اليمن_تاريخ_وثقافة
11.6K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
وجهة نظر جنوبية للوحدة وعلاقتها بالخليج العربي
مجلس التعاون الخليجي والجنوب.. السياسة والأمن والاقتصاد

اقرأ المزيد من اليوم الثامن :
مجلس التعاون الخليجي والجنوب.. السياسة والأمن والاقتصاد

ظلت عدن مستعمرة بريطانية من 1839م حتى الجلاء في 1967م وعلى مدى عقود تبلور في عدن حركات وطنية لعبت أدوراً تاريخية لها أبعادها السياسية في جنوب الجزيرة العربية، فمع قيام اتحاد الجنوب العربي في فبراير 1959م والذي ضم عدداً من السلطنات والمشيخات التي كانت محميات بريطانية على غرار ما كان سائداً خلال فترة الاستعمار في شبة الجزيرة العربية وعدة بلدان عربية أخرىفلقد تبلور آنذاك مشروع وطني راغب بالخلاص من الاستعمار وتحقيق الاستقلال السياسي، وكان لرابطة الجنوب العربي دور رائد انطلق مع تبني شخصيات علمية أفكاراً سياسية تنطلق من مفهوم جمع السلطنات والمشيخات الثلاثة والعشرين التي كانت بين الاستعمار والوصاية في إطار كيان سياسي واحديتمثل في دولة فيدرالية جامعة.   كانت حضرموت من أوائل المناطق التي عرفت الحراك السياسي عندما أطلق عمر سال باعباد فكرة إنشاء (دولة حضرموت المتحدة) والتي تشمل أربع سلطنات القعيطي والكثيري والمهرة والواحدي، ولم تنجح المساعي آنذاك بالتحول نحو المشروع السياسي لغياب الإرادة الجمعية برغم أن السلطنة القعيطية أبدت حماساً تجاه هذا المشروع السياسي، الفشل في حضرموت قابله حالة مختلفة في عدن بحكم احتواءها على النقابات المختلفة ونظراً لأنها كانت محوراً اقتصادياً هاماً للبريطانيين واعتبرت عدن (دُرة التاج البريطاني) في دلالة لمكانتها وتأثيرها بما تمثله من موقع جغرافي.   يُمكننا أن نصف بأن ما حدث في أربعينيات القرن العشرين المنصرم أنه تلاقح أفكار بين الفئة النخبوية التي وجدت في البيئة العدنية ما يؤسس للحركة الوطنية، في ابريل 1951م أعلن عن إنشاء أول حزب سياسي في الجزيرة العربية تحت اسم (حزب رابطة الجنوب العربي) ولعبت شخصيات شيخان الحبشي ومحمد علي الجفري دوراً كبيراً في بلورة فكرة الدولة التي تتلخص في توحيد السلطنات ومقاومة الانقسامات المذهبية والقبلية والعمل على إقامة عدالة اجتماعية والانتماء القومي، كانت هذه الأسس الأربعة مبادئ تحركت منها الرابطة وسلكت منه طريقاً سياسياً سلمياً ودخلت به مفاوضات مع الاستعمار البريطاني توج لاحقاً بما قدمته بريطانيا بعد أن قدم شيخان الحبشي قضية الجنوب لأول مرة أمام لجنة تصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة عام 1966م وانتهت المفاوضات على تقديم بريطانيا موعداً للجلاء عن عدن والمحميات في 9 يناير 1968م.   في المقابل ظهرت الجبهة القومية للتحرير وجبهة تحرير جنوب اليمن المحتل في ستينيات القرن العشرين. كان دعم الجبهة القومية للتحرير يأتي من الأرياف من ردفان ويافع والضالع بينما معظم أنصار جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل كانوا من عدن، ذلك أن الإنتمائات القبلية لعبت دوراً كبيراً في استقطاب الأنصار فقيادات الجبهة القومية للتحرير قدموا من داخل المشيخات المحمية ولم يكونوا مدعومين من المصريين في البداية، في حين كان جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل تدير عملياتها من عدن وتتلقى دعماً من جمال عبد الناصر وهو ماجعلها تبدو بمظهر التابع للمصريين المروجة لأجندات خارجية.   مع اندلاع ثورة 14 اكتوبر 1963م تحولت الأحداث في عدن بشكل تصاعدي اقترن بالعنف مما استغلته بريطانيا في تسيير التطورات لمصلحتها سياسياً وعسكرياً، ففي حين كانت تتفاوض مع رابطة الجنوب العربي كانت أيضاً تتفاوض مع الجبهة القومية ومنحتهم لاحقاً السلطة السياسية في 30 نوفمبر 1967م، هذا التحول الأخير كان له تبعات مختلفة وهو محور من المحاور الأهم التي لابد وأن تطرح باستفاضة في تقدير للموقف بعد نصف قرن من استقلال الجنوب عن بريطانيا.   فالمفهوم العميق لمدى ما حصل في الستينيات الميلادية بعيداً عن التفاصيل يؤكد أن استقلال الجنوب كان مفرقاً فاصلاً آنذاك، لا يمكن تجاوز البُعد القومي خلال تلك الفترة التاريخية والتي لعب دوراً محورياً في تغيير مسار الجنوب بعد الاستقلال عن بريطانيا، فالجنوب اتخذ قراراً باتجاه اليسار خلافاً لوجوده بين الجزيرة العربية وتوجهات دولها السياسية في توجه مخالف لطبيعة السكان والمذهب الوسطي الشائع، ما حدث آنذاك يمكننا اليوم قراءته بحيادية أن قوى دولية استطاعت أن تلتقط الجنوب من محيطه العربي إلى محيط آخركان فيه الجنوب نقطة ارتكاز للاتحاد السوفيتي السابق في الحرب الباردة.   في خلال السنوات من 1967م وحتى 1990م كان اليمن الجنوبي ضمن محور لا يتلاءم مع مكانه الصحيح، خطأ فادح وقع فيه الجنوب بضياع بوصلته، وعلى رغم أن اليمن الجنوبية كانت دولة نظام وقانون حازم غير أنها لم تتمكن من مواكبة المفهوم الاشتراكي اقتصادياً مع تدارك ثبات العملة المحلية (الدينار) لكن غياب الصناعات التي تُشكل نواة الاقتصاد عند اليساريين كان ضعيفاً ولم يقدم في الميزان الاقتصادي معادلة مستقرة، وكانت السلطة الس
ياسية معتمدة على مساعدات المعسكر الأحمر والدول العربية في البنية التحتية.   تُمثل أحداث 13 يناير 1986م المؤشر الأول لنهاية الحرب الباردة، عادةً لا يمنح المفكرين والباحثين أهمية لما حدث في عدن من صراع معتبرين أنه جاء في سياق صراع أجنحة السلطة الحاكمة في عدن، والأصوب أن الصراع كان بين جناحين وصلا معاً إلى قناعة سياسية بأن موسكو تتراجع عن سياستها التقليدية وبالفعل كان الاتحاد السوفيتي بدأ في التخلص من شبكته السياسية وكان من أولها الرفاق في عدن، صحيح أن للصراع أبعاداً مناطقية ولكنها مجرد ارتدادات طبيعية للبناء الخاطئ للدولة الوطنية التي نشأت في 1967م، فالجنوب هو امتداد طبيعي لتركيبة الجزيرة العربية وكان لتغييب الدور القبلي معطيات أنفجرت في أحداث يناير نتيجة احتقانات كامنة على مدى سنوات اليمن الجنوبي.   مايو 1990م لم يكن توقيع اليمن الجنوبي والشمالي على وثيقة دولة الوحدة اليمنية سوى تأكيد لسقوط المعسكر الشرقي بعد انهيار جدار برلين، المسألة ليست إيماناً من الجبهة القومية وإن أوردت في أدبياتها الوحدة مع الشمال، وليست ارتباطاً اجتماعياً دافعاً للاتحاد بين صنعاء وعدن، أيضاً من الأهمية أن هناك منّ عمل على خلق الدولة الواحدة برؤية الضم والإلحاق وهذه جزئية عميقة لا يجب إغفالها فعلى مدار الحكم الزيدي لشمال اليمن كان هناك مسعى لضم حضرموت تحديداً إلى اليمن الأعلى وطمس المذهبية الشافعية وهذا صراع تاريخي مُستحكم دلالته الحاضرة في الدعوة الحوثية للوحدة والتمسك بها.   عُمق ما حدث في مايو 1990م ليس مسألة من السهولة تجاوزها فالتحفظ الإقليمي كان حاضراً فلم ترى دول الخليج العربية من مصلحة المنطقة الاندفاع إلى الوحدة بين الشمال والجنوب بسبب أن ما حدث كان خللاً وقع في العالم سقوط الاتحاد السوفيتي كان حدثاً هو الأكثر أهمية بعد الحرب العالمية الثانية وكان من الخطأ الاندفاع إلى الوحدة لمجرد الهروب من استحقاقات سياسية واقتصادية لنظامي الحكم في اليمن الشمالي والجنوبي.   نتوقف عند مايو 1990م لنتأمل في جزئية يتمحور حولها هذه الورقة البحثية، فالجنوب الذي وجد نفسه عام 1967م بين مشاريع سياسية متلاطمة اختار بنفسه المعسكر الأحمر وعاد الجنوب ليختار بنفسه مرة أخرى الارتباط بالشمال اليمني، التساؤل هنا أين غاب العنصر الإقليمي للمرة الثانية؟، قد تكون هذه الزاوية من الزوايا التي لا يُنظر إليها سياسياً ولكنها الأهم حتى وإن تواردت مقولات مازالت تُقال همساً عن محاولة سعودية لالتقاط الجنوب عام 1990م ولكنها في الواقع السياسي لم تكن تمتلك القدرة على التأثير وبقي الإقليم ينظر إلى أن الجنوب سيكون جزءاً من الشمال أو حتى شريكاً معه في الدولة، هذه النظرة كانت قاصرة فالشمال كان ومازال وسيبقى ينطلق من مزيج مذهبي وقبلي ينظر إلى التوسع الجغرافي ولو على حساب الأمن القومي العربي.   لم يتأخر التصادم فبعد أشهر من الوحدة اليمنية بدأت تصفية الجنوبيين ولم تكن حرب صيف العام 1994م سوى تأكيد على أن الأخطاء الاستراتيجية هي مجرد حصاد يتمثل في حروب وأزمات عنيفة، ولم يغب الإقليم الذي أيقنّ هذه المرة أن الجنوب لابد وأن يتخلص من التجارب الخاطئة وجاءت المحاولة حقيقية هذه المرة غير أن الحسم الأمريكي بدعم قوات علي عبدالله صالح أنهى الحرب في السابع من يوليو 1994م ليفرض الشمال بالمزيج (القبلي والمذهبي) حقيقة على الأرض هي توسع جغرافي هو الأوسع منذ مائتي عام على جنوب الجزيرة العربية لتتمكن الزيدية من فرض وجودها على حساب الشافعية الحضرمية.   ابريل 1997م عرف الجنوب حدثاً لعب دوراً هاماً فيما بعد، فلقد شهدت المُكلا انتفاضة شعبية ضد نظام علي عبدالله صالح وشهدت أول شهداء الحراك الجنوبي (أحمد بارجاش و فرج بن همام) وعلى رغم من نجاح السلطة على إخماد الانتفاضة إلا أنها لعبت دوراً في بعث القضية الجنوبية حتى يوليو 2007م عندما خرجت الجماهير مُعلنة عن الراك الجنوبي السلمي في ظاهرة هي الأولى في العالم العربي للمطالبة باستعادة الدولة الجنوبية على حدود (مايو 1990م) ، تجاهلت السلطة في صنعاء مطالب الجنوبيين وبقي الإقليم يراقب ما يحدث حتى جاءت ثورات ما يسمى (الربيع العربي) في 2011م.   صراع السلطة في شمال اليمن انعكس على الجنوب الذي تصاعدت ثورته السلمية وعلى رغم أن المبادرة الخليجية (ابريل 2011م) لم تُعطي للجنوبيين استحقاقهم السياسي إلا أن طلب الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي للطيف الجنوبي باللقاء في مقر الأمانة بالرياض أسفر عن أول وثيقة سياسية مشتركة جنوبية خليجية أُطلق عليها (وثيقة الفيصلية) المؤرخة في 18 ديسمبر 2012م وتضمنت تأييد الجنوبيين للمبادرة الخليجية وموافقتهم على حضور مؤتمر الحوار الوطني الشامل بشرط عقد مؤتمر جنوبي عام يقرر تمثيل الجنوب في المؤتمر، أفشلت المساعي المشتركة بين الجنوبيين وأمانة مجلس التعاون بعد ترشيح الرئيس هادي لفصيل جنوبي وافق على المشاركة في المؤتمر دون تأييد شعبي جنوبي أو أرضية سياسي
ة شرعية.   لم يجد الجنوبيين غير العودة إلى الشارع للمطالبة باستعادة دولتهم، وبينما كان الحوثيين يُسقطون المُدن الشمالية كان اليمنيين مازالوا عند أفقهم السياسي الضيق الذي يختصر الأزمة السياسية في أقاليم تثبت حكم الشمال (الزيدي والقبلي) على الجنوب، وحتى سقطت صنعاء في سبتمبر 2014م لم يتوقف اليمنيين عن النظر إلى الجنوب برغم أن الحوثي قد غرض الإقامة الجبرية على الرئيس هادي ونائبه دولة الرئيس خالد بحاح.   من (مارس 2015م) حدث التحول الأكثر أهمية فالجنوب وجد نفسه في عاصفة الحزم التي أطلقتها السعودية لمواجهة الحوثيين المدعومين من إيران، المسألة العميقة هي أن المنطقة العربية خاضعها في انقسام بين محورين العربي والإيراني وبينهما محور تركيا الذي يحاول استعادة ما فقده بانهيار الدولة العثمانية عبر دعمه لتنظيم الإخوان المسلمين، هذه المحاور الثلاثة المتصارعة كلها تتواجد في اليمن وينخرط الجنوب كجزء من المحور العربي.   الإفراز السياسي والعسكري لعاصفة الحزم أدت لتشكيل مختلف للجنوب ، واقع الحال وضع الجنوبيين أمام استحقاقات مختلفة فالشراكة التي توجتها عملياً جديتهم وإخلاصهم في تحرير اليمن يضع الإقليم مرة جديدة أمام التقاط الجنوب كدولة يُمكن الاعتماد عليها في تأمين البحر العربي وباب المندب، فالمحور العربي يرتكز على عدة مرتكزات أساسية منها تحقيق الأمن القومي ومنها مكافحة الإرهاب والسعي نحو تنمية اقتصادية مُستدامة، الثلاث مرتكزات يُمكن للجنوب التعامل معها فلقد صنف المجلس الانتقالي الجنوبي جماعة الإخوان المسلمين وتنظيمات داعش والقاعدة إرهابية محظور نشاطها في الجنوب.   منظومة الأمن لن تتحقق في الجزيرة العربية باعتبار أن الجنوب تابعاً للشمال فلقد ثبت فشل هذا الاحتمال من خلال التجربة السياسية الوحدوية ، فالمطلوب رعاية منظومة الجنوب ككتلة كاملة تمثل عمق سياسي وأمني واقتصادي للجزيرة العربية، فمساحة الجنوب (332٬970 كيلومتر مربع) أي ثُلثي مساحة اليمن الموحد، كما أن عدد السكان الذي يصل إلى سبعة مليون سيساهم في التخفيف من الخزان البشري في الشمال عبر الاستعانة باليد العاملة لتطبيع ما بعد الانفصال وتقديم خدمات تنموية خاصة وأن عدن تتطلع إلى النمو الاقتصادي في القرن الأفريقي وستربط عدن مع جيبوتي عبر جسر النور مما سيثبت الشراكة الاقتصادية مع أثيوبيا كواحدة من أكثر دول العالم في ارتفاع معدلاتها الاقتصادية وسيمنح الجزيرة العربية متانة أقوى مع أفريقيا فجسر الملك سلمان الذي سيربط بين السعودية ومصر شمال الجزيرة العربية سيدعمه جسر النور جنوباً.   يُشرف الجنوب على شريط ساحلي يمتد لأكثر من 1850 كلم وهو معبر رئيسي لطريق الحرير الذي دشنته الصين فالطريق التجاري الدولي يمر عبر ثلاثة موانئ كلها جنوبية المُكلا وسقطرى وعدن، وهذه إضافة اقتصادية كبيرة ستمثل أهمية خاصة وأن السياسة الاقتصادية العالمية أصبحت تعتمد على التقارب والتخفيف من من القيود التجارية، كما أن الجنوب يمتلك مع السعودية شريط حدودي يتجاوز 1050 كلم وهي الحدود الأطول للسعودية برياً وتتطلب معالجة للاختلالات التي اصطنعها نظام علي عبدالله صالح عندما جعل من الجنوب مراكز تهديد باحتظانه العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة منذ 1994م وتحويله وادي حضرموت كمعبر دولي لتجارة تهريب المخدرات والسلاح.   يعتبر الجنوب حاضنة للإسلام الوسطي الذي تمثله المدرسة الشافعية الحضرمية وتأثيرها الواسع في شرق ووسط آسيا والشرق الأفريقي، كما أن الهجرات الحضرمية للسعودية والتي بدأت من عشرينيات القرن العشرين المنصرم وثقت علاقات اجتماعية مؤثرة في نطاق شبة الجزيرة العربية واتصلت الهجرات الحضرمية للكويت والإمارات العربية المتحدة وشكلت بُنية اجتماعية متكاملة مع المجتمعات الخليجية وأسهمت في النمو الاقتصادي وكانت ملتزمة بالضوابط السياسية والأمنية ولم يعرف اختراقات في هذه الجوانب على مدى عقود طويلة من التاريخ المشترك اجتماعياً.   هذه واحدة من أهم الفرص التي يمكن التقاطها في الجنوب سياسياً فأبعاد التحولات الاستراتيجية لمواجهة المطامع الإقليمية التي تقودها إيران وتركيا تضع الجنوب ككتلة سياسية وجغرافية واقتصادية في مساحة يمكن استثمارها من القوى تقود المحور العربي عبر ما نتج من اختبارات دقيقة لهوية الجنوب السياسية منذ انطلاق عاصفة الحزم، هذه الفرصة السانحة لا تعني تشظياً لليمن بمقدار تصحيحاً تاريخياً للجنوب الذي عاش اضطرابات متوالية مُتاح اليوم إخمادها باحتواء الجنوب وإعادة ترتيب أوراقه السياسية التي تنطلق من بناء الدولة الفيدرالية الجنوبية مع احتفاظ الهويات الأصيلة على حضورها في منظومة الدولة واستدراك ما تم إفشاله قبل نصف قرن عندما كان الجنوب العربي قريباً على تقديم نموذج الدولة الفيدرالية الأولى في العالم العربي والشرق الأوسط.   *كاتب ومحلل سياسي جنوبي
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الجنوب العربي وحركة التحرر الوطني.
يتميز الجنوب العربي بموقع جغرافي فريد يمتد من باب المندب غرباً وجبل الشيخ سعيد من على امتداد المداخل الجنوبية للبحر الأحمر ومداخل المحيط الهندي مما جعله يكسب أهمية إستراتيجية جعلته نقطة صراع منذ الحقب التاريخية للتنافس والحماية للمصالح الإستراتيجية والتجارية في المحيط الهندي وباب المندب ليجعل منه جسر دولياً في وسط المحيط الهندي والبحر الأبيض المتوسط. وبهذه المكانة الإستراتيجية للجنوب العربي وجد نفسه هذا الشعب داخل حلقة الصراع الدولي للسياسة التي أفرزتها الحربين العالميتين من بروز سمه جديدة للعصر في الصراع السياسي في ذلك الوقت (المعسكر الاشتراكي - المعسكر الرأسمالي) وهذا الصراع أدى إلى بروز حركة التحرر الوطني من الاستعمار في حق تقرير المصير للشعوب والتي أقرتها الأمم المتحدة لتصفية مخلفات الاستعمار لنيل الاستقلال لهذه الشعوب. وباندلاع ثورة 23 يوليو في مصر 1952م لعبة دوراً بارزاً في التأثير على مجريات الأمور في الوطن العربي والشرق الأوسط عموماً سواء من حيث المفاهيم والمنطلقات الفكرية التي طرحتها كمنهاج وخطة عمل على الصعيد الداخلي أو بالنسبة لمجمل تحالفاتها وعلاقاتها مع القوى والأنظمة القائمة ونظرتها لطبيعة التحالف مع القوى الخارجية. والواقع أن تأثير الثورة على الحركة القومية العربية كان كبيراً لدرجة أنه ما من حزب قومي إلا وطلب ربط مصيره بمصير ثورة مصر التي قادها عبدالناصر وكانت حركة القوميين العرب الأكثر تأثراً بالثورة المصرية. ودخل الجنوب العربي ضمن هذا الصراع القومي لمفهوم الوحدة العربية ويمننة الجنوب على طريق قيام الدولة العربية الموحدة من خلال إنشاء الحركة الوطنية والمتمثلة في مجموعة من التنظيمات السياسية للعمل الوطني وتفعيل دورها مع كافة الشرائح في المجتمع المدني المتمثل في النقابات العمالية والمهنية وغيرها من التحالفات الشعبية لكي تلعب دوراً كبيراً في توعية الشعب نحو حركة التحرر الوطني ودعوة إلى دمج إمارات الجنوب العربي مع اليمن على طريق الوحدة العربية وبانتصار ثورة يوليو ودعمها للقوميين قُدر لهذا الشعب أن يسجل صفحة من صفحات الدمج ألقسري لهوية وتاريخ وثقافة شعب الجنوب العربي المتأصل في جذور التاريخ الإنساني والحضاري في مملكاته الأولى مثل مملكة حضرموت التي سادة قبل ثمانية عشر قرناً قبل الميلاد ومملكة قتبان التي تعتبر أول دولة أسست نظام برلماني في العصر القديم والذي يعتبر بمثابة نظام البرلمانات الحديث. أًسس مبدأ القرار الجامعي وكان ذلك بداية العصر الميلادي وكذلك شق الطرقات وترصيصها بالأحجار وحفر الأنفاق لتسهيل طرق القوافل التجارية. وبهذه الدعوة القومية وبحسن النوايا لشعب الجنوب التواق لوحدة الأمة تخلا عن كل هذا التاريخ ليقدم للأمة أروع صور التضحية والحب قوبلت بالجحدان والنكران وطمس الإنسان.
الحرب العالمية الأولى وسلطنات الجنوب العربي.
عاشت الدول العربية والإسلامية قبل عام 1918م تحت دار الخلافة العثمانية وبهزيمة العثمانيين منحت بعض الدول استقلالها مثل مناطق أقاليم شبة الجزيرة العربية التي منحت فيها تهامة وزبيد استقلالها عن الخلافة العثمانية وذلك بحسب الاتفاقية التي أبرمة في 25 ذي الحجة سنة 1336هـ الموافق 31 ديسمبر 1918م عقدت الهدنة بين دولة تركيا والمملكة البريطانية وحلفائهما وقد قبلت تركيا بلا قيد أو شرط بعد هزيمتها هذه الاتفاقية وقد حددت الاتفاقية بين الأتراك والبريطانيين على مسالة الحدود وتسليم الحكم في اليمن إلى الإمام يحيى بعد أن تكبدوا خسائر في حربهم إلى جانب ألمانيا وقد هاجم قائد الجيوش التركية علي سعيد باشا سلطنة لحج العبدلية في 22 شعبان من عام 1333هـ وفي الساعة الحادية عشر ظهراً بدأت تتجمع القوات العثمانية حول لحج وفي الساعة الرابعة عشراً هاجم الأتراك مدينة الحوطة وأطلقوا عليها المدافع وفي صباح يوم الاثنين الساعة العاشرة أبيحت المدينة للناهبين ثلاثة أيام وأصبحت المدينة خراباً وأهلها فقراء ففشت المجاعة في البلاد وضجت العباد حتى فتحت الطريق إلى عدن وفي ليلة غرة شهر رمضان توفي السلطان علي بن أحمد بن علي سلطان لحج وخلفه ابن عمه السلطان عبدالكريم فضل بن علي وقد شنت الحرب تحت فتوى شيخ الإسلام في الأستانة صرح لهم إباحة أموال المسلمين المهاجرين لأنهم فروا من بلاد المسلمين للنصارى والمراد بها عدن وهو الميناء الرئيسي لسلطنة لحج التي سقطت تحت يد الانجليز في ذلك الوقت وتركيا تحارب لصالح ألمانيا وهي حرب ليس للمسلمين فيها لا ناقة ولا جمل على ما ذكرت في المصادر.
وقد سعى السلطان عبدالكريم بدوراً كبيراً في جعل من اليمن دولة موحدة مستقلة تضم كل من الشوافع والزيود في اليمن تحت سيادة الإمام يحيى معارضاً قيام دولتين أحدهما في صنعاء وأخرى في تعز وفي مارس 1919م انسحبت كافة القوات التركية وبهذا تم تعين الإمام يحيى بن حميد الدين ملكاً على المملكة المتوكلية وذهب في توسعة ناقضاً كل الاتفاقيات والمساندة ف
ي دعمه من أشقاءه في الجنوب والسلطان عبدالكريم في لحج وبدأ يفرض سياسة أمر الواقع من أجل احتلال سلطنة لحج العبدلية وهي إحدى سلطنات الجنوب الهامة. وفي عامي 1925-1926م بدأت مسألة مناقشة اتفاقيات الحدود مع الإمام يحيى فرفض الاعتراف بهذه الاتفاقيات وأدخل إمارات الجنوب العربي والملكة المتوكلية في دوامة الصراع السياسي المدعوم لصالح قوى أخرى.
لقد تعرض سلاطين إمارات الجنوب العربي إلى هجوم كبير بوصفهم دعاة للانفصال والفرقة وبالخيانة لأوطانهم وأن هذه القوى المدعية متناسية الحقائق التاريخية لهذا الشعب الذي يشكل مجموعة إمارات ومشيخات ووجودها وجود تاريخي يؤكده العصر الإسلامي الذي نشأت فيه أكبر دول في الجنوب العربي اشتهرت بتراثها التاريخي العظيم وللحقيقة. نستعرض بعض هذه الملاحظات لتوضيح الأمر للقارئ:

وفي عام 1948م وبعد قيام جامعة الدول العربية تقدمت السلطنة العبدلية بمذكرة إلى هذه المنظمة العربية طالبة قبولها عضواً أو تمثيلها في اللجنة الثقافية أسوةً ببلاد المغرب فاعترضت حكومة اليمن على ذلك الطلب بحجة أن لحج محمية بريطانيا وجزء مقتطع من اليمن وألا يمكن بأي حال يكون لها ممثلون في الجامعة العربية وعلى هذا الأساس فليس لحضرموت أو لحج أن تعتبر نفسها سلطة قائمة بذاتها وأن تثبت وجودها في الخارج كهيئة أو حكومة ذات سيادة مستقلة.
وقد اثأروا ممثلو اليمن زوبعة كبيرة ضد سلطنة لحج على الرسالة التي قدمها السيد محمد علي الجفري مستشار عظمة سلطان لحج لصاحب الدولة رئيس الوزارة المصرية بتاريخ 8 ربيع الثاني سنة 1367هـ الموافق 18 فبراير عام 1948م وضح فيها مزاعم المعارضين لتمثيل لحج في الجامعة العربي بحجج قاطعة لا تدع مجالاً لأولئك الذين يحلمون بضم إمارات الجنوب العربي إلى اليمن.
وهذا نص المذكرة السياسية التي أرسلتها سلطنة لحج إلى الجامعة العربية والوفود التي حضرت جلسات الجامعة في شهر فبراير 1948م:
حضرة صاحب الدولة:
بعد الإجلال والاحترام اطلعنا اليوم على اعتراضات أبداها حضرة مندوب حكومة اليمن على انضمام سلطنة لحج إلى بعض لجان جامعة الدول العربية عامةً كما اطلعنا على نشريات أخرى غير صحيحة نشرتها جريدة المصري حول هذا الطلب وإني بصفتي مستشار عظمة السلطان وقد انتدبني لتمثيله في الجامعة أتشرف بأن أقدم لدولتكم المذكرة الآتية:
- أولا: أن سلطنة لحج مستقلة منذ مائتين وثلاثين عاماً وقبل أن يكون للانجليز أي تدخل في السياسة العربية وقبل أن تستقل اليمن بمائتي سنة.
- ثانياً: أن سلطنة لحج ليست محمية بريطانية ومعاهدتها مع الانجليز معاهدة صداقة وود وقد سلمنا الصورة الرسمية عنها إلى معالي الأمين العام.
- ثالثاً: أن عظمة السلطان لا يتقاضى مرتباً من الانجليز ولكن بريطانيا في مقابل استثمار ملاحات بلدة الشيخ عثمان ومقابل المياه الحلوة المستغلة منها تدفع نحو أربعين ألف روبية.
- رابعاً: أن سلطنة لحج مستقلة استقلالاً داخلياً كاملاً ولا يوجد فيها مستشارون إنجليز ولا أي موظف إنجليزي ولا أي مندوب من قبل بريطانيا في أي دائرة ولا المحاكم الشرعية.
- خامساً: أن سلطنة لحج مستعدة لتنفيذ الرغبات العربية القومية ولكنها لا تقبل الانضمام إلى حكومة لا تقوم على أساس نظامي من دستور أو قانون وتطلب من جامعة الدول العربية انتداب لجنة تكون ضيفة عليها لتحقيق الأوضاع الحاضرة في لحج واليمن وترى الفرق الشاسع بينهما في النظام وحكم الشورى والحرية الشخصية وحالة التعليم والصحة وغير ذلك من المرافق العامة.
فمن هذا يتضح ما في تلك الأقوال من مغالطات غير صحيحة، كما أننا نطلب سماع ردنا عليها والوقوف على وجهة نظرنا في مواجهة حضرة مندوب حكومة اليمن الذي لم يراع الأصول السياسية المتعارف عليها بين الحكومات وبعضها.
وفي الختام أرجوا أن تتفضلوا بقبول فائق الاحترام


هذا وإني أختم كلمتي بأنه ليس هناك طريق للوحدة اليمنية وتنفيذ الرغبات القومية العربية إلا الطريق الذي ألمعت إليه آنفاً، أن تقوم في اليمن حكومة نظامية مدنية تعترف بوجود العلم والفن ولا تعتبر الجامعات والكهرباء والراديو والطيارات من عمل الشيطان،،
محمد علي الجفري
الحركة الوطنية ويمننة الجنوب.
ظلت عدن بعد سقوطها في أيدي البريطانيين تابعة لحكومة بومباي وكانت بريطانيا تهتم بالميناء فقط فهي تسعى لزيادة التبادل التجاري مع الأقاليم المحيطة وكانت تركز اهتمامها لتعزيز التجارة بين الشرق والغرب في ميناء عدن ولم يتدخل الإنجليز في شؤون إمارات الجنوب العربي إلا بعد معاهدات الحماية دون تدخل فعّال في شؤونها وفي أول إبريل عام 1937م فصلت عدن عن الحكومة الهندية كولاية تابعة لها إلى مستعمرة تابعة للتاج الملكي البريطاني مع استمرارها كميناء حر وجاء هذا التغير في سلسلة المتغيرات الإستراتيجية التي حكمت بين الشرق والغرب لهذا عملت بريطانيا لنقل كافة مهام السلطة الإدارية إلى وزارة المستعمرات تحسبتاً لأي متغيرات دولية وكذا استقلال الهند التي نالتُه في عام 1947م وكل هذه الظروف والمتغيرات في م
عطيات أمور الجنوب العربي أدت إلى بروز المشاركة الفعلية في الصراع ما بين دعاة الاستقلال بالثورة السلمية في نيل حق تقرير المصير وبين دعاة الثورة المسلحة في الجنوب نحو تحقيق الوحدة العربية اليمنية.
وعلى هذه المتغيرات بدأت بريطانيا في عام 1947م على تأسيس مجلس تشريعي يضم ثمانية من الموظفين وثمانية آخرين من غير الموظفين يتولى الحاكم العام تعين أربعة من الفئة الأولى مع أفراد الفئة الثانية ودخلت عدن ومع إمارات الجنوب مرحلة جديدة من العمل السياسي تجلى ذلك في ظهور منظومة الأحزاب السياسية وإنشاء الجمعيات والنقابات وفي بداية الخمسينات تكونت الجمعية العدنية وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي وكذا مجموعة من الأحزاب الصغيرة التي لم تنجح في الاستمرار مثل الحزب الوطني الاتحادي والمؤتمر الدستوري وحزب الأمة والحزب الشعبي.
وفي يوليو عام 1955م طالبت الجمعية العدنية وحزب الرابطة بانتخابات فعلية للمجلس التشريعي في عدن وقد تم تحديد عدد المرشحين للانتخاب في بعض الأعضاء لأول مرة أن يعتمد الترشيح على أربعة وقد تحصلت الرابطة على ثلاثة مقاعد من الأربعة المرشحين وبهذا ظل الحاكم العام يملك الصوت المرجح في المجلس وفي مايو 1956م قدمت الرابطة مجموعة من المقترحات لتحقيق مزيد من الخطوات في طريق الحكم الذاتي وإقامة مجلس تشريعي منتخب ووزارة منتخبة والاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية والعمل على تخفيض عدد الموظفين الانجليز في المستعمرة للمناصب العليا وفي نوفمبر 1957م أعلنت الحكومة البريطانية عن تغييرات دستورية جديدة في المجلسين التنفيذي والتشريعي ونص الدستور الجديد الذي تحول إلى قانون في نوفمبر 1958م على أن يضم المجلس التشريعي الجديد أثنى عشر عضواً منتخباً وخمسة أعضاء بحكم مناصبهم في الحكومة وستة معينين ورئيساً يعينه الحاكم العام وقد أزالت هذه الترتيبات الجديدة الأغلبية التي كانت للموظفين في المجلس التشريعي وعهدت بالمسؤولية دوائر التعليم والأشغال العامة والمواصلات والعمل والخدمات الاجتماعية والصحة إلى خمسة من أعضاء المجلس التشريعي على أن يكون ثلاثة منهم منتخبين وظل الحاكم محتفظاً بالسلطات التشريعية والتنفيذية في يديه إلا أن اللغة العربية أصبحت للمرة الأولى اللغة الرسمية والبديلة عن الانجليزية في المجلس التشريعي.
وبدخول الرابطة انتخابات المجلس التشريعي وجهت لها ضربة سياسية قوية في سمعتها في ذلك الوقت من قبل أعضاؤها الذين أيدوا المقاطعة وقد اشتعلت بينهما الاختلافات وأظهرت التناقضات. وبهذا الموقف عملت القوى الوطنية إلي تجميع النقابات في عدن وقد كانت توجد في عام 1955م ثلاث نقابات وازداد عدد هذه النقابات فيما بعد إلى 25 نقابة حتى بلغت عام 1956م إلى 30 نقابة وفي نفس هذا العام أنشئ مؤتمر عدن للنقابات (المؤتمر العمالي) ويضم فيه اتحاد عمال الميناء والبترول، والوظائف المتنوعة الحكومية والمواصلات والبريد والوظائف المهنية والوظائف المتنوعة. وفي عام 1962م شُكل حزب الشعب الاشتراكي كواجهة للعمل السياسي بما يسمى مؤتمر عدن للنقابات تعتبر هذه المرحلة هي مرحلة البدايات لثورة بمفهومها الشامل كمقدمة إستراتيجية للعمل السياسي والشعبي تحت نظريتين، معركة التحرير للجنوب العربي متمثل في الثورة السلمية، ومعركة الثورة المسلحة المتمثلة في أيدلوجية الفكر القومي للوحدة العربية ويعتبر حزب الشعب الاشتراكي هو الحزب السياسي الوحيد الذي أنشئ في ذلك الوقت وقد برز على أنقاض حزب الرابطة بعد هزيمته السياسية على كافة الجوانب الشعبية والنقابية بغض النظر فيما حققه من انجازات سياسية على صعيد العمل السياسي وتقديم قضية الجنوب العربي في المحافل الدولية والأمم المتحدة.
باندلاع الانتفاضة المسلحة بقيادة الشيخ غالب بن راجح لبوزة من ردفان بدأت التناقضات على الساحة السياسية بين مؤيد ومعارض فالأحزاب التي نادت بالعمل السلمي لانتزاع الاستقلال باعتباره الأسلوب الوحيد الذي يلبي مطالب جماهير الشعب وأهدافه وآماله مثل حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الذي انطلق من أن الجنوب العربي شعب مستقل عن ما يسمى بالتراب اليمني وهو يعتبرها نظرية خرافية لأنه لا يوجد شيء اسمه طين يمني متميز بملامح وسمات وخصائص وصفات عن التراب العربي ويعتبرون هذا الموضوع موضوعاً جدلياً لا طائل تحته ولا جدوى إطلاقاً من إثارته معتبرين أن الجنوب جنوب عربي ليس من حيث شكل التسمية ولكن من حيث الجوهر والمحتوى والدلالات التاريخية وقد شجنت الرابطة النضال المسلح واعتبرته خطراً يهدد الجنوب بالدمار.
أما حزب الشعب الاشتراكي يعتبر النضال المسلح وسيلة رئيسة للضغط على الاستعمار من أجل الوصول إلى حلول سياسية أفضل وليس لإحراز انتصار عسكري حاسم وقد أيد ذلك الطرح حزب البعث في الجنوب والتزاماً بذلك الخط مضموناً ومحتوياً وسلوكاً.
الاتجاه الثاني تيار الثورة المسلحة وهذا التيار ينقسم إلى قسمين:

بدأت فكرة الثورة عبارة عن تيار نظري ولم تكتمل لدى الثورة أية خطة عمل إستراتيجية للعمل ال
سياسي والعسكري والشعبي وكما ذكرنا سابقاً أن المؤتمر العمالي للنقابات لعب دوراً كبيراً في تحريك الشعب للمظاهرات والاحتجاجات والإضرابات والعصيان المدني وفي خلال هذه الفترة تمت لقاءات بين القوى الوطنية دعا إليها بعض رجال القبائل البارزين وممثلون من ضباط الجيش الاتحادي وممثلون عن حركة القوميين العرب واستطاعت هذه الشخصيات أن تتزعم الدعوة لاجتماع القوى الوطنية في دار السعادة بصنعاء وذلك في تاريخ 24 فبراير سنة 1963م وفي هذا الاجتماع الذي حضره أكثر من ألف شخص من القبائل ومن الجنود ومن الضباط الأحرار وممثلي حركة القوميين العرب استقرت الرؤى على تشكيل لجنة تحضيرية لتقوم بإعداد مشروع ميثاق في صيغة نداء إلى الفئات الوطنية لكي تلتقي في جبهة واحدة أطلق عليها في البداية جبهة تحرير الجنوب المحتل وانتخبت لجنة تكونت من 11 عضواً تم اختيارهم من الحاضرين وكان من أبرزهم قحطان الشعبي وناصر السقاف وعبدالله المجعلى ومحمد على الصوماتى وثابت علي المنصوري ومحمد أحمد الدقم وبخيت مليط وأحمد عبدالله العولقي وعيدروس حسين قاضي وعلي محمد الكاظمى وعبدالله محمد الصلاحي. وعقدت اللجنة التحضيرية عدة اجتماعات توصلت بعدها إلى إعداد مشروع ميثاق تمت الموافقة عليه في 8 مارس سنة 1963م وأقره الحاضرون من رجالات القبائل والضباط والجنود الأحرار وممثلي القوميين العرب ويتكون الميثاق من مقدمة ومن نقاط عريضة حددت الأهداف والمبادئ التي تناضل من أجلها.
وفي 19 أغسطس 1963م صدر بيان رسمي بقيام الجبهة القومية لتحرير الجنوب اليمني المحتل وشكلت قيادة للجبهة مكونة من ستة ممثلين عن قطاع القبائل وستة ممثلين عن حركة القوميين العرب وقد لعبة أحداث 14 أكتوبر 1963م التي حدثت بين قبائل ردفان والسلطات البريطانية عندما وجه إنذاراً إلى قبائل ردفان بتسليم السلاح وبدأ التحدي بإرسال قوات ضخمة مدعمة بالمصفحات والدبابات وطائرات لقصف قرى ردفان وتأديب قبائلها مما أثار الشيخ غالب بن راجح لبوزه ودفعه في دخول معركة مسلحة مع القوات البريطانية مما جعل الجبهة القومية أمام أمر واقع فاستغلتها الجبهة القومية وأعلنت في بيان لها اندلاع الثورة المسلحة وأنها المسئولة عن أحداث 14 أكتوبر وبهذا الموقف قضت الجبهة القومية على كافة معارضيها في قيام الجبهة المسلحة للتحرير وقد قرأ البيان من صنعاء أثناء وجود بعض كبار المسئولين العرب في صنعاء وطلبت الجبهة القومية تدعيمها بالسلاح والإمكانيات الضرورية لاستمرار الثورة فوافق المسئولين العرب على أمداد الجبهة ببعض المتطلبات على أن يدرس الموضوع في القاهرة وبعد ذلك عززت جبهة ردفان ببعض الإمكانيات لتقوية استمرارها وأرسلت الجبهة القومية ممثلاً عنها ليتولى قيادة الجبهة وهو الشيخ عبدالله المجعلى وذلك بعد استشهاد الشيخ غالب بن راجح لبوزه في أول يوم لاندلاع الثورة في ردفان وبهذا أصبحت ثورة ردفان شعلة للثورة الشاملة في ربوع الجنوب العربي كله وقد عملت الجبهة القومية على توسيع نشاطها في تلك الفترة وبدأت تستقطب بعض التجمعات السرية التي ظهرت في المنطقة قبل قيام الثورة المسلحة وبدأت في السعي لانضمام هذه التجمعات مثل جبهة الإصلاح اليافعية والجبهة الوطنية والمنظمة الثورية لتحرير الجنوب وتنظيم الضباط الأحرار والجبهة الناصرية وبهذا أصبحت الجبهة القومية مكونة من سبعة تنظيمات سرية استطاعت بالفعل أن تتوسع وأن تتغلغل في كافة صفوف الجماهير وأن تقطع دابر تلك التشكيلات والأحزاب السياسية التي لها موقف من الثورة المسلحة.
أما الأحزاب السياسية الأخرى مثل حركة القوميين العرب والبعثيين والشيوعيين رغم حجم كل منهم ودوره فقد ساهمت إلى حد ما فكرياً في تعميق أسلوب النضال المسلح في أوساط الجماهير في المنطقة وقد التزم حزب البعث في الجنوب بخط حزب الشعب الاشتراكي.
الدمج ألقسري وجبهة التحرير.
في 23/12/1963م دعا الرئيس جمال عبدالناصر إلى مؤتمر القمة العربية الأول ومن أجل ذلك عمل على توحيد الصف العربي وتنقية الأجواء وكانت هذه الخطوة بمثابة تنشيط لدور الجامعة العربية وفي يوم 5/7/1964م عقدة بمبنى الجامعة العربية بالقاهرة وتحت رعايتها مؤتمر وطني للجنوب المحتل حضرة الأمين العام المساعد للجامعة وعدد من الأحزاب والهيئات والشخصيات المستقلة وحزب الشعب الاشتراكي وحزب رابطة أبناء الجنوب العربي والمؤتمر العشبي بحضرموت والاتحاد الشعبي الديمقراطي والسلطان علي عبدالكريم والسلطان أحمد عبدالله الفضلي ومن المشائخ محمد أبوبكر بن فريد وشخصيات مستقلة مثل السيد عبدالقوي مكاوي وعمر شهاب وقد عبر الأمين العام في كلمته عن غرض الرئيس إلى هذا اللقاء وهو الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاستعمار واتخاذ خطة موحدة لدعم النضال الوطني والتوجه يداً واحدة إلى لقاء اللجنة الفرعية لتصفية الاستعمار التي تزور القاهرة لتستمع إلى أبناء الجنوب العربي المحتل. وقد أصدرت الأطراف المجتمعة بياناً مشتركاً وتحديد إطار العمل الوطني في مواجهة الاستعمار يداً واحدة والنضال ا
وضات حتى 27 نوفمبر 1967م والوفد البريطاني برئاسة لورد شاكلتون وهكذا ففي 30 من نوفمبر 1967م ولدت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وفي نفس اليوم أصدرت القيادة العامة للتنظيم السياسي للجبهة القومية بياناً أعلنت فيه الجبهة القومية السلطة العليا في الجمهورية وأعلن في البيان عن أتباع الشكل الرئاسي للحكم وعين قحطان محمد الشعبي رئيساً للجمهورية ورئيس كذلك مجلس الوزراء وقائداً عاماً للقوات المسلحة وسيف الضالعي وزيراً للشؤون الخارجية وعلي سالم البيض وزيراً للدفاع ومحمد علي هيثم وزيراً للشؤون الداخلية ووزيراً للصحة بالوكالة ومحمود عبدالله عشيش وزيراً للمالية وعبدالفتاح إسماعيل وزيراً للثقافة والإرشاد القومي وشؤون الوحدة اليمنية وفيصل عبداللطيف الشعبي وزيراً للاقتصاد والتجارة والتخطيط وعادل محفوظ خليفة وزيراً للعدل والأوقاف وفيصل شملان وزيراً للأشغال العامة والمواصلات وعبدالملك إسماعيل وزيراً للعمل والضمان الاجتماع ومحمد عبدالقادر بافقية وزير التعليم وسعيد عمر العكبري وزير لشؤون الإدارة المحلية والزراعة وحدد البيان دور ومكان الجبهة القومية في البلاد بأنها قائد الثورة والسلطة العليا وكما أعلنت المبادئ الأساسية لسياسة الدولة في الحقل الخارجي وهي الالتزام بميثاق الأمم المتحدة والحياد الايجابي وعدم الانحياز والتضامن مع شعوب البلدان والعداء للاستعمار وفي 12 ديسمبر 1967م قبلت جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية عضواً في جامعة الدول العربية وفي 15 من ديسمبر من نفس العام قبلت في منظمة الأمم المتحدة،،
المراجع :
الكاتب جواد علي ... المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ... الجزء الثاني
الكاتب سقاف علي الكاف ... حضرموت عبر أربعة عشر قرناً
الكاتب أحمد عطية ...تجربة الثورة
الكاتب عادل رضا ...ثورة الجنوب
الكاتب فالكوفا ... السياسة الأستعمارية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب جاد طه ...السياسة البريطانية في جنوب الجزيرة العربية
الكاتب أحمد فضل بن علي محسن العبدلي .... هدية الزمن في أخبار لحج وعدن
الكاتب صلاح البكري ...حضرموت وإمارات الجنوب العربي


1. أن سلاطين هذه الإمارات ليست بريطانيا من منحتهم هذه الألقاب وليست هي من جعلتهم سلاطين على هذه الأرض ولم يفصلوا هذا الجزء من اليمن كما يوهموا الآخرين في مقالاتهم وخطبهم السياسية. 2. أستقل السلطان فضل بن علي العبدلى بمخلاف لحج وعدن من الأتراك سنة 1145هـ وأقر الحوطة عاصمة له وأسس السلطنة العبدلية في ظل ظروف اختلال أحوال العرب بالحروب الوهابية وتوسع محمد علي باشا على السيطرة لباب المندب فاستبقت بريطانيا الأحداث واحتلت عدن. 4. كما كانت على مسرح الأحداث سلطنة الفضلى تحت رئاسة سلطانها حامد بن عبدالله الفضلى ومشيخات يافع والضالع والصبيحة والعواذل. 5. أما حضرموت فقد كانت تحت الدولة الكثيرية منذ ثمانية قرون وظلت باقية حتى بعد ظهور الدويلات وبقية إلى 1967م حتى تم تسليم البلاد إلى الجبهة القومية هي وسلطنة القعيطى في الساحل. 8 ربيع الثاني 1367هـ مستشار عظمة السلطان 18 فبراير 1948م الإمضاء 1. الجبهة القومية من ديسمبر 1962م إلى 1967م. 2. الاندماج ألقسري وجبهة التحرير. 3. دافع السلطان محسن بن فضل العبدلى عن عدن ورفض بيعها للانجليز وشنت الحرب حتى تم الاستيلاء على عدن في 19 يناير 1839م
لمقدس وشجب مؤتمر لندن اللادستوري والمطالبة بتنفيذ قرارات الأمم المتحدة الخاصة بالجنوب المحتل. وفي يوم 30/7/1964م وقعت الأطراف على الميثاق الوطني الذي نص على إقامة مجلس تنسيق يمهد لقيام تكتل وطني في الجنوب. وفي 1/10/1964م شكلت قيادة من 12 عضواً لتكوين المنظمة لتوحيد النضال وقيام المنظمة وتم التوقيع من قبل الأطراف المشتركة على دستور منظمة تحرير الجنوب المحتل مقرها الجنوب المحتل ولها فروع داخل العالم العربي وخارجة وحدد الدستور والأعضاء المؤسسين للمنظمة: حزب رابطة الجنوب العربي، حزب الشعب الاشتراكي، هيئة تحرير الجنوب اليمني وشخصيات من الجنوب وكذا السلطان علي عبدالكريم. والسلطان أحمد عبدالله الفضلى. ومحمد عيدروس اليافعي والشيخ محمد أبوبكر بن فريد.
في 13 يناير 1966م وقع بيان عن منظمة تحرير الجنوب المحتل والجبهة القومية وعرض البيان لأبرز أسباب قيام جبهة التحرير بأنها تطورات جديدة للموقف الاستعماري وأن القوى الوطنية تقف ممزقة ومتصارعة أمام الاستعمار ومخططاته ولهذا اتفقت الجبهة القومية ومنظمة التحرير على الاندماج في تنظيم ثوري واحد لقيادة الشعب يحمل اسم جبهة تحرير جنوب اليمن المحتل وفي اليوم الثاني أعلن السيد قحطان محمد الشعبيى الأمين العام للجبهة القومية بلاغاً إلى الصحافة حدد فيه موقف الجبهة من حدث الدمج ونفى قيام الدمج بين التنظيمين وأن الذي وقع على بيان الدمج هو عضو واحد من الجبهة القومية وهو إجراء غير شرعي قام به وأنه مخالف للميثاق الوطني والنظام الداخلي وأن أي اندماج لا يقرره المجلس التنفيذي أو المجلس الوطني بل أنه من صلاحيات المؤتمر الوطني الذي يضم المجلس التنفيذي والمجلس الوطني وممثلين لكل قواعد الجبهة العسكرية والشعبية وأكد البلاغ أن الجبهة القومية مستمرة في قيادة الثورة بتنظيماتها العسكرية والشعبية والفدائية
الحرب الأهلية والاستقلال.
إن الخلاف بين الجبهتين أدى إلى ضرب الجبهتين وتعميق الخلاف بينهما وسنلخص وجهة نظر الجبهة القومية على أساس أن تكون الوحدة الوطنية على تنسيق عسكري وسياسي فقط أما الاسم فهو الجبهة المتحدة لتحرير الجنوب اليمن المحتل أن تكون نسبة التمثيل 50% لكل من الجبهتين أما جبهة التحرير فكانت وجهة نظرها أن الجبهة لا تمانع أن تكون الوحدة الوطنية على أساس التنسيق العسكري والسياسي على أن تحقيق الوحدة كاملة بين قواعد وقيادة الجبهتين وأن الاسم لا يقدم ولا يؤخر وإن كانت تحرص على اسم جبهة التحرير نظراً لاعتراف الدول العربية والصديقة بها أما التمثيل أكدت جبهة التحرير أن هذا ليس مشكلة أساسية وتوافق عليها على المستوى السياسي أما المستوى العسكري بنسبة 6:2 ثلثين لجبهة التحرير وثلث للجبهة القومية وقد رفضت الجبهة القومية هذا الاقتراح وانتهت المحادثات الأولى بالفشل وبدأت المعارك بين الجبهتين وخرجت كافة الزعامات الوطنية والدينية وفئات الشعب تنادى بإيقاف الاقتتال الأهلي واستجابت الجبهتين لهذه النداءات وفي يوم 3/10/1967م حددت الجبهتين موعد ومكان الاجتماع في القاهرة خارج نطاق الجامعة العربية لمناقشة النقاط الأربع التي نص عليها الاتفاق السابق وقد ابتدأ القتال في 29/9/1967م وفي 10/10/1967م بدأت اجتماعات الوحدة الوطنية من جديد في القاهرة وتعثرت المحادثات من الوهلة الأولى ووصلت إلى موقف متأزم عند مناقشة مسئولية الحكم وقد انفض الاجتماع بين الطرفين دون جدوى وفي 23/10/1967م أعلنت بريطانية الانسحاب من الجنوب العربي وقررت الانسحاب خلال الأسابيع الثلاثة القادمة أي قبل شهرين من الموعد المقرر لمنح الاستقلال للجنوب العربي في 9 يناير المقبل عام 1968م وقد بادرت كلاً من الجبهتين بإعلان بيان رسمي يعلن فيه الاتفاق على جميع المسائل التي تم بحثها لمطالبة الشعب والجيش الوقوف بصلابة في وجه ما من شأنه الإضرار بثورته وفي 2/11/1967م وقعت اشتباكات بين القومية والتحرير طوال يوم استخدمت فيها كافة الأسلحة التي بحوزتهم وفي يوم 4/11/1967م وجهت القومية والتحرير نداءً مشتركاً من القاهرة تطالب الوطنيين في عدن بإيقاف القتال وفي يوم 7/11/1967م أعلن الجيش تأييده للجبهة القومية وتدخل بالفعل لصالح الجبهة القومية وحسم الموقف وفي 9 نوفمبر 1967م أعلن سيف الضالعي رئيس المكتب السياسي للجبهة القومية أنه يجب على بريطانيا أن تعترف بسيادة الجبهة القومية على الجنوب وأن تبدأ بالتفاوض معها بشأن نقل السلطة إليها بعد الاستقلال يعتبرها الممثلة الوحيدة للشعب وفي يوم 11 نوفمبر 1967م أعلن متحدث في لندن باسم وزارة الخارجية البريطانية أن بريطانيا قد ردت على طلب الجبهة القومية بالاعتراف بها رسمياً باعتبارها الحكومة الفعلية في عدن وبعدها بدأ الحوار فعلاً بين الجبهة القومية والحكومة البريطانية وفي 21/11/1967م بدأت المباحثات الخاصة بالاستقلال للجنوب العربي برئاسة قحطان الشعبي ممثل الجبهة القومية وكلاً من فيصل عبداللطيف الشعبي وسيف الضالعي وعبد الفتاح إسماعيل ومحمد أحمد البيشى واستمرت المفا
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إرهاصة شعبية منسية ..في أرومة النضال الوطني

(62)عاماً

27 ديسمبر 1950-27 ديسمبر 2012م

انتفاضة القصر

لـــ:

أ.محفوظ سالم ناصر

ناشط ومحلل سياسي

بداية البداية

فيما كان الاحتلال البريطاني, يضيف (عدن) إلى مستعمراته, ويضعها دُرة على تاج الملكة فكتوريا, كانت المقاومة الشعبية تتأجج خارج المدينة, "وتتجمع من مناطق الشمال والجنوب, لكي تُطهر (عدن), غير أن هجماتها ترتد منكسرة لقوة حصانة عدن, وحداثة السلاح الذي يستخدمه جيش الاحتلال"

ويذكر التاريخ المحاولات الشعبية لاسترداد عدن من المحتلين البريطانيين التي اضطلع بقيادتها "سلطان لحج بالتعاون مع سلطان الفضلي وذلك في نوفمبر 1893, ومايو 1840, ويوليو 1840, وفي اغسطس 1846, بمعنى أن شعبنا لم يستسلم.. بل قاوم, وناضل, وقدّم الكثير من الشهداء"[1]

إذ انه طول فترة الحكم الاستعماري البريطاني (1839-1967م) والحكم الإمامي الظلامي (1918-1962م), لم تلن للشعب اليمني –بمختلف فئاته وشرائحه الاجتماعية- قناة, ولم يخبو بدواخله إتقاد جذوة نضالاته في سبيل الانعتاق من قيود المستعمرين والإماميين الظلاميين, في زخم جماهيري عفوي, تبدت تجلياته في انتفاضات وحركات شعبية عفوية, حسبنا أن نذكر منها في هذه التوطئة:

-         الانتفاضات المبكرة لقبائل ردفان (1918, 1938, 1948, 1957)

-         حركة حاشد (1337هـ/1919م)

-         انتفاضة المقاطرة (1339هـ/1921م-1340هـ/1921م)

-         الانتفاضات الشعبية في منطقة العوالق السفلى (1936, 1937, 1946, 1949,1954م)

-         انتفاضة الجنود, حاشد, خولان, ذو محمد, ذو حسين (1959)

-         انتفاضة قبائل الصبيحة (1942م)

-         انتفاضات قبائل حضرموت والمهرة (1942, 1951, 1952, 1955, 1961)

-         انتفاضات الشعيب وحالمين والضالع (1947, 1948, 1957)

-         انتفاضتي القبائل في يافع (1985, 1959)

-         انتفاضة القبائل في منطقة الواحدي (1941) وفي بعض المصادر (1946)

-         الانتفاضات في منطقة الفضلي (1945, 1946, 1957)

-         انتفاضات العواذل (1946, 1947)

-         انتفاضة كريتر (20 يونيو 1967)

-         وفي منطقة دثينة (1958)

-         وفي منطقة الحواشب- الراحة (1950)

-         انتفاضة الصبيحة (1942)[2]

فضلا عن التمردات القبلية من منتصف العشرينيات إلى آخر الإربعينيات, برئاسة شيوخ أو أشباههم : (كالرصاص)في البيضاء, و(الدباغ) في دمت,و (القردعي) في حريب وشبوه[3] .

ومن الحركات النضالية في مسيرة شعبنا التواق حينذاك للحرية والتحرر من المستعمر الأجنبي, والمستبد الظلامي (الوطني), نذكر ودون أن نطيل الوقوف:

-         حركة الزرانيق في تهامة (أول سنة 1928- آخر 1929)

-         الحركة الدستورية في صنعاء (1948)

-         حركة الثلايا في تعز (1955)

-         حركة ذمار (ديسمبر 1948)

-         حركة ضباط مستشفى الحديدة (اللقية, العلفي, الهندوانة/22 مارس 1961م)

-         إضراب سكان تريم (1950) احتجاجا على تعاظم الضرائب, وعلى الأخص الجمركية منها, وبالتزامن مع الإضراب وتفاعلا معه نظم الطلاب مظاهرات سلمية رفعت شعارات مثل (نحن في مجاعة), (الغوا الضريبة الجمركية)...الخ[4]

-         انتفاضة حمود باضاوي , السيئونية (1950), حيث أدى فرض ضريبة النخيل على المزارعين في السلطنتين (القعيطية والكثيرية) إلى استياء بالغ لدى الفلاحين الذين اجتمعوا في أحد مساجد سيئون, وساروا إلى بيت رئيسهم (زعيمهم) الذي أطلقت عليه صحيفة فتاة الجزيرة (الاشتراكي النزعة) لدفاعه عن الفلاحين, ومطالبته برفع الضيم عنهم, وقرر الفلاحون الإضراب في سيئون لمدة يومين, إظهارا لاستنكارهم الضريبة الجديدة, وقد نُفذ الإضراب بمشاركة 1500 فلاح, وخوفا من تطور حركة الإضرابات, بطشت السلطة (الكثيرية) بالفلاحين, واعتقلت قائدهم حمود باضاوي, وأودعته السجن[5] , وحتى كتابة هذه الورقة البحثية لم أقف على باحث مُنصف موضوعي قد تناول واستغور شخصية الثائر (باضاوي) بإبعادها الكاريزمية, إنسانيا, واجتماعيا, وقائدا جماهيريا, على النحو الذي تناولها واستغورها به الأستاذ البحاثة القدير عبدالقادر محمد الصبان, وإذا كنتُ قد خصصتُ نضالات الشباب والطلاب بورقة بحثية توّج بها موسم (منارات) الفكري الثقافي الثاني (استنطاق لمسكوت عنه في مسيرة الثورة اليمنية "سبتمبر/أكتوبر") في 30/11/2012م آثرتُ أن أخص (الوحدة) الغرّاء بنشرها, قبل سواها على صفحاتها, بل واستباقا للأمسية المناراتية التتويجية للموسم التي قُدمت فيها الورقة البحثية, وقد أفردت لها –مشكورة- صفحات ثلاث بعددها (1089) الصادر في 28/11/2012م فليعد إليه من أراد الإطلاع, فأن هذه التوطئة (المدخل) تظل بنظري على الأقل منقوصة , دون الوقوف على شذرات من, دور الحركة النسائية في مسيرة النضال الوطني التحرري, وإرجاء الوقوف بعجلة نضالات الحركة العمالية لورقة بحثية قادمة إذا كان لنا في العمرُ بقية.

أيتها المرأة:

إذ
ا أصغر العالم .. تبقين كبيرة (همنغواي)

في ظل حُكم النظامين الاستعماري البريطاني, والإمامي الظلامي, كانت سائر فئات الشعب اليمني تعاني ويلاتها, غير أن المعاناة التي كانت ترزح تحت وطأتها , المرأة, أشد وأنكى.

وإذا كان الجوع –يومذاك- يُطال جميع الفئات , فأن العري كان من نصيب المرأة وحدها وبصورة لا يصدقها العقل.

(يقول أحد الموكلين بجمع الضرائب أنه وصل إلى قرية الحداء ليجمع الضريبة الفادحة, وكان يعجب لخلو تلك القرية من النساء, فلا تقع عينه على امرأة  في النهار, وقد سأل الرجُل عن السبب, فقيل له, أنهن يلبسن البيوت في النهار, ولما دنا الليل لبسن الظلام, وخرجن لمباشرة عملهن)[6].

ويقول جندي من جنود نظام الإمام يحيى : (كنتُ في قرية من قرى تعز, وكنتُ في مهمة تعداد تعداد الغنم وجمع الضرائب, فكنتُ أرى الناس يأكلون الشجر, وكنتُ أرى الفقر مجسما في كل ما حولي, ولكني عجبت عندما أمرنا أحد الرجال بغض أبصارنا, لخروج النساء, فعجبت, كيف يُحجبون نسائهم وهم في  هذا الحال من البؤس, وعرفتُ في الأخير, أن في ذلك البيت خمس نسوة, لا يملكن سوى قميص واحد, ترتديه التي ستذهب منهن لجلب الماء, وتبقى الأخريات في البيت عاريات, وعندما تريد أحداهن الخروج إلى المطبخ لصنع الطعام, تطلب من الآخرين غض أبصارهم)[7].

ولم يكن حال المرأة في جلّ أرياف وبوادي وحواضر اليمن –حينذاك- يختلف كثيرا عن المثالين اللذين أتينا على الاستشهاد بهما قبل  قليل. فهذا الرحالة الهولندي (ديرميولين) في كتابه (رحلة من عدن إلى حضرموت) مسجلا مشاهداته وانطباعاته عن الأخيرة , عام 1931م, يقول : (رأينا في لحظة لمحات خاطفة من الفقر المدقع, ورتابة الحياة, والجوع في قرية من هذا الجزء من حضرموت, حيث هلك الناس, وأمتصت الحروب قواهم, والرجال الذين عاشوا مآسيها, هربوا إلى بلاد أجنبية)[8] , ويأتي الرحالة (دير ميولين) على خاتمة ملاحظاته الانطباعية: ( أدركنا أن انعدام الأمن هنا, مسألة أخطر مما كنا نتصور, أدركنا أننا وسط أناس يتطلعون إلى يد قوية, تحقق الاستقرار والأمن والقانون)[9].

ولتحقيق هذا الحلم المشروع, والغاية الوطنية التي يهجس بها الوجدان الجمعي للشعب, أجترحت المرأة اليمنية بطولات ومآثر, وتجثمت الصعب بعيني زرقاء اليمامة, وفدائية (جان دارك) وقد ((برزن في الثلاثينات (القرن الميلادي الماضي) بطلات شعبيات (كأم أولاد أبو دنيا) و (فندة الدرويشة) .. فقد رويّ عنهما: أنهما كانت تصدان الزحوف الإمامية, وأن انتهت هذه المقاومة بالاستسلام), وعلى الرغم من ذلك لم ترفع المرأة, الراية البيضاء.

 وعود على بدء ففي آخر الأربعينيات تزايدت أعداد البطلات المجهولات, وبعضهن من عائلات المناضلين, وبعضهن من العاملات في دورهم, وبعضهن من عائلات أجراء مزارعهم, "فقد كُن يحملن الرسائل بين المناضلين من بيت إلى بيت في المدينة أو القرية الواحدة, ومن (صنعاء) إلى بعض المناطق, ومن بعض المناطق إلى (صنعاء), "وقد دفعن هؤلاء النساء أفدح الضرائب لوجه ذلك التحرك, فبعد سقوط الدستور (حركة 1948م) كابدن الإرهاب, والتأيّم, وأبوة الصغار, نيابة عن الأب القتيل أو السجين".-عبدالله البردوني, اليمن الجمهوري, صـ209-.

هذا مع درايتنا ووعينا بأن الأم اليمنية مجبولة على القيام مقام الأب في غيابه, "لكنها في الريف أسهل حملا منها في المدينة, لأن الريفية تعودت حمل العبء في حضور الزوج وغيابه, أما بنت المدينة فقد فاجأتها المسئولية الثقيلة, فأخرجتها من نعم الدلال إلى مواجهة الريح والهجير وزحام الأسواق".-عبدالله البردوني, اليمن الجمهوري, صـ279-.

ولعل من أبرز وأهم الأحداث التغييرية في حياة المرأة التي شهدها النطاق الجغرافي الذي كان يعرف بالمملكة المتوكلية اليمنية , أنه في العام 1957م , افتتحت مدرستان للتمريض في صنعاء وتعز فالتحقت بها جموع من القارئات.. من زوجات وأبكار وأرامل ومطلقات, وقد واجهن معارضة قاسية, لم يخفف من قسوتها إلا أنها عن أمر (الإمام) .. وهذا أول خروج نسائي, من سجون الجدران , إلى الحياة              العملية المباشرة.

وكما كان هذا أول خروج نسائي فقد شكل النقطة الأولى من التحول .. ففي العام 1961م , قمنّ الممرضات بأول إضراب في تاريخ بلادنا احتجاجا على إهمالهن من المرتب الشهري, ونجحت تلك المغامرة الناعمة كباكورة تحديات.. تلت هذه الباكورة , المظاهرة الطلابية في المدائن الرئيسة العام 1962م, وبعد شهور أشرقت الثورة في أرديتها العسكرية والثقافية .

وقد اُستقبل هذا الحدث العظيم بتظاهرة للنساء في تعز إلى جانب الرجال , صبيحة الـ26 من                 سبتمبر 1962م .

وفي 3 أكتوبر 1967م أشعلت أفواج من النساء, مظاهرة إلى جانب مواكب الشباب, وكانت أعداد النساء تقرب من 40 %, وأغلبهن من طالبات المدارس والمدرسات , وعاملات مصنع الغزل والنسيج, على حداثة عهدهن بالعمل الوظيفي والعمالي –عبدالله البردوني, المرجع السابق,صـ280.

ومن بداية ديسمبر 1967م إلى فبراير 1968م , اشتركت المر
أة في الدفاع عن العاصمة , وحملن عاملات مصنع الغزل والنسيج, السلاح, عن اندفاع ثوري, وعن اختيار لذلك الموقف.- عبدالله البردوني, المرجع               السابق, صـ281-

وإذا كانت الستينيات والسبعينيات , من القرن الميلادي الماضي قد سجلت تضحيات البطلات, ومغامرتهن النسائية .. فأن الفضل في هذا الاهتمام , يرجع إلى تربية الأمهات العظيمات, اللواتي أرضعن أولادهن وبناتهن, قداسة الوطن, وعشق التضحية لوجهه . .- عبدالله البردوني, المرجع السابق, صـ283-

حمامة سلام.. ومسعر مقاومة

آه ما أبشع رؤية الخرائب والدماء والأشلاء , ولكن آه ما أجمل النصر "تشرشل"

على الرغم من كثرة الأحداث المشابهة والمتتابعة, لإنتفاضة المقاطرة (1339هـ/1920م-1340هـ/1921م) إلا أن الأخيرة حُظيت بما لم يحظ به سواها من الوفرة في الأشعار والمدونات التاريخية "وبهذا الاهتمام الأدبي تميزت انتفاضة (المقاطرة) على نظائرها من التفجرات الوطنية".

أما الميزة الأخرى لهذه الانتفاضة, فتتجلى في دور المرأة المقاومة واستبسالها فيها, باعتراف شاعر ومؤرخ النظام الإمامي (عبدالكريم مطهر)[10] في كتابه الذي لم ير النور[11] (رأس الحكمة في سيرة إمام الأُمة) حين قال : (وقد مرد أولئك القوم (يقصد المقاطرة بزعامة آل علي سعد) على العصيان حتى أثروا على النساء, فكنّ يشتمنّ الجنود بأعلى الأصوات, وبالكلمات النابيات). ونحسب أن (مطهر) هنا قد أتى بما يعاكس ما كان مألوفا في البيئات العربية, حيث كُنّ النساء العربيات يضطلعن بدور المُستنهض لهمم المحاربين, وتأجيج مكامن القوة فيهم, ودفعهم للاستبسال في مقاومتهم للعدو, الأجنبي أو المحلي, ولم يكن هذا من أدوار الرجال تجاه النساء, وهنا طاش سهم (مطهر) وهو قد ردد استنكاره هذا على المقطريات في أكثر من موضع في كتابه, ((لأنه أعتاد تقديس النساء للإمام, وأراد أن يقيس نساء (المقاطرة) بنساء (صعدة والحيمتين), حيث كانت كل أم تلقن أطفالها كرامات الإمام وانتصاره ومزايا شخصيته)).

وهذا -كما يقول الأستاذ البردوني- ما أثار استنكار (عبدالكريم مطهر) على نساء (المقاطرة) "ولم يسجل على النساء في المناطق المتمردة الأخرى, أي خبر, لأنهن لم يدخلن المقاومة كالمقطريات اللواتي كن يرمين الجيش الإمامي بالحجارة ويضربنه بالفؤوس)[12]

وكما إن المرأة مسعر للمقاومة ومؤججة لنارها المقدسة ، إذا ما دعت الدواعي ، كما في حال (المقطريات)                    فأنها – أيضا – رسول محبة وحمامة سلام إذا ما جنح  أهلها إليه كما في حال (الحضرميات ) إذ أن المراجع التاريخية تكاد تجمع على أن (حضرموت) عاشت لأجيال عديدة ، تتناوشها عواصف وسهام الاحتراب الأهلي، والحروب القبلية والثارات وبالتالي انعدام الأمن  والاستقرار وما يترتب على غيابهما من آثار سلبية على حياة الناس المعيشية والتنمية المجتمعية.

لذا " سعى الكثيرون من أهلها جاهدين من أجل السلام وفي عدادهم النساء اللواتي أدين دوراً مهماً في صنع السلام من وراء الكواليس ووجدن عبر دورين إنجرامس- قرينة وليام هارولد إنجرانس المستشار السياسي المقيم بحضرموت ناطقاً بلسان حالهن ،يسمع صوتهن للجميع، إذ سمح لها بالتواصل مع النساء وولوج عالمهن أثناء رحلاتها وتنقلاتها في أنحاء حضرموت مثلما استطاعت الدخول الى مجالس الرجال وعالمهم وحثت الفساد على إقناع الرجال بتوقيع وثيقة السلام(تعرف بأكثر من اسم: سلام إنجرانس ، هدنة إنجرانس) وكان بعضهن أرامل أو ثكالى سقط رجالهن وأبنائهن في القتال ،وبعضهن فقدن الأشقاء والأقارب" – عبد العزيز  القعيطي ،المرجع السابق،ص94-

وقد أثمرت الجهود عن (1400) توقيع لمقاومة(شيوخ) كبريات القبائل وأقواها شكيمة وأشدها بأساً في حضرموت، على نص المعاهدة التي بموجبها استأصلت الثارات القبلية من شأفتها وانتهت عهود طوال من الاحتراب الأهلي وإقلاق الأمن والسكينة العامة للمجتمع  والاحتكام للنظام والقانون ،وإعادة الاعتبار لهيبة الدولة وتمكين السلطتين (القعيطية والكثيرية) من بسط نفوذهما إلى أقصى نطاق جغرافي يخص كل منهما، بعد أن كان لا يتعدى عاصمتيهما (المكلا/سيئون) .وبتجريد القبائل من السلاح ،خيم السلام على أرجاء حضرموت ، بل وتأسس مجلس سلام يضطلع بإخماد الفتن ونزع فتائل الصراعات قبل إشعالها ، وقد أعلن عنه (المجلس) رسمياً في 24يناير العام 1937م.

والفضل يذكر بعد الله فيما تحقق لحضرموت من إستتباب  في الأمن واستقرار في حركة المجتمع  ل(هارولد إنجرانس) وللسيده حرمة(دورين) ولنساء حضرموت ، وللمحسن الجواد المعطاء ،السيد أبوبكر بن شيخ الكاف وقدكان انجرامس "يعلم ربما أكثر من أي شخص سواه مقدار مابذله السيد أبوبكر بن شيخ الكاف من أجل إحلال السلام في البلاد" وكان إنجرانس ،قد"أتى في كتاباته على ذكر إمرأة متميزة تدعى فاطمة كانت زوجة السيد أبوبكر بن شيخ الكاف ،إذ قال:"يسر أليك الرجال قائلين إن ثمة شخصاً واحداً يناهز السيد أبويكر ،وهي زوجته ،لأن نفوذها يعتد من وراء الستار وينتشر " – عبد العزيز القعيطي ،