اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
غياب المؤسسة الرسمية في حماية التراث الثقافي
إهمال متعمد في حصر وتوثيق المادي والشفهي من إرث اليمنيين
إيهاب النزيلي
#خيوط

يُعتبر الإرث الحضاري أحد أهم رموز الهوية الوطنية، حيث يعكس تاريخ الشعوب وثقافاتها، في هذا السياق، يحتفل العالم باليوم العالمي للتراث والذي يصادف 18 أبريل من كل عام، ويهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على المعالم الثقافية والتاريخية التي تشكل جزءًا لا يتجزأ من الهوية الإنسانية.
تمتاز اليمن بتنوع تراثها الغني، حيث تضم العديد من (المعالم الأثرية، الأزياء التقليدية، الأغاني الشعبية) التي تظل حاضرة في قلوب اليمنيين، كما تحتضن البلاد خمسة مواقع مدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ومنها مدينة شبام القديمة وسورها في محافظة حضرموت، التي يعد مثالًا فريدًا للعمارة الطينية الشاهقة، كما تُعتبر مدينة صنعاء القديمة، التي تعود لأكثر من 2500 عام، من أبرز المعالم التاريخية، بينما تشكل زبيد مركزًا ثقافيًا هامًا، يُضاف إلى ذلك أرخبيل سقطرى الذي يُعد موطنًا لعديد من الأنواع النباتية والحيوانية الفريدة، وأخيرًا، تمثل مملكة سبأ في مأرب أحد أبرز الشواهد على الحضارات القديمة.
تغييب مقصود وممنهج
في حديثنا عن التراث بيَّنَ الأستاذ وضاح اليمن مدير مؤسسة إرم للتنمية الثقافية والإعلامية أن "التراث الثقافي هو الإرث المجتمعي من عادات وتقاليد وفنون بمختلف أنواعها، وتعتبر ركيزة أساسية ومهمة في توطيد الروابط الاجتماعية ونقل الخبرات المكتسبة من جيل إلى آخر، مما يسهم في تعزيز الشعور بالانتماء للأرض والهوية الوطنية" وأشار اليمن إزاء التحديات التي تواجه التراث موضحًا "الإهمال المتعمد في توثيق التراث الثقافي من قبل الجهات الرسمية يعد من أبرز هذه التحديات" ويضيف "يمكن أن يكون ذلك نتيجة لأسباب مباشرة تتمثل في نقص التمويل، أو لأسباب غير مباشرة مثل الاستقصاد  الممنهج لتغييب التراث الثقافي وضرب النسيج الاجتماعي". 
كما تسعى مؤسسة إرم إلى حماية التراث الثقافي من خلال برامج واستراتيجيات تهدف إلى إعادة توثيق التراث باستخدام آلية علمية وطرق حديثة، وفقًا لوضاح ويشير إلى أن ذلك يشمل "توثيق الحكايات الشعبية في محافظة تعز، بالإضافة إلى توثيق الرقصات والأزياء الشعبية، وإنشاء قاعدة بيانات للأماكن التاريخية التي تعرضت وتتعرض للإهمال"
ويشدد وضاح على أن "الحفاظ على التراث ليس مسؤولية الدولة وحدها، بل هي مسؤولية الفرد والمجتمع ولابُد أن يتحمل الجميع مسؤولية الحفاظ على هذا التراث كجزء من الهوية وروح الانتماء"
كما تتعاون مؤسسة إرم مع المنظمات والجهات الأوروبية لدعم جهودها في حماية التراث الثقافي، مما يعكس استعدادها للتعاون في كل ما يخص هذا المجال.
في ختام حديثه، يؤكد وضاح على أهمية "الحفاظ على التراث التاريخي "مشددًا على أنه "يسهم في خلق روح التعايش وتعزيز السلام بين مجتمعنا والمجتمعات الأخرى ويعتبر التراث جزءًا لا يتجزأ من التاريخ والثقافة، مما يتطلب التزامًا جماعيًا للحفاظ عليه".
يُعاني التراث الثقافي في اليمن من تحديات وصعوبات كبيرة  بسبب النزاعات المستمرة وما أنتجته من أوضاع صعبة، فالعديد من المعالم التاريخية تعرضت للتدمير والإهمال، مما يهدد الهوية الثقافية الغنية، فهذه المعاناة ليست مجرد أرقام، بل هي قصص مؤلمة  قد تمهد لفقدان الذاكرة الجمعية  لليمنيين



تعزيز الوعي بأهمية التراث 

من جانبه أكد الأستاذ أنيس غيلان مدير مؤسسة وعي عن الرؤية الطويلة للمؤسسة فيما يتعلق بالتراث الثقافي مشيرًا إلى أن" الرؤية تتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي اليمني وتعزيزه كجزء من الهوية الوطنية، ونحن بحاجة إلى  توثيق كافة عناصر التراث الثقافي ونقلها إلى الأجيال القادمة، مع تعزيز الوعي بأهمية التراث من خلال التعليم والمشاركة المجتمعية، كما نعمل على إجراء استشارات مع المجتمع المحلي والخبراء لتحديد المشاريع الأكثر تأثيرًا" ومن الصعوبات التي واجهت المؤسسة التغيرات المناخية ونقص التمويل والصراعات المسلحة.
وأشار إلى المشاريع البحثية الجارية التي تهدف إلى توثيق التراث الثقافي، مثل توثيق الحرف التقليدية والمعالم التاريخية، وجمع القصص الشفوية ( التراث اللامادي) من المجتمع لتعزيز فهم التراث، وأوضح غيلان أن المؤسسة تقوم بتخزين المعلومات في قواعد بيانات آمنة وتحليلها ومشاركتها مع المجتمع من خلال ورش العمل والمعارض، وأكد" لابُد إشراك المثقفين والباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال التاريخ والتراث للحصول على المعلومات والتحقق من دقتها."

وأشار إلى الأنشطة التي تقوم بها المؤسسة "نقدم ورش عمل وبرامج توعوية تستهدف المدارس والجامعات وننظم أيضًا معارض وفعاليات ثقافية لتعزيز الوعي بأهمية التراث."
" #رؤوفة" الرائدة
لخَّصت كل جهود الخروج من عصر الانحطاط
د. علي محمد زيد
#خيوط

حين نبحث عن نموذج لإنسان تتجسّد فيه كل قيم وملامح انتقال اليمن بقيام الجمهورية سنة 1962 من عصور الظلام إلى العصر الحديث، من عصرٍ لا تعليم فيه ولا فرص عمل ولا رعاية طبية واجتماعية وتسود فيه استدامة الفقر والتخلف، إلى عصر جمهوري انطلقت فيه بلا حدود أسئلةُ النهضة والتغيير والتنمية ومكافحة الفقر ونبذ التخلف، لن نجد أفضل من رؤوفة حسن. لأنّها تلخص كل جهود الخروج من عصور الانحطاط إلى العصر الجديد بأسئلته وتحدياته وقلقه ومصاعبه ووعوده بالتجديد والتطوير. كان من حُسن حظّها ومن حُسن حظ اليمن أنّها فتحت عين طفولتها على الأفق الجديد، الذي فتحته الجمهورية لمن يمسك بمصيره ويقبل التحدي ويكافح بإصرار ويقتحم الأبواب الاجتماعية المغلقة أمام المرأة اليمنية، عن طريق العلم والمثابرة على اكتساب المعارف والخبرات.
ومع أنّها كانت رائدة في مجالات مختلفة وشكّلت قدوة لأبناء جيلها وللأجيال من بعدها، ليس فقط لبنات جنسها، بل لجميع اليمنيّين، في التفتُّح والاستنارة والتفكير العقلاني والطموح لتجاوز الركود الموروث ولامتلاك روح المبادرة والعمل النشيط بلا كلل والطموح لتجاوز استدامة الحرب والفقر والتخلف، ستقتصر هذه السطور على تناول جهودها في مجال التعليم واكتساب المعارف الحديثة والخبرات العملية؛ لأنّ حياتها كرائدة مهمة في حياة اليمن الجمهوري، ما تزال في حاجة إلى تناول موسَّع وشامل، لجلاء تجربتها ووضع هذه التجربة الغنية بتفاصيلها في متناول الأجيال الراهنة والمستقبلية من اليمنيّين وهم يجدون أنفسهم في مواجهة انسداد الفرص ويعانون من ثقل مأساة الحرب وما خلّفته من دمار في مختلف مجالات حياتهم. 
التعليم الحديث والثقافة المنفتحة على التطور والتجديد 
فقد فتحت عينيها على الحياة في مجتمع تقليدي اعتاد على حرمان المرأة، ابتداءً من فرص التعليم، والعمل والمشاركة في الحياة العامة، وبدأت منذ الطفولة مقاومة الضغوط الاجتماعية حتى على الأطفال الإناث، بالإقبال على التعليم الحديث الذي أدخلته الجمهورية، ووصل شغفها بهذا التعليم الحديث حدَّ التغلب على انعدام المدرسة الثانوية للبنات حينذاك في صنعاء، ومعها زميلات أخريات يشاركنها الشغف بالتعليم، عن طريق الإقدام على حضور الدروس في مدرسة للفتيان. وحين انتزعت، بجدّها وإصرارها، حقَّها في الحصول على شهادة الثانوية العامة اختارت عن وعي، الخروجَ من اليمن للدراسات العليا في جامعات عربية وعالمية مرموقة تجعلها مميزة بين أقرانها من الشباب والشابات، فدرست في جامعة القاهرة وجامعات أمريكا وفرنسا، وبذلت الكثير من الجهد لتعود بأعلى الشهادات وبأحدث الخبرات في مجال تخصصها، وبلغات أجنبية ساعدتها في توسيع ثقافتها وزيادة تأهيلها والاطلاع على أحداث عالمها. 
ومنذ دراستها، اكتشف كلُّ من عرفها أنّها كانت متميزة، وبخاصة في تفكيرها العقلاني المستنير، وفي تفاعلها مع معضلات واقعها بتفهُّم وتواضع وعدم القفز في الفراغ. فمثلًا، تمرّدت بعقل ومسؤولية على "الشرشف" الذي يُغطي المرأة ويحجب عنها الرؤية ويعتبرها "عورة" ينبغي إخفاؤها وراء الأستار، لكنّها لم يستهوِها التقليد واتباع الأخريات في الداخل والخارج، بل قامت بابتكار غطاء رأس خاص بها، يليق رمزيًّا بوعيها وبتميزها ولا يقلد أيّ حجاب آخر، ودون أن تصطدم بإنسان المجتمع التقليدي العادي الذي لا يعي ما يقف وراء تغطية المرأة وحرمانها من التعليم والمشاركة وإخفائها وراء الحُجُب، من أهداف ظلامية وسياسات تنتمي إلى العصور القديمة. 
تميَّزت بكونها رائدة ذات رسالة، لم تسعَ للحصول فقط على فرص تستفيد منها ذاتيًّا، بل مضَتْ في التضامن مع بنات جنسها، والمشاركة مع الجميع، رجالًا ونساءً، بقدر ما تستطيع وما تسمح لها ظروفها، في تنمية البلاد وتحديثها وخروجها من استدامة الحرب والفقر والتخلف. وعبّرت عن رسالة التطوير والدعوة للنهضة والتقدّم في كلِّ ما كتبت في الصحافة المسموعة والمقروءة والمرئية. وتوّجت هذا الجهد في مساهمتها المميزة لتأسيس كلية الإعلام في جامعة صنعاء، بهدف أن تفتح أمام الأجيال الجديدة فرصَ التعليم الإعلامي والتأهيل والتدريب على المعارف الإعلامية، وعلى تقنية الإعلام الحديث المتجدّد باستمرار. 
فقد كانت المؤسس الحقيقي أولًا لقسم الإعلام ومِن ثَمّ للكلية. وحين وجدت الباب موصدًا أمام افتتاح قسم الإعلام، عملت بجهد شخصيّ، وبما عُرِف عنها من إصرار وروح مبادرة وفعالية في الحركة، لإنشاء قسم الإعلام في جامعة صنعاء. واستغلّت إجراءَها مقابلة تلفزيونية مع رئيس الوزراء، بعد تحقيق الوحدة اليمنية مباشرة، للعمل لإخراج مشروع إنشاء القسم من الأدراج ونفض الغبار عنه.