فَوَجَدته كَمَا قيل وفوقه ثمَّ انه يزدرع مَوَاضِع على الْوَادي فَمَا حصل مِنْهُ صرفه فِي مَصَالِحه وطعما للوارد اليه وَمَعَ ذَلِك كُله لَهُ رَغْبَة فِي الْفِقْه واشتغال بِالنّظرِ فِي كتبه وَفِي ضمن اقامتي لموزع اسْتعَار مني نُسْخَة كتاب الْمعِين نُسْخَة شَيْخي #الاصبحي فانتسخها وَالْوَقْت يعجز عَن نَظِيره بِجَمِيعِ احواله وَمَعَ الْخِصَال الْمَذْكُورَة هُوَ من احسن اصحاب صحبته وَبَلغنِي انه توفّي فِي عشر الْحجَّة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَسَبْعمائة وَهُوَ آخر من تحققته بالناحية مُسْتَحقّ الذّكر حَتَّى يدْخل الدَّاخِل مَدِينَة عدن خَاصَّة لمن سلك الطَّرِيق الساحلية فَأَحْبَبْت أَن اسلك طَرِيقا فِيهَا فُقَهَاء فَلم اجد ذَلِك إِلَّا الْجِهَة #الذبحانية وَهِي نَاحيَة الْحصن الْمَعْرُوف بحصن الدملوة وَهِي من أَكثر بِلَاد الْيمن فقها ومتفقهين وعلماء ومحققين وحصن النَّاحِيَة هُوَ خزانَة لملوك الْيمن مُنْذُ ملكه ال #زُرَيْع الَّذين نابو الصليحيين فِي #عدن بعد بني معن وَسَيَأْتِي بَيَان ذَلِك وَأول مَوضِع يلقى الطالع من موزع بلد يعرف بحنة لقوم من البدو يُقَال لَهُم الاقحور من أَجْهَل الْعَرَب وَضبط حنة بخفض الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح النُّون وتشديدها ثمَّ هَاء سَاكِنة كَانَ بهَا أَبُو السرُور بن ابراهيم نسبه فِي عرب يُقَال لَهُم المحاولة احوالهم البداوة واقتناء الْمَاشِيَة ابل وبقر وغنم كَانَ هَذَا أَبُو السرُور فِي بدايته مشتغلا بِالْعلمِ وَالْقِرَاءَة فِي مَدِينَة جبا وَكَانَ مُجْتَهدا فِي ذَلِك فتفقه واجتهد بتحصيل نصيب الْفِقْه والنحو الْقرَاءَات السَّبع وَبعد أَن اكمل ذَلِك صحب رجلا كَانَ يسكن على قرب من جبا وَكَانَ فَقِيها متصوفا فَلم اتحقق اسْمه وَلَا مَسْكَنه بل أَخْبرنِي بذلك بعض أَوْلَاده وَكَانَ يشهر بجودة السلوك فِي الْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ مِمَّن لَهُ معرفَة فِي الاسماء وَمن
792
792