#اليمن_تاريخ_وثقافة
#شرجب
مع اقدم ذكر للسبئيين والحميريين يبرز إسم #شرجب كقبيلة وموضع عرييق بحضارته وتاريخه
معنى كلمة شرجب – الشرجبي
يلاحظ أن أي منطقة سكن فيها الشرجبي لفترة تاريخية طويلة تسمى شرجب نسبة ً للشرجبي أي أن الارض تنسب للشرجبي ... وقد وردت عدة معاني للكلمة شرجب _ الشرجبي في كتب اللغة منها كتاب لسان العرب وغيره منها ما يلي :
1/ الرجل الطويل ذو الشارة الحسنة .
2/ الليث .
3/ الفرس الجواد .
4/ نوع من أنواع الرماح (سهلب) .
5/ أعمدة الحديد .
6/ النافذة العالية .
7/ الحرير السلطاني .
8/ تاج العروس .
المراجع التاريخية
ورد ذكر شرجب في كثير من المراجع التاريخية منها :
1/ كتاب جغرافيا التوراة في جزيرة الفراعنة للمؤلف المصري أحمد عيد ويشير إلى قرية ( #واسر ) وسيل واسر يصب في وادي المقاطرة الغربي و عزلة شرجب بالمعافر ( الحجرية حالياً ) ويؤكد أن أصل الفراعنة من اليمن ومنها قرية ( واسر ) شرجب .
2/ كتاب تاريخ اليمن القديم للمؤلف والمؤرخ محمد عبدالقادر بافقيه ، ويذكر في الصفحات 59 – 60 نقلاً عن عدة مراجع أنه قد اتى ذكر شرجب في نقش النصر في منطقة صرواح الموسوم ( 3945 _ RES ) وهذا النقش يعتبر من أهم الآثار التاريخية والذي سجل فيه الملك السبئي ( كرب ايل وتر ) حروبه ضد حضارة اوسان ، وذكر أنه هاجم #شرجب ب #المعافر ( الحجرية حالياً ) كما هاجم #ذبحان وقشرم وهي المناطق المجاورة لشرجب كما يذكر أنه أحرق مدينة #شرجب وهي مدينة تجارية أسسها آل شرجب في طرق التجارة وإما أن يكون موقعها بين نجران والجوف أو في أعلى وادي بيحان .
3/ كتاب الجامع ( جامع شمل أعلام المهاجرين اليمنيين ) للمؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف ، ويذكر في الصفحات ( 75 _ 718 ) هجرة أحد فروع #شرجب وهم آل ( أذار ) إلى منطقة عسقلان ب #فلسطين دون عودة خلال فترة حروب #الفراعنة في بلاد الشام ، كما يذكر في صفحة ( 361 ) أنه عندما تعذر على عمر بن العاص فتح مصر طلب من أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب أن يمده بجيش من المعافر ( الحجرية حالياً ) وكان من أهم قادة ذلك الجيش :
1- القائد جبل بن بخيت الشرجبي .
2- القائد عوسج بن ناصر الشرجبي .
وكان ذلك عام 25 هجرية .
4/ كتاب دخول العثمانيين الأول لليمن المسمى ( الأحسان في دخول مملكة اليمن في ظلال عدالة بني عثمان ) للمؤرخ القاضي شمس الدين الموزعي ، ويذكر في الصفحات ( 84 حتى 88 ) و ( 153 حتى 219 ) قصة الأمير علي الشرجبي حاكم الحجرية عندما قاد ثورة ضد الأتراك خلال الفترة ( 1597 _ 1622 ) م ، وتمكن من الأستقلال بالحجرية عن الولاية العثمانية ، وقد تكرر ذكر الأمير علي الشرجبي في كثير من المراجع الأخرى منها :
- كتاب ( النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة ) للمؤلف المطهر بن محمد الجرموزي ، ويذكر أن إقليم تعز برز من خلال قبائل شرجب لمواجهة الاتراك ويذكر المعارك التي دارت بين الامير علي الشرجبي والأتراك .
5/ كتاب ( الإحتلال البريطاني لعدن ) للمؤلف الإماراتي دكتور سلطان بن محمد القاسمي ، ويشير في الصفحات ( 346 _ 347 ) ، ( 364 _ 369 ) قصة الشيخ قاسم بن سعيد الشرجبي زعيم الحجرية الذي إستقل بالحجرية عن ولاية محمد علي باشا حاكم مصر والسودان واليمن خلال الفترة ( 1829 حتى 1872 ) م ، وفي عهده وصلت صادرات البن من الحجرية ما يساوي 480 ألف دولار سنوياً .
* شرجب الأم :
هي المنقطة الواقعة بمديرية الشمايتين بالمعافر ( الحجرية حالياً ) وهي المنطقة التي اتى ذكرها بالمراجع والآثار والكتب التاريخية التي أوردنا بعضها ، ومن مناطقها :
أ) حصن الجاهلي المطل على قلعة المقاطرة وعلى كل المناطق المجاورة ، وقد أتى ذكره في كتب الفتوحات العثمانية لليمن سبق الإشارة إلى أحدها كما ورد ذكره في حروب الملك الرسولي المظفر يوسف بن عمر علي رسول في عهد الدولة الرسولية في القرن السابع الهجري التي حكمت اليمن اكثر من مائتي عام وكانت عاصمتها تعز .
ب) قلعة الحديه التي ذكرت في عدة مراجح وتقع في منطقة الحديه - شرجب .
ت) الوديان ( واسر _ الدمنه _ حضه ) .
ث) المناطق ( واسر _ الدمنه _ حضه _ الشرف ) ، ويبلغ عدد سكانها المقيمين حسب تعداد 2004م حوالي 2500 نسمة ، بينما يبلغ تعداد أبنائها بالمدن حوالي 6000 نسمة تقريباً ، وتشتهر شرجب بأنها ثاني منطقة باليمن بعد منطقة كريتر عدن من حيث المستوى التعليمي حسب تقارير دولية كما يشتهر أبنائها بالنجدة والمحافظة على القيم العربية الأصيلة والتواجد في قلب الأحداث السياسية والإجتماعية وغيرها يحملون طموحات الأمة العربية والإسلامية ، ومن شرجب الأم خرجت هجرات إلى العالم العربي قديماً وحديثاً كما خرجت هجرات داخلية منها :
1) هجرات في إطار محافظة تعز ( قرية الشراجبة )
في مديرية صبر الموادم _ عزلة مرعيت ويبلغ عدد السكان حسب تعداد ( 2004م ) ثمانمائة ( 800 ) نسمة ، وهجرات صغيرة إلى مردع الشرجبي بمنطقة الرجاعية ، ويبلغ عدد سكان
#شرجب
مع اقدم ذكر للسبئيين والحميريين يبرز إسم #شرجب كقبيلة وموضع عرييق بحضارته وتاريخه
معنى كلمة شرجب – الشرجبي
يلاحظ أن أي منطقة سكن فيها الشرجبي لفترة تاريخية طويلة تسمى شرجب نسبة ً للشرجبي أي أن الارض تنسب للشرجبي ... وقد وردت عدة معاني للكلمة شرجب _ الشرجبي في كتب اللغة منها كتاب لسان العرب وغيره منها ما يلي :
1/ الرجل الطويل ذو الشارة الحسنة .
2/ الليث .
3/ الفرس الجواد .
4/ نوع من أنواع الرماح (سهلب) .
5/ أعمدة الحديد .
6/ النافذة العالية .
7/ الحرير السلطاني .
8/ تاج العروس .
المراجع التاريخية
ورد ذكر شرجب في كثير من المراجع التاريخية منها :
1/ كتاب جغرافيا التوراة في جزيرة الفراعنة للمؤلف المصري أحمد عيد ويشير إلى قرية ( #واسر ) وسيل واسر يصب في وادي المقاطرة الغربي و عزلة شرجب بالمعافر ( الحجرية حالياً ) ويؤكد أن أصل الفراعنة من اليمن ومنها قرية ( واسر ) شرجب .
2/ كتاب تاريخ اليمن القديم للمؤلف والمؤرخ محمد عبدالقادر بافقيه ، ويذكر في الصفحات 59 – 60 نقلاً عن عدة مراجع أنه قد اتى ذكر شرجب في نقش النصر في منطقة صرواح الموسوم ( 3945 _ RES ) وهذا النقش يعتبر من أهم الآثار التاريخية والذي سجل فيه الملك السبئي ( كرب ايل وتر ) حروبه ضد حضارة اوسان ، وذكر أنه هاجم #شرجب ب #المعافر ( الحجرية حالياً ) كما هاجم #ذبحان وقشرم وهي المناطق المجاورة لشرجب كما يذكر أنه أحرق مدينة #شرجب وهي مدينة تجارية أسسها آل شرجب في طرق التجارة وإما أن يكون موقعها بين نجران والجوف أو في أعلى وادي بيحان .
3/ كتاب الجامع ( جامع شمل أعلام المهاجرين اليمنيين ) للمؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف ، ويذكر في الصفحات ( 75 _ 718 ) هجرة أحد فروع #شرجب وهم آل ( أذار ) إلى منطقة عسقلان ب #فلسطين دون عودة خلال فترة حروب #الفراعنة في بلاد الشام ، كما يذكر في صفحة ( 361 ) أنه عندما تعذر على عمر بن العاص فتح مصر طلب من أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب أن يمده بجيش من المعافر ( الحجرية حالياً ) وكان من أهم قادة ذلك الجيش :
1- القائد جبل بن بخيت الشرجبي .
2- القائد عوسج بن ناصر الشرجبي .
وكان ذلك عام 25 هجرية .
4/ كتاب دخول العثمانيين الأول لليمن المسمى ( الأحسان في دخول مملكة اليمن في ظلال عدالة بني عثمان ) للمؤرخ القاضي شمس الدين الموزعي ، ويذكر في الصفحات ( 84 حتى 88 ) و ( 153 حتى 219 ) قصة الأمير علي الشرجبي حاكم الحجرية عندما قاد ثورة ضد الأتراك خلال الفترة ( 1597 _ 1622 ) م ، وتمكن من الأستقلال بالحجرية عن الولاية العثمانية ، وقد تكرر ذكر الأمير علي الشرجبي في كثير من المراجع الأخرى منها :
- كتاب ( النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة ) للمؤلف المطهر بن محمد الجرموزي ، ويذكر أن إقليم تعز برز من خلال قبائل شرجب لمواجهة الاتراك ويذكر المعارك التي دارت بين الامير علي الشرجبي والأتراك .
5/ كتاب ( الإحتلال البريطاني لعدن ) للمؤلف الإماراتي دكتور سلطان بن محمد القاسمي ، ويشير في الصفحات ( 346 _ 347 ) ، ( 364 _ 369 ) قصة الشيخ قاسم بن سعيد الشرجبي زعيم الحجرية الذي إستقل بالحجرية عن ولاية محمد علي باشا حاكم مصر والسودان واليمن خلال الفترة ( 1829 حتى 1872 ) م ، وفي عهده وصلت صادرات البن من الحجرية ما يساوي 480 ألف دولار سنوياً .
* شرجب الأم :
هي المنقطة الواقعة بمديرية الشمايتين بالمعافر ( الحجرية حالياً ) وهي المنطقة التي اتى ذكرها بالمراجع والآثار والكتب التاريخية التي أوردنا بعضها ، ومن مناطقها :
أ) حصن الجاهلي المطل على قلعة المقاطرة وعلى كل المناطق المجاورة ، وقد أتى ذكره في كتب الفتوحات العثمانية لليمن سبق الإشارة إلى أحدها كما ورد ذكره في حروب الملك الرسولي المظفر يوسف بن عمر علي رسول في عهد الدولة الرسولية في القرن السابع الهجري التي حكمت اليمن اكثر من مائتي عام وكانت عاصمتها تعز .
ب) قلعة الحديه التي ذكرت في عدة مراجح وتقع في منطقة الحديه - شرجب .
ت) الوديان ( واسر _ الدمنه _ حضه ) .
ث) المناطق ( واسر _ الدمنه _ حضه _ الشرف ) ، ويبلغ عدد سكانها المقيمين حسب تعداد 2004م حوالي 2500 نسمة ، بينما يبلغ تعداد أبنائها بالمدن حوالي 6000 نسمة تقريباً ، وتشتهر شرجب بأنها ثاني منطقة باليمن بعد منطقة كريتر عدن من حيث المستوى التعليمي حسب تقارير دولية كما يشتهر أبنائها بالنجدة والمحافظة على القيم العربية الأصيلة والتواجد في قلب الأحداث السياسية والإجتماعية وغيرها يحملون طموحات الأمة العربية والإسلامية ، ومن شرجب الأم خرجت هجرات إلى العالم العربي قديماً وحديثاً كما خرجت هجرات داخلية منها :
1) هجرات في إطار محافظة تعز ( قرية الشراجبة )
في مديرية صبر الموادم _ عزلة مرعيت ويبلغ عدد السكان حسب تعداد ( 2004م ) ثمانمائة ( 800 ) نسمة ، وهجرات صغيرة إلى مردع الشرجبي بمنطقة الرجاعية ، ويبلغ عدد سكان
#اليمن_تاريخ_وثقافة
#المعافر و #ذبحان
الكاتب/ عبدالحبيب الذبحاني..
.. نائب مدير مكتب الاثار في مدينة زبيد
.
في البداية يجب التنويه انه لا يمكن الكتابة عن أي قرية أو عزلة أو منطقة بعينها دون دراسة المناطق الأخرى المحيطة بها لانها ترتبط بها من عدة نواحي كالأنشطة الإنسانية والانتقال من مكان لاخر والتواصل الحضاري عبر مختلف العصور والأزمنة ابتداء من السكن والاستيطان البشري .
ذبحان من مناطق الحجرية التي نشأت عليها أقدم الممالك اليمنيه وهي مملكة المعافر والتي كانت عاصمتها السواء في فترة من الفترات ..
هذا ولمعرفة التاريخ التقريبي لذبحان لا بد من البحث عن أقدم أثر للإستيطان البشري في الحجرية وهو موجود في كهف الأعبار بوادي الاصابح فهذا الكهف يحتوي على رسوم ومخربشات من عصور ما قبل التاريخ تقريباً 4000 سنة قبل الميلاد
والاصابح وذبحان متجاورتين وهذا يعني ان منطقة ذبحان ستكون مؤهلة لاستقبال أوائل الناس المنتقلين من الأصابح وخاصة إذا كان فيها موارد تساعد على بناء المجتمعات مثل الأودية والأرض الصالحة للزراعة وطبعاً كل هذه المقومات موجوده في كافة المناطق المحيطة بالأصابح ومنها ذبحان ، هذا ومن المراكز الاستيطانية تاريخياً وأثرياً في الحجرية توجد منطقة الصنة والسواء وغيرها كما أن النقوش الأثرية موجودة في جبل حبشي وجباْ والسواء وسامع وغيرها كما يوجد بقايا اسوار ومعابد وصهاريج وقنوات وسدود ...الخ
وكل هذا الكلام ينفي قول الكاتب أنه لا نستطيع الجزم بعمر ذبحان ... الخ
كما أنه يمكن الاستدلال من خلال النقوش الأثرية والتي أكدت بأن الحجرية كانت فيها مدن وحواضر متطورة جداً مقارنة مع باقي المدن في ذلك العصر = يعني مدن بكل ما تعنيها الكلمة ..
على سبيل المثال ما جاء في النقش RES 3945 الذي يعود الى عهد (الملك كرب إل وتر مكرب سبأ) تقريباً 685 قبل الميلاد ، هذا النقش يوثق الحملات العسكرية التي شنها كرب إل وتر وشملت منطقة واسعة من أنحاء المملكة الحجرية ففي السطر 3 و 4 من النقش مكتوب ما يلي :
ويوم / مخض / سادم / و وفط / نقبتم / وكل / أهجر / معفرن / وهبعل / ظبر / وظلمم / واروي / ووفط / كل / أهجرهمو / وقتلهمو / شلثت / الفم / وسبيمهمو / ثمنيت / الفم / وهثني / سَلاهمو / وبضع / بعلهمو / بعم / سَلاهمو / بقرم / وسفرتم / ذ يخبو / بعم / سَلاهمو/ ومخض / ذبحن / وذ قشرم / و شرجب / ووفط / أهجرهمو / وستمخض / عرهمو / عسمت / ومنهيتهمو / صير / لـ المقه / ولسبأ ...
في وتفسير ذلك على النحو الآتي :
ويوم حارب كرب إل سأدم وأحرق نقبتم وأحرق كل مدن المعافر (1) واستولى على ظبر وظلمم وأوري (2)وأحرق كل مدنهم وقتل منهم 3000 ثلاثة آلاف و أسر منهم 8000 ثمانية آلاف وضاعف عليهم الخراج وفرض عليهم مع الخراج أبقار وأغنام تدفع مع الخراج المقرر عليهم ، وحارب ذبحان وذو قرشم وشرجب (3) واستولى على حصن عسمت (4) ومناهل مياههم صير (5) للمقه ولسبأ ..
----------------------------------------------
المدلولات والتوضيحات على النحو الآتي :
(1) مدن المعافر : المعافر هي منطقة الحجريه ولفظ أهجر معفرن = مدن المعافر يعتبر تصريحاً قوياً ومؤكداً بأنها كانت مدن كما نعرفها اليوم وهذا مؤشر الى التطور الكبير التي كانت تعيشه الحجريه قديماً ..
(2) ظبر وظلمم وأوري : هي أسماء مدن ومراكز كانت على طريق الجيش قبل أن يصل الى المعافر ويقول الكثير من الباحثين أنها تقع في منطقة ظفار محافظة إب (حالياً يريم وما يجاورها) وطبعاً هنا إشارة واضحة إلى المساحة الجغرافية التي كانت تتبع المعافر وبشكل تقريبي حيث الخط الذي يحصرها مع ذبحان والقريشة وشرجب في الصورة المرفقه ..
(3) ذبحن وذقشرم وشرجب : هي أسماء مناطق / قبائل لا تزال تحمل تلك الأسماء الى اليوم ،
وهذا دليل على أن تلك المناطق عامرة بالسكان منذ ما قبل ذلك التاريخ الى الوقت الراهن وهذه المناطق هي
ذبحن : منطقة ذُبحان واليها تنسب مدينة التربه = تُربة ذُبحان مركز مديرية الشمايتين
ذو قشرم : بإعتقادي أنها عزلة القَرَّيشه وادي أديم - التربه / الشمايتين
شرجب : عزلة شرجب - التربه / الشمايتين
طبعاً نشؤ وإستيطان الناس لتلك المناطق لم يكن بين ليلة وضحاها بل أنه يمكن القول بأنها على أقل تقدير استغرق الاستيطان والتطور وبناء المدن ( ووفط أهجرهمو= وأحرق مدنهم ) ما لا يقل عن 1500 عام قبل تاريخ النقش ولهذا كانت من أوائل المناطق التي هجم عليها كرب إل وتر وأيضاً هذا يعني أن وجود الانسان بهذه المناطق يعتبر امتداداً لوجوده واستيطانه لكهف الأعبار المذكور من قبل ..
و (4)عسمت/عسمة : في الوقت الراهن لا يوجد حصن أو قلعة بهذا الاسم إلا أن يكون الإسم قد إندثر
(5) صير : بأعتقادي أنها منطقة (الصَّيرَه) حيث تقع جامعة التربة حالياً فهي تجاور مناطق ذُبحان والقَرَّيشه وشرجب كما أنها تطل على مناطق وأوديه غزيره المياه ..
-----------------------------------------
الخريطة المرفقة توضح الأماكن المذكورة
#المعافر و #ذبحان
الكاتب/ عبدالحبيب الذبحاني..
.. نائب مدير مكتب الاثار في مدينة زبيد
.
في البداية يجب التنويه انه لا يمكن الكتابة عن أي قرية أو عزلة أو منطقة بعينها دون دراسة المناطق الأخرى المحيطة بها لانها ترتبط بها من عدة نواحي كالأنشطة الإنسانية والانتقال من مكان لاخر والتواصل الحضاري عبر مختلف العصور والأزمنة ابتداء من السكن والاستيطان البشري .
ذبحان من مناطق الحجرية التي نشأت عليها أقدم الممالك اليمنيه وهي مملكة المعافر والتي كانت عاصمتها السواء في فترة من الفترات ..
هذا ولمعرفة التاريخ التقريبي لذبحان لا بد من البحث عن أقدم أثر للإستيطان البشري في الحجرية وهو موجود في كهف الأعبار بوادي الاصابح فهذا الكهف يحتوي على رسوم ومخربشات من عصور ما قبل التاريخ تقريباً 4000 سنة قبل الميلاد
والاصابح وذبحان متجاورتين وهذا يعني ان منطقة ذبحان ستكون مؤهلة لاستقبال أوائل الناس المنتقلين من الأصابح وخاصة إذا كان فيها موارد تساعد على بناء المجتمعات مثل الأودية والأرض الصالحة للزراعة وطبعاً كل هذه المقومات موجوده في كافة المناطق المحيطة بالأصابح ومنها ذبحان ، هذا ومن المراكز الاستيطانية تاريخياً وأثرياً في الحجرية توجد منطقة الصنة والسواء وغيرها كما أن النقوش الأثرية موجودة في جبل حبشي وجباْ والسواء وسامع وغيرها كما يوجد بقايا اسوار ومعابد وصهاريج وقنوات وسدود ...الخ
وكل هذا الكلام ينفي قول الكاتب أنه لا نستطيع الجزم بعمر ذبحان ... الخ
كما أنه يمكن الاستدلال من خلال النقوش الأثرية والتي أكدت بأن الحجرية كانت فيها مدن وحواضر متطورة جداً مقارنة مع باقي المدن في ذلك العصر = يعني مدن بكل ما تعنيها الكلمة ..
على سبيل المثال ما جاء في النقش RES 3945 الذي يعود الى عهد (الملك كرب إل وتر مكرب سبأ) تقريباً 685 قبل الميلاد ، هذا النقش يوثق الحملات العسكرية التي شنها كرب إل وتر وشملت منطقة واسعة من أنحاء المملكة الحجرية ففي السطر 3 و 4 من النقش مكتوب ما يلي :
ويوم / مخض / سادم / و وفط / نقبتم / وكل / أهجر / معفرن / وهبعل / ظبر / وظلمم / واروي / ووفط / كل / أهجرهمو / وقتلهمو / شلثت / الفم / وسبيمهمو / ثمنيت / الفم / وهثني / سَلاهمو / وبضع / بعلهمو / بعم / سَلاهمو / بقرم / وسفرتم / ذ يخبو / بعم / سَلاهمو/ ومخض / ذبحن / وذ قشرم / و شرجب / ووفط / أهجرهمو / وستمخض / عرهمو / عسمت / ومنهيتهمو / صير / لـ المقه / ولسبأ ...
في وتفسير ذلك على النحو الآتي :
ويوم حارب كرب إل سأدم وأحرق نقبتم وأحرق كل مدن المعافر (1) واستولى على ظبر وظلمم وأوري (2)وأحرق كل مدنهم وقتل منهم 3000 ثلاثة آلاف و أسر منهم 8000 ثمانية آلاف وضاعف عليهم الخراج وفرض عليهم مع الخراج أبقار وأغنام تدفع مع الخراج المقرر عليهم ، وحارب ذبحان وذو قرشم وشرجب (3) واستولى على حصن عسمت (4) ومناهل مياههم صير (5) للمقه ولسبأ ..
----------------------------------------------
المدلولات والتوضيحات على النحو الآتي :
(1) مدن المعافر : المعافر هي منطقة الحجريه ولفظ أهجر معفرن = مدن المعافر يعتبر تصريحاً قوياً ومؤكداً بأنها كانت مدن كما نعرفها اليوم وهذا مؤشر الى التطور الكبير التي كانت تعيشه الحجريه قديماً ..
(2) ظبر وظلمم وأوري : هي أسماء مدن ومراكز كانت على طريق الجيش قبل أن يصل الى المعافر ويقول الكثير من الباحثين أنها تقع في منطقة ظفار محافظة إب (حالياً يريم وما يجاورها) وطبعاً هنا إشارة واضحة إلى المساحة الجغرافية التي كانت تتبع المعافر وبشكل تقريبي حيث الخط الذي يحصرها مع ذبحان والقريشة وشرجب في الصورة المرفقه ..
(3) ذبحن وذقشرم وشرجب : هي أسماء مناطق / قبائل لا تزال تحمل تلك الأسماء الى اليوم ،
وهذا دليل على أن تلك المناطق عامرة بالسكان منذ ما قبل ذلك التاريخ الى الوقت الراهن وهذه المناطق هي
ذبحن : منطقة ذُبحان واليها تنسب مدينة التربه = تُربة ذُبحان مركز مديرية الشمايتين
ذو قشرم : بإعتقادي أنها عزلة القَرَّيشه وادي أديم - التربه / الشمايتين
شرجب : عزلة شرجب - التربه / الشمايتين
طبعاً نشؤ وإستيطان الناس لتلك المناطق لم يكن بين ليلة وضحاها بل أنه يمكن القول بأنها على أقل تقدير استغرق الاستيطان والتطور وبناء المدن ( ووفط أهجرهمو= وأحرق مدنهم ) ما لا يقل عن 1500 عام قبل تاريخ النقش ولهذا كانت من أوائل المناطق التي هجم عليها كرب إل وتر وأيضاً هذا يعني أن وجود الانسان بهذه المناطق يعتبر امتداداً لوجوده واستيطانه لكهف الأعبار المذكور من قبل ..
و (4)عسمت/عسمة : في الوقت الراهن لا يوجد حصن أو قلعة بهذا الاسم إلا أن يكون الإسم قد إندثر
(5) صير : بأعتقادي أنها منطقة (الصَّيرَه) حيث تقع جامعة التربة حالياً فهي تجاور مناطق ذُبحان والقَرَّيشه وشرجب كما أنها تطل على مناطق وأوديه غزيره المياه ..
-----------------------------------------
الخريطة المرفقة توضح الأماكن المذكورة