اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
وبحسب تقارير إعلامية فإن التنصير في اليمن ينشط عن طريق الجمعيات الدولية ذات الاهتمام الإنساني والمهتمة بالأمومة والطفولة والمعوقين والبيئة والسياحة ، إضافة إلى المدارس الخاصة ومراكز تعليم اللغات والابتعاث الدراسي .

وتشير التقارير الصادرة عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل إلى إن عدد الجمعيات والمنظمات الأهلية العاملة في اليمن يصل إلى أكثر من 4800 جمعية ومنظمة تنشط على مستوى الجمهورية.

حديث مع مسيحي يمني :

يقول ابن صنعاء الذي تزوج من مسيحية عربية ويعمل في دولة غربية " اعتنقت المسيحية وأنا في اليمن وتعمدته أيضا في اليمن " موضحا أن التعميد هو أن "تشهد باسم الأب والابن وروح القدس إله واحد "
!!!؟؟؟
..............

حملات تنصير في صنعاء القديمة :

عبده الخولاني مواطن وصاحب محل فضيات في مدينة صنعاء القديمة يقول أن التبشير بالمسيحية أمر مألوف في صنعاء القديمة خاصة مع وجود الكثير من الأجانب الذين يفضلون السكن في مباني المدينة التراثية.

ويضيف الخولاني إن السكان الأجانب يقومون بتوزيع الكتاب المقدس "الإنجيل" على المواطنين إضافة إلى الكثير من المنشورات الدينية التي تحفز على اعتناق المسيحية وترك الإسلام ، منوها بأن هذا الأمر يلقى استجابة من قبل بعض الشباب اليمني خاصة المحتاج والمتمرد .

عبده الخولاني الذي استطاع إجادة الإنجليزية والفرنسية والايطالية "بدرجة مقبولة" من خلاله اختلاطه المستمر مع أصدقائه الأجانب قال إن هناك علامة استفهام حول الثراء السريع لبض الشباب وامتلاكهم منازل وسيارات وسفريات ، منوها بأن هؤلاء الشباب على علاقة مستمرة مع الأجانب.



وأضاف :" حاول بعض الأجانب إقناعي باعتناق المسيحية لكني رفضت وأجريت مناقشات كثيرة معهم حول الدين الإسلامي ، ومع ذلك لا زلت صديقا لهم ".


وفيما أشار الخولاني إلى استمرار النصير في صنعاء القديمة ، قال عدنان البليلي أحد أبناء المدينة أن سعي الأجانب لتنصير أكبر قدر من المواطنين "أمر معروف وملاحظ ".

وأضاف أن هؤلاء الأجانب يقومون بتوزيع نسخا من الإنجيل على المواطنين كمدخل "لتعريفهم مبادئ الدين المسيحي" ، وأعطاني نسخة من الكتاب المسيحي حصل عليه من "جاره المسيحي الأجنبي" .



وأكد البليلي أنه يعرف شابا يمنيا ترك الإسلام واعتنق المسيحية وسافر إلى دولة أفريقية ، منوها بأن دافعه هو المال والعيش الرغيد .


.. وأخرى في المدارس والجامعات :
ووو
وأشارت تلك المصادر إلى صعوبة التأكد من حقيقة شائعة التنصير في المدرسة التي تقدم تسهيلات كبيرة لطلاب وأولياء الأمور "لدرجة تثير الشكوك خاصة وأن مديرة المدرسة مرتبطة برجل يحمل الجنسية البريطانية".



وحسب أحدث بيانات الجهاز المركزي للإحصاء، فإن عدد المدارس الخاصة في اليمن يبلغ 234 مدرسة يرتادها ما يقارب 74 ألف طالب وطالبة، في حين يبلغ عدد المدرسين الأجانب في المدارسة الخاصة 258 من أصل 4189 مدرس.



مترجم يعمل في مؤسسة رسمية أكد أنه تعرض قبل ثلاث سنوات وأثناء دراسته الجامعية لمحاولة تنصيره عن طريق إغرائه بالأموال والدراسة في الخارج .



وقال ( م ع ) الذي طلب عدم الكشف عن هويته :" أن محاولات تنصيريه لم تكن بواسطة مبشرين مسيحيين أجانب وإنما من شباب وبنات يمنيات مسيحيات".



ويقول :" كان لدي أصدقاء تعرفت عليهم في الجامعة ، وقد توثقت علاقتي بهم وأصبحت قوية لدرجة أني كنت أشاركهم حفلات ترفيهية مختلطة "، ويضيف :" في إحدى الحفلات عرضوا علي صراحة ترك الدين الإسلامي واعتناق المسيحية وأغروني بالأموال والسفريات والنساء ".


ويؤكد ( م ع ) أن صعوبة وضعه المادي في تلك الأيام وحاجته الشديدة للتأهيل العملي والمهني ، دعته للتفكير قليلا في هذا العرض "المغري" إلا أنه في اللحظة الأخيرة رفض عرضهم وقطع صلته كليا معهم. .



المرتد في الشريعة الإسلامية .. جدل واسع وآراء مختلفة ....

مدير عام الإرشاد في وزارة الأوقاف والإرشاد الشيخ حمود السعيدي قال إن حكم الردة في الإسلام هو القتل مستدلا بالحديث النبوي " من بدل دينه فاقتلوه" ، منوها في الوقت نفسه بأن الردة إذا كانت خوفا من القتل فلا حكم على المرتد "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ".



وأضاف الشيخ السعيدي :" أما من ارتد بسبب مال أو زوجه أو منصب أو دراسة فحكمه القتل بعد أن يسأل ويستتاب"، مؤكدا ضرورة سؤال المرتد عن سبب ارتداده " لأنه قد يرتد جهلا بتعاليم الإسلام".



وحول اختلاف العلماء حول حكم الردة، قال مدير عام الإرشاد :" أجمع علماء الإسلام على حكم الردة ولم يخرج عن هذا الإجماع إلا القليل منهم الدكتور حسن الترابي الذي نفى مؤخرا حكم الردة ".

ويثير حكم الردة حاليا خلافا بين الفقهاء والمفكرين الإسلاميين ، حيث يعتبر البعض مسألة قتل المرتد أمرا غير مقبول لأن فقهاء الإسلام لم يجمعوا عليها كما أنه يتعارض مع المبادئ والقيم التي أقرها القانون الدولي ووافقت عليه معظم الدول العربية والإسلامية ، على حد قولهم.
ففيما قال الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بوجوب تطبيق حكم الردة وقتل المرتد ، منوها بأن السماح للأفراد باعتناق الإسلام ثم الارتداد عن الإيمان به مفسدة للمجتمع الإسلامي ، اعتبر الدكتور محمد سليم العوا الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن عقوبة الردة "تكون تعزيرا لا حدا "، مضيفا أن الآيات القرآنية "لا تشير من قريب أو من بعيد إلى أن ثمة عقوبة دنيوية يأمر بها القرآن لتوقّع على المرتد عن الإسلام، وإنما يتواتر في تلك الآيات التهديد المستمر بعذاب شديد في الآخرة".
وكان مفتي مصر الشيخ علي جمعة أثار جدلا فقهيا واسعا بين علماء المسلمين أواخر الشهر الماضي عندما أفتى بحرية المسلم في ترك دينه والانتقال إلى دين آخر .
وقال مفتي مصر في مقال نشر على موقع المنتدى المشترك لصحيفة واشنطن بوست ومجلة نيوزويك على شبكة الانترنت يوم 24 يوليو الماضي "إن تخلي الشخص عن دينه إثم يعاقب عليه الله يوم القيامة، وإذا كان الأمر يتعلق بشخص يرفض الإيمان فحسب فانه ليس هناك عقاب دنيوي".
وفيما نفت دار الإفتاء المصرية إن يكون الشيخ جمعة أفتى بحرية المسلم في تغيير دينه، جدد مفتي مصر في 27 يوليو الماضي "التأكيد على حق كل إنسان في اختيار دينه"، معتبرا "أن العقوبة الدنيوية للرِّدة لم تُطبق على مدار التاريخ الإسلامي إلا على هؤلاء المرتدين، الذين لم يكتفوا بردَّتهم، وإنما سعوا إلى تخريب أسس المجتمع وتدميرها".

وقال جمعة في بيان نقلته وسائل الإعلام :" إن الله قد كفل للبشرية جمعاء حق اختيار دينهم دونَ إكراه أو ضغط خارجي، والاختيار يعني الحرية والحرية تشمل الحق في ارتكاب الأخطاء والذنوب طالما أن ضررها لا يمتد إلى الآخرين".

....وعقوبة واحدة في القانون اليمني :

المدير التنفيذي لمنظمة هود المحامي خالد الآنسي يقول أن عقوبة المرتد في القانون اليمني هي الإعدام "وبالتالي فإن التبشير بالمسيحية يعد تحريضا على الردة ، وعليه فإن عقوبة المبشر هي نفس عقوبة المرتد".



وحول موقف منظمة هود الحقوقية من إدعاء بعض الشباب المسيحي في اليمن تعرضهم لمضايقات من قبل الأجهزة الأمنية وخوفهم المستمر من تطبيق حكم الردة عليهم ، قال المحامي الآنسي :" منظمة هود لم تتعامل من قبل مع هذا النوع من القضايا ، ومن السابق لأوانه الحديث عن هذا الموضوع ".



أما في القانون المصري فإنه لا يوجد أي نص يتحدث عن الردة أو يجرمها . وحسب وكالة الصحافة الفرنسية إن نائب رئيس محكمة النقض المصرية المستشار احمد مكي قال "ليس هناك نص في القانون المصري يجرم الردة أو يشير إليها"، مضيفا أن "حد الردة ذاته مختلف عليه بين الفقهاء".



ويقول مكي :" يذهب عدد من الفقهاء إلى انه ليس هناك حد اسمه حد الردة لأنه لم يرد نص بهذا الخصوص في القران ويفسرون الحديث النبوي الذي يشير إلى قتل المرتد بان المقصود منه هو عقاب سياسي على الخيانة وليس عقابا على المعتقد".




وكان تقرير الخارجية الأمريكية الخاص بممارسات حقوق الإنسان في اليمن الصادر عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية ( فبراير 2001 ) قد أعاد التذكير بحادثة مقتل ثلاث راهبات من جماعة (الأخوات في أعمال الخير) بالحديدة يوليو 1998 وأيضاً تعرض مستشفى جبلة إلى تهديدات ومضايقات من قبل من تم وصفهم بالمتطرفين في المنطقة من الذي يخشون استخدام المستشفى لنشر المسيحية، كما أشار التقرير إلى إقامة علاقات ديبلوماسية بين اليمن والفاتيكان عام 1998 وموافقة الحكومة اليمنية إثر ذلك على إنشاء وتشغيل ( مركز مسيحي ) في صنعاء.
في عام1992 قام يمنيان في منطقة جبلة التابعة لمحافظة (إب) جنوبي العاصمة صنعاء - بتمزيق القرآن الكريم ورميه في حمامات مسجد الأشرفية ، في جريمة هزت المجتمع اليمني، وبعد التحقيق معهما اعترفا أمام المحاكم بأنهما ارتدا عن الإسلام ، ودخلا في الديانة النصرانية من خلال شخص ثالث ، وعند استدعاء الأخير أقر باعتناق المسيحيه نتيجة قراءته واطلاعه على الكتاب المقدس (الإنجيل) .
وأشار أحد الثلاثة إلى أن المحور الرئيسى لحركة التنصير أحد الأطباء العاملين في مستشفى جبلة المعمداني (من جنسية أجنبية) وتحدثوا عن وعود بتلقي مبالغ مالية ، مقابل ما يقومون به من جهد تنصيري داخل المديرية .

وفي العام الماضي تنصر مسلم صومالي يقيم في عدن كلاجئ بسبب الحرب الأهلية في بلاده على يد قسٍٍ أجنبي يعمل في إحدى كنائس المدينة وطلب تغيير اسمه إلى اسم آخر أمام الجهات اليمنية المهتمة بشؤون الهجرة والجوازات والإقامات ، فقامت بتوقيفه وتمت محاكمته ، ولكن قبل النطق بالحكم تم تسفيره إلى دولة أوروبية ؛ بحجة حصوله على حق اللجوء الإنساني فيها من خلال متابعة القس ، وطوي ملف القضية، وثم موضوع مشابه ، وهو اعتناق صومالي آخر النصرانية مؤخراً ولا يزال يتفاعل حتى الآن.
وفي منتصف شهر إبريل الماضي ألقت شرطة الأمن المركزي القبض على رجل بريطاني كان متنكراً بزي امرأة صنعانية اسمه (ارن هاورد) 32عاماً - وكشفت التحقيقات معه أنه أقام بصفة غير شرعية لمدة خمسة أشهر قبل أن ينكشف أمره، وأدين من قبل محكمة سنحان الابتدائية في العاصمة صنعاء بثلاث تهم أبرزها ممارسة النشاط التنصيري داخل البلاد وارتكاب أفعال فاضحة.

البداية قبل نصف قرن
محاكمة (هاورد)لن تكون الأخيرة في مسلسل الأنشطة التنصيرية التي تجري على نطاق واسع منذ نصف قرن .
وتشير التقارير إلى أن أول عمل تنصيري منظم بدأ في اليمن كان في مدينة عدن جنوبي اليمن في خمسينيات القرن الميلادي الماضي، أما في الشطر الشمالي - سابقاً- فكان حوالي عام 1970م وذلك من خلال منظمة فدائية تدعى (فريق البحر الأحمر الدولي) التي أسسها المنصر (ليوني قرني) عام 1951 وكان يطلق عليها (الخيامون) وهم النصارى القادمون للعمل في البلاد الإسلامية في مجالات مختلفة كالطب والتعليم والتمريض وشعار هذه المنظمة (الإسلام يجب أن يسمعنا) وهدفها نشر الإنجيل بين المسلمين ، ومركزها الرئيسي إنجلترا، وتحصل على الدعم من الكنائس والأفراد ومنظمات العون النصراني ويشرف هذا الفريق على عدد من المشاريع التنموية في عدد من البلاد الإسلامية والأفريقية منها: جمهورية مالي، جيبوتي، باكستان، اليمن، تنزانيا، وبموافقة الدول المضيفة.

يتحرك نشاط التنصير في اليمن من خلال الكنائس -علي ندرتها والمستشفيات والجمعيات ذات الاهتمام الإنساني والمهتمة بالأمومة والطفولة والمعوقين والبيئة وتعليم اللغات والابتعاث الدراسي والسياحة ؛ سواء في أوساط اليمنيين أم أوساط اللاجئين الأفارقة ، وأغلبهم من الصوماليين.
وهناك أكثر من 150 ألف صومالي مقيم في اليمن ، منهم ما يزيد على 50 ألفاً مسجلين لدى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة ، وهو ما يعطي النشاط التنصيري مساحة واسعة وأرضاً خصبة للتحرك .



ويعتقد بعض المهتمين أن هذا النشاط حقق عدة قفزات بعد عام 1990 والسبب يعود إلى ما يلي:

* الاستفادة من الأجواء التي وجدت بعد وحدة شطري اليمن عام 1990م والسماح بوجود وعمل المنظمات الأهلية والطوعية بصورة أكبر ، مع وجود رقابة قليلة على أعمالها وحركتها.

* تدهور الأوضاع الاقتصادية في اليمن - إثر أزمة الخليج الثانية - لأسباب منها : عودة مئات الآلاف من العاملين اليمنيين في دول الخليج ، وازدياد معدلات الفقر ،وبلوغ من هم تحت خط الفقر حوالي 24%.

* نزوح مئات الآلاف من الصوماليين عن بلادهم ، إثر الحرب الأهلية إلى اليمن، ولا تزال موجات النزوح مستمرة وإن كانت بمعدلات أقل .

وثمة أسباب أخرى مثل: ضعف مستويات الرعاية الصحية ، وكثرة الأمراض والأوبئة ، وتدني مستويات التعليم لا سيما في أوساط المرأة.

ويتحرك التنصير في اليمن على محورين:
الأول: القيام بالتنصير وحمل بعض اليمنيين ضمنا على ترك الإسلام، وتُقَدَّيم النصرانية على أنها (الملخص) و(المنقذ) لأحوال البشرية .
ويساعد على ذلك استغلال فقر الناس وحاجتهم . وتقوم بعض الجهات بضمهم لصالح جهات تنصيرية من خلال تعبئة استمارات خاصة بهذا الغرض .
وذكرت بعض الإحصاءات أنه عن طريق البعثة المعمدانية الأمريكية (مستشفى جبلة) تم تنصير 120 مسلماً ، وتعتمد بعض الكنائس توزيع الانجيل والمجلات النصرانيةوالأشرطة المسموعة والمرئية .
وعلى سبيل المثال قامت سفينة سياحية زارت عدن عام 99 بتوزيع الانجيل ، ومجلة اسمها (FISHERS) تدعو إلى اعتناق النصرانية، وهناك نشرة اسمها (الأشبال) تصدر من أسبانيا يتم تداولها في أوساط بعض الشبان اليمنيين.

الآخر: محاولة إفساد الشباب وزعزعة ثقتهم وعقيدتهم من خلال إغراءات مختلفة منها الرحلات والحفلات وعرض الأفلام وبعثات تعلم الإنجليزية في الخارج .. وعلى سبيل المثال فقد زارت امرأة تدعى (سوزان اسكندر) من أصل مصري وعضوة في الجمعية الإنجيلية الفنلندية عدن - قبل أكثر من ثمان سنوات - وركزت في زيارتها على شريحة الشباب والفتيات ، تحت ستار تلمس احتياجاتهم وأحوالهم، وقد قامت بإجراء استبيان لصالح جامعة هلسنكي - في فنلندا - تضمن أسئلة مشبوهة من ضمنها:
- ماذا ترتدين خارج المنزل (شيذر - بالطو - حجابا - منديلا - نقابا - بدون نقاب) ؟
- هل ترغبين في العمل خارج المنزل ؟ متى تستيقظين ومتى تذهبين إلى الفراش ؟

وقد زارت هذه المرأة مدارس إعدادية وعرضت على الطلاب صوراً خليعة وطلبت من بعضهم التعليق عليها، وسألت بعض الطلبة عما إذا كانوا يتفرجون على أفلام جنسية أو يمارسون العادة السرية)!!

أبرز الكنائس والمنظمات
هناك جهات متعددة تتبنى التنصير في اليمن وسوف نكتفي بالإشارة إلى أهمها:
== الكنيسة الكاثوليكية بالتواهي: أهم موقع كنسي تم افتتاحه في الخمسينيات إبان الوجود البريطاني في محمية عدن، وربما تكون أهم كنيسة تم بناؤها في شبة الجزيرة العربية، أعيد افتتاحها مع مركز طبي ملحق بها عام 1995 من قبل السفارة الأمريكية بصنعاء.
== البعثة النصرانية المعمدانية الأمريكية بإب : تنشط من خلال مستشفى جبلة التابع لها والكنيسة الملحقة بالمستشفى بصورة قويةويمتد نشاطها إلى محافظة تعز تحت شعار الاهتمام بالفقراء ودور الأيتام وسجون النساء.

== أطباء بلا حدود: بعثة طبية تدعو إلى اعتناق المسيحية بالإغراء بالمال ؛ مستغلة حاجة الناس وفقرهم، وذكرت بعض الأنباء الصحفية أنها استطاعت تنصير عدد من الأسر في بعض أحياء مدينة عدن.

== وبعثة الإحسان: لها نشاط في تعز والحديدة وخصوصاً في أوساط المصابين بالجذام والأمراض العقلية وكان لها ارتباط مباشر بالمنصرة الهندية المعروفة بـ (الأم تريزا)، ولها مقر ملحق بالمستشفى الجمهوري فيه عشر راهبات ، وتشرف على دار للرعاية النفسية بمحافظة الحديدة الساحلية ودارين للعجزة في صنعاء وتعز.

== المعهد الكندي بصنعاء: يتخذ من تعليم الإنجليزية غطاء لأنشطته، وتتميز دوراته بقلة التكلفة مقارنة بتكلفة دورات المعاهد الأجنبية الأخرى ، ويعتمد على الرحلات وحفلات نهاية الدراسة المختلطة ،ويستمر التواصل بين المدرسين الكنديين مدة إعارةكل منهم سنةواحدة وطلابهم حتى بعد عودة المدرسين لبلادهم وكثيراً ما يثير هؤلاء مع طلابهم نقاشات تتضمن إثارة الشبهات حول الإسلام.

لا توجد لدى الجمعيات والمؤسسات العاملة في مجال الدعوة الإسلامية أولوية للتصدي للتنصير المستتر في اليمن .وتعتبر الجهود ضئيلة في الكشف عن هذه المؤسسات وتعريف الرأي العام بها وبأخطارها ، والأهداف الخفية لعملها ، ومن خلال النشاط المضاد للتبشير بالإسلام وهديه في أوساط الجاليات الأجنبية والأفريقية والآسيوية العاملة في اليمن، وتوجد في هذا الصدد لجنة اسمها (لجنة التعريف بالإسلام) مقرها صنعاء ومركز الدراسات الشرعية ومقره مدينة إب.

نصارى يمنيون :
وقبل أن نختتم هذا الموضوع نشير إلى وجود أقلية نصرانية في اليمن تحمل الجنسية اليمنية، وهم عدد قليل من الأسر تعود إلى أصول هندية مقيمة في عدن منذ عدة عقود، وقد كفل الدستور اليمني لهذه الأسر الحق في التسجيل والمشاركة في الانتخابات،
وفيما يخص الشعائر الدينية وأماكن العبادات توجد في مدينة التواهي بعدن الكنيسة الأنجليكانية الكاثوليكية (كنيسة المسيح) وهي كنيسة قديمة يعود بناؤهاإلى خمسينيات القرن العشرين إبان الوجود البريطاني في عدن وتتبع هذه الكنيسة المجمع الكنسي في لارنكا بقبرص ، لكنها ومنذ إعادة افتتاحها عام 1995 ماتزال تدار مؤقتاً من قبل الإدارة الإنجليكانية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ، ويوجد في الكنيسة مركز طبي كنسي ملحق بها يقدم الخدمات الصحية .
وحتى فترة قريبة كانت توجد كنيسة معمدانية في مدينة كريتر بعدن ولكنها ألغيت وتحول مبناها إلى منشأة حكومية، كما توجد في المعلا بعدن مقبرة نصرانية تضم رفات كثير من المسيحيين وتشرف كنيسة المسيح بالتواهي على هذه المقبرة، وتخلو المحافظات الشمالية من أية كنيسة ؛ لكن الأجانب المسيحيين يقيمون صلواتهم يوم الأحد بانتظام في بيوت خاصة مستخدمة دورا عبادة خصوصاً في صنعاء.

وبوجه عام فالنصارى اليمنيون ممنوعون من القيام بعمليات تنصير ، وللغرض نفسه تشير بعض المصادر إلى تعرض الرسائل الخاصة برجال الدين المسيحيين للمراقبة بانتظام، وقد تعرضت كنيسة المسيح بالتواهي بعدن لعملية تفجير بعبوة ناسفة في الأول من شهر يناير الجاري على يد أشخاص محسوبين على جماعات الجهاد أسفر عن إحداث أضرار مادية في مرافق الكنيسة ، وتجري حالياً محاكمة هؤلاء الأشخاص.

وكان تقرير الخارجية الأمريكية الخاص بممارسات حقوق الإنسان في اليمن الصادر عن مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل في وزارة الخارجية الأمريكية (فبراير 2001) قد أعاد التذكير بحادثة مقتل ثلاث راهبات من جماعة (الأخوات في أعمال الخير) بالحديدة يوليو 1998 وأيضاً تعرض مستشفى جبلة إلى تهديدات ومضايقات من قبل من تم وصفهم بالمتطرفين في المنطقة من الذي يخشون استخدام المستشفى لنشر المسيحية، كما أشار التقرير إلى إقامة علاقات ديبلوماسية بين اليمن والفاتيكان عام 1998 وموافقة الحكومة اليمنية إثر ذلك على إنشاء وتشغيل (مركز مسيحي) في صنعاء.


مبعوث بابويّ يبحث المشاكل والصعوبات بالمواقع التابعة للكنائس بعدن

وناقش أحمد أحمد الضلاعي، الوكيل المساعد بمحافظة عدن والمطران بول هيندر، نائب رسولي عام في الخليج وشبه الجزيرة العربية, في 2006” أوضاع الكنائس الموجودة بالمحافظة والمشاكل والصعوبات المتعلقة بالمواقع والأراضي التابعة للكنائس “.

وطالب المطران هيندر، السماح بإقامة المشاريع الإنمائية بالكنائس كإنشاء معاهد تقنية ومهنية خاصة بالمهارات الحياتية وإنشاء عيادة خاصة للنساء والولادة وذلك لخدمة الفقراء. وهو ماطالبت به الحكومة اليمنية في أوقات سابقة حسب تقرير الحرية الدينية الذي تصدره الخارجية الأميركية.
وحسب صحيفة الأيام فقد حضر اللقاء الأب ماثيوز أوزنناليل، راعي كنائس عدن بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية وعبدلله إبراهيم، مدير عام الموارد المالية بالمحافظة.

وتشير تقارير الحرية الدينية التي تصدر الخارجية الأميركية سنويا إلى أنه في أعقاب توحيد الشمال والجنوب عام 1990، دُعي أصحاب الممتلكات التي كانت حكومة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الشيوعية السابقة قد صادرتها إلى تقديم طلب لتعويضهم عن ممتلكاتهم المصادرة، إلا أن تطبيق العملية، بما في ذلك تطبيقها على المؤسسات الدينية، كان محدوداً للغاية، ولم تُرد الممتلكات المصادرة إلا إلى عدد ضئيل جداً من أصحابها السابقين.

ولا تسمح الحكومة اليمنية بتشييد أماكن عبادة عامة جديدة غير إسلامية بدون إذن؛ وتقام القداديس الأسبوعية للمسيحيين الكاثوليك والبروتستانت والإثيوبيين في قاعة مبنى شركة خاصة في صنعاء دون تدخل حكومي. وتقام القداديس المسيحية بشكل منتظم في مدن أخرى في منازل أو منشآت خاصة كالمدارس دون مضايقات، وتبدو هذه المرافق وافية بالغرض لاستيعاب الأعداد القليلة التي تشارك في هذا النشاط.

وكان وزير الخارجية د.أبوبكر القربي قد تسلم في 21/11/2005 نسخة من أوراق اعتماد منجد الهاشم كسفير غير مقيم للفاتيكان في اليمن.

وبدأت العلاقات اليمنية مع الفاتيكان في العام 2002م عبر اعتماد سفير الفاتيكان لدى الكويت سفيرا غير مقيم في اليمن، وزار الرئيس علي عبدالله صالح الفاتيكان عام 2000، وفي العام 1999 تم اعتماد سفير اليمن لدى إيطاليا سفيراً لدى الفاتيكان.

وكان بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر عين في منتصف أغسطس الماضي راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المطران بولس منجد الهاشم سفيرا بابويا في منطقة الجزيرة العربية والعراق.

ووفق الأمر البابوي فإن الهاشم سيكون مسئولا عن مصالح الكنيسة الكاثوليكية في الكويت وقطر والبحرين واليمن، ومقره الرئيس الكويت.

وفي 25 مارس 2004م زار وفد الأخوة الكاثوليكي من دولة الفاتيكان اليمن برئاسة الأمير كارلو دي بوربون قلد الرئيس علي عبدالله صالح وسام “الفارس الاعظم” لفرنسيس الاول من الدرجة الاولى وهو أعلى وسام للمقام البابوي تكريماً وتقديراً لدوره في تحقيق الوحدة اليمنية وخدمة السلام على المستويين الاقليمي والعالمي ونشر قيم التسامح والتعايش والحوار بين الأديان.



ومن جانبه قلد الرئيس اليمني الأمير كارلو دي بوربون وسام الوحدة 22 مايو من الدرجة الأولى تقديراً للعلاقات بين الجمهورية اليمنية ودولة الفاتيكان وتقديراً للمهام الانسانية الجليلة التي قدمها الأمير كارلودي بوربون في خدمة السلام الانساني والتعايش والحوار بين الاديان- كما قالت الأخبار الرسمية حينها.

وخلال الثلاث السنوات الأخيرة تصاعدت نبرات التقرير الأميركي السنوي عن الحريات الدينية لصالح اليمن، والذي أشاد بثقافة التعايش بين الديانات والمذاهب في المجتمع اليمني.

واتفقت تقارير الأعوام الأخيرة حول اليمن على أنها بلد (يوفر الدستور –فيها- الحرية الدينية، وتحترم الحكومة بشكل عام هذا الحق عمليا؛ غير أنه كانت هناك بعض القيود).

وأن الدولة مستمرة (في المساهمة بشكل عام في حرية ممارسة الدين) وأنه (يتمتع أتباع الأديان الأخرى غير الإسلام بحرية العبادة حسب معتقداتهم؛ غير أن الحكومة تحظر التحول عن الإسلام واعتناق ديانات أخرى وتحظر التبشير على غير المسلمين). وقالت أن العلاقة الودية بين الأديان ساهمت في (الحرية الدينية).

وقال أن المبشرين المسيحيين يمارسون نشاطهم في البلاد، ويكرس معظمهم نفسه لتوفير الخدمات الطبية، في حين يعمل آخرون في حقلي التعليم والخدمات الاجتماعية.

وتدير “راهبات المحبة “، بدعوة من الحكومة، دُوراً للمعوزين والأشخاص المعاقين في كل من صنعاء وتعز والحديدة وعدن. وتصدر الحكومة تأشيرات إقامة لرجال الدين المسيحيين كي يلبوا احتياجات الجالية الدينية. وهناك أيضاً إرسالية خيرية مسيحية ألمانية في الحديدة وبعثة طبية مسيحية هولندية في صعده. وتحافظ جماعة من أتباع الكنيسة المعمدانية الأميركية على ارتباط مع المستشفى في جبله، وهو المستشفى الذي كانت قد أدارته لأكثر من ثلاثين عاماً قبل انتقال إدارته إلى الحكومة في عام 2002. وتدير الكنيسة الأنجليكانية مستوصفاً خيرياً في عدن. وتنشط منظمة أميركية غير حكومية، يديرها الأدفنتست (السبتيون) في عدد من المحافظات.

حيث أكد أن العلاقات بين المجموعات الدينية تتصف عموماً بالود.وقال أنه رجال الدين المسلمين لا يحرضون على أعمال العنف لدوافع دينية ولا يبيحونها، وذلك باستثناء أقلية صغيرة منهم غالباً ما يرتبطون بصلات مع عناصر متطرفة أجنبية.
وزعماء القبائل –حسب التقرير الأميركي- في المناطق التي يسكنها اليهود، مسئولون تقليدياً عن حماية اليهود في مناطقهم. ويعتبر الإخفاق في توفير هذه الحماية عاراً شخصياً كبيرا.
وتناقش السفارة الأميركية بصنعاء قضايا الحرية الدينية مع الحكومة ضمن سياستها الشاملة لتعزيز حقوق الإنسان. وتجري السفارة الأميركية حواراً نشطاً حول قضايا حقوق الإنسان مع الحكومة ومع المنظمات غير الحكومية وأطراف أخرى. ويجتمع المسئولون في السفارة، بمن فيهم السفير، بشكل منتظم مع ممثلين عن الجاليتين اليهودية والمسيحية.

واصدرت الولايات المتحدة الأميركية تقرير الحريات الدينية للعام 2006م والذي يتناول الحريات الدينية في العالم ومنها اليمن. ويتحدث التقرير عن وجود نحو 3000 آلاف مسيحي في اليمن معظمهم من اللاجئين ومواطني الدول الأجنبية ، إضافة إلى 40 هندوسيا من أصل هندي وأربع كنائس مسيحية في مدينة عدن ، كما يتحدث عن معابد الطائفة اليهودية في شمال اليمن ، ويقصد بذلك مدينتي صعدة وريدة اللتين تحتضنان العدد الأكبر من اليهود الذين بقوا في اليمن.
ويتطرق التقرير إلى " العلاقات الودية " بين أبناء الطوائف الإسلامية ، الزيدية ( الشيعية ) والشافعية ( السنية ) وعن حرية العبادة لغير المسلمين وعن الطوائف الإسلامية الأخرى مثل الإسماعيلين. ويقول إن الزيدية يمثلون 30% من السكان ، فيما يمثل الشوافع 70% .
ويشير بشكل ايجابي إلى دور الحكومة اليمنية وجهودها " للتخفيف من حدّة التوتر الديني بينها وبين أعضاء من الطائفة الشيعة الزيديين " ، ويقصد بذلك جماعة الحوثي وبالتحديد تنظيم " الشباب المؤمن " ويقول التقرير إن دوافع تحرك الحكومة ضد الحوثيين سياسية وليست دينية ويضيف: هذه " فئة من الشيعة تختلف عن طائفة الشيعة الزيدية السائدة. تتبع حركة "الشباب المؤمن" تعاليم رجل الدين المتمرد حسين بدر الدين الحوثي الذي قُتل خلال التمرد الذي استمر عشرة أسابيع والذي قاده في شهر يونيو عام 2004م ضد الحكومة في محافظة صعده. وكانت دوافع الأفعال التي اتخذتها الحكومة ضدّ حركة "الشباب المؤمن" في العام 2005م سياسية وليست دينيةً.
ويشيد التقرير باتاحة للمارسة العبادة لغير المسلمين وارتداء ملابسهم ولكنه يضيف بهذا الخصوص : " إلا أن الشريعة تحظر على المسلمين اعتناق أي دين آخر كما تحظر على غير المسلمين الدعوة لاعتناق دينٍ غير الإسلام . اعتمدت الحكومة هذا الحظر كما تشترط الحصول على إذن مسبق لإقامة أماكن عبادة جديدة، وتمنع غير المسلمين من تولي المناصب التي يتم شغلها عن طريق الانتخاب. تعد أعياد الأضحى والفطر أعياد رسمية عند المسلمين في اليمن، حيث لا تتأثّر الجماعات الدينية الأخرى سلباً بهذه الأعياد ".
ويقول التقرير حسب ماجاء في موقع التغيير نت " إن الحكومة اليمنية لا تحتفظ بسجلات خاصة لهوية اتباع الديانات الأخرى " كما لا يوجد هناك قانون يفرض على الجماعات الدينية تقيد أسمائها لدى الدولة. بعد أن حاول الحزب الحاكم ترشيح يهودي في الانتخابات النيابية، اعتمدت اللجنة العليا لانتخابات سياسةً تحظر على غير المسلمين الترشّيح لمنصب نائب في البرلمان. وتنص المادة 106 من الفصل 2 من الدستور على أنّه يجب على رئيس الجمهورية "ممارسة واجباته الإسلامية".
ويتحدث التقرير عن ممارسة الحكومة اليمنية اثناء عملها على " جماح العنف السياسي المتزايد الى تقييد الممارسات الدينية. ففي شهر يناير 2006، وللعام الثاني على التوالي، حظرت الحكومة الاحتفال بمناسبة "يوم الغدير" (وهو عيد يحتفل به المسلمون الشيعة) في أجزاء من محافظة صعده. فخلال فترة اعداد هذا التقرير، أفادت تقارير بأن الحكومة كثفت جهودها لمنع انتشار "الحوثية" عبر تحديد الساعات التي يحق فيها للمساجد أن تفتح أبوابها للناس واقفال المعاهد التي اعتبرتها الحكومة معاهد دينية زيدية متطرّفة أو تابعةً للطائفة الشيعية الإثنى عشرية وكذلك عزل الأئمّة الذين تبنوا اعتناق العقيدة الأصولية وكذلك تشديد المراقبة على خطب المساجد ".
ويشيد التقرير أيضا ـ ضمنيا ـ بأداء اليمن في مجال عدم تسيس المساجد والمدارس في إطار محاربته للتطرف وتعزيز التسامح و" تركّزت هذه الجهود على مراقبة المساجد لرصد الخطب التي تحرض على العنف و غيرها من البيانات السياسية التي تعتبرها الحكومة خطراً على الأمن العام. ويجوز للمنظمات الإسلامية الخاصة المحافظة على علاقاتها مع منظمات إسلامية دوليّة، غير أنّ الحكومة راقبت نشاطاتها عن طريق الشرطة والهيئات الاستخباراتيّة ".
ويكشف التقرير ان مسئولين أمنيين اعتقلوا مؤخرا وبصورة عشوائية بعض المسيحيين بتهمة التبشير ومسلمين أيضا على علاقة بالمبشيرين وانه جرى تعذيبهم داخل السجون.
وانتقدت الخارجية الامريكية التمييز الديني في اليمن، طبقا لتقرير الحرية الدينية حول العالم لسنة 2007م الذي جاء في 800 صفحة ويصدره مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمال بوزارة الخارجية الأمريكية، والذي اشاد في ورشة اقامتها وزارة الاوقاف بالتسامح الديني السائد في الجمهورية اليمنية ونيذ التطرف ودور الحكومة اليمنية في مجال ترسيخ الحرية الدينية والحد من ظاهرة الاضطهاد الديني.
واشار التقرير الى العفو الذي اصدره الرئيس في حق الديلمي و مفتاح الذين تم سجنهما بتهمة التخابر مع ايران واطلاق بعض المتحفظ عليهم في قضية الحوثيين وعدم اطلاق البقية، وكذا عدم اعلان الرقم الحقيقي للمعتقلين في قضية الحوثي.

و انتقد التقرير مصادرة وزارة الثقافة وبعض الاجهزة الامنية لكتب تناصر الزيدية , كما اشار الى منع السلطات اليمنية للاحتفال بيوم الغدير و أشار الى تمييز و قمع حصل للمذهب الزيدي لاسباب سياسية اكثرمن ان تكون دينية.

ووجه نحو مائة من علماء اليمن، نداءً لرئيس الجمهورية وأعضاء الحكومة ومجلسي النواب والشورى، وكافة مسؤولي الدولة، طالبوا بتحمل مسؤولياتهم الدينية والأخلاقية، إزاء مظاهر الانحراف والمنكرات التي تفشت في البلاد، والدخيلة على قيم المجتمع اليمني الأصيل..

وجاء في البيان،،
أن أبناء اليمن فوجئوا في الفترة الأخيرة بعديد منكرات ومعاصي ظاهرة وافدة على بلادنا، ومنها تزايد نشاط بعض الجهات الأجنبية (التنصيرية) من منظمات ومعاهد لغات، ومدارس خاصة، لمحاولة إخراج الشباب اليمني المسلم عن دينه، وكذا الدعوة إلى تغيير القوانين المستمدة من الشريعة الإسلامية لقوانين غربية وافدة، بدعم أجنبي، كالجندر وغيره، بدعوى مواءمة التشريعات اليمنية مع الاتفاقيات الدولية..

وحذر البيان الذي أصدره العلماء بمناسبة شهر رمضان من تطاول بعض الصحف على الذات الإلهية، والسخرية من الشعائر الإسلامية، واستقدام الراقصات والمغنيات الأجنبيات لإحياء الليالي الراقصة، وتحطيم القيم والأخلاق في العاصمة صنعاء وبعض المدن اليمنية، وإقامة فعاليات عروض الأزياء، ومن ذلك حسب ما جاء في البيان نقلاً عن جريدة "الثورة" الرسمية وبعض القنوات العربية، قيام أكثر من 15 فتاة يمنية بعرض أزياء بملابس الزفاف في حديقة السبعين بصنعاء بحضور عدد من الأجانب، ضمن مهرجان صيف صنعاء السياحي2007 لأربع مرات، كما نقل البيان عن صحف ووسائل إعلام رسمية وغير رسمية العديد من الفعاليات والأعمال التي وصفه البيان بـ"المنكرة والمحرمة" كالرياضة النسوية، وتشجيع الرقص المختلط بين الرجال والنساء كما حدث في مهرجان الدان بحضرموت، وفتح المراقص والملاهي الليلية ومراكز التدليك، التي تعمل فيها النساء لتدليك الرجال، وإرسال فتيات يمنيات إلى الخارج يعرضن أزياء ليلة الزفاف، والمشاركة في الأعمال المسرحية والغناء والتمثيل في الخليج والقاهرة وبيروت..

وسرد بيان العلماء العديد من المظاهر والأعمال التي اعتبرها منكرات ومعاصي، توجب الغضب الإلهي، خصوصاً بعد أن أصبحت ظاهرة ومنتشرة، مؤكداً بأن وحدة البلاد والعباد متوقفة على تطبيق الشريعة الإسلامية وحماية صرح الدين والأخلاق، سيما ونحن في بلد "مرجعيته الكتاب والسنة، وتسوده العفة والطهارة والأخلاق الحسنة" مطالباً كذلك أبناء الشعب اليمني والمنظمات والأحزاب السياسية بالقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة..علماء اليمن يطالبون الحكومة والأحزاب بمنع المنكرات الوافدة ومظاهر الانحراف

وتطرق التقرير ايضا الى قيام السلطات اليمنية بسجن العائدين من افانستان و اطلاقهم بسرعة عاجلة و عدم اطلاق البعض الذين مكثو لمدة طويلة في السجن.

و تطرق الى تمييز ديني على المذهب الاسماعيلي من قبل المجتمع , كما تطرق الى اعمال قام بها السلفيون ضد الصوفية المعتدلة.

من ناحية ثانية أشار الى الانفتاح في حزب المؤتمر و عدم اشتراطه الديني للمنتسبين في حين يشترط حزب الاصلاح على العضو ان يكون مسلما.

كما أورد التقرير إشارة الى التمييز ضد المسيحيين و عدم السماح لهم ببناء كنيسة في صنعاء، وبخصوص الديانة اليهودية أشار الى طرد الحوثيين لليهود من مساكنهم و تهديدهم لهم، وانتقد قيام الاجهزة الامنية بمراقبة و متابعة بريد الجماعات التبشيرية في اليمن..
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
أوَّل حرب بالوكالة في تاريخ #اليمن
اليهودية والمسيحية أدوات في التنافس بين بيزنطة وفارس

تنزع المرويات التاريخية القديمة إلى إبراز الدوافع الدينية في حملات الملك الحميري (ذو نواس) واسمه أحياناً “يوسف أسار”، و”دومنوس أو داميانس” عند الرومان، و”مسروق” عند السريان) ضد التجمُّعات المسيحية في نجران وظفار وحضرموت وغيرها من مناطق اليمن القديم.
وتحرص هذه المرويات غالباً على إعطاء الانطباع بأن تلك الحملات لم تكن في جوهرها سوى استهداف خالص للعقيدة المسيحية، والتنكيل بمعتنقيها فقط بسبب ما يعتقدون.
في حين أن صنفاً حديثاً من المؤرخين والباحثين يميل إلى استعادة تلك الوقائع وتفسيرها بمنطق يشدِّد على خلفيتها السياسية أو التجارية -كانت اليمن ممرَّاً برِّياً لطرق التجارة بين الشرق والغرب-، بحيث ينحصر دور المعتقد الديني إلى أن يغدو فقط أشبه بواجهة تنكُّريَّة تخفي تحتها أهدافاً مادية دنيوية، أو أن يُعتَرف به باعتباره عاملاً واحداً من بين عدة عوامل للصراع، بدلاً من أن يكون هو العامل الوحيد.
وعليه، فالمسيحيون في نجران لم يكونوا مجرَّد مسيحيين وانتهى الأمر، أو على الأقل لم يكونوا كذلك في نظر الملك الحميري ذو نواس. كانت مراكزهم الدينية وأماكن تجمعاتهم تبدو كبؤر خطرة لنشاط سياسي وتجاري مرتبط بمصالح بيزنطة المسيحية وحلفائها الأحباش.
كانت نجران محطة أساسية على طرق التجارة. وكان سكَّانها على درجة كبيرة من الثراء. وكانت المدينة على ما يبدو تضم جالية حبشية كبيرة، وتجاراً رومانيين.
وفي ذلك العصر، كانت المسيحية قد تحوَّلتْ إلى أداة سياسية تخدم طموحات بيزنطة (أو روما الشرقية).
تقول إحدى الفرضيات القوية أن ذي نواس ربما وصل إلى عرش مملكة حمير نتيجةً لصراعٍ على الحكم بين جناحين أو اتجاهين سياسيين ودينيين وتجاريين متباينين كانا يهيمنان على بلاد حمير: أحدهما كان على صلة وثيقة بالمسيحية والأحباش ومن ورائهم بيزنطة، والآخر هو المُخْلِص لما كان عليه الملك الحميري تبَّان أسعد أبي كرب (المعروف بـ أسعد الكامل) في أواخر حياته من الولاء الديني لليهودية.
وكان هناك بطبيعة الحال كتلة ثالثة كبيرة ظلَّتْ وفيَّة للتقاليد الدينية اليمنية الوثنية أو شبه التوحيدية على طريقتها الخاصة.
ربما نشب ذلك الصراع بين هذه الفصائل، وفقاً لبعض المصادر، بعد وفاة (تبَّان أسعد أبي كرب) الذي قيل إنه اعتنق اليهودية، كما يفيد الطبري، وذلك بتأثير من أحبار يثرب، المنطقة الحجازية التي ذهب لغزوها، فغزى أحبارها قلبه، ولدى عودته إلى بلاده، أنكر عليه قومه ردته عن دينه الوثني، لكنهم احتكموا إلى النار، فغشيتْ النار الحبرين اليهوديين اللذين رافقاه في رحلة عودته من يثرب، وخرجا من النار سالمين بينما أكلت النار الأوثان، “فأصفقتْ حمير عند ذلك وعند ذلك كان أصل اليهودية في اليمن”.
بيد أن المؤرخ والباحث اليهودي إسرائيل ولفنسون، الذي نقل هذه القصة عن الطبري[1] يرفض -بأدبٍ جَمّ- ما تقوله هذه المروية “الخرافية” عن منشأ اليهودية في اليمن. فهو يعتقد أن الشعوب لا تغير أديانها هكذا دفعة واحدة مثلما تغير أثوابها، بل هي عملية عقلية بطيئة متدرجة. يرى هذا المؤرخ أن لليهودية في اليمن بدايات أقدم بكثير من تلك اللحظة التي أمستْ فيها ديانة رسمية لبعض ملوك حَمْيَر[2].
ما يهم هو أن (ذو نواس) استطاع بصعوبة أن يكسب الرهان في صراع عنيف دار بين متنافسين على عرش حمير. كانت المملكة حينها تعيش حالة من التضعضع السياسي والانقسام.
أصبح ذو نواس هو الملك، بل قد يكون هو آخر ملوك حمير الكبار، باستثناء تنصيب وجيز، قبيل الإسلام بثلاثة أو أربعة عقود، لملك حميري شهير بقدر ما يحيط بسيرته من الغموض، نقصد سيف بن ذي يزن الذي يُعرف فقط بكونه من طلب العون العسكري من الفُرس لتحرير بلده من الأحباش.

ولعل الملك ذو نواس هو ذاته أحد أبناء أسعد أبي كرب، وكان يدعى عند ولادته ذُرْعَة (أو زرعة).
كان انتصاره على خصومه وتولِّيه الحكم يملي عليه أن يختط لنفسه اتجاهاً سياسياً وروحياً مغايراً لما كان عليه الجناح المنافس، فالتزم ذو نواس باليهودية -أو تظاهر بالالتزام بنسخة منقحة منها- وشجع رعاياه على اعتناقها، ومن خلالها كان يمكنه الاتصال بالقطب الإمبراطوري المنافس لبيزنطة والأحباش، متمثِّلاً في الامبراطورية الساسانية (فارس(، التي رغم أن ديانتها السائدة هي الزرادشتية إلا أنها كانت على الأرجح في تلك الحقبة تؤوي اليهود وترعاهم، بغضّ النظر عن غياب دعمها لـ ذي نواس الذي بقي بلا غطاء خارجي مباشر طوال مراحل ما يمكن أن نسمِّيه بلغة اليوم “كفاحه الوطني” ضد الوجود الحبشي البيزنطي.
نقل إسرائيل ولفنسون عن بعض المصادر اليونانية أن ذو نواس حكم بلاد حِمْيَر بين 490 ميلادية و525 ميلادية[3] وقد جعل ذو نواس من صنعاء عاصمةً له بدلاً عن ظفار.
والمتفق عليه في أغلب كتب التاريخ أن هذا الملك العظيم لقي مصرعه في سواحل البحر الأحمر خلال معركة خاسرة خاضها بجنود متخاذلين في مواجهة الجيوش الأكسومية الحبشية التي جاءت بإيعاز من روما الشرقية (بيزنطة) لاحتلال اليمن بذريعة الانتقام لتجَّار بيزنطيين جرى اعتراضهم وقتلهم في اليمن، والأهم من ذلك الانتقام لنصارى نجران الذين سنتحدث عنهم في هذا المقال.
وردت قصة نصارى نجران في القرآن الكريم تلميحاً في سورة “البروج”. وهذا التلميح مثار جدل وخلاف حول المقصود منه. وشاع في الكتابات الإسلامية رأي مفاده أن المقصود في الآية “قُتِلَ أصحاب الأخدود”، هم نصارى نجران.
وجاء في “تاريخ الأمم والملوك” للطبري أن الملك الحميري ذو نواس “خَدَّ لهم الأخدود، وحَرق بالنار، وقَتل بالسيف، ومثَّلَ بهم كلّ مثلة”[4]
وتتوافق المرويات الإسلامية مع المرويات المسيحية في الاعتقاد بأن ذو نواس لم يبطش بنصارى نجران، في أكتوبر 523 ميلادية، إلا لكونهم مسيحيين مؤمنين رفضوا الرجوع عن دينهم.
هل كان الأمر يتعلق بالدين فقط؟
إننا نميل إلى ما ذهب إليه المستشرق الأمريكي روبرت هايلاند وآخرون، بشأن ترجيح المحرِّكات الخارجية للصراع اليهودي المسيحي في اليمن. بحسب هايلاند، فإن ذلك الصراع الديني لم يحدث إلا في اللحظة التي أصبح فيها جنوبي الجزيرة العربية “متورطاً في سياسة قوة عظمى”. ويضيف: “لقد اشتد هذا التورط على نحو مثير أوائل القرن السادس عندما اندلعت حرب شاملة بين الحبشة وحمير”.
ورغم أن الكُتَّاب المسيحيين يصورون تلك الأحداث بلغة الاضطهاد الديني والاستشهاد، كما يقول هايلاند، إلا أنه “لا يوجد أي إيحاء في المصادر المحلية باضطهاد المسيحيين بسبب دينهم فقط. بالأحرى يبدو الاعتراض مرتبطاً بالسياسة، لأن نشر المسيحية كان يفهم على أنه نشر للنفوذ السياسي البيزنطي، الذي عارضته الأطراف الموالية للفرس وأنصار استقلال اليمن[5]” .
والآن دعونا ننظر في وثيقة تاريخية مسيحية أرثوذكسية مهمة حول الأحداث في نجران. الوثيقة وردت في كتاب بعنوان “الشهداء الحميريون العرب في الوثائق السريانية” لـ أغناطيوس يعقوب الثالث -بطريرك أنطاكية وسائر المشرق- الذي عاش بين 1912م و1980.
في البداية، يجادل مؤلف الكتاب بإلحاح على أن نصارى نجران كانوا على المذهب الأرثوذكسي، (يؤمنون بالطبيعة الواحدة للمسيح وهي العقيدة الرسمية لدولة الروم في ذلك الوقت). ويرفض المؤلف مزاعم الكاثوليك الذين يقولون إن نصارى نجران “كانوا مستمسكين بعروة الايمان الكاثوليكي”، على حدّ تعبيره.
على أن أول ما يلفت النظر في واحدة من الوثائق التي تضمَّنها الكتاب، وهو ما يهمنا الآن، هي تلك الإشارة إلى أن الوفد الذي بعثه ذو نواس للتفاوض مع المسيحيين (وبينهم أحباش) المتحصنين في مدينة ظفار، عاصمة الحميريين الأولى، كان يتألف من كاهن “لاوي” من يهود طبرية، وشخصاً مسيحياً من نجران اسمه عبد الله ابن ملك، “وكان مسيحياً اسماً فقط”، هكذا تصفه الوثيقة السريانية الأرثوذكسية) ومسيحياً آخر من حيرة النعمان واسمه كونب ابن موهوبة (وكان هو الآخر مسيحياً اسماً) فقط حسب وصف الوثيقة.
تتحدث الوثيقة أيضاً عن حيلة اعتمدها ذو نواس للإيقاع بنصارى نجران شبيهة بحيلته مع نصارى ظفار: إرسال وفد من اليهود أعطى نصارى نجران عهداً بعدم المساس بهم، وعندما خرجوا إليه آمنين غدر بهم ذو نواس وأمر بدفعهم إلى المحرقة في الأخدود.
وتذكر الوثيقة أرقاما مبالغا فيها عن الضحايا.
لكن أن يضم وفد الملك الحميري (اليهودي)ذو نواس أشخاصاً “مسيحيين”، كما تعترف الوثيقة المنحازة أصلاً، فهذا مؤشر أول على أن الاعتقاد الشخصي بالمسيحية لم يكن إطلاقاً هو المستهدف بالاضطهاد والقمع. وأما القول بأن مسيحية أعضاء الوفد كانت اسمية فقط، فهو لا يعكس إلا العاطفة اللاهوتية الدينية المتحيزة لكاتب الوثيقة الذي يرى في تعاون أي مسيحي -سياسياً- مع الملك الحميري خيانة ونوعا من الردة عن المسيحية الحقيقية. هذا التخوين والتكفير معهود بين الجماعات المؤمنة والنصوص الدينية.
ثمة إشارة أخرى مفادها أن الملك أرسل إلى المتمرِّدين يهوداً ووثنيين، إلى جانب العناصر المسيحية، وهو ما قد يدل على أن الوثنية كانت إضافةً إلى اليهودية تشكلان معاً العقيدة الرسمية لدولة ذو نواس.
حادثة المحرقة بين الذاكرة المصدومة والواقع التاريخي
تحتوي الوثيقة المسيحية (السريانية) على تفاصيل مروعة ولا شك عن الطريقة التي أُحرِق بها نصارى نجران. قد لا تكون جميع التفاصيل مطابقة تماماً لما حدث، لكنها في نفس الوقت ربما تشتمل على بذور من الحقيقة أضاف لها الخيال المصدوم طابعاً ملحمياً استشهادياً يمجد الشجاعة والإيمان العنيد بالعقيدة والتضحية في سبيلها، ويكشف وحشية وضلال الجلادين.
مثلاً يورد كاتب الوثيقة تسجيلاً درامياً لحديث مفترض بين الحارث ابن كعب زعيم نصارى نجران مع الملك ذو نواس. هذا الحوار لا يمكن إلا أن يكون مفبركاً من نسج الخيال، فمن بوسعه في ذلك الزمن الغابر أن يوثِّق تلك اللحظة الصعبة، ويرصد ما دار فيها من حديث بالتفصيل؟
وهذا ما يجعلنا نرجّح أن الحادثة برمِّتها قد خضعت في حقب لاحقة لإنتاج سردي مسرحي بغرض تحريك العواطف الدينية.
ويروي كتاب “الشهداء الحميريون” قصة عن طفل في الثالثة عشرة يشاهد الملك جالساً بثيابه الملكية، فيعدو إليه تاركا أمه ويقبل ركبتي الملك، “فأمسكه الملك وأخذ يهش له قائلاً: ماذا تريد؟ أن ترافق أمك لتموت معها أم أن تبقى عندي؟ فأجابه الطفل: أريد يا سيدي أن أموت مع أمي ولهذا خرجت معها إذ قالت لي هلّم يا بني لنمضي ونموت من أجل المسيح..إلخ”.
وفي محاولة مستمرة لإثبات المنظور الديني العقائدي بخصوص الواقعة، تضيف الوثيقة أن ذو نواس بعد أن أحرق كنائس نصارى نجران، قام بجمع الأعيان والأشراف الذين وقفوا أمامه مكبلين، “فسألهم ذو نواس: لماذا قصدتم أن تتمردوا عليّ ولم تسلموا إليّ المدينة -نجران، لكنكم اتكلتم على ذلك الساحر المضل ابن الفجور (يقصد المسيح) وعلى هذا الشيخ الأخرق الحارث بن كعب الذي صير لكم رئيساً؟”[6]

حرب بالوكالة
مع ذلك، فمعظم الدلائل الأخرى تشير إلى أن واقعة نجران قد جرت في سياق ما يمكن وصفه بـ “الحرب بالوكالة” بين قوتين عظميين هما (بيزنطة وفارس)، حيث كانت تلك الحرب تتخذ من الدين شعاراً لها، وكانت اليمن ساحة من ساحاتها.
فالأحداث التالية لواقعة نجران تكشف بوضوح معالم الحرب بالوكالة. فبعد انتصار الأحباش حلفاء بيزنطة واستيلائهم على اليمن، ونشر المسيحية على حساب اليهودية وبناء كنيسة ضخمة في صنعاء، ظل اليمنيون المتضررون من حكم الأحباش يبحثون عن عون.
وكانت فارس باعتبارها القطب الدولي المنافس حينها، من أبرز الجهات التي قصدوها مراراً. وبالفعل أمر كسرى أنوشروان، وهو أحد أهم كسروات فارس، بإرسال حملة عسكرية مصغَّرة رافقت الزعيم اليمني سيف بن ذي يزن. لكن هذا القرار اتُخِذ بعد سنوات طويلة من مقتل ذي نواس وانتصار الأحباش.
تمكنتْ الحملة (اليمنية/ الفارسية كما يبدو) من إلحاق هزيمة أولية بالأحباش، ولا شك أن للأحباش حلفاء يمنيين أيضاً. لكن الأحباش ما لبثوا أن استجمعوا قوتهم وتغلَّبوا من جديد، وربما استطاعوا اغتيال سيف بن ذي يزن نفسه، وذلك قبل التعزيز بحملة فارسية ثانية انتهت في البداية بسيطرة الزعماء اليمنيين حلفاء الفرس على صنعاء وأنحاء واسعة من البلاد (عام 575م على وجه التقريب).
أما الحكم الفعلي للفُرس في اليمن (وليس على كُلّ اليمن) فربما تأخر إلى العام 597م.
ويشير الأب سهيل قاشا في كتابه “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام” إلى أن سياسة الفُرس تجاه معتنقي المسيحية (وليس تجاه الأحباش كعرق) اتسمت بكثير من التسامح”[7].
هذا هو الحال الذي كانت عليه اليمن عشية ظهور الإسلام في الحجاز.
الثمرة المعرفية للتنقيب في هذه الأحداث
إنّ تسليط الضوء على الأبعاد الدنيوية في مثل هذه الوقائع، التي اعتادت النصوص الدينية على نقل أخبارها كعنف ديني محض، يُعْتَبَر جهداً معرفياً وتاريخياً ينتمي إلى اتجاهات العقلنة والتنوير والعلمنة.
ذلك أن الدين، أو الاختلاف في العقائد، لا يستطيع أن يكون وحده حافزاً كافياً للحرب والقتال والقمع والتطهير. لا بد من التنقيب عن محرِّك مادي للصراع، دون التقليل من أهمية المحرِّكات الفكرية والروحية.
يترتَّب على هذا النمط من التفكير والبحث والتفسير، وضع حادثة دامية مثل حادثة نصارى نجران في منظور تاريخي عقلاني، قابل للتصديق والفهم، حتى لو لم تكن أعمال القتل والحرق مستساغة ومقبولة من الناحية الأخلاقية بمعايير وحساسيات زماننا.
وبهذه الطريقة تصبح حملة ذو نواس واجراءاته الخاصة تجاه نصارى نجران (أصحاب الأخدود)، عملاً نظامياً قانونياً من تلك الأعمال المنوطة بالدول عادةً من أجل تثبيت أركانها وبسط نفوذها وإزاحة كل ما يقف في طريقها، رغم ما تتصف به أحياناً هذه الأعمال من القسوة والجور.
أو بتعبير آخر: تصبح تلك الحملة عملاً من أعمال “السيادة” بلغة اليوم. فالعنف كان موجهاً ضد المجموعات المسيحية في الأساس لأنها تمردت على سلطة الملك/ الدولة لصالح قوة أجنبية، وليس لأنها آمنت بهذا الإله أو ذاك.
ومما يدعم هذا الافتراض أنّ نمط التوحيد السياسي الحميري كان قد كَفَّ، منذ زمن بعيد، عن اشتراط تحقيق وحدة دينية شاملة مصاحبةً له.
 
[1] تاريخ الأمم والملوك، جـ2، ص96
[2] إسرائيل ولفنسون، “تاربخ اليهود في بلاد العرب في الجاهلية وصدر الإسلام”، طبعة 1927 عن دار الاعتماد في مصر، ص41 و42
[3] إسرائيل ولفنسون، مصدر سابق، ص44
[4] أبي جعفر محمد بن جرير الطبري، م 310 هـ، “تاريخ الأمم والملوك”، طبعة دار الكتب العلمية 2011، ج1، ص436
[5] تاريخ العرب في جزيرة العرب من العصر البرونزي إلى صدر الإسلام 3200 ق.م -630م”، روبرت هايلاند، ص77
[6] أغناطيوس يعقوب الثالث، “الشهداء الحميريون في الوثائق السريانية”، طبعة عام 1966، دمشق، ص 28.
[7] سهيل قاشا، “صفحات من تاريخ المسيحيين العرب قبل الإسلام”، منشورات المكتبة البُولسية، ص 251
 الوسوم
الصراع في اليمنبيزنطة وفارس في اليمنتاريخ اليمنحرب بالوكالةحروب اليمن القديممحمد العلائيمها العمري

Mohammed al-Alaiy
صحفي وباحث ومؤرخ يمني، مؤلف كتاب "الجمهورية الفانية..مذكرة حول الانهيار والحرب في اليمن" الصادر هذا العام 2021، عن دار الفارابيو
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
نقش الملك يوسف أســـار يثأر .. Ry 507
ليبركن / الهن / ذلهو/ ذسمين / وارضن / ملكن / يوسف / أسار / يثار / ملك / كل / اشعبن / وليبركن / اقولهمو / ومراسهمو / وعربنهمو / وذكرو / أقولن / لحي عت / وبنيهمو / شرحب ال / يكمل / وهعن / واسار / ولحي عت / يرخم / ومرثد ال / يمجد / بني / مراهمو / ملكن / يوسف / اسار / يثار/ كدهرو / قلسن / وهرجو / أحبشن / بظفر / ذخرعوم /.../ وهرجهمو / ثلث / ماتم / ..... مو/ وكل / كذي / بعلي / اشعرن / ومصنع / شمر / وركبن / ورمع / ومخون /.../ ومتو / بأشعرن / ودهرو / قلسن / وهرجو / وغنمو / احبشن / بمخون / بحورهمو / فرسنيتم / وهربو / كل / ذاسيو / بعلي / مسباهمو / بن / حشيم / وسعلم / يوم /...ود / ارمن / وكذكي / ثني / بعلي / نجرن / ليهعلنن / بنهمو / رهنم / فاو / يحربهمو / يحكك / وكدا / وهبت / رهنن / وستغرو / علهمو / مجرمتم / وكي / وسعو /.../ وخمرتم / اخني / وككل / فيح / يمن / وهبون / ماتم / رهنم / وكجمع / ذهفع / ملكن / وم / وككل / اقولن / واشعبن / وتسباتن / اربعت / عشر / االفم / مهرجتم / واحد / عشر / االفم / سبيم / وتسعي / وثتي / ماتن / االفم / جملم / وبقرم / وعنزم / وكهسطر / ذن / مسَندن / قلن / شرح ال / ذ يزان / كقرن / باشعب / ذهمدن / واعربن / بعلي / نجرن / ثو / يقهن / ملكن / ذ يرضين / اخوتهمو / وجشهمو / ازان / قرن / بعم / ملكن / بمخون / بن / حبشت / ويصنعن / سسلت / مدبن / ورخهو / ذ مذران / ذ لثلثت / وثلثي / وست / ماتم / وبخفرت / سمين / وارضن / واذن / اسدن / ذن / مسندن / بن / كل / خسسَم / سلم / علي / ملكت / حميرم / وتقدم / وسطر / ذن / مسَندن / تممم / بن / معدن / ذ قسم لت / سباين ..
------------------------------------------
المعنى :
ليبارك الله الذي له ( مُلك ) السماوات والأرضين الملك يوسف أســار يثــأر .. ملك كل القبائل ويبارك أقيالهم وقادتهم وأعرابهم ، ويبارك المذكورين من أقيالهم لحيعة وأبنائه شرحبيل يكمل وهعان وأسار ولحيعة يرخم ومرثد إل يمجد أبناء سيدهم الملك يوسف أسار يثأر (وذلك عندما) أحرقوا الكنائس وقاتلوا الأحباش في ظفار وأرعبوهم وقتلوا منهم ثلاثمائة .. وكذلك (حدث لهم في)الاشاعر ومصنعة شمر في ركاب وفي (وادي) رماع والمخا عندما اجتاحوهم ، واحرقوا الكنائس وقتلوا الأحباش في المخا (وتعاون ) الساكنين (في المنطقه مع الجيش) والفرسان ومن وجدوه على طريقهم حصدوهم حصيداً ثم بعث الملك شخصين إلى نجران من اجل قبض الرهائن المفروضه عليهم (على الاحباش) وإلا كان شن الحرب عليهم بلا هواده لكن لم يسلموا الرهائن بل أنهم أغاروا بجريمة (شنعاء) على الحميريين وسعوا الى النيل منهم كثيراً ولكن (في نهاية الأمر) كل رجال قبائل وعشائر اليمن استلموا المئات من الرهائن ومجموع ما انتفعوا به وامتلكوه مع جميع الاقيال والقبائل والمقاتلين (في هذه) الحملة .. أربعة عشر ألف قتيل وأحد عشر ألف أسير ومائتان وتسعون الفاً من الإبل والبقر والماعز ،وقد كُتِبَ هذا النقش عندما كان القيل شرح إل ذي يزن مرابطاً على حصار نجران مع رجال قبائل همدان والبدو حتى أنجز ما أمر به الملك وحاز رضى الملك و إخوتهم وجيشهم اليزني رفاق الملك في المخا .. وقد قام الملك بصنع سلسلة من التحصينات في (باب) المندب (هذاالنقش مؤرخ) في شهر ذو المذرأ عام ستمائة وثلاثة وثلاثون والنقش في حماية رب السماوات والأرض ورعاية وحماية جنوده (الملائكة) لهذا النقش من كل خسيس أومخرب .. وســـلام ( الله وأمانه ) على مملكة حـِمـيـَـر .. كَتَبَ هذا المسند تمــام بن مـعدي ذو قاسم اللات السبئي ..
------------------------------------------
ملاحظات :
1- النقش مؤرخ في شهر ذو المذرأ عام 633 حميريه الموافق يوليو 518 ميلاديه
وهو ذات تاريخ النقش JAM 1028 الذي يتحدث عن نفس الموضوع ..
2- سبق نشر هذا النقش من قبل في دراسة متواضعة
------------------------------------------
معمر الشرجبي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM