المرجع السابق،ص94- وقد قرر السير مايكل بالكون، رئيس مجلس إدارة شركة الإنتاج السينمائي، إيلنغ ستوديوز،في العام 1952م ،تقديم فيلم بعنوان "سلام إنجرانس" غير أن الأخير رفض ستة نسخ لسيناريوهات الفيلم، لأنها حسب تعبيره "لم تظهر الحضرميين بما يستحقونه" .وفي النهاية ، تم تنظيم بعثة إلى حضرموت لتصوير الفيلم في العام 1953م ، ولكن سرعان ما أدرك ( بالكون) أن مسعاه لم يكلل بالنجاح ، فأفرغ من يديه ، وخاطب إنجرامس ، قائلاً : سوف ننتج الفيلم بعد وفاتك " – عبدالعزيز القعيطي، المرجع السابق ، صـ 94 ،95 ومن منطلق القول بإن الشعر أصدق من التاريخ. بل ( هو التاريخ الحقيقي ، حتى للتاريخ نفسه ) كما يقول جورج ديهاميل فقد تموضعت ( سلام إنجرامس ) عشرات القصائد المؤيدة والمعارضة ، حسبنا أن نقف على واحدة منها للشاعر والمؤرخ ، الكاتب الصحافي محمد بن هاشم ( تـ 1960م )، رد فيها على قصيدة الشيخ صلاح أحمد الأحمدي اليافعي ، التي كان قد أرسلها من حيدر آباد بالهند لجميع قبائل حضرموت عام 1358هـ - 1939م . فعن أحوال حضرموت ما بعد ( سلام إنجرامس ) ، قال بن هاشم، في قصيدته :
كثرت بها الأفراح وارتاحن حسينات الخدود
ولا العناء ..زال البالء، والحق قايم عالعمود
دانت وزانت لَرض من نجران لما قبر هود
أمان ضافي يمسي الراكب بنفسه والنقود
ويُعزي الفضل لأهله، فيقول:
يحيا إنجرامس لي جبال الأرض من خوفه تنود
بالهيبه اصلحها .. بلا ضوله ولا عسكر يقود
قيَّد ذيابتها وبايحكم بتقييد الفهود
والكاف بوسقاف ذي جاب الجميلة لُه يسود
احيا الشريعة وانتصر للحق والشر له يذود
كاتب وخاطب .. وأمست الفتنة بسعيه في خمود
انتفاضة القصر
أول حدث أثر في نفسي, كان حادثة القصر التي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من أبناء مدينتي, وكنتُ حينها في المدرسة الغربية الملاصقة للمستشفى, وكنا نطل من الشبابيك وشهدت مع غيري من التلاميذ قتلى وجرحى كثر من أهالي البلاد, مما أحدث أثراً كبيراً في نفسي, وظلت الحادثة راسخة في ذهني, ولا تزال محفورة إلى اليوم (المناضل. خالد محمد عبدالعزيز)
حتى يتأتى لنا الإلمام والإحاطة بهذه الانتفاضة الشعبية التي استنطقتها الثورة (سبتمبر/ أكتوبر) عبرةً وحدثاً ملهماً, وأخرست إحياء ذكراها سلطة 22 مايو 1990م بشريكيها, شريكاً جاهلاً أو متجاهلاً لها (المؤتمر), وآخر كان لاهياً مشغولاً عنها بالمزايا وترتيب الأحوال السلطوية, والنوم في العسل (الاشتراكي), ليتأتى لنا ذلك لابد من أن نقف قليلا عند (الحزب الوطني القعيطي), باعتباره مسعر ومؤجج وقيد هذه الانتفاضة, والمحاول إخمادها ونفض يده عنها في نفس الوقت, كما سيتبدى لنا لاحقا على السطور القادمة.
و (الحزب الوطني القعيطي) كما يتضح لنا من تسميته, اقتصرت حركته ونشاطه على النطاق الجغرافي لما كان يُعرف بـ(السلطنة القعيطية) ولدى تأسيسه في العام 1947م(1) انضوى في إطار عضويته كبار الموظفين , والتجار والمُلاك, ويتمثل الهدف الرئيس أو الأساسي, من وراء تأسيسه في "الدفاع عن العرش القعيطي" بل وليس ببعيد عن محجة الصواب القول بأن هذا الحزب تأسس برعاية ودعم سلطاني وكما يقول الباحث والكاتب الصحافي الأستاذ احمد عوض باوزير فقد كان السلطان صالح بن غالب القعيطي(2) (تـ 1956م) هو نفسه وراء قيام الحزب الوطني, وكان يهدف من وراء ذلك إلى تحقيق مصالح شخصية بحتة منها أن يكون أداة حفظ له في نزاعه مع السلّطنة الكثيرية في قضية (مشكلة) ساه(3), التي انتهت بالتوفيق بين الطرفين بمساع قام بها المستشار البريطاني, وبعد ذلك تخلى السلطان عن تأييده للحزب ووضع أعضاءه في موقف بالغ الدقة والحرج مما أدى ببعضهم إلى الاستقالة, وعلى أثر ذلك توقف نشاط الحزب لفترة طويلة جداً(4).
كان أول مؤسس ورئيس للحزب, الشيخ احمد سالم باعشن, الذي كان رئيسا لمحكمة الجنايات في المكلا, وفيما بعد , ترأسه عوض محمد بكير, الذي كان يتمتع بنفوذ كبير بين أوساط الموظفين في السلطنة , وأن كان ذو ثقافة محدودة.
ومن برنامج الحزب المُعلن يتضح لنا بأنه أنشئ لغرض مساعدة السلطان وإسداء الرأي إليه, وبرنامجه هذا يتألف من أهداف خمسة:
1. محاربة كل ما من شأنه أن يضر بالدولة , وتنبيه الرأي العام لذلك
2. إبداء رأيه للحكومة في شئون البلاد السياسية والإدارية, مساعدةً لها على التوجيه الصحيح
3. معالجة المسائل القومية, وإبداء رأيه فيها علناً, قياماً بالواجب الوطني
4. السعي لإيجاد مجلس تشريعي في الدولة, تنتخب الأمة من يمثلها فيه
5. الاهتمام بنشر التعليم, والثقافة, وتنمية الوعي القومي(5)
وبطبيعة الحال لسنا في مقام البحث والتحليل لهذه الأهداف, وأن كان أبرز ما سيتوقف المرء فيها , فهو بادٍ في الإتيان بألفاظ وعبارات دون إدراكٍ واعٍ لأبعادها وم
كثرت بها الأفراح وارتاحن حسينات الخدود
ولا العناء ..زال البالء، والحق قايم عالعمود
دانت وزانت لَرض من نجران لما قبر هود
أمان ضافي يمسي الراكب بنفسه والنقود
ويُعزي الفضل لأهله، فيقول:
يحيا إنجرامس لي جبال الأرض من خوفه تنود
بالهيبه اصلحها .. بلا ضوله ولا عسكر يقود
قيَّد ذيابتها وبايحكم بتقييد الفهود
والكاف بوسقاف ذي جاب الجميلة لُه يسود
احيا الشريعة وانتصر للحق والشر له يذود
كاتب وخاطب .. وأمست الفتنة بسعيه في خمود
انتفاضة القصر
أول حدث أثر في نفسي, كان حادثة القصر التي راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى من أبناء مدينتي, وكنتُ حينها في المدرسة الغربية الملاصقة للمستشفى, وكنا نطل من الشبابيك وشهدت مع غيري من التلاميذ قتلى وجرحى كثر من أهالي البلاد, مما أحدث أثراً كبيراً في نفسي, وظلت الحادثة راسخة في ذهني, ولا تزال محفورة إلى اليوم (المناضل. خالد محمد عبدالعزيز)
حتى يتأتى لنا الإلمام والإحاطة بهذه الانتفاضة الشعبية التي استنطقتها الثورة (سبتمبر/ أكتوبر) عبرةً وحدثاً ملهماً, وأخرست إحياء ذكراها سلطة 22 مايو 1990م بشريكيها, شريكاً جاهلاً أو متجاهلاً لها (المؤتمر), وآخر كان لاهياً مشغولاً عنها بالمزايا وترتيب الأحوال السلطوية, والنوم في العسل (الاشتراكي), ليتأتى لنا ذلك لابد من أن نقف قليلا عند (الحزب الوطني القعيطي), باعتباره مسعر ومؤجج وقيد هذه الانتفاضة, والمحاول إخمادها ونفض يده عنها في نفس الوقت, كما سيتبدى لنا لاحقا على السطور القادمة.
و (الحزب الوطني القعيطي) كما يتضح لنا من تسميته, اقتصرت حركته ونشاطه على النطاق الجغرافي لما كان يُعرف بـ(السلطنة القعيطية) ولدى تأسيسه في العام 1947م(1) انضوى في إطار عضويته كبار الموظفين , والتجار والمُلاك, ويتمثل الهدف الرئيس أو الأساسي, من وراء تأسيسه في "الدفاع عن العرش القعيطي" بل وليس ببعيد عن محجة الصواب القول بأن هذا الحزب تأسس برعاية ودعم سلطاني وكما يقول الباحث والكاتب الصحافي الأستاذ احمد عوض باوزير فقد كان السلطان صالح بن غالب القعيطي(2) (تـ 1956م) هو نفسه وراء قيام الحزب الوطني, وكان يهدف من وراء ذلك إلى تحقيق مصالح شخصية بحتة منها أن يكون أداة حفظ له في نزاعه مع السلّطنة الكثيرية في قضية (مشكلة) ساه(3), التي انتهت بالتوفيق بين الطرفين بمساع قام بها المستشار البريطاني, وبعد ذلك تخلى السلطان عن تأييده للحزب ووضع أعضاءه في موقف بالغ الدقة والحرج مما أدى ببعضهم إلى الاستقالة, وعلى أثر ذلك توقف نشاط الحزب لفترة طويلة جداً(4).
كان أول مؤسس ورئيس للحزب, الشيخ احمد سالم باعشن, الذي كان رئيسا لمحكمة الجنايات في المكلا, وفيما بعد , ترأسه عوض محمد بكير, الذي كان يتمتع بنفوذ كبير بين أوساط الموظفين في السلطنة , وأن كان ذو ثقافة محدودة.
ومن برنامج الحزب المُعلن يتضح لنا بأنه أنشئ لغرض مساعدة السلطان وإسداء الرأي إليه, وبرنامجه هذا يتألف من أهداف خمسة:
1. محاربة كل ما من شأنه أن يضر بالدولة , وتنبيه الرأي العام لذلك
2. إبداء رأيه للحكومة في شئون البلاد السياسية والإدارية, مساعدةً لها على التوجيه الصحيح
3. معالجة المسائل القومية, وإبداء رأيه فيها علناً, قياماً بالواجب الوطني
4. السعي لإيجاد مجلس تشريعي في الدولة, تنتخب الأمة من يمثلها فيه
5. الاهتمام بنشر التعليم, والثقافة, وتنمية الوعي القومي(5)
وبطبيعة الحال لسنا في مقام البحث والتحليل لهذه الأهداف, وأن كان أبرز ما سيتوقف المرء فيها , فهو بادٍ في الإتيان بألفاظ وعبارات دون إدراكٍ واعٍ لأبعادها وم
دلولاتها, كما في حال الحديث عن النطاق الجغرافي الذي يُراد للأهداف أن تتُرجم وتتحقق فيه, وهو شطرُ من حضرموت (السلطة القعيطية) , وليس كل حضرموت, ناهيك عن الجنوب اليمني, واليمن بشطريه القائمين حينذاك , ومع ذلك تتحدث أهداف عن نطاق جغرافي (السلطنة القعيطية) المكان والناس بألفاظ وعبارات غائمة ومتناقضة ما بينها: (البلاد), (المسائل القومية), (الواجب الوطني) , (الأُمة), (الوعي القومي).
ومثل سائر الأحزاب اليمنية في عهدي الثورة والوحدة, لجهة جدية ومصداقية تعاطيها مع برامجها وأهدافها وسعيها لتحقيقها على أرض الواقع –طبعا مع الأخذ في الاعتبار, الفارق الزماني والظروف الموضوعية والذاتية- فقد ظلت أهداف وبرنامج (الحزب الوطني القعيطي) حبراً على ورق إلى أن كانت نهايته الأولى, بانتهاء قضيه أو نزاع (ساه) بين السلطنتين القعيطية والكثيرية, والتي بانتهائها تخلى عنه راعيه وداعمة السلطان القعيطي.
ولكن, هل عادت الروح للحزب حتى تكون له نهاية ثانية أو ثالثة؟ وإذا كان الأمر كذلك, من الذي أعاد إليه الروح, ومتى ؟ ولماذا؟.
أصل الحكاية
في السلم الوظيفي للسلطنة القعيطية, كانت وظيفة سكرتير (وزير) السلطنة, تعتبر (أكبر وظيفة في الدولة) وأرفع منصب "خطير" كما يصفه المؤرخ سعيد عوض باوزير, وعلى أهمية الوظيفة وخطورتها , غير أنه ظل ولعهود "خط أحمر" يحول ما بينها وبين ارتقاء أبناء حضرموت –خاصة- واليمن- عموما إليها, وأن بلغوا ما بلغوا من المراس والكفاءة والخبرة والتجربة, وبالتالي ظلت منطقة "مغلقة" يحتكرها من يصفهم المؤرخ سعيد عوض باوزير بـ(الوزراء المجلوبين) وكانت الأوساط الشعبية تأمل أن يكون سيف بن علي أو بوعلي الزنجباري (عُماني الجنسية) آخر الحلقات في سلسلتهم , ومعلومة وشائج العلاقة القائمة إلى يومنا هذا ما بين سلطنة عُمان, ومدينة زنجبار التنزانية في شرق أفريقيا, وأصل الحكاية .. أنه جاءت فترة على السلطنة, صار فيها سكرتيرها (وزيرها) الزنجباري, (يتصرف أحيانا دون العودة إلى المستشار البريطاني –وهي بطبيعة الحال-, تصرفات لا ترضي المستشار البريطاني ولهذا أظهر السلطان رغبته في تغييره بناء على طلب المستشار البريطاني "هيوبوستيد)(6).
صحيح أنه كان ثمة إجماع على تغيير الرُجل, غير أن التباين الصارخ في المواقف, كان يتموضع حول البديل, هنا عادت أو أُعيدت الروح , للحزب الوطني القعيطي, ليبدأ أسمه "بالبروز في نهاية العام 1949م(7)" أو أنه كما يرى البعض يعود "إلى الظهور في سبتمبر من العام 1950م حيث شُكلت قيادة جديدة للحزب, برئاسة الشيخ عوض محمد بكير"(8).
ويمكننا أن نمحور المواقف من البديل لـ(الزنجباري) وأقطابها أو محركيها, في, السلطان القعيطي, ويستهدف من إجراء عملية التغيير "تعيين أحد المقربين إليه في منصب السكرتير (الوزير) ليكون العوبة في يده"(9) فيما كان المرشح الأوحد لشغل المنصب, من قبل المستشار البريطاني, بوستيد, هو ناظر المعارف في السلطنة القعيطية, الشيخ قدال سعيد القدال(10) (سوداني الجنسية).
وقبل المضي في عرض بقية الترشيحات للمنصب وأطرافها, لا بأس من أن نقف قليلا عند موقف السلطان من الترشيح الذي تقدم به ورفعه إليه, بوستيد, وقد حرص الأخير على إثباته في كتاب له عن حياته , صُدر في العام 1971م, بعنوان "ذي ويند أوف مور نينج", (رياح الصباح), إذ يقول فيما أثبته من موقف للسلطان من ترشيحه, وما ترتب على ذلك الموقف من أحداث "السلطان كان مترددا في تنحية الشيخ سيف, وألححتُ عليه بشدة حتى قبل ذلك في يونيو 1950م(11)" وعندما ذهب السلطان صالح(12) في إجازة إلى الهند, حيث كان لا يزال قمندار(13) حرس نظام حيدر أباد الأسمي, قام إبنه عوض(14) بأمر السلطنة أثناء غيابه, وتسرب خبر النية في تعيين الشيخ القدال إلى الشعب, فقامت معارضة قوية ضد التعيين(15) التي مثَّلها السواد الأعظم من المواطنين المطالبين (باستبعاد السكرتير/الوزير السابق "الزنجباري" ورفض من رشّحهُ المستشار البريطاني, (القدال) لأسباب أراد الشعب توضيحها للسلطان(16)" بواسطة الحزب, منها, أن المرشح لابد أن يكون من أبناء البلد, فكلا الاثنين (الزنجباري والقدال) غير يمنيين, وقد استفاد السلطان من سخط الجماهير على الأوضاع القائمة ومنها سكرتير/وزير السلطنة, الذي كان يطمح من وراء استبداله إلى الحصول على المزيد من رضاء السلطة الاستعمارية وخطب ودها أكثر , وهنا تلاقى الغضب الصادر من الأسفل, من قبل الجماهير, مع الرغبة الآتية من السلطان, وبدلا من أن تتحمس قيادة الحزب لمطالب الشعب, تحَّمس الحزب لتغيير سكرتير/وزير السلطنة, وطالب هو الآخر بتعيين القدال, وعقد لأجل ذلك عددا من اللقاءات, ونظم العديد من المظاهرات والتي اختفى منها كبار الموظفين والتجار, ولم يحضرها إلا من وصفتهم (فتاة الجزيرة) بالأعضاء الشعبيين)(17).
ولما لم تعد بروزنامة العام 1950م, سوى ستة أيام لا غير, كانت قد تصاعدت الأحداث, وتصلَّبت المواقف (نكون أو لا نكون), ومن موقع المحلل السياسي, والكاتب
ومثل سائر الأحزاب اليمنية في عهدي الثورة والوحدة, لجهة جدية ومصداقية تعاطيها مع برامجها وأهدافها وسعيها لتحقيقها على أرض الواقع –طبعا مع الأخذ في الاعتبار, الفارق الزماني والظروف الموضوعية والذاتية- فقد ظلت أهداف وبرنامج (الحزب الوطني القعيطي) حبراً على ورق إلى أن كانت نهايته الأولى, بانتهاء قضيه أو نزاع (ساه) بين السلطنتين القعيطية والكثيرية, والتي بانتهائها تخلى عنه راعيه وداعمة السلطان القعيطي.
ولكن, هل عادت الروح للحزب حتى تكون له نهاية ثانية أو ثالثة؟ وإذا كان الأمر كذلك, من الذي أعاد إليه الروح, ومتى ؟ ولماذا؟.
أصل الحكاية
في السلم الوظيفي للسلطنة القعيطية, كانت وظيفة سكرتير (وزير) السلطنة, تعتبر (أكبر وظيفة في الدولة) وأرفع منصب "خطير" كما يصفه المؤرخ سعيد عوض باوزير, وعلى أهمية الوظيفة وخطورتها , غير أنه ظل ولعهود "خط أحمر" يحول ما بينها وبين ارتقاء أبناء حضرموت –خاصة- واليمن- عموما إليها, وأن بلغوا ما بلغوا من المراس والكفاءة والخبرة والتجربة, وبالتالي ظلت منطقة "مغلقة" يحتكرها من يصفهم المؤرخ سعيد عوض باوزير بـ(الوزراء المجلوبين) وكانت الأوساط الشعبية تأمل أن يكون سيف بن علي أو بوعلي الزنجباري (عُماني الجنسية) آخر الحلقات في سلسلتهم , ومعلومة وشائج العلاقة القائمة إلى يومنا هذا ما بين سلطنة عُمان, ومدينة زنجبار التنزانية في شرق أفريقيا, وأصل الحكاية .. أنه جاءت فترة على السلطنة, صار فيها سكرتيرها (وزيرها) الزنجباري, (يتصرف أحيانا دون العودة إلى المستشار البريطاني –وهي بطبيعة الحال-, تصرفات لا ترضي المستشار البريطاني ولهذا أظهر السلطان رغبته في تغييره بناء على طلب المستشار البريطاني "هيوبوستيد)(6).
صحيح أنه كان ثمة إجماع على تغيير الرُجل, غير أن التباين الصارخ في المواقف, كان يتموضع حول البديل, هنا عادت أو أُعيدت الروح , للحزب الوطني القعيطي, ليبدأ أسمه "بالبروز في نهاية العام 1949م(7)" أو أنه كما يرى البعض يعود "إلى الظهور في سبتمبر من العام 1950م حيث شُكلت قيادة جديدة للحزب, برئاسة الشيخ عوض محمد بكير"(8).
ويمكننا أن نمحور المواقف من البديل لـ(الزنجباري) وأقطابها أو محركيها, في, السلطان القعيطي, ويستهدف من إجراء عملية التغيير "تعيين أحد المقربين إليه في منصب السكرتير (الوزير) ليكون العوبة في يده"(9) فيما كان المرشح الأوحد لشغل المنصب, من قبل المستشار البريطاني, بوستيد, هو ناظر المعارف في السلطنة القعيطية, الشيخ قدال سعيد القدال(10) (سوداني الجنسية).
وقبل المضي في عرض بقية الترشيحات للمنصب وأطرافها, لا بأس من أن نقف قليلا عند موقف السلطان من الترشيح الذي تقدم به ورفعه إليه, بوستيد, وقد حرص الأخير على إثباته في كتاب له عن حياته , صُدر في العام 1971م, بعنوان "ذي ويند أوف مور نينج", (رياح الصباح), إذ يقول فيما أثبته من موقف للسلطان من ترشيحه, وما ترتب على ذلك الموقف من أحداث "السلطان كان مترددا في تنحية الشيخ سيف, وألححتُ عليه بشدة حتى قبل ذلك في يونيو 1950م(11)" وعندما ذهب السلطان صالح(12) في إجازة إلى الهند, حيث كان لا يزال قمندار(13) حرس نظام حيدر أباد الأسمي, قام إبنه عوض(14) بأمر السلطنة أثناء غيابه, وتسرب خبر النية في تعيين الشيخ القدال إلى الشعب, فقامت معارضة قوية ضد التعيين(15) التي مثَّلها السواد الأعظم من المواطنين المطالبين (باستبعاد السكرتير/الوزير السابق "الزنجباري" ورفض من رشّحهُ المستشار البريطاني, (القدال) لأسباب أراد الشعب توضيحها للسلطان(16)" بواسطة الحزب, منها, أن المرشح لابد أن يكون من أبناء البلد, فكلا الاثنين (الزنجباري والقدال) غير يمنيين, وقد استفاد السلطان من سخط الجماهير على الأوضاع القائمة ومنها سكرتير/وزير السلطنة, الذي كان يطمح من وراء استبداله إلى الحصول على المزيد من رضاء السلطة الاستعمارية وخطب ودها أكثر , وهنا تلاقى الغضب الصادر من الأسفل, من قبل الجماهير, مع الرغبة الآتية من السلطان, وبدلا من أن تتحمس قيادة الحزب لمطالب الشعب, تحَّمس الحزب لتغيير سكرتير/وزير السلطنة, وطالب هو الآخر بتعيين القدال, وعقد لأجل ذلك عددا من اللقاءات, ونظم العديد من المظاهرات والتي اختفى منها كبار الموظفين والتجار, ولم يحضرها إلا من وصفتهم (فتاة الجزيرة) بالأعضاء الشعبيين)(17).
ولما لم تعد بروزنامة العام 1950م, سوى ستة أيام لا غير, كانت قد تصاعدت الأحداث, وتصلَّبت المواقف (نكون أو لا نكون), ومن موقع المحلل السياسي, والكاتب
الصحافي المتابع الراصد للأحداث, والمؤرخ البحاثة المستغور كل شاردة وواردة فيها, يقول الأستاذ احمد عوض باوزير (في مساء يوم الثلاثاء الـ 26 من ديسمبر العام 1950م, كان الكولونيل بوستيد, المستشار البريطاني لدولتي حضرموت "القعيطية والكثيرية" يقود سيارته عبر الشارع الرئيسي لمدينة المكلا, وإلى جواره يجلس الشيخ القدال, ناظر التعليم "السابق" حيث كانا عائدين لتوهما من اجتماع لمجلس الدولة "القعيطية" الذي أكد بالإجماع على تعيين القدال في منصب السكرتير/الوزير للدولة "السلطنة" وعلى رصيف الجمرك, حيث الهواء الطلق جلسا يتجاذبان أطراف الحديث مبتهجين لأن مخاوف السلطان من قرار التعيين قد أمكن التغلب عليها (18) لا سيما أنه قد سبق هذا التحول في الموقف السلطاني, أو تزامن معه وبشهادة بوستيد نفسه, تجمع حوالي أربعة آلاف شخص أمام قصر السلطان, مطالبين بتعيين حضرمي في هذه الوظيفة التي تعتبر أعلى وظيفة في السلطنة, وطالب وفد أن يقابل السلطان عوض (كان حينذاك أميراً وولياً العهد, قائما بمهام والده السلطان في فترة غيابه في إجازة بالهند) ليشرح له الأمر, ولكن بوستيد, أمر السلطان عوض, أن يخبرهم بأن مسألة تعيين سكرتيراً/ وزيراً للسلطنة, ليس من شأنه, وإنما هو من شأن أبيه بعد أن يعود من الهند(19).
وبالعودة إلى زاوية أخرى من المشهد الذي كان قد صوّرهُ لنا المؤرخ باوزير, قبل قليل نطالع أنه (في الوقت الذي كان فيه مجلس الدولة يقر تعيين القدال في منصب السكرتير/الوزير, كان الحزب الوطني وقتئذ يبحث في تكوين وفد برئاسة الشيخ عوض بكير, رئيس الحزب, لتسليم عريضة للسلطان, تتضمن مطالبته بتعيين سكرتير وطني)(20).
وعلى مضض أغمضت المدينة أجفانها , لتصحو على تطورات ومستجدات, في صباح يوم جديد تالٍ, والأيام حبلى بالمفاجآت, وبما لم يكن في الحسبان.
الحدث .. "بطلاً" ورواية
كان الكولونيل هيوبوستيد, قد تولى مهام منصبه معتمداً/مستشاراً بريطانيا في المحمية الشرقية, أوائل العام 1950م وقبل أن يطوي عام تنصيبه , صفحاته, كانت قد تواترت الأحداث التي كان مؤداها ما عُرفت بانتفاضة القصر أو مجزرة المكلا, غير أن حوادثها بقيت "غامضة وغير مدونة إلى أن كتبها بطلها" بوستيد في كتابه الذي سبقت الإشارة إليه (رياح الصباح).
وحتى نقف على أحداث اليوم التالي (27/12/1950م) من مضانها , نعود إلى بوستيد في رياح صباحه الدامي (في الساعة الخامسة من صبيحة يوم السابع والعشرين من ديسمبر (1950م) صحّاني ضابط بوليس المكلا ودخل إلى غرفتي , ثم قال " لقد عُقدت عدة مؤتمرات طيلة الليل بين الجماهير المعارضة لتعيين الشيخ القدال. والوضع جد خطير . وفي الساعة الثامنة والنصف سوف تتجمع الآلاف من الناس في ميدان القصر. وسوف يقوم وفد منهم بتقديم احتجاجهم إلى السلطان على التعيين " فسألته "هل أخبرت الشيخ القدال بالأمر " ؟ فأجاب "نعم. لقد أتيت الآن من عنده وقد بعثني إليك " فقلت: " حسنا, أرجع إليه وأخبره أن يذهب إلى القصر, هو والبارزون أكثر من أعضاء المجلس, بما فيهم الشيخ اليافعي ناصر , ويبقوا السلطان حازما")(21) .
ويمضي بوستيد في روايته ( .. وفي حوالي الساعة الثامنة بدأت أسمع الهدير المشئوم للحشود وهي تملا شارع المكلا الرئيسي, وأمرت كنيدي, نائبي أن يتلفن إلى جيش المكلا النظامي ويأمره أن يستعد بسيارات الحمول في الثكنات لإحضار الجنود في الحال إذا ما دعت الحاجة. ويجب أن لا ينزلوا من ثكناتهم بالديس , إلا بأمر)(22).
(ممثلوا الجماهير ) في مواجهة السلطان
يستطرد راوية الحدث و "بطل" وقائعه , في رياح صباحه الدامي , قائلا: (.. وتجمعت الحشود في ميدان القصر, وحاول بعض الشباب الطائش أن يوقف سيارتي وأنا داخل إلى القصر. وأمرت السائق أن يندفع بينهم, فتفرقوا من طريق السيارة محطمين زجاج نوافذها أثناء تراجعهم. وصعدت إلى القصر, فوجدت السلطان والشيخ ناصر البطاطي والشيخ القدال, وثلاثة آخرين. وفي الحال جاء وفد . وكان السلطان الذي حنا ظهره الطويل مرض الروماتيزم والتهاب المفاصل جالسا فوق أريكته , وهو في منتهى الغضب. وعندما ظهر الوفد حملق فيهم السلطان . ولم يحدث من قبل أن وُوجِه بمعارضة مباشرة لأوامره . وجلسوا مقابلين له على الكراسي, وتكلم الناطق بأسمهم قائلا: "لقد جئنا نيابة عن الشعب لنقول لكم : أننا لا نريد سكرتير الدولة من غير الحضارم" فأجاب السلطان بجفاوة بأن هذا التعيين من اختصاصي وليس من شأن العامة, فهو الذي يدفع للوظيفة وليس هُم. وعندئذ قام الشيخ القدال وألقى خطبة رائعة وأنهاها بقوله : "لقد عرفتكم خلال الأربع عشرة سنة الماضية, وقمت بتعليم أولادكم , وعرفتموني كأحد أعضاء مجلسكم, ولم أسمع من قبل أحداً منكم يتكلم ضدي " . فشعروا بالإحراج والعصبية ثم تقدموا ليصافحوه , وقالوا: " سننزل إلى الجماهير ونخبرها بأننا نرغب في الاعتراف بك"(23) .
ويستدرك بوستيد , مواصلا روايته لوقائع الحدث ( .. إلا أنه في هذا الوقت كانت الأصوات العالية ترتفع فوق كل م
وبالعودة إلى زاوية أخرى من المشهد الذي كان قد صوّرهُ لنا المؤرخ باوزير, قبل قليل نطالع أنه (في الوقت الذي كان فيه مجلس الدولة يقر تعيين القدال في منصب السكرتير/الوزير, كان الحزب الوطني وقتئذ يبحث في تكوين وفد برئاسة الشيخ عوض بكير, رئيس الحزب, لتسليم عريضة للسلطان, تتضمن مطالبته بتعيين سكرتير وطني)(20).
وعلى مضض أغمضت المدينة أجفانها , لتصحو على تطورات ومستجدات, في صباح يوم جديد تالٍ, والأيام حبلى بالمفاجآت, وبما لم يكن في الحسبان.
الحدث .. "بطلاً" ورواية
كان الكولونيل هيوبوستيد, قد تولى مهام منصبه معتمداً/مستشاراً بريطانيا في المحمية الشرقية, أوائل العام 1950م وقبل أن يطوي عام تنصيبه , صفحاته, كانت قد تواترت الأحداث التي كان مؤداها ما عُرفت بانتفاضة القصر أو مجزرة المكلا, غير أن حوادثها بقيت "غامضة وغير مدونة إلى أن كتبها بطلها" بوستيد في كتابه الذي سبقت الإشارة إليه (رياح الصباح).
وحتى نقف على أحداث اليوم التالي (27/12/1950م) من مضانها , نعود إلى بوستيد في رياح صباحه الدامي (في الساعة الخامسة من صبيحة يوم السابع والعشرين من ديسمبر (1950م) صحّاني ضابط بوليس المكلا ودخل إلى غرفتي , ثم قال " لقد عُقدت عدة مؤتمرات طيلة الليل بين الجماهير المعارضة لتعيين الشيخ القدال. والوضع جد خطير . وفي الساعة الثامنة والنصف سوف تتجمع الآلاف من الناس في ميدان القصر. وسوف يقوم وفد منهم بتقديم احتجاجهم إلى السلطان على التعيين " فسألته "هل أخبرت الشيخ القدال بالأمر " ؟ فأجاب "نعم. لقد أتيت الآن من عنده وقد بعثني إليك " فقلت: " حسنا, أرجع إليه وأخبره أن يذهب إلى القصر, هو والبارزون أكثر من أعضاء المجلس, بما فيهم الشيخ اليافعي ناصر , ويبقوا السلطان حازما")(21) .
ويمضي بوستيد في روايته ( .. وفي حوالي الساعة الثامنة بدأت أسمع الهدير المشئوم للحشود وهي تملا شارع المكلا الرئيسي, وأمرت كنيدي, نائبي أن يتلفن إلى جيش المكلا النظامي ويأمره أن يستعد بسيارات الحمول في الثكنات لإحضار الجنود في الحال إذا ما دعت الحاجة. ويجب أن لا ينزلوا من ثكناتهم بالديس , إلا بأمر)(22).
(ممثلوا الجماهير ) في مواجهة السلطان
يستطرد راوية الحدث و "بطل" وقائعه , في رياح صباحه الدامي , قائلا: (.. وتجمعت الحشود في ميدان القصر, وحاول بعض الشباب الطائش أن يوقف سيارتي وأنا داخل إلى القصر. وأمرت السائق أن يندفع بينهم, فتفرقوا من طريق السيارة محطمين زجاج نوافذها أثناء تراجعهم. وصعدت إلى القصر, فوجدت السلطان والشيخ ناصر البطاطي والشيخ القدال, وثلاثة آخرين. وفي الحال جاء وفد . وكان السلطان الذي حنا ظهره الطويل مرض الروماتيزم والتهاب المفاصل جالسا فوق أريكته , وهو في منتهى الغضب. وعندما ظهر الوفد حملق فيهم السلطان . ولم يحدث من قبل أن وُوجِه بمعارضة مباشرة لأوامره . وجلسوا مقابلين له على الكراسي, وتكلم الناطق بأسمهم قائلا: "لقد جئنا نيابة عن الشعب لنقول لكم : أننا لا نريد سكرتير الدولة من غير الحضارم" فأجاب السلطان بجفاوة بأن هذا التعيين من اختصاصي وليس من شأن العامة, فهو الذي يدفع للوظيفة وليس هُم. وعندئذ قام الشيخ القدال وألقى خطبة رائعة وأنهاها بقوله : "لقد عرفتكم خلال الأربع عشرة سنة الماضية, وقمت بتعليم أولادكم , وعرفتموني كأحد أعضاء مجلسكم, ولم أسمع من قبل أحداً منكم يتكلم ضدي " . فشعروا بالإحراج والعصبية ثم تقدموا ليصافحوه , وقالوا: " سننزل إلى الجماهير ونخبرها بأننا نرغب في الاعتراف بك"(23) .
ويستدرك بوستيد , مواصلا روايته لوقائع الحدث ( .. إلا أنه في هذا الوقت كانت الأصوات العالية ترتفع فوق كل م
يدان القصر, وبدأت الحشود في تحطيم الزهريات والنوافذ في أسفل القصر. وسمعت طلقة, ورأيت الجنود يُغلبون من قبل الجماهير, الذين جردوهم من بنادقهم. وقد كان هناك ستة من الحرس فقط في النوبة. وقام الشيخ ناصر , وكان شخصا ضخما طوله أكثر من ستة أقدام, فنزل إليهم ليتناقش معهم في الأمر, فأُسكِت عن الكلام, واستقبلوه بسيل من الأحجار . وعندما سمعنا الأصوات الهادرة أطلعنا السلطان بسرعة إلى غرفته في الطابق الثاني من القصر, وأرسلُت شخصا ليتلفن إلى كنيدي كي يخبره بإحضار جيش المكلا النظامي في الحال. ونزل الوفد إلى الحشد فلم يستطيعوا أن ينطقوا ببنت شفة , وبدأتُ أسمع تحطيم الأبواب في الأسفل, وسرعان ما شاهدت المتظاهرين في بهو القصر , وبينما أنا أعبر الباب هاجمني صومالي بهراوة . وعندما كان يهوي بها عليَّ جُررت إلى الخلف, وأُغلق الباب بقوة من الخلف . وكان الذي قام بهذا العمل هو الشيخ ناصر. وأما هراوة الصومالي فقد دقت عطفة الباب, ولم أصب بأي سوء . وفي أسفل القصر كان هناك مزيد من الصراخ وتحطيم النوافذ والأبواب)(24)
.. وتخضب الميدان بالدماء
( .. ثم سمعت –والكلام موصولاً لبوستيد- وابلا من الرصاص في ميدان القصر, أعقبها في الحال صراخ وأنين , ثم تبع ذلك وابل , آخر من الرصاص, ونواح أكثر من الأنين والألم . لقد حضر جيش المكلا النظامي(25) تحت قيادة القائد بن صميدع , ووجد أبواب المدينة الحديدية(26) مغلقة في وجوههم . فلما رأى بن صميدع ذلك, وكان سريعا كالقط, قاد طابورا من فوق سور المستشارية(27) , فدخل ميدان المستشارية , ومن بابها دخل إلى ميدان القصر. وقام بصف جنوده في الطرف الشرقي من ميدان القصر, وأمرهم بالانبطاح . ثم صرخ للحشود بأن يتوقفوا , وما لم فسيطلق النار عليهم . وقد أطلق الوابل الأول من الرصاص فوق رؤوسهم . فصرخوا "هجوماً هجوماً على الجنود هجوماً . أنهم يساوون عشرين روبية فقط (مشيرين بذلك إلى رابتهم الشهري) , ثم تقدموا نحو جنود أبن صميدع. وأطلق النار مرة ثانية, وسدد الطلقات هذه المرة إلى صدور الجموع . فسقط ثمانية عشر قتيلا(28) , وجُرح سبعة وأربعون , فدارت الجموع و فرّت نحو البوابة , ومن بقيّ منهم في القصر ولى هاربا بأقصى سرعة ممكنة . واستمر السلطان, الذي كان يعبر عن عواطفه بالغضب, استمر السلطان يردد :" كلاب .. كلاب" . وعقدنا بعدئذ جلسة مع الشيخ القدال فقلت : " يجب أن نفرض منع التجول في الحال , وعلى جيش المكلا النظامي القيام بالدوريات في الشوارع " . وتم القبض على زعماء الحركة, وحوكموا من قبل محكمة خاصة مكونة من ثلاثة نواب (محافظين) وعضوين من المجلس . وقد أُدين حوالي سبعين شخصا , وحُكم عليهم بالسجن, وتراوحت فترات سجنهم بين ثلاث وخمس سنوات)(29)
ما بعد العاصفة
على الرغم من دموية الحدث, وكثرة ضحاياه , ومشروعية مطالبهم, إلا أنه لم يحظ بأي موقف (إدانة, شجب, استنكار, ....الخ) إزاء مرتكبيه , من قبل المنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية , القائمة حينذاك.
وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال : لماذا؟ يجيب عن السؤال "بطل" الحدث وراوية وقائعه , المعتمد/المستشار البريطاني هيوبوستيد , في رياح صباحه الدامي (.. بعثتُ برقية خاصة إلى حاكم عدن, وطلبت منه أن يتأكد بأن لا شيء ينشر في الصحف سوى الخبر الذي بعثت به إليه . وفعلا ظهرت ثلاثة أصدر فقط في جريدة التايمز . وبعد ثلاثة أسابيع من كل هذا نُصِبّ الشيخ قدال سكرتيراً /وزيراً جديداً للسلطنة) .
وقبل إجراءات ومراسيم التنصيب للسكرتير/الوزير الجديد , وربما بالتزامن معها , "قامت السلطات بمهاجمة مقر الحزب الوطني , وأغلقته, واعتقلت بعض قادته , وأودعتهم السجن , والبعض نُفيّ من البلاد في يناير 1951م"(30)
الحزب الوطني في ميزان التقييم
يقول المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف(31) في تقييمه لدور وأداء (الحزب الوطني القعيطي) : (تقتضينا شرعة الأنصاف, القول هنا أننا حينما نستعرض موقف زعماء الحزب الوطني , إلا نطعن في وطنيتهم , ولا في إخلاصهم لبلادهم , وسيعتبر توجيه اللوم إليهم, أو اتهامهم بالقصور, أو التقصير, ضرباً من الشطط والمزايدة الفجة) .
ويعلل بامطرف تقييمه هذا بالإشارة إلى أن (عهد زعماء الحزب الوطني , عهد المساومات السياسية على موائد المفاوضات, وعهد المطالب السلمية , بالمنظور الدستوري (خطوة .. خطوة) , وعلينا أن ندرك أن العهد الذي نشأ فيه الحزب الوطني , كان عهد جبروت وطغيان, وتفرد في الحُكم , وكانت المداراة والتحايل المستتر , والمناورة , أو ما يسمى حديثاً بالتكتيك , بعض الأسلحة لاحتواء عنجهية ذلك العهد وتوجيهه الوجهة الوطنية, بمفهوم ذلك الوقت . ونحن إذا نظرنا إلى ما كان يتمتع به زعماء الحزب الوطني من عدم الحنكة السياسية فلسوف نرى أن أية خطوة منهم للتدخل في شئون السلطان, تعتبر شجاعة فائقة ) .
كيف كنا؟
ويستطرد بامطرف في تقييمه ( .. لقد كنا في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات (من القرن العشرين) متأثرين سطحيا بالمتغير
.. وتخضب الميدان بالدماء
( .. ثم سمعت –والكلام موصولاً لبوستيد- وابلا من الرصاص في ميدان القصر, أعقبها في الحال صراخ وأنين , ثم تبع ذلك وابل , آخر من الرصاص, ونواح أكثر من الأنين والألم . لقد حضر جيش المكلا النظامي(25) تحت قيادة القائد بن صميدع , ووجد أبواب المدينة الحديدية(26) مغلقة في وجوههم . فلما رأى بن صميدع ذلك, وكان سريعا كالقط, قاد طابورا من فوق سور المستشارية(27) , فدخل ميدان المستشارية , ومن بابها دخل إلى ميدان القصر. وقام بصف جنوده في الطرف الشرقي من ميدان القصر, وأمرهم بالانبطاح . ثم صرخ للحشود بأن يتوقفوا , وما لم فسيطلق النار عليهم . وقد أطلق الوابل الأول من الرصاص فوق رؤوسهم . فصرخوا "هجوماً هجوماً على الجنود هجوماً . أنهم يساوون عشرين روبية فقط (مشيرين بذلك إلى رابتهم الشهري) , ثم تقدموا نحو جنود أبن صميدع. وأطلق النار مرة ثانية, وسدد الطلقات هذه المرة إلى صدور الجموع . فسقط ثمانية عشر قتيلا(28) , وجُرح سبعة وأربعون , فدارت الجموع و فرّت نحو البوابة , ومن بقيّ منهم في القصر ولى هاربا بأقصى سرعة ممكنة . واستمر السلطان, الذي كان يعبر عن عواطفه بالغضب, استمر السلطان يردد :" كلاب .. كلاب" . وعقدنا بعدئذ جلسة مع الشيخ القدال فقلت : " يجب أن نفرض منع التجول في الحال , وعلى جيش المكلا النظامي القيام بالدوريات في الشوارع " . وتم القبض على زعماء الحركة, وحوكموا من قبل محكمة خاصة مكونة من ثلاثة نواب (محافظين) وعضوين من المجلس . وقد أُدين حوالي سبعين شخصا , وحُكم عليهم بالسجن, وتراوحت فترات سجنهم بين ثلاث وخمس سنوات)(29)
ما بعد العاصفة
على الرغم من دموية الحدث, وكثرة ضحاياه , ومشروعية مطالبهم, إلا أنه لم يحظ بأي موقف (إدانة, شجب, استنكار, ....الخ) إزاء مرتكبيه , من قبل المنظمات والهيئات العربية والإقليمية والدولية , القائمة حينذاك.
وهنا يتبادر إلى الأذهان سؤال : لماذا؟ يجيب عن السؤال "بطل" الحدث وراوية وقائعه , المعتمد/المستشار البريطاني هيوبوستيد , في رياح صباحه الدامي (.. بعثتُ برقية خاصة إلى حاكم عدن, وطلبت منه أن يتأكد بأن لا شيء ينشر في الصحف سوى الخبر الذي بعثت به إليه . وفعلا ظهرت ثلاثة أصدر فقط في جريدة التايمز . وبعد ثلاثة أسابيع من كل هذا نُصِبّ الشيخ قدال سكرتيراً /وزيراً جديداً للسلطنة) .
وقبل إجراءات ومراسيم التنصيب للسكرتير/الوزير الجديد , وربما بالتزامن معها , "قامت السلطات بمهاجمة مقر الحزب الوطني , وأغلقته, واعتقلت بعض قادته , وأودعتهم السجن , والبعض نُفيّ من البلاد في يناير 1951م"(30)
الحزب الوطني في ميزان التقييم
يقول المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف(31) في تقييمه لدور وأداء (الحزب الوطني القعيطي) : (تقتضينا شرعة الأنصاف, القول هنا أننا حينما نستعرض موقف زعماء الحزب الوطني , إلا نطعن في وطنيتهم , ولا في إخلاصهم لبلادهم , وسيعتبر توجيه اللوم إليهم, أو اتهامهم بالقصور, أو التقصير, ضرباً من الشطط والمزايدة الفجة) .
ويعلل بامطرف تقييمه هذا بالإشارة إلى أن (عهد زعماء الحزب الوطني , عهد المساومات السياسية على موائد المفاوضات, وعهد المطالب السلمية , بالمنظور الدستوري (خطوة .. خطوة) , وعلينا أن ندرك أن العهد الذي نشأ فيه الحزب الوطني , كان عهد جبروت وطغيان, وتفرد في الحُكم , وكانت المداراة والتحايل المستتر , والمناورة , أو ما يسمى حديثاً بالتكتيك , بعض الأسلحة لاحتواء عنجهية ذلك العهد وتوجيهه الوجهة الوطنية, بمفهوم ذلك الوقت . ونحن إذا نظرنا إلى ما كان يتمتع به زعماء الحزب الوطني من عدم الحنكة السياسية فلسوف نرى أن أية خطوة منهم للتدخل في شئون السلطان, تعتبر شجاعة فائقة ) .
كيف كنا؟
ويستطرد بامطرف في تقييمه ( .. لقد كنا في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات (من القرن العشرين) متأثرين سطحيا بالمتغير
ات السياسية الجارية في بعض الأقطار العربية , وفي بعض الأقاليم الآسيوية, والأفريقية, القريبة منا , وكان النضال الوطني في تلك الأقطار مُتخذاً , من ناحية عامة , طابع التطور الدستوري, أو رفع التظلمات , أو التكالب على الوظائف الحكومية مع ارتداء لباس تجار السياسة )
ما الذي كان ينقصنا؟
وعن هذا السؤال يجيب المؤرخ بامطرف (كانت تنقصنا الثقافة السياسية المستنيرة , وكانت كل مناقشاتنا والآراء التي نحملها, أصداء لما كنا نسمعه, أو نقرأ عنه, مما كان يدور في الأقطار الأخرى. ولم يكن لدى الأغلبية الساحقة منا موقفاً محدداً , كانت لنا مواقف من قضايا معينة , ولكنها كانت مواقف زئبقية , أو كانت خفيفة الوزن , سرعان ما تعصف بها رياح التذبذب الفكري, ولم يكن لدينا خط سير واضح , أو نظرية محددة , وكنا نتوسم خيراً في الجميع, ونصيح خلف كل ناعق, بمعنى أننا لم نمتلك الأصالة, بل أننا كنا طفوليين في مقدماتنا التي نرتب عليها نتائج تفكيرنا)
ويؤكد بامطرف في سياق تقييمه ( أن حادثة القصر سوف تفيدنا فائدةً لا يُستهان بها , إذا ما نظرنا إليها على أنها قضية وطنية , جديرة بأن تمنحنا القدرة على النظر من خلالها إلى آفاق بعيدة , والتجول في تلك الآفاق) .
ويمضي في تقييمه (.. ومما بلغني أن أحدهم قال في المجلس الذي كان السلطان يقابل فيه أعضاء الحزب : "يا سلطان , أفهم أنك برجالك, وعشيرتك(32) , وخبرك وعلمك, لا تخليّ السُفل(33) يفرضون عليك سكرتير دولة حسب رغبتهم . اليوم بايفرضون السكرتير وبكره بايقولون لك أطلع من البلاد " كان لهذا الكلام أثره في تصلب موقف السلطان من مطالب الحزب الوطني , وهو على أيه حال صوت الحزازات الغائرة في نفوس قطاعات الشعب آنذاك )
ما ينبغي تعلمه من (مجزرة ) القصر
يقول المؤرخ بامطرف ( .. لن نكون مجازفين بالقول إذا ما رددنا هنا , أن الحوادث التاريخية قد علّمتنا, أن حادثة القصر , مثلها مثل العديد من حوادث التاريخ الهامة , سوف تُعاد روايتها , حديثاً وكاتبةً, وستستعاد على مر السنين, وعلى صور متعددة, مختلفة الأشكال والألوان, وبمنطلقات ومفاهيم مختلفة , تجاوباً مع فلسفات الرواة والكُتاب , أي كان حافزهم للتعليل أو التفسير أو التحليل . لكن شيئاً واحداً من خلال كل ما ذُكر من الملابسات التي أكتنفت حادثة القصر , لا ولن تستعصي على تحليل المؤرخ المُنصِف , الآن , وربما في المستقبل , ذلك الشيء هو أن الحادثة أماطت اللثام في حينه , عن كراهية للحكم الانجلوسلاطيني, كان مفعماً بها فؤاد الرجُل العادي , وأن احتدام تلك الكراهية بين ضلوعه , دفعت به للتعبير عن غضبه على السلطان القعيطي , ومستشاره البريطاني بطريقته الخاصة.
حادثة القصر .. لماذا لم تشكل إرهاصة ؟؟!!
السؤال الافتراضي منا , والإجابة عنه للأستاذ بامطرف ( لقد ظلت حادثة القصر, وقتاً طويلاً, تبحث عن أن تجعل من نفسها إرهاصة, لنضال وطني مكثف, ومستمر, في حضرموت , ولكن الدم المسفوك فيها , أبتلانا بغاشية لم نستطع نفسياً التخلص من آثارها , فالذين استنكروا حادثة القصر, من البرجوازيين, الكبار, والصغار , من ذوي النزعات الضيقة , قد أماتت في أنفسهم, وإلى درجة محسوسة, أساليب القمع والإرهاب التي استعملت في حادثة القصر , أماتت في أنفسهم مزايا التحرك السياسي المُنظم المرن , ولا يُنكر أنه قد كانت في البلاد فئة واعية , تعلم أن وجود الحكم الانجلوسلاطيني عار على حضرموت بأسرها , وأنه لا خلاص إلا بالقضاء عليه بالقوة , لكن أولئك انطووا على أنفسهم بعد الحادثة, وانعزلوا عن الشعب وحاجاته اليومية , ولم يستطع أحد منهم, توجيه مظاهر السخط العفوية, لصالح النضال الجماهيري, ضد الاستعمار والرجعية . لقد أظهرت لهم الحادثة أن النضال السياسي, تواكبه تضحية دموية, لم تخطر لهم على بال, من قبل .
ثم أن انخراط الشباب المثقفين في الوظائف الحكومية بحضرموت , وكنتُ أنا أحدهم , وكانت ولا تزال ثقافتي محدودة جداً , أُحيط حتى نشاطهم الثقافي بالكثير من الريبة الشعبية في نواياهم , وعدّ الناس حركتهم الثقافية صورة من صور الضغط على الحكومة لزيادة مرتباتهم لا أقل ولا أكثر).
شيءُ عن دور الصحافة
وفي تقييمه لتعاطي الصحافة المحلية مع الحادثة , يقول ( .. وإذا كان هناك ما ينبغي أن يُشاد به هنا , فإن الواجب يُحتمُ عليّ, أن أُشيد بموقف الصحف المحلية, التي كانت سيارة في الخمسينيات , والنصف الأول من الستينيات , وفي مقدمتها صحيفة (الطليعة) التي كان يحررها الأستاذ أحمد عوض باوزير, تلك الصحف رغم إمكانياتها الضعيفة, والقيود المفروضة عليها من حكومات العهد البائد , قد جعلت من نفسها منبراً عالياً لإبقاء شعلة الشعور الوطني , مُتقدة , وكانت أكثر الوسائل فعالية في تشييع ومناصرة الحركات الطلابية الوطنية , فيما بعد ).
وعودُ على بدء , يقول ( أن عدم استفادتنا من حادثة القصر بجعلها إرهاصة وطنية , يعود إلى أسباب ذاتية وموضوعية كثيرة , ولكن واحداً من تلك الأسباب كان في غاية ا
ما الذي كان ينقصنا؟
وعن هذا السؤال يجيب المؤرخ بامطرف (كانت تنقصنا الثقافة السياسية المستنيرة , وكانت كل مناقشاتنا والآراء التي نحملها, أصداء لما كنا نسمعه, أو نقرأ عنه, مما كان يدور في الأقطار الأخرى. ولم يكن لدى الأغلبية الساحقة منا موقفاً محدداً , كانت لنا مواقف من قضايا معينة , ولكنها كانت مواقف زئبقية , أو كانت خفيفة الوزن , سرعان ما تعصف بها رياح التذبذب الفكري, ولم يكن لدينا خط سير واضح , أو نظرية محددة , وكنا نتوسم خيراً في الجميع, ونصيح خلف كل ناعق, بمعنى أننا لم نمتلك الأصالة, بل أننا كنا طفوليين في مقدماتنا التي نرتب عليها نتائج تفكيرنا)
ويؤكد بامطرف في سياق تقييمه ( أن حادثة القصر سوف تفيدنا فائدةً لا يُستهان بها , إذا ما نظرنا إليها على أنها قضية وطنية , جديرة بأن تمنحنا القدرة على النظر من خلالها إلى آفاق بعيدة , والتجول في تلك الآفاق) .
ويمضي في تقييمه (.. ومما بلغني أن أحدهم قال في المجلس الذي كان السلطان يقابل فيه أعضاء الحزب : "يا سلطان , أفهم أنك برجالك, وعشيرتك(32) , وخبرك وعلمك, لا تخليّ السُفل(33) يفرضون عليك سكرتير دولة حسب رغبتهم . اليوم بايفرضون السكرتير وبكره بايقولون لك أطلع من البلاد " كان لهذا الكلام أثره في تصلب موقف السلطان من مطالب الحزب الوطني , وهو على أيه حال صوت الحزازات الغائرة في نفوس قطاعات الشعب آنذاك )
ما ينبغي تعلمه من (مجزرة ) القصر
يقول المؤرخ بامطرف ( .. لن نكون مجازفين بالقول إذا ما رددنا هنا , أن الحوادث التاريخية قد علّمتنا, أن حادثة القصر , مثلها مثل العديد من حوادث التاريخ الهامة , سوف تُعاد روايتها , حديثاً وكاتبةً, وستستعاد على مر السنين, وعلى صور متعددة, مختلفة الأشكال والألوان, وبمنطلقات ومفاهيم مختلفة , تجاوباً مع فلسفات الرواة والكُتاب , أي كان حافزهم للتعليل أو التفسير أو التحليل . لكن شيئاً واحداً من خلال كل ما ذُكر من الملابسات التي أكتنفت حادثة القصر , لا ولن تستعصي على تحليل المؤرخ المُنصِف , الآن , وربما في المستقبل , ذلك الشيء هو أن الحادثة أماطت اللثام في حينه , عن كراهية للحكم الانجلوسلاطيني, كان مفعماً بها فؤاد الرجُل العادي , وأن احتدام تلك الكراهية بين ضلوعه , دفعت به للتعبير عن غضبه على السلطان القعيطي , ومستشاره البريطاني بطريقته الخاصة.
حادثة القصر .. لماذا لم تشكل إرهاصة ؟؟!!
السؤال الافتراضي منا , والإجابة عنه للأستاذ بامطرف ( لقد ظلت حادثة القصر, وقتاً طويلاً, تبحث عن أن تجعل من نفسها إرهاصة, لنضال وطني مكثف, ومستمر, في حضرموت , ولكن الدم المسفوك فيها , أبتلانا بغاشية لم نستطع نفسياً التخلص من آثارها , فالذين استنكروا حادثة القصر, من البرجوازيين, الكبار, والصغار , من ذوي النزعات الضيقة , قد أماتت في أنفسهم, وإلى درجة محسوسة, أساليب القمع والإرهاب التي استعملت في حادثة القصر , أماتت في أنفسهم مزايا التحرك السياسي المُنظم المرن , ولا يُنكر أنه قد كانت في البلاد فئة واعية , تعلم أن وجود الحكم الانجلوسلاطيني عار على حضرموت بأسرها , وأنه لا خلاص إلا بالقضاء عليه بالقوة , لكن أولئك انطووا على أنفسهم بعد الحادثة, وانعزلوا عن الشعب وحاجاته اليومية , ولم يستطع أحد منهم, توجيه مظاهر السخط العفوية, لصالح النضال الجماهيري, ضد الاستعمار والرجعية . لقد أظهرت لهم الحادثة أن النضال السياسي, تواكبه تضحية دموية, لم تخطر لهم على بال, من قبل .
ثم أن انخراط الشباب المثقفين في الوظائف الحكومية بحضرموت , وكنتُ أنا أحدهم , وكانت ولا تزال ثقافتي محدودة جداً , أُحيط حتى نشاطهم الثقافي بالكثير من الريبة الشعبية في نواياهم , وعدّ الناس حركتهم الثقافية صورة من صور الضغط على الحكومة لزيادة مرتباتهم لا أقل ولا أكثر).
شيءُ عن دور الصحافة
وفي تقييمه لتعاطي الصحافة المحلية مع الحادثة , يقول ( .. وإذا كان هناك ما ينبغي أن يُشاد به هنا , فإن الواجب يُحتمُ عليّ, أن أُشيد بموقف الصحف المحلية, التي كانت سيارة في الخمسينيات , والنصف الأول من الستينيات , وفي مقدمتها صحيفة (الطليعة) التي كان يحررها الأستاذ أحمد عوض باوزير, تلك الصحف رغم إمكانياتها الضعيفة, والقيود المفروضة عليها من حكومات العهد البائد , قد جعلت من نفسها منبراً عالياً لإبقاء شعلة الشعور الوطني , مُتقدة , وكانت أكثر الوسائل فعالية في تشييع ومناصرة الحركات الطلابية الوطنية , فيما بعد ).
وعودُ على بدء , يقول ( أن عدم استفادتنا من حادثة القصر بجعلها إرهاصة وطنية , يعود إلى أسباب ذاتية وموضوعية كثيرة , ولكن واحداً من تلك الأسباب كان في غاية ا
لخطورة , ذلك السبب الأكبر, كان خلف كل فتور في الحركة الوطنية في حضرموت , وهو أننا كنا شعباً متنافر الأهواء والهويات , متناحر الأغراض والمقاصد . لقد كنا في حضرموت, شعباً ممزق الأوصال, إلى طبقات مغلقة, كالطبقات الهندوكية سواء بسواء. وكان أول من أعلن سخطه على تلك التجزئة , هو الشاعر الشعبي الكبير المعلم عبدالحق , المتوفى عام 1872م , في قوله في قصيدة طويلة لهُ :
لو كلْ يدْ , قبضِتْ , عا الخير, ما جانا السقمْ
ولا بقىْ مسكينْ في ذي الأرضْ يقتلُهُ العدمْ
لكنْ ذا سيدْ, وذا شيخْ , وذا جدُه الحكمْ
وذا قرويْ عا المراوضْ دوب ما يجر النسمْ
وذا عَبرْ عُمرهْ يرونُهْ رِجسْ من جيزْ الخدمْ
إلى قوله:
نحنّا الظلّمْ في توجهنا, واللهْ أنْ نحنا الظّلمْ
لذا السببْ جتنا المذَلِهْ والرثَاثِهْ والبكَمْ
خلاصة هذه الأبيات على ما فيها من وضوح, أننا لم نكن منسجمين في بلادنا , ولم نهتم بخلق حياة مشتركة سعيدة بيننا) .
شهداء الانتفاضة وضحاياها
مما لا شك فيه - وكما أوردنا على الصفحات السابقة- فإن التفاوت بين المصادر التي تناولت الحادثة –على محدوديتها- لجهة عدد الشهداء والجرحي, ويمكننا أن نعزو ذلك إلى:
1. إن النظام السلاطيني, ودار الاستشارة البريطانية , قد أحاطا الحادثة بتعتيم إعلامي, شهد عليه , بوستيد نفسه
2. إن الطرف الذي كان يمكن له الاضطلاع بحصر أعداد الشهداء والجرحى وجمع قاعدة معلوماتية مرجعية عنهم في سجلاته, وأعني هنا (الحزب الوطني ) , قد أربكته حركة الجماهير, وتجاوزت مطالبها حساباته, كما أصابته نتائج رد الفعل, بالذهول من هول الفاجعة, فضلا عما أُنزل به وبقيادته من تنكيل.
3. أنه من الطبيعي في ظل حملة الاعتقالات والمداهمات التي أعقبت الحادثة وطالت أعداد غير قليلة من المشاركين , ألا يؤتى بالضحايا للمستشفى خشية التعرف على هوياتهم فيطال رد فعل السلطة ذويهم أو من له صلة بهم, وإلا لامكن العودة لسجلات المستشفى أو المستوصفات للتعرف على أسماء وهويات الضحايا.
4. أن جُلًّ مؤرخينا وباحثينا جبلوا على إلا يؤرخوا أو يدونوا , عدا سير الحُكام , والأنظمة والقادة, وقلّما استلفتت أقلامهم , وأسترعت اهتماماتهم الحركات والانتفاضات والتمردات لغمار الناس وبسطاء المجتمع.
5. إن المشاركة في الانتفاضة لم تقتصر على المواطنين من مدينة المكلا –فحسب- ولكن , وبشهادة مُعمرين عرفنّاهم عاصروا الحدث وبعضهم كان من المشاركين فيه, فقد شارك إلى جانبهم أخوان لهم من الشقاة الذين يقدمون من ضواحي المدينة, مع خيوط شمس الصباح, الأولى , ويغادرونها إلى مناطقهم مع غروبها, أو عند دنوها للغروب.
كذلك كانت هناك مشاركة لأبناء واديي حجر, وحضرموت (الوادي) القادمين للمكلا تحت وطأة كارثة المجاعة التي حلت بحضرموت عامي 1943/1944م, نتيجة ما حلّ بمناطقهم من جفاف, وقلة المؤن الغذائية وغلاء الأسعار, زِد على هذا توقف تحويلات المهاجرين "الحضارم" في الشرق الأقصى , بسبب الغزو الياباني , وقد استطاب الكثير منهم العيش بالمكلا والإقامة الدائمة بها, وأصبح له فيها ذرية من أبناء وأحفاد, وأزعم أن للأخيرين (الأبناء والأحفاد) أجداد تركت الحادثة أوسمة ونياشين من جراح على أجسادهم , فيما البعض منهم (ماتوا غرباء) في ذلك العهد الغرائبي, مع الاعتذار للرائع الجميل, محمد عبدالولي, صاحب رائعة (يموتون غرباء).
وفي كل الأحوال , ومما تأتى لنا الاطلاع عليه من مراجع , وهي , جد ضئيلة محدودة, فأننا قد وقفنا على أسماء ومعلومات مبتسرة عن أثني عشر شهيدا ممن شاركوا في الانتفاضة, وحصد رصاص جيش النظام , الإنجلوسلاطيني أرواحهم, وذلك العدد الذي تيسّر لنا الوقوف عليه, على ضآلته , إلا أنه دال, من خلال أسماء أصحابه, ومواطنهم الجغرافية, والحرف أو المهن التي كانوا يعتاشون منها, دال على البقية , التي لا زالت حتى الآن, وعلى الرغم من انقضاء (62) عاما, في عامنا هذا (2012م) على الحادثة/ الانتفاضة, خارج نطاق اهتمامات, منظمة مناضلي الثورة وشهداءها , وكذا المؤسسات والهيئات البحثية والتوثيقية المنبثة في أرجاء اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
ومن قراءتنا أو تفكيرنا بصوت مسموع في الأسماء التي سبقت الإشارة إليها أمكننا الخلوص إلى:
1. إن أعمار المشاركين, ومن بينهم الضحايا تتراوح ما بين الـ 40 و الـ25 عاما يعني في ريعان الشباب وعنفوانه, ومع ذلك استرخصوا المُهج, واقبلوا على التضحية, إقبال الربيع الطلق, وفي بشاشته , وكأني بلسان حالهم يومذاك, ترجمانه, ما يلهج به الكورال في (كأسك يا وطن) , وهو ينشد بفرح شفيف, مترع بشجن جميل نبيل:
بكتب أسمك يا بلادي عا الشمس الما باتغيب
لا مالي .. ولا أولادي غيرك ما لي حبيب
2. إن السواد الأعظم من المشاركين , هم من المعدمين الفقراء, الشقاة المعتاشين من مهن وحِرف توفر لهم قوت يومهم, ومن البدهي أن يقع مثل هؤلاء بين براثن الأمية الأبجدية , ناهيك عن الأمية الثقافية,
لو كلْ يدْ , قبضِتْ , عا الخير, ما جانا السقمْ
ولا بقىْ مسكينْ في ذي الأرضْ يقتلُهُ العدمْ
لكنْ ذا سيدْ, وذا شيخْ , وذا جدُه الحكمْ
وذا قرويْ عا المراوضْ دوب ما يجر النسمْ
وذا عَبرْ عُمرهْ يرونُهْ رِجسْ من جيزْ الخدمْ
إلى قوله:
نحنّا الظلّمْ في توجهنا, واللهْ أنْ نحنا الظّلمْ
لذا السببْ جتنا المذَلِهْ والرثَاثِهْ والبكَمْ
خلاصة هذه الأبيات على ما فيها من وضوح, أننا لم نكن منسجمين في بلادنا , ولم نهتم بخلق حياة مشتركة سعيدة بيننا) .
شهداء الانتفاضة وضحاياها
مما لا شك فيه - وكما أوردنا على الصفحات السابقة- فإن التفاوت بين المصادر التي تناولت الحادثة –على محدوديتها- لجهة عدد الشهداء والجرحي, ويمكننا أن نعزو ذلك إلى:
1. إن النظام السلاطيني, ودار الاستشارة البريطانية , قد أحاطا الحادثة بتعتيم إعلامي, شهد عليه , بوستيد نفسه
2. إن الطرف الذي كان يمكن له الاضطلاع بحصر أعداد الشهداء والجرحى وجمع قاعدة معلوماتية مرجعية عنهم في سجلاته, وأعني هنا (الحزب الوطني ) , قد أربكته حركة الجماهير, وتجاوزت مطالبها حساباته, كما أصابته نتائج رد الفعل, بالذهول من هول الفاجعة, فضلا عما أُنزل به وبقيادته من تنكيل.
3. أنه من الطبيعي في ظل حملة الاعتقالات والمداهمات التي أعقبت الحادثة وطالت أعداد غير قليلة من المشاركين , ألا يؤتى بالضحايا للمستشفى خشية التعرف على هوياتهم فيطال رد فعل السلطة ذويهم أو من له صلة بهم, وإلا لامكن العودة لسجلات المستشفى أو المستوصفات للتعرف على أسماء وهويات الضحايا.
4. أن جُلًّ مؤرخينا وباحثينا جبلوا على إلا يؤرخوا أو يدونوا , عدا سير الحُكام , والأنظمة والقادة, وقلّما استلفتت أقلامهم , وأسترعت اهتماماتهم الحركات والانتفاضات والتمردات لغمار الناس وبسطاء المجتمع.
5. إن المشاركة في الانتفاضة لم تقتصر على المواطنين من مدينة المكلا –فحسب- ولكن , وبشهادة مُعمرين عرفنّاهم عاصروا الحدث وبعضهم كان من المشاركين فيه, فقد شارك إلى جانبهم أخوان لهم من الشقاة الذين يقدمون من ضواحي المدينة, مع خيوط شمس الصباح, الأولى , ويغادرونها إلى مناطقهم مع غروبها, أو عند دنوها للغروب.
كذلك كانت هناك مشاركة لأبناء واديي حجر, وحضرموت (الوادي) القادمين للمكلا تحت وطأة كارثة المجاعة التي حلت بحضرموت عامي 1943/1944م, نتيجة ما حلّ بمناطقهم من جفاف, وقلة المؤن الغذائية وغلاء الأسعار, زِد على هذا توقف تحويلات المهاجرين "الحضارم" في الشرق الأقصى , بسبب الغزو الياباني , وقد استطاب الكثير منهم العيش بالمكلا والإقامة الدائمة بها, وأصبح له فيها ذرية من أبناء وأحفاد, وأزعم أن للأخيرين (الأبناء والأحفاد) أجداد تركت الحادثة أوسمة ونياشين من جراح على أجسادهم , فيما البعض منهم (ماتوا غرباء) في ذلك العهد الغرائبي, مع الاعتذار للرائع الجميل, محمد عبدالولي, صاحب رائعة (يموتون غرباء).
وفي كل الأحوال , ومما تأتى لنا الاطلاع عليه من مراجع , وهي , جد ضئيلة محدودة, فأننا قد وقفنا على أسماء ومعلومات مبتسرة عن أثني عشر شهيدا ممن شاركوا في الانتفاضة, وحصد رصاص جيش النظام , الإنجلوسلاطيني أرواحهم, وذلك العدد الذي تيسّر لنا الوقوف عليه, على ضآلته , إلا أنه دال, من خلال أسماء أصحابه, ومواطنهم الجغرافية, والحرف أو المهن التي كانوا يعتاشون منها, دال على البقية , التي لا زالت حتى الآن, وعلى الرغم من انقضاء (62) عاما, في عامنا هذا (2012م) على الحادثة/ الانتفاضة, خارج نطاق اهتمامات, منظمة مناضلي الثورة وشهداءها , وكذا المؤسسات والهيئات البحثية والتوثيقية المنبثة في أرجاء اليمن من أقصاه إلى أقصاه.
ومن قراءتنا أو تفكيرنا بصوت مسموع في الأسماء التي سبقت الإشارة إليها أمكننا الخلوص إلى:
1. إن أعمار المشاركين, ومن بينهم الضحايا تتراوح ما بين الـ 40 و الـ25 عاما يعني في ريعان الشباب وعنفوانه, ومع ذلك استرخصوا المُهج, واقبلوا على التضحية, إقبال الربيع الطلق, وفي بشاشته , وكأني بلسان حالهم يومذاك, ترجمانه, ما يلهج به الكورال في (كأسك يا وطن) , وهو ينشد بفرح شفيف, مترع بشجن جميل نبيل:
بكتب أسمك يا بلادي عا الشمس الما باتغيب
لا مالي .. ولا أولادي غيرك ما لي حبيب
2. إن السواد الأعظم من المشاركين , هم من المعدمين الفقراء, الشقاة المعتاشين من مهن وحِرف توفر لهم قوت يومهم, ومن البدهي أن يقع مثل هؤلاء بين براثن الأمية الأبجدية , ناهيك عن الأمية الثقافية,
وبالتالي يصبح من الطبيعي أن يكونوا أكثر استشعارا من غيرهم لمرارات واقعهم, ويحلمون بتغيير ذلك الواقع, ولو بالاندفاع العفوي اللامنظم خلف كل داعٍ, وفي كل سانحة , ومع تيار كل موجة يرون فيها ضالتهم المنشودة , وعند شهداء الحادثة /الانتفاضة/ المجزرة بقية الحكاية.
- حسن سعيد حاتم , في أسرة فقيرة, فتح عينية على الدنيا في العام 1912م , أندفع أو دفعت به أسرته الفقيرة لميدان العمل في بواكير سنين عمُره, فعمل بمحل لغسيل الملابس وكيها, ليحمل بعد ذلك عصا ترحاله وسفره , ويحط رحاله في عدن, ومنها إلى المملكة العربية السعودية التي إعاده منها تشوقه لمراتع صباه, ومدارج طفولته (المكلا) في العام 1950م, إذ أنه في أوبته هذه ودّع حياة العزوبية , ودخل عش الزوجية الذي ما لبث بعد (20) يوما أن أُنتزع منه , ليمضي إلى باريه, في سفر لا عودة منه, وقد أغمض إغماضته الأخيرة, وعلى رأي الروائي الليبي, إبراهيم الكوني, في روايته أو رائعته –سيان- (التبر) فـ"أن الله لا يحب إلا المعذبين, والمبتلين من العباد , بل هو –جل جلاله- لا يبتلي إلا من أحب" .
- محفوظ سالم بامحيسون , أحسب أنه من أهالي (روكب) , وكان مجيئه لدنيانا في العام 1914م, بدأ مشواره في معترك الحياة , صيادا , ثم عمل بعد ذلك في حانوت صغير لبيع الحبوب (الذرة والقمح) , يشهد له معاصروه بـ" الوطنية المفرطة" , وبالمساهمة في دعم (الحزب الوطني القعيطي) , دون أن يجازفوا بتأكيد انتماءه للحزب , من عدمه .
- صالح عوض مخيَّر, في وسط أسري فقير كان ميلاده بمنطقة (القارة) في غيل باوزير , قذفته وطأة أعباء الحياة لساح العمل في سن مبكرة , فتقاذفته أعمال ومهن , حيث بدأ حياته شيّالا بمسقط رأسه . ليرحل منه بعد ذلك إلى بلدة (فوه) التي ما لبث أن غادرها هي الأخرى , إلى المكلا ليعمل فيها –بداية- بإحدى معاصر السمسم , في (الشرج) حي العمال -حاليا- ومن ثمَّ (سقَّا) لبعض البيوت . وفي اليوم المشئوم لهجت الألسن في المدينة (السقَّا مات) دون أن يودع زوجته الفاضلة مكسورة الجناح وأربعه أطفال طريي العود , لا يدرون أين غاب "كبيرهم" , وما الذي غيّبه عن أبصارهم التي كانت تكتحل بمرآه صباح مساء.
- سعيد علي باني , في عائلة مكلاوية فقيرة كان ميلاده , في العام 1915م , وهو من عمال الشحن (شيّالا)
- صالح سالم بانوبي , بالمكلا كان مجيئه للدنيا في العام 1922م . ومثل أنداده من الصيادين وشرائح المجتمع الفقيرة وقع في "شراك" الأمية , ويبدو مما هو مشهود ملموح, أنه لم يغمض إغماضته الأخيرة , إلا بعد أن ورّث جينات مهنته (ركوب البحر وعشق صيد أسماكه) لأبناء وأحفاد من بعده ما زال منهم من يعيش بين ظهرانينا إلى يومنا هذا.
- علي محمد رجرج , في أسرة فقيرة وُلِد في العام 1912م , وكان من صاغه الفضة بالمكلا .
هؤلاء هم ستة من الشهداء وما تسنى لنا الاهتداء إليه عنهم من معلومات لا بأس بها غير أنهم أفضل حالا من وجهة معلوماتية مقارنة بالشهداء الذين سنأتي على ذكرهم :
- محفوظ بن سنكر , من مواليد المكلا (برع السدة) حي السلام حاليا
- خميس سالم بهيلول , استشهد عن (25) عاما
- احمد عمر دعكيك , عامل
- منصور سعد
- بن كليب
- وسالم محمد سهيل , عامل , من مواطني (الحارة) حي الصيادين بالمكلا
وقد زاملنا نجله الوحيد (عبدالرحمن) مهندس الصوت في إذاعة المكلا حتى تقاعده قبل أعوام, وقد عُرف كمنلوجست , مضحكاتي, صاحب نكته في سبعينيات القرن الميلادي الماضي, مثلما عرفناه متندرا على شحُه وتقتيره , فضلا عن جأره بشكواه المُزمنة –حتى لطوب الأرض- من (ضآلة) مبلغ الإعانة الشهرية الذي كان يُمنح له من (صندوق خيرية حضرموت) أكراما للوالد الشهيد , وتكريما لتضحيته , على اعتبار أن الابن الذي أصبح في العقد الأربعيني حينذاك , وقد عمل وله دخل شهري ثابت , وزوجه فاضلة ما زال قاصرا لا عائل له , وأن أرملة الأب الشهيد ما تزال على قيد الحياة لم تنتقل إلى باريها بعد . فيما الشق الثاني من الشكوى السهيلية المزمنة فنوجزها وبحسب تعبيره في أن تكريم (الحزب) لوالده وقف عند تخوم الإعانة الشهرية , وإطلاق أسم الأب الشهيد , على وحدة سكنية (حارة) من وحدات (حارات) حي الصيادين بالمكلا .
ولا أحسبه الآن , وبعد فوات الأوان إلا يعض أصابع الندم , ضاربا أخماسا في أسداس, لاهجا , مرددا في سره :
رُبً يوم بكيت فيه فلما صرتُ في غيره بكيتُ عليه
إذ جاءت الوحدة , وبمجيئها ما عاد من أسم لوالده الشهيد وأشباهه , يطلق على وحدة (حارة) سكنية , ولا حتى على كشك من أكشاك بيع الروتي والرغيف والكيك التابعة للمؤسسة متعددة الأغراض إياها .
وجاء (الخنبشي) وبالأحرى جيء به , فكان باكورة "إنجازاته" و "أهمها" إغلاقه بالضبة والمفتاح , لصندوق خيرية حضرموت , بعد أن كان ملاذاً وستراً وغطاء للفقراء والمعوزين, لليتامى والأرامل , للمرضى ولمن وافاه الأجل غريبا أو مجهولاً أو من تقطّعت به
- حسن سعيد حاتم , في أسرة فقيرة, فتح عينية على الدنيا في العام 1912م , أندفع أو دفعت به أسرته الفقيرة لميدان العمل في بواكير سنين عمُره, فعمل بمحل لغسيل الملابس وكيها, ليحمل بعد ذلك عصا ترحاله وسفره , ويحط رحاله في عدن, ومنها إلى المملكة العربية السعودية التي إعاده منها تشوقه لمراتع صباه, ومدارج طفولته (المكلا) في العام 1950م, إذ أنه في أوبته هذه ودّع حياة العزوبية , ودخل عش الزوجية الذي ما لبث بعد (20) يوما أن أُنتزع منه , ليمضي إلى باريه, في سفر لا عودة منه, وقد أغمض إغماضته الأخيرة, وعلى رأي الروائي الليبي, إبراهيم الكوني, في روايته أو رائعته –سيان- (التبر) فـ"أن الله لا يحب إلا المعذبين, والمبتلين من العباد , بل هو –جل جلاله- لا يبتلي إلا من أحب" .
- محفوظ سالم بامحيسون , أحسب أنه من أهالي (روكب) , وكان مجيئه لدنيانا في العام 1914م, بدأ مشواره في معترك الحياة , صيادا , ثم عمل بعد ذلك في حانوت صغير لبيع الحبوب (الذرة والقمح) , يشهد له معاصروه بـ" الوطنية المفرطة" , وبالمساهمة في دعم (الحزب الوطني القعيطي) , دون أن يجازفوا بتأكيد انتماءه للحزب , من عدمه .
- صالح عوض مخيَّر, في وسط أسري فقير كان ميلاده بمنطقة (القارة) في غيل باوزير , قذفته وطأة أعباء الحياة لساح العمل في سن مبكرة , فتقاذفته أعمال ومهن , حيث بدأ حياته شيّالا بمسقط رأسه . ليرحل منه بعد ذلك إلى بلدة (فوه) التي ما لبث أن غادرها هي الأخرى , إلى المكلا ليعمل فيها –بداية- بإحدى معاصر السمسم , في (الشرج) حي العمال -حاليا- ومن ثمَّ (سقَّا) لبعض البيوت . وفي اليوم المشئوم لهجت الألسن في المدينة (السقَّا مات) دون أن يودع زوجته الفاضلة مكسورة الجناح وأربعه أطفال طريي العود , لا يدرون أين غاب "كبيرهم" , وما الذي غيّبه عن أبصارهم التي كانت تكتحل بمرآه صباح مساء.
- سعيد علي باني , في عائلة مكلاوية فقيرة كان ميلاده , في العام 1915م , وهو من عمال الشحن (شيّالا)
- صالح سالم بانوبي , بالمكلا كان مجيئه للدنيا في العام 1922م . ومثل أنداده من الصيادين وشرائح المجتمع الفقيرة وقع في "شراك" الأمية , ويبدو مما هو مشهود ملموح, أنه لم يغمض إغماضته الأخيرة , إلا بعد أن ورّث جينات مهنته (ركوب البحر وعشق صيد أسماكه) لأبناء وأحفاد من بعده ما زال منهم من يعيش بين ظهرانينا إلى يومنا هذا.
- علي محمد رجرج , في أسرة فقيرة وُلِد في العام 1912م , وكان من صاغه الفضة بالمكلا .
هؤلاء هم ستة من الشهداء وما تسنى لنا الاهتداء إليه عنهم من معلومات لا بأس بها غير أنهم أفضل حالا من وجهة معلوماتية مقارنة بالشهداء الذين سنأتي على ذكرهم :
- محفوظ بن سنكر , من مواليد المكلا (برع السدة) حي السلام حاليا
- خميس سالم بهيلول , استشهد عن (25) عاما
- احمد عمر دعكيك , عامل
- منصور سعد
- بن كليب
- وسالم محمد سهيل , عامل , من مواطني (الحارة) حي الصيادين بالمكلا
وقد زاملنا نجله الوحيد (عبدالرحمن) مهندس الصوت في إذاعة المكلا حتى تقاعده قبل أعوام, وقد عُرف كمنلوجست , مضحكاتي, صاحب نكته في سبعينيات القرن الميلادي الماضي, مثلما عرفناه متندرا على شحُه وتقتيره , فضلا عن جأره بشكواه المُزمنة –حتى لطوب الأرض- من (ضآلة) مبلغ الإعانة الشهرية الذي كان يُمنح له من (صندوق خيرية حضرموت) أكراما للوالد الشهيد , وتكريما لتضحيته , على اعتبار أن الابن الذي أصبح في العقد الأربعيني حينذاك , وقد عمل وله دخل شهري ثابت , وزوجه فاضلة ما زال قاصرا لا عائل له , وأن أرملة الأب الشهيد ما تزال على قيد الحياة لم تنتقل إلى باريها بعد . فيما الشق الثاني من الشكوى السهيلية المزمنة فنوجزها وبحسب تعبيره في أن تكريم (الحزب) لوالده وقف عند تخوم الإعانة الشهرية , وإطلاق أسم الأب الشهيد , على وحدة سكنية (حارة) من وحدات (حارات) حي الصيادين بالمكلا .
ولا أحسبه الآن , وبعد فوات الأوان إلا يعض أصابع الندم , ضاربا أخماسا في أسداس, لاهجا , مرددا في سره :
رُبً يوم بكيت فيه فلما صرتُ في غيره بكيتُ عليه
إذ جاءت الوحدة , وبمجيئها ما عاد من أسم لوالده الشهيد وأشباهه , يطلق على وحدة (حارة) سكنية , ولا حتى على كشك من أكشاك بيع الروتي والرغيف والكيك التابعة للمؤسسة متعددة الأغراض إياها .
وجاء (الخنبشي) وبالأحرى جيء به , فكان باكورة "إنجازاته" و "أهمها" إغلاقه بالضبة والمفتاح , لصندوق خيرية حضرموت , بعد أن كان ملاذاً وستراً وغطاء للفقراء والمعوزين, لليتامى والأرامل , للمرضى ولمن وافاه الأجل غريبا أو مجهولاً أو من تقطّعت به
سُبل السفر, ليس من أبناء حضرموت فحسب وإنما لكل من لاذ به والتجأ إليه من أبناء المحافظات الأخرى . فقد أسسه (القعيطي) في أربعينيات القرن الميلادي الماضي وحافظت (الجبهة القومية) على تجربته , ومأسسهُ (الاشتراكي) , وأبقاه وزاد في موارده , طيبين الذِكر (الخولاني , هلال, هاجر) .
أما (الخنبشي) فأغلقه خشيه أن يُذكِرُه بـ(النجمة) و (الأيام الحُمر) , في عهد تسيد (الخيل) , و والإنحياز للأيام (الزُرق) , مع الاعتذار لكبيرنا البردوني , صاحب (السفر للأيام الخضر).
انتفاضة القصر .. ما بعد الوحدة
إذا كانت الحادثة قد أحيطت بالكتمان والتعتيم الإعلامي عند وقوعها , غير أنها بعد ذلك بنحو ربع قرن من الزمان, عادت ما بعد استقلال ما كان يعرف بالشطر الجنوبي من اليمن , في الثلاثين من نوفمبر 1969م لتنتصب شامخة تحت الشمس, ويحتفل بها في الـ25 من ديسمبر من كل عام في محافظة حضرموت عموما , وعلى مستوى مديرية المكلا خاصة, بتنظيم محاضرات , وندوات تُستعاد فيها ومن خلالها قراءة الحادثة وما يمكن استلهامه من عظات وعبر منها, كما تنظم أمسيات وصباحيات شعرية وأدبية , وألعاب شعبية, وتعد حولها البرامج الإذاعية , وتدبج المقالات والتناولات الصحفية, وكل هذا وسواه , مناسبة ومظاهر , أصبح ما بعد وحدة 22 مايو 1990م, ليس إحياءه وتطويره والتعريف به , ولكن مجرد الحديث عنه, ينظر إليه وكأنه "رجس" من بقايا عهد التشطير ونبش في ذاكرة الانفصال .
وهكذا كان مآل كل المناسبات الجليلة الجميلة التي كان يُحتفى بذكراها في الجنوب اليمني , ما قبل الوحدة, فحتى لا يأخذ أبناء وأحفاد حكام السلطنات والأمارات والمشيخات , على خواطرهم, ولا يزعل منا الأصدقاء البريطانيين, وأبناء وأحفاد, انجرامس , وهينس, وبوستيد , أهِلنا التراب على إحياء مناسبات مثل 17 سبتمبر في المكلا , و 2 أكتوبر في سيئون , كما أغلقنا بالضبة والمفتاح على أحياء مناسبة كان الحزب والدولة بقضهما وقضيضهما , وعشرات ولا نبالغ إذا ما قلنا مئات الآلاف من مواطني المحافظات الست, بمختلف تحدراتهم الجغرافية, ومشاربهم الفكرية, وشرائحهم الاجتماعية, وفئاتهم العمرية, من الجنسين, كان الجميع يتجهون في شهر مارس من كل عام وجهة (سعاد, الزبينة, الكحيلة, سمعون, أم اليتامى, ...الخ) لأحياء ذكرى ملحمة المقاومة الشعبية اليمنية , ضد الغزو البرتغالي لمدينة الشحر الباسلة (الجمعة 10 ربيع أول 929هـ /1523م – الأحد 12 ربيع أول 929هـ /1523م) التي يعتبرها البعض من المؤرخين "أول مقاومة شعبية تهب بوجه الأطماع الاستعمارية الأوروبية في اليمن, وربما في العالم العربي بأسره عام 1523م" . إذ كانت الشحر في الذكرى الاحيائية والاحتفائية بأبطال وشهداء المقاومة , لثلاثة أيام على التوالي لا يعرف النوم إلى جفنيها سبيلا , ويتحول كل شبر فيها وزاوية , الإنسان والمكان, إلى كرنفال مفتوح وبشري متحرك تتنوع مظاهره البانورامية , ما بين الألعاب الشعبية , والعروض المسرحية, والندوات والمحاضرات, والاحتفالات الخطابية , والمسيرات الجماهيرية, ومساجلات الشبواني وأسمار الدان والزوامل والإهازيج وحلبات (مدارات) الرقص الشعبي ....وسواها من المظاهر الأفراحية التي يحرص على حضورها والمشاركة فيها حتى البعض من مغتربينا , فضلا عن انتعاش حركة السياحة الداخلية, وحظوه كل هذا بتغطية إعلامية لائقة على النحو الذي ينبغي لها أن تحظى به مناسبة كهذه. غير أنه وكما يبدو أن نظام 22 مايو 1990م, بشريكيه , كان قد توافق على أن إحياء ذكرى المناسبة , غير معني به سواء أهل الشحر, يعني المناسبة (مناطقية), وإذا ما قلنا معنية به حضرموت فمعنى هذه أن المناسبة (جهوية) , وإذا ما تمادينا وذهبنا لحد أبعد فقلنا تعني المحافظات الست (ج.ي.د.ش) فمعنى هذا أن المناسبة (شطرية) , (انفصالية) , وبالتالي فإن إحيائها والحديث عنها, هو "الكفر البواح" الذي ما بعده كُفر . ناهيك عن إننا بإحيائها من منظور الشريكين يومذاك ربما قلّبنا المواجع, وأغضبنا أحفاد "البوكيرك" في برشلونة , وبالتالي فإن وأد إحياء ذكرى هكذا مناسبة (ماضوية) وإهالة التراب على أم رأسها أجدى وأولى , كاوطأ مركب , أقل مؤونة وأخف عناء ومشقة .
وهكذا كانت مآلات ومصائر ذكرى إحياء مناسبات عديدة , وماضية توافقية عمنا (باسندوة) على خطى سابقاتها في تعاطيها الغير ملفوت إلى هكذا مناسبات . ذلك أن (الصخر-الفحم- من كيس واحد) , بتعبير أهلنا من العوام في حضرموت.
آخر البحث .. أن كان للبحث آخر
في حدود إطلاعي المحدود , وعلى حد علمي الأكثر محدودية , والأشد تواضعا, فإن الحادثة /الانتفاضة/ المجزرة , فضلا عن أنها مغيبة تماما من سفر تاريخ النضال الوطني, ومادة التربية الوطنية في مناهجنا التعليمية "الوحدوية" , ومضروب عنها صفحا في أجهزة ووسائل إعلامنا وصحافتنا , الوحدوي منها والتوافقي , فهي أيضا بمنأى عن البحث المعمق والدرس الموضوعي المنهجي الرصين, باستغوار أبعادها , وإستجلاء ملامحها , وأوجه الإشراق والإخفاق فيها
أما (الخنبشي) فأغلقه خشيه أن يُذكِرُه بـ(النجمة) و (الأيام الحُمر) , في عهد تسيد (الخيل) , و والإنحياز للأيام (الزُرق) , مع الاعتذار لكبيرنا البردوني , صاحب (السفر للأيام الخضر).
انتفاضة القصر .. ما بعد الوحدة
إذا كانت الحادثة قد أحيطت بالكتمان والتعتيم الإعلامي عند وقوعها , غير أنها بعد ذلك بنحو ربع قرن من الزمان, عادت ما بعد استقلال ما كان يعرف بالشطر الجنوبي من اليمن , في الثلاثين من نوفمبر 1969م لتنتصب شامخة تحت الشمس, ويحتفل بها في الـ25 من ديسمبر من كل عام في محافظة حضرموت عموما , وعلى مستوى مديرية المكلا خاصة, بتنظيم محاضرات , وندوات تُستعاد فيها ومن خلالها قراءة الحادثة وما يمكن استلهامه من عظات وعبر منها, كما تنظم أمسيات وصباحيات شعرية وأدبية , وألعاب شعبية, وتعد حولها البرامج الإذاعية , وتدبج المقالات والتناولات الصحفية, وكل هذا وسواه , مناسبة ومظاهر , أصبح ما بعد وحدة 22 مايو 1990م, ليس إحياءه وتطويره والتعريف به , ولكن مجرد الحديث عنه, ينظر إليه وكأنه "رجس" من بقايا عهد التشطير ونبش في ذاكرة الانفصال .
وهكذا كان مآل كل المناسبات الجليلة الجميلة التي كان يُحتفى بذكراها في الجنوب اليمني , ما قبل الوحدة, فحتى لا يأخذ أبناء وأحفاد حكام السلطنات والأمارات والمشيخات , على خواطرهم, ولا يزعل منا الأصدقاء البريطانيين, وأبناء وأحفاد, انجرامس , وهينس, وبوستيد , أهِلنا التراب على إحياء مناسبات مثل 17 سبتمبر في المكلا , و 2 أكتوبر في سيئون , كما أغلقنا بالضبة والمفتاح على أحياء مناسبة كان الحزب والدولة بقضهما وقضيضهما , وعشرات ولا نبالغ إذا ما قلنا مئات الآلاف من مواطني المحافظات الست, بمختلف تحدراتهم الجغرافية, ومشاربهم الفكرية, وشرائحهم الاجتماعية, وفئاتهم العمرية, من الجنسين, كان الجميع يتجهون في شهر مارس من كل عام وجهة (سعاد, الزبينة, الكحيلة, سمعون, أم اليتامى, ...الخ) لأحياء ذكرى ملحمة المقاومة الشعبية اليمنية , ضد الغزو البرتغالي لمدينة الشحر الباسلة (الجمعة 10 ربيع أول 929هـ /1523م – الأحد 12 ربيع أول 929هـ /1523م) التي يعتبرها البعض من المؤرخين "أول مقاومة شعبية تهب بوجه الأطماع الاستعمارية الأوروبية في اليمن, وربما في العالم العربي بأسره عام 1523م" . إذ كانت الشحر في الذكرى الاحيائية والاحتفائية بأبطال وشهداء المقاومة , لثلاثة أيام على التوالي لا يعرف النوم إلى جفنيها سبيلا , ويتحول كل شبر فيها وزاوية , الإنسان والمكان, إلى كرنفال مفتوح وبشري متحرك تتنوع مظاهره البانورامية , ما بين الألعاب الشعبية , والعروض المسرحية, والندوات والمحاضرات, والاحتفالات الخطابية , والمسيرات الجماهيرية, ومساجلات الشبواني وأسمار الدان والزوامل والإهازيج وحلبات (مدارات) الرقص الشعبي ....وسواها من المظاهر الأفراحية التي يحرص على حضورها والمشاركة فيها حتى البعض من مغتربينا , فضلا عن انتعاش حركة السياحة الداخلية, وحظوه كل هذا بتغطية إعلامية لائقة على النحو الذي ينبغي لها أن تحظى به مناسبة كهذه. غير أنه وكما يبدو أن نظام 22 مايو 1990م, بشريكيه , كان قد توافق على أن إحياء ذكرى المناسبة , غير معني به سواء أهل الشحر, يعني المناسبة (مناطقية), وإذا ما قلنا معنية به حضرموت فمعنى هذه أن المناسبة (جهوية) , وإذا ما تمادينا وذهبنا لحد أبعد فقلنا تعني المحافظات الست (ج.ي.د.ش) فمعنى هذا أن المناسبة (شطرية) , (انفصالية) , وبالتالي فإن إحيائها والحديث عنها, هو "الكفر البواح" الذي ما بعده كُفر . ناهيك عن إننا بإحيائها من منظور الشريكين يومذاك ربما قلّبنا المواجع, وأغضبنا أحفاد "البوكيرك" في برشلونة , وبالتالي فإن وأد إحياء ذكرى هكذا مناسبة (ماضوية) وإهالة التراب على أم رأسها أجدى وأولى , كاوطأ مركب , أقل مؤونة وأخف عناء ومشقة .
وهكذا كانت مآلات ومصائر ذكرى إحياء مناسبات عديدة , وماضية توافقية عمنا (باسندوة) على خطى سابقاتها في تعاطيها الغير ملفوت إلى هكذا مناسبات . ذلك أن (الصخر-الفحم- من كيس واحد) , بتعبير أهلنا من العوام في حضرموت.
آخر البحث .. أن كان للبحث آخر
في حدود إطلاعي المحدود , وعلى حد علمي الأكثر محدودية , والأشد تواضعا, فإن الحادثة /الانتفاضة/ المجزرة , فضلا عن أنها مغيبة تماما من سفر تاريخ النضال الوطني, ومادة التربية الوطنية في مناهجنا التعليمية "الوحدوية" , ومضروب عنها صفحا في أجهزة ووسائل إعلامنا وصحافتنا , الوحدوي منها والتوافقي , فهي أيضا بمنأى عن البحث المعمق والدرس الموضوعي المنهجي الرصين, باستغوار أبعادها , وإستجلاء ملامحها , وأوجه الإشراق والإخفاق فيها
وما يمكن استخلاصه من عظات وعبر منها .
وهي جديرة بقراءات متجددة , وإعادة قراءة وكتابة أيضا .
ويمكن القول وبكل ثقة أنه لولا كتابات وإصدارات , لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة, لما كنا عرفنا شيئا عن هذه الانتفاضة الشعبية, وفي أحسن الأحوال لربما وقفنا على شذرات عنها , منبثة في بعض الصحف التي كانت تصدر أثناء حدوثها, وفي صدارتها (فتاة الجزيرة) .
وفي حدود إطلاعنا وعلمنا , وهما جد متواضعين , يمكننا تحديد وتسمية من تناولوا الانتفاضة , وكانت مستويات بحثهم واستغوارهم فيها بنسب متفاوتة , لعل في الصدارة من هؤلاء , ويكاد يكون أول من أماط اللثام عنها , وكان صادقا أمينا إلى حد بعيد في روايته /شهادته , لوقائع ومجريات الحدث, وتداعياته, هو المعتمد أو المستشار البريطاني , الكولونيل , هيوبوستيد , حين حرص على تضمينها الكتاب الذي أصدره عن حياته, في العام 1971م , موسوما بـ(رياح الصباح) .
وقد أحسن المؤرخ الأستاذ سلطان ناجي , صنعا , مرتين , الأولى لمبادرته إلى ترجمة نص رواية /شهادة, بوستيد , والثانية لإيصالها إلينا بعد أن ضمّنها سفره الغير مسبوق في موضوعه (التاريخ العسكري لليمن 1839م- 1967م) , الصادرة أولى الطبعات منه في الكويت في النصف الثاني من سبعينيات القرن الميلادي الماضي, فيما صدرت طبعته الثانية في بيروت , العام 1988م.
وربما لدقة وشفافية , الرواية/الشهادة , البوستيدية , ونسبه المصداقية الكبيرة فيها والأمانة والإجادة في ترجمة (سلطان) التاريخ العسكري لليمن لها, فقد اتكأت عليها وتمرجعتها عدد من مداخلات وتعقيبات المشاركين في أعمال (الندوة التاريخية .. لإحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , التي نظمتها منظمة (الاشتراكي) في مديرية المكلا, بدار السينما الأهلية –أن لم تخني ذاكرتي- ليلة 25 ديسمبر العام 1982م. كان الفرسان المجلين ليلتها , وبلا منازع , تراتبيا وعلى التوالي , شيخي وأستاذي الجليل المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف , المؤرخ والكاتب الصحافي , الأستاذ احمد عوض باوزير, والمناضل الوطني الجسور الصبور , الأستاذ سعد سالم فرج .
وكانت لفته ذكية من الأستاذ باوزير , جمعه لما قيل في تلك الندوة وما قدم من مداخلات وتعقيبات واستخلاصه منها ما هو في الصميم , وإعادة صياغته بصورة تمكن من نشره بين دفتي كتاب , دفع بمخطوطته لدار الهمداني في عدن (أيام عزها) , ليظهر في وقت لاحق من ثمانينيات القرن الميلادي الماضي, موسوما بـ(شهداء القصر) , وأزعم –ولعلي على خطأ – أن باوزير , وحده , من بين كل مؤرخينا وباحثينا , قد تفرد بالاستفاضة في تناول انتفاضة القصر /مجزرة المكلا , وأفرد لتناولها كتابا , ليس له من ثان , حتى الآن على الأقل .
صحيح أن ثمة باحثين وكُتّاب , قد عرّجوا على الحادثة , ولكن بالإتيان على ذِكرها وتوظيفها لخدمة سياقات وعناوين أخرى , وفي كتب لم تخصص لتناول الحادثة والبحث فيها , كما في حال الدكتور سيف على مقبل, في كتابة (من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية) , حين جاء على ذكر شذرات عن الحادثة أو الانتفاضة, بالصفحتين 110-111 من كتابه في سياق حديثه عن (الحزب الوطني القعيطي) , متمرجعاً في تناوله أعداداً من (فتاة الجزيرة) , و (المذكرة التاريخية الشحرية) , وهي وثيقة مخطوطة للأستاذ احمد عبدالله الملاحي.
وتأسيسا على ما سقناه , وأتينا عليه , تتبدى لنا جليه لا تخفى الضآلة , والمحدودية في المراجع اليمنية التي تناولت الحدث , فضلا عن أن هذا الضئيل المحدود , يعاني هو الآخر من شحه وضمور في المعلومات, وبالتالي فهو أكثر إثارة للأسئلة في الأذهان , من إسعافه لنا بإجابات !! .
أنتهى,,,
محفوظ سالم ناصر
الخميس 21 محرم 1434هـ
الموافق 27 ديسمبر 2012م
الهوامش:
[1] التجمع القومي للقوى الوطنية في الجنوب اليمني, تصور التجمع القومي حول كيفية حل قضية شعبنا العادلة في الشطر الجنوبي من اليمن, المقدمة بقلم عبد القوي حسن مكاوي, 5/ 7/ 1986م, ص3
[2] ) التجمع القومي للقوى الوطنية في الجنوب اليمني, المرجع السابق, سيف علي مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ105
[3] ) البردوني, اليمن الجمهوري, صـ240
[4] )سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ 112, فتاة الجزيرة, العدد 511, بتاريخ 5/3/1950م
[5] ) سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ 112, فتاة الجزيرة, العدد 537, بتاريخ 10/9/1950م
[6] )صوت اليمن, العدد 59, 1948م, سيف علي مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ62
[7] ) صوت اليمن, العدد 59, 1948م, سيف علي مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ62-63
[8] ) عبدالعزيز القعيطي, إحلال السلام في حضرموت, صـ45
[9] ) عبدالعزيز القعيطي, المرجع السابق, صـ46
[10] ) كان شاعرا ومؤرخا رسميا, ورئيسا لتحرير صحيفة (الإيمان) التي صدر أول أعدادها عام 1925م كما كان رئيس ديوان كتبة مقام الإمام وصاحب حلقات ودروس لغوية وفقهية في جامع طلحة, وعرف برسمتية ورسمية أدبه شعرا وكتابة.
[11] ) عندما فرغ منه م
وهي جديرة بقراءات متجددة , وإعادة قراءة وكتابة أيضا .
ويمكن القول وبكل ثقة أنه لولا كتابات وإصدارات , لا تزيد عن أصابع اليد الواحدة, لما كنا عرفنا شيئا عن هذه الانتفاضة الشعبية, وفي أحسن الأحوال لربما وقفنا على شذرات عنها , منبثة في بعض الصحف التي كانت تصدر أثناء حدوثها, وفي صدارتها (فتاة الجزيرة) .
وفي حدود إطلاعنا وعلمنا , وهما جد متواضعين , يمكننا تحديد وتسمية من تناولوا الانتفاضة , وكانت مستويات بحثهم واستغوارهم فيها بنسب متفاوتة , لعل في الصدارة من هؤلاء , ويكاد يكون أول من أماط اللثام عنها , وكان صادقا أمينا إلى حد بعيد في روايته /شهادته , لوقائع ومجريات الحدث, وتداعياته, هو المعتمد أو المستشار البريطاني , الكولونيل , هيوبوستيد , حين حرص على تضمينها الكتاب الذي أصدره عن حياته, في العام 1971م , موسوما بـ(رياح الصباح) .
وقد أحسن المؤرخ الأستاذ سلطان ناجي , صنعا , مرتين , الأولى لمبادرته إلى ترجمة نص رواية /شهادة, بوستيد , والثانية لإيصالها إلينا بعد أن ضمّنها سفره الغير مسبوق في موضوعه (التاريخ العسكري لليمن 1839م- 1967م) , الصادرة أولى الطبعات منه في الكويت في النصف الثاني من سبعينيات القرن الميلادي الماضي, فيما صدرت طبعته الثانية في بيروت , العام 1988م.
وربما لدقة وشفافية , الرواية/الشهادة , البوستيدية , ونسبه المصداقية الكبيرة فيها والأمانة والإجادة في ترجمة (سلطان) التاريخ العسكري لليمن لها, فقد اتكأت عليها وتمرجعتها عدد من مداخلات وتعقيبات المشاركين في أعمال (الندوة التاريخية .. لإحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , التي نظمتها منظمة (الاشتراكي) في مديرية المكلا, بدار السينما الأهلية –أن لم تخني ذاكرتي- ليلة 25 ديسمبر العام 1982م. كان الفرسان المجلين ليلتها , وبلا منازع , تراتبيا وعلى التوالي , شيخي وأستاذي الجليل المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف , المؤرخ والكاتب الصحافي , الأستاذ احمد عوض باوزير, والمناضل الوطني الجسور الصبور , الأستاذ سعد سالم فرج .
وكانت لفته ذكية من الأستاذ باوزير , جمعه لما قيل في تلك الندوة وما قدم من مداخلات وتعقيبات واستخلاصه منها ما هو في الصميم , وإعادة صياغته بصورة تمكن من نشره بين دفتي كتاب , دفع بمخطوطته لدار الهمداني في عدن (أيام عزها) , ليظهر في وقت لاحق من ثمانينيات القرن الميلادي الماضي, موسوما بـ(شهداء القصر) , وأزعم –ولعلي على خطأ – أن باوزير , وحده , من بين كل مؤرخينا وباحثينا , قد تفرد بالاستفاضة في تناول انتفاضة القصر /مجزرة المكلا , وأفرد لتناولها كتابا , ليس له من ثان , حتى الآن على الأقل .
صحيح أن ثمة باحثين وكُتّاب , قد عرّجوا على الحادثة , ولكن بالإتيان على ذِكرها وتوظيفها لخدمة سياقات وعناوين أخرى , وفي كتب لم تخصص لتناول الحادثة والبحث فيها , كما في حال الدكتور سيف على مقبل, في كتابة (من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية) , حين جاء على ذكر شذرات عن الحادثة أو الانتفاضة, بالصفحتين 110-111 من كتابه في سياق حديثه عن (الحزب الوطني القعيطي) , متمرجعاً في تناوله أعداداً من (فتاة الجزيرة) , و (المذكرة التاريخية الشحرية) , وهي وثيقة مخطوطة للأستاذ احمد عبدالله الملاحي.
وتأسيسا على ما سقناه , وأتينا عليه , تتبدى لنا جليه لا تخفى الضآلة , والمحدودية في المراجع اليمنية التي تناولت الحدث , فضلا عن أن هذا الضئيل المحدود , يعاني هو الآخر من شحه وضمور في المعلومات, وبالتالي فهو أكثر إثارة للأسئلة في الأذهان , من إسعافه لنا بإجابات !! .
أنتهى,,,
محفوظ سالم ناصر
الخميس 21 محرم 1434هـ
الموافق 27 ديسمبر 2012م
الهوامش:
[1] التجمع القومي للقوى الوطنية في الجنوب اليمني, تصور التجمع القومي حول كيفية حل قضية شعبنا العادلة في الشطر الجنوبي من اليمن, المقدمة بقلم عبد القوي حسن مكاوي, 5/ 7/ 1986م, ص3
[2] ) التجمع القومي للقوى الوطنية في الجنوب اليمني, المرجع السابق, سيف علي مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ105
[3] ) البردوني, اليمن الجمهوري, صـ240
[4] )سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ 112, فتاة الجزيرة, العدد 511, بتاريخ 5/3/1950م
[5] ) سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ 112, فتاة الجزيرة, العدد 537, بتاريخ 10/9/1950م
[6] )صوت اليمن, العدد 59, 1948م, سيف علي مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ62
[7] ) صوت اليمن, العدد 59, 1948م, سيف علي مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ62-63
[8] ) عبدالعزيز القعيطي, إحلال السلام في حضرموت, صـ45
[9] ) عبدالعزيز القعيطي, المرجع السابق, صـ46
[10] ) كان شاعرا ومؤرخا رسميا, ورئيسا لتحرير صحيفة (الإيمان) التي صدر أول أعدادها عام 1925م كما كان رئيس ديوان كتبة مقام الإمام وصاحب حلقات ودروس لغوية وفقهية في جامع طلحة, وعرف برسمتية ورسمية أدبه شعرا وكتابة.
[11] ) عندما فرغ منه م
ؤلفه سلمه لمطبعة (الإيمان) وعلى الرغم من أنه "تقريض للإمام يحيى إلا أنه بعد الفراغ من طبع نسخه احتبسه الأخير في أحد مخازنه " ولم يشاهد النور باستثناء قلة من النسخ أو قلة من الكراسات, أو من (البروفات) وثمة من يقول أنه أمر بحرقه, وفي أي من الحالين (طي الكتاب في المخازن أو حرقه) الذي اتخذه الإمام فأن هناك احتمالات عده للإقدام على هذا الإجراء منها:
- "إن الإمام أراد من وراء ذلك "تهدئة الخواطر لأن الأحداث التي أخمدها كادت تجد من يستغلها"
- "إن الكتاب عُني بأحداث (تهامة) و (نجران) وكان في تدوينها ما يوقظ الحزازات بين (ولي العهد أحمد) الذي انتصر في المناطق الشمالية وبين (عبدالله) الذي أنهزم في تهامة
- إن الإمام يحيى, أراد بأحراقه للكتاب, أو إحتجاز نسخه المطبوعة بأحد مخازنه (إسدال الستار على أحداث عام 1934م إلي حسمها الصلح المؤقت".
- غير أن السبب الحقيقي وإنما أهم الأسباب من منظور الأستاذ البردوني (هو محاولة طي الأحداث حتى لا تثير أمثالها ولا تذكر بمواجعها, بعد أن استتب الأمن من منتصف الثلاثينيات إلى آخر الأربعينيات). وعلى قاعدة (كل ممنوع مرغوب) فأن (منع هذا الكتاب أهاج التطلع إليه, فكان يتناقله البعض ويتداول البعض الكراسات التي تسللت من المطبعة) وفي العام 1983م تقريبا وقعت وريقات منه في يد المؤرخ سلطان ناجي (فنشرها في مجلتي (الإكليل واليمن الجديد) كما عثر عليها بعبارة أخرى (بدون تدخل تفسيري منه يدل على أهمية انتفاضة المقاطرة) وثمة من يؤكد أن (الكتاب كاملا أو أكثر كراساته بمكتبة الأستاذ محمد حسن اليريمي لأنه يمتلكه ويعرف أسباب منعه, أو الأسباب المعلنة عن منعه)
[12] ) عبدالله البردوني, اليمن الجمهوري, طـ6, 2008م, صـ88-89
(1) سيف على مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية , صـ108, طـ1, 2004م, مركز عبادي للطباعة والنشر, فتاة الجزيرة, العدد 552, بتاريخ 31 ديسمبر 1950م
(2) احمد عوض باوزير, من مدونات ومحفوظات الباحث , مداخلة غير مكتوبة , قُدمت في الندوة التاريخية المكرسة لأحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , نظمتها منظمة (الاشتراكي) بمدينة المكلا, في 25/12/1982م
(3) من مديريات الوادي والصحراء في محافظة حضرموت (حاليا)
(4) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(5) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ 108, صـ109
(6) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ 110
(7) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ109
(8) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(9) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(10) تربوي مقتدر مشهود له بالخبرة والكفاءة استوفدتة السلطنة بواسطة دار الاستشارة البريطانية , من السودان, في العام 1940م, ليكون أول ناظر معارف في سلطنة القعيطي , وبمساهمات الأشقاء من السودان وبفضل المناهج السودانية الحديثة آنذاك وقيادته العملية التربوية والتعليمية افتتحت العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة, وأنشئت منطقة تعليمية تعرف بـ(الصالحية) في مدينة غيل باوزير عام 1944م , انتعشت فيها وسواها من المدارس بمختلف مستوياتها النشاطات اللاصفية المنتظمة, وبرزت أعداداً من المواهب في مجالات الصحافة, المسرح, الرياضة, التصوير, الأدب, الخطابة, المناظرات. فضلا عن اكتشاف الميولات المهنية والحرفية للتلاميذ.
(11) سلطان ناجي , التاريخ العسكري لليمن 1839-1967م, طـ2, 1988م, دار العودة بيروت, صـ165
(12) خامس سلاطين السلطنة القعيطية السبعة الذين تعاقبوا عليها لنحو قرن وربع القرن من الزمان (1839-1967م) وأكثرهم إثارة للجدل وتباين الآراء حول شخصيته, وتناقضات مواقفه فكما أن عهده شهد حادثة أو مجزرة أو انتفاضة القصر (1950م) فقد كان أول الحكام في ما كان يُعرف بمحميتي عدن الشرقية والغربية الموقعين لمعاهده الاستشارة مع الاحتلال البريطاني (1937م), يصفه معاصروه بأنه كان ندي اليد, سخي العطاء, إلا أنه لم يكن محبوبا عند العامة من الناس, فيما سابقه عمه السلطان عمرُ بن عوض , كان شحيحا في العطاء يمنح سائله بقدر ما يطلب ولا يزيد, ومع ذلك يتحدث الرواة عن حالة الحزن التي عمت حضرموت لخبر وفاته, وكثرة المراثي التي قيلت فيه. ويمكن القول أن السلطان صالح كان نخبويا بتعبير أيامنا هذه إذ أنه مشهود له:
- إجادة اللغات الانجليزية , الفرنسية, الفارسية, الهندية (الاوردو) فضلا عن لغته العربية , محادثة وكتابة
- ولعه بالعلم منذ سن مبكرة ونبوغه في علوم إنسانية وتطبيقية شتى
- تمتعه بذائقة رفيعة للشعر والموسيقى والغناء
- مبادرته لتأسيس المكتبة السلطانية في المكلا (1935م) ونواتها 300 مجلد زوّدها بها من مكتبته الخاصة, ولما تولى الحكم (نُصب سلطانا 1936م) زاد دور ثان لمبنى المكتبة حوله وقفا, للطلبة, وإعاد افتتاحها رسميا العام 1941م بعد أن منهم إليها معظم ما تحتويه مكتبته الخاصة من مؤلفات باللغات العربية والانجليزية والأوردية في مختلف العلوم والمعارف كما خصص ميزاني
- "إن الإمام أراد من وراء ذلك "تهدئة الخواطر لأن الأحداث التي أخمدها كادت تجد من يستغلها"
- "إن الكتاب عُني بأحداث (تهامة) و (نجران) وكان في تدوينها ما يوقظ الحزازات بين (ولي العهد أحمد) الذي انتصر في المناطق الشمالية وبين (عبدالله) الذي أنهزم في تهامة
- إن الإمام يحيى, أراد بأحراقه للكتاب, أو إحتجاز نسخه المطبوعة بأحد مخازنه (إسدال الستار على أحداث عام 1934م إلي حسمها الصلح المؤقت".
- غير أن السبب الحقيقي وإنما أهم الأسباب من منظور الأستاذ البردوني (هو محاولة طي الأحداث حتى لا تثير أمثالها ولا تذكر بمواجعها, بعد أن استتب الأمن من منتصف الثلاثينيات إلى آخر الأربعينيات). وعلى قاعدة (كل ممنوع مرغوب) فأن (منع هذا الكتاب أهاج التطلع إليه, فكان يتناقله البعض ويتداول البعض الكراسات التي تسللت من المطبعة) وفي العام 1983م تقريبا وقعت وريقات منه في يد المؤرخ سلطان ناجي (فنشرها في مجلتي (الإكليل واليمن الجديد) كما عثر عليها بعبارة أخرى (بدون تدخل تفسيري منه يدل على أهمية انتفاضة المقاطرة) وثمة من يؤكد أن (الكتاب كاملا أو أكثر كراساته بمكتبة الأستاذ محمد حسن اليريمي لأنه يمتلكه ويعرف أسباب منعه, أو الأسباب المعلنة عن منعه)
[12] ) عبدالله البردوني, اليمن الجمهوري, طـ6, 2008م, صـ88-89
(1) سيف على مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية , صـ108, طـ1, 2004م, مركز عبادي للطباعة والنشر, فتاة الجزيرة, العدد 552, بتاريخ 31 ديسمبر 1950م
(2) احمد عوض باوزير, من مدونات ومحفوظات الباحث , مداخلة غير مكتوبة , قُدمت في الندوة التاريخية المكرسة لأحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , نظمتها منظمة (الاشتراكي) بمدينة المكلا, في 25/12/1982م
(3) من مديريات الوادي والصحراء في محافظة حضرموت (حاليا)
(4) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(5) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ 108, صـ109
(6) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ 110
(7) سيف على مقبل , المصدر السابق, صـ109
(8) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(9) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(10) تربوي مقتدر مشهود له بالخبرة والكفاءة استوفدتة السلطنة بواسطة دار الاستشارة البريطانية , من السودان, في العام 1940م, ليكون أول ناظر معارف في سلطنة القعيطي , وبمساهمات الأشقاء من السودان وبفضل المناهج السودانية الحديثة آنذاك وقيادته العملية التربوية والتعليمية افتتحت العديد من المدارس الابتدائية والمتوسطة, وأنشئت منطقة تعليمية تعرف بـ(الصالحية) في مدينة غيل باوزير عام 1944م , انتعشت فيها وسواها من المدارس بمختلف مستوياتها النشاطات اللاصفية المنتظمة, وبرزت أعداداً من المواهب في مجالات الصحافة, المسرح, الرياضة, التصوير, الأدب, الخطابة, المناظرات. فضلا عن اكتشاف الميولات المهنية والحرفية للتلاميذ.
(11) سلطان ناجي , التاريخ العسكري لليمن 1839-1967م, طـ2, 1988م, دار العودة بيروت, صـ165
(12) خامس سلاطين السلطنة القعيطية السبعة الذين تعاقبوا عليها لنحو قرن وربع القرن من الزمان (1839-1967م) وأكثرهم إثارة للجدل وتباين الآراء حول شخصيته, وتناقضات مواقفه فكما أن عهده شهد حادثة أو مجزرة أو انتفاضة القصر (1950م) فقد كان أول الحكام في ما كان يُعرف بمحميتي عدن الشرقية والغربية الموقعين لمعاهده الاستشارة مع الاحتلال البريطاني (1937م), يصفه معاصروه بأنه كان ندي اليد, سخي العطاء, إلا أنه لم يكن محبوبا عند العامة من الناس, فيما سابقه عمه السلطان عمرُ بن عوض , كان شحيحا في العطاء يمنح سائله بقدر ما يطلب ولا يزيد, ومع ذلك يتحدث الرواة عن حالة الحزن التي عمت حضرموت لخبر وفاته, وكثرة المراثي التي قيلت فيه. ويمكن القول أن السلطان صالح كان نخبويا بتعبير أيامنا هذه إذ أنه مشهود له:
- إجادة اللغات الانجليزية , الفرنسية, الفارسية, الهندية (الاوردو) فضلا عن لغته العربية , محادثة وكتابة
- ولعه بالعلم منذ سن مبكرة ونبوغه في علوم إنسانية وتطبيقية شتى
- تمتعه بذائقة رفيعة للشعر والموسيقى والغناء
- مبادرته لتأسيس المكتبة السلطانية في المكلا (1935م) ونواتها 300 مجلد زوّدها بها من مكتبته الخاصة, ولما تولى الحكم (نُصب سلطانا 1936م) زاد دور ثان لمبنى المكتبة حوله وقفا, للطلبة, وإعاد افتتاحها رسميا العام 1941م بعد أن منهم إليها معظم ما تحتويه مكتبته الخاصة من مؤلفات باللغات العربية والانجليزية والأوردية في مختلف العلوم والمعارف كما خصص ميزاني
ة سنوية للمكتبة تقدر بـ 3000 ثلاثة آلاف شلن أفريقي (العملة المتداولة في المستعمرة ومحميتها)
وقد زخرت المكتبة منذ تأسيسها وبعد إعادة افتتاحها بالكتب والمراجع والدوريات العربية والدولية وزاد فعّين مسئولا مباشرا عنها, الشيخ عبدالله سالم باعشن, حيث اضطلع الأخير بجمع وتصنيف محتوياتها من الكتب والفهارس, وأعدّ نظاما خاصا للمطالعة والإعارة , فضلا عن سنه قوانين لها على غرار المكتبات في دول العالم, وممن تعاقبوا على خدمتها والعمل على تطويرها, الشيخ عبدالله احمد الناخبي , الشيح عبدالله سعيد باعنقود, والأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف, وقد اعتبرتها بعثة مصرية في السبعينيات من القرن الميلادي الماضي وفقا للتصنيف العالمي للمكتبات "مكتبة عالمية" لها نظام وقوانين متعارف عليها دوليا من حيث الفهرسة والتوثيق والإعارة , وتتبع المكتبة أبرز نظم التصنيف العشري. وقد خصص مثل سابقه (السلطان عمر) ومن جاء بعده (نجله عوض وحفيده غالب) , خصصوا عائد إيجار عدد من الدكاكين المرتبطة بالمكتبة وبمسجد (عمر) ليشكل موردا تُسيّر به المكتبة السلطانية في المكلا, التي ما لبث أن أسس نظيرة لها بمدينة الشحر في العام 1944م
- يعتبره البعض (باعث النهضة التعليمية والزراعية) في حضرموت, ويعود الفضل إليه في تأسيس منطقة تعليمية متكاملة باسمه في مدينة غيل باوزير (1944م) تُعرف إلى اليوم باسمه (الصالحية) وقد كانت تضم بين هيئاتها (مدرسة وسطى, مدرسة ابتدائية, ثانوية صغرى, دار للمعلمين, ومعهد ديني) مزودة بكل احتياجات الأنشطة اللاصفية (رياضة, مسرح, فنون, كشافة, زراعة, صحافة, موسيقى, أدب, تنسيق زهور)
- صّدر له في أربعينيات القرن الميلادي الماضي:
o كتاب في الفقه الإسلامي موسوم بـ(مصادر الأحكام الشرعية) من ثلاثة أجزاء
o وكتاب آخر بعنوان (الآيات البينات للدلالة على خالق الكائنات) ويفند فيه بالحجة والبرهان, ما ذهب إليه دارون في نظريته من مزاعم وإدعاءات
o إما كتابه الثالث المطبوع فموسوم بـ(مبحث وجوب التعدد بالآحاد)
o وتكتنز له مكتبة المخطوطات بتريم مؤلفات ومصنفات مخطوطة في أدب الرحلات (رحلته إلى دوعن), الملاحة البحرية, الهندسة , الجبر, الفلك, تفسير مفردات القرآن باللغتين العربية والانجليزية, الموسيقى, الفلسفة
o ويعود الفضل إليه في تصميم المصعد الميكانيكي في القصر السلطاني بالمكلا والذي ما يزال قائما حتى الآن
(13) ينطقها العامة عندنا إلى يومنا هذا (قمندان) وهي رتبة عسكرية ولا غرابة أن يحملها السلطان (صالح) أسوة بمن سبقه من السلاطين القعيطيين , فقد كان جده مؤسس السلطنة, الحاج عمر بن عوض القعيطي, يحمل أعلى رتبة عسكرية (شمشير الملك) في الجيش العربي التابع لنظام حيدر أباد بالهند , كذلك جده الجمعدار عوض بن عمر, كان هو الآخر ضابطا كبيرا, وكانت رتبته (نوازجنج) , وقد كانت للمؤسس إقطاعيات واسعة في ولاية حيدر أباد ورّثها أبناءه وأحفاده من بعده, وكان أكثر القيادات العربية والحضرمية, أنصارا ومالا, وأوسعها نفوذا , ومن الظريف أنه (قد بلغ به التهور درجة جعلته يتطاول حتى على النظام نفسه ففي سنة 1274هـ (1857م) عندما كان تمرد الجيش الهندي على أشده , ضد الانجليز في الهند, خطط القعيطي (مؤسس السلطنة القعيطية في حضرموت فيما بعد) لانقلاب عسكري في حيدر أباد, لإسقاط حكم النظام , والاستيلاء على مملكته, وإقامة دولة (حضرمية) في الهند, وكادت الخطة أن تنجح, لولا أن خبرا عن المؤامرة القعيطية, كان قد تسرب إلى خصمه العولقي (عبدالله بن علي, وكان برتبة "سيف الدولة" في جيش النظام , وقد راودته الأحلام بتكوين دولة عولقية بحضرموت, غير أنه مات دون أن يقيمها, وحمل الحلم من بعده نجله محسن "رتبته العسكرية : مقدم جنج" ولكن الحلم تبخر سنة 1293هـ (1876م) على يد وريث مؤسس السلطنة القعيطية , نجله عوض, وبذلك انتهى الوجود العولقي بحضرموت) الذي كشف أسرار الخطة للنظام , وفشلت المؤامرة. وقد أعدم النظام المئات من المتآمرين ولكنه لم يستطع أن ينال القعيطي بسوء, نظرا للعصبية العربية والهندية القوية التي كانت تسنده , وعلى أي حال فأن افتضاح أمر القعيطي, على يد العولقي, زاد نار الخصومة اشتعالا بين القعيطي من جهة , ومنافسيه العولقي والكثيري من جهة أخرى (الكثيري, غالب بن محسن, رتبته العسكرية في جيش النظام "غالب الدولة" وهو مؤسس الدولة الكثيرية الرابعة في حضرموت "دولة آل عبدالله" :1261هـ/1845م- 1387هـ/1967م . وقد فكر الكثيري في الانسحاب من هذه المعركة, وكان خشية من أن يطرده النظام, من حيدر أباد, ويستولى على اقطاعياته بسبب المؤامرة القعيطية, التي جعلت النظام يتوجس خيفة حتى من أقرب المقربين إليه , من الرؤساء الحضارم, وبادر الكثيري وباع جانبا كبيرا من إقطاعياته بأثمان بخسه , ووظف الحصيلة في إحياء الدولة الكثيرية, وفي ذلك يقول المعلم عبدالحق, ساخرا من القعيطي والكثيري معا, ومن تنكر الحضارم لأفضال النظام عليهم, قا
وقد زخرت المكتبة منذ تأسيسها وبعد إعادة افتتاحها بالكتب والمراجع والدوريات العربية والدولية وزاد فعّين مسئولا مباشرا عنها, الشيخ عبدالله سالم باعشن, حيث اضطلع الأخير بجمع وتصنيف محتوياتها من الكتب والفهارس, وأعدّ نظاما خاصا للمطالعة والإعارة , فضلا عن سنه قوانين لها على غرار المكتبات في دول العالم, وممن تعاقبوا على خدمتها والعمل على تطويرها, الشيخ عبدالله احمد الناخبي , الشيح عبدالله سعيد باعنقود, والأستاذ محمد عبدالقادر بامطرف, وقد اعتبرتها بعثة مصرية في السبعينيات من القرن الميلادي الماضي وفقا للتصنيف العالمي للمكتبات "مكتبة عالمية" لها نظام وقوانين متعارف عليها دوليا من حيث الفهرسة والتوثيق والإعارة , وتتبع المكتبة أبرز نظم التصنيف العشري. وقد خصص مثل سابقه (السلطان عمر) ومن جاء بعده (نجله عوض وحفيده غالب) , خصصوا عائد إيجار عدد من الدكاكين المرتبطة بالمكتبة وبمسجد (عمر) ليشكل موردا تُسيّر به المكتبة السلطانية في المكلا, التي ما لبث أن أسس نظيرة لها بمدينة الشحر في العام 1944م
- يعتبره البعض (باعث النهضة التعليمية والزراعية) في حضرموت, ويعود الفضل إليه في تأسيس منطقة تعليمية متكاملة باسمه في مدينة غيل باوزير (1944م) تُعرف إلى اليوم باسمه (الصالحية) وقد كانت تضم بين هيئاتها (مدرسة وسطى, مدرسة ابتدائية, ثانوية صغرى, دار للمعلمين, ومعهد ديني) مزودة بكل احتياجات الأنشطة اللاصفية (رياضة, مسرح, فنون, كشافة, زراعة, صحافة, موسيقى, أدب, تنسيق زهور)
- صّدر له في أربعينيات القرن الميلادي الماضي:
o كتاب في الفقه الإسلامي موسوم بـ(مصادر الأحكام الشرعية) من ثلاثة أجزاء
o وكتاب آخر بعنوان (الآيات البينات للدلالة على خالق الكائنات) ويفند فيه بالحجة والبرهان, ما ذهب إليه دارون في نظريته من مزاعم وإدعاءات
o إما كتابه الثالث المطبوع فموسوم بـ(مبحث وجوب التعدد بالآحاد)
o وتكتنز له مكتبة المخطوطات بتريم مؤلفات ومصنفات مخطوطة في أدب الرحلات (رحلته إلى دوعن), الملاحة البحرية, الهندسة , الجبر, الفلك, تفسير مفردات القرآن باللغتين العربية والانجليزية, الموسيقى, الفلسفة
o ويعود الفضل إليه في تصميم المصعد الميكانيكي في القصر السلطاني بالمكلا والذي ما يزال قائما حتى الآن
(13) ينطقها العامة عندنا إلى يومنا هذا (قمندان) وهي رتبة عسكرية ولا غرابة أن يحملها السلطان (صالح) أسوة بمن سبقه من السلاطين القعيطيين , فقد كان جده مؤسس السلطنة, الحاج عمر بن عوض القعيطي, يحمل أعلى رتبة عسكرية (شمشير الملك) في الجيش العربي التابع لنظام حيدر أباد بالهند , كذلك جده الجمعدار عوض بن عمر, كان هو الآخر ضابطا كبيرا, وكانت رتبته (نوازجنج) , وقد كانت للمؤسس إقطاعيات واسعة في ولاية حيدر أباد ورّثها أبناءه وأحفاده من بعده, وكان أكثر القيادات العربية والحضرمية, أنصارا ومالا, وأوسعها نفوذا , ومن الظريف أنه (قد بلغ به التهور درجة جعلته يتطاول حتى على النظام نفسه ففي سنة 1274هـ (1857م) عندما كان تمرد الجيش الهندي على أشده , ضد الانجليز في الهند, خطط القعيطي (مؤسس السلطنة القعيطية في حضرموت فيما بعد) لانقلاب عسكري في حيدر أباد, لإسقاط حكم النظام , والاستيلاء على مملكته, وإقامة دولة (حضرمية) في الهند, وكادت الخطة أن تنجح, لولا أن خبرا عن المؤامرة القعيطية, كان قد تسرب إلى خصمه العولقي (عبدالله بن علي, وكان برتبة "سيف الدولة" في جيش النظام , وقد راودته الأحلام بتكوين دولة عولقية بحضرموت, غير أنه مات دون أن يقيمها, وحمل الحلم من بعده نجله محسن "رتبته العسكرية : مقدم جنج" ولكن الحلم تبخر سنة 1293هـ (1876م) على يد وريث مؤسس السلطنة القعيطية , نجله عوض, وبذلك انتهى الوجود العولقي بحضرموت) الذي كشف أسرار الخطة للنظام , وفشلت المؤامرة. وقد أعدم النظام المئات من المتآمرين ولكنه لم يستطع أن ينال القعيطي بسوء, نظرا للعصبية العربية والهندية القوية التي كانت تسنده , وعلى أي حال فأن افتضاح أمر القعيطي, على يد العولقي, زاد نار الخصومة اشتعالا بين القعيطي من جهة , ومنافسيه العولقي والكثيري من جهة أخرى (الكثيري, غالب بن محسن, رتبته العسكرية في جيش النظام "غالب الدولة" وهو مؤسس الدولة الكثيرية الرابعة في حضرموت "دولة آل عبدالله" :1261هـ/1845م- 1387هـ/1967م . وقد فكر الكثيري في الانسحاب من هذه المعركة, وكان خشية من أن يطرده النظام, من حيدر أباد, ويستولى على اقطاعياته بسبب المؤامرة القعيطية, التي جعلت النظام يتوجس خيفة حتى من أقرب المقربين إليه , من الرؤساء الحضارم, وبادر الكثيري وباع جانبا كبيرا من إقطاعياته بأثمان بخسه , ووظف الحصيلة في إحياء الدولة الكثيرية, وفي ذلك يقول المعلم عبدالحق, ساخرا من القعيطي والكثيري معا, ومن تنكر الحضارم لأفضال النظام عليهم, قا
ل المعلم من قصيدة طويلة:
ولا سببْ (غالب) سوء حيلةْ (عمر) خرّجَتُهْ مِنْ الولايهْ خاليْ
أحوالْ صارتْ منْهُمْ, يخشى الحليمْ منها, وتضحِكْ الجهاليْ
- محمد عبدالقادر بامطرف, بتصرف طفيف, المختصر في تاريخ حضرموت, ملزمة, بدون ترقيم
(14) يصفه بوستيد في كتابه, بأنه " رجُل بلا شخصية ولا متانة خُلق سكير ومدمن في تعاطي المخدرات وبعض العادات الشاذة الغريبة وشعبه لا يحترمه البتة" –أنظر سلطان ناجي التاريخ العسكري لليمن طـ2, دار العودة, بيروت, 1988م, صـ165-
(15) سلطان ناجي , المصدر السابق, صـ165
(16) سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ110, احمد عبدالله الملاحي, المذكرة التاريخية الشحرية, وثيقة مخطوطة, صـ171
(17) فتاة الجزيرة , العدد 539, بتاريخ 11 أكتوبر 1950م, فتاة الجزيرة , العدد 551, 24/12/1950م , سيف على مقبل, المصدر السابق, صـ110
(18) احمد عوض باوزير , المصدر السابق, سلطان ناجي, المصدر السابق , صـ166
(19) سلطان ناجي , المصدر السابق, صـ165
(20) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(21) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(22) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(23) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(24) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166, صـ167
(25) يعتبر "السلطان القعيطي أول سلاطين الجنوب الذي كان له جيشا نظاميا في تلك الفترة المُبكرة (مطلع القرن العشرين). وعندما قرر الانجليز التدخل المباشر في (حضرموت) في منتصف الثلاثينات من هذا القرن (العشرين) كما فعلوا بالنسبة للمحميات الغربية وجدوا أمامهم قوة مسلحة لابأس بها عليهم تدعيمها وإعادة تنظيمها على أُسس جديدة تستطيع أن تخدم أغراضهم وتوسع من سلطة السلطان القعيطي خارج المدن الرئيسة التي كانت بحوزته وبالذات في المناطق القبلية التي كانت حتى ذلك الحين هي سيدة الموقف وكانت تستطيع أن تفرض اتاوة حتى على السلاطين انفسهم". ولإعادة "تنظيم جيش المكلا النظامي على أسُس صحيحة وحديثة" تم في ابريل العام 1936م استعارة الكولونيل روبنسن قائد جيش الليوي (تحريف هندي للكلمة الانجليزية ليفيز, وتعني القوات المجندة, وكان جزءاً من سلاح الطيران الملكي البريطاني, وقام الانجليز بإنشائه في مستعمرة عدن في العام 1928م "من نفس العناصر التي كانت تؤلف الكتيبة اليمنية الأولى المنحلة عام 1925م بعد إقصاء العناصر الزيدية والشمالية عموماً من هذه المؤسسة العسكرية الجديدة" سلطان ناجي, المصدر السابق, ص142, إلى المكلا لُنصح انجرامز والسلطان, فكان من أهم توصياته لهما:
- تسريح الجنود "غير الصالحين والمناسبين..."
- "... وتجنيد أشخاص جُدد وزيادة في المرتبات"
- "إعادة تجهيز وتسليح الجيش بمعدات وأسلحة جديدة"
- "ثم بناء ثكنات جديدة له على حساب قروض وهبات بريطانية"
- ألا يبقى استخدامه "كما كان عليه الحال في الماضي, منحصراً بالإعمال الاستعراضية في غالب الأحيان وإنما يجب أن يكون بعد الآن كاحتياطي للقوة وراء القوات البوليسية العادية للسلطنة في حالات الطوارئ والاضطرابات الخطيرة". وإلى ما شهده الجيش من إعادة تنظيمه وتحديثه بعد العام 1936م كذلك أشار المعتمد البريطاني, هيو بوستيد أوائل الخمسينات, عند بداية توليه, أشار على السلطان القعيطي بإعادة تكوين الجيش النظامي والبوليس القعيطي المسلح على أُسس جديدة من حيث نوعية المجندين فيهما". وحسب كتاب رسمي اضطلع بتأليفه "قسم المخابرات البحرية البريطانية في العام 1946م فان قوات السلطنة القعيطية, من جيش النظام, والجنود غير النظاميين, وجندرمة (البوليس المُسلح), قد أصبحت كلها تحت إشراف إدارة عسكرية يرأسها سكرتير عسكري (لعله يقصد السكرتير الحربي, القائد الأعلى للقوات المسلحة القعيطية, الكولونيل صالح بن صميدع) وتعاونه هيئة صغيرة من الأركان, وكان يساعد المعتمد البريطاني في توجيه هذه القوات المحلية مساعد عسكري من الهنود" وما بعد ذلك أصبحت عناصره "من البدو ويافع والإفريقيين" –لاستزادة من أراد, يمكن العودة, إلى سلطان ناجي, المصدر السابق, من ص162 إلى ص167- وكان أحمد عبد الله اليزيدي آخر من تولى قيادة جيش النظام حتى إسقاط المنطقة بأيدي ثوار الجبهة القومية 17/ 9/ 1967. وبشهادة الأخيرين (الثوار) فقد كان لليزيدي, موقفا مشرفا منحازا للجبهة , ولخيار تسلميها السلطة سلميا, وكان أول القيادات العسكرية العليا التي تفاوضت مع ممثليها , بل أن أحد فدائي الجبهة القومية الذين رافقوا المفاوض سالم علي الكندي, بقيادة عبدالرحيم عتيق, في عملية الصعود للباخرة ,التي كانت تحمل السلطان لدى عودته للمكلا صباح 17/9/1970م, لاستكتابه وتوقيعه التنازل عن السلطنة وتسليمها للجبهة القومية يقول ذلك الفدائي, المناضل, صالح بن عون , وبالنص الحرفي "أنا أتحدى أي واحد ينكر , أن الجبهة القومية قد استطاعت أن تستقطب أي عنصر من عناصر جيش النظام, إلى جانبه
ولا سببْ (غالب) سوء حيلةْ (عمر) خرّجَتُهْ مِنْ الولايهْ خاليْ
أحوالْ صارتْ منْهُمْ, يخشى الحليمْ منها, وتضحِكْ الجهاليْ
- محمد عبدالقادر بامطرف, بتصرف طفيف, المختصر في تاريخ حضرموت, ملزمة, بدون ترقيم
(14) يصفه بوستيد في كتابه, بأنه " رجُل بلا شخصية ولا متانة خُلق سكير ومدمن في تعاطي المخدرات وبعض العادات الشاذة الغريبة وشعبه لا يحترمه البتة" –أنظر سلطان ناجي التاريخ العسكري لليمن طـ2, دار العودة, بيروت, 1988م, صـ165-
(15) سلطان ناجي , المصدر السابق, صـ165
(16) سيف علي مقبل, المرجع السابق, صـ110, احمد عبدالله الملاحي, المذكرة التاريخية الشحرية, وثيقة مخطوطة, صـ171
(17) فتاة الجزيرة , العدد 539, بتاريخ 11 أكتوبر 1950م, فتاة الجزيرة , العدد 551, 24/12/1950م , سيف على مقبل, المصدر السابق, صـ110
(18) احمد عوض باوزير , المصدر السابق, سلطان ناجي, المصدر السابق , صـ166
(19) سلطان ناجي , المصدر السابق, صـ165
(20) احمد عوض باوزير , المصدر السابق
(21) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(22) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(23) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166
(24) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ166, صـ167
(25) يعتبر "السلطان القعيطي أول سلاطين الجنوب الذي كان له جيشا نظاميا في تلك الفترة المُبكرة (مطلع القرن العشرين). وعندما قرر الانجليز التدخل المباشر في (حضرموت) في منتصف الثلاثينات من هذا القرن (العشرين) كما فعلوا بالنسبة للمحميات الغربية وجدوا أمامهم قوة مسلحة لابأس بها عليهم تدعيمها وإعادة تنظيمها على أُسس جديدة تستطيع أن تخدم أغراضهم وتوسع من سلطة السلطان القعيطي خارج المدن الرئيسة التي كانت بحوزته وبالذات في المناطق القبلية التي كانت حتى ذلك الحين هي سيدة الموقف وكانت تستطيع أن تفرض اتاوة حتى على السلاطين انفسهم". ولإعادة "تنظيم جيش المكلا النظامي على أسُس صحيحة وحديثة" تم في ابريل العام 1936م استعارة الكولونيل روبنسن قائد جيش الليوي (تحريف هندي للكلمة الانجليزية ليفيز, وتعني القوات المجندة, وكان جزءاً من سلاح الطيران الملكي البريطاني, وقام الانجليز بإنشائه في مستعمرة عدن في العام 1928م "من نفس العناصر التي كانت تؤلف الكتيبة اليمنية الأولى المنحلة عام 1925م بعد إقصاء العناصر الزيدية والشمالية عموماً من هذه المؤسسة العسكرية الجديدة" سلطان ناجي, المصدر السابق, ص142, إلى المكلا لُنصح انجرامز والسلطان, فكان من أهم توصياته لهما:
- تسريح الجنود "غير الصالحين والمناسبين..."
- "... وتجنيد أشخاص جُدد وزيادة في المرتبات"
- "إعادة تجهيز وتسليح الجيش بمعدات وأسلحة جديدة"
- "ثم بناء ثكنات جديدة له على حساب قروض وهبات بريطانية"
- ألا يبقى استخدامه "كما كان عليه الحال في الماضي, منحصراً بالإعمال الاستعراضية في غالب الأحيان وإنما يجب أن يكون بعد الآن كاحتياطي للقوة وراء القوات البوليسية العادية للسلطنة في حالات الطوارئ والاضطرابات الخطيرة". وإلى ما شهده الجيش من إعادة تنظيمه وتحديثه بعد العام 1936م كذلك أشار المعتمد البريطاني, هيو بوستيد أوائل الخمسينات, عند بداية توليه, أشار على السلطان القعيطي بإعادة تكوين الجيش النظامي والبوليس القعيطي المسلح على أُسس جديدة من حيث نوعية المجندين فيهما". وحسب كتاب رسمي اضطلع بتأليفه "قسم المخابرات البحرية البريطانية في العام 1946م فان قوات السلطنة القعيطية, من جيش النظام, والجنود غير النظاميين, وجندرمة (البوليس المُسلح), قد أصبحت كلها تحت إشراف إدارة عسكرية يرأسها سكرتير عسكري (لعله يقصد السكرتير الحربي, القائد الأعلى للقوات المسلحة القعيطية, الكولونيل صالح بن صميدع) وتعاونه هيئة صغيرة من الأركان, وكان يساعد المعتمد البريطاني في توجيه هذه القوات المحلية مساعد عسكري من الهنود" وما بعد ذلك أصبحت عناصره "من البدو ويافع والإفريقيين" –لاستزادة من أراد, يمكن العودة, إلى سلطان ناجي, المصدر السابق, من ص162 إلى ص167- وكان أحمد عبد الله اليزيدي آخر من تولى قيادة جيش النظام حتى إسقاط المنطقة بأيدي ثوار الجبهة القومية 17/ 9/ 1967. وبشهادة الأخيرين (الثوار) فقد كان لليزيدي, موقفا مشرفا منحازا للجبهة , ولخيار تسلميها السلطة سلميا, وكان أول القيادات العسكرية العليا التي تفاوضت مع ممثليها , بل أن أحد فدائي الجبهة القومية الذين رافقوا المفاوض سالم علي الكندي, بقيادة عبدالرحيم عتيق, في عملية الصعود للباخرة ,التي كانت تحمل السلطان لدى عودته للمكلا صباح 17/9/1970م, لاستكتابه وتوقيعه التنازل عن السلطنة وتسليمها للجبهة القومية يقول ذلك الفدائي, المناضل, صالح بن عون , وبالنص الحرفي "أنا أتحدى أي واحد ينكر , أن الجبهة القومية قد استطاعت أن تستقطب أي عنصر من عناصر جيش النظام, إلى جانبه
ا, باستثناء, محمد بن حطبين, فالبلاد كانت كلها جبهة قومية, وأعلامها في ذلك اليوم 17 سبتمبر ترفرف في كل مكان, باستثناء القصر السلطاني, الذي تحرسه عناصر جيش النظام التي يقودها القائد اليزيدي. وأذكر أنه عند عودتنا من الباخرة, كان علم السلطنة القعيطية لا يزال يرفرف فوق القصر السلطاني, ولم يستطع أحد أن يقتحم القصر, أو ينزله (العلم) إلا بعد 21 سبتمبر بعد وصول الحاج صالح باقيس (من عدن) قام بإنزاله هو والقائد احمد عبدالله اليزيدي , والأخير جنّب البلاد دماء كثيرة كان يمكن أن تسفك , ومخاطر لا يعلمها إلا الله".
(26) كانت بوابة (سدة) منيعة وتحتل مكانها حاليا إدارة الدفاع المدني بالمكلا , وتقف فاصلة ما بين أحياء المكلا الثلاثة (برع السدة, الحارة, البلاد وتعرف حاليا على التوالي السلام, الصيادين, الشهيد خالد) وحي العمال (الشرج سابقا) فإذا ما أغلقت يصبح من المستحيل على المتوجه للشرج من أحد الأحياء الثلاثة أو العكس أن يصل إلى هدفه إلا عبر طريقين أما أن يمخر عباب البحر أو يعتلي الجبل. والحسرات عبرات عند المكلايين والحضارمة عموما على أزالتها الاعتباطية وجعلها أثرا بعد عين , في سبعينيات القرن الميلادي الماضي.
(27) ديوان محافظة حضرموت (حاليا)
(28) حسب المذكرة التاريخية الشحرية (وثيقة مخطوطة صـ 172) لأحمد عبدالله الملاحي, فأنه في الوقت الذي كانت تجري فيه المحادثات بين السلطان صالح بن غالب القعيطي والمستشار البريطاني وزعماء الحزب الوطني, كان المتظاهرون في الخارج يطالبون بالإصلاح الإداري والحكومي , وهي مطالب لم تكن في أجندة السلطان ولا زعماء الحزب من الموالين للسلطان عدا مسألة السكرتير , وأمام هذا الوضع أنسحب زعماء الحزب تاركين الجماهير في مواجهة السُلطة وأصدر السلطان تعليمات بمنع دخول المتظاهرين , كما أصدر المستشار أوامره بإطلاق النار على المتظاهرين , بعد أن حاصروهم في فناء القصر, وقد قاد المذبحة قائد حرس السلطان (بن صميدع) فقتل من المواطنين العُزّل ثلاثة وعشرون شخصا خلاف الجرحى –أنظر سيف على مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ111- واعترفت المصادر الرسمية بأن عدد القتلى من المتظاهرين كان ثمانية أشخاص فقط (فتاة الجزيرة, العدد 522, بتاريخ 7/1/1951م, وقد استفاض الشيخ القدال في الحديث عن الانتفاضة لا سيما (الفصل الخامس) من كتاب له لا يحضرني أسمه الآن, وأن كان قد أشار فيه إلى أن عدد الضحايا (17) شهيدا
(29) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ167, وبتشتيت شمل المظاهرة وقمع تمرد الجماهير , فقدت الجماهير ثقتها في الحزب وتلاشى سياسيا بحيث لم يعد له نشاط يُذكر – سيف مقبل من تاريخ الحركة صـ111
(30) احمد عبدالله الملاحي , المذكرة التاريخية الشحرية , وثيقة مخطوطة , صـ173, سيف على مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية , صـ111
(31) ما سنقتبسه على هذه الصفحة والصفحات القادمة من حديث الأستاذ المؤرخ جاء في مداخلة له قدمها غير مكتوبة , قُدمت في الندوة التاريخية المكرسة لأحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , نظمتها منظمة (الاشتراكي) بمدينة المكلا, في 25/12/1982م
(32) الإشارة هنا إلى قبيلة (القعيطي) من الموسطة , من يافع , فجيش المكلا النظامي "قام بالأساس على القوة العسكرية من يافع, ومن غير يافع كجنود الرويلة المرتزقة من الأفغان الذين استجلبهم من الهند". وعند مجيء الانجليز إلى حضرموت منتصف الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي وجدوا نحو "1400 عسكري يافعي غير نظامي" , " يسببون الكثير من المتاعب" في المدن التي يضطلعون بحراستها وذلك بسبب شعورهم أنهم أهل السلطان القعيطي, ولكونهم كانوا العناصر العسكرية الرئيسية في تاريخ حضرموت الحديث منذ القرن الـ17م " فقد رأت بريطانيا في هذه القوة غير النظامية "تهديدا خطيرا للحكومة الصالحة" فأوكلت لـ" فيجس" مساعد انجرامس "تقليم أظافر هذه القوة, فتخلص من عدد كبير منهم , وحوّل الباقيين إلى ما أصبحت تسمى بـ(الشرطة القعيطية المسلحة) والتي أصبحت مهمتها محصورة في حراسة المدن الداخلية, وليس المناطق القبلية"
(33) يعني لا تترك الصعاليك والسوقة, والسُفل مفردها سُفلة عند العامة وتعني الصعلوك أو السوقي
(26) كانت بوابة (سدة) منيعة وتحتل مكانها حاليا إدارة الدفاع المدني بالمكلا , وتقف فاصلة ما بين أحياء المكلا الثلاثة (برع السدة, الحارة, البلاد وتعرف حاليا على التوالي السلام, الصيادين, الشهيد خالد) وحي العمال (الشرج سابقا) فإذا ما أغلقت يصبح من المستحيل على المتوجه للشرج من أحد الأحياء الثلاثة أو العكس أن يصل إلى هدفه إلا عبر طريقين أما أن يمخر عباب البحر أو يعتلي الجبل. والحسرات عبرات عند المكلايين والحضارمة عموما على أزالتها الاعتباطية وجعلها أثرا بعد عين , في سبعينيات القرن الميلادي الماضي.
(27) ديوان محافظة حضرموت (حاليا)
(28) حسب المذكرة التاريخية الشحرية (وثيقة مخطوطة صـ 172) لأحمد عبدالله الملاحي, فأنه في الوقت الذي كانت تجري فيه المحادثات بين السلطان صالح بن غالب القعيطي والمستشار البريطاني وزعماء الحزب الوطني, كان المتظاهرون في الخارج يطالبون بالإصلاح الإداري والحكومي , وهي مطالب لم تكن في أجندة السلطان ولا زعماء الحزب من الموالين للسلطان عدا مسألة السكرتير , وأمام هذا الوضع أنسحب زعماء الحزب تاركين الجماهير في مواجهة السُلطة وأصدر السلطان تعليمات بمنع دخول المتظاهرين , كما أصدر المستشار أوامره بإطلاق النار على المتظاهرين , بعد أن حاصروهم في فناء القصر, وقد قاد المذبحة قائد حرس السلطان (بن صميدع) فقتل من المواطنين العُزّل ثلاثة وعشرون شخصا خلاف الجرحى –أنظر سيف على مقبل, من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية, صـ111- واعترفت المصادر الرسمية بأن عدد القتلى من المتظاهرين كان ثمانية أشخاص فقط (فتاة الجزيرة, العدد 522, بتاريخ 7/1/1951م, وقد استفاض الشيخ القدال في الحديث عن الانتفاضة لا سيما (الفصل الخامس) من كتاب له لا يحضرني أسمه الآن, وأن كان قد أشار فيه إلى أن عدد الضحايا (17) شهيدا
(29) سلطان ناجي, المصدر السابق, صـ167, وبتشتيت شمل المظاهرة وقمع تمرد الجماهير , فقدت الجماهير ثقتها في الحزب وتلاشى سياسيا بحيث لم يعد له نشاط يُذكر – سيف مقبل من تاريخ الحركة صـ111
(30) احمد عبدالله الملاحي , المذكرة التاريخية الشحرية , وثيقة مخطوطة , صـ173, سيف على مقبل , من تاريخ الحركة الوطنية اليمنية , صـ111
(31) ما سنقتبسه على هذه الصفحة والصفحات القادمة من حديث الأستاذ المؤرخ جاء في مداخلة له قدمها غير مكتوبة , قُدمت في الندوة التاريخية المكرسة لأحياء الذكرى الـ32 لانتفاضة القصر , نظمتها منظمة (الاشتراكي) بمدينة المكلا, في 25/12/1982م
(32) الإشارة هنا إلى قبيلة (القعيطي) من الموسطة , من يافع , فجيش المكلا النظامي "قام بالأساس على القوة العسكرية من يافع, ومن غير يافع كجنود الرويلة المرتزقة من الأفغان الذين استجلبهم من الهند". وعند مجيء الانجليز إلى حضرموت منتصف الثلاثينيات من القرن الميلادي الماضي وجدوا نحو "1400 عسكري يافعي غير نظامي" , " يسببون الكثير من المتاعب" في المدن التي يضطلعون بحراستها وذلك بسبب شعورهم أنهم أهل السلطان القعيطي, ولكونهم كانوا العناصر العسكرية الرئيسية في تاريخ حضرموت الحديث منذ القرن الـ17م " فقد رأت بريطانيا في هذه القوة غير النظامية "تهديدا خطيرا للحكومة الصالحة" فأوكلت لـ" فيجس" مساعد انجرامس "تقليم أظافر هذه القوة, فتخلص من عدد كبير منهم , وحوّل الباقيين إلى ما أصبحت تسمى بـ(الشرطة القعيطية المسلحة) والتي أصبحت مهمتها محصورة في حراسة المدن الداخلية, وليس المناطق القبلية"
(33) يعني لا تترك الصعاليك والسوقة, والسُفل مفردها سُفلة عند العامة وتعني الصعلوك أو السوقي
إدراك الفوت في ذكر قبائل تاريخ حضرموت
(معجم لقبائل البادية وسكان الحاضرة في تاريخ حضرموت)
علي بن محمد بن عبد الله باخيل آل بابطين النَّوَّحي
1415هـ

مقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد بن عبدالله الهادي البشير، الذي ما ترك خيراً إلا دلنا عليه ، ولا شراً إلا حذرنا منه . وبعد :
فبفضل من الله تعالى تم المقصود ، وتحقق لي ما كنت أراه حلماً ، وأحادثه فكرة ، حتى رأيته شاباً يافعاً تـتراقص أوراقه أمامي ، أراه بكل عيوبه التي لا أنكرها ، ونقصه الذي لا أخفيه .
ولقد دفعني لهذا البحث ما يشوب تاريخ حضرموت من الغموض والاضطراب ، حتى أن الباحث لا يكاد يسلم من مز الق هذه الحالة عند محاولته الخوض في هذا التاريخ أو تسليط الضوء على جانب غامض منه.
ولأن حضرموت مثلها مثل بقية أصقاع الجزيرة العربية ، يعتمد مجتمعها السكاني على النظام القبلي ، فإن تاريخ القبائل يعد في الحقيقة أحد الجوانب المهمة المكونة لتاريخ حضرموت .
ومنذ عهد ما قبل الإسلام زمن تأسيس مملكة حضرموت القديمة كان للقبائل والأسر القروية والبدوية منها حضور واضح في عمليات صنع التاريخ حتى أن كنده وهي قبيلة حضرمية بارزة استطاعت التمدد إلى خارج مواطنها في حضرموت ، وتأسيس مملكة قوية زاحمت إلى حد ما الممالك العربية الشمالية في العراق والشام .
من هذا المنطلق فالنظام القبلي كان ولازال يمثل ركيزة لابد أن يتطرق لها الباحث التاريخي الراغب في الغوص في غياهب هذا التاريخ .
ولو تساءلنا عن أهم العوامل التي ساهمت في حدوث هذا الغموض لوجدنا أن ذلك يعود إلى :
*عدم توفر المراجع والمصادر الكافية ، وبقاؤها على رفوف الكتب مما يؤدي إلى تلفها ، وقد تحدث مؤلف "الشامل" عن عدد من التجارب المرة .
*الاضطراب السياسي السائد والمستمر من الحقبة العباسية وحتى عهد متأخر حيث لم تعرف حضرموت حكماً مستقراً شاملاً خلال هذه الفترة ، ولذلك ولاشك تأثيره على الحركة العلمية .
*انصراف أهل العلم - بعد انتشار بدعة التصوف - عن التاريخ والفقه والحديث والعلوم الإسلامية المعروفة إلى علوم الباطن كما يسميها المتصوفة .
وأيا كانت الأسباب - والتي لازالت تفعل فعلها - فان الغموض واضح للعيان ، ولن يزال هذا الغموض إلا بجهد متكامل منظم مترابط ، فيمكن من خلاله وضع تاريخ حضرموت في إطاره التاريخي الصحيح ، وعدم لوي عنق الحقائق التاريخية للوصول إلى غايات وأهداف معينة .
وانطلاقاً من هذه الحقيقة ، وانطلاقاً من اعتبار تاريخ حضرموت هو جزء من تاريخ الجزيرة العربية الواحد ، ولأهمية هذا التاريخ انطلاقاً من الأهمية الجغرافية والاقتصادية والسكانية لهذا الصقع ، فقد سلكت هذا المسلك الوعر ، وكان هدفي تقديم معلومة بسيطة منظمة عن القبائل التي شاركت في التاريخ الحضرمي، لذا جاء عنوانه مختصاً بقبائل تاريخ حضرموت ، فاشتركت فيه قبائل لا تعد ساكنة للقطر الحضرمي لكنها ساهمت في هذا التاريخ . واضعاً نصب عيني وضع هذا التاريخ في سياقه الطبيعي ، ومحاولاً ربط ذلك الماضي بهذا الحاضر ، ومتتبعاً قدر الإمكان وأينما سنحت الفرصة التسلسل التاريخي للقبيلة . وكنت أجاهد أينما أمكن ذلك ألاَّ أغدو أسير حاضرها وحسب .
بيد أني أكاد أن أعترف بالفشل رغم ما بذلته من جهد استمر لسنوات طويلة ، لكنني مع كل هذا الفشل أستطيع أن أدعي بأني قدمت موطئ قدم للمبتدئ والراغب في التعرف على تاريخ القبائل وأنسابها ، خصوصاً إذا كان منقطعــــاً عن هذه المعرفة ، ولا يملك الأدوات التي يمكن له بها أن يمتلك هذه المعرفة .
وقد انطلقت في محاولتي الراهنة ، من عدد من الحقائق التاريخية المتعلقة بتاريخ القبائل منها :
*أن ليس للقبائل مناطق دائمة عبر التاريخ ، بل هي تغير أماكنها بفعل ظروف وحوادث تاريخية تدفعها إلى التقدم إلى إقليم معين ، أو تدفعها إلى الهجرة أو التوسع أو الانكماش .
*أن النسب الذي يجمع القبيلة لا يمكن اعتباره صلة عرقية دائماً ، بل صلة اجتماعية ، تفرضها عدد من العوامل منها العامل العرقي ، والعامل الأمني والاقتصادي والجغرافي . والتي تساهم في نشوء هذه الصلة الاجتماعية .
*ثالث هذه الحقائق هو اعتبار حضرموت إقليما منعزلاً إلى حد ، وأن الهجرات منه أكثر من الهجرات إليه، ولم يعرف في تاريخه أي تأثير خارجي سوى من الغرب والشرق ، ولعل الجغرافيا هي التي صنعت ذلك فمن الشمال هناك صحراء الربع الخالي وهي مفازة أغلقت حضرموت شمالاً وبحر العرب مفازة أغلقت حضرموت جنوباً ، وكل كسر لهذه الحقيقة الجغرافية لم يتعد كونه محاولات فردية ، أما التأثيرات الجماعية فهي أما من الغرب أو من الشرق ، فالإباضية أتت من الشرق ، وقبائل نهد ويافع وما أثارته من أحداث تاريخية كبيرة جاءت من الغرب ، وكان الوضع السياسي كثيراً ما تأثر بالوضع في الغرب حيث الدولة الزيدية والرسولية ومن قبلهم الأي
(معجم لقبائل البادية وسكان الحاضرة في تاريخ حضرموت)
علي بن محمد بن عبد الله باخيل آل بابطين النَّوَّحي
1415هـ

مقدمة :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً .
ونصلى ونسلم على المبعوث رحمة للعالمين ، محمد بن عبدالله الهادي البشير، الذي ما ترك خيراً إلا دلنا عليه ، ولا شراً إلا حذرنا منه . وبعد :
فبفضل من الله تعالى تم المقصود ، وتحقق لي ما كنت أراه حلماً ، وأحادثه فكرة ، حتى رأيته شاباً يافعاً تـتراقص أوراقه أمامي ، أراه بكل عيوبه التي لا أنكرها ، ونقصه الذي لا أخفيه .
ولقد دفعني لهذا البحث ما يشوب تاريخ حضرموت من الغموض والاضطراب ، حتى أن الباحث لا يكاد يسلم من مز الق هذه الحالة عند محاولته الخوض في هذا التاريخ أو تسليط الضوء على جانب غامض منه.
ولأن حضرموت مثلها مثل بقية أصقاع الجزيرة العربية ، يعتمد مجتمعها السكاني على النظام القبلي ، فإن تاريخ القبائل يعد في الحقيقة أحد الجوانب المهمة المكونة لتاريخ حضرموت .
ومنذ عهد ما قبل الإسلام زمن تأسيس مملكة حضرموت القديمة كان للقبائل والأسر القروية والبدوية منها حضور واضح في عمليات صنع التاريخ حتى أن كنده وهي قبيلة حضرمية بارزة استطاعت التمدد إلى خارج مواطنها في حضرموت ، وتأسيس مملكة قوية زاحمت إلى حد ما الممالك العربية الشمالية في العراق والشام .
من هذا المنطلق فالنظام القبلي كان ولازال يمثل ركيزة لابد أن يتطرق لها الباحث التاريخي الراغب في الغوص في غياهب هذا التاريخ .
ولو تساءلنا عن أهم العوامل التي ساهمت في حدوث هذا الغموض لوجدنا أن ذلك يعود إلى :
*عدم توفر المراجع والمصادر الكافية ، وبقاؤها على رفوف الكتب مما يؤدي إلى تلفها ، وقد تحدث مؤلف "الشامل" عن عدد من التجارب المرة .
*الاضطراب السياسي السائد والمستمر من الحقبة العباسية وحتى عهد متأخر حيث لم تعرف حضرموت حكماً مستقراً شاملاً خلال هذه الفترة ، ولذلك ولاشك تأثيره على الحركة العلمية .
*انصراف أهل العلم - بعد انتشار بدعة التصوف - عن التاريخ والفقه والحديث والعلوم الإسلامية المعروفة إلى علوم الباطن كما يسميها المتصوفة .
وأيا كانت الأسباب - والتي لازالت تفعل فعلها - فان الغموض واضح للعيان ، ولن يزال هذا الغموض إلا بجهد متكامل منظم مترابط ، فيمكن من خلاله وضع تاريخ حضرموت في إطاره التاريخي الصحيح ، وعدم لوي عنق الحقائق التاريخية للوصول إلى غايات وأهداف معينة .
وانطلاقاً من هذه الحقيقة ، وانطلاقاً من اعتبار تاريخ حضرموت هو جزء من تاريخ الجزيرة العربية الواحد ، ولأهمية هذا التاريخ انطلاقاً من الأهمية الجغرافية والاقتصادية والسكانية لهذا الصقع ، فقد سلكت هذا المسلك الوعر ، وكان هدفي تقديم معلومة بسيطة منظمة عن القبائل التي شاركت في التاريخ الحضرمي، لذا جاء عنوانه مختصاً بقبائل تاريخ حضرموت ، فاشتركت فيه قبائل لا تعد ساكنة للقطر الحضرمي لكنها ساهمت في هذا التاريخ . واضعاً نصب عيني وضع هذا التاريخ في سياقه الطبيعي ، ومحاولاً ربط ذلك الماضي بهذا الحاضر ، ومتتبعاً قدر الإمكان وأينما سنحت الفرصة التسلسل التاريخي للقبيلة . وكنت أجاهد أينما أمكن ذلك ألاَّ أغدو أسير حاضرها وحسب .
بيد أني أكاد أن أعترف بالفشل رغم ما بذلته من جهد استمر لسنوات طويلة ، لكنني مع كل هذا الفشل أستطيع أن أدعي بأني قدمت موطئ قدم للمبتدئ والراغب في التعرف على تاريخ القبائل وأنسابها ، خصوصاً إذا كان منقطعــــاً عن هذه المعرفة ، ولا يملك الأدوات التي يمكن له بها أن يمتلك هذه المعرفة .
وقد انطلقت في محاولتي الراهنة ، من عدد من الحقائق التاريخية المتعلقة بتاريخ القبائل منها :
*أن ليس للقبائل مناطق دائمة عبر التاريخ ، بل هي تغير أماكنها بفعل ظروف وحوادث تاريخية تدفعها إلى التقدم إلى إقليم معين ، أو تدفعها إلى الهجرة أو التوسع أو الانكماش .
*أن النسب الذي يجمع القبيلة لا يمكن اعتباره صلة عرقية دائماً ، بل صلة اجتماعية ، تفرضها عدد من العوامل منها العامل العرقي ، والعامل الأمني والاقتصادي والجغرافي . والتي تساهم في نشوء هذه الصلة الاجتماعية .
*ثالث هذه الحقائق هو اعتبار حضرموت إقليما منعزلاً إلى حد ، وأن الهجرات منه أكثر من الهجرات إليه، ولم يعرف في تاريخه أي تأثير خارجي سوى من الغرب والشرق ، ولعل الجغرافيا هي التي صنعت ذلك فمن الشمال هناك صحراء الربع الخالي وهي مفازة أغلقت حضرموت شمالاً وبحر العرب مفازة أغلقت حضرموت جنوباً ، وكل كسر لهذه الحقيقة الجغرافية لم يتعد كونه محاولات فردية ، أما التأثيرات الجماعية فهي أما من الغرب أو من الشرق ، فالإباضية أتت من الشرق ، وقبائل نهد ويافع وما أثارته من أحداث تاريخية كبيرة جاءت من الغرب ، وكان الوضع السياسي كثيراً ما تأثر بالوضع في الغرب حيث الدولة الزيدية والرسولية ومن قبلهم الأي
وبيين في اليمن .
ومن المؤسف حقاً أن دعوة الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتي بلغ تأثيرها نواحي واسعة في العالم الإسلامي ، لم تترك أثراً في حضرموت إحدى معاقل الصوفية ، رغم غزوة ابن قملا النجدي على تريم ، والتأثير الذي وصل إليها كان فردياً على يد الشيخ باصبرين الذي تلقى جزءً من تعليمه في الحجاز .
ولقد سلكت في هذا البحث مسلكاً على القارئ أن يفطن له ، فقد اقتصر البحث في سكان حضرموت على عدد من الفئات كالقبليين والمشايخ والسادة وبعض الأسر القروية ، وأرجعت كلاً إلى فئته ، واتخذت من بعض العبارات مصطلحات للدلالة على الفئة التي تنتمي لها المادة المترجم لها ، فمن ذلك لفظة قبيلة أو فخذ أو بطن أو دار للقبليين ولفظة "بيت" للسادة يشاركهم في ذلك الحموم وقبائل شرق حضرموت باعتبارهم يستخدمون اللفظة مقابلة للفظة فخذ أو دار واقتصر استخدام لفظة "أسرة" على السكان القرويين الذين لا يرفعون أنسابهم، أما المشايخ فنعتهم بهذه اللفظة .
كذلك لم أتقدم خطوة في عملي هذا سوى بعد أن أشعر بوضع قدمي على أرض صلبة ، فلا مكان للخلط في النقل عند الحديث عن القبائل وأنسابها حيث للعصبية القبلية حضور في المدح والقدح ، لكنني لست أزعم أني سلمت من الأخطاء ، أو كنت مصيباً ، أو أني ألممت بكل جوانب الموضوع ، بل افترضت عكس ذلك، وأعددت نفسي للقبول بتبعاته ، والتراجع عن الخطأ والعودة راضياً إلى الصواب .
والله ولي التوفيق علي بن محمد باخيل
حرف الألف
بنو أبان :
بطن قديم من نهد (القلقشندي ص 32).
الابارقة :
قبيلة من الدين ، منهم : آل باجعول . يسكنون الطريق بين ريدة الدين ووادي عمد . (الشامل ص 97).
آل بابراهم :
جاء في الشامل : الرشة بفتح وكسر وهي غيضة آل بابراهم وأصلهم من الصدف، وكانوا بالهجرين، ومنهم برحاب وقيدون بيت واحد منهم(الشامل ص89) .
الأبايضة :
قبيلة قليلة العديد من الحالكة من سيبان . ويرى البكرى أن لهم علاقة بالمذهب الاباضي (مذهب من مذاهب الخوارج) الذي كان سائداً في وادي دوعن (البكري ص 193 الجنوب العربي) بينما لا يرى البعض ذلك بسبب الاختلاف في الاشتقاق اللغوي بين كلمة أبايضة وهي جمع "أبيض" والإباضية نسبة إلى عبدالله بن إباض أحد زعماء الخوارج ، وقد يدفع هذا الرأي بأن العرب قد عرفوا قلب بعض الحروف عن مواضعها .
لبعوس (آل الابعوس) :
قبيلة من يافع العليا ، والنسبة لها "البعسي" بضم الباء وسكون االعين ، وهم : آل عمر ، آل عبدالصمد ، آل الجرف ، آل سحيان ، آل بن متاش ، آل هرم ، آل بهينة ، آل عديوه ، آل حريب ، آل مضيق ، آل الشسعة، آل البر ، آل حبة ، آل طبيه ، آل أحمد ، آل المغرا ، آل منصور ، آل الديون" (البكري : حضرموت وعدن ص 283).
الابقور : بطن من يافع ، يسكن قرية (بنا ابة) في لحج . (العبدلي ص 43).
الاحامدة :
من القعطة من الموسطة من يافع (البطاطي ص 92) منهم الشاعر صلاح بن أحمد القائل :
أبديت بك وأدعوك ياجيد وغيرك مايجود
ياحي ياقيوم يامطلق من الساق القيود
ومنها :
أين الدول أين آل عبدالله وهمدان الأسود
وين بن مطلـــق وين ربعه وين بن سالم عبود
أين القعيطي أين يافع ذي تطرح في الربـود
ذي يرعضون السيل مجرى يطلعونه في سنود (البطاطي ص 101)
الأحامدة :
من قبائل منطقة الضالع ، من حمير . (الجنوب العربي ص 227).
آل احتلة :
قبيلة من آل باكازم من العوالق السفلي ، وهم : أهل الوبر ، أهل يسلم ، أهل نجمة" (الجازع ص 63)
الأحجور :
فئـــات من الموالى ، يعرفون بهذا الاسم في لحج نسبة إلى حجر (أحد أودية حضرموت) ووهم مصطفى الدباغ في كتابة "بلاد العرب" وعدهم إحدى قبائل لحج ، وقال : ودعوا بذلك الاسم نسبة إلى حجر في حضرموت ، سمرتهم شديدة، وهم بوجه عام أكبر جداً وأشد ساعداً من اللحجي ، والحجور يشتغلون في لحج بالأشغال الشاقة وقد عرفوا بتقواهم" (الدباغ ص 36) وهم ينتسبون إلى قبائلهم الحضرمية ، وعد صاحب "هدية الزمن" عدداً منهم (العبدلي ص 297) ويكثرون في لحج لكثرة الزراعة . وهم في حجر قسمان كما جاء في "الشامل" : "آل باحسن ، الصبيان" (الشامل ص 76).
الأحدوث :
بطن قديم من ناهض من حضرموت . منهم خير بن نعيم الحضرمي الاحدوثي ت 137 (اللباب ج1 ص30).
الأحلاف :
حلف يجمع خمسة أسر هي : آل بالعمش ، آل باشميل ، آل بازعزوع ، آل باخشب ، آل باجخيف ، يسكنون العرسمه . (الشامل ص 186).
آل بلحمر (بنو الأحمر) :
قبيلة شهيرة من قبائل بادية حضرموت تسكن "عرض بلحمر" في وادي ليسر وغيل الحالكة .
من آل بادقيل من الحالكة من سيبان ، لهم مشاركة واسعة في الأحداث السياسية في وادي دوعن ، ذكر أحدهم سنة 890 حين هجم على "الخريبة" وحكمها عشر سنوات حتى استعادها آل فارس منهم (جواهر الأحقاف ج2 ص176) . فيهم رئاسة الحالكة .
آل بلخرم (بنو الأخرم) :
قبيلة من الحالكة ، تسكن "حوفة" (الشامل ص 172) .
بنو أرض :
قبيلة من يافع ، تسكن حضرموت ، ذكر بامطرف : والفرط - فرط بني
أرض وهم من قبائل البيضاء الذين استوطنوا حضرموت (بامطرف ، ملاحظات ص 18) ويسكن بعضهم "ال
ومن المؤسف حقاً أن دعوة الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب رحمه الله والتي بلغ تأثيرها نواحي واسعة في العالم الإسلامي ، لم تترك أثراً في حضرموت إحدى معاقل الصوفية ، رغم غزوة ابن قملا النجدي على تريم ، والتأثير الذي وصل إليها كان فردياً على يد الشيخ باصبرين الذي تلقى جزءً من تعليمه في الحجاز .
ولقد سلكت في هذا البحث مسلكاً على القارئ أن يفطن له ، فقد اقتصر البحث في سكان حضرموت على عدد من الفئات كالقبليين والمشايخ والسادة وبعض الأسر القروية ، وأرجعت كلاً إلى فئته ، واتخذت من بعض العبارات مصطلحات للدلالة على الفئة التي تنتمي لها المادة المترجم لها ، فمن ذلك لفظة قبيلة أو فخذ أو بطن أو دار للقبليين ولفظة "بيت" للسادة يشاركهم في ذلك الحموم وقبائل شرق حضرموت باعتبارهم يستخدمون اللفظة مقابلة للفظة فخذ أو دار واقتصر استخدام لفظة "أسرة" على السكان القرويين الذين لا يرفعون أنسابهم، أما المشايخ فنعتهم بهذه اللفظة .
كذلك لم أتقدم خطوة في عملي هذا سوى بعد أن أشعر بوضع قدمي على أرض صلبة ، فلا مكان للخلط في النقل عند الحديث عن القبائل وأنسابها حيث للعصبية القبلية حضور في المدح والقدح ، لكنني لست أزعم أني سلمت من الأخطاء ، أو كنت مصيباً ، أو أني ألممت بكل جوانب الموضوع ، بل افترضت عكس ذلك، وأعددت نفسي للقبول بتبعاته ، والتراجع عن الخطأ والعودة راضياً إلى الصواب .
والله ولي التوفيق علي بن محمد باخيل
حرف الألف
بنو أبان :
بطن قديم من نهد (القلقشندي ص 32).
الابارقة :
قبيلة من الدين ، منهم : آل باجعول . يسكنون الطريق بين ريدة الدين ووادي عمد . (الشامل ص 97).
آل بابراهم :
جاء في الشامل : الرشة بفتح وكسر وهي غيضة آل بابراهم وأصلهم من الصدف، وكانوا بالهجرين، ومنهم برحاب وقيدون بيت واحد منهم(الشامل ص89) .
الأبايضة :
قبيلة قليلة العديد من الحالكة من سيبان . ويرى البكرى أن لهم علاقة بالمذهب الاباضي (مذهب من مذاهب الخوارج) الذي كان سائداً في وادي دوعن (البكري ص 193 الجنوب العربي) بينما لا يرى البعض ذلك بسبب الاختلاف في الاشتقاق اللغوي بين كلمة أبايضة وهي جمع "أبيض" والإباضية نسبة إلى عبدالله بن إباض أحد زعماء الخوارج ، وقد يدفع هذا الرأي بأن العرب قد عرفوا قلب بعض الحروف عن مواضعها .
لبعوس (آل الابعوس) :
قبيلة من يافع العليا ، والنسبة لها "البعسي" بضم الباء وسكون االعين ، وهم : آل عمر ، آل عبدالصمد ، آل الجرف ، آل سحيان ، آل بن متاش ، آل هرم ، آل بهينة ، آل عديوه ، آل حريب ، آل مضيق ، آل الشسعة، آل البر ، آل حبة ، آل طبيه ، آل أحمد ، آل المغرا ، آل منصور ، آل الديون" (البكري : حضرموت وعدن ص 283).
الابقور : بطن من يافع ، يسكن قرية (بنا ابة) في لحج . (العبدلي ص 43).
الاحامدة :
من القعطة من الموسطة من يافع (البطاطي ص 92) منهم الشاعر صلاح بن أحمد القائل :
أبديت بك وأدعوك ياجيد وغيرك مايجود
ياحي ياقيوم يامطلق من الساق القيود
ومنها :
أين الدول أين آل عبدالله وهمدان الأسود
وين بن مطلـــق وين ربعه وين بن سالم عبود
أين القعيطي أين يافع ذي تطرح في الربـود
ذي يرعضون السيل مجرى يطلعونه في سنود (البطاطي ص 101)
الأحامدة :
من قبائل منطقة الضالع ، من حمير . (الجنوب العربي ص 227).
آل احتلة :
قبيلة من آل باكازم من العوالق السفلي ، وهم : أهل الوبر ، أهل يسلم ، أهل نجمة" (الجازع ص 63)
الأحجور :
فئـــات من الموالى ، يعرفون بهذا الاسم في لحج نسبة إلى حجر (أحد أودية حضرموت) ووهم مصطفى الدباغ في كتابة "بلاد العرب" وعدهم إحدى قبائل لحج ، وقال : ودعوا بذلك الاسم نسبة إلى حجر في حضرموت ، سمرتهم شديدة، وهم بوجه عام أكبر جداً وأشد ساعداً من اللحجي ، والحجور يشتغلون في لحج بالأشغال الشاقة وقد عرفوا بتقواهم" (الدباغ ص 36) وهم ينتسبون إلى قبائلهم الحضرمية ، وعد صاحب "هدية الزمن" عدداً منهم (العبدلي ص 297) ويكثرون في لحج لكثرة الزراعة . وهم في حجر قسمان كما جاء في "الشامل" : "آل باحسن ، الصبيان" (الشامل ص 76).
الأحدوث :
بطن قديم من ناهض من حضرموت . منهم خير بن نعيم الحضرمي الاحدوثي ت 137 (اللباب ج1 ص30).
الأحلاف :
حلف يجمع خمسة أسر هي : آل بالعمش ، آل باشميل ، آل بازعزوع ، آل باخشب ، آل باجخيف ، يسكنون العرسمه . (الشامل ص 186).
آل بلحمر (بنو الأحمر) :
قبيلة شهيرة من قبائل بادية حضرموت تسكن "عرض بلحمر" في وادي ليسر وغيل الحالكة .
من آل بادقيل من الحالكة من سيبان ، لهم مشاركة واسعة في الأحداث السياسية في وادي دوعن ، ذكر أحدهم سنة 890 حين هجم على "الخريبة" وحكمها عشر سنوات حتى استعادها آل فارس منهم (جواهر الأحقاف ج2 ص176) . فيهم رئاسة الحالكة .
آل بلخرم (بنو الأخرم) :
قبيلة من الحالكة ، تسكن "حوفة" (الشامل ص 172) .
بنو أرض :
قبيلة من يافع ، تسكن حضرموت ، ذكر بامطرف : والفرط - فرط بني
أرض وهم من قبائل البيضاء الذين استوطنوا حضرموت (بامطرف ، ملاحظات ص 18) ويسكن بعضهم "ال
عدان" (السقاف ص 237 ج 17 مجلة العرب) .
بنو إسحاق :
من المشايخ تساكن قبائل الصيعر ، وهم : آل شيبان ، آل حمدان ، آل ربيع ، آل النهم ، آل عقيل ، الغشاليق" (البلادى ص 149) .
ويرجع البعض سبب نشوء فئة المشايخ إلى هجرة بعض أفراد العشائر التي لعبت دوراً بارزاً في صدر الإسلام . أو لعل السبب أن أفراداً اتجهوا إلى العلم والدين في مجتمعات قبلية مضطربة مما جنبهم الحروب القبلية وجعلهم مرجعاً لحل المشكلات الناشئة بين القبائل .
بنو أبي أسود :
قبيلة قديمة من نهد (القلقشندي ص 33) .
عيال الأسود :
قبيلة من الكرب ، هم : عيال سليمان ، عيال سالم (البلادى ص 144) .
بنو أشا :
بطن قديم من كندة ، نسبوا إلى أمهم أشاءة أمة من حضرموت . (المقحفي ص 23).
الأشاولة :
دار من السموح من سيبان ، والنسبة لهم (اللشولي) ، يسكنون غيل باوزير، منهم : آل بازياد ، آل باراكة .
آل بلشرف (بنو الأشرف) :
قبيلة من آل بادقيل من الحالكة من سيبان ، (البكري تاريخ حضرموت ج2 ص 101) يسكنون "بلاد الماء" في وادي دوعن .
الأشعوب :
من قبائل منطقة لحج ، هم بنو شعب بن عمرو بن شعبان بن عمرو بن جشم بن عبد شمس بن حمير (العبدلي ص 38) .
الأصابح (ذو أصبح) :
من قبائل حمير هم بنو حارث ذو أصبح بن مالك بن زيد بن حمير ، منهم الفقيه المعروف مالك بن أنس الاصبحي ت 179هـ إمام دار الهجرة الشريفة رحمه الله تعالى .
لهم بقية كبيرة . ذكر محقق الجزء الثاني من الإكليل : الاصابح اليوم قبيل كبير وهي عظيم ، تتفرع إلى أربع قبائل في محال مختلفة ، وأشهرها الأصابح التي يقال لها الصبيحة" (الإكليل ج 2 ص 149) .
الأصنعة :
قبيلة تسمى اليوم الحواشب ، منهم فرقة لازالت تحمل هذا الاسم تسكن وادي تونة في جنوب اليمن . (المقحفي ص 26)
الأصووت :
قبيلة من يافع هم آل الصيات (المقحفي ص 26) .
الأعبود :
بطن قديم من السكاسك من كندة (اللباب ج 1 ص 73) .
الأعدول :
بطن قديم من حضرموت منهم عبدالله من لهيعة الحضرمي الاعدولي قاضي مصر (السمعاني ج 1 ص 307) .
آل بلعسر (بنو الأعسر) :
قبيلة من الحالكة .
آل لعسم (بنو الأعسم) :
فخذ من آل لفشع (الأفشع) من عيال سليمان من الكرب ، هم : آل قطيان ، آل أحمد بن الأعسم . (البلادي ص 144).
آل الاعسم (العسمان) :
قبيلة من آل باحيان من بلعبيد ، هم : آل الصقع ، آل جعم ، آل باعاني ، آل باشجير ، آل باعقل ، آل بامزعب ، آل باشيبة ، آل ماخش ، آل باعنس ، آل بافضل ، آل زيد . يسكنون سوط بلعبيد (الشاطري ج 2 ص 368) .
آل الاعلم :
قبيلة من كندة ، ذكرها صاحب جواهر الأحقاف (جواهر ج 2 ص 72).
آل بلعمش (بنو الاعمش) :
أسرة تسكن "العرسمة" من الأحلاف ، قيل كانوا قديما بـ "هينن" ثم نقلوا عنها (الشامل ص 182) .
الأعمور :
من قبائل منطقة لحج من كندة (العبدلي ص 38) .
الأعنود :
قبيلة تسكن بين منطقتي لحج وأبين ، منهم الشاعر أبو بكر من أحمد العندي، بفتح أوله وثانيه . (المقحفي ص 30)
آل بغلف (بنو الأغلف) :
أسرة تسكن "هدون" و"خسوفر" في وادي دوعن . منهم المحسن محمد بن أحمد بغلف صاحب اليد البيضاء على البلاد الحضرمية .
آل لفشع (بنو الأفشع) :
قبيلة من عيال سليمان الأسود من الكرب ، هم : آل الأعسم ، آل القناص (البلادى ص 144) .
الأقدور :
قبيلة من الحواشب ، تسكن قرية (الثعلب) في منطقـــــة لحج . (المقحفي ص 31).
لقموش (بنو الأقموش) :
قبيلة كبيرة من حمير ، تسكن "حبان" منهم آل فاطمة ، آل مجور ، آل لحمان ، آل حنش ، آل منصور ، آل أحمد (الشامل ص 44) .
الأندائي :
بطن قديم هم بنو أندا بن عدي بن تجيب (السمعاني ج 1 ص 360) .
أوَّاب :
بطن قديــــم من تجيب منهم زياد بن نافع الاوابي أحد التابعين (السمعاني ج 1 ص 378) .
أود :
قبيلة كبيرة من مذحج ، منهم الشاعر الجاهلي الأفوه الأودى وهو صلاءة بن عمرو القائل :
لايصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولاسراة إذا جهالهم سادوا (ابن قتيبة ج 1 ص 175)
من بطونها القديمة : بنو شبيب ، بنو قيس ، بنو كتيف ، بنو مزاحم ، بنو كليب ، بنو سويق ، لها بقية في منطقة دثينة (الهمداني الصفة ص 184).
الأولومي :
بطن قديم من الصدف (السمعاني ج 1 ص 388) .
بنو أيدعان :
بطون قديمة من تجيب ، ومن الصدف ، ومن حضرموت (السمعاني ج ص 397)
الأيزون :
قبيلة كبيرة من حمير هم بنو عامر (ذو يزن) بن أسلم بن الحارث بن مالك ابن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي . (الإكليل ج 2 ص 240) ينسب لهم القائد المشهور سيف بن ذي يزن .
وعد الهمداني من بطونها القديمة : آل ذي نعامة - بني زرعة ، الأيدوع وقال عن مساكنهم آل ذي يزن باليمن بين لحج ومرخة وهم الايزون ومنهم عدد كثير بحمص وحضرموت ، وأضاف وينزلون بحضرموت مدينة يقال لها يشبم (الإكليل ج 2 ص 246) .
ولهم بقية كبيرة تكون بعض قبيلة العوالق (انظر مادة العوالق).
حرف الباء
آل البار :
بيت من السادة هم بنو علي البار بن علوي بن علوي بن أحمد (المقحفي ص 41) يسكن الخريبة .
آل البتيري :
بطن قديم من نهد ينسبون إلى بتيرة بطن من نهد (السمعاني ج 2 ص 78)
آل ب
بنو إسحاق :
من المشايخ تساكن قبائل الصيعر ، وهم : آل شيبان ، آل حمدان ، آل ربيع ، آل النهم ، آل عقيل ، الغشاليق" (البلادى ص 149) .
ويرجع البعض سبب نشوء فئة المشايخ إلى هجرة بعض أفراد العشائر التي لعبت دوراً بارزاً في صدر الإسلام . أو لعل السبب أن أفراداً اتجهوا إلى العلم والدين في مجتمعات قبلية مضطربة مما جنبهم الحروب القبلية وجعلهم مرجعاً لحل المشكلات الناشئة بين القبائل .
بنو أبي أسود :
قبيلة قديمة من نهد (القلقشندي ص 33) .
عيال الأسود :
قبيلة من الكرب ، هم : عيال سليمان ، عيال سالم (البلادى ص 144) .
بنو أشا :
بطن قديم من كندة ، نسبوا إلى أمهم أشاءة أمة من حضرموت . (المقحفي ص 23).
الأشاولة :
دار من السموح من سيبان ، والنسبة لهم (اللشولي) ، يسكنون غيل باوزير، منهم : آل بازياد ، آل باراكة .
آل بلشرف (بنو الأشرف) :
قبيلة من آل بادقيل من الحالكة من سيبان ، (البكري تاريخ حضرموت ج2 ص 101) يسكنون "بلاد الماء" في وادي دوعن .
الأشعوب :
من قبائل منطقة لحج ، هم بنو شعب بن عمرو بن شعبان بن عمرو بن جشم بن عبد شمس بن حمير (العبدلي ص 38) .
الأصابح (ذو أصبح) :
من قبائل حمير هم بنو حارث ذو أصبح بن مالك بن زيد بن حمير ، منهم الفقيه المعروف مالك بن أنس الاصبحي ت 179هـ إمام دار الهجرة الشريفة رحمه الله تعالى .
لهم بقية كبيرة . ذكر محقق الجزء الثاني من الإكليل : الاصابح اليوم قبيل كبير وهي عظيم ، تتفرع إلى أربع قبائل في محال مختلفة ، وأشهرها الأصابح التي يقال لها الصبيحة" (الإكليل ج 2 ص 149) .
الأصنعة :
قبيلة تسمى اليوم الحواشب ، منهم فرقة لازالت تحمل هذا الاسم تسكن وادي تونة في جنوب اليمن . (المقحفي ص 26)
الأصووت :
قبيلة من يافع هم آل الصيات (المقحفي ص 26) .
الأعبود :
بطن قديم من السكاسك من كندة (اللباب ج 1 ص 73) .
الأعدول :
بطن قديم من حضرموت منهم عبدالله من لهيعة الحضرمي الاعدولي قاضي مصر (السمعاني ج 1 ص 307) .
آل بلعسر (بنو الأعسر) :
قبيلة من الحالكة .
آل لعسم (بنو الأعسم) :
فخذ من آل لفشع (الأفشع) من عيال سليمان من الكرب ، هم : آل قطيان ، آل أحمد بن الأعسم . (البلادي ص 144).
آل الاعسم (العسمان) :
قبيلة من آل باحيان من بلعبيد ، هم : آل الصقع ، آل جعم ، آل باعاني ، آل باشجير ، آل باعقل ، آل بامزعب ، آل باشيبة ، آل ماخش ، آل باعنس ، آل بافضل ، آل زيد . يسكنون سوط بلعبيد (الشاطري ج 2 ص 368) .
آل الاعلم :
قبيلة من كندة ، ذكرها صاحب جواهر الأحقاف (جواهر ج 2 ص 72).
آل بلعمش (بنو الاعمش) :
أسرة تسكن "العرسمة" من الأحلاف ، قيل كانوا قديما بـ "هينن" ثم نقلوا عنها (الشامل ص 182) .
الأعمور :
من قبائل منطقة لحج من كندة (العبدلي ص 38) .
الأعنود :
قبيلة تسكن بين منطقتي لحج وأبين ، منهم الشاعر أبو بكر من أحمد العندي، بفتح أوله وثانيه . (المقحفي ص 30)
آل بغلف (بنو الأغلف) :
أسرة تسكن "هدون" و"خسوفر" في وادي دوعن . منهم المحسن محمد بن أحمد بغلف صاحب اليد البيضاء على البلاد الحضرمية .
آل لفشع (بنو الأفشع) :
قبيلة من عيال سليمان الأسود من الكرب ، هم : آل الأعسم ، آل القناص (البلادى ص 144) .
الأقدور :
قبيلة من الحواشب ، تسكن قرية (الثعلب) في منطقـــــة لحج . (المقحفي ص 31).
لقموش (بنو الأقموش) :
قبيلة كبيرة من حمير ، تسكن "حبان" منهم آل فاطمة ، آل مجور ، آل لحمان ، آل حنش ، آل منصور ، آل أحمد (الشامل ص 44) .
الأندائي :
بطن قديم هم بنو أندا بن عدي بن تجيب (السمعاني ج 1 ص 360) .
أوَّاب :
بطن قديــــم من تجيب منهم زياد بن نافع الاوابي أحد التابعين (السمعاني ج 1 ص 378) .
أود :
قبيلة كبيرة من مذحج ، منهم الشاعر الجاهلي الأفوه الأودى وهو صلاءة بن عمرو القائل :
لايصلح الناس فوضى لاسراة لهم ولاسراة إذا جهالهم سادوا (ابن قتيبة ج 1 ص 175)
من بطونها القديمة : بنو شبيب ، بنو قيس ، بنو كتيف ، بنو مزاحم ، بنو كليب ، بنو سويق ، لها بقية في منطقة دثينة (الهمداني الصفة ص 184).
الأولومي :
بطن قديم من الصدف (السمعاني ج 1 ص 388) .
بنو أيدعان :
بطون قديمة من تجيب ، ومن الصدف ، ومن حضرموت (السمعاني ج ص 397)
الأيزون :
قبيلة كبيرة من حمير هم بنو عامر (ذو يزن) بن أسلم بن الحارث بن مالك ابن زيد بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي . (الإكليل ج 2 ص 240) ينسب لهم القائد المشهور سيف بن ذي يزن .
وعد الهمداني من بطونها القديمة : آل ذي نعامة - بني زرعة ، الأيدوع وقال عن مساكنهم آل ذي يزن باليمن بين لحج ومرخة وهم الايزون ومنهم عدد كثير بحمص وحضرموت ، وأضاف وينزلون بحضرموت مدينة يقال لها يشبم (الإكليل ج 2 ص 246) .
ولهم بقية كبيرة تكون بعض قبيلة العوالق (انظر مادة العوالق).
حرف الباء
آل البار :
بيت من السادة هم بنو علي البار بن علوي بن علوي بن أحمد (المقحفي ص 41) يسكن الخريبة .
آل البتيري :
بطن قديم من نهد ينسبون إلى بتيرة بطن من نهد (السمعاني ج 2 ص 78)
آل ب
ابحر :
قبيلة من نعمان ، جاء في الشامل : جبال البابحر بفتح الباء والحاء وفيها حاضنة البابحر بها مساكن لهم ، وحرث ومنهم آل بافقير ، آل بازرعة بضم فسكون تنحدر من جبال البابحر أودية عديدة تسيل إلى حجر (الشامل ص 71) وهم يسار السائر في وادي حجر متجهاً شمالاً .
آل بابحيث :
قبيلة من المحمدين من سيبان هم آل باسفالى ، آل بامقص ، آل بايوسف .
آل بحيث :
قبيلة من نعمان .
آل بابحير :
أسرة تسكن الحبيل في وادي دوعن، قيل انهم من كندة(جواهرج2ص11)
بنو بداء :
بطن قديم من كندة (اللباب ج 1 ص 129) منهم عدد من المشاهير .
آل بدر :
قبيلة من آل كليب من نهد ، وهم آل بشير ، آل محمد ، آل حزيم ، العواهمة ، آل حدجان (البلادي ص 161) .
آل بابدر :
قبيلة من آل باقاري من الدين ، يسكنون "باطريق" وشرج صاهد (الشامل ص 96) .
البدو :
تطلق كلمة "بدوي" يسكنون الدال في حضرموت على أفراد القبائل ، مقابل كلمة المزارع المستقر (الحراث) بالمصطلح المحلي . وهذا التقسيم وان كان في جانب منه اجتماعي - اقتصادي ، إلا انه ومن جانب آخر تقسيم عرقي يعتمد على النسب ، فالقبيلة البدوية وان استقرت وعملت في فلاحة الأرض تبقى ضمن التقسيم بدوية .
وتنقسم القبائل البدوية في حضرموت حسب نظامها الاقتصادي - الاجتماعي إلى قبائل رحل ، تتمثل فيها كافة جوانب البداوة ، وهي قبائل شمال حضرموت المتاخمة لصحراء الربع الخالي كآل كثير والمناهيل والعوامر والصيعر والكرب ونهد . وقبائل نصف رحل ، وتعيش في الهضبة الوسطى في حضرموت كقبائل سيبان ونوَّح والحموم وغيرها .
ولاشك أن الطبيعة النباتية والزراعية في حضرموت وأوديتها ساهمت في نشوء اتجاهات اجتماعية واقتصادية بين سكانها ، فدفعت أبناء القبائل الساكنة أطراف الصحراء إلى التوغل في الصحاري ، واعتماد النظام البدوي الكامل ، بينما دفعت القبائل الجبلية والمستقرة وبعض فئات الحضر إلى الهجرة التجارية نحو مراكز النشاط الاقتصادي البعيدة والقريبة ، ولعل تطور وسائل النقل البحري في المحيط الهندي ساعد على اتجاه قبائل حضرموت الجبلية نحو المناطق الغنية كالهند وإندونيسيا ، وساهم في الوقت نفسه في كسر دورة الانتقال نحو البداوة لهذه القبائل .
وليست حضرموت حديثة عهد بالبداوة ، فقد ظهر الأعراب كإحدى الفئات المؤثرة في موازين القوى خلال فترة مملكة حضرموت القديمة (جواد ج 2 ص 149) (مختارات بافقيه ص 212) واعتبر بعض الجغرافيين المسلمين حضرموت صقعاً تغلب عليه البداوة الشديدة .
آل البرحي :
بطن قديم من كندة نسبة إلى بريح بالحاء المهملة (اللباب ج 1 ص134) .
آل بروم :
بيت من السادة ، نسبوا إلى قرية "بروم" على ساحل البحر غرب المكلا ، ويسكن بعضهم "بلاد الماء" في وادي دوعن .
آل بابريبرة :
من آل عمر بن سليمان من آل الياس من الدين ، يسكنون "المجرى" في وادي دوعن (الشامل ص 171) .
آل بابريجة :
أسرة تسكن الجبيل في دوعن (الشامل ص 160) .
آل بريك :
من المشايخ ، يسكنون الرملة الجنوبية ، ووادي جردان ومنطقة شبوة . ذكرت دائرة المعارف الإسلامية عنهم : هم يتوارثون لقب شيخ في الأراضي المحيطة بشبوة (دائـــرة المعارف الإسلامية / مادة حضرموت) وهم : آل عبدالرحيم، آل علي بن أحمد ، آل سالم بن عمر ، آل عبدالقوي ، آل باسيف ، آل زيد (الشامل ص126) .
وجاء في تاريخ حضرموت للسقاف : وفي شبوة جماعة من آل بريك ، وهم مشايخ يحملون السلاح ، ولهم احترام بين قبائل تلك الجهات ، وقد تفرقوا في وادي جردان وفي وادي حول وفي دهر وعرما وشبوة (السقاف مجلة العرب ج 7 ص 332) .
آل بريك :
قبيلة من بني ناخب من بني قاصد من يافع (البطاطي ص 93) ، انتقلوا من حريضه في وادي عمد إلى الشحر ، وأسسوا دولة لهم .
آل البطاطي :
قبيلة من آل يزيد من يافع ، يسكن بعضهم بلدة "القزة" بوادي دوعن (البطاطي ص 93) .
آل بابصيل :
أسرة تسكن الهجرين في وادي دوعن وذكر السقاف وفيهم علماء من آخرهم مفتى الشافعية بمكة الشيخ محمد بن سعيد بابصيل (السقاف مجلة العرب ج 14 ص 665).
آل بابطين :
بفتح أوله وكسر ثانيه ، قبيلة من نوح ، تسكن "ظاهر" في وادي دوعن وهم ، آل سعيد ، آل باخيل ، آل محمد ، آل بابشر ، آل باسلوم ، آل باعثمان.
آل بابطين :
بفتح الطاء وتشديد الياء المكسورة ، قبيلة من السموح من سيبان .
آل بابقي :
أسرة من دوعن ، قيل من مذحج وقيل من كندة (جواهر الأحقاف ج 2 ص 11) .
بنو البقيلي :
بضم الباء وفتح القاف، بطن قديم من حضرموت(السمعاني ج2ص286)
آل بكر :
قبيلة من آل الظبي من يافع العليا ، وهم : آل عز الدين ، آل الحقبي ، آل بن نسر ، آل موجر ، آل الدريبي، آل ضيف (البطاطي ص 91). منهم المؤرخ صلاح البكري .
آل بابكر :
من آل لسود من قبيلة سعد ، يسكنون "حبان" في كورة المسن ، وقويرة ، وجدبة عثيمان (الشامل ص 50) .
آل البهيش :
قبيلة بن سيبان ، منهــــــم آل بادريس ، آل باعيزر ، المهادية ، آل باقحوم.
البواقي :
قبيلة من بيت بالمعشني من المناهيل (الشاطري ج 2 ص 354) .
البواقي :
قبيلة من آل عمرو من تميم (جواهر
قبيلة من نعمان ، جاء في الشامل : جبال البابحر بفتح الباء والحاء وفيها حاضنة البابحر بها مساكن لهم ، وحرث ومنهم آل بافقير ، آل بازرعة بضم فسكون تنحدر من جبال البابحر أودية عديدة تسيل إلى حجر (الشامل ص 71) وهم يسار السائر في وادي حجر متجهاً شمالاً .
آل بابحيث :
قبيلة من المحمدين من سيبان هم آل باسفالى ، آل بامقص ، آل بايوسف .
آل بحيث :
قبيلة من نعمان .
آل بابحير :
أسرة تسكن الحبيل في وادي دوعن، قيل انهم من كندة(جواهرج2ص11)
بنو بداء :
بطن قديم من كندة (اللباب ج 1 ص 129) منهم عدد من المشاهير .
آل بدر :
قبيلة من آل كليب من نهد ، وهم آل بشير ، آل محمد ، آل حزيم ، العواهمة ، آل حدجان (البلادي ص 161) .
آل بابدر :
قبيلة من آل باقاري من الدين ، يسكنون "باطريق" وشرج صاهد (الشامل ص 96) .
البدو :
تطلق كلمة "بدوي" يسكنون الدال في حضرموت على أفراد القبائل ، مقابل كلمة المزارع المستقر (الحراث) بالمصطلح المحلي . وهذا التقسيم وان كان في جانب منه اجتماعي - اقتصادي ، إلا انه ومن جانب آخر تقسيم عرقي يعتمد على النسب ، فالقبيلة البدوية وان استقرت وعملت في فلاحة الأرض تبقى ضمن التقسيم بدوية .
وتنقسم القبائل البدوية في حضرموت حسب نظامها الاقتصادي - الاجتماعي إلى قبائل رحل ، تتمثل فيها كافة جوانب البداوة ، وهي قبائل شمال حضرموت المتاخمة لصحراء الربع الخالي كآل كثير والمناهيل والعوامر والصيعر والكرب ونهد . وقبائل نصف رحل ، وتعيش في الهضبة الوسطى في حضرموت كقبائل سيبان ونوَّح والحموم وغيرها .
ولاشك أن الطبيعة النباتية والزراعية في حضرموت وأوديتها ساهمت في نشوء اتجاهات اجتماعية واقتصادية بين سكانها ، فدفعت أبناء القبائل الساكنة أطراف الصحراء إلى التوغل في الصحاري ، واعتماد النظام البدوي الكامل ، بينما دفعت القبائل الجبلية والمستقرة وبعض فئات الحضر إلى الهجرة التجارية نحو مراكز النشاط الاقتصادي البعيدة والقريبة ، ولعل تطور وسائل النقل البحري في المحيط الهندي ساعد على اتجاه قبائل حضرموت الجبلية نحو المناطق الغنية كالهند وإندونيسيا ، وساهم في الوقت نفسه في كسر دورة الانتقال نحو البداوة لهذه القبائل .
وليست حضرموت حديثة عهد بالبداوة ، فقد ظهر الأعراب كإحدى الفئات المؤثرة في موازين القوى خلال فترة مملكة حضرموت القديمة (جواد ج 2 ص 149) (مختارات بافقيه ص 212) واعتبر بعض الجغرافيين المسلمين حضرموت صقعاً تغلب عليه البداوة الشديدة .
آل البرحي :
بطن قديم من كندة نسبة إلى بريح بالحاء المهملة (اللباب ج 1 ص134) .
آل بروم :
بيت من السادة ، نسبوا إلى قرية "بروم" على ساحل البحر غرب المكلا ، ويسكن بعضهم "بلاد الماء" في وادي دوعن .
آل بابريبرة :
من آل عمر بن سليمان من آل الياس من الدين ، يسكنون "المجرى" في وادي دوعن (الشامل ص 171) .
آل بابريجة :
أسرة تسكن الجبيل في دوعن (الشامل ص 160) .
آل بريك :
من المشايخ ، يسكنون الرملة الجنوبية ، ووادي جردان ومنطقة شبوة . ذكرت دائرة المعارف الإسلامية عنهم : هم يتوارثون لقب شيخ في الأراضي المحيطة بشبوة (دائـــرة المعارف الإسلامية / مادة حضرموت) وهم : آل عبدالرحيم، آل علي بن أحمد ، آل سالم بن عمر ، آل عبدالقوي ، آل باسيف ، آل زيد (الشامل ص126) .
وجاء في تاريخ حضرموت للسقاف : وفي شبوة جماعة من آل بريك ، وهم مشايخ يحملون السلاح ، ولهم احترام بين قبائل تلك الجهات ، وقد تفرقوا في وادي جردان وفي وادي حول وفي دهر وعرما وشبوة (السقاف مجلة العرب ج 7 ص 332) .
آل بريك :
قبيلة من بني ناخب من بني قاصد من يافع (البطاطي ص 93) ، انتقلوا من حريضه في وادي عمد إلى الشحر ، وأسسوا دولة لهم .
آل البطاطي :
قبيلة من آل يزيد من يافع ، يسكن بعضهم بلدة "القزة" بوادي دوعن (البطاطي ص 93) .
آل بابصيل :
أسرة تسكن الهجرين في وادي دوعن وذكر السقاف وفيهم علماء من آخرهم مفتى الشافعية بمكة الشيخ محمد بن سعيد بابصيل (السقاف مجلة العرب ج 14 ص 665).
آل بابطين :
بفتح أوله وكسر ثانيه ، قبيلة من نوح ، تسكن "ظاهر" في وادي دوعن وهم ، آل سعيد ، آل باخيل ، آل محمد ، آل بابشر ، آل باسلوم ، آل باعثمان.
آل بابطين :
بفتح الطاء وتشديد الياء المكسورة ، قبيلة من السموح من سيبان .
آل بابقي :
أسرة من دوعن ، قيل من مذحج وقيل من كندة (جواهر الأحقاف ج 2 ص 11) .
بنو البقيلي :
بضم الباء وفتح القاف، بطن قديم من حضرموت(السمعاني ج2ص286)
آل بكر :
قبيلة من آل الظبي من يافع العليا ، وهم : آل عز الدين ، آل الحقبي ، آل بن نسر ، آل موجر ، آل الدريبي، آل ضيف (البطاطي ص 91). منهم المؤرخ صلاح البكري .
آل بابكر :
من آل لسود من قبيلة سعد ، يسكنون "حبان" في كورة المسن ، وقويرة ، وجدبة عثيمان (الشامل ص 50) .
آل البهيش :
قبيلة بن سيبان ، منهــــــم آل بادريس ، آل باعيزر ، المهادية ، آل باقحوم.
البواقي :
قبيلة من بيت بالمعشني من المناهيل (الشاطري ج 2 ص 354) .
البواقي :
قبيلة من آل عمرو من تميم (جواهر
عبدالله ولاسند لذلك . ويرى بعضهم أنهم من سلالة عقيل بن أبي طالب والله أعلم بالصواب
آل جابر :
قبيلة من آل كثير ، تسكن أعلى هضاب وادي بن علي ، ويحدهم جنوباً ريدة الجوهيين ، وشرقاً وادي عدم، وغرباً وادي منوب (البكري تاريخ حضرموت السياسي ج2 ص 99) .
آل الجابري :
قبيلة من المراضيح من الجعدة ، في وادي عمد (تاريخ حضرموت السياسي ج2 ص 94) .
أهل جارضة :
قبيلة من أهل سعد من العوالق السفلى ، وهم : أهل حميد العليان وأهل حميد السفلان (آل جازع ص 65) .
آل جازع :
من آل يسلم من آل معن من العوالق العليا (آل جازع ص 42) .
آل باجبَّار :
من المشايخ يسكنون الهجلة ، وبعضهم في بروم على الساحل .
آل باجبع :
أسرة تسكن القويرة في وادي دوعن الأيمن .
آل باجبل :
دار من الاشكعى من السموح من سيبان .
آل باجبير :
أسرة قيل أنهم من كندة (جواهر ج2 ص 11) .
آل باجبير :
جاء في الشامل : آل باجبير من آل علي بامسلم من القثم يسكنون وادي النبي (الشامل ص 171) .
الجحافل :
قبيلة من مذحج ، ورد ذكرها كثيراً في كتاب "العقود اللؤلؤية" للخزرجي، تسكن بين لحج وعدن في دثينة (الخزرجي ج1 ص 158) ، وذكر الرسولي والجحافل من مذحج ودعوتهم بآل سنان ينتسبون إلى جد لهم يسمى سناناً ، وفي حضرموت منهم خلق كثير (الرسولي ص 36)
آل باجحاو :
من سلم من بلعبيد ، يسكنون الرويضة (الشامل ص 126) .
أهل جحزر :
قبيلة من أهل منصور بن حيدرة من آل باكازم من العوالق السفلى وهم : آل باجراد أهل امعنسي (العنسي)، أهل حيدرة ، أهل أحمد (الجازع ص 70) .
آل بن جحلان :
أسرة تسكن "بلاد الماء" في وادي دوعن الأيمن ، يؤكد كبار السن فيهم أنهم من يافع ، بينما يروى الحداد أنهم كانوا بهينين ، ونقلوا عنها مع سبع قبائل أخرى ، وتفرقوا في القرى (الشامل ص 182) .
وهم : آل سالمين ، آل مبارك .
آل بن جحلان :
قبيلـــــة من القعطة من الموسطة من يافع ، تسكن شبام (البطاطي ص 92)
وهم من عناهم وزير الدولة القعيطية في إحدى قصائده بقوله يصف القعيطي :
تصفى لبن جحلان وأمس العلم له في كل حال
هذا كلام الصدق وان حد قال شي ثاني هبال (المحضار ص 145)
آل باجخيف :
أسرة من الأحلاف ، تسكن العرسمة (الشامل ص 186) .
آل باجذيع :
أسرة قيل أنها من كندة (جواهر الأحقاف ج 2 ص 13)
بنو الجراب :
هم بنو ذو الجراب بن نشق
آل جابر :
قبيلة من آل كثير ، تسكن أعلى هضاب وادي بن علي ، ويحدهم جنوباً ريدة الجوهيين ، وشرقاً وادي عدم، وغرباً وادي منوب (البكري تاريخ حضرموت السياسي ج2 ص 99) .
آل الجابري :
قبيلة من المراضيح من الجعدة ، في وادي عمد (تاريخ حضرموت السياسي ج2 ص 94) .
أهل جارضة :
قبيلة من أهل سعد من العوالق السفلى ، وهم : أهل حميد العليان وأهل حميد السفلان (آل جازع ص 65) .
آل جازع :
من آل يسلم من آل معن من العوالق العليا (آل جازع ص 42) .
آل باجبَّار :
من المشايخ يسكنون الهجلة ، وبعضهم في بروم على الساحل .
آل باجبع :
أسرة تسكن القويرة في وادي دوعن الأيمن .
آل باجبل :
دار من الاشكعى من السموح من سيبان .
آل باجبير :
أسرة قيل أنهم من كندة (جواهر ج2 ص 11) .
آل باجبير :
جاء في الشامل : آل باجبير من آل علي بامسلم من القثم يسكنون وادي النبي (الشامل ص 171) .
الجحافل :
قبيلة من مذحج ، ورد ذكرها كثيراً في كتاب "العقود اللؤلؤية" للخزرجي، تسكن بين لحج وعدن في دثينة (الخزرجي ج1 ص 158) ، وذكر الرسولي والجحافل من مذحج ودعوتهم بآل سنان ينتسبون إلى جد لهم يسمى سناناً ، وفي حضرموت منهم خلق كثير (الرسولي ص 36)
آل باجحاو :
من سلم من بلعبيد ، يسكنون الرويضة (الشامل ص 126) .
أهل جحزر :
قبيلة من أهل منصور بن حيدرة من آل باكازم من العوالق السفلى وهم : آل باجراد أهل امعنسي (العنسي)، أهل حيدرة ، أهل أحمد (الجازع ص 70) .
آل بن جحلان :
أسرة تسكن "بلاد الماء" في وادي دوعن الأيمن ، يؤكد كبار السن فيهم أنهم من يافع ، بينما يروى الحداد أنهم كانوا بهينين ، ونقلوا عنها مع سبع قبائل أخرى ، وتفرقوا في القرى (الشامل ص 182) .
وهم : آل سالمين ، آل مبارك .
آل بن جحلان :
قبيلـــــة من القعطة من الموسطة من يافع ، تسكن شبام (البطاطي ص 92)
وهم من عناهم وزير الدولة القعيطية في إحدى قصائده بقوله يصف القعيطي :
تصفى لبن جحلان وأمس العلم له في كل حال
هذا كلام الصدق وان حد قال شي ثاني هبال (المحضار ص 145)
آل باجخيف :
أسرة من الأحلاف ، تسكن العرسمة (الشامل ص 186) .
آل باجذيع :
أسرة قيل أنها من كندة (جواهر الأحقاف ج 2 ص 13)
بنو الجراب :
هم بنو ذو الجراب بن نشق