تلميذ أرسطو" الذي وصف السبئيين بأنهم محاربون وزراع وتجار مهرة وديودور الصقلي وإسترابو وبلينوس ... أما كتاب العرب الذين أشاروا إلى ثروة اليمن؛ فمن أشهرهم الهمذاني والألوسي والمقدسي ونظرًا لما حظيت به اليمن من الثروة فإنها كانت أكثر بلاد العرب تحضرًا وكانت كثيرة الحصون والقصور التي كانت تعرف بالمحافد، ومن أشهرها غمدان وناعط وصرواح وظفار وبراقش ومعين وعمران وغيرها، وينسب إلى هذه المحافد والقصور أصحاب فيقال: ذو غمدان، ذو صرواح، وهكذا، وإذا تجمع عدد من المحافد والقصور في مقاطعة كبيرة سميت مخلافًا، ويتولى شئون المخلاف أمير يقال له: قيل "والجمع: أقيال" وقد بلغ عدد هذه المخاليف 84 مخلافًا، كان من أهمها مخلاف صنعاء ومخلاف همدان ومخلاف خولان وغيرها.

ولا شك في أن عصور ما قبل الكتابة أو العصور قبل التاريخية لا يعرف عنها إلا القليل، وقد سبق أن أشرنا إليها "ص240".

أما عن العصر التاريخي في بلاد اليمن فإن أهم أحداثه يمكن أن تنحصر في تاريخ الدول التي قامت بها، وهذه الدول هي: الدولة المعينية والدولة السبئية والدولة الحميرية، وتاريخ هذه الأخيرة يخرج عن مجال العصر التاريخي الذي يعالجه هذا الكتاب، وهناك دولتان أخريان لم يكن لهما إلا دور ضئيل في تاريخ العرب، وهما دولتا قتبان ودولة حضرموت.

 الدولة #المعينية "1300-650 ق. م.."

تعد أقدم دولة معروفة في شبه جزيرة العرب وهي أقدم دولة كذلك ظهرت في بلاد اليمن، ومن الغريب أنها لم تذكر في المصادر العربية بل ذكرت بلدة معين، وكانت تقرن غالبًا ببلدة براقش؛ حيث أشير إليهما كمحفدين من محافد أو قصور اليمن القديمة وموقعهما في الجوف فيما بين نجران وحضرموت؛ بينما أشارت المصادر اليونانية والرومانية إلى المعينيين وذكرت عاصمتهم "معن" باسم "قرتاو". ومن المحتمل أن الكتابة عرفت في معين قبل قيام دولتها ببضعة قرون وقد ظلت حضارة المعينيين غير معروفة إلى أن تمكن هاليفي من الكشف عن آثار عاصمتهم معين ونسخ كثيرًا من نقوشهم ونشر نتائج كشفه سنة 1874، وقد زاد عدد النقوش المعينية التي نسخت بفضل جهود جلازر وجوسن، ومن دراسة هذه النقوش عرفنا الكثير عن هذه الدولة وملوكها وكان عدد هؤلاء 26 ملكًا موزعين على خمس أسرات، وإن كان بعض الباحثين يرى أن هؤلاء الملوك ينتمون إلى ثلاث طبقات؛ ولكن فيلبي يؤيد أنهم في خمس أسرات إلا أنه لم يذكر إلا 22 اسمًا من أسماء هؤلاء الملوك؛ كذلك أمكن عن طريق هذه النقوش أن نتعرف على بعض الألقاب الملكية مثل لقب "يطوع": المخلص، صدوق أي: العادل، وريام أي: المضيء، وكان الملوك يخاطبون بلقب "مزود" أي: مقدس أو "كبر" أي: العظيم أو الكبير. وقد ظهرت دولة المعينيين في المنطقة السهلة "أي: الجوف" بين نجران وحضرموت حيث كان المعينيون يشتغلون بالتجارة ويسيطرون على الطرق التجارية بين الشمال والجنوب، ثم ازداد نفوذهم السياسي حتى بلغ شمال الحجاز فدخلت معان وديدان "العلا" في نطاق نفوذهم كما تشير إلى ذلك النصوص المعينية والكشوف الأثرية التي عثر عليها في هاتين المنطقتين(1)، ويبدو أنهم كانوا هم والسبئيون الذين ينتمون إلى نفس جنسهم يسيطرون خلال الألف الأول قبل الميلاد على الجزء الأعظم من التجارة العالمية في بلاد العرب، وامتد التنافس على السيادة فيما بينهم إلى الواحات التي كانت تمر بها طرق التجارة؛ فكانت بكل من تلك الواحات جالية من أبناء العرب الجنوبيين يتولى أمرهم مقيم من بلادهم ويشرف على ملوك ورؤساء الواحة ويراقبهم حتى لا يضروا بمصالح سيده السبئي أو المعيني حسب تبعيته؛ حيث كان الطريق التجاري العظيم الذي يوصل برًّا بين اليمن والشام ومصر يقع أحيانًا تحت سيطرة المعينيين وأحيانًا في أيدي السبئيين الذين عاصروهم في أواخر عهدهم، وفي كل واحة من الواحات التي يمر بها الطريق كان يقيم حكام من معين أو سبأ تؤيدهم حاميات عسكرية لحماية جالياتهم التجارية، وفي بعض الأحيان كانت توجد جاليات تجارية إفريقية
زيد إيل
سفير الدولة #المعينية للتجارة مع #مصر

عُثر على نقش بالخط المعيني في مصر وهو موجود الآن في متحف القاهرة لتاجر يدعى زيد إيل بن زيد، من مملكة معين اليمنية كان يعيش في مصر، في أيام الملك بطليموُس الثاني الذي حكم مصر بين عامي 285 و246ق.م. وكان زيد إيل يستورد المر والبخور واللبان من دولة معين لمعابد الآلهة في مصر بسفينة كان يمتلكها.
وكان للمعينيين اهمية عند المصريين في الفترة الهيلينستية بصفتهم تُجَّار عطور وبخور .
ويعتقد انه ربما توجد جالية يمنية معينية في مصر ولم يكن الوحيد ولكن ربما كان الوحيد الذي خلدته معابد مصر بتابوت منقوش بلغته اليمنية.

النشاط التجاري لمملكة معين والمعينين
خرج من نطاق اليمن، ووصل إلى مصر واليونان وإلى جزر قبرص وكريت في البحر الأبيض المتوسط.
كانت مملكة معين وعاصمتها قرناو من اهم المراكز التجارية في العالم القديم وكان لها توابع وملحقات من الممالك الصغيرة "مملكة مدينة" صنعتها في شمال الجزيرة العربية وبادية الشام ( ددان ولحيان والحجر ومعن مصرن) لحماية تجارتها والطرق التجارية البرية العالمية من هجمات اللصوص وقطاع الطرق من نجد والحجاز الذين كانوا يغيرون على القوافل ويهاجمون التجار وينهبون بضائعهم

معنى نص النقش باللغة اليمنية العربية القديمة :

نفقن كزيد ايل بن زيد ذظيرن ذوب ذسعرب
امررن وقليمتن كابيتت الالت مصر بيومهي تلميث
ويفقر زيدال بورخه حتحر ويفننو ب بن كل ابيتته
الالت مصر تمخهم كسم كسو بوص كصيهس ويسلينس
باهس عد من بيت الهن اثرحف بورخه كيحك خرف ثني
وعشري كتلميث ملكن ورثد زيدل جمنس ونفقس اثرحف
و الالت عمس بمحرمس

المعنى باللغة العربية الحديثة "الفصحى" :

هذا التابوت لزيد إيل بن زيد (من) قبيلة ظيران الذي كان يستورد
المر والقليمه لبيوت آلهة مصر في أيامه بطليموس بن بطليموس
ومات زيد ايل في شهر هاتور وارسلوا بخور من كل بيوت
آلهة مصر وأهدوه كسوة كتان لقاربه الجنائزي ورفعوه
بواسطة ندابيه إلى مرسى معبد الاله ازير في شهر كيهك سنة اثنين
وعشرين لبطليموس الملك وكرس زيد أيل جثمانة وتابوته ل اوزير جعبي
وآلهة قرابته بمعبده...