اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
#يحيى_عمر_اليافعي
شل صوت الدان

وبالمثل ألغيت قصيدة (يحيى عمر قال إني هائم) من هذا الديوان لأنها لشاعر آخر هو عبدالرب ناصر العفيفي, وهو ما صححته أيضا في كتابي "أعلام الشعر الشعبي في يافع"( ).
كما حدث لبس مماثل من قبل الصديق الصحفي أحمد يسلم صالح في مقالته "مقتطفات من أشعار وأغاني يحيى عمر"( ) حيث نسب ليحيى عمر الأغنية الشهيرة لفهد بلان "يا بنات المكلا"، مع أن أحداً قبله لم يقل بذلك، كما أنه نسب قصيدة أخرى له بينما هي للشاعر الشعبي عبدالقادر بن شيبان، يقول فيها:
بعض النساء لول جوهرغاليات اثمانهن
وبعضهن نيران حمرا شاعله نيرانهن
وبعضهن مصباح في المنزل وفي روشاهن
الله يجمعنا بخيرات النساء واحسانهن

وهذا الخطأ الذي وقع به غير مقصود منه، نتج كما هو واضح من القراءة غير المتأنية والمرور السريع في الكتاب الذي أخذ عنه( ), حيث وردت فيه هذه الأبيات ضمن استعراض الكاتب لقصائد يحيى عمر مع نماذج لشعراء آخرين كأمثلة لما ورد في أوصاف المرأة.
ولنفس السبب طال اللبس أيضاً أسم أحد الذين كتبوا عن يحيى عمر. فقد ورد في بعض المؤلفات( ) اسم عبدالله عوض يعقوب وكأنه من كتب موضوعاً بعنوان "يحيى عمر المجهول". وبالعودة إلى مجلة "الفنون" [العدد(11) نوفمبر 1982م ص74] الذي أخذ عنه المؤلف نجد أن كاتب تلك المساهمة هو سعيد بن سعيد صالح، وهو فنان شعبي يافعي ومن المهتمين بالتراث الشعبي، وقد أشار في مساهمته تلك إلى شهرة الفنان والشاعر يحيى عمر وأشعاره الكثيرة التي لم تطبع حتى ذلك الحين في ديوان وطالب الجهات المعنية بتجميع تراثه وإصداره في ديوان. أما عبدالله عوض يعقوب فكانت مساهمته تحت عنوان "البحث عن المحبة" وجاءت مباشرة بعد موضوع "يحيى عمر المجهول" وللتسرع في القراءة والنقل حدث اللبس فيه ونُسب إلى غير كاتبه الحقيقي، وهو ما نصححه هنا أمانة للتاريخ.
ختــامـا
نستطيع القول إن يحيى عمر اليافعي قد ترك أغنيات مميزة، تمثل مدرسة فريدة في فن الغناء واللحن، كتب لها الخلود وأرغمت الأجيال أن تترنم بها، حتى يمكن لمن يسمع هذه الأغنيات أن يقول على الفور أنها ليحيى عمر اليافعي، ويرجع ذلك إلى أن روح الفنان كانت طاغية على موهبته الشعرية فجاءت أغانيه متناغمة مع ألحانه العذبة، وتتميز بالرقة والسلاسة والوضوح، فكثر الغناء بها إلى اليوم، ولذلك فأن أشعاره تعتبر وبحق "بمثابة مستودع للذاكرة الشعبية للجزيرة والخليج بصفة عامة ولليمن على وجه الخصوص وذلك فيما يتصل بمقاييس الجمال الإنساني بالنسبة لعامة الناس الذين يأكلون من خشاش الأرض ويسعون في منكبها كدحاً"( ).
ولاشك أن كثيراً من أشعاره لا تزال مجهولة، وربما يكون بعضها محفوظ ضمن الوثائق الأسرية أوفي مخطوطات تقبع هنا وهناك في أماكن مجهولة أو لدى بعض المهتمين، والزمن كفيل بالكشف عنها وإبرازها، والأمل أن يتفهم أمثال هؤلاء أن مثل هذه المخطوطات أو الاسطوانات ينبغي أن ترى النور, لأن نتاج يحيى عمر وإبداعه يدخل في عداد التراث، وهو ملك للجميع، ويعول عليها في الكشف عما خفي من أشعار وأسرار حياة هذا الفنان العظيم وهي دعوة نرجو أن تلقى صداها لدى من بحوزتهم أي جديد لم ينشر بعد، أو تصحيح لما نشر.
وأختتم ببيتين وردا في مجلة "الفنون" (فبراير/ مارس 1982م) يقول فيهما:
يحيى عمر قال يوم النور
ها ناولوني حجر ياجور
صادفت شمعة بمخزاني
من شان يبني بها الباني

ترى، هل سنصادف في يومٍ ما تكملة هذه القصيدة البديعة، والحصول على غيرها من قصائد يحيى عمر الناقصة والمحرفة والمجهولة حتى يكتمل بنيان ديوانه المرتجى وسيرة حياته؟!.

ملاحظة: للأسف الأشعار لم تظهر منسقة.. وينبغي التنبه لذلك عند القراءة

#إنتهى
القطر قبل الإسلام وبعده وفى عصر الخلفاء الراشدين وذيله المؤلف حفظه الله بصفوة ما ورد من أصح الاحاديث فى فضائل العترة الطاهرة وبالجملة فقد جمع فاوعى وانه الكتاب الذى جاء ذكره فى مقدمة الرسائل اليمنية المطبوعة حديثا عام ١٣٤٨ هجرية ومؤلفة هو بعض الافاضل المنوه عنه وقد أحسن المؤلف فى اختياره تلك الخاتمة الحسنى لان الائمة هم من نخبة آل بيب النبوة وهم الذين حافظوا على اليمن وحفظوه من انتشار الزيغ والعقائد الفاسدة فلم يجرأ أحد من الطامعين على أن يمس كيانه بادى؟؟؟ ولم يستطع أن يلعب فيه كغيره باسم الارشاد والصح والمعاونة والحماية وغير ذلك
ومن هنا يظهر لنا سر حديث (الايمان يمان والحكمة يمانية) لان من يؤتى الحكمة فقد أوتى خيرا كثيرا. بل كيف يصيب ذلك القطر الطاهر اذى ونفس الرحمن من قبله؟ تلكم فضائل جمة ليس استيعاب جزء منها فى هذه العجالة ممكنا غير أنا نقصد ايراد نموذج تظهر فيه مزية عظم قيمة هذا الكتاب الجليل وانه من خير ما حوته خزائن الكتب. وانه ضرورى لمعرفة قطر عظيم وقف قرونا طويلة طودا شامخا لم يتزعزع حتى جاز أن يدعى ذلك النظر معقل الاسلام المنيع فمن طالع هذا الكتاب الذى نحث المحدث والمؤرخ والعالم الاجتماعى على اقتنائه ليسهل عليه معرفة سر ثبات اليمن غير متأثر بدعاية باطلة. حتى. أن الدسائس التى حبكت له لم تنجح بل كان نصيبها الفشل والخسران ولقد أورد المؤلف فى سفره هذا ما هو زبدة المجلدات الضخمة. وكان خير هديه فى هذا القرن الذى تحتاج الامة فيه الى معرفة بعضها بعضا فان المسلمين عموما ولعرب خصوصا لم يصبهم ما هم فيه من أمر مزعج. وحال مؤسف الا لما يجهلونه من حياة بعضهم حتى كانت كل بلدة أمة على حدة. وشعبا منفردا فتفرقوا. واجتمع أعداؤهم فضعف أمر المتفرق حتى أصبحت امته مستعبدة. وبلاده مستعمرة. وقوى أمر المجتمع فأصبح سيدا يملى ارادته على حسب اهوائه ورغباته مستمدا من قوته ووهن اخصامه انها وأيم الحق لذكرى مؤلمة ليس هذا محل ذكرها الا أن هذه الآلام المزعجة نشأت من عدم التعارف. وفقد الاجتماع. وإنا فى عصر أصبح أعظم الاقطار العربية الاسلامية المستقلة فيه. هو اليمن السعيد فالاهتمام بتاريخه والكلام على ما كان لسلفه وعلاقته بالخلف أمن ضرورى لابد منه ومن هنا تظهر اسمية هذا الكتاب وأن مؤلفه جدير بكل اجلال وتكرمة جزاء الله أفضل الجزاء. وأنا له الحسنى وزياده. ووفقه لطريق الخير والسعادة على ان الشىء لا يستغرب من هذا معدنه



#إنتهى
والمدهاقة وهذه المواضع زاوية من تهامة داخلة بين جبال السّراة لهمدان وحمير فإما جبال حمير من جنوبي هذه الزاوية فريشان جبل ملحان وجبل حفاش بني عوف، وجبل المضرب لعك وقيهمة لعك، وأما جبال حاشد في شمالي هذه الزاوية فالشرف والوضرة والموعل وعولي ووعيلة ومنها بلد حجور وحجور أربعون ألفاً فمنها حجور المحافر وبلادها الجريب وسحيب وحيران وخذلان وقبر عليان حتى يحاذي حكم بن سعد العشيرة رأس بلد حجور والمحافر وحجة وموتك لحاشد كثير أهلهما ومنها حجور بينة وأخرف وهو بلد واسع، ومنها حجور البطنة والبطنة بلد ريف في غربي بلد وادعة مما يصالي عذر وهنوم وظليمة وبلد عذر وهو مغرب شّعب وشعب قبيلة من حاشد وهم أصحاب السبق وتسمى عذر هذه عذر شعب ومن عذر هذه عذر مطرة، وعذر شعب يحاد آل ربيعة من خولان، فهذه بلد همدان على حد الاختصار وهي ستة أيام في ستة وهي امنع ديار اليمن واعزها فأما أسواق يلد حاشد فأولها وأقدمها سوق همل وهمل من الخارف وهي سوق جاهلّية والكلابح للمرّانيين من الجبر وباري للفائش من الجبر، وسوق صافر وسوق الفاقعة وسوق الأهنوم وسوق الظهر وسوق قطابة
والعرقة لوثن بن قدم، عيّان سوق قديمة لعيّان من همدان وأدران وحجّة ونمل وقيلاب وشرس وحملان ويند ومنها سوق طمام والعرقة بلاعة وهي لمن بحافتي جبل مسور ولمن في جبل تيس الجرابي، الجريب هي سوق لأهل تهامة ومكة وعثر وجميع بلد همدان، المخلفة سوق لحجور يتسوقه أهل تهامة وأهل الجبال. والعرقة لوثن بن قدم، عيّان سوق قديمة لعيّان من همدان وأدران وحجّة ونمل وقيلاب وشرس وحملان ويند ومنها سوق طمام والعرقة بلاعة وهي لمن بحافتي جبل مسور ولمن في جبل تيس الجرابي، الجريب هي سوق لأهل تهامة ومكة وعثر وجميع بلد همدان، المخلفة سوق لحجور يتسوقه أهل تهامة وأهل الجبال

#إنتهى
وَمِنْهُم الإِمَام الشَّيْخ الْعَلامَة أَبُو إِسْحَاق إِبْرَاهِيم بن نظام بن مَنْصُور الشِّيرَازِيّ أخبر أَنه دخل مَدِينَة الْعرَاق وخراسان وسمرقند وبخارى ثمَّ رَحل إِلَى الشَّام ومصر والقدس ثمَّ وصل إِلَى مَدِينَة سيدنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ إِلَى مَكَّة المشرفة وَحكى من عجائب الْبلدَانِ الَّتِي دَخلهَا مَا تضيق الأوراق عَن ذكره وَهَذَا الشَّيْخ عَالم فِي الْأُصُول وَالْفُرُوع وَالتَّفْسِير والْحَدِيث النَّبَوِيّ واعظ تتصدع الْقُلُوب لوعظه وتستطيب دُرَر لَفظه وَله الذِّهْن الصافي وَاللَّفْظ المعجز مَعَ تواضع وبذل الْعلم لطالبه أَفَادَ الْفَوَائِد الجليلة الَّتِي يرحل لمثلهَا الرحلة الطَّوِيلَة وَأَجَازَ لجَماعَة من أهل مَدِينَة تعز وَغَيرهم ودرس فِي الحَدِيث وَغَيره ثمَّ طلع إِلَى بلد الْجبَال وَوعظ فِيهَا فَكل بلد دَخلهَا أثنى عَلَيْهِ أَهلهَا بالثناء المرضي وَسُئِلَ عَن سَبَب دُخُوله الْيمن فَذكر أَنه لزمَه دين نَحْو ثلاثمئة أشرفي ذهب وَعجز عَن قَضَائِهِ وَهُوَ يطْلب قَضَاء دينه فَحصل لَهُ من سُلْطَان الْوَقْت أَمِير الْمُؤمنِينَ عَليّ بن طَاهِر وَمن أهل الْأَمَاكِن الَّتِي دَخلهَا مَا يقوم بقضائها ثمَّ سَافر إِلَى مَكَّة المشرفة بعد دُخُوله ثغر عدن وإقامته بهَا مُدَّة يسيرَة يعظ ويفسر سنة ثَلَاث وَسبعين وثمانمئة وَمن فَوَائده أَنه سُئِلَ عَن قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي اللَّذين يعذبان فِي قبريهما أما أَحدهمَا فَكَانَ يمشي فِي النميمة وَأما الآخر فَكَانَ لَا يستبري من الْبَوْل مَا وَجه الْمُنَاسبَة فِي هذَيْن الشَّيْئَيْنِ المعذب عَلَيْهِمَا فَقَالَ الْبَوْل يتَعَدَّى مَحَله برطوبته فينجس غَيره كَمَا أَن النميمة تتعدى من شخص إِلَى شخص قَالَ فِي الْأُم انْتهى الْمَوْجُود من التَّارِيخ الْمَذْكُور وَلَعَلَّه منخرم

#إنتهى بحمد الله
وأفاد السيد المشهور في حيثيات فتواه أن السادة العلويين لا يكافئهم غيرهم ولوكان قرشياً لانتسابهم إلى فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم  وان العرب من غير السادة مهما اختلفت قبائلهم وأنسابهم متكافئون . ويقرع المفتي بشكل خفي ومبطن من يقول بان آل باحرمي لا يكافئون آل الخطيب وآل بافضل بقوله في فتواه: (( إنّ مشائخ عصره يغلب عليهم أنهم يوافقون آباءهم في الاسم والجسد ولا يوافقونهم حقيقة ورسما . فافهم واسترشد ))  هذا ويفهم من حيثيات الفتوى أنه قد استبعد الكفاءة الزوجية على أساس النسب ولكنه استعلى فاستثنى العلويين الذين ينتسب هو إليهم[61]  .


[1] - راجع " التحرير والتنوير ـ الطبعة التونسية - (20 / 67) و " روح المعاني - (20 / 42)  و " تفسير الشعراوي - (1 / 6818)0  
[2] - القيم الإسلامية - (1 / 52)
[3]  - الحضارة الإسلامية بين أصالة الماضي وآمال المستقبل – تأليف علي بن نايف الشحود (5 / 261)
[4] - فقه الزكاة – د0يوسف القرضاوي - (2 / 186)
[5] - وهؤلاء يمثلون أقلية في المجتمع ؛ إذ لا يبلغ عددهم ربع السكان في أحسن الأحوال
[6] - كان الواجب على حزب المؤتمر – كما قال أحد الأساتذة الفضلاء – أن يقضي على مظاهر الطبقية ، لا أن يساهم في استعادة النظام الطبقي السابق 0
[7] - دليل الإدارة المدرسية ص44
[8] - دليل الإدارة المدرسية ص417
[9] - ص29 وقد يكون السبب في لعب النسب ذلك الدور  ضعف البناء العقدي الصحيح ؛ إذ الأصل أن الدين وحده هو الذي يحدد مكانة الشخص في المجتمع وطبيعة العلاقة معه من خلال إعمال مبدأ الولاء والبراء 0
[10] - ص29


#إنتهى
هناك من يقول – وهو قول غير أكيد – أنَّ القوات الإمامية واصلت تقدمها شمالًا، وأنَّها حاصرت صبيا، وجيزان، وأنَّ الحسن بن علي الإدريسي عرض على الإمام يحيى أنْ يحتفظ بسيادته الداخلية على ما تبقى من إمارته تحت الحماية الإمامية، وأنَّ إمام صنعاء رفض ذلك.
وما هو مُؤكد أنَّ الحسن الإدريسي سارع بطلب النجدة من عبدالعزيز آل سعود فبراير 1926م، عارضًا عليه قبوله الحماية السعودية إنْ هو تدخل وأنقذه، التزم عبدالعزيز المشغول حينها بحربه مع الشريف حسين الحياد، ليغير بعد تسعة أشهر رأيه، وذلك بعد أنْ أتم سيطرته على الحجاز، ووقع في مكة المكرمة معاهدة حماية الإمارة الإدريسية 21 أكتوبر 1926م، وأصبح بذلك هو والإمام يحيى وجهًا لوجه، وبدأت بذلك فصول صراع دموي لم تنته تداعياته حتى اللحظة.

#إنتهى
ومجاوراتها، وأن قبائل اليمن إنما كانت تتمتع أبدًا بحريتها، وأن الحكم فيها إنما ترك لأبناء الملوك من الأسر المالكة القديمة، وللأقيال والأذواء، وهم الذين عرفوا عند الإخباريين بملوك الطوائف، وأن القبائل اليمنية أصبحت تعيش كبقية قبائل شبه الجزيرة العربية في صراع فيما بينها، كما أصبح لها أسواق، تشبه أسواق بقية عرب داخل شبه الجزيرة، تأمن فيها على دمائها وأموالها.
ومع ذلك فليس هناك من شك في أن الفرس قد كسبوا الكثير من احتلالهم لليمن، فقد أصبحوا يسيطرون سيطرة فعلية على الطريق البحري التجاري إلى الهند عبر البحر الأحمر، كما سيطروا كذلك على الطريق البحري التجاري إلى الهند عبر البحر الأحمر، كما سيطروا كذلك على الطريق البري- طريق الحجاز- ولم يلبث الفرس أن توجوا جهودهم بفتح الشام ومصر، وأدرك هرقل "610-641م" أن الفرس قد أصبحوا أصحاب السلطان الفعلي على سواحل البحر المتوسط والبحر الأحمر، وأنهم خنقوا دولة أكسوم الحبشية -حليفة الروم- ولكن هذا الوضع سرعان ما تغير سريعا، إذ تمكن هرقل من استرداد سلطانه على الشام ومصر بعد حملة بحرية واحدة.
أما اليمن فكان الأمر فيها مختلفًا إلى حد كبير، ففي السنة السادسة من هجرة مولانا وسيدنا رسول الله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- دخل "باذان" في الإسلام، ومن ثم فقد قضى على اليهودية والنصرانية والوثنية في اليمن، فضلا عن الحكم الأجنبي -حبشيًّا كان أم فارسيًّا- في الفترة ما بين عامي 628، 630م، وإن كانت رواية الطبري يفهم، منها أن "باذان" إنما أسلم في عام 628م، حيث تذكر أنه أسلم بعد أن جاءته الأخبار من فارس بقتل "كسرى أبرويز" "590-628م" وتولية "شيرويه" بعده، والذي لم يبق على العرش أكثر من ثمانية شهور.

#إنتهى
(تمام الحديث عن تاريخ الكامل لابن الأثير)
وقال خزيمة بن المسنتجم الجديسي في ذلك شعراً: لقد نهيت أخا طسم وقلت له ... لا تذهبن بك الأهواء والمرح وأخش العقاب فإن الظلم منقصه ... وكل فرحة ظلم بعدها الترح فقد أطاع لنا أمراً فنعذره ... وذو النصيحة عند الأمر ينتصح فلم يزل ذاك ينمي من فعالهم ... حتى استفاد والأمر الغي فافتضحوا فباد أولهم من بعد آخرهم ... ولم يكن عندهم رشد ولا فلحوا فنحن بعدهم للحق نملكه ... نسقي الغبوق كما يسقي ونصطبح فتلك طسم على ما كان إذ فسدوا ... كانوا بما فيه من بعدها صلحوا إذا لكنا لهم بحراً وممنعة ... أنا إذا وزنت أحلامنا رجحوا وقالت امرأة من طسم - ترثي قومها وتنوحهم - وهي تقول: (1) ها هنا انقضت النسخ كلها وقد تم الكتاب، والحمد لله تعالى وصلى الله على محمد نبي الرحمة وعلى آله الطاهرين وسلم. (تمام الحديث عن تاريخ الكامل لابن الأثير) ثُمَّ إِنَّ بَقِيَّةَ طَسْمٍ قَصَدُوا حَسَّانَ بْنَ تُبَّعٍ مَلِكَ الْيَمَنِ فَاسْتَنْصَرُوهُ، فَسَارَ إِلَى الْيَمَامَةِ، فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا عَلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثٍ قَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: إِنَّ لِي أُخْتًا مُتَزَوِّجَةً مِنْ جَدِيسٍ يُقَالُ لَهَا الْيَمَامَةُ تُبْصِرُ الرَّاكِبَ مِنْ مَسِيرَةِ ثَلَاثٍ، وَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تُنْذِرَ الْقَوْمَ بِكَ، فَمُرْ أَصْحَابَكَ فَلْيَقْطَعْ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ شَجَرَةً فَلْيَجْعَلْهَا أَمَامَهُ. فَأَمَرَهُمْ حَسَّانُ بِذَلِكَ، فَنَظَرَتِ الْيَمَامَةُ فَأَبْصَرَتْهُمْ فَقَالَتْ لِجَدِيسٍ: لَقَدْ سَارَتْ إِلَيْكُمْ حِمْيَرُ. قَالُوا: وَمَا تَرَيْنِ؟ قَالَتْ: أَرَى رَجُلًا فِي شَجَرَةٍ مَعَهُ كَتِفٌ يَتَعَرَّقُهَا أَوْ نَعْلٌ يَخْصِفُهَا، وَكَانَ كَذَلِكَ،
فَكَذَّبُوهَا، فَصَبَّحَهُمْ حَسَّانُ فَأَبَادَهُمْ، وَأُتِيَ حَسَّانُ بِالْيَمَامَةِ فَفَقَأَ عَيْنَهَا، فَإِذَا فِيهَا عُرُوقٌ سُودٌ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالَتْ: حَجَرٌ أَسْوَدُ كُنْتُ أَكْتَحِلُ بِهِ يُقَالُ لَهُ الْإِثْمِدُ، وَكَانَتْ أَوَّلَ مَنِ اكْتَحَلَ بِهِ. وَبِهَذِهِ الْيَمَامَةِ سُمِّيَتِ الْيَمَامَةُ، وَقَدْ أَكْثَرَ الشُّعَرَاءُ ذِكْرَهَا فِي أَشْعَارِهِمْ. وَلَمَّا هَلَكَتْ جَدِيسٌ هَرَبَ الْأَسْوَدُ قَاتِلُ عِمْلِيقْ إِلَى جَبَلَيْ طَيِّءٍ فَأَقَامَ بِهِمَا، ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَهُمَا طَيِّءٌ، وَكَانَتْ طَيِّءٌ تَنْزِلُ الْجُرْفَ مِنَ الْيَمَنِ، وَهُوَ الْآنَ لِمُرَادٍ وَهَمْدَانَ. وَكَانَ يَأْتِي إِلَى طَيِّءٍ بَعِيرٌ أَزْمَانَ الْخَرِيفِ عَظِيمُ السِّمَنِ وَيَعُودُ عَنْهُمْ، وَلَمْ يَعْلَمُوا مِنْ أَيْنَ يَأْتِي، ثُمَّ إِنَّهُمُ اتَّبَعُوهُ يَسِيرُونَ بِسَيْرِهِ حَتَّى هَبَطَ بِهِمْ عَلَى أَجَأَ وَسُلْمَى جَبَلَيْ طَيِّءٍ، وَهُمَا بِقُرْبِ فَيْدٍ، فَرَأَوْا فِيهِمَا النَّخْلَ وَالْمَرَاعِيَ الْكَثِيرَةَ وَرَأَوُا الْأَسْوَدَ بْنَ عِفَارٍ، فَقَتَلُوهُ، وَأَقَامَتْ طَيِّءٌ بِالْجَبَلَيْنِ بَعْدَهُ، فَهُمْ هُنَاكَ إِلَى الْآنَ، وَهَذَا أَوَّلُ مَخْرَجِهِمْ إِلَيْهِمَا.
_ (1) بياض بالأصل بقدر سبعة أسطر - ح

#إنتهى
الخلاصة:
   ونخلص مما مرّ بأن شحر عُمان أو شحر مهرة هي ناحية ظفار، وهي غير شحر حضرموت، التي هي حديثة عهد قياسًا بالأولى، وقد كان ظهورها تاليًا على ظهور شرمة التي يرجع تاريخها إلى القرن 11م، ولم تكن عند احتلال الرسولي لها في القرن 13م مجرد مرسى ينزل الناس بها في أخصاص (31/ 217) بل كانت مركزًا سياسيًا وإداريًا لإمارة آل فارس بن إقبال. وهي لم تكن يومًا من مهرة أو حدًا لها كما جاء عند الكاتب، بل كانت امتدادًا للشريط الساحلي الشرقي لحضرموت (الحيق) بوصفها قاعدتها. وهي منطقة كانت مأهولةً بمجموعات قبلية محلية سواءً أكانت من كندة أو الصدف أو الاثنين معًا.
   كما كانت تسكن بينهم زمن الهمداني مجموعة قبلية من بني تبالة بن شماسة من ثعين في الأسعى، وهم فرع من بحنن. وكان الرأس فيهم عمرو بن محمد بن كنانة الملقب بـ(أبي ثور المهري). وقد دخلوا في أحلاف مع مجموعات قبلية محلية في وقت لاحق مؤسسين تحالف ثعين. والثعين اليوم أحد الفصائل المنضوية في تحالف بني ظنة الكبير في حضرموت (28/ 17). علمًا أن بني تبالة بن شماسة المذكورين ليسوا بمهرة في الأصل، بل التحقوا بهم. وذلك على رأي أصحاب السجل كما جاء عند الهمداني. وإن أصولهم ترجع إلى بني عمرو بن مرة بن حمير؛ وينتمي بنو عمرو هؤلاء إلى حضرموت البلد من حيث أصولهم السكانية (3 ج1/ 147، 191).
   كما كانت الشحر أيضًا اسمًا لإمارة تشمل الجزء الشرقي من السهل الساحلي لحضرموت، وضمت فيما ضمت القرى والوديان الزراعية الواقعة شمال الشحر وشمالها الشرقي والغربي، كتبالة، وعرف، وغيل باوزير وغيرها، وامتدت كذلك على طول الشريط الساحلي شرقًا حتى حيريج ونواحيها؛ حيث كانت الناحية جزءًا من إمارة الشحر لقرون من الزمن، لذلك كانت حيريج ونواحيها حاضرة عند مؤرخي حضرموت ممن تناولوا تاريخها الوسيط؛ بوصفها جزءًا من إمارة شحر حضرموت، مع عدم إغفالهم أنها منطقة من مهرة. وكان أمراء هذه الإمارة هم آل فارس بن إقبال وقد بينا بأنهم ليسوا من مهرة بإجماع المؤرخين. وما جاء عند الكاتب من مهريتهم، قول لم يأت في أي من النقول التاريخية. وقد استمروا حكامًا حتى الاحتلال الرسولي للشحر في العام 677هـ.
   كما بينا بالشواهد التاريخية، بأن القول بتبعية شحر حضرموت التاريخية لمهرة، هو وعي لا أساس له من الصحة، بل كان جزءًا من مهرة يتبع حضرموت، وهو سياق تاريخي فرضه واقع موضوعي، واقع لم تكن فيه الهويات المناطقية قد تأسست بعد؛ لذلك رأينا ذلك الارتباط لحيريج ونواحيها بإمارة الشحر بوصفها عالمهم الاجتماعي والسياسي وقتئذٍ. وكان على الكاتب مناقشة الأفكار؛ مناقشة علمية وتاريخية نقدية؛ كي يؤسس لوعي حقيقي وهو ما لم يفعله.
  صحيح إن المهرة اليوم ناحية ورابطة اجتماعية فرعية أمر لا نقاش فيه، كما هي حضرموت ناحية ورابطة اجتماعية فرعية. ومن هذه الزاوية أتفهم الرغبة لدى بعض نخبهم في تأسيس وعي ثقافي بتلك الرابطة، وهو وعي كان بالإمكان تأسيسه من غير الحاجة إلى ثنائية حضرموت مهرة؛ وهي ثنائية تنطوي على نزعة حدية؛ هي نتاج لحمولات انطباعية عن الماضي، كانت قد صنعتها ثقافة شفوية، لم يتم التعاطي معها بطريقة علمية ونقدية كي يتم تقرير حقيقتها من عدمها، وهي من الحضور ما جعلها تتحول إلى محددات تاريخية لا شعورية عند بعضهم. وهو أمر لا يساعد على تكريس ثقافة تاريخية رصينة.

#إنتهى
وقد سقطت كلمات قبل هذا الاسم، لعلها تكملته. وقد وردت بعده جملة: "ملك حضر..."، وسقطت الأحرف الباقية من كلمة حضرموت وكلمات أخرى.
وقد ورد في النص المذكور اسم "شمر يهرعش" ملك "سبأ وذي ريدان وحضرموت و يمنات". ويدل ورود اسم "شمر يهرعش" في هذا النص مع اسم "شرح ايل" على إن الملكين كانا متعاصرين، ويدل هذا النص على إن مملكة حضرموت بقيت إلى ما بعد الميلاد، وحتى أيام "شمر يهرعش"، يحكمها حكام منهم، يحملون لقب "ملك".
وكان آخرهم هو "شرح ايل" هذا المدون اسمه في النص المذكور. ولكنه لم ي كن مستقلاً كل الاستقلال، بل كان تحت حماية "شمر يهرعش" ووصايته. ودليلنا على ذلك ذكر "شمر" في النص خ "شرح ايل" و إدخال اسم "حضرموت" ضمن أسماء المواضع الخاضعة لحكم "شمر"، أي في اللقب الرسمي الذي اتخذه "شمر" لنفسه بعد استيلائه على حضرموت.
وعثر على نص وسم ب Ja 656، جاء فيه اسما ملكين من ملوك حضرموت أحدهما "رب شمس"، الآخر "شرح أيل" "شرح آل". وليس في النص ما يكشف عن هوية الملكين، وأرى إن "رب شمس" هذا هو "رب شمس" المتقدم شقيق الملكين، وابن "يدع ايل بين". و إذا صدق رأيي هذا، يكون قد تولى الملك لمدة قليلة، تولاه بعد وفاة شقيقه "يدع أب غيلان" ثم انتقل العرش إلى "شرح ايل"، وهو في نظري "شرح ايل" الذي اعترف بسيادة "شمر يهرعش" وسلطانه عليه كما تحدثت عنه.

وقد يكون أحد أبناء "رب شمس" وقد يكون حمل لقب "ملك حضرموت" مع "رب شمس" في إن واحد. وهذا النص هو بالطبع أقدم من النص المتقدم الذي ورد فيه اسم "شمر يهرعش

#إنتهى
 
ويقال إن سلطان لحج كان من أشد المتأثرين بجمال عبدالناصر والشعارات القومية، وأنه كان يريد إعلان سلطنة لحج جزءاً من اتحاد الدول العربية التي تضم الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا) والمملكة المتوكلية اليمنية، داعيا الآخرين إلى اتباع الطريقة نفسها والتحول من الحماية البريطانية إلى الحماية المصرية.
 
وبالتالي فإن رفض سلطان لحج الانضمام إلى الاتحاد الذي وضعه الاستعمار دفع الإنجليز لتحريك قوة كبيرة للسيطرة على لحج. وبينما كان هو في لندن قامت بعزله وتنصيب أحد أقاربه بدلا عنه، فتوجه جيش السلطنة إلى تعز للمشاركة في تأسيس الحركة الوطنية لتحرير الجنوب، وكان عددهم 15 ضابطاً و300 جندي.
 
ولأن الرابطة أصبحت قريبة من الإمام وأصبح رئيسها (محمد علي الجفري) بجوار الإمام أحمد في تعز، وبالتعاون مع سلطان لحج علي عبدالكريم، اندلعت انتفاضات محاذية للحدود الشطرية مع اليمن الشمالي الحر، وأعمال إيذائية في أماكن أخرى، ووزعت المنشورات الآتية من لحج والتي تحرض السكان على قتل البريطانيين وعملائهم.
 
لقد حاول حزب الرابطة أن يقنع الإمام بأن الاستعمار البريطاني يتخذ من إصرار الإمام ذريعة لرفضه منح الاستقلال، وأن الحركة الوطنية في الجنوب أصبحت ناضجة ولم يبق إلا الجلوس مع البريطاني للتفاهم بشأن الاستقلال، حيث كان حزب الرابطة رغم رفضه لحكومة ما تسمى اتحاد إمارات الجنوب العربي التي أنشأها المستعمر في فبراير 1959 إلا أنه كان يملك نفوذاً وعلاقات داخل قيادات ومسؤولي الاتحاد.
 
ولكي يسحب الإمام هذه الذريعة من يد الرابطة، أرسل مبعوثاً إلى حاكم عدن أوضح له رغبة الإمام في التخلي عن ادعاءات أسلافه في المحميات إذا ما كانت المقترحات الاتحادية الفيدرالية تسعى إلى ضمان استقلال المحميات في الحال. إلا أن البريطانيين رفضوا العرض. وكانت خطوة الإمام تلك هي لكشف وتعرية حقيقة هذه الخطوة البريطانية التي جعلت معظم المشايخ والسلاطين يقبلون باتحاد إمارات الجنوب العربي، فانخرطوا فيه باعتباره نواة للاستقلال، وبالتالي قام الإمام بفضح نوايا المحتل وتعريته وأن هذه الخطوة ليست إلا مناورة من المحتل لكي يقطع الطريق أمام الحركة الوطنية التحررية والمد القومي الثوري.
 
وبالعودة إلى مصير الحركة الوطنية، المتمثلة في حزبي الرابطة والجبهة الوطنية المتحدة، فقد تراجع دور حزب الرابطة بعد خلافه مع نظام الإمام أحمد في أواخر العام 1959، ولاحقا اتخذ أسلوباً سلمياً، في النضال وظل متمسكا به وأصبح أكثر تشددا باستقلال الجنوب كدولة منفصلة عن الشمال وأصبح شيئا فشيئا أكثر قربا من السعودية.
 
أما الجبهة الوطنية المتحدة فقد توقف نشاطها في العام 1960 ليتأسس تنظيمان انبثقا منها، الأول هو الاتحاد الشعبي الديمقراطي برئاسة عبدالله باذيب، الذي ينادي بالوحدة الوطنية اليمنية وتحقيق الاشتراكية العلمية، ويقال إنه عدل رؤيته قبل ثورة 26 سبتمبر بفترة بسيطة بضرورة إسقاط النظام الملكي “الرجعي” في الشمال كضرورة لتتحرك الحركة الوطنية في الجنوب تحت رعايته بافق تقدمي، وقد لقي الاتحاد معارضة من قبل القوى الأخرى بسبب منهجه الشيوعي، وممن كان يعادونه أيضاً حركة القوميين العرب، الطرف الأبرز داخل الجبهة القومية، إلا أن الماركسيين قاموا بمساعدة ومساندة قادة الجبهة القومية داخل الحركة العمالية من أجل السيطرة على المؤتمر العمالي أثناء فترة الكفاح المسلح، وشيئا فشيئا تمكن الماركسيون من الاستحواذ على القرار داخل الجبهة القومية، وخاصة بعد الاستقلال، وصولاً إلى تبنّي الاشتراكية العلمية، وأصبحت الجبهة حليفاً صلباً للاتحاد السوفيتي، وعدلت تسميتها لاحقا إلى “الحزب الاشتراكي اليمني”. أما التنظيم الآخر الذي انبثق من الجبهة الوطنية فهو حزب الشعب الاشتراكي، بقيادة عبدالله الأصنج، وقد ارتبط اسمه بالنضال السياسي ودعم الحركة العمالية والنقابية، وكان متحفظا بشأن الكفاح المسلح، وهناك حديث عن علاقة قوية له مع حزب العمال البريطاني، وقد شكل لاحقا أهم مكون داخل جبهة التحرير المدعومة عربيا من مصر والسعودية والكويت.
 
وهكذا شيئا فشيئا تحول النضال من نضال وطني في الخمسينيات إلى قومي إقليمي بعد ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن، ثم تم سحب البساط شيئا فشيئا حتى أصبح النضال في النصف الثاني من الستينيات نضالاً أممياً كان فيه للاتحاد السوفييتي والصين والمعسكر الاشتراكي الباع الأطول، بالإضافة إلى تأثيرات واختراقات محدودة للأيادي الفرنسية وغيرها ممن كانت تدعي تعاطفها مع القضايا العربية والتحررية.
 
(محمد القاسم )

#إنتهى
 أثر هذه الدعوة الهرهرية في وحدة يافع وتماسكها :
أثرت دعوة الشيخ علي بن أحمد بن هرهرة اليافعي كثيرًا في يافع، فلم تقتصر على الأجزاء العليا فقط حيث مركز سلطانه ومقر حكمه والمساحة الجغرافية للمكاتب العليا وحكمه لهم، بل شملت الشمل اليافعي ككل والذي يسيطر عليه العفيفيون، وهذا الامتداد أسهم بظلاله في تقوية اللحمة القبلية اليافعية وتوحيد الصف اليافعي خاصة عند توجهه بالحملة إلى حضرموت لحرب الزيود سنة ١١١٣ه؛ إذ شارك 900 مقاتل، كما دلت عليه سياقات الحملة.
1- اعتقادهم وحبهم وانتماؤهم للتصوف عمومًا، وأن مدرسة التصوف في يافع متأصلة العلاقة بحضرموت .
2- اعتقادهم في الشيخ أبي بكر بن سالم مولى عينات وأحفاده من بعد، وارتباطهم الوثيق  بهم حتى عدت أسرة إلى الشيخ أبي بكر بن سالم مشايخ يافع وأصحاب أمرهم وله من خراجهم نصيب.
3- الشجاعة والمراس على القتال عند اليافعيين خاصة، وأنهم لم يكونوا على وفاق مع دويلات اليمن، وقد كابدت تلك الدويلات من يافع عندما حاولت السيطرة على عدن.
4- توحيد القوة اليافعية نحو هدف عقائدي، ساعد كثيرًا في خلق وحدة قبلية أمام الزحف الإمامي، وانتشار مذهبه، في عدن وحضرموت ويافع حتى أخرجوه من ديارهم إلى صنعاء.
5- كما ساعدت هذه الوحدة القبلية ذلك في قبول المناصفة، والتقسيم الإداري بين مشيختي العفيفي اوبن هرهرة داخل يافع، وقضت على الكثير من العصبيات الأيديولوجية، ووحدة الصف اليافعي، في الداخل والخارج.
لتلك الأسباب وغيرها كانت استعانة الشيخ علي بن أحمد بهم جاءت بثمارها اجتماعيًا وسياسيًا وثقافيًا في يافع. تثبيت التصوف في حضرموت وإبقاءه، ولم تتأثر حضرموت بمذهب الزيدية، بل مر بديارهم وسرعان ما تلاشى بتلاشي حكم الإمامة عنها.
هذا ونسأل الله السداد والقبول .

#إنتهى