اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#إدام_القوت_في_بلدان_وقبائل_حضرموت

الكأداء ، غير أنّ ما يتفضّل به علينا التّاريخ من يوم إلى آخر يجعلنا لا نعدل بالحبيب حسن أحدا ، لا في شهامته ، ولا في شدّته في الله ، ولا في قوّة ثقته به وفرط توكّله عليه وتفانيه في مواقع رضاه.
وبهذه المناسبة ذكرت شيئين :
أحدهما : ما رواه غير واحد أنّ الإمام أبا حنيفة سئل عن الأسود و #علقمة وعطاء أيّهم أفضل؟ فقال : والله ما قدري أن أذكرهم إلّا بالدّعاء والاستغفار ؛ إجلالا لهم ، فكيف أفاضل بينهم؟
هذا ما يقوله أبو حنيفة عن هضم للنّفس فيما نخال ، وإذا نحن قلنا نحوه في أمثال هؤلاء .. فإنّما نتحدّث بالواقع ، ونخبر عن الحقيقة ؛ لأنّ الحكم بالشّيء فرع تصوّره ، والأمر كما قال البوصيريّ [من الخفيف] :
فورى السّائرين وهو أمامي 
سبل وعرة وأرض عراء
والثّاني : ما ذكره ابن السّبكيّ في «طبقاته» [٥ / ٣٥٣] وياقوت في مادّة (المقدس) من «معجمه» [٥٤ / ١٧٢] وغيرهما ـ عن بعض أهل العلم قال : (صحبت أبا المعالي الجوينيّ بخراسان ، ثمّ قدمت #العراق ، فصحبت الشّيخ أبا إسحاق الشّيرازيّ ، فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة #الجوينيّ ، ثمّ قدمت الشّام فرأيت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم #المقدسيّ ، فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا).
وقد ميّلت بين الجوينيّ والشّيرازيّ في «العود الهنديّ» قبل اطّلاعي على هذا بزمان طويل بما لا يبعد عنه ، وما ظنّي بالرّاوي لو اطّلع على ثلاثتنا .. إلّا تفضيلهم في التّقوى والدّين ، وإن كان أولئك أغزر في العلم.
فما كان بين الهضب فرق وبينهم 
سوى أنّهم زالوا وما زالت الهضب 
وكلّا والله لم يزولوا ولكنّهم انتقلوا فعولوا ، وقد جاء فيما يقولوا [من الكامل] :
وإذا الكريم مضى وولّى عمره 
كفل الثّناء له بعمر ثاني 
وما أحسن قول أبي القاسم ابن ناقياء في رثائه لأبي إسحاق الشيّرازيّ [من الكامل] :
إن قيل مات فلم يمت من ذكره 
حيّ على مرّ اللّيالي باقي
كراه الْبَحْث فَعرض عَنهُ وَكَانَ الْحَبل رجلا شهير الذّكر جليل الْقدر وَله الى الان ذُرِّيَّة بِبَلَدِهِ يعْرفُونَ ب #بني_ناشر بِفَتْح النُّون ثمَّ الف ثمَّ شين مُعْجمَة ومخفوضة ثمَّ رَاء سَاكِنة
وَقد عرض ذكر #الْغَزالِيّ هُنَا فاحب بَيَانه كَمَا كَانَ ذَلِك فِي غَالب الْكتاب اذ كَانَ هَذَا من ائمة الاسلام من الْمُعْتَمد قَوْلهم فِي الْحَلَال وَالْحرَام فَهُوَ ابو حَامِد مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن الْغَزالِيّ نسبه الى الْغَزل بيعا اَوْ عملا وَذَلِكَ على عَادَة اهل #خوارزم وجرجان اذ ينسبون الى الْعطر وَالْقصر عطارى قصارى وَقيل أَن الزَّاي مُخَفّفَة نسبه الى غزاله قَرْيَة من #طوس مولد الْغَزالِيّ وتفقه بَابي الْمَعَالِي #الْجُوَيْنِيّ وَكَانَ من ائمة الدّين واخيار الْمُسلمين درس فِي العراقين وَرَأس بِعلم الطَّرِيقَيْنِ وصنف المصنفات المفيدة الَّتِي عكف النَّاس عَلَيْهَا ومالوا عَن غَيرهَا اليها وَمَا من فنونالعلم إِلَّا وَله أَكثر تصنفيا وَأحسن تأليفا وَكتبه وَكتب أبي إِسْحَاق #الشِّيرَازِيّ هِيَ الْمَعْمُول عَلَيْهَا فِي #الْيمن .
وَمن النَّاحِيَة عَليّ بن مُحَمَّد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن ابي الفوارس #القيني بِفَتْح الْقَاف بعد الف وَلَام ثمَّ يَاء مثناة من تَحت سَاكِنة ثمَّ نون بعْدهَا ايضا نسبه الى قوم يُقَال لَهُم القيانه من #عك تفقه بِالْجَبَلِ على الامام بطال واخذ عَن عَليّ بن مَسْعُود وابي حَدِيد وَغَيرهمَا وَكَانَ للامام اسماعيل #الْحَضْرَمِيّ كثير التّكْرَار لزيارته وَفَاته تَقْرِيبًا سنة ثَمَانِي وَثَمَانِينَ وسِتمِائَة بعد ان بلغ عمره نيفا وَثَمَانِينَ سنة وَمِنْهُم ابْن عَمه عمر بن مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن
#ابي_الفوارس مقدم الذكركان فَاضلا بِعلم الأدبية وَله مسموعات بذلك أَخْبرنِي بعض أَهله وَتُوفِّي قبل ابْن عَمه بسنين كَثِيرَة
وَمِنْهُم ابو مُحَمَّد عبد الله بن الدَّلِيل #الرَّافِعِيّ نسبا كَانَ
744
الكأداء ، غير أنّ ما يتفضّل به علينا التّاريخ من يوم إلى آخر يجعلنا لا نعدل ب #الحبيب_حسن أحدا ، لا في شهامته ، ولا في شدّته في الله ، ولا في قوّة ثقته به وفرط توكّله عليه وتفانيه في مواقع رضاه.
وبهذه المناسبة ذكرت شيئين :
أحدهما : ما رواه غير واحد أنّ الإمام أبا حنيفة سئل عن الأسود وعلقمة وعطاء أيّهم أفضل؟ فقال : والله ما قدري أن أذكرهم إلّا بالدّعاء والاستغفار ؛ إجلالا لهم ، فكيف أفاضل بينهم؟
هذا ما يقوله أبو حنيفة عن هضم للنّفس فيما نخال ، وإذا نحن قلنا نحوه في أمثال هؤلاء .. فإنّما نتحدّث بالواقع ، ونخبر عن الحقيقة ؛ لأنّ الحكم بالشّيء فرع تصوّره ، والأمر كما قال البوصيريّ [من الخفيف] :
فورى السّائرين وهو أمامي 
سبل وعرة وأرض عراء
والثّاني : ما ذكره ابن السّبكيّ في «طبقاته» [٥ / ٣٥٣] وياقوت في مادّة (المقدس) من «معجمه» [٥٤ / ١٧٢] وغيرهما ـ عن بعض أهل العلم قال : (صحبت أبا المعالي #الجوينيّ بخراسان ، ثمّ قدمت العراق ، فصحبت الشّيخ أبا إسحاق #الشّيرازيّ ، فكانت طريقته عندي أفضل من طريقة الجوينيّ ، ثمّ قدمت الشّام فرأيت الفقيه أبا الفتح نصر بن إبراهيم #المقدسيّ ، فكانت طريقته أحسن من طريقتهما جميعا).
وقد ميّلت بين الجوينيّ والشّيرازيّ في «العود الهنديّ» قبل اطّلاعي على هذا بزمان طويل بما لا يبعد عنه ، وما ظنّي بالرّاوي لو اطّلع على ثلاثتنا .. إلّا تفضيلهم في التّقوى والدّين ، وإن كان أولئك أغزر في العلم.
فما كان بين الهضب فرق وبينهم 
سوى أنّهم زالوا وما زالت الهضب 
وكلّا والله لم يزولوا ولكنّهم انتقلوا فعولوا ، وقد جاء فيما يقولوا [من الكامل] :
وإذا الكريم مضى وولّى عمره 
كفل الثّناء له بعمر ثاني 
وما أحسن قول أبي القاسم ابن ناقياء في رثائه لأبي إسحاق الشيّرازيّ [من الكامل] :
إن قيل مات فلم يمت من ذكره 
حيّ على مرّ اللّيالي باقي 
594