أَفِقْ وانطلقْ كَالشُعاع النّديّ
وفَجِّر مِنْ اللّيل فجرَ الغدِ
وثِب يا بنَ أُمّي وثوبَ القضا
على كُلّ طاغٍ ومُستعبدِ
وحطّم ألوهيّة الظالمـين
وسيطرة الغاصب المُفسدِ
وقُل للمضلّين باسم الهدى
تواروا فقد آن أن نهتدي
وهيهات هيهات يبقى الشبابُ
جريحَ الإبا أو حبيسَ اليدِ
سيحيا الشباب ويحيى الحِمى
ويُفني عداةَ الغدِ الأسعدِ
ويبني بكفّيه عهداً جديداً
سَنيّاً ومُستقبَلاً عَسجدي
وعصراً مِن النورِ عدلَ اللِّواء
طهورَ المُنى أَنِفَ المَقصدِ
* * *
فَسِر يا بن أُمّي إلى غايةٍ
سماويّة العهدِ والمعهدِ
إلى غَدِكَ المُشتهى حيثُ لا
تروحُ الطغاةُ ولا تغتدي
فَشُقّ الدُّجى يا أخي واندفع
إلى مُلتقى النورِ والسّؤدُدِ
وغامِر ولا تحذرنّ الممات
فيَغري بِك الحَذرُ المُعتدي
ولاقِ الردى ساخراً بالردى
ومُتْ في العُلا موتَ مُستشهدِ
فمن لم يَمُتْ في الجهادِ النبيلِ
يمُتُ راغِمَ الأنفِ في المرقدِ
وإنَّ الفنا في سبيل العُلا
خلودٌ، شبابُ البقا سَرمدي
وما الحُرُّ إلّا المُضَحّي الذي
إذا آنَ يومُ الفِدى يفتدي
وحسب الفتى شرفاً أنّهُ
يُعادَى على المجدِ أو يعتدي
أخي يا شباب الفِدى طال ما
خضعنا لكيدِ الشقا الأسوَدِ
ومرّت علينا سياطُ العذابِ
مُرورَ الذُبابِ على الجلمدِ
فلن نخضع اليومَ لِلغاصبين
ولمْ نستَكِنْ لِلعنا الأنكدِ
سَنمشي سنمشي برغمِ القيودِ
ورُغمِ وعودِ الخداعِ الردي
فقد آن للجورِ أن ينتهي
وقد آن للعدلِ أن يبتدي
وعَدْنا الجنوبَ بيومِ الجلاءِ
ويومُ الفِدى غايةُ الموعدِ
سنمشي على جُثثِ الغاصبين
إلى غَدِنا الخالدِ الأمجَدِ
وننصبُّ كالموتِ مِنْ مشهدٍ
وننقضُّ كالأُسدِ مِنْ مشهدِ
ونرمي بِقافلةِ الغاصبين
إلى العالمِ الآخرِ الأبعدِ
فتَمسي غُبارا كأنّ لمْ تَعِشْ
بأرضِ الجنوبِ ولمْ توجدِ
أخي يا شبابَ الفِدى في الجنوبِ
أَفِقْ وانطلقْ كَالشُعاعِ النَّدي
#البردوني
قصيدة "شباب الفدى"
ديوان #من_أرض_بلقيس
وفَجِّر مِنْ اللّيل فجرَ الغدِ
وثِب يا بنَ أُمّي وثوبَ القضا
على كُلّ طاغٍ ومُستعبدِ
وحطّم ألوهيّة الظالمـين
وسيطرة الغاصب المُفسدِ
وقُل للمضلّين باسم الهدى
تواروا فقد آن أن نهتدي
وهيهات هيهات يبقى الشبابُ
جريحَ الإبا أو حبيسَ اليدِ
سيحيا الشباب ويحيى الحِمى
ويُفني عداةَ الغدِ الأسعدِ
ويبني بكفّيه عهداً جديداً
سَنيّاً ومُستقبَلاً عَسجدي
وعصراً مِن النورِ عدلَ اللِّواء
طهورَ المُنى أَنِفَ المَقصدِ
* * *
فَسِر يا بن أُمّي إلى غايةٍ
سماويّة العهدِ والمعهدِ
إلى غَدِكَ المُشتهى حيثُ لا
تروحُ الطغاةُ ولا تغتدي
فَشُقّ الدُّجى يا أخي واندفع
إلى مُلتقى النورِ والسّؤدُدِ
وغامِر ولا تحذرنّ الممات
فيَغري بِك الحَذرُ المُعتدي
ولاقِ الردى ساخراً بالردى
ومُتْ في العُلا موتَ مُستشهدِ
فمن لم يَمُتْ في الجهادِ النبيلِ
يمُتُ راغِمَ الأنفِ في المرقدِ
وإنَّ الفنا في سبيل العُلا
خلودٌ، شبابُ البقا سَرمدي
وما الحُرُّ إلّا المُضَحّي الذي
إذا آنَ يومُ الفِدى يفتدي
وحسب الفتى شرفاً أنّهُ
يُعادَى على المجدِ أو يعتدي
أخي يا شباب الفِدى طال ما
خضعنا لكيدِ الشقا الأسوَدِ
ومرّت علينا سياطُ العذابِ
مُرورَ الذُبابِ على الجلمدِ
فلن نخضع اليومَ لِلغاصبين
ولمْ نستَكِنْ لِلعنا الأنكدِ
سَنمشي سنمشي برغمِ القيودِ
ورُغمِ وعودِ الخداعِ الردي
فقد آن للجورِ أن ينتهي
وقد آن للعدلِ أن يبتدي
وعَدْنا الجنوبَ بيومِ الجلاءِ
ويومُ الفِدى غايةُ الموعدِ
سنمشي على جُثثِ الغاصبين
إلى غَدِنا الخالدِ الأمجَدِ
وننصبُّ كالموتِ مِنْ مشهدٍ
وننقضُّ كالأُسدِ مِنْ مشهدِ
ونرمي بِقافلةِ الغاصبين
إلى العالمِ الآخرِ الأبعدِ
فتَمسي غُبارا كأنّ لمْ تَعِشْ
بأرضِ الجنوبِ ولمْ توجدِ
أخي يا شبابَ الفِدى في الجنوبِ
أَفِقْ وانطلقْ كَالشُعاعِ النَّدي
#البردوني
قصيدة "شباب الفدى"
ديوان #من_أرض_بلقيس
"الهدهد السادس"
من أين لي يا (مذحجيَّهْ)
وترٌ كقِصَّتِكِ الشجيَّهْ؟
أين انطفت عيناكِ؟ .. أُسكتْ
أين جبهتكِ الأبيَّهْ؟
أُسكتْ … أتبتدعين يوماً
جبهةً أعلى طريَّهْ؟
أُسكتْ … رجعتُ إلى التَّعقُّلِ
لا أريدُ العبقريَّهْ
أوّ ليسَ فلسفةُ الهزيمةِ
أن أموت تعقُّليَّهْ؟
وهل العمالةُ حكمةٌ؟
وهل الشجاعةُ موسِميَّهْ؟
أُسكتْ … ولكن لستِ من
أبطالِ تلك المسرحيَّهْ
بعد الغروب ستبزُغين
كشمسُكِ البِكر الجريَّهْ
أُسكتْ … لأنَّ الجوَّ أحجارٌ
حلوقٌ بربريَّهْ
الشعر أقوى فاعزفي
رِئتيكِ أو موتي شقيَّهْ
*
الصمتُ يُعشِبُ طُحلُباً
حُمّىً، ذبولاً، عوسجيَّهْ
وقرون أشباحٍ كأبوابِ
السُّجون العسكريَّهْ
سقفٌ من الحيَّاتِ
والأيدي وألوانِ المنيَّهْ
يطفو ويركض يمتطي
عينيه يسقط كالمطيَّهْ
*
ماذا هنا؟.. شيءٌ كلا شيءٍ
شظايا متحفيَّهْ
اللَّيل يبحث عن ضُحى
والصبحُ يبحثُ عن عشيَّهْ
هرب الزَّمَان من الزَّمَان
خوَتْ ثوانيه الغبيَّهْ
من وجهه الحجري يفرُّ
إلى شناعتِه الخفيَّهْ
حتى الزَّمَان بلا زمانٍ
والمكان بلا قضيَّهْ
*
التَّابعون بلا رؤوسٍ
والملوكُ بلا رعيَّهْ
والمُستغِلُّ بلا امتيازٍ
والفقير بلا مزيَّهْ
*
من ذا هنا؟ (صنعا) بلا
صنعا، وجوهٌ أجنبيَّهْ
متطوعون وطيِّعاتٌ
أوصياء بلا وصيَّهْ
حُزَمٌ من الشِّعر المُسرَّحِ
والعيون الفوضويَّهْ
خبراء في عُقمِ الإدارة
وافدون بلا هويَّهْ
ومسافرون بلا وداعٍ
واصلون بلا تحيَّهْ
ومؤَمْرَكون إلى العظامِ
لهم وجوهٌ فارسيَّهْ
ومؤمركاتٌ يرتدين
قميص (ليلى العامريَّهْ)
كتلٌ من الإسمنتِ
لابسةٌ جلوداً آدميَّهْ
تسعون فوجاً والمسافةُ
في بدايتها القصيَّهْ
*
يا (هدهدُ) اليوم، الحمولةُ
فوق طاقتكَ القويَّهْ
هذي حقائبكَ الكِبار
تنمُّ عن خُبث الطَّويَّهْ
*
هل جئتَ من سبأٍ؟ وكيف
رأيتَه؟.. أضحى سبيَّهْ!
ولَّى، عليه عباءةٌ …
من أغنياتِ (الدَّودحيَّهْ)
سقط المُتاجر، والتجارةُ،
والمضَحِّي، والضَّحيَّهْ
حتى البقاع هربنَ من
أسمائِهن الحِمْيَريَّهْ
*
هل للقضيَّةِ عكسُها؟
هل للحكاية من بقيَّهْ؟
كلُّ الحلوقِ أقلُّ مِنْ
هذي الجبال اليحصُبيَّهْ
كلُّ السلاح أقلُّ من
هذي الملايين العصيَّهْ
*
(صنعاء) من أين الطَّريقُ؟
إلى مجاليكِ النَّقيَّهْ
وإلى بكارتِكِ العجوزِ
إلى أنوثتِكِ الشَّهيَّهْ
يا زوجة السَّفَّاحِ والسِّمسارِ
يا وجه السبيَّهْ
سقطَتْ لحى الفرسان
والتحَتِ المُسِنَّة والصبيَّهْ
فبراير ١٩٧٤م
#البردوني
ديوان "السفر إلى الأيام الخُضر"
من أين لي يا (مذحجيَّهْ)
وترٌ كقِصَّتِكِ الشجيَّهْ؟
أين انطفت عيناكِ؟ .. أُسكتْ
أين جبهتكِ الأبيَّهْ؟
أُسكتْ … أتبتدعين يوماً
جبهةً أعلى طريَّهْ؟
أُسكتْ … رجعتُ إلى التَّعقُّلِ
لا أريدُ العبقريَّهْ
أوّ ليسَ فلسفةُ الهزيمةِ
أن أموت تعقُّليَّهْ؟
وهل العمالةُ حكمةٌ؟
وهل الشجاعةُ موسِميَّهْ؟
أُسكتْ … ولكن لستِ من
أبطالِ تلك المسرحيَّهْ
بعد الغروب ستبزُغين
كشمسُكِ البِكر الجريَّهْ
أُسكتْ … لأنَّ الجوَّ أحجارٌ
حلوقٌ بربريَّهْ
الشعر أقوى فاعزفي
رِئتيكِ أو موتي شقيَّهْ
*
الصمتُ يُعشِبُ طُحلُباً
حُمّىً، ذبولاً، عوسجيَّهْ
وقرون أشباحٍ كأبوابِ
السُّجون العسكريَّهْ
سقفٌ من الحيَّاتِ
والأيدي وألوانِ المنيَّهْ
يطفو ويركض يمتطي
عينيه يسقط كالمطيَّهْ
*
ماذا هنا؟.. شيءٌ كلا شيءٍ
شظايا متحفيَّهْ
اللَّيل يبحث عن ضُحى
والصبحُ يبحثُ عن عشيَّهْ
هرب الزَّمَان من الزَّمَان
خوَتْ ثوانيه الغبيَّهْ
من وجهه الحجري يفرُّ
إلى شناعتِه الخفيَّهْ
حتى الزَّمَان بلا زمانٍ
والمكان بلا قضيَّهْ
*
التَّابعون بلا رؤوسٍ
والملوكُ بلا رعيَّهْ
والمُستغِلُّ بلا امتيازٍ
والفقير بلا مزيَّهْ
*
من ذا هنا؟ (صنعا) بلا
صنعا، وجوهٌ أجنبيَّهْ
متطوعون وطيِّعاتٌ
أوصياء بلا وصيَّهْ
حُزَمٌ من الشِّعر المُسرَّحِ
والعيون الفوضويَّهْ
خبراء في عُقمِ الإدارة
وافدون بلا هويَّهْ
ومسافرون بلا وداعٍ
واصلون بلا تحيَّهْ
ومؤَمْرَكون إلى العظامِ
لهم وجوهٌ فارسيَّهْ
ومؤمركاتٌ يرتدين
قميص (ليلى العامريَّهْ)
كتلٌ من الإسمنتِ
لابسةٌ جلوداً آدميَّهْ
تسعون فوجاً والمسافةُ
في بدايتها القصيَّهْ
*
يا (هدهدُ) اليوم، الحمولةُ
فوق طاقتكَ القويَّهْ
هذي حقائبكَ الكِبار
تنمُّ عن خُبث الطَّويَّهْ
*
هل جئتَ من سبأٍ؟ وكيف
رأيتَه؟.. أضحى سبيَّهْ!
ولَّى، عليه عباءةٌ …
من أغنياتِ (الدَّودحيَّهْ)
سقط المُتاجر، والتجارةُ،
والمضَحِّي، والضَّحيَّهْ
حتى البقاع هربنَ من
أسمائِهن الحِمْيَريَّهْ
*
هل للقضيَّةِ عكسُها؟
هل للحكاية من بقيَّهْ؟
كلُّ الحلوقِ أقلُّ مِنْ
هذي الجبال اليحصُبيَّهْ
كلُّ السلاح أقلُّ من
هذي الملايين العصيَّهْ
*
(صنعاء) من أين الطَّريقُ؟
إلى مجاليكِ النَّقيَّهْ
وإلى بكارتِكِ العجوزِ
إلى أنوثتِكِ الشَّهيَّهْ
يا زوجة السَّفَّاحِ والسِّمسارِ
يا وجه السبيَّهْ
سقطَتْ لحى الفرسان
والتحَتِ المُسِنَّة والصبيَّهْ
فبراير ١٩٧٤م
#البردوني
ديوان "السفر إلى الأيام الخُضر"