اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
قال : ورأيت الناس يحجون إليه كما يحجون الى البيت الحرام ويقول أحدهم لصاحبه : أصبر لينقضي الحج ، يراد به حجّ مسجد الجند.
وقال ابن الحايك : من المدن النجدية باليمن الجند من أرض السكاسك وبين الجند وصنعاء ثمانية وخمسون فرسخا.
وقال علي بن هوذة بن علي الحنفي بعد قتل مسيلمة : وسمع الناس يعيرون بني حنيفة بالردة فقال يذكر من ارتد من العرب غير بني حنيفة :
رمتنا القبايل بالمنكرات 
وما نحن إلا كمن قد جحد
ولسنا بأكفر من عامر
ولا غطفان ولا من أسد
ولا من سليم وألفافها
ولا من تميم وأهل الجند
ولا ذي الخمار ولا قومه 
ولا أشعث العرب لو لا النكد
ولا من عرانين من وايل 
بسوق النجير وسوق النقد
وكنّا أناسا على غرة
نرى الغي من أمرنا كالرشد
ندين كما دان كذّابنا
فيا ليت والده لم يلد
وقد نسب إلى الجند البطن والبلد كثير من أهل العلم منهم : محمد بن عبد الرحمن الجندي روى عن معمر بن راشد وروى عنه الشافعي محمد بن إدريس وغيره وطاووس بن كيسان اليماني مولى بحير بن ريسان الحميري كان من أبناء فارس نزل الجند وهو تابعي مشهور سمع ابن عباس وجابر بن عبد الله وابن عمر وأبا هريرة روى عنه مجاهد وعمرو بن دينار وقيس بن سعد وابنه عبد الله وغيرهم مات بمكة سنة خمس أو ست ومائة ، وموسى الجندي روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرسلا قال : رد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شهادة رجل في كذبة كذبها ، روى عنه معمر بن راشد وعبد الله بن زينب الجندي روى عنه كثير بن عطا الجندي.
وزمعة بن صالح الجندي روى عن عبد الله بن طاووس وعمرو بن دينار وسلمة بن وهرام وابن الزبير وروى عنه عبد الرحمن بن مهدي ووكيع وعبد الله بن عيسى الجندي روى عنه عبد الرزاق الصنعاني ومحمد بن خالد الجندي وعبد الله بن بحير بن ريسان الجندي حدّث عن
محمد بن محمد روى حديثه سلمة بن شبيب عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد ورواه غيره عن عبد الرزاق عن عبد الله بن بحير ولم يذكر بينهما معمرا.
وسلام بن وهب الجندي روى عنه زيد بن المبارك وعلي بن حميد الجندي حدّث عن طاووس بن كيسان روى عنه عبد الملك بن جريج.
وكثير بن عطا الجندي روى عن عبد الله بن زينب الجندي روى عنه عبد الرزاق وقال البخاري كثير بن سويد يعد من أهل اليمن عن عبد الله بن زينب روى عنه معمر وهو أشبه بالصواب.
وصامت بن معاذ الجندي يروي عن عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي روّاد روى عنه المفضل بن محمد الجندي ، ومحمد بن منصور أبو عبد الله الجندي سمع عمرو بن مسلم والوليد بن سليمان ، ووهب بن سليمان مراسيل سمع منه بشر بن الحكم النيسابوري قاله البخاري. وأبو قرة موسى بن طارق الجندي روى عن ابن جريج ومالك وخلق كثير روى عنه أبو حمة وأبو سعيد المفضل بن محمد الجندي الشعبي روى عن الحسن بن علي الحلواني وغيره روى عنه أبو بكر المقرىء .. انتهى كلام ياقوت.
وقال الطيب بن مخرمة في كتاب النسبة الى البلدان : الجند بفتحتين وبالدال مهملة خطة عظيمة ، وجهة كبيرة من اليمن فإن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قسم اليمن على خمسة رجال : خالد بن سعيد على صنعاء ، والمهاجر بن أبي أمية على كندة ، وزياد بن لبيد على حضر موت ، ومعاذ بن جبل على الجند ، وأبو موسى الأشعري على زبيد ورمع وعدن والساحل.
وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمعاذ لما بعثه إلى الجند : علمهم القرآن وشرايع الاسلام واقض بينهم. وجعل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أهل الجند قبض الصدقات الذي من العمال باليمن ، فوصل معاذ إلى الجند أميرا وبنى المسجد المعروف في حياة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بإشارته ورويت أحاديث في فضل مسجد الجند والله أعلم بصحتها.
148
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن


وفي آخر شوال بيوم السبت سادس وعشرين سار محسن بن المهدي من الغراس إجابة لصنوه لما طلبه الغارة إلى بلاد قعطبة، فخرج بمن حضر معه وعزمه وقد كان بلغ الخبر أنه اتفق بين يافع وبين إسماعيل بن الناصر محمد بن المهدي وقعة بقعطبة، وذلك أن يافع قصدت قعطبة فثبت لهم إسماعيل ومن معه في البيوت ورموهم بالبنادق، وطالت المحاصرة قدر اثني عشر يوماً والحرب عمال، فراح منهم كثير ولم يفت من أصحاب إسماعيل إلا نحو عشرة لتحصنهم في البيوت. وكان وصول عبد الله من جبلة غارة، فوصل إلى مسخيره ولم يتمكن من النفوذ؛ لكثرة يافع وإحاطتهم بقعطبة، ثم لما كان ذلك وقع المصالحة على أن كلاً منهم يرتفع عن قعطبة، فخرج إسماعيل إلى عند صنوه عبد الله، ويافع ارتفعت إلى بلادهم، وسكنوا منهم طائفة في أطراف بلادهم. ثم إن يافع لما رأوا قعطبة فرغت عن العسكر، قصدوا تلك البيوت التي وقع الحرب منها فأضربوا بعضها. ثم حصل من يافع المغزى على يحيى بن الناصر وهو بلحج، فوقع الحرب وثبت لهم وقتل منهم الكثير نحو ما وقع في قعطبة. فلما وقعت هذه الحوادث كرس الناصر الكتب إلى البلاد العليا بالمدد، فسار من صاحب ثلاء القاسم بن المتوكل نحو أربعمائة ومن صاحب كوكبان مثلهم ومن صاحب البستان، وكان عزمهم في عشرين من شهر القعدة.
وتجرم صاحب المنصورة من حسين بن المتوكل صاحب صنعاء، وقال: إنه أرسل بدراهم إلى يافع، فأشار عليه السيد الحسن بن المطهر الجرموزي صاحب المخا وكان عنده أنه لا ينبغي هذا الوقت إلا الاحتمال، وأنه ربما ذهب[141/ب] عليه بعض بلاده، فما ينبغي إلا التسكين والاجتماع ليكون الأمر واحداً، مع أن حسين قد أجاب الناصر من جملة غيره، إلا أنه يريد الهَنْجَمَة لأجل ما نقص عليه من بلاده، والله يصلح أحوال المسلمين كافة
وسار حجاج تهامة بغير أمير، وقال الناصر: في حسن بن المتوكل كفاية في تزليجه للحاج إلى حلي على ما كان في الزمان الأول، قبل دولة المتوكل، وفي أول دولته، فإن العهدة كانت على صاحب جازان في تزليج الحاج إلى حلي.
وفي آخر القعدة كان الصراب للزرائع، فتهونت الأسعار، بلغ القدح البر إلى خمسة حروف، والذرة إلى مائة بقشة، وكذلك الشعير، وما زال السعر ينزل، فتراجع الناس بعدما لحقهم من الشدة الطويلة، فلله الحمد والمنة، وهذا مع كبر القدح، وصغر البقش في الضربة، فيكون على حساب الدولة الأولة دولة محمد بن القاسم نصف قدح والدراهم زائدة النصف يصح السعر بعشرين بقشة.
ولما لم يجهز أمير حاج مع حجاج طريق تهامة وصل الحجاج إلى أبي عريش وصبيا، ثم إنه ترجح لهم العود فعادوا، وأما حجاج السراة من بني عضيَّة فساروا على عادتهم، وكذلك سار من جاء طريق البحر. وحسن بن المتوكل ما تم منه تزليج عسكر إلى حلي، وقال: العادة الأولة قد تغيرت، وتلك الجهة قد دخلت في أطراف بلاد أحمد بن زيد، فالأولى الترك مع ما قد تجدد في زمان المتوكل من انقلاب العادة الأولة.
وجاء خبر بأن بعض المراكب لما رجعوا من المخا ووصلوا إلى البحر صادفهم الفرنج فنهبوهم[142/أ] أموالهم، ولا قوة إلا بالله.
وفي هذه الأيام شهر الحجة، أول العشر دخل عبد الله وغيره من أجناد الناصر إلى بلاد قعطبة، ثم إن يافع تحركت وتكاتبت واجتمعت، وتواعدوا لقصدهم إليها. ولما تشاغل الناصر هنالك بالمشرق هان الأمر على المعارضين، وتثاقلوا عن الإمداد مع ضعف المواد معهم، وحملوا السهل، وربما ظهر من يوسف صاحب ضوران أنه باق على دعوته، وكذلك صاحب صعدة، وظهر ميل إبراهيم بن المهدي عن صنوه وأظهر التجرم منه بتخلفه عليه في الذي كان وضعه له من البلاد، ولم يخرج من ذمار. وأما إسحاق فخرج من يريم إلى العثارب وصار يقدم رجلاً ويؤخر أخرى، وطلب الناصر ولده إسماعيل إلى عنده.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#رحلات_في_الجزيرة_العربية_د.

تمتد ضفة اللؤلؤ من الشارقة وحتى مجموعة (بودلف / بوضلف؟) ويكون القاع عادة من الرمال التي تكثر فيها الأصداف والمرجان المتكسر. ويختلف العمق إذ يتراوح بين خمس إلى خمس عشرة قامة. وحق الصيد على الضفة مشاع للجميع ، لكن المشاحنات بين القبائل ليست نادرة الحدوث. وإذا كان وجود إحدى السفن الحربية يحول دون فض نزاعاتهم هذه على الفور ، فإنهم يضعون حدا لها على اليابسة حيث يحطون رحالهم لفتح المحار. ولغرض وقف مثل هذه المنازعات ، التي لو سمح باستمرارها لأدت إلى حدوث فوضى ، فإن سفينتين حكوميتين تمخران عادة عباب البحر قرب الساحل.
أما سفنهم فذات أحجام متباينة وبناء مختلف يتراوح وزنها بين عشرة أطنان وحتى خمسين طنا. وفي أحد الفصول ، تبين أن جزيرة البحرين توفر ثلاثة آلاف وخمسمائة سفينة من مختلف الأحجام بينما يوفر الساحل الفارسي ألف مركب وان المسافة بين البحرين ومدخل الخليج ـ بما فيها ساحل القراصنة ـ فيها سبعمائة مركب ويقدر ثمن اللؤلؤ الذي يتم الحصول عليه من مختلف هذه الموانئ ب ٤٠ لاك من الدولارات ، أو أربعمائة ألف جنيه. وتحمل مراكبهم طاقما يتراوح عدده بين ثمانية أشخاص إلى أربعين شخصا. وبهذا يكون عدد الأشخاص الموظفين في الملاحة في موسم الصيد أكثر من ثلاثين ألفا. ولا يتلقى أي واحد منهم أجورا محددة ، بل لكل منهم نصيبه من الأرباح الكلية. وثمة رسوم صغيرة تفرض على كل قارب من شيخ الميناء الذي تعود إليه. وفي هذه الفترة يعيشون على التمور والأسماك التي تكثر في هذا المكان وتتصف بنوعيتها الجيدة. ولهذا كانت هدايانا الصغيرة من الرز إزاء هذا الطعام الشحيح تشكل مصدر ترحيب كبير ، وهم يغطون أجسادهم بثوب أبيض ، لكن على وجه العموم ، وفيما عدا وزرة تستر الجزء الأوسط من أبدانهم ، فإنهم عراة تماما. وعند ما يوشكون على القيام بأعمالهم تراهم يقسمون أنفسهم إلى قسمين ، يبقى القسم الأول في القارب لجذب أولئك المنهمكين في عملية الغوص. أما القسم الثاني فيزودون أنفسهم بسلة صغيرة ويقفزون من جانب المركب إلى البحر ويضعون أقدامهم فوق إحدى الصخور المربوطة بأحد الحبال. وعند إعطاء الإشارة يرخى الحبل ويغوصون إلى القاع وعند ما يكون المحار كثيرا ، فقد يرسل ثمانية إلى عشرة
أشخاص في كل مرة. وبعد ذلك يهز أحدهم الحبل فيقوم الشخص الموجود على ظهر القارب بسحب الغواص إلى أعلى بأسرع ما يستطيع. إن المدة التي يستطيعون البقاء فيها تحت سطح الماء قد بولغ في تقديرها. والمعدل العام دقيقة واحدة ، ولا أعتقد بأنها تتجاوز الدقيقة والنصف إلا في مرة واحدة فقط (١).
ولا تقع أي حوادث في الغالب بسبب أسماك القرش ، لكن السمك المعروف بأبي منشار يخشى أمره كثيرا. وقد رويت لي بعض القصص عن الغواصين الذين قطعت أبدانهم إلى نصفين تماما بفعل هذه الأسماك المتوحشة التي تتصف في الخليج العربي بأنها ذات أحجام أكبر من مثيلاتها في أي مكان آخر في العالم. ولما كان سلوك هذا السمك غير مألوف عند القارئ العام ، فإنني سأضيف بعض الكلمات لوصفه ، تكون هذه الأسماك ذات شكل دائري يميل إلى الاستطالة ، أما رأسها فمسطح من الجهة الأمامية ويستدق على نحو مفاجئ عند جهة الذنب. ويبلغ طول السمكة ما بين ثلاثة عشر إلى خمسة عشر قدم ، ومغطاة بطبقة جلدية ذات لون غامق من الأعلى وأبيض من الأسفل. أما السلاح الفتاك الذي اشتقت اسمها منه فهو عبارة عن خطم مسطح ناتئ يبلغ طوله ستة أقدام وعرضه أربع بوصات ومسلح من كل جهة بفقرات تشبه أسنان القرش.
يعد الغوص ضارا بالصحة إلى حد كبير ومما لا شك فيه أنه يقصر عمر أولئك الذين يمارسونه بكثرة. ولكي يحتفظ الغواص بتنفسه فإنه يضع قطعة مطاطية فوق منخريه. ولا يدخل القارب في كل مرة يصعد فيها إلى سطح الماء ، إذ أن الحبال مشدودة إلى جنبيه فتساعده على التشبث بها ، حتى يحصل على النفس اللازم للقيام بمحاولة جديدة. وما أن يملأ الصيادون قاربهم ، يتجهون إلى إحدى الجزر التي يكثر وجودها قرب الضفاف ، فينصبون خيمهم مع المجاديف والصواري والأشرعة. ويقدرون سعر المحار غير المفتوح بدولارين لكل مائة محارة (٢).
______
(١) حدث هذا بحضور المقيم البريطاني العقيد (ستانوس) ، إذ ظل أحد الرجال من بين مائة من الحاضرين تحت الماء مدة دقيقة وخمسين ثانية لقاء جائزة مقدارها بضع دولارات. أما في (سيلان) فإن الفترة قلما تتجاوز خمسين ثانية.
(٢) تقوم البحرية الهندية بتنفيذ العديد من المهام الموكلة إليها ومنها التنقل على ضفاف اللؤلؤ وهو تنقل مزعج وغير مريح. ويعترف أصحاب الخبرة الجيدة بأن حرارة الجو في الخليج العربي خلال فترة الصيف لا تضاهيها حرارة أي منطقة من مناطق العالم.
ولما كان السكان المحليون يألفون الماء منذ شبابهم ، فقد باتوا خبراء في الغوص. أما المسافة التي في وسعهم قطعها سباحة والزمن الذي يستغرقونه في الغوص فيبدو أمرا لا يصدق وسط الأوروبيين. وثمة حالات مشهود لها عن أفراد قاموا بالسباحة مسافة سبعة أميال دون استراحة.
في سنة (١٨٢٧) كنا نتجول في سفينة تدعى (تيرنيت) قرب شواطئ اللؤلؤ. ولما كان البحر هادئا والسفينة تمخر عباب البحر باتجاه التيار ، كان عدد من الضباط والجنود يطلون من فوق جانبها وينظرون إلى رباننا العربي الذي كان يسلي نفسه بالغوص بحثا عن المحار. وبعد محاولات عدة ، أخفق في البحث ، وقال : «أما الآن ، وبعد أن أصبحت عاجزا عن جمع المحار ، فسوف أغوص لصيد السمك». وهنا سخر الجميع من الفكرة ، إلا أنه غاص ثانية ، ولدهشتنا جميعا وجدناه يخرج إلى سطح الماء بعد فترة وجيزة ممسكا بسمكة في كل يد. وفسّر لنا ذلك بقوله أنه بينما جلس في قاع البحر ، تقدمت منه سمكة وبدأت تقضم بشرته برفق. وانتهز أول فرصة مؤاتية وامسك بالضحية بأن دفع إبهامه وسبابته في خياشيمها المنتفخة.
الثلاثاء ، الثامن والعشرون من مارس / آذار : وصلت إليّ في هذا الصباح أخبار تقدم (سعد بن مطلق) إلى (بدية) ، تلك المنطقة التي أتيت على وصفها سابقا ، وبذلك قضت على كل الآمال في إمكانية وصولي إلى (الدرعية) بمساعدته. وفي نفس الوقت علمت بأن الإمام قد أرسل الرسل الذين اتجهوا إلى (عبري) لأنهم لم يجدوا لنا أثرا في (البريمي) كما كان متوقعا.
وبعد أن أصبح الآن ضروريا وجوب أن أتخلى عن كل مقاصدي في التقدم أكثر داخل البلاد ، فقد وطدت العزم على قضاء الأيام القليلة القادمة من هذا الموسم اللطيف على
______
ـ فالليالي قصيرة ، ولهذا لا تستطيع الأرض أو البحر تبريدها في وقت قصير. وحتى عند ما تكون الشمس في الأفق فإنها تبعث على الدفء الذي لا يطاق. ويذكر البحارة أن الشمس تشرق وتبدو قرصا أحمر شديد الحرارة وبعد مرور بضع دقائق ترفع شدة أشعتها المحرار عشر درجات فهر نهايت. ومنذ هذا الوقت وحتى الساعة الحادية عشرة قبيل منتصف الظهر ، عند هبوب نسيم البحر ، تكاد الحرارة لا تطاق. وتحت مظلات مزدوجة ، يضطجع البحارة معصوبي الرأس بقطع من قماش مبلل ، فوق ظهر السفن ، أو يستلقون فوق الحافة العليا من جنب المركب ، يتطلعون إلى أول النسمات القادمة ، ويلهثون من شدة الحر. وبلا أي جهد يبذلونه ، ترى العرق يتصبب من كل مسامة. أما الماء فإنه يزيد من الظمأ بدلا من أن يرويه ، أما الجلد فيصاب بحالة من التهيج لا ينفع فيه ارتداء أي ثياب ، وأي حركة يرافقها ألم عظيم لأنها تسبب تشقق الجلد.
146
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#عدن_سقوط_الستار


وصلت البعثة على النحو الواجب من جدة على متن طائرة تابعة للأمم المتحدة وتم نقلها بطائرة هليكوبتر إلى فندقهم حيث تحصنوا مع صيحات وصرخات الغوغاء وراء الأسلاك الشائكة التي تتردد في آذانهم. ذهب بيتر هوب مع سعادة ، متجاهلاً البروتوكول العادي ، لاستدعاء الوافدين الجدد في Seaview. وجدوا أن زوارهم لا يهتمون بأي من الجولات أو الزيارات التي عُرضت عليهم ، ولا يرغبون في أي إحاطة أو معلومات عن خطط الاستقلال في عدن وجنوب الجزيرة العربية.
قبلت البعثة على مضض دعوة سعادة السفير للسفر إلى GH لمواصلة اجتماعهم وتناول وجبة غداء غير رسمية في يومهم الأول ، لكنها كانت عبارة عن بوفيه قصير غير مريح. لم يرغب الفريق في مقابلة أي شخص من القوة الاستعمارية أو الاتحاد. لم تكن البعثة في طريقها لتقديم تنازلات ولم تكن مستعدة للتحدث إلى الحكومة الاتحادية أو زيارة أراضيها - على أساس أن التعامل مع الفدراليين كان مستبعدًا من خلال اختصاصاتهم
كان على استعداد لذلك ، وأوضح ببساطة أن وجود الاتحاد كان عاملاً يجب أخذه بعين الاعتبار. وطلب القليل من المرونة وحث على البحث عن صيغة عملية من شأنها أن تمكن البعثة من التعاون دون منح الاعتراف. وعد أعضاء البعثة بالنظر في الفكرة ، مع الإصرار على رغبتهم في التحدث إلى السياسيين والمواطنين في عدن. كان ذلك جيدًا ، إلا أنه سرعان ما ظهر أنه لا يوجد عدني على استعداد للتحدث مع أعضاء البعثة.
لقد بذل قصارى جهده لتهدئة الزائرين وتوددهم بجدية ولكن دون جدوى. مع اندلاع أعمال الشغب خارج الفندق ، جعل سلاح الجو الملكي يستقبلهم لاسلكيًا ، وتلفزيونًا ، وعربة من الكماليات الغذائية ، وعلبة من الشمبانيا والكثير من المشروبات الباردة. رفضت البعثة بثبات استقبال الصحافة أو الملتمسين أو الزوار ، وبقيت معزولة عن العالم الخارجي.
في صباح اليوم التالي ، ذكرت صحيفة The Daily Sketch اللندنية أن اثني عشر مائة عربي "تظاهروا" في كريتر بينما اشتبك نورثمبرلاند فيوزيلييرز في معركة مدتها ثلاث ساعات مع القناصين على أسطح المباني السكنية والمساجد. تم تسجيل تسعة وستين هجوماً منفصلاً على القوات البريطانية ، وجرح ثمانية جنود وعشرة عرب ، وقتل ثلاثة عرب في ذلك الصباح ، أحدهم أثناء إلقاء قنبلة يدوية.
في يومهم الثاني ، طلبت البعثة زيارة معتقل المنصورة. قام سعادة بترتيب الرحلة بسرعة ورافقتهم الشرطة المدنية خلال الحشود الساخرة. ثم سمعنا أن المعتقلين رفضوا رؤيتهم واعتدوا عليهم من وراء الأسلاك الشائكة. عندما فتحت البازوكا في الشيخ عثمان القريب ، هرب وفد الأمم المتحدة إلى الفندق بطائرة هليكوبتر.
افترضنا أنهم تعرضوا للتأديب إلى حد ما ، لكن في اليوم التالي طلبوا زيارة مركز استجواب فورت موربوت. كانوا بلا شك يأملون في أن يشهدوا التعذيب والأشرار حراس السجون الاستعمارية. أخبر السيد توني لي أن يأخذهم عبر طائرة هليكوبتر ويظهر لهم جولة. كانت جولتهم هادئة. أخبرنا طوني أنهم وجدوا منشأة سلمية وجيدة الإدارة. ودعوا إلى تقديم شكاوى لكن لم يتم تقديم أي شكاوى لهم.
أزمة
ثم جاءت الأزمة. في اليوم الثالث ، طلبت بعثة الأمم المتحدة تسجيل رسالة لأهالي عدن ليتم بثها عبر محطة التلفزيون المحلية. وأوضح سعادته في اجتماع Seaview مع أعضاء الأمم المتحدة أن مرافق البث في عدن كانت تحت سيطرة حكومة الاتحاد وأعرب عن أمله في إيجاد طريقة مؤقتة مع الأخذ والعطاء. وُضعت رسالة البعثة على شريط وأرسلت ، جمعت لاحقًا ، إلى الوزيرين الاتحاديين جرجيرة وبيومي لترتيب البث. قيل لنا إنهم كانوا على استعداد للقيام بذلك ، ولكن عندما استمعوا إلى الرسالة وسمعوا البعثة تدين الاتحاد وتنكر حقه في الوجود ، غضب الوزراء ورفضوا إصداره. قالوا إنهم وجدوها مهينة واستفزازية ومدمرة.
بعد الانتظار براحة في صالة الفندق لسماع تسجيلهم ، غضب المندوبون بدورهم عندما اكتشفوا أن بثهم قد تم استبداله بفيلم رعاة البقر على التلفزيون. قام الزائرون بتعبئة حقائبهم في ما لا يمكن وصفه إلا بأنه متهور ، وطالبوا بوضعهم في رحلة العودة التالية إلى لندن ما لم يكن هو مستعدًا للتغلب على الوزراء الفيدراليين. امتنع سعادة عن القيام بذلك - أوضح أنه لا يرى أي سبب للمساهمة في تقويض الحكومة الوحيدة التي يمكن للبريطانيين تسليم السلطة إليها - بينما حث موظفوه بشدة البعثة على البقاء وتسوية الأمور في الصباح. على ما يبدو ، أرسل يو ثانت برقيات تأمر البعثة بالبقاء والقيام بعملها ، لكن تم تجاهله أيضًا.
استمرت المهزلة في مطار خورمكسر. رفض المندوبون المغادرون السماح بتفتيش أمتعتهم اليدوية ، وبطبيعة الحال ، رفض طيار BOAC السماح بحقائبهم على متن الطائرة حتى تم فحصها. بدأ السيد هوب وغيره من كبار المسؤولين مفاوضات مضطربة وتأخر الوقت قبل التوصل إلى حل وسط وغادرت الطائرة إلى المملكة المتحدة متأخرة عن موعدها.
كان أعضاء البعثة فظا بشكل مفرط مع الصحافة أثناء الانتظار بفارغ الصبر في المطار. وهتف شاليزي من أفغانستان بالشتائم على الصحفيين المحتشدين حولهم في صالة المغادرة بتعليقات مثل " أنت البريطانيون" الذين تسببوا في إراقة دماء في العالم أكثر من أي شخص آخر! ونتيجة لذلك فقد المندوبون تعاطف الصحافة مع محنتهم ، وتعرضوا لانتقادات شديدة بسبب سلوكهم في الصحف اللندنية في اليوم التالي.
كتب ديفيد هولدن ، وهو مراسل صحفي رفيع أطلعه سعادة السفير بعد الحدث مباشرة ، سرداً كاملاً للدراما برمتها في اليوم التالي لمغادرة البعثة من عدن واختتم بالتعليق التالي:
منذ أن كانت الأمم المتحدة في الكونغو ، ربما ، كان هناك مثل هذا الجهد الحازم من قبل رجال مفترضين وذكيين لتجاهل الواقع لصالح المفاهيم اللاهوتية المسبقة إلى الحد الذي أصرت فيه البعثة على أن الحكومة البريطانية هي المسؤولة عن كل شيء. ، والحكومة الفيدرالية لم تكن موجودة بالفعل. لا يسعني إلا أن أقول إنهم إذا اعتقدوا أنهم سيصدقون أي شيء. ربما هذا هو المكان الذي يكمن فيه الجنون.
سافرت البعثة إلى جنيف لتلعق جراحهم ، وقررت عدم العودة إلى عدن مطلقًا وتوجهت إلى لندن. عند وصولهم إلى مطار هيثرو ، استقبل موظفو وزارة الخارجية المندوبين وتوجهوا إلى دورني وود ، المقر الرسمي لجورج براون ، حيث كرس عطلة نهاية الأسبوع في محاولة للاتفاق على بيان صحفي مشترك معهم. هو أيضًا وجدها مستحيلة. حتى هو ، مع وجود وزارة الخارجية بأكملها تحت تصرفه ، فشل ذريعًا في تأمين موافقتهم على أي شيء مفيد.
الأمر برمته كان سيكون مثيرًا للضحك ، لو لم يتم التشكيك في حكم معالي ولولا السخرية من الصحافة والبرلمان بسبب الفشل الذريع. بدا من الصعب أن يُلام سعادة السفير على فشل البعثة الذي توقعه وتوقعه بوضوح ما لم تقدم الأمم المتحدة مجموعة منفتحة الذهن. وصلت إلينا تقارير تفيد بأن دنكان سانديز قد استمتع بالضحك على جورج براون في وقت السؤال في مجلس العموم ، وكان من الواضح أن وزارة الخارجية قد سئمت منا تمامًا في عدن. عرف FO مدى صعوبة وصعوبة المهمة لأن أفرادها تصرفوا بنفس السوء في دورني وود كما فعلوا في فندق Seaview. ومع ذلك ، لم يجرؤ أحد على انتقاد يو ثانت من الأمم المتحدة لإرساله إلى الاضطرابات السياسية ثلاثة دبلوماسيين مبتدئين غير أكفاء ممن كانوا منحازين بشدة وبعيدًا عن عمقهم من الأول إلى الأخير.
في رفضه القيام بمناقصة البعثة من خلال تجاوز قرار الوزراء الاتحاديين بعدم بث بيان الأمم المتحدة النقدي ، أيد معالي سلطة الاتحاد بتكلفة باهظة لسمعته وكذلك لموقف حكومتنا في الأمم المتحدة. لذلك أدركنا في عدن أن اسم سعادة السفير قد تضرر من زيارة البعثة. كنت أعرف ما يكفي عن سياسة وستمنستر لأدرك أنه عندما يتم الاستهزاء بحكومة بريطانية - من أي نوع سياسي - على أرض مجلس العموم ، فإنها تبحث عن كبش فداء ، وفي هذه المناسبة كان المفوض السامي هو الخيار الواضح
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM