اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سقطرى: الرياح والأساطير والقصص

تعد وتنشر من قبل صندوق صون سقطرى وجمعية أصدقاء سقطرى

جوليان جانسين فان رينسبيرج (جامعة إآستر)
إن البيئة البحرية لأرخبيل سقطرى تتأثر بشكل آبير بموقعها الجغرافي، والذي
يضع سقطرى في موقع لا تحسد عليه. فبسبب موقع الأرخبيل فإن سقطرى تتأثر
بفصلي الرياح الموسمية "الشمالية الشرقية" و "الجنوبية الغربية" والتي تجلب معها
ليس فقط موسمين من الأمطار ولكن أيضا رياح وعواصف عاتية. والدليل على
شدة هذه العواصف في محيط جزيرة سقطرى، يأتي من دراسة قام بها جيمسون (
113:1949 ،(والتي توضح إزديادا في وتيرة قوة الرياح العاصفة، من أقل من
5 %في مايو لترتفع إلى 50 %في يونيو، لتصل إلى ذروتها في شكل رياح بقوة
عاصفة تغطي أآثر من 85 %من شهر يوليو. وآذلك تكون هذه المنطقة بالذات
عرضة للأعاصير خلال شهور مايو، يونيو، يوليو، أآتوبر ونوفمبر (راجيفان
(410 :1990 وبوتشلا
هذه الرياح تتأثر آذلك بتضاريس الجزيرة، عندما تهب الرياح فوق سلسلة جبال حجهر تميل إلى أن تكون منحرفة مما ينتج عنه نظام رياح متغيّر في
محيط سقطرى. أوضحت دراسة قام بها بيري (1521:1981 ،(بأن سقطرى تمثل حاجزا طبيعيا لانسياب الرياح السائدة أثناء فصل الرياح الموسمية
الجنوبية الغربية، ، مما ينتج عنه منطقة ذات رياح سرعتها منخفضة بشكل ملحوظ وهدوء في حالة البحر المقابل لجانب الجزيرة المحميّ من الرياح.
قوة الرياح يمكن أن تؤثر أيضا على سرعة التيارات السطحية، ومن المعروف أن التيارات السطحية تصل إلى سرعات عالية أثناء فترة هبوب الرياح
العاتية للرياح الموسمية الجنوبية الغربية. هذا صحيح بشكل خاص في المنطقة المحيطة بجزيرة سقطرى، حيث توجد أقوى التيارات التي يعرفها العالم،
وقد تم تسجيل معدل سرعة بلغ 7-8 عقدة بحرية (آورنش وإيفس 153:2006.(
إن أثر هذه الظروف البيئية المتغيرة والخطيرة في محيط جزيرة سقطرى آان في القرون الوسطي يتم تسجليه في أغلب الأحيان من قبل المؤلفين العرب
الذين أشاروا بشكل خاص لهذه المخاطر. ابن ماجد (905هـ/1500م) أشار في مقالاته البحرية إلى آيف أن الإبحار في المنطقة المحيطة بسقطرى آان
خطيرا جدا ويعود ذلك إلى الأعاصير والأمواج التي تشبه الجبال والتي يمكن مصادفتها هناك. أما فيما يخص التيارات فقط أشار إلى آيف أنها "قوية جدا
ولا يمكنك التغلب عليها". هذا يعتبر مغامرة بالأرواح والأجساد، لأنها تأتي في الوقت المشهور (بالذُهن) في شمال سقطرى" (تيبتس 230:1981.(
من المرجح أنه ونتيجة لهذه الظواهر المتغيّرة والتي تحدث في محيط سقطرى فإنه آان يعتقد في الماضي أن سكان سقطرى قادرين على التحكم في
الأحوال الجوية. واستنادا إلى مارآو بولو فإن سكان سقطرى آانوا سحرة مخيفين "إذا قامت أي سفينة يملكها قرصان بإيذاء شخص منهم، فإنهم سوف لا
يفشلون في سحره، بحيث لا يستطيع أن يكمل رحلته حني يدفع تعويضا عن ما سببه من أذى. حتى وإن آانت الرياح طيبة وتهب في صالحه، فإن لديهم
المقدرة على تغيير ذلك وإلزامه بأن يرجع إلى الجزيرة من تلقاء نفسه. ويستطيعون، وبطريقة مماثلة، أن يجعلوا البحر يصبح هادئا ويستطيعون وبإرادتهم
جعل العواصف تهب، وتحطم السفن، ويستطيعون إحداث الكثير من الآثار الخارقة للعادة، والتي لا ضرورة إلى ذآرها" (آومروف 311:1928.(
الكثير من هذه القوى والتي تسيطر على العناصر المختلفة يمكن تفسيرها وبسهولة وذلك باستخدام المعرفة المحلية حول الرياح. لا شك إن البحّار الذي
يكون لديه معرفة جيدة بالتغيرات التي تحدث أثناء الفصول، وتأثيرها على الرياح المحلية وتأثير التضاريس ودرجات الحرارة على الرياح في مناطق
بعينها، سوف يكون قادرا تماما على معرفة أين ومتي يمكن أن تحدث أحداث بعينها. وباستخدام هذه المعرفة، مع درجة معينة من الإقناع، سوف يكون
بالإمكان وضع السفن الزائرة في وضع خطير للغاية. بالإضافة إلى ذلك، فإن السفن التي
تغادر الجزيرة في فترة العصر يمكن أن تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة بالقرب
من الجروف الصخرية العميقة والتي تحد خط الساحل، وإذا استطاعت أن تتخطي هذه
المنطقة، فسوف تجد نفسها في مواجهة الرياح المضادة في المنطقة والتي توجد في
عرض البحر حيث تصل سرعته الرياح هذه إلى ما بين 13 إلى 24 عقدة بحرية. هذه
المجموعة من العوامل وبكل سهولة يمكن أن تجعل السفينة، تعود من تلقاء نفسها، إلى
الشريط الساحلي لجزيرة سقطرى.
إن خطورة هذه التيارات والظواهر الجوية في الوقت الحاضر، لا تزال حقيقية آما آانت
في حقبة القرون الوسطي، حيث أن الكثير من السفن تأخذها وعلى حين غرة الرياح
والتيارات القوية في محيط جزيرة سقطرى
مدينة قاضب سقطرى
من المعالم التاريخية لجزيرة سقطرى
قصر ومسجد السلطان حمد بن عبدالله بن عفرار
في منطقة علها ومازال موجود ليومنا هدا .

سقطرى
سقطرى في الحكايات الشعبية

تروي الحكايات الشعبية أنه منذ الأزمنة السحيقة ، وتحديدًا منذ نشأة الخليقة، أن قابيل قتل أخاه هابيل عند شجرة عملاقة ضخمة تنبت في جزيرة سقطرى، ومن جراء قتله تدفقت دماء هابيل المقتول بغزارة وغاصت الدماء في جذور الشجرة التي صارت غصونها وأوراقها الخضراء إلى اللون الأحمر القاني , وتقول الحكاية الشعبية بما معناه : « أن دم هابيل المقتول كان يفوح منه شذا عطر زكي , وقد ملأ سهول الجزيرة ، ووديانها ، وهضابها ، وجبالها . وقد سماها أهل سقطرى بــ ( شجرة دم الأخوين ) .
[c1]العثور على ديناصور[/c]
ويذكر بعض المتخصصين في الأعشاب الطبية ، أن شجرة دم الأخوين لها فوائد طبية عديدة منها أنها تداوي الجروح السامة الخطيرة . ويطلق عليها أيضاً بــ(الصبِرالسقطري).وفي سنة 1958م زارت بعثة علمية بريطانية جزيرة سقطرى . وضمت البعثة العلمية عددًا من الأثريين ، والباحثين ، والأطباء . ومكثوا فيها قرابة شهر . وخلص تقرير البعثة البريطانية العلمية بأن جزيرة سقطرى تعد من أقدم الجزر في العالم إن لم تكن أقدمها على الإطلاق . وتروي الروايات الشعبية أنّ أول الجزر التي طفت على وجه مياه البحر والأرض هي جزيرة سقطرى بعد طوفان نوح . وهذا ما أكدته الأبحاث الجيولوجية بأنّ صخورها ، وتربتها ، أو بتعبير آخر أن جيولوجية جزيرة سقطرى تعود إلى ملايين السنين وعلى وجه التحديد منذ نشأة الخليقة على الأرض. وفي نفس السياق يشير تقرير البعثة أن الأثريين عثروا على هيكل عظم ضخم لديناصور بكامل هيئته والمعروف أن تلك الحيوانات الضخمة كانت تعيش في الأزمنة الغابرة قبل التاريخ ومع عوامل الزمان ،وتغيرات الطبيعة وأجوائها انقرضت من وجه الأرض. عثرت أيضاً أعضاء البعثة العلمية في جدران أحد كهوف جزيرة سقطرى على رسم لهيئة رجال شعورهم طويلة ، وأجسامهم ضخمة يحملون في أيديهم أشبه ما تكون برماح يطاردون به حيوان بري وربما يكون وعلاً ـــ على حسب قول التقرير ـــ .
[c1]الجزيرة المسحورة[/c]
وكتب أحد الأطباء في البعثة العلمية في ثنايا صفحات كتابه الذي حمل عنوان ( الجزيرة المسحورة ) أموراً غربية حصلت له أثناء وجوده في جزيرة سقطرى أنه كان يترامى إلى مسامعه بالقرب من شجرة دم الأخوين أزيز وأحياناً يشعر أن الأرض تموج وتهتز من تحت قدميه ، وتكاد الأرض تنشق وتبلعه ، ويشعر شعورًا مخيفاً عندما تزأر السماء أي عندما يسمع صوت الرعد الذي يصم الآذان ، وأضواء البرق يضيء ظلام الجزيرة الدامس الذي يخطف الأبصار من قوته وشدته الكبيرتين . ومن ضمن ما رواه في كتابه بأنه كان يلمح في الليلة الظلماء ، والرياح العاصفة ، والأمواج العالية الضاربة بقوة كل مكان في الجزيرة ، أنّه كانت تظهر له أشباح تظهر فجأة ، و مثلما كانت تظهر فجأة كانت تختفي فجأة. ويرجع الطبيب البريطاني تلك الظاهرة الغريبة إلى أنها ربما تكون لأشباح بعض بحارة الأسطول البرتغالي الذين نزلوا إلى ساحل الجزيرة في سنة (1507م) وماتوا فيها بسبب الحمى .
[c1]الجزيرة والأسطورة[/c]
وكيفما كان الأمر ، فإننا نستخلص من ذلك أن جزيرة سقطرى تعد أقدم الجزر في العالم ، وهذا ما أكدته الحكاية أو الحكايات الشعبية حيث روت أنّ قابيل قتل أخاه هابيل بجانب الشجرة الضخمة والتي عرفت بــ ( شجرة دم الأخوين ) ، وعثور البعثة العلمية البريطانية أيضاً في أحدى كهوف الجزيرة على رسومات لصيادين يصطادون حيوان بري . وكيفما كان الأمر ، مازالت تلك الجزيرة الرائعة الجمال التي تخلب بطبيعتها الساحرة الأخاذة عقول وقلوب كل من يشاهدها عن كثب أنّ سحب كثيفة من الأسطورة يلفها
من المعالم التاريخية التى تدل على مدا عمق
التاريخ السقطري ومعالمها الاسلامية
مسجد الجامع التاريخي في وسط
العاصمة القديمة حديبوه في سقطرى وايضا بجانبه من اقدم المقابر في حديبوه في داخل المقبرة قبور
منحوتة وعليها تواريخ قبل آلاف السنين .
من تاريخ سقطرى

مع إنه من غير المعروف بالضبط متى أستوطن الإنسان أرخبيل سقطرى، إلا إن عالم الآثار الكسندر سيدروف-مدير متحف الشعوب الحضارية في روسيا ورئيس البعث الأثري الروسية في سقطرى يقول إنه قد تم العثور على موقع يعود إلى العصور الحجرية أي إلى ماقبل مليون ونصف المليون سنة، الأمر الذي يؤكد أن الانسان القديم سكن هذه المنطقة المهمة من العالم وقد تكون الجزيرة متلاصقة مع القارات الأخرى، مشيراً إلى أن الدراسات ماتزال جارية حول هذه الاكتشافات بالغة الأهمية، مضيفاً بأن ديانة سكان الجزيرة قديما كانت كديانة سكان حضرموت الذين كانوا يعبدون الإله سين “ذو عليم” في العالم القديم. ونجد العديد من المؤرخين قد أشار إلى الجزيرة وخاصة المؤرخين الرومان والإغريق، وبعض المؤرخين والجغرافيين العرب. وهذا المقال عبارة عن لمحات سريعة ومتفرقة من تاريخ سقطرى.

أشار المؤرخ العربي الهمداني في القرن العاشر الميلادي إلى أن الخارج من عدن إلى بلد الزنج آخذ كأنه يريد عمان وجزيرة سقطرى تماشيه عن يمينه حتى ينقطع ثم التوى بها من ناحية بحر الزنج، وطول هذه الجزيرة ثمانون فرسخاً وفيها من جميع قبائل مهرة”.

كتب الجغرافي العربي الشهير في القرون الوسطى ياقوت الحموي عن سقطرى يقول “سقطرى. . أسم جزيرة عظيمة كبيرة فيها عدة قرى ومدن تناوح عَدَنُ جنوبيها عنها، وهي إلى بر العرب أقرب من بر الهند، والسالك إلى بلاد الزنج يمر عليها، وأكثر أهلها نصارى عرب، يجلب منها الصبر ودم الأخوين وهو صمغ شجر لا يوجد إلا في هذه الجزيرة ويسمونه القاطر” ويضيف يقول: ” وكان أرسطاطاليس كتب إلى الاسكندر المقدوني حين سار إلى الشام في أمر هذه الجزيرة يوصيه بها وأرسل إليه جماعة من اليونانيين ليسكنهم بها لأجل الصبر القاطر . . .”.

كما أشار أيضاً الجغرافي العربي المسعودي في القرن العاشر الميلادي كما أشار الرحالة العربي ابن بطوطة إلى الملاحة إلى سقطرى وإلى موقعها، حيث إنها ستكون عند الإبحار إياباً إلى عدن بلاد الزنج إلى ناحية اليسار.

وكتب عنها الملاح العربي العماني أحمد بن ماجد في نهاية القرن الخامس عشر فيقول: ” فيها خلق كثير قريب العشرين ألف آدمي، وقد ملكوها من قديم الزمان خلق كثير، فلم تتم إلا لأهلها وقد ملكوها في عصرنا محمد بن علي بن عمر بن عفرار وبني عبد النبي سليمان الحميري وكلاهما من شيوخ المهرة. . “.

وأشار بعض المؤرخون العرب مثل ابن المجاور والهمداني إلى وجود مدينة باسم “سوق” وفيها حصن بُني على طراز شبيه بقصر السلطان الكثيري سابقاً في سيئون.

وأشار المؤرخ الحضرمي شنبل إنه في عام 1509م شن خميس وعامر أبناء سعد بن الزويدي من قشن غارات على سقطرى التي كانت آنذاك في قبضة الفرنج-يقصد هنا البرتغاليين- فاقتتلوا معهم وقتل ما يقارب العشرة من الفرنج، وتغلب المسلمون عليهم وسيطروا على جزء من ممتلكاتهم”.

وهكذا اضطر البرتغاليين في عام 1511م إلى مغادرة سقطرى، ومنذ ذلك الوقت عاد المهريون الأسياد الرئيسيين في الجزيرة، وقد أسسوا سلالة السلاطين التي حكمت في الجزيرة حتى عشية الإستقلال عام 1967م.

في عام 1876م وصل من عدن إلى سقطرى المندوب السياسي البريطاني ووقع مع سلطان قشن وسقطرى على معاهدة لضمان حماية بضائع وركاب السفن البريطانية، وفي 30 نوفمبر 1967م نزلت في الجزيرة فرقة من الجبهة القومية، وانتهت بذلك سلطنة المهرة وسقطرى، وأصبحت سقطرى جزء من الجمهورية الجديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المراجع:

الهمداني: كتاب الإكليل-الجزء الأول.
ياقوت الحموي: معجم البلدان.
رحلة ابن بطوطة.
أحمد بن ماجد: كتاب الفوائد في أصول علم البحر والفوائد.
تاريخ شنبل.