القبائل #اليمنية في الكوفة وموقفها من #الحسين عليه السلام
معركة #الطف ..
استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الاستاذ سعد عبد الوهاب الخزرجي الباحث في الشأن التاريخي في أمسية ثقافية. وقدم فيها رؤيته لموقف القبائل العربية في الكوفة من معركة الطف بناء على المصادر التاريخية الأستاذ سعد الخزرجي،باحث في التاريخ الاسلامي ،ولد عام 1959 م نشأ ودرس في بغداد ثم انتقل الى بيروت ليستقر اخيرا في لندن ،لديه العديد من البحوث التاريخية والمحاضرات .وعدد من المؤلفات بعضها قيد الطبع منها : الدولة الاسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان .وصلح الامام الحسن (ع) .. دراسة تاريخية استقرائية .والهاشميون وموقفهم من واقعة الطف. تمهيد الكوفة هي مدينة العراق الكبرى وقبة الاسلام ودار هجرة المسلمين كما وصفها اليعقوبي (1). اما لماذا الكوفة: لأن هذه المدينة كانت مركز الحدث من خلال هذا البحث ولابد لنا ان نتعرف على طبيعة سكانها واتجاهاتهم السياسية والعقائدية خصوصاً بعدما اصبحت الكوفة عاصمة للدولة الاسلامية خلال عهد الإمام علي (ع) (35-40ه) وكذلك لابد من معرفة ما جرى عليها من تحولات سياسية واجتماعية بعد أن حكم بني أمية للعراق سنة 41ه. إن سكان الكوفة هو خليط من القبائل العربية المتنافرة غير المتعاضدة منذ أن مُصِّرت، وقد حاول الإمام علي (ع) أن يوحدهم (كما سنبينه خلال هذا الفصل) لكن قصر فترة حكمه وتغير الموقف السياسي أعادت الحالة الاولية كما كانت عليه، وقد غلب على تلك القبائل حالة البداوة التي ظلت مسيطرة على جانب كبير من حياتهم رغم وجود بعض القبائل المتحضرة من (سكان المدن والقرى في اليمن) فيها لكن التغيير الديمغرافي الذي حصل في الكوفة في عهد معاوية نتيجة التهجير القسري للقبائل المتحضرة واسكان قبائل رحالة تحمل صفة البداوة جعل الصفة العامة للمدينة هي البداوة، وحصل تنافر بين القبائل البدوية والحضرية، وهو ما ارادته السلطات الحاكمة لكي يسهل السيطرة عليهم واشغالهم بأمور جانبية بدلاً من التوجه الى الوقوف ضد السلطات الحاكمة، (لكون الكوفة مركز المعارضة ضد الحكم الاموي)، وقد وصف ذلك الامر صعصعة بن صوحان العبدي أحد زعامات الكوفة قائلاً: ان الكوفة قبة الاسلام وذروة الكلام وخظّان ذوي الاعلام إلا أن بها أجلافاً تمنع ذوي الرأي والطاعة وتخرجهم عن الجماعة وتلك اخلاق ذوي الهيئة والقناعة (2). هذا الوصف الرائع لخّص حالة الكوفة في تلك الفترة الزمنية، وسوف نستعرض خلال هذا الملحق التهجير الذي حصل في الكوفة أيام معاوية ومَن بعده، وما هو التوجه السياسي للقبائل الكوفية في عهد الامام علي(ع) وحتى الدخول تحت حكم بني أمية، وسنبيّن التنظيم الاداري السائد في الكوفة منذ عهد عمر بن الخطاب وحتى زمن بني أمية، وما أدى من تغيرات كثيرة على البنية الاجتماعية للمجتمع الكوفي، كما ونأتي على ذكر ولاة الكوفة خلال عهد معاوية ودور كل واحد منهم، ومن ثم القبائل التي اشتركت في قتال الحسين(ع) وأنصاره، وما هو نوع ميولهم السياسية والعقائدية. أما الاسباب التي أدت الى ذلك فهي: التهجير الذي حصل في الكوفة خلال عهد معاوية بن ابي سفيان ارتكزت السياسة الاموية في عهد معاوية على تشتيت المعارضة الشيعية الموجودة في العراق وخصوصاً في الكوفة واتخذت عدة اشكال لذلك الغرض منها: 1- أ- ضرب المعارضين لسلطانهم بعضاً ببعض كما حصل في حروب الخوارج عند اخرجوا الشيعة لمحاربتهم (3). ب- إرسال القيادات الشيعية في البعوث الحربية لمقاتلة الخوارج مثل معقل بن قيس الرياحي وشريك بن الاعور الحارثي وسعد بن حذيفة بن اليمان (4). 2- التهجير وكان على عدة انواع: أ) فردي (أي نفي الافراد) ب) جماعة محدوده العدد. ت) التهديد بنفي كل من يخالف اوامر السلطات الاموية. ث) جماعي (ترحيل قبائل كاملة واحلال محلها قبائل اخرى). وسنستعرض كل حالة من التهجير على حدة لأنها هي مادة البحث في موضوعنا . أ- النفي الفردي: سنذكر هنا مثالين على ذلك. 1- نفي ابو عبد الله الجدلي من الكوفة الى البصرة من عهد معاوية الى ان رجع الى الكوفة في عهد المختار الثقفي (5). 2- نفي عبد الله بن خليفة الطائي الى الجبلين بعد حادثة حجر بن عدي سنة 51 ه (6). ب- التهجير الجماعي المحدود العدد: مثال: إن عبد القيس هجرت من الكوفة الى البصرة سنة 41 ه(7) او ما ذكره الطبري قال: وكان معاوية يخرج من الكوفة المستغرب في أمر علي (أي الموالي لأمر علي) وينزله دار المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة، وهم يقال لهم النواقل في الامصار فاخرج من الكوفة بني القعقاع بن عمرو بن مالك الى ايليا بفلسطين، فطلب ان ينزل منازل بني عُقفان ونقل بن محتم فنقلهم من الجزيرة الى الكوفة وانزلهم منازل القعقاع وبني أمية (8). ت- التهديد بنفي كل من يخالف اوامر السلطة: مثال على ذلك: نفي شريك بن جدير التغلبي من الكوفة الى بيت المقدس لعدم مسايرته نهج السلطة الاموية (9).
معركة #الطف ..
استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الاستاذ سعد عبد الوهاب الخزرجي الباحث في الشأن التاريخي في أمسية ثقافية. وقدم فيها رؤيته لموقف القبائل العربية في الكوفة من معركة الطف بناء على المصادر التاريخية الأستاذ سعد الخزرجي،باحث في التاريخ الاسلامي ،ولد عام 1959 م نشأ ودرس في بغداد ثم انتقل الى بيروت ليستقر اخيرا في لندن ،لديه العديد من البحوث التاريخية والمحاضرات .وعدد من المؤلفات بعضها قيد الطبع منها : الدولة الاسلامية في عهد الخليفة عثمان بن عفان .وصلح الامام الحسن (ع) .. دراسة تاريخية استقرائية .والهاشميون وموقفهم من واقعة الطف. تمهيد الكوفة هي مدينة العراق الكبرى وقبة الاسلام ودار هجرة المسلمين كما وصفها اليعقوبي (1). اما لماذا الكوفة: لأن هذه المدينة كانت مركز الحدث من خلال هذا البحث ولابد لنا ان نتعرف على طبيعة سكانها واتجاهاتهم السياسية والعقائدية خصوصاً بعدما اصبحت الكوفة عاصمة للدولة الاسلامية خلال عهد الإمام علي (ع) (35-40ه) وكذلك لابد من معرفة ما جرى عليها من تحولات سياسية واجتماعية بعد أن حكم بني أمية للعراق سنة 41ه. إن سكان الكوفة هو خليط من القبائل العربية المتنافرة غير المتعاضدة منذ أن مُصِّرت، وقد حاول الإمام علي (ع) أن يوحدهم (كما سنبينه خلال هذا الفصل) لكن قصر فترة حكمه وتغير الموقف السياسي أعادت الحالة الاولية كما كانت عليه، وقد غلب على تلك القبائل حالة البداوة التي ظلت مسيطرة على جانب كبير من حياتهم رغم وجود بعض القبائل المتحضرة من (سكان المدن والقرى في اليمن) فيها لكن التغيير الديمغرافي الذي حصل في الكوفة في عهد معاوية نتيجة التهجير القسري للقبائل المتحضرة واسكان قبائل رحالة تحمل صفة البداوة جعل الصفة العامة للمدينة هي البداوة، وحصل تنافر بين القبائل البدوية والحضرية، وهو ما ارادته السلطات الحاكمة لكي يسهل السيطرة عليهم واشغالهم بأمور جانبية بدلاً من التوجه الى الوقوف ضد السلطات الحاكمة، (لكون الكوفة مركز المعارضة ضد الحكم الاموي)، وقد وصف ذلك الامر صعصعة بن صوحان العبدي أحد زعامات الكوفة قائلاً: ان الكوفة قبة الاسلام وذروة الكلام وخظّان ذوي الاعلام إلا أن بها أجلافاً تمنع ذوي الرأي والطاعة وتخرجهم عن الجماعة وتلك اخلاق ذوي الهيئة والقناعة (2). هذا الوصف الرائع لخّص حالة الكوفة في تلك الفترة الزمنية، وسوف نستعرض خلال هذا الملحق التهجير الذي حصل في الكوفة أيام معاوية ومَن بعده، وما هو التوجه السياسي للقبائل الكوفية في عهد الامام علي(ع) وحتى الدخول تحت حكم بني أمية، وسنبيّن التنظيم الاداري السائد في الكوفة منذ عهد عمر بن الخطاب وحتى زمن بني أمية، وما أدى من تغيرات كثيرة على البنية الاجتماعية للمجتمع الكوفي، كما ونأتي على ذكر ولاة الكوفة خلال عهد معاوية ودور كل واحد منهم، ومن ثم القبائل التي اشتركت في قتال الحسين(ع) وأنصاره، وما هو نوع ميولهم السياسية والعقائدية. أما الاسباب التي أدت الى ذلك فهي: التهجير الذي حصل في الكوفة خلال عهد معاوية بن ابي سفيان ارتكزت السياسة الاموية في عهد معاوية على تشتيت المعارضة الشيعية الموجودة في العراق وخصوصاً في الكوفة واتخذت عدة اشكال لذلك الغرض منها: 1- أ- ضرب المعارضين لسلطانهم بعضاً ببعض كما حصل في حروب الخوارج عند اخرجوا الشيعة لمحاربتهم (3). ب- إرسال القيادات الشيعية في البعوث الحربية لمقاتلة الخوارج مثل معقل بن قيس الرياحي وشريك بن الاعور الحارثي وسعد بن حذيفة بن اليمان (4). 2- التهجير وكان على عدة انواع: أ) فردي (أي نفي الافراد) ب) جماعة محدوده العدد. ت) التهديد بنفي كل من يخالف اوامر السلطات الاموية. ث) جماعي (ترحيل قبائل كاملة واحلال محلها قبائل اخرى). وسنستعرض كل حالة من التهجير على حدة لأنها هي مادة البحث في موضوعنا . أ- النفي الفردي: سنذكر هنا مثالين على ذلك. 1- نفي ابو عبد الله الجدلي من الكوفة الى البصرة من عهد معاوية الى ان رجع الى الكوفة في عهد المختار الثقفي (5). 2- نفي عبد الله بن خليفة الطائي الى الجبلين بعد حادثة حجر بن عدي سنة 51 ه (6). ب- التهجير الجماعي المحدود العدد: مثال: إن عبد القيس هجرت من الكوفة الى البصرة سنة 41 ه(7) او ما ذكره الطبري قال: وكان معاوية يخرج من الكوفة المستغرب في أمر علي (أي الموالي لأمر علي) وينزله دار المستغرب في أمر نفسه من أهل الشام وأهل البصرة وأهل الجزيرة، وهم يقال لهم النواقل في الامصار فاخرج من الكوفة بني القعقاع بن عمرو بن مالك الى ايليا بفلسطين، فطلب ان ينزل منازل بني عُقفان ونقل بن محتم فنقلهم من الجزيرة الى الكوفة وانزلهم منازل القعقاع وبني أمية (8). ت- التهديد بنفي كل من يخالف اوامر السلطة: مثال على ذلك: نفي شريك بن جدير التغلبي من الكوفة الى بيت المقدس لعدم مسايرته نهج السلطة الاموية (9).