اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#ثورة_سبتمر_المجيدة
مااااا أشبة الليلة بالبااااارحه
{ التآمر والعدوان والدفاع عن ثوره 26 سبتمبر في اليمن
( 1962م – 1970م ) }
بقلم :- زيد محمد حسين الفرح
منذ اليوم التالي لانطلاق الثوره اليمنيه وقيام النظام الجمهوري في شمال اليمن اخدت مؤشرات التآمر والتخطيط للقضأ على الثورة والجمهوريه تلوح في الافق ، كما اخذ الدور القيادي البريطاني لمخطط التآمر والعدوان يظهر في اكثر من صوره .. وقد كتب السفير اللبناني في القاهره ( جوزيف ابو خاطر ) تقريراً الى حكومته بعد قيام الثوره والجمهوريه في اليمن قال فيه {{ .. ومن الطبيعي ان يولي الانجليز الامر اهتماماً كليا ويستشعرون خطره فليس من المعقول ان تبقى عدن والمحميات وباب المندب ومناطق البترول في الخليج بمعزل عن الاخطار والاحداث اذا استتب الامر في صنعأ للنظام الجديد }} [ كتاب ( في صميم الاحداث ) – ابو خاطر – ص 214 ]
لقد كان الخوف البريطاني على استعماره للجنوب ( عدن والمحميات وباب المندب ) السبب الرئيسي الاول للتآمر والتخطيط للقضاء على النظام الجمهوي في الشمال قبل ان تنطلق الثوره الى تحقيق ماجأ في صلب هدفها الاول عن تحرير الجنوب من الاستعمار .
وكان السبب الرئيسي الثاني يتمثل في ان مبادئ وفكر الثورة والجمهوريه تتفق مع مبادئ وفكر مصر عبد الناصر القومي التحرري التقدمي الوحدوي الذي كان قد اخذ ينحسر بعد مؤامرة انفصال سوريا عن الوحدة مع مصر وبالتالي فان ثورة اليمن تشير الى بداية انبعاث جديد للفكر القومي التحرري الوحدوي الذي يحمل عبد الناصر لوائه ضد المعسكر الاستعماري وضد الصهيونيه وضد الانظمه المعاديه آنذاك لمصر عبد الناصر ومنها انظمة العراق والسعوديه وسوريا والاردن وغيرها فثورة اليمن قد تؤدى الى انبعاث المد القومي التحرري الوحدوي في تلك الاقطار وغيرها من ارجاء الوطن العربي .. لذلك كله كتب المسئول البريطاني ( جوليان ايمري ) تقريراً الى مجلس العموم البريطاني –( تم نشره مؤخراً )- وجأ في ذلك التقرير ان ثورة اليمن {{ .. نذير شئوم يجب ان تتعاون على مقاومته كل الاطراف التي لها مصلحة في ذلك داخل العالم العربي وخارجه }} [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
وقد شمل معسكر التآمر والعدوان الذي قادته بريطانيا ضد الثورة والجمهوريه قوى واطراف كثيره منها ... فلول اسرة حميد الدين واشياع الامامه حيث نقلت اذاعة لندن تصريحاً لاحمد الشامي يوم 28 سبتمبر بان ( الحسن ) الموجود آنذاك في نيويورك قد اصبح امام اليمن وقد وصل الحسن بعد ذلك الى لندن ثم الى السعوديه ليقوم بدوره في التآمر ( 4 / 10 ) ثم تولى البدر القيام بذلك الدور
كما نجح الاستعمار في اقناع الملك سعود وفيصل والملك حسين للقيام بدور اساسي في العمل المضاد للثوره .. وكان للمخابرات والشركات الاميركيه واسرائيل وشاة ايران والمرتزقه الاجانب ادوار رئيسيه في التآمر والعدوان على الثورة والجمهوريه [ كتاب (سنوات الغليان ) – محمد حسنين هيكل – الفصل الرابع ]
ويتبين من الوقائع ومن بعض الوثائق والتقارير البريطانيه والاميركيه التى تم نشرها مؤخراً وقام الاستاذ محمد حسنين هيكل بنشرها في كتاب سنوات الغليان ان خطة العمل ( التآمر ) ضد الثوره والنظام الجمهوري شملت عدة نقاطا اهمها :-
(أ)- ايجاد او تشجيع فلول واشياع العهد الامامي الملكي البائد كواجهة ( يمنيه ) لمخطط التآمر .. وقد تم في 28 سبتمبر لقاء بين ( الحسن بن الامام يحي ) الذي كان في ( نيويورك ) وبين شخصيات بريطانيه واميركيه صهيونيه .. وتلى ذلك إعلان تنصيب الحسن نفسه إماماً لليمن .. بينما قام الاستعمار البريطاني في عدن بتحريك وتمويل ( السياغي ) كداعية وواجهة لمن سميوا ملكيين وقد اتخذ ( السياغي ) من منطقة بيحان في الجنوب المحتل آنذاك قاعدة لاستمالة بعض القبائل من مناطق مارب والجوف الى محاربة النظام الجمهوري .. واتخذ آخرون من منطقة نجران وعسير قاعدة لاستمالة قبائل من مناطق صعده وما جاورها .
(ب)- يذكر هيكل من النقاط الرئيسيه لتقديرات وخطة العمل البريطانيه مايلى :-
{{ تشجيع عناصر وقبائل في اليمن لاثارة المتاعب للنظام الجديد .
_ ان تلعب السعوديه والاردن دوراً مؤثراً ...
_ تعزيز النفوذ والتاثير على القبائل بضغط عسكري بريطاني من محمياتها في الجنوب من ناحيه وبالذهب والتمويل والسلاح عن طريق السعوديه .. }} [ سنوات الغليان / ف 4 ].
(جـ)- قامت جهات بريطانيه وشركات بتروليه بالتاثير والضغط على الملك سعود للقيام بالدور المطلوب ، بحيث تدفقت الاسلحة والذخائر الى ( جده ) ومنه الى ( نجران ) التي باتت قاعدة تجميع الملكيين والمرتزقه لمحاربة الثوره والجمهوريه ، كما وصل ( الحسن ) الى السعوديه في اوائل اكتوبر ليتولى قيادة التآمر ..
(د)- قام الامير فيصل بمقابلة الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) في واشنطن يوم 4 / 10 / 62م بهدف {{ ان تشارك وتساند اميركل الجهد البريطاني السعودي المشترك للعمل ضد ثورة اليمن }} –[ ص 632 / سنوات الغ
ليان ]- وقد اتخذت الحكومه الاميركيه موقفاً محايداً من الثورة والجمهوريه في اليمن ، بينما قامت المخابرات الاميركيه بدور اساسي في خطة العمل ( التآمر ) بأرسال اسلحة وذخائر منذ مطلع اكتوبر وغير ذلك من اشكال النشاط وارسال المرتزقه .
كانت اذاعة صوت العرب تواصل إذاعة اخبار الثوره اليمنيه وكانت تعليقات احمد سعيد من اذاعة صوت العرب ذات تأثير كما في البيت اليمني الشعبى { جمهوريه والطائره تحلق _ واحمد سعيد في القاهره يعلق } ومنذ يوم 29 سبتمبر ومطلع اكتوبر 1962م بدأ الذين سميوا ملكيين باعمال عسكريه ضد الثوره ونظامها الجمهوري خاصة في مناطق الجوف ومارب انطلاقاً من ( بيحان ) في الجنوب المحتل ثم في جهات ( صعده ) وما جاورها من ( حجه ) انطلاقاً من السعوديه ( قاعدة نجران ) وقد خاض ضباط وجنود الثوره وابنا القبائل المعارك دفاعاً عن الثوره والجمهوريه في تلك المناطق وانخرط الالاف من الشباب والرجال الذين هبوا من ارجأ الشمال والجنوب في صفوف ( الحرس الوطني ) والذي تم تشكيله وبدأت عملية تدريب وتسليح الدفعه الاولى منه يوم 2 / اكتوبر .
وقد انطلق الضباط الاحرار الى ساحات الدفاع عن الثورة والجمهوريه ومنهم المناضل القائد على عبد المغني عضو مجلس قيادة الثوره الذي استشهد في كمين للمرتزقه والملكيين بمحور صرواح مارب يوم 4 / اكتوبر / 62م بينما اخذت الدلائل تتوفر على ان مايحدث ليس مسألة داخليه وانما هو تآمر عدواني خارجي فقد وصلت الى مطار القاهره ( الماظه ) يوم 2 / اكتوبر / 1962م طائرة طلبت السماح لها بالنزول وقالت {{ ان لديها معلومات واشياء خطيره تهم القاهره }} ونزلت الطائره وكانت طائرة نقل اميركيه من طراز ( فير تشليد 123ب ) تابعه لسلاح الجو السعودي يقودها ثلاثة طيارين سعوديين قالوا فور نزولهم ان الطائره محمله بالاسلحة والذخائر التي تم تحميلها من مطار جده في الصباح وتم تكليفهم بنقلها الى نجران حيث تستعمل ضد ثورة اليمن وان واجبهم القومي دفعهم الى المجئ بالطائره وحمولتها من المدافع والرشاشه ( 240 مدفعاً ) وصناديق الذخائر الى القاهره ليكشفول دليل التآمر على ثورة اليمن ، وكانت صناديق المدافع والذخائر تحمل شارة المعونه الاميركيه .. وفي اليوم التالى ( 3 / 10 ) وصلت الى مطار اسوان طائرة من نفس الطراز يقودها طياران سعوديان ثم تلتها طائرتان سعوديتان مقاتلتان لجأتا الى القاهره يوم 8 / 10 / 62م }} [ ص 221 سنوات الغليان ] ..
وفي بدايات شهر اكتوب 1962م – اى بعد نحو اسبوع من قيام الثوره – توجهت حكومة الثوره والجمهوريه برئاسة الزعيم عبد الله السلال بندأ الى الجمهوريه العربيه المتحده {{ مصر عبد الناصر }} لمساندتها عسكريا في مواجهة التآمر والعدوان الذي تتعرض له الثوره والجمهوريه .
وفى 5 / اكتوبر / 62م بعث الرئيس جمال عبد الناصر وفداً الى صنعاء برئاسة ( انور السادات ) و ( كمال رفعت ) لتقديم التعازي في استشهاد مهندس وقائد العمل الثوري { على عبد المغني } ومعرفة طبيعة وحجم المساعده التى تطلبها الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقال انور السادات لضباط وقادة الثوره بصنعاء انه {{ لا يعرف ان عبد الناصر يذرف الدموع إلا عند ما سمع بنبأ استشهاد على عبد المغني }} [ كتاب ( الجيش والحركه الوطنيه – ناجي الاشول – ص 265 ]
فى 6 و 7 / اكتوبر تمت مباحثات في صنعأ لتحديد الدعم المطلوب وعاد الوفد الى القاهره حيث انعقد اجتماع برئاسة جمال عبد الناصر وبمشاركة المشير عبد الحكيم عامر القائد العام للقوات المسلحه المصريه حيث يذكر هيكل انه {{ لثلاثة ايام متواصله دارت في القاهره مناقشات واسعه .. وكان تقدير السادات ان ماتحتاج اليه الثوره هو سرب واحد من الطائرات .. }} [ كتاب سنوات الغليان – هيكل – 628 ] بينما يذكر السلال ان اليمن طلبت من مصر {{ المساعده بالطيران وقوات محدوده من الصاعقه وكان هذا كافياً لتأمين الثوره في حدود طبيعة الموقف آنذاك قبل ازدياد التدخل والمساعدات الخارجيه }} [ ص 242 / التاريخ العسكري ]
في 9 و 10 / اكتوبر قررت مصر بزعامة جمال عبد الناصر مساندة ثورة وجمهورية اليمن عسكريا .. ووصلت الى ميناء الحديده – يوم 10 / اكتوبر / 62م – سفن مصريه تحمل خمسمائة جندي وضابط مصري مزودين بالاسلحة الثقيله والسيارات والعتاد العسكري ثم تلى ذلك وصول سرب من الطائرات الحربي المصريه وفى 26 / اكتوبر بلغ عدد القوات المصريه التى وصلت الى اليمن الفين جندي .. وفى نهاية اكتوبر ومطلع نوفمبر 62م وصل العدد الى ثلاثة الاف جندي مصري يعسكرون خارج المدن الرئيسيه بمصفحاتهم وعرباتهم العسكريه بينما خاضت كتيبة من قوات الصاعقه المصريه معركة في جبال صرواح ضد الملكيين والمرتزقه حيث استشهد البطل العربي المصري الرائد نبيل الوقاد في صرواح بالقرب من المكان الذي استشهد فيه على عبد المغني .. وفي ديسمبر 62م وصل عدد القوات المصريه في اليمن الى ثمانية الاف جندي كما وصل عبد الحكيم عامر الى صنعاء وخلال شهر نوفمبر وديسمبر 1962م كان حجم قو
ات الملكيين والمرتزقه قد ارتفع الى ثلاثة جيوش تم تقدير عددها بنحو عشرين الف جندي بسبب التحاق كثير من القبائل المغرر بهم –[ بتأثير الذهب السعودي ]- وكثيراً من جنود الجيش النظامي اليمني الموجود قبل الثوره بالبدر والملكيين –[ بتأثير الذهب والسلاح والدعايه ]- كما اخذ العون العسكرى البريطاني للملكيين بالاسلحة الثقيله والخفيفه ياخذ شكلا علنيا منذ 25 / اكتوبر / 62م وصدر بيان رسمي جمهوري يتهم بريطانيا بالتآمر العلني ضد الجمهوريه في 9 / 11 / 62م بينما اخذ الدور السعودي الاردني يتصاعد ورابطت قوات اردنيه وسرب طائرات اردني في ( الطائف ) ولجأ قائد الطيران الاردني الى القاهره في نوفمبر ( 10 / 11 / 62م ) وكشف تفاصيل اشتراك النظام الاردني في العمل ضد ثورة اليمن [ كتاب سنوات الغليان – هيكل – 628 ]
وفي 17 نوفمبر 62م تلقى جمال عبد الناصر رسالة من الرئيس الاميركي ( جون كنيدي ) قال في فقراتها الاولى {{ .. انني شديد القلق من ان يؤدي الصراع في اليمن الى تعريض استقرار المنطقه للخطر .. وانني بصورة شخصية وسريه اقترح عليكم تنفيذ الخطة التاليه للعمل من اجل تطبيع الموقف ، وانا موجه رسائل مماثله الى الملك حسين والامير فيصل وصاحب السعاده عبد الله السلال }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ثم تحدث { كنيدي } عن عناصر الخطه والمبادره الاميركيه وانتهى الى اقتراح الخطوات المبدئيه التاليه :-
1 – تصدر ج . ع . م . بيانا يشير الى استعدادها لاجراء فض اشتباك متبادل وسريع تقوم على اساسه بسحب قواتها من اليمن على مراحل ، ويتم اثنأ ذلك
أ – نقل القوات السعوديه والاردنيه من حدود اليمن .
ب – وقف المسانده السعوديه والاردنيه للملكيين .
2 – تؤكد الجمهوريه العربيه اليمنيه مجدداً وبصورة علنيه نيتها على احترام الالتزامات الدوليه والسعى لتطبيع علاقاتها مع جيرانها واقامتها على اساس ودي .. الخ
3 – بمجرد اصدار البيانات المناسبه حسبما تقدم .. تبادر الولايات المتحده باعلان اعترافها بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} – انتهى [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 18 نوفمبر كتب عبد الناصر رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) اوضح فيها مايلي :-
أ – ان ج . ع . م . نادت بعدم التدخل الخارجي في شئون اليمن – منذ 27 سبتمبر – ولكن الندأ لم يجد اذناً صاغيه في الرياض وغيرها ..
ب – {{ ان عددا من الطيارين السعوديين الاحرار الذين كلفوا باعمال عدوانيه ضد ثورة اليمن قادوا طائراتهم الى القاهره .. وكانت هذه الطائرات اميركية الصنع كما ان حمولتها من الاسلحة والذخائر كانت لاتزال في صناديق المعونه الاميركيه . ولقد كان ذلك بالنسبة الينا دليلاً على ان ندأنا للجميع بعدم التدخل في شئون اليمن لم يجد اذناً صاغيه .. ومن ثم كانت استجابتنا ضروريه لطلب حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بوضع بعض قواتنا تحت تصرفها لتشترك معها في الدفاع ضد الهجمات التى تتعرض لها .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
ج – {{ .. ان القوات المسلحه السعوديه والاردنيه بذلت من جانبها جهداً واضحاً فى تحذير الراغبين في العدوان وقد تجلى ذلك فى مجئ طلائع من الطيارين الاردنيين الى القاهره حيث لحقوا بزملائهم السعوديين وكان يتقدمهم القائد العام لسلاح الطيران الاردني }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
د – ثم ابدى عبد الناصر استعدادة للموافقه على مقترحات كنيدي بعد التشاور مع حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 19 نوفمبر بعث عبد الناصر برقية شفريه الى السلال اقترح فيها قبول خطة ومقترحات كنيدي .. في حوالى 20 نوفمبر اتفق راى صنعأ والقاهره على قبول مقترحات كنيدي وتم ابلاغ كنيدي بالموافقه ثم وافقت الاطراف على الجانب الاخر واعلن البيت الابيض {{ تعيين ممثل خاص للرئيس الاميركى لتنفيذ مبادرته بحل ازمة اليمن }} ثم انتدبت الامم المتحده السيد ( رالف بانش ) مساعد الامين العام للامم المتحده .. وقد وصل ( بانش ) الى اليمن وقام بزيارة عدد من المدن والمناطق حيث شاهد جريمة التخلف والطغيان الملكي الامامي وايقن بحق الشعب اليمني في الثوره .. وقال ( بانش ) :-
{{ لقد كنت اتصور انني رايت اسواء صور التخلف في الكونغو ولكن مأ رايته هنا في اليمن اقنعني بان هناك ماهو اسواء من التخلف في الكونغو }} [ ص 644 / سنوات الغليان ]
منذا اواخر نوفمبر وحتى اواسط ديسمبر اتضح عدم مصداقية اطراف التآمر والعدوان في قبول المقترحات الاميركيه وان كميات ضخمه من الاسلحه واعداد كبيره من المرتزقه يتدفقون الى الملكيين مما اتاح للملكيين والمرتزقه السيطرة على بعض المناطق وبلغ عدد جبهات القتال اربعين جبهه وواصلت قوات الثوره ومعها قبائل اليمن ( الجمهوريين ) والقوات المصريه دفاعها الباسل ..
وفي 17 ديسمبر 1962م كتب الرئيس جمال عبد الناصر الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعاء رسالة قال في فقرتها الاخيره {{ .. وفى رأبي ان الوساطه الاميركيه كانت
خدعه الغرض منها تخفيف حماسنا واندفاعنا ومنعنا من القيام باى عمل ضد قواعد الحشد في السعوديه }} {{ وانا الان اشد اقتناعاً ان علينا ان نهاجم نجران وجيزان }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ]
وفي 18 ديسمبر جرت اتصالات عالية المستوى بين القاهره وواشنطن اتضح منها عدم رضا واشنطن بما تقوم به السعوديه وبقية اطراف الجانب الآخر من مواصلة التآمر والعدوان .. وان واشنطن على استعداد للاعتراف – بالجمهوريه العربيه اليمنيه وتم الاتفاق على ان تصدر صنعاء البيان الذي يؤكد التزامها بالمواثيق الدوليه ورغبتها في اقامة علاقات طيبه مع جيرانها .. فاصدرت حكومة الجمهوريه العربيه اليمنيه بياناً بذلك وبانها تنتظر اعتراف الولايات المتحده وبداية صفحة جديده وقد صدر بيان صنعأ يوم 19 ديسمبر ثم تلاه بيان من القاهره يؤيد ما جاء في بيان صنعاء {{ وفي ساعة متأخره من مساء يوم 19 ديسمبر اعلن الرئيس الاميركي جون كنيدي اعتراف الولايات المتحده اعترافاً فعليا وقانونياً بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) ص 644 – 648 ] وقد اثار الاعتراف الاميركى عواصفاً من الغضب في لندن والرياض وعمان وتل ابيب بينما اعلنت استراليا وكندا اعترافها بالجمهوريه وفي 20 ديسمبر صوتت الجمعيه العامه للامم المتحده باغلبية 73 صوتا لصالح تمثيل النظام الجمهوري في الامم المتحده وطرد مندوب العهد البائد ، فاخذت الجمهوريه العربيه اليمنيه مقعدها في الامم المتحده .. بينما اعلنت السعوديه في 21 ديسمبر قطع علاقاتها مع مصر بدعوى قيام طائرات مصريه بقصف [ قواعد الملكيين في ] نجران .
وفي 18 ديسمبر 1962م كتب الزعيم الخالد جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر الذي كان في صنعأ يشارك القياده اليمنيه والمصريه في توجيه عمليات الدفاع عن الثورة والجمهوريه .. وقد تحدث عبد الناصر في رسالته عن :-
[أ]- اعتراف اميركا والغرب بالجمهوريه وقال {{ .. ظهور العامل الجديد باعتراف الغرب فيه كسب معنوي ومعناه ان الثوره اليمنيه توطدت وعجزوا عن قهرها .. }} .
[ب]- استمرار الحشد العدواني في السعوديه {{ على حدود اليمن وانهم يشونون الاسلحه والذخائر .. الخ }} و {{ ان طائرات محمله بالاسلحه والذخيره من بلجيكا بدأت تصل الى نجران ، وصلت الطائره الاولى امس وستصل الثانيه يوم 28 ديسمبر والثالثه والرابعه يوم 29 ديسمبر والخامسه يوم 30 ديسمبر .. ان الطائرات تصل الى الطائف ومنها تنقل البنادق والذخائر الى نجران وجيزان .. }}
[جـ]- {{ ومن المهم وضع السلال في الصوره عن نشاط السعوديه على الحدود حتى لايطمئن الى ان امريكا ستوقف كل شئ ضده .. ففيصل سيعمل والبدر وكذلك الانجليز باستمرار للضغط على الجمهوريه اليمنيه . }} .
[د]- وقال عبد الناصر في رسالة الى عبد الحكيم {{ .. سينصرنا الله لاننا نحارب بلا هدف إلا قضية الحريه وتأكيدها وقضية الثوره التى هي حق لكل شعب مغلوب على امره }} – [ ص 924 – 926 / سنوات الغليان ]-
وفي 23 ديسمبر 1962م القى الزعيم جمال عبد الناصر خطابا تاريخياً الى الامه تحدث فيه بالتفصيل عن ثورة اليمن {{ التى هزت قصور الرجعيه ومعاقل الاستعمار }} وقال عبد الناصر :-
[أ]- {{ الشعب اليمني فرض الثوره ، وبارادة التغيير قامت الثوره ، وحين ماطلب الينا ان نساند هذه الثوره فقد ذهبت قواتنا الى اليمن . وهي تعتقد انها تقوم بواجب اصيل في ارادة التغيير العربي }} {{ ذهبنا الى اليمن لمساندة ثورة اليمن ضد الاستعمار والرجعيه .. }} {{ بعد ان تتحرر اليمن من الرجعيه ومن النفوذ الاجنبي وتسير نحو التقدم يكسب الشعب العربي خمسه مليون يمني متحررين يمثلون قوه في طريقنا الى التقدم ويمثلون درعاً ضد الاستعمار وضد اعداء الامه العربي }}.
[ب]- وتحدث عبد الناصر عن اهم دوافع الاستعمار واعوانه فقال انهم {{ .. خايفين على مصالحهم ، خايفين على مستعمراتهم في الجزيره العربيه .. عارفين ان الاستعمار لابد ان يلفظ انفاسه . عدن لابد ان تتحرر . الجنوب لابد ان يتخلص من الاستعمار .. لابد للارض العربيه ان تتحرر }}.
[جـ]- وتحدث عبد الناصر عن البعد القومي والتأثير القومي لثورة اليمن ولمعركة اليمن التى هي {{ دفع لنضال الشعب العربي في كل مكان }} وقال عبد الناصر {{ .. الاستعمار السنه اللى فاتت بعد الانفصال قالوا .. فكرة القوميه العربيه انتهت والثوره العربيه انتهت .. النهار ده بعد ثورة اليمن حاله عصبيه ، اسرائيل تشعر ان التقدميه والعدل اسلحة للمعركه ضدها }}
يتبين من ذلك ان عبد الناصر كان صريحاً في تبيين اسباب واهداف مناصرته لثورة اليمن فالسبب والهدف الاول هو مساندة الجمهوريه في الشمال ضد التامر والعدوان والذي تتعرض له ، والسبب الهدف الثاني يتصل بقضية تحرير عدن والجنوب بعد تثبيت الثوره والجمهوريه في الشمال ، والسبب والهدف الاكبر هو دفع نضال الشعوب العربيه والتيار القومي العربي في كل مكان خاصة سوريا والعراق والجزيزه العربيه والاردن والجزائر ضد الاستعمار واعداء
القوميه العربيه .
وفي 20 يناير 1963م توجه من صنعأ الى القاهره د . عبد الرحمن البيضاني – نائب رئيس الجمهوريه – والنقيب حمود بيدر عضو مكتب العمليات والعميد محمد الجرموزي .. وكان البيضاني يحمل رسالة من السلال الى عبد الناصر بشأن الموقف العسكري وطلب قوات وتعزيزات من مصر ، بينما كان الجرموزي يحمل رسالة سريه من السلال الى عبد الناصر وقد تم نشرها مؤخراً في كتاب (( ثورة 26 سبتمبر / دراسات وشهادات ووثائق للتاريخ )) مع رسالة عبد الناصر الجوابيه الى الرئيس السلال
وقد تركزت رسالة السلال ( السريه ) الى عبد الناصر حول تصرفات وممارسات البيضاني التى الحقت ضرراً بالصف الجمهوري وان من مصلحة الثوره عدم عودة البيضاني من القاهره وان يبقى مستبعداً هناك كما تضمنت رسالة السلال مايتصل بالموقف العسكري والتعزيزات المطلوبه وقال السلال في الرساله {{ اننى والشعب العربي في اليمن لايمكن ان ننسى لسيادتكم او لحكومة وشعب ج . ع . م . ( مصر ) موقفكم ومساندتكم العظيمه وجهودكم الكبيره الى جانب ثورتنا .. الخ . كما وان التاريخ لن ينسى لكم هذه المواقف المجيده المشرفه والتى ستظل دائماً رمزاً للوفاء والكرم والبطوله .. الخ . }}
وفي اواخر يناير 1963م بعث الرئيس جمال عبد الناصر رسالة جوابيه الى الرئيس عبد الله السلال تضمنت النقاط الرئيسيه التاليه :-
[أ]- ان ج . ع . م . تقف بكل امكانياتها الى جانب الثورة اليمنيه والشعب اليمني {{ ولا نريد ان يكون لنا دخل في اموركم الداخليه .. اننا لا نقف وراء شخص او اشخاص وانما وراء المبادئ والاهداف التى رفعناها والتى آلينا على انفسنا ان ندعمها ونحارب من اجلها .. }}
[ب]- {{ ان المرحله التى نمر فيها لان هى مركز التحول في التاريخ العربي كله .. }}
[جـ]- تحدث عبد الناصر بالتفصيل عن اهمية وحدة الصف الجمهوري الداخلي واشار الى ابقأ البيضاني في القاهره وانه لن يعود الى اليمن وقال عبد الناصر {{ ان حماية الثوره في اليمن واستمرار بقائها يجب ان يكون الهدف الاول دون اى اعتبار آخر . ولن يكون ذلك سهلاً بل لن يتاح إلا اذا اصبح الشعب كله في الداخل يمثل ارادة واحده .. وليس ممكنا ان تتحقق وحدة الشعب مالم تتحقق الوحده الفكريه والروحيه بين قادته فان مجرد قيام خلاف او انقسام بين اشخاص القاده لامور شخصيه اوحتى عقائديه سرعان ماينعكس على وحدة الامه ويؤدى الى الفرقه والانقسام وضياع الثوره .. }}
[د]- صدرت الاوامر بتحريك قوات جديده اليكم }}
وفي اواخر يناير 63م ارسل عبد الناصر تسعة الويه من الجيش العربي المصري لتعزيزاً للقوات الجمهوريه والقوات المصريه في اليمن كما وصل المشير عبد الحكيم عامر للمشاركه في قيادة وتوجيه العمليات .. واعلن السلال ان الثوره تمتلك صواريخاً يمكن ان تقصف قصر سعود في الرياض وستسحق قواعد العدوان اينما كانت وشملت تحذيرات السلال النظام الاردني والاستعمار البريطاني في الجنوب مع التأكيد على هدف تحرير عدن والجنوب ..
وفي مطلع فبراير بدأت العمليات التى سميت ( بانوراما رمضان ) واشترك فيها نحو خمسين الف جندي يمني ومصري بالدبابات والمدافع والاسلحه الثقيله والخفيفه كما شاركت فيها الطائرات بالقصف الجوي الذي شمل قصف قواعد العدوان في نجران .. وقد تحركت القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه في عملياتها الهجوميه في ثلاثه محاور وحملات كبيره متزامنه الاولى في محور وطريق ( صنعاء – صعده ) والثانيه محور ( صنعأ – مارب ) والثالثه محور ( صنعأ – اب – تعز – الى تخوم الجنوب المحتل ) ..
وفي 4 فبراير كتب الرئيس جمال عبد الناصر رسالة بخط يده الى المشير عبد الحكيم عامر في صنعا قال عبد الناصر فيها {{ - سعدت جداً بانباء الانتصار .. واظن انك تعرف ان موضوع اليمن سبب لي في الماضي كثيراً من القلق ولكن الحمد لله على النتائج الاخيره واعتقد ان وجودك كان ضروري لتحقيق ذلك }} {{ .. هناك اهتمام كبير لان باخبار اليمن .. وارجو الله ان ينتهى الامر قريبا بالنصر الكامل .. اكتب اليك الان وساقابل السفير الامريكي بعد ساعه واظن انه سيبحث موضوع الغاره على نجران .. وقد قال ان عنده رساله من كنيدي }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ]
وقد استقبل عبد الناصر السفير الاميركي الذي سلم الى عبد الناصر رسالة من كنيدي بشأن اليمن قال فيها :-
{{ ان اسباب عدم اعتراف بريطانيا بالجمهوريه اليمنيه تنبعث من قلق الحكومه البريطانيه حول عدن كما ان التهديدات المتكرره التى رددها السلال لن تؤدي إلا الى زيادة هذه المخاوف .. في حين ان عبارات التطمين تساعد على تحقيق اعتراف الحكومه البريطانيه بالجمهوريه .. }} [ كتاب ( سنوات الغليان ) لهيكل – ف 4 ] وتضمنت رسالة كنيدي عرضاً بامكانيه ان تقوم اميركا باقناع بريطانيا بالاعتراف –[ وبالتالي وقف التآمر والعدوان ]- واقناع السعوديه بوقف مساندتها للملكيين مقابل تطمين وتفاهم مطلوب حول عدن والجنوب وحول السعوديه .. وقد تريث { عبد الناصر } في الرد حتى لاتتعطل ( بانورا
ما رمضان ) .. وقد كتب عبد الناصر في ما بعد رسالة جوابيه الى ( كنيدي ) قال فيها {{ ان حركة التاريخ سوف تتولى اقناع الحكومه البريطانيه بعدم جدوى تجاهل الحقائق .. }}
وفي 16 فبراير دخلت بانوراما رمضان مرحلتها الحاسمه حيث تقدم عبد الحكيم عامر مع القوات اليمنيه الجمهوريه والعربيه المصريه الى مناطق صعده .. وفي 18 فبراير دخلت القوات ومعها عامر الى مدينة صعده ثم قامت القوات بتطهير مناطق صعده الى تخوم السعوديه وهربت فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه بينما قامت قوات الحمله الثانيه بتطهير طريق صنعأ – مارب ودخلت مدينة مارب يوم 25 فبراير وتم تطهير مناطق مارب من فلول الملكيين والمرتزقه .. كما قامت قوات الحمله الثالثه بتطهير طريق ومناطق محور ( اب ) الى تخوم مناطق الجنوب المحتل .. [ كتاب ( التاريخ العسكري لليمن ) السلطان ناجي + كتاب الجيش والحركه الوطنيه لناجي الاشول ]
ثم قامت قوة يمنيه مصريه تساندها الطائرات بحملة على آخر معقل للملكيين والمرتزقه في الشمال وهو منطقة ( حريب ) المتاخمه لمنطقة بيحان في الجنوب المحتل فوقعت مصادمات مع قوات بريطانيه وعميله حاولت دعم الملكيين والمرتزقه في ( حريب ) واكتمل الانتصار بدخول قوات الثوره والجمهوريه مدينة حريب يوم 7 مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى بيحان وبذلك رفرفت رايات الثوره والجمهوريه في كل ربوع شمال اليمن وانتهى الامر بالنصر الكامل والحاسم للثورة والجمهوريه في شمال اليمن والقى السلال خطاباً في اجتماع واحتفال كبير يوم 7 مارس 63م دعا فيه ابناء الجنوب الى بدء العمل لتحرير الجنوب من الاستعمار .
حيث كان موضوع الجنوب من القضايا الرئيسيه في البيان المشترك عن زيارة السلال للقاهره ( 1 – 10 يونيو 63م ) ومباحثات الوفدين المصري برئاسة عبد الناصر واليمني برئاسة السلال حيث جأ في البيان المشترك الصادر فى العاشر من يونيو 1963م في القاهره مايلي نصه {{ ويعلن الرئيسان – عبد الناصر والسلال – اصرار الشعبين على العمل المشترك وبذل الجهود والمساعدات الادبيه والماديه للقضاء على بقايا الاستعمار فى الوطن العربي . كما تساند الدولتان بجميع امكانياتهما الحقوق المشروعه للشعب العربي في عمان والجنوب اليمني المحتل ، ويشجبان جميع المخططات الاستعماريه في هذه المنطقه من الوطن العربي ، كما يؤكد ان حق الشعب اليمني شماله المتحرر وجنوبه المحتل في الحرية والوحده }} – انتهى –
كان النظام الجمهوري في الشمال قد ترسخت دعائمه بانتصار الثوره والجمهوريه في معارك فبراير مارس 1963م وهروب فلول الملكيين والمرتزقه الى السعوديه وبيحان آنذاك . بحيث عادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الثورة والجمهوريه الى مصر ( في مايو ويوليو 63م ) وجرت اتصالات وجهود شاركت فيها الامم المتحده بعقد هدنه في مناطق الحدود مع السعوديه وظهور اتجاه للاتفاق والوئام بين مصر والجمهوريه اليمنيه من جهه وبين السعوديه من جهة اخرى خاصة في ومنذ مؤتمر القمه العربي الاول ( يناير 1964م )
ولكن انطلاق نضال الثوره اليمنيه لتحرير الجنوب وتصعيد ذلك النضال منذ زيارة عبد الناصر لليمن وبداية الكفاح المسلاح ( في 24 ابريل 1964م ) ادى الى قيام بريطانيا ومعسكرها الاستعماري واعوانها بعمل واسع النطاق لضرب واسقاط الثوره ونظامها الجمهوري في الشمال فتم الدفع باعداد كبيره من المرتزقه الى حدود اليمن واستمالة قبائل يمنيه الى صف الملكيين والمرتزقه بتاثير الذهب والسلاح مما اتاح للملكيين والمرتزقه ان ينشطوا في مناطق من صعده وحجه والجوف ومارب – بالقرب من حدود السعوديه والجنوب المحتل – منذ اواسط مايو ويونيو 64م وقامت قوة من الملكيين والمرتزقه بقيادة الامير على بن الحسن بمهاجمة قوة من الجمهوريين والمصريين في طريق حجه في بدايه يونيو 64م فدارت معركة انهزم فيها الملكيون والمرتزقه وسقط منهم نحو الف قتيل بينهم الامير على بن الحسن .. كما جرت معركة اخرى – امتدت الى شهر يوليو – في مناطق من محافظة صعده حيث قامت القوات الجمهوريه والمصريه بانزال خسائر فادحه بالملكيين والمرتزقه وقامت الطائرات المصريه بحصد الالوف منهم }} بينما تمركز الامام المخلوع محمد البدر في ( جبل قاره ) ..
وفي يوليو 1964م انعقدت مباحثات عليا بين الجمهوريه العربيه اليمنيه والجمهوريه العربيه المتحده ( مصر عبد الناصر ) وتم في القاهره – يوم 13 يوليو – التوقيع على اتفاقية تنسيق واسع بين البلدين .. كما تم تعزيز القوات المصريه في اليمن بقوات اضافيه مزودة بالدبابات والمصفحات والطائرات بحيث ارتفع عدد القوات المصريه في اليمن من حوالى ( 32000 جندي ) في يونيو ويوليو 64 الى حوالى ( 50000 جندي ) في صيف عام 1964م وقد استبسل الجمهوريون من الجيش والقبائل في الدفاع عن الثورة والجمهوريه مع جيش مصر عبد الناصر واستشهد المئات في الدفاع عن الثوره والجمهوريه كان منهم المناضل الوحدوي الشهيد { محمد مطهر } الذي شارك فى تاسيس تنظيم الضباط الاحرار مع
المناضل الوحدوي الشهيد على عبد المغني وساهم في قيادة الثوره ثم تولى رئاسة هيئة الاركان وقد استشهد محمد مطهر في منطقة ( حرض ) يوم 22 / اغسطس / 1964م .. بينما قامت حملة من القوات الجمهوريه والمصريه بالهجوم على منطقة جبل قاره التى كان الامام المخلوع محمد البدر يتمركز فيها مع عدد كبير من الملكيين والمرتزقه واستمرت الحمله عشرة اسابيع تتوجت بتطهير جبل قاره والمنطقه في 26 سبتمبر 64م ولكن ( البدر ) تمكن من الهرب .. كذلك تم تطهير العديد من مناطق الاطراف ..
وخلال تلك الفتره انعقد مؤتمر القمه العربي الثاني في الاسكندريه ( اوائل سبتمبر 64م ) وقدم وفد الجمهوريه العربيه اليمنيه برئاسة الرئيس عبد الله السلال الادلة والقرائن على التآمر البريطاني ونشاط المرتزقه الدوليين بينما قدم امين عام الجامعه العربيه { عبد الخالق حسونه } مذكرة الى المؤتمر من 9 صفحات استهلها قائلا {{ ان التآمر على الجمهوريه العربيه اليمنيه ومحاولة القضاء عليها اصبحا من السمات البارزه في السياسه البريطانيه ( الخائفه ) على مصير وجودها في الجنوب المحتل }} وقالت المذكره في فقراتها الاخيره {{ لقد بلغ التآمر والعدوان البريطاني على الجمهوريه العربيه اليمنيه حداً بعيداً من الشراسة والضراوه تنفيذاً لمخططها الاستعماري بعيد المدى .. }} [ ص 765 سنوات الغليان ] .. وقد اصدر مؤتمر القمه العربي الذي شاركت فيه السعوديه بطبيعة الحال قراراً بـ {{ مناهضة الاستعمار البريطاني ومساندة حركة التحرر في الجنوب وعمان ، ونادى بضرورة تصفية القواعد الاستعماريه وخاصة قاعدة عدن }} [ ص 196 نجمه فوق سمأ اليمن ]
وفي الوقت الذي تصاعد فيه النضال المسلح للثورة اليمنيه في الجنوب ، واصبح التآمر على النظام الجمهوري للثورة اليمنيه في الشمال من السمات البارزة للسياسة البريطانيه ، انسلخ من صف الجمهوريين ستون شخصاً من السياسيين وصلوا الى قاعدة الاستعمار في عدن خلال شهر ديسمبر 1964م وشكلوا تجمعاً باسم {{ منظمة الشباب اليمني }} كبداية لماسُىّ {{ الاتحاد الشعبي }} او {{ القوه الثالثه }} بزعامة {{ ابراهيم على الوزير }} وقد اتاح الانجليز لاولئك المنسلخين عقد مؤتمرات صحفيه ضد الرئيس السلال والنظام الجمهوري في عدن وبيروت والسعوديه ولكن ذلك الحدث لم يكن بذي بال فقد تلته احداث انقساميه وضعت الثوره والجمهوريه في مفترق طرق
ففي اوائل عام 1965م شهدت الفتره انقسام الصف الجمهوري السياسي في الشمال وظهور تيار جمهوري يناوئ الرئيس السلال والخط الثوري ويدعو الى السلام مع الملكيين والسعوديه وتحسين العلاقه مع الاستعمار البريطاني في الجنوب .
وفي يناير 1965م استقال عدد من الوزراء والمسئولين في حكومة الجمهوريه ومؤسساتها واعلنوا معارضتهم للرئيس السلال ومطالبتهم بحكم شوروي ومجلس شورى وبمصالحة وطنيه مع ملكيين وتحقيق السلام في اليمن .. وكان من ابرز شخصيات ذلك التيار الاستاذ احمد النعمان والاستاذ محمد محمود الزبيري والقاضي عبد الرحمن الارياني وكان الاستاذ النعمان مع الاستاذ الزبيري حين قامت مجموعة ملكيه انطلقت من الجوف باغتيال الزبيري في مطلع شهر ابريل 1965م وقد ساعد ذلك الحادث على التفاف كثير من المشائخ والقبائل والسياسيين والضباط بما في ذلك المنتمين الى ( حزب البعث ) حول النعمان ومطالبتهم بتشكيل حكومه برئاسة النعمان .. الخ .
فاتضح في ابريل 1965م ان صف السياسيين الجمهوريين قد انقسم الى تيارين رئيسيين احدهما {{ تيار جمهوري ثوري }} بزعامة الرئيس السلال وكان من رموز ذلك التيار الفريق حسن العمري رئيس الوزراء والعقيد عبد الله جزيلان والقاضى عبد السلام صبره والعقيد عبد اللطيف ضيف الله والعميد محمد الاهنومي ( وزير الحربيه ) والاستاذ عبد الغنى مطهر والشيخ مطيع دماج وعشرات ومئات الساسة والضباط الجمهوريين ( الصقور )
اما التيار الاخر فيمكن تسميته {{ تيار جمهوري معتدل }} تزعمه الاستاذ احمد النعمان وكان من ابرز رموزه القاضي عبد الرحمن الارياني – الاستاذ محسن العيني – العميد محمد الرعيني – الاستاذ حسين المقدمي – الشيخ عبد الله الاحمر – الشيخ سنان ابو لحوم – الشيخ عبد اللطيف قائد راجح – الاستاذ محمد الرعدي – الاستاذ محمد الفسيل وعشرات ومئات الشخصيات خاصة من القبائل والمنتمين الى حرب البعث ..
وقد ساعد انقسام صفوف الجمهوريين في الشمال على سقوط منطقة ( حريب ) بيد الملكيين والمرتزقه كما سيطر الملكيون على مناطق من محافظات مارب والجوف وصعده ( في ابريل 1965م ) بينما بلغ انقسام الجمهوريين ذروته وطالب التيار المعتدل بان يتولى النعمان رئاسة الحكومه وهددوا باستعمال القوه ..
وقد استشعر الرئيس جمال عبد الناصر خطورة الموقف في اليمن وكان عبد الناصر شديد الحرص على وحدة الصف الجمهوري ويؤمن بان المعركه العسكريه لاتمثل اى خطوره بينما الانقسام في صف القاده والسياسيين لاسباب شخصيه او حتى فكريه ينعكس على وحدة الشعب ويؤدى الى ضياع الثورة والجمهوريه .. فبعث عبد الناصر ا
لى صنعاء المشير عبد الحكيم عامر وانور السادات لبحث الموقف ..
وقد القى عبد الحكيم عامر خطاباً هاماً في صنعاء يوم 15 – ابريل – 1965م قال فيه {{ ان القوات العربيه المشتركه على استعداد تام لسحق كل محاولة لتعكير صفو السلام في الجمهوريه العربيه اليمنيه .. ان الجمهوريه قامت لتبقى وتعيش ولن يعود آل حميد الدين الى اليمن مطلقاً .. ان الجمهوريه قوية وثابته وحكومتها تسير لتحقيق اهداف الشعب وتعمل لتشكيل مجلس الشورى الذي سيجمع ابطال اليمن ومشايخها وقادتها في حكم ديموقراطي . }} –[ انتهى ]-
وقد اجرى عبد الحكيم عامر والسادات مباحثات مع الرئيس السلال ورئيس الوزراء حسن العمري ومع شخصيات التيار ( المعتدل ) الذي يتزعمه احمد النعمان .. وعاد الى القاهره .
وحرصا على وحدة الصف الجمهوري قام الرئيس السلال بتكليف الاستاذ احمد النعمان بتشكيل حكومة جديده ( في 20 – ابريل ) وقام النعمان بتشكيل الحكومه في 21 – ابريل –
مثلت حكومة النعمان التى تم تشكيلها في 21 / 4 / 65م خط {{ التيار الجمهوري المعتدل }} حيث خلت الحكومه من رموز التيار الجمهوري الثوري الذين كانوا في الحكومة السابقه امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – محمد الاهنومي – حمود الجائفي – عبد القوى حاميم – عبد السلام صبره – عبد الغني مطهر - } كذلك لم تضم حكومة النعمان وزيراً لشئون الجنوب اليمني لان النعمان {{ كان يسعى لتحسين العلاقه مع الانجليز }}
ولكن { التيار الجمهوري الثوري } كان محتفظان برئاسة الجمهوريه والقياده العامه للقوات المسلحه ( السلال ) وقد تم تشكيل مجلس جمهوري برئاسة السلال وعضوية العمري ومحمد على عثمان ثم استقال العضوان وحل محلهما القاضي عبد الرحمن الارياني ونعمان بن قائد ( 12 مايو )
وفي الفتره من 2 – 5 مايو انعقد مؤتمر خمر الذي صدرت عنه قرارات جيده واهتم بموضوع المصالحه والسلام .. وفي 15 مايو غادر صنعاء وفد برئاسة القاضي الارياني ومحسن العيني ولجان من المؤتمر لشرح قرارات المؤتمر والبحث عن التعاون لتحقيق السلام .. ثم اعلن النعمان في 17 يونيو ان الملك فيصل وافق على استقبال وفد لبحث القضيه اليمنيه .. ولكن اتصالات النعمان وبعض اطراف ذلك التيار باسم المصالحه مع الملكيين والسلام ومع السعوديه وتحسين العلاقه مع الانجليز .. كان لها اثار سلبيه خطيره فقد استغل الملكيون والمرتزقه تلك الاجواء فاحتلوا منطقة صرواح ( مايو 65م ) ثم سيطروا على منطقة القفله ( يونيو ) وشنوا هجمات تم صدها على منطقة حرض وطريق صعده وطريق الحزم – صنعاء – ولكنهم تمكنوا من الانتشار ثم سيطروا على مارب .
وبسبب تلك المخاطر قام الرئيس السلال بتشكيل مجلس اعلى للقوات المسلحه في 27 يونيو وارسل القرار لاذاعته في الاذاعه .. فاحتج النعمان على تشكيل المجلس ( بدون استشارته ) وعلى اذاعة القرار .. مما ادى الى مضاعفة بعض شكوك السلال فيما حصل ويحصل من اتصالات وانكسارات فاصدر السلال تعليمات الى حرسه الخاص باعتقال النعمان فتوسط السفير المصري فالغى السلال امر الاعتقال على ان يغادر النعمان اليمن الى القاهره وقام السلال ( في 6 يوليو ) بتشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري ( 18 – يوليو ) ضمت العديد من رموز التيار الثورى الجمهوري امثال { عبد الله جزيلان – عبد اللطيف ضيف الله – عبد السلام صبره – محمد الاهنوم } كما ضمت وزيراً لشئون الجنوب المحتل
بينما انشق من الصف الجمهوري وتوجه الى مستعمرة عدن –( في يوليو 1965م )- مائتان وخمسون شخصا من السياسيين والمشائخ والمنتمين الى حزب البعث –[ وكان من ابرزهم سنان ابو لحوم – حسين المقدمي – محمد الرعدي – محمد الفسيل – وعشرات المشائخ ]- ثم توجهوا من عدن الى السعوديه في ( 23 يوليو ) بينما توجه الفسيل الى بيروت .. وشنوا من عدن والسعوديه وبيروت حملات ضد السلال والنظام الجمهوري وضد مساندة مصر عبد الناصر للثورة والجمهوريه .
وفي 13 – اغسطس 65م عقد المنشقون والملكيون والقوه الثالثه اتفاقية الطائف التى نصت على قيام {{ دوله اسلاميه }} بدلان من النظام الجمهوري .. وبذلك تعرضت الثوره اليمنيه لخطر اجهاضها من خلال مؤتمر واتفاقية الطائف بين { ملكيين وجمهوريين من التيار الجمهوري المعتدل } والذي كان على اساس قيام { دولة اليمن الاسلاميه } بدلا عن الجمهوريه العربيه اليمنيه .. وقد ادى اعلان اتفاق الطائف ومشروع الدوله الاسلاميه ( في 13 / اغسطس ) الى عقد اجتماع في الاسكندريه بين الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس السلال بمشاركة شخصيات من التيار الجمهوري المعتدل [ منهم الارياني والعيني ونعمان ] ومن التيار الجمهورى الثوري وذلك في ( 18 – اغسطس ) .. ثم توجه عبد الناصر الى جده واجرى مباحثات مع الملك فيصل ( 22 – 24 / اغسطس ) اسفرت عن توقيع اتفاق جده بشان اليمن بين عبد الناصر وفيصل والذي كانت اهم بنوده {{ ان الشعب اليمني هو الذي يقرر ويؤكد نوع الحكم الذي يرتضيه لنفسه وذلك في استفتاء شعبي عام .. }} وان {{ يعقد مؤتمر وطني في مدي
نة حرض يوم 23 نوفمبر 1965م يقرر طريقة الحكم حتى الاستفتاء .. }}
لقد كان عبد الناصر واثقاً من ان الشعب اليمني يستطيع ان يؤكد بالاستفتاء تمسكه بالجمهوريه ورفضه للعهد البائد ولمشروع الدوله الاسلاميه وان صفوف الجمهوريين في الداخل ستلتحم لتأكيد ذلك الخيار –[ بصرف النظر عن الجمهوريين المنشقين الذين وقعوا اتفاق الطائف ]- وقد اكد الشعب تمسكه بالثورة والجمهوريه وانعقد في مدينة ( الجند ) مؤتمر لكافة مناطق وقبائل شمال اليمن والقوى الوطنيه في 20 – اكتوبر وكانت قرارات المؤتمر واضحة جليه في تأكيد التمسك بالنظام الجمهوري ومبدأ {{ الجمهوريه او الموت }} وكذلك العديد من المؤتمرات والمهرجانات والبيانات وبرقيات قبائل حاشد وغيرها الى عبد الناصر .. وقد أكد تشكيل الوفد الجمهوري ( في 19 نوفبر ) التحام صفوف الجمهوريين وقد شارك الى جانب الوفد الرسمي الجمهوري اعداد من الشخصيات الوطنيه والقاده والمثقفين والمشائخ الجمهوريين وترأس الوفد القاضى عبد الرحمن الارياني وكان الدكتور عبد العزيز المقالح سكرتيراً لرئيس الوفد الجمهوري في مؤتمر حرض ..
وفي الفتره من 23 نوفمبر الى 2 ديسمبر 1965م انعقد مؤتمر حرض وقد حضر كل من اعضاء الوفدين { اعضاء وفد الملكيين والمنشقين } و { اعضاء وفد الجمهوري } وكان ذلك على النحو التالي :-
{ اعضاء الوفد الملكيين والمُنشقين }
مجد الدين الحوثي _ سنان ابو لحوم
احمد حسين الحوثي _ نعمان بن قائد
احمد الشامي _ ابراهيم على الوزير
صلاح المصري _ احمد الحكيمي
عبد القادر محمد _ محمد عبد القدوس الوزير
احمد محمد الباشا _ على ناجى الشائف
غالب الاجدع _ احمد الحبار
على الفضيل _ عبد العليم حسان
حسن المداني _ عايض الثليف
حسن هادي _ حسين مرفق
عبد الله الصعدي _ ناجى الغادر
حامس العوجري _ هادى عيطان

{{ اعضاء الوفد الجمهوري }}
عبد الرحمن الارياني _ احمد النعمان
عبد السلام صبره _ محمد الرعيني
عبد الله جزيلان _ على سيف الخولاني
حمود الجائفي _ احمد الرحومي
عبد الغنى مطهر _ عبد الله الدعيس
محمد الاهنومي _ على ناصر طريق
محمد على عثمان _ عبد الكريم العنسي
عبد الله حسين الاحمر _ على صغير شامي
مطيع دماج _ احمد العواضي
د. حسن مكي _ محمد على الرويشان
القاضي محمد الاكوع _ عبد الرحمن ذمران
القاضي محمد الخالدي _ محمد عبد الواحد دماج
وقد تمسك الوفد الجمهوري مع جماهير الشعب بالنظام الجمهوري فانتهى مؤتمر حرض في 3 ديسمبر بالتاجيل والفشل إسميا وبسقوط مشروع الدوله الاسلاميه – عمليا - فانتصر خيار الثوره بنظامها الجمهوري
كان التآمر والعدوان على النظام الجمهوري والثورة اليمنيه في الشمال تتم مواجهته بعدة وسائل .. وقد ساعدت {{ استراتيجية النفس الطويل }} التي تم اتباعها بدلاً من اسلوب الأنتشار الكامل على تخفيض تكلفة حرب الدفاع عن الجمهوريه وتخفيض عدد القوات المصريه في اليمن من حوالي ( 40000 جندي ) الى حوالي ( 20000 جندي ) في ابريل 1966م وكان من ابرز القاده المصريين باليمن في تلك الفتره اللواء سعد الدين الشاذلي [ ص233 – التاريخ العسكري ] وكان حجم القوات الجمهوريه الرسميه قد أرتفع كماً وكيفاً واصبح لها دور فعال في الدفاع عن الثوره والجمهوريه تشاركها في ذلك القوات العربيه المصريه والقبائل اليمنيه الجمهوريه.. وقد القى عبد الناصر خطابا في 22مايو 66م امام وحدات من القوات المصريه التى عادت من اليمن الى مصر قال فيه {{ .. لقد واجهت ثورة اليمن مؤامرات كثيره ودافعتم عن الثوره ولن يسكت الاستعمار على انتصاركم للثوره اليمنيه .. ولكننا سنصمد لكل تحدي }}
وكانت الثوره الجمهوريه تواجه الى جانب خطر التآمر والعدوان الملكى الرجعى الاستعماري مخاطر النفس المتمثله في صراعات بعض السياسين الجمهوريين على السلطه ومن إجل امتصاص احتمالات ذلك الصراع قام الرئيس السلال فترة في القاهره وتولى الفريق حسن العمري القيام باعمال الرئيس ولكن تصعيد التآمر والعدوان الخارجي على الجمهوريه -[ كرد على تصعيد النضال في الجنوب ]- استلزم عودة الرئيس السلال في اواسط عام 66م ( يونيو/ اغسطس ) وتعزيز القوات المصريه بقوات بريه وجويه مصريه متلاحقه لان الملكيين والمرتزقه الاجانب احتلو مناطق واسعه من صعده وسيطروا على برط ومارب وحريب وغيرها واخذوا يهددون باحتلال طرق صنعاء .. ولكن بعض السياسيين الجمهوريين والحزبيين لم توافق عودة السلال اهوائهم فبدأت مؤشرات انشقاق خطير بحيث اراد السلال ان يتخذ في سبتمبر 66م اجرأات عنيفه ضد اولئك السياسيين الذين كان من بينهم ( احمد النعمان ) ثم استقر الرأى على ان يسافروا الى القاهره وكان عددهم ستون شخصاً ، يطالبون ان يستعمل عبد الناصر تأثيره ومكانته باقالة السلال فرأى عبد الناصر ان بقاء اولئك السياسيين في القاهره هو الأنسب والأصلح للجمهوريه في تلك الفترة وحتى زوال الخطر فتم ابقاء اولئك السياسيين في القاهره شبه موقوفين مما ساعد على التحام صفوف الجيش والشعب بقيادة السلال
[ منذ سبتمبر واكتوبر 66م ] وخاضت القوات الجمهوريه والمصريه معركة عنيفه ضد ثمانين الفا من الملكيين والمرتزقه لعدة اسابيع الى ان تم صدهم الى اطراف الحدود مع السعوديه [ منذ نوفمبر وديسمبر 1966م ] وارتفع عدد القوات المصريه آنذاك الى ( 60000 جندي )
وفي يناير وفبراير 67م قامت الطائرات بقصف الملكيين والمرتزقه في منطقة كتاف المحاذيه للسعوديه ومطاردة وقصف بعض المتسللين الملكيين والمرتزقه داخل مراكزهم في السعوديه.
وفي 5 فبراير 67 قال عبد الناصر لصيفة ( الاوبزرفر ) {{ نحن في اليمن للدفاع عن الثوره اليمنيه ضد العدوان الذي يجري بتحريض بريطانيا وتشجعيها واشتراكها }}
وقال عبد الناصر في خطاب 22 فبراير 67م {{ .. النهارده جمهورية اليمن فيها اسقرار كامل .. ولما حصل تسلل انتقمنا للتسلل ... واذا حصل تسلل حننتقم لهذا التسلل }} [ أهـ / خطب ناصر ]-
وفي ابريل 67م عادت اغلب القوات المصريه من اليمن الى مصر بحيث لم يبق في اليمن سوى اقل من ( 20000 جندي مصري ) في اواخر مايو .. وكان سبب ذلك بصفة اساسيه ان الاستعمار البريطاني المنهزم بدأ ينسحب من الجنوب ويمهد الانسحاب فتلشى الدور البريطاني في التآمر والعدوان على الشمال ..
- وفي مايو 1967م كان تأمين الثوره والجمهوريه في الشمال من الملكيين والمرتزقه في المناطق اليمنيه المجاوره للسعوديه قد اكتمل واصبح وجودهم يتركز في المناطق السعوديه المجاوره .. وكان الدور البريطاني في التآمر والعمل ضد الجمهوريه قد اخذ يتلاشى بعد ان ايقنت بريطانيا بهزيمتها في الجنوب وقررت الرحيل .. فعادت اغلب القوات المصريه التى شاركت في الدفاع عن الجمهوريه الى مصر بحيث انخفض عدد القوات المصريه في اليمن من ( 60000 جندي ) الى اقل من ( 20000 جندي ) في اواخر مايو ثم الى ( 15000 جندي ) في مطلع يونيو .. كذلك فان الجمهوريه كان قد اصبح لديها جيش قوي تسانده معظم القبائل .. وكان الملكيون والمرتزقه قد حاولوا العوده للسيطره على بعض مناطق الاطراف في 1 يوليو فتصدت لهم قوات يمنيه ومصريه كما قامت طائرات مصريه بقصفهم ومطاردتهم بحيث {{ بعد محاولة يوليو – التى تم صدها – توقف القتال في اليمن تقريباً }} .
- وفي 4 / 8 / 67م وقع عبد الناصر وفيصل اتفاقية الخرطوم بشان تحقيق السلام في اليمن .. وتلاها المشروع السودانى الذي وافق عليه الملك فيصل في 23 – اغسطس ورفضته حكومة الجمهوريه برئاسة السلال في 3 سبتمبر .. لذلك قوبلت اللجنه العربيه الثلاثيه التى وصلت الى صنعاء في 3 / اكتوبر 67م بمظاهرات مضاده ووقعت حوادث مؤسفه قام بها مندسون وحاقدون .. وكانت مصر عبد الناصر تشعر بان دورها في مناصرة الثوره اليمنيه –[ بنظامها الجمهوري في الشمال ونضالها المسلح في الجنوب ]- قد اكتمل .. فاطراف التآمر والعدوان الخارجيه على الجمهوريه مثل بريطانيا والنظام الاردني قد خرجا من الحلبه وتعهدت السعوديه بوقف مساعدتها للملكيين .. كما ان النضال لتحرير الجنوب قد حقق هدفه ولم يبق سوى الاتفاق على من يتسلم الحكم والاستقلال في عدن من بريطانيا .... لذلك بدأت القوات المصريه في العودة الى مصر منذ ( 10 / سبتمبر ) وخلال اكتوبر 1967م .
- ثم اخذ فريق واسع من السياسيين والضباط الجمهوريون يدبرون انقلاباً ضد السلال وفي 5 نوفمبر 1967م – اثنأ زيارة الرئيس عبد الله السلال للعراق – وقع انقلاب في صنعاء تم فيه اقصاء السلال من رئاسة الجمهوريه وتكوين مجلس جمهوري من (3) اشخاص برئاسة القاضي عبد الرحمن الارياني وعضوية احمد النعمان ( وحسن العمري ) وتكوين حكومه برئاسة محسن العيني ..
ومالبث ان اقيلت حكومة العيني وقام الفريق حسن العمري بتشكيل حكومة جديده في 21 ديسمبر 67م .. بينما استقال احمد النعمان من عضوية المجلس الجمهوري واعلن في بيرت – يوم 23 نوفمبر – {{ ان الشعب اليمني يريد النظام الملكي وعودة الامامه }} واثناء ذلك سيطر الملكيون ومعهم عدد كبير من القبائل المغرر بهم والمرتزقه الاجانب الذين جأوا من ورأ الحدود ، سيطروا على ( صعده ) ثم قاموا بعملية اختراق اتاحت لجحافلهم الوصول الى بعض الجبال والضواحي القريبه من صنعاء في 27 نوفمبر فقطعوا الطرق وبدأوا في قصف صنعاء ( 7 ديسمبر ) .. بينما تلاحمت صفوف الجيش والشعب تحت شعار ( الجمهوريه او الموت ) وتم تشكيل حكومة برئاسة الفريق حسن العمري عضو المجلس الجمهوري القائد العام للقوات المسلحه وكان من ابرز اعضأ الحكومه القاضي عبد السلام صبره نائب رئيس الوزراء – العميد عبد اللطيف ضيف الله ( المواصلات ) العقيد احمد الرحومي ( الدفاع ) العقيد عبد الله بركات ( الداخليه ) – د. حسن مكي (الخارجيه ) – محمد عبده نعمان ( الاعلام ) ... وتولى رئاسة هيئة الاركان الرائد عبد الرقيب عبد الوهاب وكان للضباط السبتمبريين وغيرهم من الضباط الوطنيين والمقاومه الشعبيه والجنود والقبائل ادوار مجيده في ملحمة التصدى لحصار السبعين يوماً لمدينة صنعاء [ كان من الضباط الذين ساهموا في ملحمة السبعين المقدم
ابراهيم الحمدي – الملازم جار الله عمر ] .. كذلك بعثت حكومة الشطر الجنوبي قوة ومقاتلين شاركوا في ملحمة السبعين يوماً كتعبير عن واحدية الثورة اليمنيه .. وكان لمصر عبد الناصر دورها في تأييد الجمهوريه فتم اثناء الحصار توقيع اتفاقية قرض طويل الاجل من مصر للجمهوريه بمبلغ اربعين الف جنيه استرليني ( في 30 ديسمبر 67م ) وكانت علاقات مصر عبد الناصر الممتازه مع الاتحاد السوفيتي وبعض الدول العربيه عاملاً مساعداً في المواقف الايجابيه لتلك الدول وقيام الجمهوريه بشراء ثلاثين طائرة حربيه من الاتحاد السوفيتي وصلت في يناير 1968م بحيث كان للطائرات دور هام في قصف معاقل الملكيين والمرتزقه إبان ملحمة السبعين يوماً التى تتوجت بفك الحصار وانتصار الجمهوريه يوم 8 فبراير 1968م .. وفيما بعد قال الرئيس جمال عبد الناصر للفريق حسن العمري قائد ملحمة وانتصار السبعيين يوماً {{ .. انكم لم تدافعوا عن صنعأ فقط وانما عن القاهره ايضاً .. }}
ومنذ انتصار السبعين يوماً بدأ العديد من المشايخ والقبائل المغرر بهم في العودة الى صف الوطن والجمهوريه وكان من ابرز العائدين الشيخ قاسم منصر ( 5 نوفمبر 1968م ) ثم سقط آخر الامرأ الملكيين الاماميين الذين حاربوا الجمهوريه قتيلا برصاص الجمهوريين في صعده وهو { عبد الله بن الحسن بن الامام يحي } وكان مقتله في ( 25 / 7 / 69م ) وتم لقوات الجمهوريه دخول صعده وتطهيرها في سبتمبر 69م
وكان من ثمار انتصار السبعين ثم انتصار تطهير الطرق في اكتوب 1968م مايذكر الدكتور ( جلوبو فسكايا ) قائلاً {{ ان اخفاق وفشل الهجوم الملكى وانتصار الجمهوريين اجبر قادة المملكه السعوديه الذين قدموا وباستمرار الدعم للملكيين المتمثل بالمال والسلاح والمواد وكذلك بالسماح للملكيين باستخدام العمق السعودي لانشأ قواعداهم ، لقد اجبر فشل الهجوم السعوديين على اعادة نظرهم فيما يتعلق بالحرب في اليمن ، والتى اصبحت عديمه الجدوى بشكل واضح ، واصبح من العاده ظهور انباء على صفحات الصحف العالميه تدل على وجود اتصالات سريه بين الرياض وصنعأ . وفي اكتوبر ونوفمبر 1968م ذكرت الصحف ان الحكومه السعوديه تفكر جديا في اقامة علاقات مع النظام الجمهوري اليمني اما صحيفة الاخبار المصريه فقد كتبت مباشرة ( في 6 / 10 / 68م ) {{ السعوديه مستعدة للاعتراف بالجمهوريه العربيه اليمنيه }} .. ومن خريف 1968م اوقفت الجمهوريه العربيه اليمنيه الدعايه المناهضه للسعوديه في الصحف والاذاعه ، ومن جانبها سمحت السعوديه لليمنيين باداء فريضة الحج .. واخيراً –( مطلع 69م )- اعلنت السعوديه بشكل مفتوح عن استعدادها لوقف دعم الملكيين ، وطالبت كمقابل لذلك ان [ يتخذ النظام الجمهوري سياسات معينه ] بينما .. تعمق الانقسام في اوساط القياديين الملكيين بسبب انتقال كثير من المشايخ ومن الملكيين البارزين الى الصف الجمهوري وبسبب تنامي فكرة المصالحه مع الجمهوريين ، ولما اوقفت السعوديه دعمها خلع محمد بن الحسين نفسه وتوجه الكثير من انصار الملكيه الى اوروبا ولبنان }} –[ ص 131 – 132 / التطور السياسي ]-
وفي 5 فبراير 1970م تم تشكيل حكومة برئاسة الاستاذ محسن العيني ووجهت حكومته جهودها لتطبيع العلاقات مع السعوديه .. وفي مارس 1970م اتمت في جده مباحثات اسفرت عن اتفاق مصالحه يتضمن عودة بعض الشخصيات الملكيه البارزه ومشاركتها في المجلس الجمهوري والحكومه والسلك الدبلوماسي وغيرها واتفاق خاص بالعلاقه مع السعوديه .. وفي 16 – ابريل 1970م اعلن محسن العيني في المجلس الوطني بصنعأ عن ابرام اتفاق مع السعوديه .. وفي 23 ابريل 1970م اعلنت السعوديه رسميا اعترافها بالجموريه العربيه اليمنيه
(( والله الموفق )) زيد محمد حسين الفرح
{ الجمهورية اليمنية - وزارة الثقافة – صندوق التراث والتنمية الثقافية - منتدى المؤرخ محمد حسين الفرح }
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
الجند تعز والتقويم

قـدم رجـل مـن منطقـة الجنـد فـي اليمـن، إلـى الخليفـة عمـر بـن الخطـاب، فقـال:

رأيـتُ بـالجنـد شيئاً يُسمُـونـه (التـاريـخ) يكتبـون مـن عـام كـذا و شهـر كـذا....

فقـال عُمـر :

هـذا حسـنٌ، فـأرخـوا ..📝


ويتضـح مـن هـذا النـص المهمـل مـن مناهـج الـدراسـة فـي اليمـن، أن الكتـابة التـاريخيـة قـد وجـدت فـي اليمـن قبـل الإسـلام، وأول كتـاب تـاريخ دونـه العـرب كـان :

📒كتـاب الأخبـار📒

لمؤلفـه: عبيـد بـن شـريه

وهـو كتـاب غـاب عـن الأنظـار ولـم نـرى لـه تفصيـل، ويُقـال أن معـاويـة بـن أبـي سفيـان ـ احتفـظ بـه فـي عمـق خـزانتـه، واختفـى مـن بعـده.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
كتابات المسند وكتابات الزبور في اليمن القديم
الخميس 14 فبراير-شباط 2008 القراءات: 2061
أ.د إبراهيم محمد الصلويü
طباعة المقال أرسل المقال لصديق
دخل أهل اليمن في الإسلام وأقبلوا على تَعلُّّم اللغة العربية الفصحى،قراءة وكتابة من أجل فهم أمور دينهم . وحلت اللغةُ العربيةُ الفصحى وخطها بالتدريج مكان لغتهم القديمة في المستوى الرسمي ومستوى المعاملات بين الناس. واهتم علماء اليمن كغيرهم من علماء الأمصار الأخرى بعلوم اللغة العربية والعلوم الشرعية تدريساً وتأليفاً،واهتموا ايضاً بالتأليف في علوم وفنون أخرى. ومنها أخبار ملوك اليمن قبل الإسلام وسِيَرهم وأمجادهم فتوقف استخدام لغة اليمن القديم وخطها في التدوين،وأصبحت الآثار الكتابية لأهل اليمن،تقتصر على تلك التي دونت حتى فترة ظهور الإسلام . ومنذ ذلك الحين وحتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي تقريباً،ظلت معرفتنا عن تلك الآثار الكتابية،تقتصر على أخبار و أقوال مقتضبة حفظتها لنا بعض الكتب العربية القديمة وفي مقدمتها(كتاب الإكليل ) للهمداني،وكتاب(ملوك حمير وأقيال اليمن) لنشوان بن سعيد الحميري.
ومن تلك الأخبار والأقوال وصفُ امرئ القيس لِطَللٍ في معلقته بقوله:
لِمَنْ طلًلٌ ابْصَرتُهُ فشجاني كخطِ زبورٍ في عسيبٍ يمانِ
وأورد ابن دريد قول شاعر:-
وزَبْرُ حميرَ بينها أخبارَها بالحميرية في عسيبٍ ذابلِ
أي أنهم كانوا يكتبون في عُسُب النخل.
وقال الهمداني : إن أبا نصر اليهري كان في عهده(قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية)
وذكر (الزُّبُرْ القبورية),و(زُبُرْ همدان القديمة).وقال(إن انساب الهميسع كانت مُزَبَّرةً في خزائن حمير). وأنه أي الهمداني (أخذ نسبة اللغويين عنهم رواية عن زبورٍ قديم)،وقال انه: (قرأ مسنداً في صنعاء على بعض الحجارة).وأنشد الهمداني بيتاً لتُبَّع:
قد كتبنا مسانداً في ظفارٍ وكتبنا أيامنا في الزبور.
وجاء في معاجم اللغة أن (المُسْنَد: خط حمير الذي كانوا يكتبونه).وقال نشوان بن سعيد الحميري (المُسْنَد خطُ حميرَ وهو موجودٌ كثيراً في الحجارة والصخور).أما ابن خلدون فقال:
( وكان لحمير كتابة تسمى المُسْنَد حروفها منفصلة). وجاء في معاجم اللغة ايضاً: زَبَرَ الكتاب يزبرُه زبْراً :كتبَهُ.والزَّبْرُ:الكتابةُ.وزَبَرْتُ الكتاب: إذا اتقنت كتابته والمِزْبرُ:القلم .والزبْرُ:النقش في الحجارة.والزَّبُر: طيُّ البئرِ بالحجارة. يقال بئر مزبورةٌ.وزبرَ البئرَ :طواها بالحجارة.
وذَبرَ الكتابَ يذْبرُهُ ذبراً:كتبهُ.والذَّبر:الكتابة مثل : الزَّبروأنشد الأصمعي لأبي ذؤيب:
عرفتُ الديارَ كرقم الدوا ة يذبرها الكاتبُ الحميري
ويستدل من هذه الأقوال والأخبارأن أهل اليمن كان لهم قبل الإسلام خط المسند وخط الزبورأوقُل كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور. وأن الحسن بن احمد الهمداني (المتوفى 345هـ) كان يُحْسِنُ قراءة خط المُسْنَد،وانه عاصرَ أبانصرٍ اليهري,الذي وصفه الهمداني بأنه( قارئ زُبُر حمير ومساندها الدهرية). أي انه في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الهجريين،كان هناك بقية باقية من الناس من يعرف قراءة خط المُسْنَد على الأقل ولا يكتبونه. أما بالنسبة لكتابات الزبور،فقد سمع عنها الهمداني عن طريق الرواية،ولم يسبق له أن شاهد بعضاً منها. ومن المرجح أن الشاعر امرئ القيس شاهد خط الزبور مكتوباً في عسيب نخل.أما علماء اللغة والاخباريون من خارج اليمن فقد تحدثوا عن كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور،نقلاً عن روايات وصلت إلى أسماعهم،ولم يسبق لأحدهم مشاهدة أي منها من قبل . هذه الأقوال والأخبار لم تقدم معلومات كافيه تساعد على التعرف على لغة كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور ومضامينها. لذلك بقيت تلك الكتابات مجهولة حتى منتصف القرن الثامن عشر الميلادي . وهي الفترة التي شهدت بدايات اهتمام المستشرقين بالآثار والكتابات القديمة.
اكتشاف كتابات المُسْنَد و فك رموزها:
يُعتبرُ المستشرق الدنماركي(كارستن نيبور)،أول من لفت أنظار العلماء في أوروبا إلى كتابات المُسْنَد،وذلك خلال رحلته التي قام بها إلى اليمن عام 1763م. وفي عام1810م زار الرحالة الالماني (سيتزن) اليمن للبحث عن النقوش التي ذكرها (نيبور),فنسخَ خمسة نقوش من ظفار وضواحيها وأرسلها إلى أوروبا. فاستثارت اهتمام المستشرقين الأوروبيين بكتابات المسند. وفي سنة 1834م قام الضابط الانجليزي(جيمس ولستد ),خلال زيارته إلى حضرموت بنسخ نقش من حصن الغراب الواقع غرب مدينة المكلا.وفي سنة1843م،وصل الصيدلي الفرنسي (أرنود) إلى اليمن وتمكن من زيارة العديد من المناطق،واستنساخ ستة وخمسين نقشاً. أما الرحالة الفرنسي (يوسف هاليفي)،فقد استطاع بمساعدة احد اليهود من صنعاء يدعى (حاييم حبشوش) أن يجوب البلاد سنة 1869م في كل اتجاه,و أن يجمع مئات النقوش.وتمكن المستشرق الألماني (جزينيوس) من التعرف على اثنين وعشرين حرفاً من حروف المُسْنَد,وقراءة ماوقع تحت يده من نقوش وتمكن بعده تلميذه ( إميل روديجر) من التعرف على باقي حروف المسند,وكان ذ
لك ما بين الأعوام 1870-1880م. وبهذا المنجز تمكن العلماء في أوروبا من دراسة النقوش التي وصلت إليهم ونشرها.وبين الأعوام 1882-1894م،قام المستشرق النمساوي (ادوارد جلازر) برحلات أربع إلى اليمن تمكن من خلالها من وضع خرائط للمناطق التي زارها وجمع ما يقرب من ألفي نقش عن طريق الاسستمباج. ثم قامت بعثة من المؤسسة الأمريكية لدراسة الإنسان برئاسة ويندل فيلبس بإجراء تنقيب اثري عشوائي في مأرب وتمنع وهجر بن حميد وذلك بين عامي 1951-1952م,فتمكنت من استخراج أعداد كبيرة من نقوش المسند من محرم بلقيس بمأرب.وبالنسبة للجهود العربية التي أسهمت في دراسة كتابات المسند فقد قام عالم اللغات السامية المصري (خليل يحيى نامي)،الذي زار اليمن ضمن بعثة مصرية برئاسة الجغرافي (سليمان حُزَيَّن) سنة 1936م وتمكن من جمع 91 نقشاً من ناعط. نشرها عام 1943م تحت عنوان (نشر نقوش سامية قديمة من جنوب بلاد العرب وشرحها). و قام (محمد توفيق)،من مصر بزيارة اليمن بين عامي 1944-1945م،وكانت مهمته تتبع مواقع تجمع الجراد وتمكن من أخذ صور لعدد من نقوش المسند،في صرواح ومأرب وبراقش ومعين،وقام بنشرها (خليل يحيى نامي)،في كتاب بعنوان (آثار معين في جوف اليمن ).ثم زار اليمن عالم الآثار المصري (احمد فخري) سنة 1947م،وعاد بصور 139 نقشاً من مأرب والجوف،نشرها في كتاب بعنوان (رحلة أثرية إلى اليمن).ومن الجهود العربية في مجال دراسة كتابات المسند ايضاً ماقام به العالم الفلسطيني (محمود الغول ) من إسهام كبير في مجال دراسة لغة نقوش المسند.
وتواصلت جهود الأوروبيين و العرب واليمنيين،في البحث عن نقوش المسند،فبلغ عدد النقوش المنشورة حتى عام 1980م أكثر من عشرة الآف نقش . وبدراسة النقوش المكتشفة أميط اللثام عن معالم تاريخ اليمن القديم وحضارته.وكان كلما تم اكتشاف نقوش جديدة ،توضحت تلك المعالم وتطورت معرفة العلماء والدارسين بلغة نقوش المُسْنَد وخطها. فتمكنوا من تأليف كتب في نحوها وصرفها،ووضع معاجم لها وكتابة دراسات وبحوث بينَّت علاقتها باللغة العربية الفصحى،واللغات السامية الأخرى من حيث اللغة والخط . وكان المستشرقون في دراساتهم الأولى قد أطلقوا على لغة نقوش المسند اسم (اللغة الحميرية). وبعد أن تبين لهم بأنها ليست لغة حمير وحدها،وإنما هي لغة سبأ و معين وقتبان وحضرموت وغيرها. لذلك أطلقوا عليها،اسم (اللغة العربية الجنوبية)،وأطلقوا على النقوش،اسم (النقوش العربية الجنوبية).
اكتشاف كتابات الزبور
بعد اكتشاف مَا يربو على عشرة آلاف نقش من كتابات
المُسْنَد ودراستها و نشرها انصرف اهتمام العلماء والدارسين عما ذكرته الكتب العربية القديمة،بأن أهل اليمن كان لهم كتابات الزبور،الذي كانوا يكتبونه،إلى جانب كتابات المسند،لأن عدم العثور على أي كتابة منه،جعلهم يميلون إلى الاعتقاد،بأن كتابات المسند المكتشفة والمنشورة،هي نفسها كتابات الزبور.
وفي عام 1970م،تم العثورعلى عودين من جريد النخل خلال التنقيب في خرائب الجوف،وتسرَّبا إلى عالم النقوش (محمود الغول) . فبقيا لديه دون أن يتمكن من التعرف على الرموز المحزوزة فيهما. وقد ساد الاعتقاد في بداية الأمر،أن تلك الرموز قد تكون رموزاً هندية. وفي بداية الثمانينيات,قام (محمود الغول) مع زملاء له من علماء النقوش بمحاولات عدة،أدت في نهاية الأمر إلى التعرف على الرموز المحزوزة في العودين،بأنها شكل من أشكال خط المسند. وفي الوقت نفسه كانت قد ظهرت في السوق أعواد مماثلة. فتلاشى ما كان قد شاع لدى علماءالنقوش من اعتقاد بعدم وجود كتابات غير كتابات المسند وبعد ذلك نشر الأستاذ الدكتور يوسف محمد عبدا لله احد نقوش الزبور وذلك في مجلة اليمن الجديد.
ومن خلال دراسة عدد منها دراسة علمية،من حيث الخط واللغة والمضمون و نشرها،ثبتَ لعلماء النقوش بأنهم امام كتابات اخرى من كتابات اهل اليمن القديم غير كتابات المسند. وهي كتابات محزوزة في اعواد من جريد النخل سَماها امرؤ القيس في معلقته(خط زبورٍ في عسيبٍ يمانِ),و في أعواد من خشب شجر آخر. وأن الهمداني كان محقاً حين فرَّق بين نوعين من الكتابات،سماهما (زُبُر حمير ومساندها الدهرية). ومازال هناك اعداد كبيرة منها قيد الدراسة،وأعداد أخرى يتم اكتشافها بين الحين والآخر. وآخر مجموعة كبيرة تم العثور عليها كانت في منطقة مقولة بسنحان جنوب مدينة صنعاء وقد سلمها اللواء مهدي مقولة قائد المحور الجنوبي الشرقي إلى المتحف الوطني لترميمها ودراستها . ولايُستَبْعَد أن يتم العثور على كتابات بخط الزبور،مدونة على الجلد.
بين كتابات المُسْنَد وكتابات الزبور
إن اكتشاف كتابات المسند وكتابات الزبور،أكد لعلماء النقوش القديمة،أنَّ الهمداني كان محقاً في قوله،بأن حمير كان لها (زُبُر)و(مَسَاند دهرية). ويعني أن أهل اليمن القديم كان لهم نوعان من الكتابات هما : كتابات المسند،وكتابات الزبور . وبإجراء مقارنة بينهما،من حيث الخط و اللغة والمضمون،يمكن التوصل الى معرفة علاقة كل منهما بالآخر،وكذلك معرفة الغرض من است