حوالي “300” قطعة عثر عليها في الفترات الماضية عبر بعثات التنقيب الأجنبية والمحلية بالإضافة إلى أن جزءاً منها عثر عليها الأهالي ما تجدر الإشارة إليه أن المتحف عبارة عن مبنى تقليدي وغير مخصص للعمل المتحف كما أنه سقفه بحاجة إلى ترميم كون جزء منه سطح بالأخشاب الأمر الذي يعرض القطع الأثرية الموجودة فيه للمخاطر إلى ذلك فإن هناك ما يقرب من خمسة آلاف قطعة الأثرية مازالت مخزنة في المخازن غير المخصصة لتخزين وحفظ القطع الاثرية ولم تنلها أي صيانة أو ترميم يذكر منذ أن خزنت قبل حوالي “115” عاماً فهي مهددة بالتلف والتآكل وبحاجة إلى نقاذ من قبل الجهات المختصة.
[c1]نقوش تاريخية[/c]
استخدمت حمير في كتابتها اللغة السبئية بالرغم من أن البعض يشير إلى أنها ليست لغتها الاصلية ولكن يبدو أن لغة حمير الاصلية قد تركت بصماتها في بعض السمات اللغوية التي تظهر في تلك الكتابات تزييها عن لغة النقوش القديمة وكما يصف المختصون نقوش فترة ملوك سبأ وذي ريدان عادة بالسيء المتوسط “من القرون الأول إلى القرن الثالث الميلادي” ونقوش “ القرن الرابع حتى السادس الميلادي” بالسبئي المتأخر وهناك سمات واضحة في استخدام الخط في كل مرحلة فقد اتخذت نقوش السبئي المتوسط طابعاً تزينياً بلغ أوجه من السبئي المتأخر حيث اتخذ الرسم الناتي للحروف وبحسب المصادر فإن كثيراً من نقوش فترة ملوك سبأ وذي ريدان هي نقوش مؤرخة بالتاريخ الحميري وتعود إلى فترة ما بين القرنين الأول الرابع الميلاديين وقد عثر على كثير من هذه النقوش في ظفار وما هو حولها ولتلك النقوش أهمية خاصة من معرفة مراحل التاريخ اليمني القديم وتحتوي تلك النقوش ليس فقط على معلومات تاريخية وخاصة العلاقة مع شمال ووسط الجزيرة بل أيضاًَ تزودنا بمعلومات مهمة عن النشاطات المعمارية وكذلك من المعتقدات الدينية في زمن الأسرة الحاكمة الحميرية حيث تبدأ في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي ما يسمى في تاريخ اليمن “بالفترة التوحيدية الحميرية” التي مازال ينتابها الغموض وحيث تبدأ الدعوات الدينية إلى الآلهة العربية الجنوبية بالزوال تدريجياً لتحل الدعوات إلى الآلهة “رحمنان” رب السماوات والأرض.
[c1]الفن الحميري[/c]
إن منطقة ظفار غنية بالفن التشكيلي الرائع والبديع والدليل على ذلك ما تبقى من أطلال معالمها وتلك النماذج المكتشفة التي تؤكد أن الفن اليمني القديم كان أحد مميزات الحضارات القديمة ويتجلى على ذلك من مظاهر الرسوم المنحوثة والقطع الأثرية حيث تم العثور على الكثير من المنجوثات في ظفار تعتبر شاهداً على أن سكان تلك المدينة وعبر سنوات طويلة اهتموا بتزيين منازلهم الملكية.
ومعظم تلك المنحوثات محفوظة في متحف ظفار ويتضمن اشكالاً بشرية وهندسية وكتابات منحوثة بأشكال فنية وزخرفية معمارية وأوراق العنب وطيوراً في أشكال تحاكي الطبيعة ويظهر فيها ذوق الفن الراقي إضافة إلى زخارف معمارية يونانية مثل نمط البهة والسهم ولوحات تاريخية أخرى غاية في الجمال
[c1]نقوش تاريخية[/c]
استخدمت حمير في كتابتها اللغة السبئية بالرغم من أن البعض يشير إلى أنها ليست لغتها الاصلية ولكن يبدو أن لغة حمير الاصلية قد تركت بصماتها في بعض السمات اللغوية التي تظهر في تلك الكتابات تزييها عن لغة النقوش القديمة وكما يصف المختصون نقوش فترة ملوك سبأ وذي ريدان عادة بالسيء المتوسط “من القرون الأول إلى القرن الثالث الميلادي” ونقوش “ القرن الرابع حتى السادس الميلادي” بالسبئي المتأخر وهناك سمات واضحة في استخدام الخط في كل مرحلة فقد اتخذت نقوش السبئي المتوسط طابعاً تزينياً بلغ أوجه من السبئي المتأخر حيث اتخذ الرسم الناتي للحروف وبحسب المصادر فإن كثيراً من نقوش فترة ملوك سبأ وذي ريدان هي نقوش مؤرخة بالتاريخ الحميري وتعود إلى فترة ما بين القرنين الأول الرابع الميلاديين وقد عثر على كثير من هذه النقوش في ظفار وما هو حولها ولتلك النقوش أهمية خاصة من معرفة مراحل التاريخ اليمني القديم وتحتوي تلك النقوش ليس فقط على معلومات تاريخية وخاصة العلاقة مع شمال ووسط الجزيرة بل أيضاًَ تزودنا بمعلومات مهمة عن النشاطات المعمارية وكذلك من المعتقدات الدينية في زمن الأسرة الحاكمة الحميرية حيث تبدأ في النصف الثاني من القرن الرابع الميلادي ما يسمى في تاريخ اليمن “بالفترة التوحيدية الحميرية” التي مازال ينتابها الغموض وحيث تبدأ الدعوات الدينية إلى الآلهة العربية الجنوبية بالزوال تدريجياً لتحل الدعوات إلى الآلهة “رحمنان” رب السماوات والأرض.
[c1]الفن الحميري[/c]
إن منطقة ظفار غنية بالفن التشكيلي الرائع والبديع والدليل على ذلك ما تبقى من أطلال معالمها وتلك النماذج المكتشفة التي تؤكد أن الفن اليمني القديم كان أحد مميزات الحضارات القديمة ويتجلى على ذلك من مظاهر الرسوم المنحوثة والقطع الأثرية حيث تم العثور على الكثير من المنجوثات في ظفار تعتبر شاهداً على أن سكان تلك المدينة وعبر سنوات طويلة اهتموا بتزيين منازلهم الملكية.
ومعظم تلك المنحوثات محفوظة في متحف ظفار ويتضمن اشكالاً بشرية وهندسية وكتابات منحوثة بأشكال فنية وزخرفية معمارية وأوراق العنب وطيوراً في أشكال تحاكي الطبيعة ويظهر فيها ذوق الفن الراقي إضافة إلى زخارف معمارية يونانية مثل نمط البهة والسهم ولوحات تاريخية أخرى غاية في الجمال
صيل الزراعية.
[c1]كهف عود الذهب[/c]
عند دخولك ظفار تشاهد على يسار بداية الطريق القرية جبوبة اللقية ومنها مجموعة جدران لسور مدينة ظفار القديمة الذي ماتزال تحضيانه في الجزء الجنوبي ماثلة بقاياها للعيان فقد كانت محصنة ويوضح ذلك نقش من النقوش النادرة من عملية بناء السور الذي يبدو أنه قد كان جزءاً من تحصينات جنوب المدينة، ويبلغ سمك السور نحو متر، أما جبوبة اللقية فهي في الاصل معبد قديم ويوجد في ظفار كهف “عود الذهب” اذلي يعد أهم المعالم الأثرية في الصخر وهو بوضع جيد، ونفق سو الليل الذي يربط بين واجهتي الجبل ومنحوث في الصخر نحتاً.
[c1]القصر الملكي[/c]
وفي الأطراف الغربية والجنوبية لحصن ريدان توجد المقبرة الصخرية إلى العزب من البوابة الغربية وهي قبور منحوتة في الصخر ومرتفعة عن مستوى الأرض وهي عبارة عن غرف واسعة ومتصلة ببعضها في باطن الجبل بواسطة مداخل فتحان وفي كل غرفة منها مصطبة لحفظ اجساد الموتى فقد انتشرت القبور في عدد من المناطق عدد من المناطق في ظفار وأغلبها قطع في الصخر في منحدرات الجبال بأشكال متعددة تبرز أهمية صاحب القبر ومكانته الاجتماعية فهناك القبور الملكية الخاصة بالملوك وعلية القوم التي كانت أكثر فخامة واتقاناً من تلك التي خصصت لعامة المواطنين وقد زودن تلك القبور بما تحتويه من شواهد اثرية بمعلومات ساعدت في تفسير وفهم عادات الدفن في تلك المدينة. حيث عثر بجانب جثث الموتى على حاجياتهم الشخصية مثل الملابس والفخار والحلي يرجع إلى إيمانهم بالحياة الأخرى وقد تعرضت بعض القبور في المناطق المجاورة لظفار للسطو والعبث ومن ذلك القبر الملكي الذي نهب في موقع العصبية مطلع هذا العام.
[c1]مرابط الخيل [/c]
وفي الطرف الغربي لحصن ريدان توجد “مرابط الخيل” هي منحوتة في الصخر وتتكون من عدد من الغرف حول دهليز ومزودة بأحواض في مستوى رفيع عن الأرض والمقابر الصخرية وإلى الجهة الجنوبية يوجد عدد من المدافن فنتيجة للنشاط الاقتصادي ووفرة المنتجات الزراعية اهتم ملوك سبأ وذي زيدان بنحث مخازن للحبوب في الصخور بجانب القصور الملكية في المدينة وبأشكال متعددة لحفظ الحبوب الفائضة في المواسم الزراعية واستخدامها عند الحاجة وخاصة عند الحروب والاضطرابات السياسية بسب الطبيعة العسكرية لتلك المملكة.
[c1]المعابد المكتشفة لديانة حمير[/c]
اكتشف من قبل حوالي عامين بظفار موقع لأحد المعابد القديمة يرجح عودته إلى القرن الأول الميلادي ويتميز بالتخطيط الهندسي للمعابد القديمة التي تحتوي على زخارف حجرية بارزة لحيوانات مقدسة وعناقيد ورق العنب فهو مبنى من دورين استخدم في بنائه الاحجار المحذبة ومكعبة الشكل وبلاط رخامي وأعمدة اسطوانية، فيما غطيت ارضيته بطبقات من الرخام المطعمة بالفيسفاء الحجرية الجيرية والبازلتية تفاوت أشكالها بين المثل والمعين ووجدت آثار تدل على أن المعبد تعرض لحريق ويوجد في ظفار داخلها وخارجها عدة معابد وكثير منها كان فيها خلوات لتلقي الوحي ومن لغة النقوش تظهر كلمة “مسال” بمعنى الوحي فهو مكان الطلب من الالهة وسؤالها وإلى النصف الثاني من القرن الرابع حين ازدادت تأثيرات المسيحية واليهودية وتراجعت عبادة الهة الكواكب وظهرت الإلهة “رحمنان” حيث لعبت لها دوراً في الجانب الديني باعتبارها مركزاً من مراكز المسيحية في اليمن فقد وصلها مبشروا الكنائس الموجودة في نجران وبفضلها توطدت الديانة في يحصب بشكل عام وقد هدمت عام “523 ق م” على يد الملك يوسف أسار يثأر المعروف عن المؤرخين والنسابة “بذي نواس” صاحب قصة الأخدود المذكورة في سورة البروج في القرن الكريم حيث كان قد اعتنق اليهودية.
[c1]متاحف حميرية[/c]
وما تجدر الاشارة إليه أن الكثير من احجار المباني والمنشآت في ظفار تم أخذها وبناء منازل بها مثلت تلك المنازل متحفاً مفتوحاً فقد بنيت قرية بيت الأشول التي تقع جنوب شرق ظفار بأحجار جلبت من أطلال مدينة ظفار التاريخية وقصر ريدان وكان ذلك قبل حوالي أكثر من “200” عام حيث شيدت بها دور ومنازل شامخة البنيان توجد على واجهاتها الكثير من النقوش المسندية والرسوم المنحوثة جعلت هذه القرية متحفاً يعرض بعضاً من آثار ظفار واصبحت الشاهد الوحيد على جلال وعظمة المدينة وقصر ريدان.
[c1]نافذة مملكة سبأ وذي ريدان[/c]
ما إن تتجه صوب مدخل ظفار حتى تطالعك بوابة متحف ظفار الذي تم تشييده كمتحف اقليمي سنة 1976م نظراً لأهمية ظفار وهو معلم تاريخي يعكس تاريخ اليمن القديم ويضم تشكيله قيمة من الآثار الشاهدة على حضارتها باعتباره نافذة على مملكة “سبأ وذي ريدان” ويضم المتحف في صالاته الاججار المنقوشة والرسوم الحميرية والأدوات والأواني الحميرية ويضم العديد من اللقى والقطع الاثرية ففيه مجموعة من النقوش المسندية التي تمثل مراحل تطور الخط المسند “ابان العصر الحجري” ونماذج من الفنون الزخرفية المعمارية وأدوات حجرية والمنصات من الاثاث القصري والجنائزي وتماثيل متنوعة والقطع الذهبية والفخارية والعملات والمباخر والزخارف ويضم
[c1]كهف عود الذهب[/c]
عند دخولك ظفار تشاهد على يسار بداية الطريق القرية جبوبة اللقية ومنها مجموعة جدران لسور مدينة ظفار القديمة الذي ماتزال تحضيانه في الجزء الجنوبي ماثلة بقاياها للعيان فقد كانت محصنة ويوضح ذلك نقش من النقوش النادرة من عملية بناء السور الذي يبدو أنه قد كان جزءاً من تحصينات جنوب المدينة، ويبلغ سمك السور نحو متر، أما جبوبة اللقية فهي في الاصل معبد قديم ويوجد في ظفار كهف “عود الذهب” اذلي يعد أهم المعالم الأثرية في الصخر وهو بوضع جيد، ونفق سو الليل الذي يربط بين واجهتي الجبل ومنحوث في الصخر نحتاً.
[c1]القصر الملكي[/c]
وفي الأطراف الغربية والجنوبية لحصن ريدان توجد المقبرة الصخرية إلى العزب من البوابة الغربية وهي قبور منحوتة في الصخر ومرتفعة عن مستوى الأرض وهي عبارة عن غرف واسعة ومتصلة ببعضها في باطن الجبل بواسطة مداخل فتحان وفي كل غرفة منها مصطبة لحفظ اجساد الموتى فقد انتشرت القبور في عدد من المناطق عدد من المناطق في ظفار وأغلبها قطع في الصخر في منحدرات الجبال بأشكال متعددة تبرز أهمية صاحب القبر ومكانته الاجتماعية فهناك القبور الملكية الخاصة بالملوك وعلية القوم التي كانت أكثر فخامة واتقاناً من تلك التي خصصت لعامة المواطنين وقد زودن تلك القبور بما تحتويه من شواهد اثرية بمعلومات ساعدت في تفسير وفهم عادات الدفن في تلك المدينة. حيث عثر بجانب جثث الموتى على حاجياتهم الشخصية مثل الملابس والفخار والحلي يرجع إلى إيمانهم بالحياة الأخرى وقد تعرضت بعض القبور في المناطق المجاورة لظفار للسطو والعبث ومن ذلك القبر الملكي الذي نهب في موقع العصبية مطلع هذا العام.
[c1]مرابط الخيل [/c]
وفي الطرف الغربي لحصن ريدان توجد “مرابط الخيل” هي منحوتة في الصخر وتتكون من عدد من الغرف حول دهليز ومزودة بأحواض في مستوى رفيع عن الأرض والمقابر الصخرية وإلى الجهة الجنوبية يوجد عدد من المدافن فنتيجة للنشاط الاقتصادي ووفرة المنتجات الزراعية اهتم ملوك سبأ وذي زيدان بنحث مخازن للحبوب في الصخور بجانب القصور الملكية في المدينة وبأشكال متعددة لحفظ الحبوب الفائضة في المواسم الزراعية واستخدامها عند الحاجة وخاصة عند الحروب والاضطرابات السياسية بسب الطبيعة العسكرية لتلك المملكة.
[c1]المعابد المكتشفة لديانة حمير[/c]
اكتشف من قبل حوالي عامين بظفار موقع لأحد المعابد القديمة يرجح عودته إلى القرن الأول الميلادي ويتميز بالتخطيط الهندسي للمعابد القديمة التي تحتوي على زخارف حجرية بارزة لحيوانات مقدسة وعناقيد ورق العنب فهو مبنى من دورين استخدم في بنائه الاحجار المحذبة ومكعبة الشكل وبلاط رخامي وأعمدة اسطوانية، فيما غطيت ارضيته بطبقات من الرخام المطعمة بالفيسفاء الحجرية الجيرية والبازلتية تفاوت أشكالها بين المثل والمعين ووجدت آثار تدل على أن المعبد تعرض لحريق ويوجد في ظفار داخلها وخارجها عدة معابد وكثير منها كان فيها خلوات لتلقي الوحي ومن لغة النقوش تظهر كلمة “مسال” بمعنى الوحي فهو مكان الطلب من الالهة وسؤالها وإلى النصف الثاني من القرن الرابع حين ازدادت تأثيرات المسيحية واليهودية وتراجعت عبادة الهة الكواكب وظهرت الإلهة “رحمنان” حيث لعبت لها دوراً في الجانب الديني باعتبارها مركزاً من مراكز المسيحية في اليمن فقد وصلها مبشروا الكنائس الموجودة في نجران وبفضلها توطدت الديانة في يحصب بشكل عام وقد هدمت عام “523 ق م” على يد الملك يوسف أسار يثأر المعروف عن المؤرخين والنسابة “بذي نواس” صاحب قصة الأخدود المذكورة في سورة البروج في القرن الكريم حيث كان قد اعتنق اليهودية.
[c1]متاحف حميرية[/c]
وما تجدر الاشارة إليه أن الكثير من احجار المباني والمنشآت في ظفار تم أخذها وبناء منازل بها مثلت تلك المنازل متحفاً مفتوحاً فقد بنيت قرية بيت الأشول التي تقع جنوب شرق ظفار بأحجار جلبت من أطلال مدينة ظفار التاريخية وقصر ريدان وكان ذلك قبل حوالي أكثر من “200” عام حيث شيدت بها دور ومنازل شامخة البنيان توجد على واجهاتها الكثير من النقوش المسندية والرسوم المنحوثة جعلت هذه القرية متحفاً يعرض بعضاً من آثار ظفار واصبحت الشاهد الوحيد على جلال وعظمة المدينة وقصر ريدان.
[c1]نافذة مملكة سبأ وذي ريدان[/c]
ما إن تتجه صوب مدخل ظفار حتى تطالعك بوابة متحف ظفار الذي تم تشييده كمتحف اقليمي سنة 1976م نظراً لأهمية ظفار وهو معلم تاريخي يعكس تاريخ اليمن القديم ويضم تشكيله قيمة من الآثار الشاهدة على حضارتها باعتباره نافذة على مملكة “سبأ وذي ريدان” ويضم المتحف في صالاته الاججار المنقوشة والرسوم الحميرية والأدوات والأواني الحميرية ويضم العديد من اللقى والقطع الاثرية ففيه مجموعة من النقوش المسندية التي تمثل مراحل تطور الخط المسند “ابان العصر الحجري” ونماذج من الفنون الزخرفية المعمارية وأدوات حجرية والمنصات من الاثاث القصري والجنائزي وتماثيل متنوعة والقطع الذهبية والفخارية والعملات والمباخر والزخارف ويضم
لمحة عن مديرية السدة والنادرة (وادي بنا )
اولا مديرية السَدّة
السَدّة إحدى مديريات محافظة إبّ تقع شمال شرق مدينة إبّ على بعد حوالي ( 37 كيلومتراً ) تقريباً ، تحيط بها من الشمال مديرية يَرِيْم ، ومن الشرق مديرية الرضمة ، ومن الجنوب مديرية النادرة ، ومن الغرب مديريات الشِعِر وبَعْدان والمخادر ، ومن أهم مدنها مدينة ظفار يَرِيْم التاريخية المندثرة ومدينة السَدّة .
(أ) مدينة السَدّة : السَدّة
بفتح السين والدال المشددة - وهي مركز المديريـة ، يتبعها وادي عصام ، وجبال الحبالي ، وجبل العرافة ، ووادي حجاح ، ووادي الأعماس ، والمرخام ، وبني الحارث ، وبني العثماني … إلخ ، وهي مدينة سياحية تطل على أجمل وديان اليمن وادي بنا وشلالاته ومدرجاته الزراعية البديعة ، كما يحيط بها عدد من الجبال التي تحتضن الكثير من المعالم التاريخية الأثرية الزاخرة بالمناظر الطبيعية الخلابة ، ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية السَدّة هي :
1- مدينة ظفار الملك - ظفار يَرِيْم - :
توجد العديد من المواضع في اليمن التي كان يطلق عليها اسم ظفار منها : ( ظفار ذيبين - ظفار عُمان - ظفار يَرِيْم ) وكانت ظفار يَرِيْم هي الأكثر شهرة فهي المدينة التي حلت محل مدينة مأرب عاصمة مملكة سبأ ، فأصبحت مدينة ظفار يَرِيْم عاصمة الدولة الحميرية التي حكمت اليمن مركزياً ما يقارب ( 640 عاماً ) ، خلال الفترة (( 115 قبل الميلاد ) - ( 525 ميلادية )) ، وكانت إحدى محطات الطريق القديم للقوافل التجارية قبل الإسلام وطريق قوافل الحجيج بعد الإسلام ، والذي كان يبدأ من مدينة عدن مروراً بالعاصمة ظفار ثم صنعاء وعبر الهضبة حتى مكة ثم يثرب فبلاد الشام وأشتهر بدرب " أسعد " ، وكانت ظفار مقراً للملك الحميري التبع اليماني " أبو كرب أسعد " المشهور " بأسعد الكامل " وكان بها قصره المشهور بقصر ريدان ، وهو قصر عظيم وكذلك كانت مدينة ظـفـار مدينة عظيمة ، ولم يبق من القصر والمدينة إلاَّ بضعة أمتار من الأسوار وبعض الأطلال والمعالم المنحوتة في الجبل الذي تقع المدينة على سفحه ، ومن أهم معالمها كهف عود الذهب الذي مازال وضعه جيداً ونفق سوق الليل وهو نفق سري منحوت نحتاً في الجبل يربط بين واجهتي الجبل ولكنه حالياً مدفون .
2- متحف ظفار :
وهو عبارة عن مبنى متواضع عند مدخل قرية ظفار الحالية ويضم تشكيلة قيمة من الآثار التي عثر عليها الأهالي خلال السنوات الأخيرة ، جمعت تلك اللقي الأثرية من خلال مبادرات ذاتية للأهالي ، فقاموا بوضعها في هذا المتحف المتواضع ، حتى يتسنى للزوار مشاهدة الحضارة التي كانت تتمتع بها أرض يحصب .
3- بيت الأشول :
تقع جنوب شرق مدينة ظفار الحالية على بعد ( بضعة كيلومترات ) ، وهي قرية عادية إلاَّ أنها بنيت بأحجار جُلبت من أطلال مدينة ظفار التاريخية ، دوَّرها شامخة البنيان ، توجد على واجهاتها الكثير من النقوش المسندية والرسوم المنحوتة ، والتي جعلت من قرية بيت الأشول متحفاً مفتوحاً يعرض بعضاً من آثار مدينة ظفار التاريخية ، فأصبحت قرية بيت الأشول الشاهد الوحيد على جلال وعظمة مدينة ظفار التاريخية وقصر ريدان ، وقد نُقلت أحجار تلك المنازل قبل أكثر من ( 200 عاماً ) ، مما جعل عمر بعض تلك المنازل يتجاوز المأتيين عام .
4- المقابر الصخرية :
توجد المقابر الصخرية في واجهات الجبل من الناحية الغربية التي يمكن الوصول إليها عبر قرية ظفار الحالية وهي عبارة عن غرف واسعة متصلة ببعضها في باطن الجبل بواسطة مداخل - فتحات - وفي كل غرفة منها مصطبة لحفظ أجساد الموتى .
5- السدود القديمة :
يذكر التاريخ أنه كان في البقعة الخضراء من أرض يحصب ثمانون سداً ، معظمها كان منحوتاً في أصل الجبال ، إلاَّ أن بعض تلك السدود قد تحولت إلى مدرجات زراعية ، ويعود بنائها إلى عصر الدولة الحميرية .
6- حصن عرافة :
توجد في مديرية السَدّة عدد من الحصون القديمة منها : حصن العرافة ويضم قصراً مهدماً ومقبرة صخرية منحوتة داخل الجبل .
7- صهاريج المياه
توجد العديد من صهاريج المياه المحفورة في الصخور تم بنائها في عصر الدولة الحميرية ، منها ما هو على جبل مجاح ومنها يقع بالقرب من الطريق المؤدي إلى بيت الأشول عند مستوى حاجز أحد السدود القديمة الواقع عند رأس الوادي ، والذي يبدأ من سفح جبل ظفار من الجهة الشرقية .
8- قرية وجبل حُوال :
ذات منظر طبيعي جميل وبجوار القرية تله تطل على مدينة السَدّة ووادي بنا صالحة لإقامة متنزه سياحي غرب مدينة السَدّة
9- وادي بنا وشلالاته :
يعتبر من أهم مواقع المناظر الطبيعية الخلابة تتساقط مياه شلالاته من على ارتفاعات شاهقة وتنتشر مدرجاتهه الزراعية على ضفتي الوادي ، الذي يتلوى داخل مساحتها الخضراء راسماً لوحة فنية بديعة ، إضافة إلى ما يتمتع به من خصائص ومغريات طبيعية وآثارية وتاريخية وثقافية تجعله صالحاً بأن يكون منتجعاً سياحياً غاية في الجمال .
ثانيا مديرية النادرة
مديرية النادر
اولا مديرية السَدّة
السَدّة إحدى مديريات محافظة إبّ تقع شمال شرق مدينة إبّ على بعد حوالي ( 37 كيلومتراً ) تقريباً ، تحيط بها من الشمال مديرية يَرِيْم ، ومن الشرق مديرية الرضمة ، ومن الجنوب مديرية النادرة ، ومن الغرب مديريات الشِعِر وبَعْدان والمخادر ، ومن أهم مدنها مدينة ظفار يَرِيْم التاريخية المندثرة ومدينة السَدّة .
(أ) مدينة السَدّة : السَدّة
بفتح السين والدال المشددة - وهي مركز المديريـة ، يتبعها وادي عصام ، وجبال الحبالي ، وجبل العرافة ، ووادي حجاح ، ووادي الأعماس ، والمرخام ، وبني الحارث ، وبني العثماني … إلخ ، وهي مدينة سياحية تطل على أجمل وديان اليمن وادي بنا وشلالاته ومدرجاته الزراعية البديعة ، كما يحيط بها عدد من الجبال التي تحتضن الكثير من المعالم التاريخية الأثرية الزاخرة بالمناظر الطبيعية الخلابة ، ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية السَدّة هي :
1- مدينة ظفار الملك - ظفار يَرِيْم - :
توجد العديد من المواضع في اليمن التي كان يطلق عليها اسم ظفار منها : ( ظفار ذيبين - ظفار عُمان - ظفار يَرِيْم ) وكانت ظفار يَرِيْم هي الأكثر شهرة فهي المدينة التي حلت محل مدينة مأرب عاصمة مملكة سبأ ، فأصبحت مدينة ظفار يَرِيْم عاصمة الدولة الحميرية التي حكمت اليمن مركزياً ما يقارب ( 640 عاماً ) ، خلال الفترة (( 115 قبل الميلاد ) - ( 525 ميلادية )) ، وكانت إحدى محطات الطريق القديم للقوافل التجارية قبل الإسلام وطريق قوافل الحجيج بعد الإسلام ، والذي كان يبدأ من مدينة عدن مروراً بالعاصمة ظفار ثم صنعاء وعبر الهضبة حتى مكة ثم يثرب فبلاد الشام وأشتهر بدرب " أسعد " ، وكانت ظفار مقراً للملك الحميري التبع اليماني " أبو كرب أسعد " المشهور " بأسعد الكامل " وكان بها قصره المشهور بقصر ريدان ، وهو قصر عظيم وكذلك كانت مدينة ظـفـار مدينة عظيمة ، ولم يبق من القصر والمدينة إلاَّ بضعة أمتار من الأسوار وبعض الأطلال والمعالم المنحوتة في الجبل الذي تقع المدينة على سفحه ، ومن أهم معالمها كهف عود الذهب الذي مازال وضعه جيداً ونفق سوق الليل وهو نفق سري منحوت نحتاً في الجبل يربط بين واجهتي الجبل ولكنه حالياً مدفون .
2- متحف ظفار :
وهو عبارة عن مبنى متواضع عند مدخل قرية ظفار الحالية ويضم تشكيلة قيمة من الآثار التي عثر عليها الأهالي خلال السنوات الأخيرة ، جمعت تلك اللقي الأثرية من خلال مبادرات ذاتية للأهالي ، فقاموا بوضعها في هذا المتحف المتواضع ، حتى يتسنى للزوار مشاهدة الحضارة التي كانت تتمتع بها أرض يحصب .
3- بيت الأشول :
تقع جنوب شرق مدينة ظفار الحالية على بعد ( بضعة كيلومترات ) ، وهي قرية عادية إلاَّ أنها بنيت بأحجار جُلبت من أطلال مدينة ظفار التاريخية ، دوَّرها شامخة البنيان ، توجد على واجهاتها الكثير من النقوش المسندية والرسوم المنحوتة ، والتي جعلت من قرية بيت الأشول متحفاً مفتوحاً يعرض بعضاً من آثار مدينة ظفار التاريخية ، فأصبحت قرية بيت الأشول الشاهد الوحيد على جلال وعظمة مدينة ظفار التاريخية وقصر ريدان ، وقد نُقلت أحجار تلك المنازل قبل أكثر من ( 200 عاماً ) ، مما جعل عمر بعض تلك المنازل يتجاوز المأتيين عام .
4- المقابر الصخرية :
توجد المقابر الصخرية في واجهات الجبل من الناحية الغربية التي يمكن الوصول إليها عبر قرية ظفار الحالية وهي عبارة عن غرف واسعة متصلة ببعضها في باطن الجبل بواسطة مداخل - فتحات - وفي كل غرفة منها مصطبة لحفظ أجساد الموتى .
5- السدود القديمة :
يذكر التاريخ أنه كان في البقعة الخضراء من أرض يحصب ثمانون سداً ، معظمها كان منحوتاً في أصل الجبال ، إلاَّ أن بعض تلك السدود قد تحولت إلى مدرجات زراعية ، ويعود بنائها إلى عصر الدولة الحميرية .
6- حصن عرافة :
توجد في مديرية السَدّة عدد من الحصون القديمة منها : حصن العرافة ويضم قصراً مهدماً ومقبرة صخرية منحوتة داخل الجبل .
7- صهاريج المياه
توجد العديد من صهاريج المياه المحفورة في الصخور تم بنائها في عصر الدولة الحميرية ، منها ما هو على جبل مجاح ومنها يقع بالقرب من الطريق المؤدي إلى بيت الأشول عند مستوى حاجز أحد السدود القديمة الواقع عند رأس الوادي ، والذي يبدأ من سفح جبل ظفار من الجهة الشرقية .
8- قرية وجبل حُوال :
ذات منظر طبيعي جميل وبجوار القرية تله تطل على مدينة السَدّة ووادي بنا صالحة لإقامة متنزه سياحي غرب مدينة السَدّة
9- وادي بنا وشلالاته :
يعتبر من أهم مواقع المناظر الطبيعية الخلابة تتساقط مياه شلالاته من على ارتفاعات شاهقة وتنتشر مدرجاتهه الزراعية على ضفتي الوادي ، الذي يتلوى داخل مساحتها الخضراء راسماً لوحة فنية بديعة ، إضافة إلى ما يتمتع به من خصائص ومغريات طبيعية وآثارية وتاريخية وثقافية تجعله صالحاً بأن يكون منتجعاً سياحياً غاية في الجمال .
ثانيا مديرية النادرة
مديرية النادر
ة إحدى مدريات محافظة إبّ تقع شمال شرق مدينة إبّ على بعد حوالي ( 38 كيلومتراً ) تقريباً ، تحيط بها من الغرب مديرية إبّ ، ومن الشمال مديرية يَرِيْم ، ومن الشرق أجزاء من أراضي محافظة البيضاء ، ومن الجنوب أجزاء من أراضي محافظة الضالع ، وكانت مديرية النادرة في السابق تدخل ضمن مخلافي ذي رعين والعود ، وقال " الحجري " عنها في كتابه " مجموع البلدان " : (( ومساحة النادرة على مسافة مرحلتين طولاً ومثلها عرضاً ، وبها أراضي كثيرة على غيل وادي بنا الذي يمر من شمالها الشرقي ويفصل بينها وبين قضاء يَرِيْم كما يفصل بينها وبين قضاء رداع من شرقيها وادي بنا في دمت )) ، وقد شهدت أراضي مديرية النادرة مُنذُ القدم استيطانات بشرية مختلفة خلال عصور ما قبل الإسلام ، وخلال العصر الإسلامي - أيضاً - ، ومن أهم مدنها مدينة النادرة
(أ) مدينة النادرة : هي مركز المديرية ، وكانت تمثل أحد أهم مراكز نفوذ الدولة القتبانيـة ، وأهم مراكز الدولة الحميرية فيما بعد ، فهي من المناطق الغنية بالآثار الحميرية ، فالذي يبدو من النقش الذي عثر عليه في جبل العود - وهو يضارع ذلك النقش الذي عُثر عليه في مدينة تمنع " هجر كحلان اليوم " عاصمة الدولة القتبانية التي ورثت أراضي مملكة أوسان الكبيرة والتي ظهرت اعتباراً من ( القرن السابع قبل الميلاد حتى مطلع القرن الأول الميلادي ) لعبت خلال هذه الفترة الزمنية دوراً ريادياً في التاريخ اليمني القديم خاصة في جانبه الاقتصادي - ، وكانت الدولة القتبانية تمتد من وادي بيحان وحريب شرقاً إلى باب المندب والتهائم ، وتأخذ بلاد مراد وردمان وسرو مذحج وبلاد رداع وأرض يحصب الذي فيها - ريدان - ثم أرض رعين ، ثم تتجه غرباً فيدخل بَعْدان والسكاسك الذي منها الجند وحمره الذي جاء ذكره في النقش ، كما ذكر في النقش - ذو دان - وهو موضع في جبل العود من شماله وفيها من الحصون حصن شخب عمار ، وحصن منيف ، وحصن صَّفوان وحصن حنول " قمران " ، وحصن الرياشي ، ومن أهم المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية النادرة هي :
1- جبل العود : وهو جبل يقع جنوب شرق مدينة النادرة على بعد حوالي ( 30 كيلومتراً ) تقريباً ، ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2700 متراً ) تقريباً ، وينسب إلى " العود بن عبدالله بن الحارث " ويسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من الحميريين .
وجبل العود بذاته يمثل موقع إستراتيجي هام إذ يشرف ويسيطر على مساحة واسعة وعلى عدة مناطق ، ومن أعلاه يرى جبل صبر والجحملية في مدينة تَعِز ، كما يرى جبل التعكر وحصن حَبّ ببَعْدان وجبل حمر وسورق من السكاسك هذا من جهة الغرب ، أمَّا من جهة الجنوب فيرى يافع والشعيبي والجبال المطلة على أبين ولحج ، ومن الشرق سرو مذحج وبلاد البيضاء ، ومن الشمال نقيل يسلح ، ويصل إلى الجبل - الحصن - عبر طريق جبلي يتخلله عُقاب وثنايات ضيقة وصعبة المرتقى ، وعند قرية الدرب تتوقف السيارات ، ويتم مواصلة السير عبر الأقدام حيث يستغرق حوالي ساعة من الزمن ، والصاعد يمر عبر قرية الصنع ثم يصل بعد ذلك إلى مدخل الحصن ، حيث يوجد على يسار المدخل نقش بخط المسند على صخرة الجبل .
وعلى سطح الجبل توجد بقايا لأساسات حجرية لبعض المنشآت المعمارية التي كانت مقامة في فترات تاريخية قديمة ، إلى جانب وجود بعض مدافن الحبوب وكروف المياه ، وهذه الأنقاض منتشرة داخل سطح الجبل الذي يقدر بحوالي ( 6 كيلومتراً ) تقريباً ، وتوجد ثلاثة طرق توصل إلى الحصن هي :
- الطريق الأولى : من الجهة الشرقية وتمتد من قرية الدرب إلى الحصن وتسمى طريق الجبل .
- الطريق الثانية : وهي في الجهة الغربية عبر نقيل يسمى ليئان .
- الطريق الثالثة : وهي في الجهة الشمالية عبر نقيل يسمى نقيل البقر .
وكانت هذه الطرق مرصوفة ومبلطة بالأحجار .
2- جبل زبران : يقع في عزلة العود ، ويوجد في أعلى قمة الجبل نقوش منحوتة بخط المسند في أصل الجبل مازالت بحالة جيدة .
3- قرية صنع : تقع في عزلة العود ، يوجد في القرية نقش يتألف من ( 14 سطراً ) بخط المسند طول كل سطر ( 1.20 متراً ) تقريباً ، والنقش منحوت على صخرة مازال بحالة جيدة .
4- حصن كهال : يقع هذا الحصن في جبل كهال بقرية كهال التابعة لمديرية النادرة شـرق مدينة
إبّ ، ويعتبر من الحصون الأثرية القديمة التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام ، وقد تهدم بناء الحصن ولم يبق منه سوى بعض الشواهد الدالة عليه و- أيضاً - صهاريج المياه ومدافن الحبوب المنحوتة في أصل الجبل .
5- قرية عمقه : تقع في عزلة عمار تتبع مديرية النادرة بها منبع مياه ، كما توجد بها نقوش بخط المسند تشرح عملية توزيع المياه على الأراضي الزراعية .
6- مسجد تمور : يقع مسجد تمور وسط قرية تمور التابعة لعزلة عمار التي تتبع مديرية النادرة ، في منطقة جبلية شمال شرق مدينة النادرة على بعد حوالي ( 12 كيلومتراً ) تقريباً ، ولا يوجد بها سوى عدد قليل من المنازل
يعود تاريخ بناء مسجد تمور إلى ( القرن الخامس الهجري ) فقد وجد به
(أ) مدينة النادرة : هي مركز المديرية ، وكانت تمثل أحد أهم مراكز نفوذ الدولة القتبانيـة ، وأهم مراكز الدولة الحميرية فيما بعد ، فهي من المناطق الغنية بالآثار الحميرية ، فالذي يبدو من النقش الذي عثر عليه في جبل العود - وهو يضارع ذلك النقش الذي عُثر عليه في مدينة تمنع " هجر كحلان اليوم " عاصمة الدولة القتبانية التي ورثت أراضي مملكة أوسان الكبيرة والتي ظهرت اعتباراً من ( القرن السابع قبل الميلاد حتى مطلع القرن الأول الميلادي ) لعبت خلال هذه الفترة الزمنية دوراً ريادياً في التاريخ اليمني القديم خاصة في جانبه الاقتصادي - ، وكانت الدولة القتبانية تمتد من وادي بيحان وحريب شرقاً إلى باب المندب والتهائم ، وتأخذ بلاد مراد وردمان وسرو مذحج وبلاد رداع وأرض يحصب الذي فيها - ريدان - ثم أرض رعين ، ثم تتجه غرباً فيدخل بَعْدان والسكاسك الذي منها الجند وحمره الذي جاء ذكره في النقش ، كما ذكر في النقش - ذو دان - وهو موضع في جبل العود من شماله وفيها من الحصون حصن شخب عمار ، وحصن منيف ، وحصن صَّفوان وحصن حنول " قمران " ، وحصن الرياشي ، ومن أهم المواقع الأثرية والتاريخية والسياحية في مديرية النادرة هي :
1- جبل العود : وهو جبل يقع جنوب شرق مدينة النادرة على بعد حوالي ( 30 كيلومتراً ) تقريباً ، ويرتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ( 2700 متراً ) تقريباً ، وينسب إلى " العود بن عبدالله بن الحارث " ويسكنه العدويون من ذي رعين وغيرهم من الحميريين .
وجبل العود بذاته يمثل موقع إستراتيجي هام إذ يشرف ويسيطر على مساحة واسعة وعلى عدة مناطق ، ومن أعلاه يرى جبل صبر والجحملية في مدينة تَعِز ، كما يرى جبل التعكر وحصن حَبّ ببَعْدان وجبل حمر وسورق من السكاسك هذا من جهة الغرب ، أمَّا من جهة الجنوب فيرى يافع والشعيبي والجبال المطلة على أبين ولحج ، ومن الشرق سرو مذحج وبلاد البيضاء ، ومن الشمال نقيل يسلح ، ويصل إلى الجبل - الحصن - عبر طريق جبلي يتخلله عُقاب وثنايات ضيقة وصعبة المرتقى ، وعند قرية الدرب تتوقف السيارات ، ويتم مواصلة السير عبر الأقدام حيث يستغرق حوالي ساعة من الزمن ، والصاعد يمر عبر قرية الصنع ثم يصل بعد ذلك إلى مدخل الحصن ، حيث يوجد على يسار المدخل نقش بخط المسند على صخرة الجبل .
وعلى سطح الجبل توجد بقايا لأساسات حجرية لبعض المنشآت المعمارية التي كانت مقامة في فترات تاريخية قديمة ، إلى جانب وجود بعض مدافن الحبوب وكروف المياه ، وهذه الأنقاض منتشرة داخل سطح الجبل الذي يقدر بحوالي ( 6 كيلومتراً ) تقريباً ، وتوجد ثلاثة طرق توصل إلى الحصن هي :
- الطريق الأولى : من الجهة الشرقية وتمتد من قرية الدرب إلى الحصن وتسمى طريق الجبل .
- الطريق الثانية : وهي في الجهة الغربية عبر نقيل يسمى ليئان .
- الطريق الثالثة : وهي في الجهة الشمالية عبر نقيل يسمى نقيل البقر .
وكانت هذه الطرق مرصوفة ومبلطة بالأحجار .
2- جبل زبران : يقع في عزلة العود ، ويوجد في أعلى قمة الجبل نقوش منحوتة بخط المسند في أصل الجبل مازالت بحالة جيدة .
3- قرية صنع : تقع في عزلة العود ، يوجد في القرية نقش يتألف من ( 14 سطراً ) بخط المسند طول كل سطر ( 1.20 متراً ) تقريباً ، والنقش منحوت على صخرة مازال بحالة جيدة .
4- حصن كهال : يقع هذا الحصن في جبل كهال بقرية كهال التابعة لمديرية النادرة شـرق مدينة
إبّ ، ويعتبر من الحصون الأثرية القديمة التي تعود إلى فترة ما قبل الإسلام ، وقد تهدم بناء الحصن ولم يبق منه سوى بعض الشواهد الدالة عليه و- أيضاً - صهاريج المياه ومدافن الحبوب المنحوتة في أصل الجبل .
5- قرية عمقه : تقع في عزلة عمار تتبع مديرية النادرة بها منبع مياه ، كما توجد بها نقوش بخط المسند تشرح عملية توزيع المياه على الأراضي الزراعية .
6- مسجد تمور : يقع مسجد تمور وسط قرية تمور التابعة لعزلة عمار التي تتبع مديرية النادرة ، في منطقة جبلية شمال شرق مدينة النادرة على بعد حوالي ( 12 كيلومتراً ) تقريباً ، ولا يوجد بها سوى عدد قليل من المنازل
يعود تاريخ بناء مسجد تمور إلى ( القرن الخامس الهجري ) فقد وجد به
نص التأسيس وما يقرأ منه : (( بسم الله الرحمن الرحيم ، عمر الله ….. أزهر س ال ….. مسجد في شهر جمادى منه ثلاثين وأربعمئة )) .
ومن خلال نص التأسيس يتبن أن تاريخ بناء المسجد كان في عام ( 430 هجرية ) وبذلك يعتبر مسجد تمور من أقدم المساجد التي ما تزال قائمة حتى اليوم ، وتحتفظ بزخارفها التي عملت بأسلوب فن المصندقات الخشبية ، حيث تغطي سقفه المصندقات الخشبية المزينة بزخارف متنوعة بعضها عبارة عن آيات قرآنية والأخرى زخارف نباتية
ومن خلال نص التأسيس يتبن أن تاريخ بناء المسجد كان في عام ( 430 هجرية ) وبذلك يعتبر مسجد تمور من أقدم المساجد التي ما تزال قائمة حتى اليوم ، وتحتفظ بزخارفها التي عملت بأسلوب فن المصندقات الخشبية ، حيث تغطي سقفه المصندقات الخشبية المزينة بزخارف متنوعة بعضها عبارة عن آيات قرآنية والأخرى زخارف نباتية
عالم آثار فرنسي:اليمن عرفت التحنيط قبل الميلاد بألفي عام
اليمن غنية جداً بالمواقع الأثرية التي تنشر في مختلف المناطق اليمنية وأضحت اليمن من أكثر دول العالم ثراء بالموروث الحضاري الذي جاء نتيجة الحضارات التي تعاقبت على اليمن السعيد ومن المعالم الأثرية التي تشكل ثروة لكافة اليمنيين خلفها لهم الأجداد "المومياوات" وهي جثث محنطة تعود إلى مئات السنين قبل الإسلام والتي تظهر هنا وهناك
لتضيف بذلك اليمن إلى رصيدها الحضاري ثراء أخر يجعلها من أبرز دول العالم حضارة وتاريخاً ، والمعرفة كيف ينظر الأخر لليمن
أحد العلماء الأوروبيين في مجال الآثار والجغرافيا الفيزيائية البروفيسور ألن فرومانت مدير مجموعة متاحف الإنسان بباريس وكبير خبراء البعثة الفرنسية التي زارت بلادنا الأسبوع الماضي وقامت بإجراء واخد عينات لعدد من المومياوات في صنعاء والمحويت ، بالإضافة إلى تقييم وضع المركز الوطني للمومياوات في صنعاء والمحويت ، بالإضافة إلى تقييم وضع المركز الوطني للمومياوات في المحويت وما يحتاجه من تجهيزات ..
في البداية كيف كانت زيارتك إلى اليمن ؟
تعد هذه زيارتي الأولى إلى اليمن وقد فوجئت بكل ماشهدته من تنوع في المناظر الطبيعية الجميلة للغاية وتنوع المعمار اليمني الأصيل الذي يتميز بزخارفه وأرتفاع بنياته رغم قدمه ، ومع هذا فلم تكن الزيارة كافية لمعرفة أشياء أخرى عن اليمن فقد كانت زيارتي لأيام لا تتجاوز الأسبوع لغرض دراسة عدد من المومياوات التي أكتشفت في اليمن وتحديداً في محافظة المحويت وأخرى موجودة في متحف الجامعة والمتحف الوطني ، وقد أستمتعت كثيراً بما شاهدته في اليمن رغم أنني لم أسمع عنه كثيراً قبل زيارتها ، ولكني سمعت عن المومياوات الموجودة فيها ، والزيارة كانت هامة جداً بالنسبة لنا تعرفنا من خلالها على الكثير والكثير من المعلومات حول المومياوات .
أصبح علم المومياوات ذو أهمية بارزة في بعض الدول هل بالامكان أن تعطينا في سطور ماهية هذا العلم وأهميته ؟
يعرف علم المومياوات أنه الرغبة في معرفة كيف أن الجسد يبقى آلاف السنين دون أن يتأثر ويستفاد من هذا العلم في دراسة كيف كانت الأرض من قبل وكيف أستطاع الإنسان أن يتأقلم مع بيئته وكيفية معيشته وماهي الأدوات والوسائل التي كان يستخدمها .
اليمن أستخدمت أفضل طرق التحنيط
*زرتم المومياء التي أكتشفت في مديرية سعوان بصنعاء وحضرتم عملية التنقيب عنها فكيف رأيتم تلك المومياء ؟
- نعم شاهدنا المومياء التي يحتمل أن يعود تاريخها إلى ماقبل 1800عام ولكن هذه المومياء أصبحت في حالة سيئة جداً ومن الصعوبة بمكان نقلها من مكانها إلى المتحف . *أجريتم دراسات وقمتم بمحالاوت لتركيب عدد من المومياوات في المحويت ، ماهي النتائج الاولية التي أستطعتم الخروج بها من تلك الدراسات؟
- بالنسبة لنتائج الدراسات التي أجريناها في اليمن فهي تحتاج إلى وقت ومال فنحن نبحث عن المال أولاً لدعم الفحوصات ويحتاج منا إلى سنة تقريباً ثم سنة اخرى للفحص وسنة اخرى للنتائج ، ولكن هنا بعض النتائج التي يكمن أن نسميها أولية لما لاحظناه وما قمنا به من دراسات على المومياوات في صنعاء والمحويت منها أن المومياوات اليمنية تختلف من حيث المقاسات والأحجام عن المومياوات في مختلف أنحاء العالم ، كما أن الدراسات تشير إلى أن هنان تشابهاً بين المومياوات اليمنية وعدد من المومياوات في دول أخرى من حيث الشكل والملامح ولعل أقرب الدول المشابهة عربية لايمكن تحديدها ألان تليها إيران في الدرة الثانية ثم المغرب العربي في الدرجة الثالثة والهند رابعاً وأروبا خامساً وأخيراً أفريقيا الشمالية ومصر ، ولهذا نشعر بالسعادة لوجود تشابه بيننا وبين اليمنيين وتعد اليمن من افضل الدول عالمياً في أستخدام طرق أفضل للتحنيط حيث تحل في المرتبة الثالثة وبعد مصر وتشيلي ويعد التحنيط في تلك البلدان الثلاث من أتقن أنواع التحنيط التي كانت تستخدم قديماً على مستوى العالم أجمع . طريقة فريدة
*ولكن بماذا تمتاز الطريقة اليمنية في التحنيط عن سائر بلدان العالم؟
* لاحظنا أن الطريقة التي أستخدمها اليمنيون القدامي في التحنيط تختلف من حيث أستخدام المواد اللازمة في التحنيط وهي طريقة فريدة ففي مصر مثلاً كانوا يلفون الجثث بنوعية مخصصة من القماش ، أما اليمنيون فكانوا يستخدمون الزبيب ودهن الجمل وبعض أوراق النباتات في تحنيط الجثث ، واليمنيون مارسوا التحنيط قبل الإسلام بألفي عام وعند مجيء الاسلام ترك اليمنيون التحنيط لأنهم أمنوا بالله وبأن البعث والاخرة بيد الله ، وربما نكتشف المزيد من الامتيازات أو الاختلافات للتحنيط في اليمن قديماً عند تعمقنا أكثر في الدارسة والفحص . *أخذتم عينات من بعض المومياوات في المحويت لفحصها ودراستها فما هي هذه العينات وأين سيتم دراستها ؟
- نعم أخذنا من أربع مومياوات بعض العينات الصغيرة جدا ًوالتي سيتم إرجاعها بعد أنتهاء الدراسة عليها وهي قطعتان صغيرتان من الكتان و(6) قطع صغيرة من الجلد وأربع قطع من عظم الضلع وس
اليمن غنية جداً بالمواقع الأثرية التي تنشر في مختلف المناطق اليمنية وأضحت اليمن من أكثر دول العالم ثراء بالموروث الحضاري الذي جاء نتيجة الحضارات التي تعاقبت على اليمن السعيد ومن المعالم الأثرية التي تشكل ثروة لكافة اليمنيين خلفها لهم الأجداد "المومياوات" وهي جثث محنطة تعود إلى مئات السنين قبل الإسلام والتي تظهر هنا وهناك
لتضيف بذلك اليمن إلى رصيدها الحضاري ثراء أخر يجعلها من أبرز دول العالم حضارة وتاريخاً ، والمعرفة كيف ينظر الأخر لليمن
أحد العلماء الأوروبيين في مجال الآثار والجغرافيا الفيزيائية البروفيسور ألن فرومانت مدير مجموعة متاحف الإنسان بباريس وكبير خبراء البعثة الفرنسية التي زارت بلادنا الأسبوع الماضي وقامت بإجراء واخد عينات لعدد من المومياوات في صنعاء والمحويت ، بالإضافة إلى تقييم وضع المركز الوطني للمومياوات في صنعاء والمحويت ، بالإضافة إلى تقييم وضع المركز الوطني للمومياوات في المحويت وما يحتاجه من تجهيزات ..
في البداية كيف كانت زيارتك إلى اليمن ؟
تعد هذه زيارتي الأولى إلى اليمن وقد فوجئت بكل ماشهدته من تنوع في المناظر الطبيعية الجميلة للغاية وتنوع المعمار اليمني الأصيل الذي يتميز بزخارفه وأرتفاع بنياته رغم قدمه ، ومع هذا فلم تكن الزيارة كافية لمعرفة أشياء أخرى عن اليمن فقد كانت زيارتي لأيام لا تتجاوز الأسبوع لغرض دراسة عدد من المومياوات التي أكتشفت في اليمن وتحديداً في محافظة المحويت وأخرى موجودة في متحف الجامعة والمتحف الوطني ، وقد أستمتعت كثيراً بما شاهدته في اليمن رغم أنني لم أسمع عنه كثيراً قبل زيارتها ، ولكني سمعت عن المومياوات الموجودة فيها ، والزيارة كانت هامة جداً بالنسبة لنا تعرفنا من خلالها على الكثير والكثير من المعلومات حول المومياوات .
أصبح علم المومياوات ذو أهمية بارزة في بعض الدول هل بالامكان أن تعطينا في سطور ماهية هذا العلم وأهميته ؟
يعرف علم المومياوات أنه الرغبة في معرفة كيف أن الجسد يبقى آلاف السنين دون أن يتأثر ويستفاد من هذا العلم في دراسة كيف كانت الأرض من قبل وكيف أستطاع الإنسان أن يتأقلم مع بيئته وكيفية معيشته وماهي الأدوات والوسائل التي كان يستخدمها .
اليمن أستخدمت أفضل طرق التحنيط
*زرتم المومياء التي أكتشفت في مديرية سعوان بصنعاء وحضرتم عملية التنقيب عنها فكيف رأيتم تلك المومياء ؟
- نعم شاهدنا المومياء التي يحتمل أن يعود تاريخها إلى ماقبل 1800عام ولكن هذه المومياء أصبحت في حالة سيئة جداً ومن الصعوبة بمكان نقلها من مكانها إلى المتحف . *أجريتم دراسات وقمتم بمحالاوت لتركيب عدد من المومياوات في المحويت ، ماهي النتائج الاولية التي أستطعتم الخروج بها من تلك الدراسات؟
- بالنسبة لنتائج الدراسات التي أجريناها في اليمن فهي تحتاج إلى وقت ومال فنحن نبحث عن المال أولاً لدعم الفحوصات ويحتاج منا إلى سنة تقريباً ثم سنة اخرى للفحص وسنة اخرى للنتائج ، ولكن هنا بعض النتائج التي يكمن أن نسميها أولية لما لاحظناه وما قمنا به من دراسات على المومياوات في صنعاء والمحويت منها أن المومياوات اليمنية تختلف من حيث المقاسات والأحجام عن المومياوات في مختلف أنحاء العالم ، كما أن الدراسات تشير إلى أن هنان تشابهاً بين المومياوات اليمنية وعدد من المومياوات في دول أخرى من حيث الشكل والملامح ولعل أقرب الدول المشابهة عربية لايمكن تحديدها ألان تليها إيران في الدرة الثانية ثم المغرب العربي في الدرجة الثالثة والهند رابعاً وأروبا خامساً وأخيراً أفريقيا الشمالية ومصر ، ولهذا نشعر بالسعادة لوجود تشابه بيننا وبين اليمنيين وتعد اليمن من افضل الدول عالمياً في أستخدام طرق أفضل للتحنيط حيث تحل في المرتبة الثالثة وبعد مصر وتشيلي ويعد التحنيط في تلك البلدان الثلاث من أتقن أنواع التحنيط التي كانت تستخدم قديماً على مستوى العالم أجمع . طريقة فريدة
*ولكن بماذا تمتاز الطريقة اليمنية في التحنيط عن سائر بلدان العالم؟
* لاحظنا أن الطريقة التي أستخدمها اليمنيون القدامي في التحنيط تختلف من حيث أستخدام المواد اللازمة في التحنيط وهي طريقة فريدة ففي مصر مثلاً كانوا يلفون الجثث بنوعية مخصصة من القماش ، أما اليمنيون فكانوا يستخدمون الزبيب ودهن الجمل وبعض أوراق النباتات في تحنيط الجثث ، واليمنيون مارسوا التحنيط قبل الإسلام بألفي عام وعند مجيء الاسلام ترك اليمنيون التحنيط لأنهم أمنوا بالله وبأن البعث والاخرة بيد الله ، وربما نكتشف المزيد من الامتيازات أو الاختلافات للتحنيط في اليمن قديماً عند تعمقنا أكثر في الدارسة والفحص . *أخذتم عينات من بعض المومياوات في المحويت لفحصها ودراستها فما هي هذه العينات وأين سيتم دراستها ؟
- نعم أخذنا من أربع مومياوات بعض العينات الصغيرة جدا ًوالتي سيتم إرجاعها بعد أنتهاء الدراسة عليها وهي قطعتان صغيرتان من الكتان و(6) قطع صغيرة من الجلد وأربع قطع من عظم الضلع وس
وة كبيرة لجذب السياح الى اليمن فانا متأكد أن المركز سيعمل على جذب السياح على المستوى المحلي او الخارجي وهذا سيؤدي الى ازدهار المحافظة بشكل خاص واليمن بشكل عام واليمن بلد ذو ثراء حضاري كبير وإذا ما تم استغلال ذلك الثراء سياحيا فان اليمن ستحل في مراكز متقدمة في مجال الجذب السياحي
يتم دراستها في مجموعة متاحف الإنسان ومتحف جوام بباريس بمشاركة أحد خبراء الآثار من جامعة صنعاء.
قدرة يمنية عجيبة:-
*حدثنا عن المقابر الصخرية التي زرتها في المحويت ؟
- قمنا بزيارة عدد من المقابر التي استطاع الإنسان اليمني قديما ان ينشئها في الجبال وانا مندهش جدا من قدرة الإنسان اليمني في الوصول الى تلك المناطق الخطرة ودفن الجثث المحنطة فيها وهذا يدل على ان اليمنيين قديما كانوا يمتلكون قدرات عجيبة لعمل تلك المقابر لمعرفة كيف وصل الإنسان اليمني الى تلك المناطق الخطرة في بيئة بدائية تحتاج الى دراسات كبيرة لذلك خاصة اننا وجدنا أسفل إحدى المقابر الصخرية التي زرناها كتابات على الجبل بلغة غير العربية وهذا يدل ان تلك المقابر تعود الى زمن بعيد نظرا لان اللغة العربية لم تكن حاضرة في المجتمع آنذاك ونحتاج قبل استخراج تلك الجثث ان نبتكر وسيلة مناسبة للوصل إليها.
* هل اليمن هي الدولة الوحيدة التي استخدم اليمنيون فيها المقابر الصخرية في دفن الجثث وهل هناك صعوبة في استخراج الجثث من تلك المقابر؟
- توجد مقابر صخرية مماثلة لما رأيناه في المن ولا تقل صعوبة عنها وهي في دولة مالي بالإضافة الى بعض المناطق في إفريقيا الشمالية وتم الوصول اليها عن طريق الجبال والمتسلقين وهناك صعوبة كبيرة في استخراج الجثث من المقابر الصخرية في اليمن ولكن بعد انتهاء الدراسة والتحليل سيتم التوصل على وسيلة تضمن استخراج تلك الجثث بطريقة عملية حديثة ولكن نحتاج الى القليل من الوقت.
* ما هي المساعدة او التعاون الذي يمكن ان تقدمونه في عملية استخراج تلك الجثث؟
- لدينا تقنيات حديثة يمكن ان نساهم بها ونحن على أتم الاستعداد لذلك ولكن يتطلب ذلك إيجاد أناس رياضيين لهم القدرة على الوصول الى تلك المواقع واستخراج الجثث بالإضافة الى وجود تقنية أخرى تستخدم في هذا المجال وهي طريقة السلال وهذا الكلام لن تيم الا بعد تجهيز مركز المومياوات الذي سيتم نقل الجثث إلية وأيضا بعد الانتهاء من الدراسات والتحاليل اللازمة.
مركز المومياوات والجذب السياحي
*بالنسبة لمركز المومياوات الوطني في المحويت قمتم بزيارة المركز والتعرف على كافة ما يحتاجه من تجهيزات فما هي تلك التجهيزات التي يحتاجها المركز ومدى ملائمة المبني لذلك؟
- يحتاج المراكز الى العديد من الأشياء ونحن وسوف نتكفل بتوفيرها ولعل ابرز تلك التجهيزات تتمثل في الصناديق الزجاجية ( الفترينات ) اللازمة لحفظ المومياوات والمجهزة بكافة وسائل الحماية وسيتم الاتفاق بشأنها من وزارة الخارجية الفرنسية او توفيرها بطرق اخرى والمبني مناسب جدا وقمنا بتقسيمه وعرض التقسيم على رئيس هيئة الآثار.
* كيف يمكن ان يساهم المركز الوطني للمومياوات في جذب السياح الى اليمن وهل المومياوات تلقى اهتماما من السياح؟ ان مجال المومياوات يحظى باهتمام شريحة كبيرة من سياح العالم فمثلا لدينا في متحف الإنسان موميا واحدة ولكن الزيارات لها تزداد يوما بعد أخر فالسائح يريد معرفة كيف عاش الإنسان قديما ولهذا نتوقع ان يعمل المركز عند إنشائه وتجهيزه على جذب اكبر عدد من السياح بالإضافة إلى تحريك السياحة الداخلية الى محافظة المحويت وتحديدا الى مديرية الطويلة حيث يوجد المركز الأمر الذي يتطلب إنشاء فنادق ومطاعم مناسبة في المدينة. *هل هناك زيارات اخى ستقومون بها الى اليمن ؟
- بكل تأكيد هناك زيارات كثيرة قادمة ولكن المهم في هذه الزيارة اننا قمنا بتقوية العلاقات بين البلدين في مجال الآثار واتمني في الزيارات القادمة ان يرافقني عدد من الاختصاصيين في ترميم المومياوات الى اليمن بالإضافة إلى إمكانية اخذ متدربين يمنيين لتدريبهم في فرنسا .
*وماذا عن تدريب الكادر اليمني؟
- الزيارة القادمة لن سنحرص على اصطحاب احد المتخصصين والذي سيكون عليه اختيار الكادر الذي سيتم تدريبه في فرنسا وهناك مشكلة تتعلق بالتمويل لهذه المنحة إما أن يكون فرنسيا او يمنيا.
* هل هناك أشياء سلبية لاحظتها إثناء زيارتك؟
- نعم المومياوات الأربع التي قمنا بدراستها ومحاولة تركيبها في المحويت تعرضت للعبث أثناء عملية استخراجها فكانت أجزاؤها منفصلة عن بعضها البعض وهناك أجزاء مفقودة وهو الأمر الذي حال بيننا وبين إعادتها الى وضعها المناسب فمن المفترض أن يعرف من قاموا بهذا العمل أهمية تلك المومياوات من الناحية الأثرية فهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة مثل الذهب وأشياء أخرى يعتقدون أنها موضوعة بجانب الجثة دون ان ينظروا على مصلحة امة بكاملها أو أجيال سابقة ومثل هؤلاء الناس يجب أن يعوا
فداحة ما يقومون به من أعمال وينظرا الى العائد الكبير الذي سيعود الى البلد من هذه المومياوات ويعملون من اجل الحفاظ عليها كما يجب على الجهات المسؤولة في الدولة أن تقوم بدورها في الحماية ومعاقبة كل من يحاول العبث بالآثار بشكل عام ففي مصر توجد شرطة لحماية الآثار فلماذا لا توجد شرطة للآثار في اليمن. *ماذا تقول في نهاية هذا الحوار؟
** يعد إنشاء المركز الوطني للمومياوات شئ هام وخط
قدرة يمنية عجيبة:-
*حدثنا عن المقابر الصخرية التي زرتها في المحويت ؟
- قمنا بزيارة عدد من المقابر التي استطاع الإنسان اليمني قديما ان ينشئها في الجبال وانا مندهش جدا من قدرة الإنسان اليمني في الوصول الى تلك المناطق الخطرة ودفن الجثث المحنطة فيها وهذا يدل على ان اليمنيين قديما كانوا يمتلكون قدرات عجيبة لعمل تلك المقابر لمعرفة كيف وصل الإنسان اليمني الى تلك المناطق الخطرة في بيئة بدائية تحتاج الى دراسات كبيرة لذلك خاصة اننا وجدنا أسفل إحدى المقابر الصخرية التي زرناها كتابات على الجبل بلغة غير العربية وهذا يدل ان تلك المقابر تعود الى زمن بعيد نظرا لان اللغة العربية لم تكن حاضرة في المجتمع آنذاك ونحتاج قبل استخراج تلك الجثث ان نبتكر وسيلة مناسبة للوصل إليها.
* هل اليمن هي الدولة الوحيدة التي استخدم اليمنيون فيها المقابر الصخرية في دفن الجثث وهل هناك صعوبة في استخراج الجثث من تلك المقابر؟
- توجد مقابر صخرية مماثلة لما رأيناه في المن ولا تقل صعوبة عنها وهي في دولة مالي بالإضافة الى بعض المناطق في إفريقيا الشمالية وتم الوصول اليها عن طريق الجبال والمتسلقين وهناك صعوبة كبيرة في استخراج الجثث من المقابر الصخرية في اليمن ولكن بعد انتهاء الدراسة والتحليل سيتم التوصل على وسيلة تضمن استخراج تلك الجثث بطريقة عملية حديثة ولكن نحتاج الى القليل من الوقت.
* ما هي المساعدة او التعاون الذي يمكن ان تقدمونه في عملية استخراج تلك الجثث؟
- لدينا تقنيات حديثة يمكن ان نساهم بها ونحن على أتم الاستعداد لذلك ولكن يتطلب ذلك إيجاد أناس رياضيين لهم القدرة على الوصول الى تلك المواقع واستخراج الجثث بالإضافة الى وجود تقنية أخرى تستخدم في هذا المجال وهي طريقة السلال وهذا الكلام لن تيم الا بعد تجهيز مركز المومياوات الذي سيتم نقل الجثث إلية وأيضا بعد الانتهاء من الدراسات والتحاليل اللازمة.
مركز المومياوات والجذب السياحي
*بالنسبة لمركز المومياوات الوطني في المحويت قمتم بزيارة المركز والتعرف على كافة ما يحتاجه من تجهيزات فما هي تلك التجهيزات التي يحتاجها المركز ومدى ملائمة المبني لذلك؟
- يحتاج المراكز الى العديد من الأشياء ونحن وسوف نتكفل بتوفيرها ولعل ابرز تلك التجهيزات تتمثل في الصناديق الزجاجية ( الفترينات ) اللازمة لحفظ المومياوات والمجهزة بكافة وسائل الحماية وسيتم الاتفاق بشأنها من وزارة الخارجية الفرنسية او توفيرها بطرق اخرى والمبني مناسب جدا وقمنا بتقسيمه وعرض التقسيم على رئيس هيئة الآثار.
* كيف يمكن ان يساهم المركز الوطني للمومياوات في جذب السياح الى اليمن وهل المومياوات تلقى اهتماما من السياح؟ ان مجال المومياوات يحظى باهتمام شريحة كبيرة من سياح العالم فمثلا لدينا في متحف الإنسان موميا واحدة ولكن الزيارات لها تزداد يوما بعد أخر فالسائح يريد معرفة كيف عاش الإنسان قديما ولهذا نتوقع ان يعمل المركز عند إنشائه وتجهيزه على جذب اكبر عدد من السياح بالإضافة إلى تحريك السياحة الداخلية الى محافظة المحويت وتحديدا الى مديرية الطويلة حيث يوجد المركز الأمر الذي يتطلب إنشاء فنادق ومطاعم مناسبة في المدينة. *هل هناك زيارات اخى ستقومون بها الى اليمن ؟
- بكل تأكيد هناك زيارات كثيرة قادمة ولكن المهم في هذه الزيارة اننا قمنا بتقوية العلاقات بين البلدين في مجال الآثار واتمني في الزيارات القادمة ان يرافقني عدد من الاختصاصيين في ترميم المومياوات الى اليمن بالإضافة إلى إمكانية اخذ متدربين يمنيين لتدريبهم في فرنسا .
*وماذا عن تدريب الكادر اليمني؟
- الزيارة القادمة لن سنحرص على اصطحاب احد المتخصصين والذي سيكون عليه اختيار الكادر الذي سيتم تدريبه في فرنسا وهناك مشكلة تتعلق بالتمويل لهذه المنحة إما أن يكون فرنسيا او يمنيا.
* هل هناك أشياء سلبية لاحظتها إثناء زيارتك؟
- نعم المومياوات الأربع التي قمنا بدراستها ومحاولة تركيبها في المحويت تعرضت للعبث أثناء عملية استخراجها فكانت أجزاؤها منفصلة عن بعضها البعض وهناك أجزاء مفقودة وهو الأمر الذي حال بيننا وبين إعادتها الى وضعها المناسب فمن المفترض أن يعرف من قاموا بهذا العمل أهمية تلك المومياوات من الناحية الأثرية فهم يبحثون عن مصالحهم الخاصة مثل الذهب وأشياء أخرى يعتقدون أنها موضوعة بجانب الجثة دون ان ينظروا على مصلحة امة بكاملها أو أجيال سابقة ومثل هؤلاء الناس يجب أن يعوا
فداحة ما يقومون به من أعمال وينظرا الى العائد الكبير الذي سيعود الى البلد من هذه المومياوات ويعملون من اجل الحفاظ عليها كما يجب على الجهات المسؤولة في الدولة أن تقوم بدورها في الحماية ومعاقبة كل من يحاول العبث بالآثار بشكل عام ففي مصر توجد شرطة لحماية الآثار فلماذا لا توجد شرطة للآثار في اليمن. *ماذا تقول في نهاية هذا الحوار؟
** يعد إنشاء المركز الوطني للمومياوات شئ هام وخط
المقابر والتحنيط في حضارة اليمن القديم
ان لكل مجتمع من المجتمعات عادة تنشأ لسبب ما، وفي الغالب يكون لها ارتباط عقائدي وديني ومن ثم تحكمها عادات وتقاليد تتحول وتتغير تغيرات طفيفة مع الزمن إذا لزم الأمر، وربما تبقى محتفظة بطقوسها في حال وجود تماسك وتكاتف وتعاون وتفاهم لأهل الحل والعقد في المجتمع، وهذا يحدث في المجتمعات المنغلقة على نفسها والمنعزلة عن المجتمعات الأخرى، فتتوارث فيها الأجيال تلك العادات بحرص ولا يظهر التغيير إلا نادراً بحيث لا يمكن قياسه إلا بعد مضي وقت طويل، ولا يختص أمر التحول أو التغير بعادات الموت ودفن الأموات فحسب، بل ينطبق على معظم العادات كالزواج والولادة والصيد والزراعة, وكذلك تأثر اللغة وطريقة نطق الحروف في كل منطقة..
وقد تناولت الدراسات الاجتماعية والنفسية والتاريخية جوانب كثيرة من هذه العادات والسلوكيات التي مارسها البشر في مناطق متعددة من المعمورة، وكان للدراسات الأنثروبولوجية وعلم الآثار نصيب وافر من تلك الدراسات وتحليل الكثير من سرائرها الغامضة وتتبع أصولها وبحث تطوراتها ونتائجها على المجتمعات وتأثيرها على الحياة المستقبلية، فكانت الحصيلة غاية في الأهمية من الناحية العلمية, مشوقة ولذيذة لمن يعشق المغامرات والاكتشافات والمفاجآت المثيرة.
وفي المجتمع اليمني القديم كانت ثمة عادات لها بعض الخصوصيات التي نشأت هي الأخرى عن الخصوصية المكانية، ففي العصور القديمة ومنذ نشأة الخليقة كان للميت حرمة وقدسية عظيمة في كل بقاع الأرض، هذا ما استقيناه من معلومات مؤكدة روتها اللقى الأثرية التي خلفها إنسان العصور القديمة وهو يفخر بتخليد أمواته وتشييد مقابرهم والاعتناء بها بقدر يفوق العناية بالإنسان الحي. وقد جاء ذلك من صميم إيمانه القوي بوجود الخالق الذي يتحكم في هذا الكون العظيم وهو يعلم بصدق أيضاً بأنه زائل بعد حين من الدهر مثل صاحبه الميت الذي سبقه، ولذلك فقد أدرك بأن ثمة حياة أخرى سيذهب إليها بعد موته (وهو ما أسمته التواريخ عقيدة البعث والخلود)، فهو على ضوء ذلك يفعل ويتصرف بحكمة وبسخاء تجاه أخيه الميت أملاً بأن يلقى مثل ذلك عندما يحين دوره.
أنواع المدافن والمقابر القديمة
لقد تعددت أنواع وأشكال المقابر تبعاً للفترات التاريخية أولاً وطبوغرافية المواقع ثانياً وأهمية الأشخاص أنفسهم ثالثاً، وارتبط بهذا التنوع أيضاً طرق الدفن أو الحفظ أو التحنيط أو الوضعيات التي تترك عليها جثة المتوفى في موقع المقبرة ، وأنواع المقابر في اليمن القديم هي :
- المقابر المبنية بالحجارة على هيئة أبراج عالية إلا أنها أقل ارتفاعاً من مقابر يايلة في عُمَان ومن أمثلتها وأحسن نماذجها في منطقة الرُّيك وجدرين في مأرب ومقابر منطقة العبر في الجهة الغربية لوادي حضرموت ومقابر وادي وعشة في الجول الشمالي (الهضبة الشمالية) لوادي حضرموت وأعلى الجول الفاصل بين واديي دوعَن وعَمْد.
- المقابر الركامية نظراً لكونها عبارة عن ركام حجري يوضع على الجثة ولكن بحجارة غير منتظمة في هيئتها ويتخذ فيها القبر عادة الشكل الدائري وقد توجد بداخل الركام غرفة للدفن تبنى بألواح حجرية بشكل مربع في الغالب، أما الركام فلا يرتفع كثيراً وربما لا يزيد عن 1.5متر، أما إذا تم البناء بألواح حجرية فتغطى قمته بقطعة حجرية كبيرة أو لوح من حجر (الصلل)، وهذا النوع أكثر انتشاراً في قمم الجبال والهضاب الجبلية، وقد يكون متصلاً بذيل طويل ربما يصل إلى أكثر من كيلو متر، وقد يكون الذيل عبارة كومات متجاورة في شكل صف ممتد طويل، وقد يكون القبر في الأسفل والذيل يمتد إلى الأعلى، وله أشكال متعددة وأساليبه متنوعة، وربما اختلط الأمر بينه وبين علامات الطرق وبين الحدود بين الأراضي وبينه وبين موجهات مياه السيول والأمطار.
- المقابر من النوع الأرضي ويتخذ الشكل البيضاوي أو المستطيل دائري الأطراف, وينتشر هذا النمط بكثرة, ومنه نماذج مقابر جزيرة سقطرى والتي كشفت عنها البعثة الروسية على عمق نحو مترين تحت سطح التربة وقد بُنيت بحجارة ملساء طبيعية كبيرة الحجم ومتوسطة من غير تشذيب.
- المقابر التي تشبه الصندوق أو التابوت الحجري, ويتم صنعه من شرائح حجرية ضخمة قد يصل طول الواحدة منها إلى نحو المتر والنصف, ومن أمثلته مقبرة شعوب بصنعاء القديمة، وظهر هذا النوع أيضاً في العصر البرونزي ومن أمثلته الكثير في وادي وعشة بالهضبة الشمالية لحضرموت.
- المقابر الدائرية وهي متعددة الأشكال أيضاً وقد تكون كبيرة القطر بحيث يصل قطرها إلى أكثر من خمسة أمتار, وهي من حجارة كبيرة جداً تشبه المقابر الميغاليثة في أوروبا ومن أمثلتها في وادي حضرموت مقابر وادي سر، وهي تختلف من حيث شكلها عن مقابر هيلي وأم النار المعروفة في الإمارات العربية المتحدة ومقابر بات في عُمَان.
- المقابر الصخرية وفيها يختلف الوضع عن المقابر الأرضية، ونماذج هذه المقابر كثيرة في اليمن بشكل عام فنجد مقابر شبام كوكبان وشبام الغراس والحدا وناعط والظفير في بني مطر وصيح
ان لكل مجتمع من المجتمعات عادة تنشأ لسبب ما، وفي الغالب يكون لها ارتباط عقائدي وديني ومن ثم تحكمها عادات وتقاليد تتحول وتتغير تغيرات طفيفة مع الزمن إذا لزم الأمر، وربما تبقى محتفظة بطقوسها في حال وجود تماسك وتكاتف وتعاون وتفاهم لأهل الحل والعقد في المجتمع، وهذا يحدث في المجتمعات المنغلقة على نفسها والمنعزلة عن المجتمعات الأخرى، فتتوارث فيها الأجيال تلك العادات بحرص ولا يظهر التغيير إلا نادراً بحيث لا يمكن قياسه إلا بعد مضي وقت طويل، ولا يختص أمر التحول أو التغير بعادات الموت ودفن الأموات فحسب، بل ينطبق على معظم العادات كالزواج والولادة والصيد والزراعة, وكذلك تأثر اللغة وطريقة نطق الحروف في كل منطقة..
وقد تناولت الدراسات الاجتماعية والنفسية والتاريخية جوانب كثيرة من هذه العادات والسلوكيات التي مارسها البشر في مناطق متعددة من المعمورة، وكان للدراسات الأنثروبولوجية وعلم الآثار نصيب وافر من تلك الدراسات وتحليل الكثير من سرائرها الغامضة وتتبع أصولها وبحث تطوراتها ونتائجها على المجتمعات وتأثيرها على الحياة المستقبلية، فكانت الحصيلة غاية في الأهمية من الناحية العلمية, مشوقة ولذيذة لمن يعشق المغامرات والاكتشافات والمفاجآت المثيرة.
وفي المجتمع اليمني القديم كانت ثمة عادات لها بعض الخصوصيات التي نشأت هي الأخرى عن الخصوصية المكانية، ففي العصور القديمة ومنذ نشأة الخليقة كان للميت حرمة وقدسية عظيمة في كل بقاع الأرض، هذا ما استقيناه من معلومات مؤكدة روتها اللقى الأثرية التي خلفها إنسان العصور القديمة وهو يفخر بتخليد أمواته وتشييد مقابرهم والاعتناء بها بقدر يفوق العناية بالإنسان الحي. وقد جاء ذلك من صميم إيمانه القوي بوجود الخالق الذي يتحكم في هذا الكون العظيم وهو يعلم بصدق أيضاً بأنه زائل بعد حين من الدهر مثل صاحبه الميت الذي سبقه، ولذلك فقد أدرك بأن ثمة حياة أخرى سيذهب إليها بعد موته (وهو ما أسمته التواريخ عقيدة البعث والخلود)، فهو على ضوء ذلك يفعل ويتصرف بحكمة وبسخاء تجاه أخيه الميت أملاً بأن يلقى مثل ذلك عندما يحين دوره.
أنواع المدافن والمقابر القديمة
لقد تعددت أنواع وأشكال المقابر تبعاً للفترات التاريخية أولاً وطبوغرافية المواقع ثانياً وأهمية الأشخاص أنفسهم ثالثاً، وارتبط بهذا التنوع أيضاً طرق الدفن أو الحفظ أو التحنيط أو الوضعيات التي تترك عليها جثة المتوفى في موقع المقبرة ، وأنواع المقابر في اليمن القديم هي :
- المقابر المبنية بالحجارة على هيئة أبراج عالية إلا أنها أقل ارتفاعاً من مقابر يايلة في عُمَان ومن أمثلتها وأحسن نماذجها في منطقة الرُّيك وجدرين في مأرب ومقابر منطقة العبر في الجهة الغربية لوادي حضرموت ومقابر وادي وعشة في الجول الشمالي (الهضبة الشمالية) لوادي حضرموت وأعلى الجول الفاصل بين واديي دوعَن وعَمْد.
- المقابر الركامية نظراً لكونها عبارة عن ركام حجري يوضع على الجثة ولكن بحجارة غير منتظمة في هيئتها ويتخذ فيها القبر عادة الشكل الدائري وقد توجد بداخل الركام غرفة للدفن تبنى بألواح حجرية بشكل مربع في الغالب، أما الركام فلا يرتفع كثيراً وربما لا يزيد عن 1.5متر، أما إذا تم البناء بألواح حجرية فتغطى قمته بقطعة حجرية كبيرة أو لوح من حجر (الصلل)، وهذا النوع أكثر انتشاراً في قمم الجبال والهضاب الجبلية، وقد يكون متصلاً بذيل طويل ربما يصل إلى أكثر من كيلو متر، وقد يكون الذيل عبارة كومات متجاورة في شكل صف ممتد طويل، وقد يكون القبر في الأسفل والذيل يمتد إلى الأعلى، وله أشكال متعددة وأساليبه متنوعة، وربما اختلط الأمر بينه وبين علامات الطرق وبين الحدود بين الأراضي وبينه وبين موجهات مياه السيول والأمطار.
- المقابر من النوع الأرضي ويتخذ الشكل البيضاوي أو المستطيل دائري الأطراف, وينتشر هذا النمط بكثرة, ومنه نماذج مقابر جزيرة سقطرى والتي كشفت عنها البعثة الروسية على عمق نحو مترين تحت سطح التربة وقد بُنيت بحجارة ملساء طبيعية كبيرة الحجم ومتوسطة من غير تشذيب.
- المقابر التي تشبه الصندوق أو التابوت الحجري, ويتم صنعه من شرائح حجرية ضخمة قد يصل طول الواحدة منها إلى نحو المتر والنصف, ومن أمثلته مقبرة شعوب بصنعاء القديمة، وظهر هذا النوع أيضاً في العصر البرونزي ومن أمثلته الكثير في وادي وعشة بالهضبة الشمالية لحضرموت.
- المقابر الدائرية وهي متعددة الأشكال أيضاً وقد تكون كبيرة القطر بحيث يصل قطرها إلى أكثر من خمسة أمتار, وهي من حجارة كبيرة جداً تشبه المقابر الميغاليثة في أوروبا ومن أمثلتها في وادي حضرموت مقابر وادي سر، وهي تختلف من حيث شكلها عن مقابر هيلي وأم النار المعروفة في الإمارات العربية المتحدة ومقابر بات في عُمَان.
- المقابر الصخرية وفيها يختلف الوضع عن المقابر الأرضية، ونماذج هذه المقابر كثيرة في اليمن بشكل عام فنجد مقابر شبام كوكبان وشبام الغراس والحدا وناعط والظفير في بني مطر وصيح
بني مطر وظفار منكث ووادي ضهر في المناطق الشمالية من اليمن وفي وادي ضراء بشبوة العاصمة الحضرمية القديمة وفي حريضة والمشهد وريبون والسفيل بوادي العين وشعب الغبيرة ومنطقة سنا في أسفل وادي حضرموت، هذه المقابر الصخرية تم نقرها نقراً متقناً في ثنايا الجبال وعلى ارتفاعات عالية في الغالب بحيث تكون صعبة المنال بعد وضع الجثة فيها، وفي هذه المقابر من الداخل تم عمل رفوف مستطيلة بحجم الإنسان العادي حتى توضع عليها الجثة، وقد يكون في المقبرة عدد يصل إلى الخمسة أشخاص ولكن كل منهم مستقل بذاته وبأثاثه الخاص، وتسمى هذه بالمقابر العائلية.
عقيدة ما بعد الموت
في اليمن القديم كذلك كانت هناك عقيدة لدى القدماء وإيمان بوجود حياة أخرى وخلود بعد الممات, ولذلك كان هناك تحنيط ومعالجة للجثة قبل أن تدفن وتوارى في التراب أو توضع في أرفف المقابر الصخرية على أساس أن يبقى الشكل العام للميت ليتم التعرف عليه عند عودة الروح إليه في قبره. فقبل الإسلام بآلاف السنين ومنذ العصور الحجرية والعصور التي تلتها كالنحاسية والبرونزية والحديدي, وحتى العصور التي سبقت الإسلام؛ تم الدفن بطرق مختلفة الوضعيات، ومنها الوضع المنحني على هيئة القرفصاء وهي نفس العادة التي كانت لدى قدماء المصريين وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وبعض مناطق أخرى، وهذه العادة دفن بها قدماء اليمنيين أيضاً خلال العصر التاريخي كما هو الحال في مقابر منطقة ريبون بوادي حضرموت ومقابر وادي ضراء في شبوة ومقابر العصيبية في أبين ومقابر موقع ثاج في السعودية، وهي مقابر أرضية تم دفن بعض الأثاث الجنائزي مع الميت مثل الحلي الذهبية والفضية والأسلحة كالسيوف والخناجر وأواني مُرصعة ومُطعمة بمواد نفيسة مثل الأحجار الكريمة والمُجوهرات، وعادة ما تكون هذه المواد في مقابر أثرياء القوم وقاداتهم العسكريين، أما مقابر عصور ماقبل التاريخ فعلى الرغم أن الكثير منها لم يتبق من الجثة إلا مايدل على وجود سابق للميت بهذا القبر نظراً لتحللها بشكل كبير فقد وجدت بجوارها بعض الأسلحة والأدوات المصنوعة من الصوان والأوبسيديان (الزجاج البركاني) ومن أمثلتها المقابر الركامية والمقابر المذيلة والمقابر البرجية أو ما يُطلق عليها (خلايا النحل) كتلك المنتشرة في الرويك وجدرين بمأرب ومنطقة العبر في حضرموت ووادي وعشة وما حوله في الهضبة الشمالية لوادي حضرموت وتنتشر بكثرة في عُمان ومناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.
المومياء المحنطة
كما هو معروف فقد شيد قدماء المصريين لموتاهم الأهرامات الضخمة في الجيزة والتي مازالت صامدة أمام كل المتغيرات والظروف المناخية خلال آلاف السنين، وشيد أهل شمال الجزيرة البتراء وفي السعودية مدائن صالح أيضاً, وهي المنحوتة في صميم الجبال الصخرية بعناية ودقة فائقتين، وكذلك فقد شيد بعض قدماء اليمنيين لموتاهم مثل هذه المقابر الواسعة الآمنة في المرتفعات الجبلية في ثنايا الصخور الرسوبية الجيرية الكبيرة وأحكموا إغلاقها بحجارة حتى لا تصلها الحيوانات أو تعبث بها أيادي العابثين، ومثل تلك المقابر وجدت في مناطق متعددة من اليمن، والأقرب أنها كانت منتشرة بشكل كبير لولا أن أيدي النبش والخراب قد طالتها في أزمان لاحقة وعبثت بمحتوياتها، فالبعض منها تحولت إلى مساكن للبدو والبعض منها تحولت الى زرائب للماشية وأخرى مستودعات ومخازن، وقد شاهدنا الكثير منها في مناطق من حضرموت في مواقع مثل حريضة في وادي عمد والمشهد في مدخل وادي دوعن والسوم في شرق وادي حضرموت، وذكرت المصادر أيضاً وجودها في سهوة بغرب حضرموت، كما شاهدنا أعظمها في مناطق من شمال اليمن في كل من شبام كوكبان وصِيح بني مطر وثُلأ شمال غرب صنعاء وتليها شبام الغِراس (شبام سُخيم) شمال صنعاء والمحويت أيضاً شمال غرب صنعاء، بالإضافة إلى مناطق كثيرة أخرى يصعب حصرها كما أن الكثير منها لم يُدرج بعد ضمن أعمال علمية منشورة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل تم تحنيط الكثير من الجثث ولفها في كيس من الجلد مرة, ومرة أخرى تم لفها بشرائح من الكتان بطرق متقنة ومتينة, وذلك بعد أن تخضع للتجفيف بمواد طبيعية كان يتم استخراجها من النباتات غالباً الموجودة في البيئة الصحراوية، ومن بين أهم هذه النباتات كان يوضع نبات الراء، وهو نبات بري عبارة عن حبيبات أشبه بالقطنية له خاصية الامتصاص, إذ كان يتم وضعه بداخل التجويف البطني حتى يمتص السوائل لكي لا تتعفن الجثة. وهذه المعالجات الطبية تتم عادة بعد استئصال ما في البطن من أحشاء غير قابلة للحفظ لوقت طويل مثل الأمعاء وتوابعها، كما يعالج الرأس معالجة خاصة تحظى بالعناية المركزة والدقيقة بحيث كانت تبقى بعض خصلات من الشعر في بعض الجثث سليمة الى جانب بعض من الجلد أيضاً.
لقد وُجدت معظم هذه المُحنطات التي تسمى (المومياء) في وضعية القرفصاء المنحنية، كما وجدت بالمقابل جثث أخرى في وضعيات ممتدة، والبعض الآخر مقطوعة الرأس وبعض الرؤوس بجوار الجسد، ويعلل بعض العلماء اتخاذ وضعية القرفصاء ع
عقيدة ما بعد الموت
في اليمن القديم كذلك كانت هناك عقيدة لدى القدماء وإيمان بوجود حياة أخرى وخلود بعد الممات, ولذلك كان هناك تحنيط ومعالجة للجثة قبل أن تدفن وتوارى في التراب أو توضع في أرفف المقابر الصخرية على أساس أن يبقى الشكل العام للميت ليتم التعرف عليه عند عودة الروح إليه في قبره. فقبل الإسلام بآلاف السنين ومنذ العصور الحجرية والعصور التي تلتها كالنحاسية والبرونزية والحديدي, وحتى العصور التي سبقت الإسلام؛ تم الدفن بطرق مختلفة الوضعيات، ومنها الوضع المنحني على هيئة القرفصاء وهي نفس العادة التي كانت لدى قدماء المصريين وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وبعض مناطق أخرى، وهذه العادة دفن بها قدماء اليمنيين أيضاً خلال العصر التاريخي كما هو الحال في مقابر منطقة ريبون بوادي حضرموت ومقابر وادي ضراء في شبوة ومقابر العصيبية في أبين ومقابر موقع ثاج في السعودية، وهي مقابر أرضية تم دفن بعض الأثاث الجنائزي مع الميت مثل الحلي الذهبية والفضية والأسلحة كالسيوف والخناجر وأواني مُرصعة ومُطعمة بمواد نفيسة مثل الأحجار الكريمة والمُجوهرات، وعادة ما تكون هذه المواد في مقابر أثرياء القوم وقاداتهم العسكريين، أما مقابر عصور ماقبل التاريخ فعلى الرغم أن الكثير منها لم يتبق من الجثة إلا مايدل على وجود سابق للميت بهذا القبر نظراً لتحللها بشكل كبير فقد وجدت بجوارها بعض الأسلحة والأدوات المصنوعة من الصوان والأوبسيديان (الزجاج البركاني) ومن أمثلتها المقابر الركامية والمقابر المذيلة والمقابر البرجية أو ما يُطلق عليها (خلايا النحل) كتلك المنتشرة في الرويك وجدرين بمأرب ومنطقة العبر في حضرموت ووادي وعشة وما حوله في الهضبة الشمالية لوادي حضرموت وتنتشر بكثرة في عُمان ومناطق أخرى من شبه الجزيرة العربية.
المومياء المحنطة
كما هو معروف فقد شيد قدماء المصريين لموتاهم الأهرامات الضخمة في الجيزة والتي مازالت صامدة أمام كل المتغيرات والظروف المناخية خلال آلاف السنين، وشيد أهل شمال الجزيرة البتراء وفي السعودية مدائن صالح أيضاً, وهي المنحوتة في صميم الجبال الصخرية بعناية ودقة فائقتين، وكذلك فقد شيد بعض قدماء اليمنيين لموتاهم مثل هذه المقابر الواسعة الآمنة في المرتفعات الجبلية في ثنايا الصخور الرسوبية الجيرية الكبيرة وأحكموا إغلاقها بحجارة حتى لا تصلها الحيوانات أو تعبث بها أيادي العابثين، ومثل تلك المقابر وجدت في مناطق متعددة من اليمن، والأقرب أنها كانت منتشرة بشكل كبير لولا أن أيدي النبش والخراب قد طالتها في أزمان لاحقة وعبثت بمحتوياتها، فالبعض منها تحولت إلى مساكن للبدو والبعض منها تحولت الى زرائب للماشية وأخرى مستودعات ومخازن، وقد شاهدنا الكثير منها في مناطق من حضرموت في مواقع مثل حريضة في وادي عمد والمشهد في مدخل وادي دوعن والسوم في شرق وادي حضرموت، وذكرت المصادر أيضاً وجودها في سهوة بغرب حضرموت، كما شاهدنا أعظمها في مناطق من شمال اليمن في كل من شبام كوكبان وصِيح بني مطر وثُلأ شمال غرب صنعاء وتليها شبام الغِراس (شبام سُخيم) شمال صنعاء والمحويت أيضاً شمال غرب صنعاء، بالإضافة إلى مناطق كثيرة أخرى يصعب حصرها كما أن الكثير منها لم يُدرج بعد ضمن أعمال علمية منشورة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل تم تحنيط الكثير من الجثث ولفها في كيس من الجلد مرة, ومرة أخرى تم لفها بشرائح من الكتان بطرق متقنة ومتينة, وذلك بعد أن تخضع للتجفيف بمواد طبيعية كان يتم استخراجها من النباتات غالباً الموجودة في البيئة الصحراوية، ومن بين أهم هذه النباتات كان يوضع نبات الراء، وهو نبات بري عبارة عن حبيبات أشبه بالقطنية له خاصية الامتصاص, إذ كان يتم وضعه بداخل التجويف البطني حتى يمتص السوائل لكي لا تتعفن الجثة. وهذه المعالجات الطبية تتم عادة بعد استئصال ما في البطن من أحشاء غير قابلة للحفظ لوقت طويل مثل الأمعاء وتوابعها، كما يعالج الرأس معالجة خاصة تحظى بالعناية المركزة والدقيقة بحيث كانت تبقى بعض خصلات من الشعر في بعض الجثث سليمة الى جانب بعض من الجلد أيضاً.
لقد وُجدت معظم هذه المُحنطات التي تسمى (المومياء) في وضعية القرفصاء المنحنية، كما وجدت بالمقابل جثث أخرى في وضعيات ممتدة، والبعض الآخر مقطوعة الرأس وبعض الرؤوس بجوار الجسد، ويعلل بعض العلماء اتخاذ وضعية القرفصاء ع
لى أساس أنها تشبه وضعية الجنين في بطن أمه، أي أن هذه العلاقة تشير إلى بداية حياة جديدة بالنسبة للميت كما هي بالنسبة للجنين الوليد، وهي في الوقت نفسه استبشار بديمومة الحياة بعد الموت والموت بعد الحياة وهكذا. أما بالنسبة للوضع والاتجاه العام للجثة بداخل المقبرة فكان غير محدد باتجاه معين بالنسبة للجثث في المقابر اليمنية القديمة كالذي نجده في المقابر المصرية القديمة مثلاً حيث يجب أن يتجه وجه الميت في جميع المقابر نحو غروب الشمس وماله من دلالات واعتقادات عند قدماء المصريين ذات صلة بعبادة الشمس وما يُسمى الإله رع وما إلى ذلك.
المومياء في المتحف اليمني
كما شاهدنا وشاهد الكثير المومياوات المحنطة الفرعونية في المتاحف المصرية والمومياوات الأخرى في أفريقيا وفي مناطق أخرى من العالم فإن المتاحف اليمنية الرسمية تعرض بعض المومياوات المحنطة أيضاً والتي ربما لم يسمع الكثير عنها والتي تختلف حتى من حيث المعالجات التي اتبعت في التحنيط مقارنة بما تم في مصر وأفريقيا ومناطق أخرى.
وهكذا يمكن أن نقترب أكثر من الفكر الإنساني القديم ونتعرف على المراحل التي تدرج خلالها لمعرفة أسرار الكون، وصلة الإنسان بخالقه والتصرفات التي على أساسها كان الإنسان القديم في مختلف العصور يبحث عن الحقيقة، وقد يكون استغرق الكثير من وقته للبحث عن الحقيقة.
والشواهد الحية من الجثث المحنطة الموجودة في قاعات ومخازن بعض المتاحف اليمنية مثل متحف قسم الآثار بجامعة صنعاء التي تعود تاريخ بعضها إلى حوالي 300 قبل الميلاد، أي الى نهاية العصر الحديدي، وتلك المومياوات التي توجد في متحف قسم الآثار بجامعة صنعاء تم إحضارها من كهوف مقابر شبام الغراس وأخرى من قبور منطقة ثُلأ وأخرى من منطقة ملحان، أما المومياء المحفوظة بالمتحف الوطني بصنعاء فقد أحضرت من مقبرة شُعوب ذات المقابر الصندوقية الشكل التي عثر عليها مدفونة على مسافة تحت أرضية المنطقة.
صلات اليمن وبلاد الشرق
الحقيقة أنه بالرغم من بعض التباينات الطفيفة في عمليات الدفن أو التحنيط إلا أن ثمة تشابهاً كبيراً بين طرق وعادات الدفن في حضارة اليمن القديم مع دول الشرق القديم الأخرى المجاورة بشكل عام، وذلك ليس بغريب إذ هو نتاج التواصل الثقافي والعلاقات التي كانت سائدة بين تلك الدول، وقد ثبت التواصل بين اليمن ومصر، كما ثبت أن مصر كانت تستورد بعض المواد التي تستخدم في التحنيط، حيث كانت تجمعهما الصلات التجارية القوية مما عكس وفرض تلقائياً تقارب فكري وعقائدي، وبحكم الظروف المتقاربة التي في البدء كانت اقتصادية ثم اجتماعية وسياسية، وهكذا أصبحت في مجملها عناصر مهمة في الحياة اليومية، ومن ثم تحول الفكر إلى سلوك حي يُنتهج على مستويات اجتماعية وفئات المجتمع القبلي والعشائري بشكل عام وبطريقة تدريجية بعدما حضي بقبول وترحيب لم تفرضه القوة والجبروت، ولكن فرضه الاندماج الفكري والتفاهم والتلاقح بين الحضارت والإيمان بقضية مشتركة واحدة هي أن كل إنسان لابد له من الانتقال إلى حياة أخرى غير الحياة الدنيا الفانية ألا وهي الحياة الأخرى الباقية، ولذا كان في اعتقادهم بأنه يجب عليه أن يأخذ معه مستلزماته التي سيحتاجها في الحياة الأخرى كأدواته وبعض معداته الحربية بالإضافة إلى حليه وزينته، وقد تصل إلى إبله وماشيته، بل إلى حراسته وأهل بيته كزوجته وأولاده، ولما كان إيمانهم بهذه الحقيقة فقد كانوا يبنون عليها كل تصرفاتهم ويضعون عليها برامجهم، وهي عقيدة إيمانية راسخة بالنبسة لهم؛ يقاتلون ويدافعون ويقدمون قرابينهم ويفتدون ويتضرعون ويتوكلون على أساسها بغض النظر عن التوصل إلى الحقيقة المطلقة بالنسبة للذات الإلهية أو إيمانهم بالله العظيم
المومياء في المتحف اليمني
كما شاهدنا وشاهد الكثير المومياوات المحنطة الفرعونية في المتاحف المصرية والمومياوات الأخرى في أفريقيا وفي مناطق أخرى من العالم فإن المتاحف اليمنية الرسمية تعرض بعض المومياوات المحنطة أيضاً والتي ربما لم يسمع الكثير عنها والتي تختلف حتى من حيث المعالجات التي اتبعت في التحنيط مقارنة بما تم في مصر وأفريقيا ومناطق أخرى.
وهكذا يمكن أن نقترب أكثر من الفكر الإنساني القديم ونتعرف على المراحل التي تدرج خلالها لمعرفة أسرار الكون، وصلة الإنسان بخالقه والتصرفات التي على أساسها كان الإنسان القديم في مختلف العصور يبحث عن الحقيقة، وقد يكون استغرق الكثير من وقته للبحث عن الحقيقة.
والشواهد الحية من الجثث المحنطة الموجودة في قاعات ومخازن بعض المتاحف اليمنية مثل متحف قسم الآثار بجامعة صنعاء التي تعود تاريخ بعضها إلى حوالي 300 قبل الميلاد، أي الى نهاية العصر الحديدي، وتلك المومياوات التي توجد في متحف قسم الآثار بجامعة صنعاء تم إحضارها من كهوف مقابر شبام الغراس وأخرى من قبور منطقة ثُلأ وأخرى من منطقة ملحان، أما المومياء المحفوظة بالمتحف الوطني بصنعاء فقد أحضرت من مقبرة شُعوب ذات المقابر الصندوقية الشكل التي عثر عليها مدفونة على مسافة تحت أرضية المنطقة.
صلات اليمن وبلاد الشرق
الحقيقة أنه بالرغم من بعض التباينات الطفيفة في عمليات الدفن أو التحنيط إلا أن ثمة تشابهاً كبيراً بين طرق وعادات الدفن في حضارة اليمن القديم مع دول الشرق القديم الأخرى المجاورة بشكل عام، وذلك ليس بغريب إذ هو نتاج التواصل الثقافي والعلاقات التي كانت سائدة بين تلك الدول، وقد ثبت التواصل بين اليمن ومصر، كما ثبت أن مصر كانت تستورد بعض المواد التي تستخدم في التحنيط، حيث كانت تجمعهما الصلات التجارية القوية مما عكس وفرض تلقائياً تقارب فكري وعقائدي، وبحكم الظروف المتقاربة التي في البدء كانت اقتصادية ثم اجتماعية وسياسية، وهكذا أصبحت في مجملها عناصر مهمة في الحياة اليومية، ومن ثم تحول الفكر إلى سلوك حي يُنتهج على مستويات اجتماعية وفئات المجتمع القبلي والعشائري بشكل عام وبطريقة تدريجية بعدما حضي بقبول وترحيب لم تفرضه القوة والجبروت، ولكن فرضه الاندماج الفكري والتفاهم والتلاقح بين الحضارت والإيمان بقضية مشتركة واحدة هي أن كل إنسان لابد له من الانتقال إلى حياة أخرى غير الحياة الدنيا الفانية ألا وهي الحياة الأخرى الباقية، ولذا كان في اعتقادهم بأنه يجب عليه أن يأخذ معه مستلزماته التي سيحتاجها في الحياة الأخرى كأدواته وبعض معداته الحربية بالإضافة إلى حليه وزينته، وقد تصل إلى إبله وماشيته، بل إلى حراسته وأهل بيته كزوجته وأولاده، ولما كان إيمانهم بهذه الحقيقة فقد كانوا يبنون عليها كل تصرفاتهم ويضعون عليها برامجهم، وهي عقيدة إيمانية راسخة بالنبسة لهم؛ يقاتلون ويدافعون ويقدمون قرابينهم ويفتدون ويتضرعون ويتوكلون على أساسها بغض النظر عن التوصل إلى الحقيقة المطلقة بالنسبة للذات الإلهية أو إيمانهم بالله العظيم