اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
منتزه السكون التربة الحجرية
https://tttttt.me/taye5
منتزه السكون التربة تعز
https://tttttt.me/taye5
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ثورة_سبتمر_المجيدة

علي عبد المغني
يروى تفاصيل الثورة والنصر والشهادة

·  حددنا أربعة أهداف لنجاح الثورة نفذها الثوار بدقة وشجاعة نادرة

·   قدت حملة استشهادي إلى مأرب دفاعاً عن الثورة في أيامها الأولى بعد الانتصار

·   كوّنا تنظيم الضباط الأحرار في 1961 وحددنا الأهداف الستة ونسقنا مع الأحرار

·   كلفتُ بالاتصال بمصر.. وجاءنا رد عبد الناصر: "نبارك العمل الوطني ونحن على استعداد لتقديم العون"

·   السكري لم يفتح أمان بندقيته.. فنجا الإمام وأصدرنا أوامرنا بالهجوم في الحادية عشر ليلاً

·  جماهير الشعب كانت مستعدة في ليلة الثورة للقيام بأي عمل يتطلبه العمل الوطني

·   فجرنا الثورة في الليل .. وفي الصباح أعلن راديو صنعاء قيام الجمهورية وانشد "الله اكبر يا بلادي كبّري


وهو طفل صغير زفه زملاؤه وعموم أهل قريته لأنه ختم القرآن وتفوق في حفظه وأحكام تجويده.. كان في مقدمة موكب الزفة يمتطي حصاناً وبين يديه حبل من الزهور ولوح من الخشب كتب عليه سورة (يس) وأسماء الله الحسنى.

وعندما أتم الخامسة والعشرين من عمره زفه زملاؤه وعموم أهل الوطن. كان كذلك في مقدمة الموكب، بطلاً من أبطال ثورة 26 سبتمبر المجيدة وقائداً لها مع زملائه في تنظيم الضباط الأحرار، وشهيداً خالداً من شهداء الثورة اليمنية الأبطال.

كان طفلاً رائعاً، وتلميذاً نجيباً، وطالباً متفوقاً ، ثم  ضابطاً شجاعاً وجسوراً. يحبه زملاؤه، ويأسر محدثيه بلباقته ورجاحة عقله ونضجه وثقافته، وظل دوماً قائداً: في المدرسة الحربية، وفي مدرسة الأسلحة، وفي تنظيم الضباط الأحرار، وفي التخطيط للثورة وعمليات تنفيذها والدفاع عنها.

انه القائد الشهيد الملازم  علي عبد المغني، لم نلتقيه بالطبع، لأنه قدم نفسه ووهب روحه قبل 47 عاماً من الآن دفاعاً عن الثورة بعد أن كان قائداً في تفجيرها وانتصارها، ولكنا حاولنا الالتقاء بسيرته المضيئة عبر ما توفر لدينا من مصادر، وحاولنا أن نسرد بلسانه الأحداث العظيمة التي صنعها مع زملائه الضباط وجميع الوطنيين والمناضلين لينقلوا اليمن من عهود الإمامة الكالحة المتخلفة .. إلى ضياء الثورة وتقدمها ، وكان أن اعددنا هذا الحوار احتفاءً به وبجميع الشهداء والإبطال في عيد الثورة المجيد:

·- في البداية هل تقدم لنا بطاقة سيرة ذاتية مختصرة ؟

   اسمي ؛

علي محمد حسين أحمد عبد المغني.

ولدت في 1937م بقرية محل بيت الرواعي، عزلة وادي بيت الحبال ناحية السدة مخلاف قبيلة خبان بن يحصب قضاء يريم، لواء إب .

تلقيت تعليمي الأول في القرية حيث  ختمت القرآن، ثم انتقلت قدمت إلى صنعاء مشيا على الأقدام لمدة 5 أيام لأوصل تعليمي بمدرسة الأيتام، ثم المتوسطة، ومن بعدها الثانوية. التحقت في سنة 1956م بالكلية الحربية التي تخرجت منها برتبة ملازم ثان، وانتقلت بعدها إلى مدرسة الأسلحة-  جناح المدفعية- وبعد إكمال دراستي هناك ، تم إرسالي من قبل إدارة الكلية للعمل بعرضي المدفعية، وهذه هي الفترة التي كونا فيها تنظيم الضباط الأحرار. وأخيرا كان استشهادي بمنطقة مأرب في إحدى معارك الدفاع عن الثورة في 8 أكتوبر 1962م.

تكوين تنظيم الضباط الأحرار

·   فلنبدأ موضوع حوارنا بالفترة الأخيرة قبل تفجير ثورة 26 سبتمبر، بفترة الإعداد لها، ولتحدثنا في هذا الخصوص عن تكوين تنظيم الضباط الأحرار الذي نعرف جمعيا انه قام بالدور الحاسم في تفجير هذه الثورة الخالدة؟

·   نشأت فكرة تنظيم الضباط  الأحرار  في بداية الستينات بعد من خلال عدة اجتماعات تمهيدية عقدها عدد من ضباط الجيش والأمن من مختلف الدفعات. وفي ديسمبر 1961م وبمنزل الملازم عبدالله المؤيد انعقد الاجتماع الحاسم لتكوين هذا التنظيم. وقد حضر هذه الاجتماع 16 ضابطا وجميعهم برتبة ملازم.

·       هل تذكر هؤلاء الضباط الستة عشر؟

·   نعم. هم : عبد الكريم السكري، وصالح الأشول، وأحمد الرحومي، وحسين الغفاري، وحسين شرف الكبسي، وعبد الله المؤيد، وعلي محمد الشامي،  ويحيى جحاف،  وصالح العريض، ومحمد الحمزي، ومحمد مرغم، وناجي علي الاشول، ومحمد حميد، وعبد الوهاب الشامي، وعلي الجائفي، وحمود محمد بيدر.  

·       عفوا..لم تذكر اسمك من بين الحاضرين؟

·   نعم.. فأنا لم احضر هذا الاجتماع ، وكذلك محمد مطهر زيد ، فقد كنا حينها في تعز ، واستحسن الحاضرون في الاجتماع بقاءنا هناك لتكوين فرع للتنظيم بتعز.

·       وأين كان الرئيس عبد اللطيف ضيف الله، كنت أظن انه من ضمن الضباط المؤسسين؟

·   الرئيس عبد اللطيف ضيف الله، وحسين السكري، وعبد الله  محمد الجائفي، وعلي قاسم المؤيد، كانوا من العناصر المرشحة لحضور هذا الاجتماع، ولكن ظروفهم لم تسمح حينها بالحضور، فترك الباب لهم مفتوحاً لهم للانضمام في أي لحظة.

·       وماذا دار في ذلك الاجتماع التأسيسي الحاسم؟

·   الضباط المشاركون قاموا بوضع اللمسات الأولى للتصورات والطموحات التي كان تنظيم الضباط الأحرار يسعى لتحقيقها، وعلى رأسها القضاء على السلطة الأمامية. وعبر اجتماعين ل
احقين استعرض المشاركون بتأن وتفصيل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها بلادنا في ذلك الوقت، وجرى على ضوء ذلك تحديد أهم الخطوط الإستراتيجية للتنظيم، ووضع الخطوط العريضة لأهدافه. وبعد نقاش مستفيض تم تكليف اللجنة القيادية  بوضع الصيغة النهائية للتصورات التي تم التوصل إليها في شكل أهداف للتنظيم، وتم الاتفاق علي كيفية البدء في العمل وأساليبه، وفي ذلك اقر الحاضرون أن تتكوم القاعدة السياسية للتنظيم من الحاضرين مع فتح باب القبول للغائبين ، كما تم تحديد هيكل التنظيم وشكله وضوابط وشروط العضوية.

·   وكيف تم الاتصال بكم في تعز، وهل قمتم فعلاً بتشكيل فرعكم هناك؟

·  الاتصال بنا في تعز تم بواسطة رسالة شفوية، وقمنا بالفعل بإنشاء الفرع الذي أعتبر جزءاً من القاعدة التأسيسية.

·   من كان معك في ذلك الفرع؟

·  كان معي الإخوة  محمد مطهر، وعبد الله عبد السلام صبره،  ومحمد حاتم الخاوي، وسعد علي الأشول، ويحيى علي  الفقيه، وعلي محمد الضبعي، واحمد علي الوشلي.

        وكما ذكرتُ لك فإن القيادة حينها كانت قد قررت بقاءنا في تعز، ولكن في ذلك الوقت كانت الشكوك قد ثارت حولنا بسبب وصول المندوب المرسل إلينا من صنعاء، وبسبب ذلك تلقينا تحذيراً شديد اللهجة من مسئول عسكري كبير طالبنا ضمنه بسرعة العودة إلى صنعاء .. وبالفعل  وصلنا إلى  صنعاء في 27 شوال  1381هـ، أي في يناير من عام 1962م .

        وفي اجتماع طارئ للقاعدة التأسيسية تم إقرار عضويتنا أنا والأخ محمد مطهر زيد كمؤسسين في القاعدة التأسيسية. وفي خامس أيام عيد الفطر المبارك في عام 1381هـ عقدت اللجنة التأسيسية اجتماعا استثنائياً تم فيه انتخاب لجنة قيادية جديدة من خمسة أشخاص كنت ضمنهم مع الرئيس عبد اللطيف ضيف الله، وأحمد الرحومي، وناجي الأشول، وصالح الأشول. ثم  واصلنا بعد ذلك لقاءاتنا وإعمالنا. وحسب اللائحة التنظيمية للتنظيم فان انتخاب اللجنة القيادية كان يجري كل ثلاثة أشهر، وبمرور هذه المدة على اللجنة المنتخبة الثانية، تم انتخاب لجنة قيادية للمرة الثالثة كنت أيضا من بين أعضائها، كما كنت في وقت لاحق ضمن المنتخبين للمرة الرابعة.

أهداف الثورة

·   وماذا عن أهداف الثورة الستة، هل كنتم قد حددتموها في تلك الفترة، أم تم ذلك في فترات لاحقة ، خاصة وأن بعض المعلومات تشير إلى  أن أهداف الثورة الستة تم تحديدها وصياغتها بعد نجاح الثورة وانتصارها؟

·   لا.. أهداف الثورة  تم تحديدها قبل تفجيرها، ولكن بعد قليل من الفترة التي كنت أتحدث عنها. واذكر انه في إحدى جلسات اللجنة القيادية وفي  منزل الأخ الملازم أحمد الرحومي، وبالتحديد كان ذلك في شهر صفر من سنة 1382هـ ، حينما جرى استعراض الأفكار والتصورات التي وضعها التنظيم وتدارستها اللجنة بشمول وتأن في جوانبها المختلفة، واتفقنا على أن يستخرج كل عضو من أعضاء اللجنة بمفرده وفي منزله مجموعة أهداف يعرضها على الاجتماع القادم، وبالفعل تم ذلك وتم استخلاص الأهداف الستة.

فروع التنظيم

·       بعد عودتكما أنت والملازم محمد مطهر زيد من تعز، ماذا حل بفرع التنظيم هناك؟  

·   عندما عدنا إلى صنعاء في ذلك الوقت كنا قد استكملنا تكوين فرع التنظيم بتعز وتكوين قاعدته التأسيسية، وقد استمر هذا الفرع بعد عودتنا واستطاع أن يكثف نشاطه ويوالي اجتماعاته ولقاءاته مع كل العناصر الوطنية في تعز. وقد أقام الفرع صلات وثيقة مع العديد من العناصر الوطنية هناك وعلى رأسهم القاضي عبد الرحمن الإرياني، والزعيم حمود الجائفي، الذي وصل إلى تعز  قادماً من روما وهو مستعد تماماً للعمل مع بقية الوطنيين للإطاحة بحكم الإمامة.

      وكان فرع تعز يحظى باهتمام بالغ لأنه الفرع الذي كان يقع عليه الواجب الأهم ضمن واجبات الثورة، وهو الإطاحة بالإمام الذي كان مقره هناك مع اخطر رجالات الحكم. وبالفعل كان ذلك الفرع يعد العدة للقيام بهذه المهمة، بعد أن حدد اتجاهها وخططه وأهدافه، وتمكن من السيطرة على الدبابات والمدفعية، ووضع خرائط الهجوم على القصر، والقضاء على الإمام ، كما كان مقرراً أن تمد اللجنة القيادية في صنعاء الفرع بذخائر الدبابات والمدفعية وعدد من الضباط، وكان شهر يوليو 1962م هو الشهر المحدد لاندلاع الثورة في تعز..

·       عفوا.. هل كان فرع تعز هو الفرع الوحيد الذي أنشأه التنظيم خارج صنعاء؟

·   لا.. فالتنظيم استطاع كذلك أن يكون فروعاً في بعض المدن الأخرى ، وان يمتد بوجوده إلى الكثير من المناطق من بينها الحديدة حيث تكون فرع قوي وفاعل من عناصر الضباط  الثوريين، وكذلك في حجة.

العلاقات مع الأحرار

·   الشهيد علي عبد المغني.. وردت في حديثك إشارة إلى أن فرع التنظيم في تعز خلق علاقات مع بعض العناصر والقوى الوطنية، هل تحدثنا عن هذا الجانب بشيء من التفصيل؟

·   حقيقة الأمر فقد كنا نحرص في تنظيم الضباط الأحرار علي سرية عملنا، حتى نضمن التأمين ومن ثم النجاح والاستمرار. ورغم ذلك لم نكن منعزلين عن المنظمات الأخرى وعلى رأ
سها جماعة الأحرار اليمنية. فهذه الجماعة كانت ترغب في التعاون  مع العناصر الشابة من العسكريين، ولتحقيق ذلك قام عضواها  القاضي عبد السلام صبرة، والعقيد حسن العمري بالاتصال بالأخ المقدم عبد الله جزيلان، الذي كان حينها مديراًَ للكلية الحربية ومدرسة الأسلحة. وكان الغرض من هذه الاتصال فتح حوار مع عدداً من الضباط بغرض التعاون والتنسيق مع جماعة الأحرار.  وفي أواخر صفر 1382هـ استدعى المقدم جزيلان الأخ ناجي الأشول إلى مكتبه وحاول أن يفهم منه شيئاً عن زملائه الضباط، وسأله: "ما رأيك في زملائك الضباط، وهل لديهم الاستعداد للمشاركة في تفجير الثورة؟ فسأله الأخ ناجي: "ومتى ستقوم هذه الثورة ومن سيقوم بها؟!" فرد عليه الأشول: "هذا خبر طيب ولكن كيف نستطيع في رأيك أن نشارك في تفجير الثورة؟"، فأجاب جزيلان: "اتصل بمن تعرف  من زملائك الضباط وابحث معهم هذا الأمر".

        كنت عائدا من مدرسة المدفعية فسمعت الأخ ناجي الأشول يحكي تفاصيل هذا الحوار للإخوة صالح الأشول، والملازم أحمد الرحومي، والشهيد محمد مطهر زيد، فانضممت إليهم، وعندما وجدت أن الموضوع بهذه الدرجة من الأهمية اقترحت عقد اجتماع فوري لأعضاء القاعدة التأسيسية للتنظيم من أجل بحث الأمر. وبالفعل انعقد الاجتماع في اليوم نفسه وفيه قررت القاعدة التأسيسية الاتصال المباشر مع العناصر الوطنية في جماعة الأحرار والتأكد مما أعد لديها لتفجير الثورة، مع احتفاظنا الكامل بأسرار تنظيمنا وعدم إفشاء أية معلومات عنه. وكلفني الاجتماع مع الإخوة أحمد الرحومي، وصالح الأشول، ومحمد مطهر، وناجي الأشول، بإجراء حوار مع جماعة الأحرار، وهذا ما قمنا به بالفعل.

·       عفوا.. كيف تم ذلك؟

·   نعم.. سأحكي لك بالتفصيل.. ففي اليوم الثاني من تكليفنا، التقينا فعلا بعدد من عناصر الأحرار.. جرى ذلك في منزل العقيد حسن العمري. في البداية تحدث القاضي عبد السلام صبرة عن الظروف التي تستوجب الثورة وعرض علينا المشاركة في تفجيرها ووعد بأن يقدم تنظيم الأحرار كل ما لديه من إمكانيات لنجاحها. وتحدثت أنا بعد ذلك باسم الإخوة الضباط مندوبي التنظيم فأكدت بأننا سنكون جنوداً في أيدي حركة الأحرار، فرد علي القاضي صبرة بأنه يجب اشتراك جميع زملائي الضباط في تفجير الثورة، فقلتُ أننا لا نستطيع أن نقنع زملاءنا بأمر مجهول، وطرحت عيهم أن يعرضوا أفكارهم واتجاهاتهم السياسية وأهدافهم ومخططاتهم، أو أن يوكلوا إلينا مهمة وضع الخطة وأهدافها. وبعد عدة نقاشات انفض اللقاء على أن نلتقي في الأسبوع القادم..

        وفي الموعد المحدد انعقد اللقاء الثاني، فاستهله القاضي عبد السلام صبرة بعرض تقرير مطول عن الأحوال العامة في البلد، والأهداف التي يجب تحقيقها متمثلة في إلغاء النظام الإمامي، وإحلال النظام الجمهوري محله، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وإلغاء نظام الرهائن وضريبة الرسامة، وتحقيق حياة جديدة للشعب قوامها الحرية والعدالة والتقدم والازدهار.  وتواصل النقاش بعد ذلك ليوضح القاضي عبد السلام صبرة أن الزعيم عبد الله السلال والعقيد عبد الله الضبي وزملائهما سيكونوا معهم وسيتم الاتفاق لاحقاً على أعضاء مجلس قيادة الثورة. وطلبوا منا بعد ذلك إعداد قائمة باحتياجاتنا ونواقصنا التي سنحتاج إليها عند التحرك. وفيما بعد أقرت اللجنة التأسيسية لتنظيمنا إعداد قائمة بهذه الطلبات. وعندما تطور الحوار أكثر مع جماعة الأحرار في صنعاء رأينا فتح حوار مماثل في تعز بين الفرع وعناصر الأحرار هناك.

العلاقة بثورة مصر

·   هذا إذن بالنسبة لعلاقات تنظيم الضباط مع القوى الوطنية في الداخل، فماذا بالنسبة لعلاقاتكم الخارجية، وخاصة مع الشقيقة مصر والزعيم الراحل جمال عبد الناصر؟

·   تنظيم الضباط الأحرار لم يكن معزولاً عما يجري في الساحة العربية من أحداث وتطورات. ومن خلال دراستنا للأوضاع في بلادنا وموازنات القوى المختلفة والتأثيرات السياسية الداخلية والإقليمية ودراسة خططنا والأوضاع التي ننوي أن نفجر فيها الثورة، إلى غير ذلك من العوامل التي يمكن ورودها في مثل تلك الظروف، توصلنا إلى يقين كامل بان أية ثورة ستقوم في ذلك الوقت ضد الحكم الإمامي في بلادنا  ستواجه أخطارا جسيمة ومقاومة شرسة من قبل الرجعية ومن قبل الاستعمار الذي كان يحتل الجزء الجنوبي من بلادنا وتوجد حالة دعم ومساندة متبادلة بينه وبين الإمامة في الشمال. وقدرنا حينها ان الثورة في حالة قيامها تحتاج قدراً اكبر وجهداً أضخم لتأمينها. وانطلاقا من ذلك توصلنا في تنظيم الضباط الأحرار إلى ضرورة الاتصال بالزعيم جمال عبد الناصر قائد ثورة مصر لمعرفة ما يمكن أن تقدمه الثورة المصرية من عون للثورة في اليمن حال قيامها.

وتنفيذا لذلك تم تكليفي بمهمة الاتصال بالقائم بأعمال السفارة المصرية في صنعاء الأخ الأستاذ محمد عبد الواحد لإشعاره بأن هناك جهدا وطنياً يبذل في سبيل التخلص من الحكم الإمامي، وان اليمن قد تحتاج عون من مصر في ذلك وفي حماية النظام الثوري بعد الإطاحة بال
من الطلقات تنهال نحونا، وكان استشهادنا في تلك اللحظة، وجنود الثورة يدافعون عنها ببطولة وبسالة وإخلاص
إمامة. وبالفعل قمت بهذه المهمة وطلبت من القائم بالأعمال المصري أن أعاود الاتصال به بعد يومين حتى يتمكن من الاتصال بالقاهرة.  وقمت بعد اليومين المحددين بلقائه مجدداً. وفي هذه المرة أوضح القائم بالأعمال أن القيادة في مصر تريد تفصيلات أكثر عن طبيعة العمل الوطني وتوجهه وإمكانياته وأهدافه. ولما لم يكن لدى الحق في الإدلاء بأية تفاصيل أو معلومات عن تنظيمنا، فقد اضطررت وقتها للعودة إلى قيادة التنظيم لإبلاغهم بطلب القاهرة،  وحينها أجرت قيادة التنظيم مناقشات مستفيضة حول الأمر انتهت باتخاذ قرار يسمح للجنة القيادية بأن تفصح للقاهرة عن وجود تنظيم عسكري وطني يعمل على تفجير الثورة ضد الحكم الإمامي. وتم تكليفي مرة أخرى بمواصلة اتصالي بالأخ محمد عبد الواحد لأداء هذه المهمة.

        بعد أيام تلقينا الرد من القاهرة في كلمات شجاعة ومبتسرة ومختصرة وقعها الزعيم جمال عبد الناصر، وكان نصها: "نفذوا وسأفي بكل التزاماتي. نبارك العمل الوطني. ونحن على استعداد لتقديم العون في حينه حسب ظروف وإمكانيات مصر".

تغيير الخطة

·   شكرا الشهيد البطل علي عبد المغني على سرد كل هذه التفاصيل الشيقة الهامة.. دعنا نعود مرة أخرى إلى تحضيراتكم لتفجير الثورة.. قلتَ أن العمل كان يجري للإطاحة بالإمام في تعز حيث مقر إقامته.. فكيف تحول الأمر إلى صنعاء؟

·   نعم.. اذكر أنه وبعد الاجتماعات التي تحدثت عنها مع عناصر الأحرار بأسابيع، وصلنا في صنعاء الأخ الملازم علي الضبعي قادما من تعز وهو يحمل اقتراحا من الفرع هناك بتفجير الثورة في تعز موضحا بأن خطة متكاملة قد وضعت لهذا الغرض. وحينها كنا قد دخلنا المرحلة الأكثر جدية وخطورة من مراحل عملنا. وبدأنا بالفعل التركيز على تعز وعلى دعم الفرع هناك بالأسلحة والذخائر. لكن  وبينما كنا نعد العدة لإرسال عدد من الضباط وذخائر الدبابات إلى هناك فوجئنا جميعاً بوفاة الإمام أحمد في التاسع عشر من سبتمبر 1962م،  فانقلب الموقف وتغيرت الحسابات وتحول اهتمامنا إلى صنعاء حيث مقر الأمام الجديد.

أيام وساعات الحسم

·   وصلنا إذا إلى التاسع عشر من سبتمبر 1962م .. أي الأسبوع الأخير  في حياة الإمامة في اليمن.. فماذا تم في هذا الأسبوع ضمن تحركاتهم وخططكم؟

·   كما تعلم فان البدر أحمد حميد الدين كان هو الإمام الجديد والأخير في تاريخ اليمن. وفي أولى أيامه بالحكم وجه هذا الأمام خطابا أكد فيه النية على استمرار نهج التسلط الإمامي البغيض، وقد أثار هذا الخطاب حفيظة القوى الوطنية وكافة جماهير الشعب اليمني، وأكد عزمنا على ضرورة الإطاحة بهذا النظام التسلطي المتخلف، وتوجهت أنظارنا في تنظيم الضباط الأحرار إلى الزعيمين حمود الجائفي، وعبد الله السلال، ليكون احدهما قائداً للثورة، واستقر الأمر بعض مناقشات مستفيضة على الزعيم السلال.

        وفي الساعة الثالثة من يوم الأربعاء 25 سبتمبر فرضت حالة الطوارئ في الكلية  الحربية ومدرسة الأسلحة، وصدرت التوجيهات من القيادة بتواجد جميع الضباط، وانصرف الكل إلى سلاحه بحذر وسرية تامة.

                 كانت الخطة المعدة لبداية التحرك في تلك الليلة تتطلب أن يقوم الأخ النقيب حسين السكري بإطلاق النار على الإمام عندما يخرج إلى ديوان المواجهة بقصر البشائر، وكان سماع طلقات بندقية السكري هو إشارة البدء لبقية المجموعات المسلحة. وبالفعل احتل السكري موقعه لتنفيذ هذه المهمة.

        وفي العاشرة ليلاً وبعد اجتماع لجميع الخلايا ثم في التاسعة مساء كانت القوة في مقر القيادة ومقر الفوج على أهبة الاستعداد لبدء الهجوم بمجرد سماع طلقات السكري.. لكن وللأسف وفي أثناء انتظارنا لسماع تلك الطلقات كان البدر قد خرج من قاعة الاجتماعات وكان حينها السكري يضغط  على الزناد قبل أن يتأكد من رفع سقاط الأمان، ولذلك لم تنطلق الرصاصة .. وكانت حركته واضحة ، فأمر البدر باحتجازه للتحقيق معه. وحينها وبعد أن تأكد لنا تعثر مهمة السكري أصدرت القيادة أوامرها  بالهجوم في الحادية عشر ليلاً...

أخطر العمليات

·   عفوا لقطع هذا  السرد الهام..ولكن في هذه المرحلة بالتحديد، أي مرحلة العمليات قبل الهجوم مباشرة، ما هي اخطر العمليات التي قمتم بتنفيذها ؟

·   كانت مهمة نقل الذخائر والأسلحة الخفيفة وتوزيعها على الضباط ونقل الذخائر للدبابات بعد فتح مستودعات الذخيرة هي اخطر العمليات تقريباً، فقد قمنا بنقلها عن عبر أسطح ثكنات الكلية الحربية، ومن خلال منفذ صغير يؤدي أولا إلى مقر قيادة فوج البدر. ولولا حسن تصرف الضباط ودقتهم في تنفيذ المهمة وحذرهم الشديد، لكشفت هذه المهمة وانهار المخطط من أساسه ولواجه الثوار متاعب لا حد لها.

خطة وتنفيذ الهجوم

·  وصلنا فيما يبدو إلى النقطة الحاسمة، نقطة التحرك وتنفيذ الخطة المرسومة، فما حدث بعد فشل مهمة السكري وإصدار القيادة  أوامرها  بالهجوم؟

·  قبل ذلك كانت خططنا قد استقرت على تنفيذ أربعة أهداف رئيسية: أولها السيطرة على جميع المواقع الإستراتيجية في كل من صنعاء
وتعز والحديد وحجة، وثانيها وثالثها ضرب حصار محكم على مقر الإمام، والتصدي لأية مقاومة منه أو من حراسه وجنوده حتى يستسلم، أما الهدف الرابع فهو اعتقال جميع العناصر الموالية له في صنعاء وتعز والحديدة وحجة إلى غيرها من المناطق والمدن.

         ولتحقيق خطة اقتحام دار البشائر (دار الإمام) تحركت دبابتا اقتحام مع أربع دبابات أخرى، وتحركت قوى ثانية لاحتلال الإذاعة وبئر خيران ودار الوصول (القصر الجمهوري حالياً) وقصر السلام ومنطقة خزيمة، فيما كلفت مجموعة من الضباط بقيادة حملة الاعتقالات ضد رجال السلطة،  وكانت هناك  قوة مكلفة بالسيطرة على مقر الهاتف وقطع الخطوط الهاتفية واذكر أنني سلمت حسين علي القواس قائمة بمن يجب قطع هواتفهم وفي مقدمتها تحويلة قصر البشائر.

·     من كان على رأس كل مجموعة من هذه المجموعات؟

·  الملازم أول عبد الله عبد السلام والملازم محمد الشراعي قادا دبابتا الاقتحام لإسقاط قصر البشائر، فيما قاد النقيب حسين الدفعي القوة المكلفة بتنفيذ حملة الاعتقالات ومعه الملازم أول محمد الوسع وعدد آخر من الضباط، وتولى الملازم صالح الأشول قيادة الدبابات إضافة إلى مهمة احتلال الإذاعة، أما قيادة المدرعات فقد تولاها الملازم أحمد الرحومي وكان حمود بيدر مسئولاً عن مهمة أخراج المدفعية الميدانية وإرسالها إلى مواقع منطقة خزيمة.

·     وأنت ما الدور الذي اضطلعت به في ليلة الثورة؟

·  لقد تم الاتفاق على أن أكون موجودا حينها في مقر القيادة مع كل من النقيب عبد اللطيف ضيف الله والمقدم عبد الله جزيلان والملازم ناجي علي الأشول ومجموعة أخرى من الضباط وضباط الصف.

·     شكرا.. هل نواصل سرد أحداث ليلة تفجير الثورة؟

·  نعم.. الدبابات الست المكلفة بقصر الأمام تحركت في الوقت المحدد ولحقتها دبابة سابعة بقيادة الملازم عبد الكريم المنصور مع السيارات المدرعة، وقد عرقل ضيق الشوارع المؤدية إلى القصر من حركتها مما ساعد الحرس الملكي في استخدام اغلب الأسلحة التي معه ضد هذه الدبابات التي  كان من يقودونها يتحاشون- حسب الخطة الموضوعة- البدء في القصف حتى يتم تسليم إنذار إلى الإمام وإعلان بيان موجه إلى الحرس الملكي من اجل حقن الدماء، ومع كثافة النيران على الدبابات أطلقت أول قذيفة حية لدبابة في تاريخ اليمن، وكانت موجهة إلى قصر البشائر، وتلتها قذائف أخرى، واستمر القصف متقطعا حتى صباح اليوم التالي عندما كانت الدبابات تحكم سيطرتها على القصر وتحاصره من جميع النواحي .

أوائل الشهداء

·     عفوا.. هل سقط شهداء في هذه المعركة؟

·  لقد حصل عطب في مدفع دبابة الملازم البطل محمد الشراعي بعد إطلاق القذيفة الأولى وهي تحاول اقتحام ساحة القصر، فقد تم سد الطريق إلى قصر البشائر بسيارات مدرعة جرى رصها خلف البوابة من الداخل، فقرر الشراعي الرجوع بدبابته إلى ميدان شراره (ميدان التحرير حالياً) ونادى على دبابة أخرى افرغ فيها ما تبقى من ذخيرة عنده، وبعد ذلك توجه إلى ثكنة الدبابات واستبدل الدبابة بمدفع متحرك عاد به إلى قصر البشائر لمواصلة المعركة، وحينها وهو متشبثاً بمدفعه ومقاتلاً بجسارة سقط الشراعي محترقاً داخل المدفع بجوار قصر البشائر مع زميلين له وهما عبد الرحمن المحبشي والعريف أحمد الحاكي وكانوا بذلك أول الشهداء في ذلك اليوم العظيم.

·     على المستوى الشعبي، ماذا كان يجري آنذاك، كيف استقبلت الجماهير تحرككم؟ 

·  لقد تجمع عدد من المشايخ مع مجموعات من أصحابهم وعدد كبير من المواطنين بالقرب من باب شعوب من قبائل برط وحاشد ونهم وأرحب وخولان والحداء وغيرها من القبائل وكانوا مستعدين حينها للمشاركة بأي واجب يتطلبه العمل الوطني في تلك الأثناء، غير أنهم تلقوا التعليمات بالبقاء في أماكنهم حتى الصباح .

هروب الامام

·     وكيف هرب الإمام البدر وفلت من أيديكم؟

·  لقد قاتل افرد الحراس الملكي بعناد وشراسة حتى الساعات الأولى من فجر اليوم الثاني حتى تمكنوا من الفرار عبر البيوت الملاصقة للقصر،  وبعد أن رأى الإمام البدر قصره المنيع قد انهار تحت ضربات الثوار أقدم على مغامرته بالهرب متنكراً في ملابس أخفته ومن معه من اقرب الأقربين وظلوا في حالة هروب بعد ذلك لمدة أسبوعين تلفظهم القبائل وتطاردهم لعنات الشعب حتى حدود بلادنا الشمالية.

·     وكيف كان الوضع عندكم في مقر القيادة؟

·  كنت مع المجموعة التي ذكرتها قد استكملنا جميع التجهيزات منذ وقت مبكر في ليلة الثورة وخصصنا قوة لحماية المقر بقيادة الملازم ناجي علي الأشول. وكنا على اتصال دائم مع القوات المهاجمة من خلال الهاتف أو بواسطة الأخ ناصر سنهوب.

         واذكر أن تحركت أنا في الحادية عشر والنصف قبل منتصف الليل مع محمد مطهر زيد ويحيى الفقيه ومحمد الثلايا ومعنا مدفع ميدان نصبناه بخزيمة لتدعيم الهجوم على دار البشائر، وشكلنا هناك مجموعة اقتحام بعد أن تصدينا للحرس.

         في الثالثة صباحاً، وبعد اتصال تم مع الزعيم السلال، جرى تكليف أحمد الرحومي وصالح الرحبي
وعدد آخر من الضباط وأفراد مدرسة الإشارة بالنزول إلى منزل الزعيم السلال لإيصاله إلى مقر القيادة.

         وقبل شروق الشمس كان السلال معنا مرتدياً بدلته العسكرية، وسألنا بمجرد لقائنا عن توقعاتنا وهل نحن مستعدون للموت فأجبناه  نعم ، فقال : فلنموت معاً.

         وبعد مشاورات مع الرئيس عبد اللطيف ضيف الله والمقدم عبدالله جزيلان اصدر الزعيم السلال أمرا فورياً بفتح أبواب قصر السلاح، وكان هذا هو الأمر الذي ساعد في إكمال تنفيذ خطة تنظيم الضباط الأحرار .

         وفي صباح الخميس 26 سبتمبر 1962م كانت جميع الوحدات العسكرية قد انضمت إلى صفوف الثوار، وكان الثوار قد احتلوا حينها الإذاعة بمساعدة بعض العناصر الوطنية، وكان راديو صنعاء يزف في الساعة السابعة صباحاً نبأ الثورة لجماهير اليمن ويردد "الله أكبر يا بلادي كبري".

         وفي ذلك الفجر المبارك كان الثوار قد نفذوا الخطط  الموضوعة كاملة في معسكر فوج البدر وقصر السلاح ودار الوصول وسلاح المدفعية وجبل نقم، وكانت أخبار الانتصارات تتوالى إلينا من فروع التنظيم في تعز والحديدة وحجة.. وبقية مناطق الجمهورية اليمنية.

قصة الاستشهاد

·  هذه هي الثورة، انتصرت بفعل البطولات والشجاعة والجسارة غير المحدودة، والاستبسال والاستعداد للموت الذي أبديتموه فنقلتم اليمن من عهد الجور والكهنوت والتخلف إلى فضاءات الثورة والحرية والتقدم، فهل نختم هذا الحوار الثر بقصة استشهادك؟

·  قبل ذلك.. لابد أن أؤكد أن الثورة انتصرت في السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، ليس بجهدنا نحن في تنظيم الضباط  الأحرار وحده ، بل بجهود ونضالات الشعب اليمني بكامل قطاعاته وقواه الوطنية، فالثورة كانت في حقيقتها تتويجاً لعمل طويل قدم فيه هذا الشعب أقصى نضالاته وتضحياته، وسقط في طريقه شهداء أبرار سبقونا على الدرب. آلاف من رجال اليمن البواسل انطلقت نضالاتهم مع المحلوي ورفاقه بعد تربع الطاغية يحيى حميد الدين على عرش اليمن، ومرت مع بطولات المطاع، والارياني، والدعيس، ورفاقهم، ثم مع الزبيري، والنعمان، ومطيع دماج، والموشكي، والخادم الوجيه، وجمال جميل، وصالح السنيدار، وجماعة الاحرار، وغيرهم من الذين ساروا على الدرب حتى ميلاد ثورة  1948م وحركة 1955م، وانتفاضات حاشد وخولان وبرط ونهم، وفدائية الشجعان  اللقية وزميليه في مستشفى الحديدة.

   إذن لم نكن في تنظيم الضباط الأحرار سوى فصيل من فصائل وطنية سبقتنا واختطت لنا الدرب، ولم نكن مع زملائي الشهداء في ثورة سبتمبر سوى أبناء لؤلئك الذين قدموا أرواحهم في سبيل هذا الوطن من قبلنا.

         أردت أن اثبت ذلك قبل أن اشرع في سرد قصة استشهادي. وابدأ في ذلك بأنه ومع انتصار الثورة في 26 سبتمبر 1962م بدأت أمامنا مهمة صعبة أخرى ومقدسة ولا تقل في جسامتها وأهميتها عن مهمة تفجير الثورة، وهي مهمة الدفاع عن الثورة وحمايتها. وكنت أومن بأن وجودنا في مجلس قيادة الثورة يجب أن لا يحول بيننا وبين مواصلة مهامنا في الدفاع عن مكتسب 26 سبتمبر  في مواقع المواجهة التي أرادها أعداء الثورة.

         وما كان لنا في مواجهة المعارك التي بدأ أعداء الثورة خوضها البقاء في الكراسي. لأننا نؤمن بأن مهمة التصدي لهؤلاء وحماية الثورة الوليدة من شرورهم تقتضي منا أن تكون الخطوط الأمامية .

         وكانت مأرب في تلك الفترة واحدة من المناطق التي شهدت أولى التمردات على الثورة، ولم أتردد حينها في التحرك على رأس حملة عسكرية نظامية من 56 فرداً من طلاب مدرسة المدفعية لإنقاذ تلك المنطقة الإستراتيجية من مؤامرات كانت ترمي لاقتطاعها لصالح الحماية البريطانية.

         تحركنا من صنعاء في الساعة الرابعة عصر 7 أكتوبر 1962م. وعند وصولنا إلى مدينة جحانة في السادسة مساءً أمرتُ الحملة بالتوقف، وجلسنا لتدارس الموقف حوالي ساعة، ثم واصلنا بعد ذلك السير ليلاً عبر نقيل العرقوب ومنطقة الأعروش ثم نقيل الوتده، وفي العاشرة صباح اليوم التالي وصلنا إلى مركز صرواح الذي تحركنا منها بعد الغداء، وفي مسيرنا وفي منعطف يقع بين صرواح وباب الضيقة رشقتنا بعض الرصاصات، وحينها اتخذنا وضع الاستعداد للقتال وبدأنا في توجيه نيران سلاحنا إلى مصادر الرصاص المعادى فسكت الرصاص الموجه ضدنا، وواصلنا التقدم نحو مأرب وعند وصولنا باب الضيقة في الخامسة والنصف من يوم 8 اكتوبر كان الأعداء قد اعدوا كميناً آخر  ضد حملتنا. كان هذا الكمين عبارة عن حفرة ضخمة مموهة بغصون الأشجار فسقطت المصفحة الأولى من مدرعات الحملة، وتلتها مباشرة المصفحة الثانية التي كنت أنا فيها، وفي حين كنت أحاول الخروج من المدرعة ثم من الحفرة الكمين، كانت قواتنا قد بدأت الاشتباك مع العدو الذي تكبد خسائر فادحة في تلك المواجهة.. كنت استعد للخروج من الكمين الذي سقطت فيه المصفحة وبيدي قنابل يدوية قررت أن أهاجم بها موقعا قريباً لأعداء الثورة، لكن وعندما فتحت باب المصفحة وقفزت منها وبجانبي أحد أفراد الحملة وهو البطل صالح الأحمر فوجئنا بعدد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
صـورة📸

الصورة التقطتها عدسة مصور مجلة آخر ساعة المصرية عام1964م لفـتاتـين حاولتا الحصول على مكان مناسب لمشاهدة موكب الرئيس جمـال عبـدالناصـر بالقرب من مطار تعـز
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
قرية #يهوسن #الحجرية

من هذا  المنظر ارائع  والجميل 

لوحه فنيه بديعه تاخذ العقل بجمالها 

وهدواء  طبيعتهااا تناديك ايها الزائر 

بكل لطف وكل   ترحيب عذب

صمت يجسد الجمال  والروعه ويعانق   الدور   وضواحيها  

الناظر اليها من بعيد  يجد فيها شي فريد 

كونها  بعيده المسافه  ويتسأل  لماذا  سكن هنا السروري...!!

لم يجد  غير هذا  المكان البعيد ....

لكن  حين تصل اليهااا   تستقبلك المعالم الاثريه منها السقايه ..

وهي  عباره  عن عين  ماء تخرج من  تحت الارض   يمدهااا 

جسر تحت الارض  حفره الاجداد    قرابه   خمسين قدم 

ويصب  في  (بركه او مكان محبوس)  يسماء  (الكنيا)

ويمتد منهاا  سقايه معموره  بطين  والاسمنت   تمتد  من هذا  المعلم  

الذي  يكون  اول  مدخل القريه  السقايه  التي  يشرب منها اهلي قريه يهوسن 

ويستخدمونه في  الزراعه  والطهي  ومشرب لي  الماشيه 

ويمتد الي  ساقيه   الجامع القديم   في وسط القريه