اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
145K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
البردوني كظاهرة بردّونية لن تتكرر بسهولة..

#منصور_الأصبحي

لا يمكن إيجاز الحديث عن نبي الشعر فيلسوف الشعراء أسطورة الصورة خيالا وشعرية وموسقة وأنطالوجيا الشاعر البردوني من منحته القصيدة ومنحها حرية التأثير والمغايرة كإحدى المخلوقات في النص المعجز والمتزاوج بين كل الصنوف الشعر بما فيه المنثور والذي أوحى به عروضيا عموديا لتتلقاه مدارس جل الشعر حسب أنموذجياتها وتقنياتها ومراياها وكل تنوعاتها وتصوراتها ورؤاها وبكل وجهاتها وبتوجهاتها وهنا لا يمكن تجاوز البردوني كأستاذ لا شريك له في عالمه الشعري.
الأستاذ القدير الفيلسوف #عبدالله_البردوني شاعر رسام إنساني وأدبي كماهر بامتيازية وضعت لكل زوايا الحياة خارطة للطريق الغد كمحددات للفكرة والخلاص باعتباره الإنسان والضمير والبسيط الساخر والحكيم وكذلك السياسي الباحث والناقد والمتجدد والعاشق الأرض الأنثى القصيدة الوطن والاستراتيجي النفسي المعتّق ببراعة كصاحب معرفة بكل أنواع الفنوان كتجارب إنسانية حية أو ميّتة كأركيولوجيا تفهّمها مبكراً وبعمق مختلف.
بالتالي هو حكيم اليمانية ولسانها الناطق بفصحى بإيقاعية كتلازمة الأرض والإنسان كأنموذج نوعي لمثقف غير تقليدي مطلقاً فقد انتصر لقناعاته الثقافية بوعي أممي حضاري متقدم كمترجم لُغوي بلاغي حاذق مجتمعي مُقْنِعٓ وبأسلوبيته ارتقى لكل مصاف المجد وبشعبيته استقى كل منابع الثقافية والفنون اليمنية وبمشاعيته كذلك للفنون العالمية الإنسانية كجزء من فلسفة تاريخ تنبذ استاتيكية انتقالها فحاكاها وبتقنيته الخاصة ونظرته الشاملة "اللاّ شمولية".

بردونيات :
من هذه الأرض هذي الأغنيات ومن
رياضها هذه الأنغام تنتشر
من هذه الأرض حيث الضوء يلثمها
وحيث تعتنق الأنسام والشجر
من ذلك الشدو ؟ من شاديه ؟ إنهما
من أرض بلقيس هذا اللحن والوتر

يا رفيقي هات أذنيك وخذ أشهى رنيني
من شفاه الفجر أسقيك وخمر الياسمين
من معين الفن أرويك ولم ينضب معيني
لك أنّاتي اللحن ولي وحدي أنيني
ولك التغريد من فني ولي جوع حنيني

أنت فجر معطّر وربيع
وأنا البلبل الكئيب المبلبل
أنت في كل نابض من عروقي
وتر عاشق ولحن مرتّل
كلما استنطقت معانيك شعري
أرعد القلب بالنشيد وجلجل

يا طائر الإلهام ما أسماك عن
لهو الورى وعن الحطام الفاني
تحيا كما تهوى الحياة مغرداً
مترفعاً عن شهوة الأبدان
لم تستكن للصمت لم تذعن له
بل أنت فوق الصمت والإذعان

لمن الجموع تموج موج الأبحر
وتضج بين مهلل ومكبر
لمن الهتاف يشق أجواز الفضا
ويهز أعطاف النهار المسفر
ولمن تجاوبت المدافع وانبرت
صيحاتها كضجيج يوم المحشر
لمن الطبول تثرثر الخفقان في
ترنيمها المتهدّج المتكسر

بلقيس يا أم الحضارة أشرقي
من شرفة الأمس البعيد وكبّري
واستعرضي زمر الأشعة واسبحي
فيها بناظرك الكحيل الأحور
مولاتي الحسنا أطلّي وانظري
من زهوة الأجيال مالم تنظري
وتغطرسي ملء الفتون وعنوني
فمك الجميل ببسمة المستفسر
هانحن نبني فوق هامة مأرب
وطناً ونبني ألف صرح مرمري
ونُشيد في وطن العروبة وحدة
فوق الثريا خلف أفق المشتري

جريح الإبا صامت لا يعي
وفي صمته ضجة الأضلع
وفي صدره ندم جائع
يلوك الحنايا ولم يشبِع
تهدده صيحة الذكريات
كما هدد الشيخ صوت النعي
ويقذفه شبح مفزع
إلى شبح موحش مفزع
ويصغي ويصغي فلم يستمع
سوى هاتف الإثم في المسمع
ولم يستمع غير صوت الضمير
يناديه من سرّه الموجع
فيشكو إلى من ؟ وما حوله
سوى الليل أو وحشة المخدع
فألقى بجثته في الفراش
كسير القوى ذابل المدمع
ترى هل ينام وطيف الفجور
ورائحة الإثم في المضجع ؟
وفي قلبه ندم يستقي
دماه وفي حزنه يرتعي
وفي مقلتيه دموع وفي
حشاه نحيب بلا أدمع
فماذا يلاقي وماذا يحس
وقد دفن الحب في البلقع

إن كنت خدّاعاً فإن الورى
ما بين مخدوع وخدّاعي
ما بين غلاب ومستسلم
ما بين محروم وإقطاعي
أواه كم أشقى وأسعى إلى
قبري وويح السعي والساعي

هذي البيوت النائمات على الطوى
نوم العليل على انتفاض الداء
نامت ونام الليل فوق سكونها
وتغلفت بالصمت والظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها
جثث الدجا منثورة الظلماء
وغفت بأحضان السكون وفوقها
جثث الدجا منثورة الأشلاء
وتلملمت تحت الظلام كأنها
شيخ ينوء بأثقل الأعباء
أصغى إليها الليل لم يسمع بها
إلا أنين الجوع في الأحشاء
وبُكا البنين الجائعين مردداً
في الأمهات ومسمع الأباء
ودجت ليالي الجائعين وتحتها
مهج الجياع قتيلة الأهواء

وحدي مع الشعر هزتني عواطفه
فرقّصت عطفه النشوان رناتي
وشفّ لي خافي الدنيا وألهمني
سجر الجمال وأسرار الجلالات
وهبتُ للشعر إحساسي وعاطفتي
وذكريات ترانيمي وأنّاتي

لا تسل كيف ابتدينا
لا ولا كيف انتهينا
لا تسل كيف تنائينا
ولا كيف التقينا
هل شربنا خمرة الحب
وهل نحن ارتوينا ؟
آه لا خمر ولا حب
متى كان وأين ؟

هذه البقعة كم تعرفنا
كم سقيناها ترانيماً عذاباً
وزرعناها وداعاً ولقاء
وفرشناها حواراً وعتاباً