ها العسكرية إلى جبهة تحرير ظفار
وشاءت الأقدار أن يحدث ذلك، فقد قامت جبهة تحرير ظفار، وقد ظهرت تلك الاتجاهات واضحة عند انعقاد المؤتمر الثاني الذي عقدته الجبهة في حمرين في سبتمبر 1968م حيث تبنت برنامجا ماركسيا لينينيا . وكذلك اتخذ المؤتمر قرارا بعدم اقتصار الثورة على ظفار وانا امتدادها الى رحاب الخليج ومن ثم عمدت الى تغيير أسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل ” PFLOAG وهكذا أصبحت الجبهة مسيسه كاملا على عقائد الجناح اليساري. عند نهاية 1969 عاد قادة العصابات و السياسيين من مدرسة ” أعداء الأمبريالة” في بكين، و دخلوا ظفار مع 15 مجموعة من المسلحين و المؤهلين عسكرياً. قامت المجموعات بشن هجمات منظمة على قوات السلطان و التي بدورها كانت تنصب مجموعات مسلحة من مسقط على الحدود لمنع خروقات جديدة.
ومع تغير نوع الحرب ودخول أطراف غريبة على جبهة تحرير ظفار، تقلص الدعم الشعبي للجبهة بسبب تقارير عن وحشيتهم في معاملة أهالي بعض القرى.مع ذلك رفض السلطان سعيد إرسال المزيد من الدعم المادي او العسكري للقضاء على الجبهه ظناً منه أن القتال هو تمرد قبلي مشابه لما حصل في الجبل الأخضر و المسألة هي مجرد وقت و ستنتهي الثورة. لكن الأحداث القادمة أثبتت سوء تقدير السلطان سعيد في حكمه على الجبهة.
في 23 سبتمبر 1969، تمكن المتمردون من دخول المدينة الساحلية رخيوت مع مقاومة ضئيلة. و تم أعدام واليها حامد بن سعيد بعد محاكمة عسكرية وذلك بعد أدانته بخيانة الوطن والعمالة لبريطانيا.وقتل معه معظم الرجال في المدينة.
ومع تواصل هطول الأمطارالموسمية، و غياب القوات الحكومية، تمكنت الجبهة من التوغل داخل ظفار و زرع الألغام في الطريق المؤدي إلى ثمريت و عاصمة المحافظة صلالة، و قامت الجبهة بشن هجمات بالأسلحة الآلية و مدافع الهاون على قوافل جيش السلطان.
و قامت الجبهة في صيف العام الذي تلاه بأحتلال حبروت و تدمير القلعة التي كان السلطان قد أمر ببنائها منذ مايقارب العامين. وهكذا تتابعت هجمات الجبهة على نحو الكر و الفر و الأنسحاب إلى حدود اليمن الجنوبي.
عند ذلك قام الطيران البريطاني بشن غارة جوية على مدينة حنوف (هنوف) داخل حدود اليمن، وجهت فيها ضربات موجعة للجبهة و قامت بتدمير “المدرسة الثورية للتدريب” التي تخرج منها العديد من أعضاء الجبهة.
برغم الأنتصار المحدود لقوات السلطان إلا أن قوات السلطان بدأت تواجه موقفاً صعباً جداً، مع وجود ما يقارب 5000 مقاتل للجبهة مقارنة بما لا يزيد عن 1000 مقاتل من جيش السلطان و ذلك في عام 1969. لهذا و في أكتوبر 1969 أصدر السلطان سعيد أوامره بشراء طائرات عمودية وزيادة صفوف الفصيل الرابع في الجيش.
وتزامنت التحديثات العسكرية لجيش السلطان مع أكتشاف عناصر جديده في حرب ظفار وهو اتحاد الجمهوريات الأشتراكية السوفيتية.وجاءت تقارير المخابرات الحكومية أن الأتحاد السوفييتي و عن طريق سفارته في عدن قد قرر دخول الحرب بسبب الوجود الصيني مع الجبهة و لمنع أستحواذ الصين على مجريات الأحداث في منطقة مهمة من العالم كالخليج العربي. وبهذا التدخل فقد حصلت الجبهة على دعم عسكري عظيم و أسلحة في غاية التقدم.
وفي ذلك الوقت أنتقلت حرب العصابات إلى شمال عمان في 12 يونيو 1970، عندما قامت مجموعة جديدة بأسم “الجبهة الوطنية الديموقراطية لتحرير الخليج العربي المحتل” التي أسسها عمانيون كانوا في بغداد. هاجمت الجبهة معسكرا للجيش في إزكي و من ثم ردع الهجوم من قبل قوات السلطان، ألا أن الهجوم كان له أثراً معنويا كبيرا في الحركات الثورية المناهضة وقدرتها على شن هجوم جرئ و مباغت.بعد ألقاء القبض على بعض أعضاء الجبهة الجديدة ، تمت الأغارة على بيت في مطرح و العثور على أسلحةمتطورة. بعد ذلك قرر أعضاء الجبهة الأنضمام إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل” PFLOAG. ورغم الامدادت البريطانية فقد كانت قوة السلطنة في وضع دفاعي أكثر من كونه وضعاً هجومياً اذ لم يكن السلطان يسيطر على أكثر من مدينة صلالة والتي أحاطها بأسوار من الأسلاك الشائكة وكان سلاح الجو الملكي البريطاني يقوم بحماية مطارها.
الحرب في عهد السلطان قابوس
بعد تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة في 23 يوليو 1970م و كبادرة من جلالتة لأنهاء حرب ظفار، قام في اول سبتمبر 1970 بأعلان العفو العام عن جميع المتمردين ووعد اي ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة ، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي .
وقد تزامنت مبادرة العفو التي طرحها جلالة السلطان مع أختلافات قبلية في الجبهة. حيث أعلنت بعض القبائل أن هدفها الأصلي كان من أجل تغيير أجتماعي في البلاد و لم يكن سياسيا. هذا الأختلاف نتج عنه حملة أعدامات جماعية في حق عدد من أعضاء الجبهة قدر عددهم ب 300 عضواً في عام 1970. و قدمت في نفس الفترة أكبر هدية للجيش السلطاني و ذلك بقيام مسلم بن نفل ب
وشاءت الأقدار أن يحدث ذلك، فقد قامت جبهة تحرير ظفار، وقد ظهرت تلك الاتجاهات واضحة عند انعقاد المؤتمر الثاني الذي عقدته الجبهة في حمرين في سبتمبر 1968م حيث تبنت برنامجا ماركسيا لينينيا . وكذلك اتخذ المؤتمر قرارا بعدم اقتصار الثورة على ظفار وانا امتدادها الى رحاب الخليج ومن ثم عمدت الى تغيير أسمها من الجبهة الشعبية لتحرير ظفار إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل ” PFLOAG وهكذا أصبحت الجبهة مسيسه كاملا على عقائد الجناح اليساري. عند نهاية 1969 عاد قادة العصابات و السياسيين من مدرسة ” أعداء الأمبريالة” في بكين، و دخلوا ظفار مع 15 مجموعة من المسلحين و المؤهلين عسكرياً. قامت المجموعات بشن هجمات منظمة على قوات السلطان و التي بدورها كانت تنصب مجموعات مسلحة من مسقط على الحدود لمنع خروقات جديدة.
ومع تغير نوع الحرب ودخول أطراف غريبة على جبهة تحرير ظفار، تقلص الدعم الشعبي للجبهة بسبب تقارير عن وحشيتهم في معاملة أهالي بعض القرى.مع ذلك رفض السلطان سعيد إرسال المزيد من الدعم المادي او العسكري للقضاء على الجبهه ظناً منه أن القتال هو تمرد قبلي مشابه لما حصل في الجبل الأخضر و المسألة هي مجرد وقت و ستنتهي الثورة. لكن الأحداث القادمة أثبتت سوء تقدير السلطان سعيد في حكمه على الجبهة.
في 23 سبتمبر 1969، تمكن المتمردون من دخول المدينة الساحلية رخيوت مع مقاومة ضئيلة. و تم أعدام واليها حامد بن سعيد بعد محاكمة عسكرية وذلك بعد أدانته بخيانة الوطن والعمالة لبريطانيا.وقتل معه معظم الرجال في المدينة.
ومع تواصل هطول الأمطارالموسمية، و غياب القوات الحكومية، تمكنت الجبهة من التوغل داخل ظفار و زرع الألغام في الطريق المؤدي إلى ثمريت و عاصمة المحافظة صلالة، و قامت الجبهة بشن هجمات بالأسلحة الآلية و مدافع الهاون على قوافل جيش السلطان.
و قامت الجبهة في صيف العام الذي تلاه بأحتلال حبروت و تدمير القلعة التي كان السلطان قد أمر ببنائها منذ مايقارب العامين. وهكذا تتابعت هجمات الجبهة على نحو الكر و الفر و الأنسحاب إلى حدود اليمن الجنوبي.
عند ذلك قام الطيران البريطاني بشن غارة جوية على مدينة حنوف (هنوف) داخل حدود اليمن، وجهت فيها ضربات موجعة للجبهة و قامت بتدمير “المدرسة الثورية للتدريب” التي تخرج منها العديد من أعضاء الجبهة.
برغم الأنتصار المحدود لقوات السلطان إلا أن قوات السلطان بدأت تواجه موقفاً صعباً جداً، مع وجود ما يقارب 5000 مقاتل للجبهة مقارنة بما لا يزيد عن 1000 مقاتل من جيش السلطان و ذلك في عام 1969. لهذا و في أكتوبر 1969 أصدر السلطان سعيد أوامره بشراء طائرات عمودية وزيادة صفوف الفصيل الرابع في الجيش.
وتزامنت التحديثات العسكرية لجيش السلطان مع أكتشاف عناصر جديده في حرب ظفار وهو اتحاد الجمهوريات الأشتراكية السوفيتية.وجاءت تقارير المخابرات الحكومية أن الأتحاد السوفييتي و عن طريق سفارته في عدن قد قرر دخول الحرب بسبب الوجود الصيني مع الجبهة و لمنع أستحواذ الصين على مجريات الأحداث في منطقة مهمة من العالم كالخليج العربي. وبهذا التدخل فقد حصلت الجبهة على دعم عسكري عظيم و أسلحة في غاية التقدم.
وفي ذلك الوقت أنتقلت حرب العصابات إلى شمال عمان في 12 يونيو 1970، عندما قامت مجموعة جديدة بأسم “الجبهة الوطنية الديموقراطية لتحرير الخليج العربي المحتل” التي أسسها عمانيون كانوا في بغداد. هاجمت الجبهة معسكرا للجيش في إزكي و من ثم ردع الهجوم من قبل قوات السلطان، ألا أن الهجوم كان له أثراً معنويا كبيرا في الحركات الثورية المناهضة وقدرتها على شن هجوم جرئ و مباغت.بعد ألقاء القبض على بعض أعضاء الجبهة الجديدة ، تمت الأغارة على بيت في مطرح و العثور على أسلحةمتطورة. بعد ذلك قرر أعضاء الجبهة الأنضمام إلى “الجبهة الشعبية لتحرير الخليج العربي المحتل” PFLOAG. ورغم الامدادت البريطانية فقد كانت قوة السلطنة في وضع دفاعي أكثر من كونه وضعاً هجومياً اذ لم يكن السلطان يسيطر على أكثر من مدينة صلالة والتي أحاطها بأسوار من الأسلاك الشائكة وكان سلاح الجو الملكي البريطاني يقوم بحماية مطارها.
الحرب في عهد السلطان قابوس
بعد تولي جلالة السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم في السلطنة في 23 يوليو 1970م و كبادرة من جلالتة لأنهاء حرب ظفار، قام في اول سبتمبر 1970 بأعلان العفو العام عن جميع المتمردين ووعد اي ظفاري مشترك في حركة التمرد بمعاملة حسنة ، ووعد كذلك بتحقيق مطالب المتمردين الرئيسية وفق برنامج إصلاحي اجتماعي .
وقد تزامنت مبادرة العفو التي طرحها جلالة السلطان مع أختلافات قبلية في الجبهة. حيث أعلنت بعض القبائل أن هدفها الأصلي كان من أجل تغيير أجتماعي في البلاد و لم يكن سياسيا. هذا الأختلاف نتج عنه حملة أعدامات جماعية في حق عدد من أعضاء الجبهة قدر عددهم ب 300 عضواً في عام 1970. و قدمت في نفس الفترة أكبر هدية للجيش السلطاني و ذلك بقيام مسلم بن نفل ب
تسليم نفسه الى قوات السلطان.
تزايدت الأغتيالات في صفوف الجبهة حيث تم تنفيذ أحكام الإعدام على مجموعة كبيرة من الظفاريين وصلت الى مايقرب من 40 شخصاً ورغم ذلك فقد تزايد عدد الأعضاء الذين قرروا الأستفادة من عرض العفو المقدم من جلالة السلطان قابوس.
كان الأعضاء الذي يستسلمون للجيش السلطاني يجلبون معهم أسلحتهم، ومن ثم أنضم هؤلاء إلى ما يسمى بالفرق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في الجبهة وبلغ عددهم إلى ما يقارب 2000مقاتلاً .
ومن اهم الثوار الذين سلموا أنفسهم وسلاحهم مسلم بن نفل الذي كان واحد من مؤسسي الجبهة ولم يلبث هؤلاء أن انخرطوا في القوات السلطانية ضد قيادات الجبهة لم تكن الوسائل السلمية التي لجأ اليها السلطان قابوس كافية وحدها لقمع حركة التمرد ولذلك اتجه السلطان الى استخدام الاسلوب العسكري والذي كان اكثر حسماً في قمع الحركة من أساسها.
وقد استغل السلطان قابوس خبراته القتالية منذ توليه عرش السلطنة لاعادة تنظيم قواته الدفاعيه التي زاد من عددها وأصلح معداتها واستخدم رجال القبائل الموالية له ، كما وجه اهتماماً خاصا بسلاحه الجوي واستقدم ضباطاً انجليز وباكستانيين من أجل ذلك.
وكان الدافع من وراء إهتمام السلطان قابوس بقواته الدفاعيه يرجع الى تصاعد العمليات العسكرية التي قام بها الثوار ، حيث لم تكد تمضي بضعة أشهر على تقلده الحكم حتى أحرزوا انتصارات حاسمة على قوات السلطنة التي اضطرت الى التراجع وراء الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بمدينة صلالة عاصمة الاقليم تاركة الجبال والسهول في أيدي الثوار ، غير أن الفترة الموسمية بما يكتنفها من ضباب وأمطار ساعدت قوات السلطنة مع بداية عام 1972م على تعزيز امداداتها ومراكز اتصالاتها اللاسلكية الى جانب تخلي بعض العناصر عن الجبهة استجابة للعفو الذي أعلنه السلطان قابوس عند تسلمه الحكم.
* محاولة الانقلاب لإغتيال السلطان قابوس 1972م
بعد الهزائم التي منيت بها الجبهة توجهت الى التخطيط لانقلاب في نظام الحكم في السلطنة ، وقد تم التخطيط للانقلاب في العر اق في اكتوبر 1972م عن طريق بعض العناصر التي أوفدتها الجبهة الى هناك بالاضافة الى بعض أعضاء المكتب السياسي في اليمن الجنوبي ، وقد تم تحديد موعد الانقلاب في 31 ديسمبر 1972م.
غير أن هذه المحاولة انتهت بالفشل الذريع وتم القبض على العديد من عنصر الجبهة ، وكشفت التحقيقات التي أجريت بشأنها أن المؤامرة كانت تستهدف القيام بحملة اغتيالات تستهدف السلطان ومستشاريه وضباط الجيش والولاة وكبار التجار .
وكشفت التحقيقات كذلك عن امتداد التنظيمات السرية الى دولة الامارات حيث تم اكتشاف عناصر معارضة داخل القوات الدفاعية للدولة . وقد قامت السلطنة آثر هذه المحاولة الانقلابية بحركة اعتقالات شملت عشرات المنتمين للجبهة بلغ عددهم 77 متهما قدموا للمحاكمة في يناير 1973م ، حيث صدرت أحكام الاعدام على 10 منهم بينما صدرت أحكام بالسجن المؤبد أو لمدد مختلفة بالنسبة لبقية المتهمين.
وبعد هذه الأحداث وفي أغسطس 1974م قامت الجبهة بعقد مؤتمر طارىء لها تم فيه تغيير اسم الجبهة من الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي الى الجبهة الشعبية لتحرير عمان فقط ، وكان الهدف من ذلك مهادنة دول الخليج العربي وخاصة الكويت .
دور الدول الاقليمية في الحرب :
ايران ( دعم قوات السلطان عسكريا):
قام السلطان قابوس في شهر اكتوبر عام 1971م بزيارة رسمية الى ايران للمشاركة في الاحتفالا ت التي اقامها الشاه محمد رضا بهلوي بمناسبة مرور 2500 سنة على عرش الطاؤوس في بلاد فارس ، فالتقى بشاه ايران محمد رضا بهلوي ، وقد طلب السلطان قابوس مساعدة الشاه له لمواجهة الثوار ، وقد أبدى الشاه لستعداده للمساهمة بما لدى ايران من امكانات عسكرية والوقوف الى جانب قوات السلطان في حربها ضد الثوار .
وكان من أهم الدوافع التي دفعت الشاه الأيراني التدخل في الحرب هو طموحه في أن يحل محل بريطانيا كحام للمنطقة بعد انسحابها منها عاد 1971م ، وخشيته من تعرض مضيق هرمز للخطر في حالة نجاح الثورة في اقامة نظام راديكالي في عمان وما قد يؤدي اليه ذلك من تهديد لأمن الخليج وتجارة النفط .
وفي يوليو 1972م أرسل السلطان قابوس وفدا رسمياً الى ايران برئاسة السيد ثويني بن شهاب وتم التوصل الى وضع اتفاقية التدخل العسكري الايراني في السلطنة مستقبلا عند الطلب للقضاء على الثورة المسلحة.
وفي 30 نوفمبر 1973م وصلت الى السلطنة أولى طلائع القوات الايرانية التي بلغت ما يقدر بثلاثة الآلآف عسكري ايراني . (3)ورغم عدم رضا الدول العربية عن التدخل الايراني الا أن السلطان قابوس كان مضطرا لقبول المساعدة الايرانية نظرا لضعف تسليح الجيش العماني وتخاذل الدول العربية عن دعم السلطنة ودعم بعضها لجبهة تحرير ظفار ، بالاضافة الى امتلاك ايران ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة ، وبالفعل كانت المساعدة الايرانية مؤثرة في قمع الثورة في ظفار .
اليمن الجنوبي ( الداعم الأول للثوار):
أخذت جمهورية
تزايدت الأغتيالات في صفوف الجبهة حيث تم تنفيذ أحكام الإعدام على مجموعة كبيرة من الظفاريين وصلت الى مايقرب من 40 شخصاً ورغم ذلك فقد تزايد عدد الأعضاء الذين قرروا الأستفادة من عرض العفو المقدم من جلالة السلطان قابوس.
كان الأعضاء الذي يستسلمون للجيش السلطاني يجلبون معهم أسلحتهم، ومن ثم أنضم هؤلاء إلى ما يسمى بالفرق الوطنية لمحاربة قادتهم السياسيين في الجبهة وبلغ عددهم إلى ما يقارب 2000مقاتلاً .
ومن اهم الثوار الذين سلموا أنفسهم وسلاحهم مسلم بن نفل الذي كان واحد من مؤسسي الجبهة ولم يلبث هؤلاء أن انخرطوا في القوات السلطانية ضد قيادات الجبهة لم تكن الوسائل السلمية التي لجأ اليها السلطان قابوس كافية وحدها لقمع حركة التمرد ولذلك اتجه السلطان الى استخدام الاسلوب العسكري والذي كان اكثر حسماً في قمع الحركة من أساسها.
وقد استغل السلطان قابوس خبراته القتالية منذ توليه عرش السلطنة لاعادة تنظيم قواته الدفاعيه التي زاد من عددها وأصلح معداتها واستخدم رجال القبائل الموالية له ، كما وجه اهتماماً خاصا بسلاحه الجوي واستقدم ضباطاً انجليز وباكستانيين من أجل ذلك.
وكان الدافع من وراء إهتمام السلطان قابوس بقواته الدفاعيه يرجع الى تصاعد العمليات العسكرية التي قام بها الثوار ، حيث لم تكد تمضي بضعة أشهر على تقلده الحكم حتى أحرزوا انتصارات حاسمة على قوات السلطنة التي اضطرت الى التراجع وراء الأسلاك الشائكة التي كانت تحيط بمدينة صلالة عاصمة الاقليم تاركة الجبال والسهول في أيدي الثوار ، غير أن الفترة الموسمية بما يكتنفها من ضباب وأمطار ساعدت قوات السلطنة مع بداية عام 1972م على تعزيز امداداتها ومراكز اتصالاتها اللاسلكية الى جانب تخلي بعض العناصر عن الجبهة استجابة للعفو الذي أعلنه السلطان قابوس عند تسلمه الحكم.
* محاولة الانقلاب لإغتيال السلطان قابوس 1972م
بعد الهزائم التي منيت بها الجبهة توجهت الى التخطيط لانقلاب في نظام الحكم في السلطنة ، وقد تم التخطيط للانقلاب في العر اق في اكتوبر 1972م عن طريق بعض العناصر التي أوفدتها الجبهة الى هناك بالاضافة الى بعض أعضاء المكتب السياسي في اليمن الجنوبي ، وقد تم تحديد موعد الانقلاب في 31 ديسمبر 1972م.
غير أن هذه المحاولة انتهت بالفشل الذريع وتم القبض على العديد من عنصر الجبهة ، وكشفت التحقيقات التي أجريت بشأنها أن المؤامرة كانت تستهدف القيام بحملة اغتيالات تستهدف السلطان ومستشاريه وضباط الجيش والولاة وكبار التجار .
وكشفت التحقيقات كذلك عن امتداد التنظيمات السرية الى دولة الامارات حيث تم اكتشاف عناصر معارضة داخل القوات الدفاعية للدولة . وقد قامت السلطنة آثر هذه المحاولة الانقلابية بحركة اعتقالات شملت عشرات المنتمين للجبهة بلغ عددهم 77 متهما قدموا للمحاكمة في يناير 1973م ، حيث صدرت أحكام الاعدام على 10 منهم بينما صدرت أحكام بالسجن المؤبد أو لمدد مختلفة بالنسبة لبقية المتهمين.
وبعد هذه الأحداث وفي أغسطس 1974م قامت الجبهة بعقد مؤتمر طارىء لها تم فيه تغيير اسم الجبهة من الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج العربي الى الجبهة الشعبية لتحرير عمان فقط ، وكان الهدف من ذلك مهادنة دول الخليج العربي وخاصة الكويت .
دور الدول الاقليمية في الحرب :
ايران ( دعم قوات السلطان عسكريا):
قام السلطان قابوس في شهر اكتوبر عام 1971م بزيارة رسمية الى ايران للمشاركة في الاحتفالا ت التي اقامها الشاه محمد رضا بهلوي بمناسبة مرور 2500 سنة على عرش الطاؤوس في بلاد فارس ، فالتقى بشاه ايران محمد رضا بهلوي ، وقد طلب السلطان قابوس مساعدة الشاه له لمواجهة الثوار ، وقد أبدى الشاه لستعداده للمساهمة بما لدى ايران من امكانات عسكرية والوقوف الى جانب قوات السلطان في حربها ضد الثوار .
وكان من أهم الدوافع التي دفعت الشاه الأيراني التدخل في الحرب هو طموحه في أن يحل محل بريطانيا كحام للمنطقة بعد انسحابها منها عاد 1971م ، وخشيته من تعرض مضيق هرمز للخطر في حالة نجاح الثورة في اقامة نظام راديكالي في عمان وما قد يؤدي اليه ذلك من تهديد لأمن الخليج وتجارة النفط .
وفي يوليو 1972م أرسل السلطان قابوس وفدا رسمياً الى ايران برئاسة السيد ثويني بن شهاب وتم التوصل الى وضع اتفاقية التدخل العسكري الايراني في السلطنة مستقبلا عند الطلب للقضاء على الثورة المسلحة.
وفي 30 نوفمبر 1973م وصلت الى السلطنة أولى طلائع القوات الايرانية التي بلغت ما يقدر بثلاثة الآلآف عسكري ايراني . (3)ورغم عدم رضا الدول العربية عن التدخل الايراني الا أن السلطان قابوس كان مضطرا لقبول المساعدة الايرانية نظرا لضعف تسليح الجيش العماني وتخاذل الدول العربية عن دعم السلطنة ودعم بعضها لجبهة تحرير ظفار ، بالاضافة الى امتلاك ايران ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة ، وبالفعل كانت المساعدة الايرانية مؤثرة في قمع الثورة في ظفار .
اليمن الجنوبي ( الداعم الأول للثوار):
أخذت جمهورية
اليمن الديمقراطية الشعبية على عاتقها مهمة دعم الثوار في ظفار وذلك منذ استقلالها سنة 1967م عن بريطانيا ، ويعد الانتماء المشترك للجبهة القومية في اليمن الجنوبي والجبهة الشعبية لتحرير ظفار الى الجناح اليساري في حركة القوميين العرب عاملا مهما في دعم علاقاتها وتوطيدها .
وقد ساهمت اليمن الجنوبي في دعم الثوار سياسيا فأعلنت استعدادها لتقديم كل الدعم للمعارضة العمانية بإعتبار أن ذلك جزء من أهدافها الوطنية . وعسكرياً وفرت اليمن الجنوبي قواعد للجبهة في كل من حوف والغيظة والمكلا وعدن اضافة الى وسائل التدريب العسكري ، بالاضافة الى تحمل حكومة اليمن الجنوبي جزءا كبيرا من ميزانية الجبهة ، كما كانت أغلب الوسائل الاعلامية للجبهة تقع على الأراضي اليمنية فمحطة الاذاعة في المكلا وصحيفة صوت الشعب في عدن هذا بالاضافة الى ما تقدمه وسائل الاعلام اليمنية من دعم واعلام .
نهاية الحرب (1975م):
ببداية عام 1975م الثوار باتوا غير قادرين على مواجهة قوات السلطان المدعومة بالقوات الايرانية على جميع جبهات القتال ” فالأول مرة منذ اندلاع الثورة في ظفار عام 1965 سيطرت القوات الحكومية على سلسلة الجبال في فترة الأمطار الموسمية فقد استطاعت قوات السلطان والقوات الصديقة لها انشاء مزيد من المواقع الى الغرب من خط ” داما فاند ” الذي أقامه الايرانيون بعد سيطرتهم على مدينة رخيوت .
وبنهاية فصل الخريف بدأت قوات السلطان بمحاولة ثالثة لاستعادة كهوف شرشيتي ونجحت العملية بعد مقاومة مستميتة من جيوب الثوار المنتشرة في المنطقة واستولت القوات الحكومية على كميات كبيرة من المؤن والأسلحة والذخيرة كانت بداخل تلك الغارات الجبلية
وفي نوفمبر 1975م زحفت قوات السلطان الموجودة في صرفيت شرقا للالتقاء بالقوات القادمة من شرشيتي غربا ، وفي اول ديسمبر استعادت قوات السلطان بلدة ضلكوت الساحلية دون مقاومة تذكر .
ولأول مرة منذ 10 أعوام أصبح كل أقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة . هذا على جبهة القتال ،أما على الجانب السياسي فقد توصلت السلطنة واليمن الجنوبي برعاية سعودية الى اتفاق ينهي الخلافات القائمة فيما بينهما وكان ذلك في 11 مارس 1976م ” وليس من شك أن التوصل الى تلك الاتفاقية كان يعني انهاء اليمن الجنوبي دعمها للثوار، وقد ترتب على ذلك انهيار واضح في موقفها وأدى الى استسلام العديد من قياداتها للسلطنة كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري المكنى بأرض الخير وكان من القادة المتنفذين في الجبهة منذ عام 1970م وكان نفوذه قويا بين الثوار ، وحين سئل عن سبب استسلامه أجاب بأنه لم يكن أمام الجبهة أي هدف تناضل من آجله وأنه ورفاقه تبين لهم أخيرا بأنهم لم يكونول أكثر من مخالب سياسية في أيدي اليمن الجنوبي”.
وهكذا لم يمض عام 1976م حتى تمت التصفية النهائية للثورة في ظفار، ” وكان من الطبيعي بعد القضاء على الحركة أن يعلن السلطان قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج اقليم ظفار في سلطنة عمان التي أصبحت تتمتع منذ ذلك الوقت بالوحدة والاستقرار” .
مصادر : رياض نجيب الريس ، ظفار ، قصة الصراع السياسي والعسكري في الخليج العربي 1970-1976، لندن .
– محمد سعيد العمري
– جمال زكريا قاسم تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر
—————
مقتطفات من ثورة ظفار نقلا عن منى سالم جعبوب من كتابها
أسرار ثورة ظفار..والتجربة التربوية والفلسفية
أن الثورة الظفارية لم تكن مسلحة فقط وإنما كانت لها أبعاد فلسفية وإصلاحية ونقدية وتربية.
بعد مؤتمر حمرين في عام 1968 لم تعد الثورة مجرد تمرد بل أصبحت حركة ذات فلسفة تستهدف المجتمع.
مهام الثورة:
1- تحرير المنطقة من كافة أشكال الإستعمار وتحقيق الإستقلال.
2-القضاء على التجزئة وتحقيق الوحدة السياسية.
3- القضاء على الإقطاع بكافة أشكالة وتوزيع الأراضي على الفلاحين وإقامة التعاونيات.
4- بناء نظام سلطة شعبية.
5- إنهاء النظام القبلي.
6- تعبئة طاقات الشعب.
ويوجد الكثير من الأهداف التي حددتها الثورة لم أذكرها خوف الإطالة.
في أواخر عام 1970 كلفت اللجنة المركزية للحركة الثورية البحريني أحمد الشملان بدراسة الوضع الطبقي في ظفار وقد كانت نتيجة الشملان الذي نفذ في عام 1971 أنه لا توجد طبقية في ظفار وقد أغضبت هذه النتيجة الثوار وبذلك لم ينشر هذا البحث.
ما عدا ذلك ظلت الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج تصف الوضع العربي بالطبقي وتسعى إلى محاربته ونشر الثقافة الماركسية كبديل.
– كان الثوار يعتبرون نظام الإمامة بأنه نظام طبقي وهم يوصفون ذلك بقولهم: إن الوضع الإجتماعي والإقتصادي والقبلي في عمان أفرز نمطا من البناء الفوقي.
في المؤتمر الثالث في عام 1971 استطاعت الثورة أن تخرج بقرارات كان لها الأثر الكبير في التغلب على مشكلة الحروب القبلية ومن هذه القرارات إلغاء ملكية الأرض للقبلية وتحويلها إلى الشعب.
لكن المبدأ رغم العنف الذي استخدم لتنفيذه حقق نوعا من العدالة الإجتماعية.
تقول إحدى النساء من الثورة
وقد ساهمت اليمن الجنوبي في دعم الثوار سياسيا فأعلنت استعدادها لتقديم كل الدعم للمعارضة العمانية بإعتبار أن ذلك جزء من أهدافها الوطنية . وعسكرياً وفرت اليمن الجنوبي قواعد للجبهة في كل من حوف والغيظة والمكلا وعدن اضافة الى وسائل التدريب العسكري ، بالاضافة الى تحمل حكومة اليمن الجنوبي جزءا كبيرا من ميزانية الجبهة ، كما كانت أغلب الوسائل الاعلامية للجبهة تقع على الأراضي اليمنية فمحطة الاذاعة في المكلا وصحيفة صوت الشعب في عدن هذا بالاضافة الى ما تقدمه وسائل الاعلام اليمنية من دعم واعلام .
نهاية الحرب (1975م):
ببداية عام 1975م الثوار باتوا غير قادرين على مواجهة قوات السلطان المدعومة بالقوات الايرانية على جميع جبهات القتال ” فالأول مرة منذ اندلاع الثورة في ظفار عام 1965 سيطرت القوات الحكومية على سلسلة الجبال في فترة الأمطار الموسمية فقد استطاعت قوات السلطان والقوات الصديقة لها انشاء مزيد من المواقع الى الغرب من خط ” داما فاند ” الذي أقامه الايرانيون بعد سيطرتهم على مدينة رخيوت .
وبنهاية فصل الخريف بدأت قوات السلطان بمحاولة ثالثة لاستعادة كهوف شرشيتي ونجحت العملية بعد مقاومة مستميتة من جيوب الثوار المنتشرة في المنطقة واستولت القوات الحكومية على كميات كبيرة من المؤن والأسلحة والذخيرة كانت بداخل تلك الغارات الجبلية
وفي نوفمبر 1975م زحفت قوات السلطان الموجودة في صرفيت شرقا للالتقاء بالقوات القادمة من شرشيتي غربا ، وفي اول ديسمبر استعادت قوات السلطان بلدة ضلكوت الساحلية دون مقاومة تذكر .
ولأول مرة منذ 10 أعوام أصبح كل أقليم ظفار تحت سيطرة الحكومة . هذا على جبهة القتال ،أما على الجانب السياسي فقد توصلت السلطنة واليمن الجنوبي برعاية سعودية الى اتفاق ينهي الخلافات القائمة فيما بينهما وكان ذلك في 11 مارس 1976م ” وليس من شك أن التوصل الى تلك الاتفاقية كان يعني انهاء اليمن الجنوبي دعمها للثوار، وقد ترتب على ذلك انهيار واضح في موقفها وأدى الى استسلام العديد من قياداتها للسلطنة كان من أبرزهم عمر بن سليم العمري المكنى بأرض الخير وكان من القادة المتنفذين في الجبهة منذ عام 1970م وكان نفوذه قويا بين الثوار ، وحين سئل عن سبب استسلامه أجاب بأنه لم يكن أمام الجبهة أي هدف تناضل من آجله وأنه ورفاقه تبين لهم أخيرا بأنهم لم يكونول أكثر من مخالب سياسية في أيدي اليمن الجنوبي”.
وهكذا لم يمض عام 1976م حتى تمت التصفية النهائية للثورة في ظفار، ” وكان من الطبيعي بعد القضاء على الحركة أن يعلن السلطان قابوس في العيد الوطني السادس للسلطنة في نوفمبر 1976م دمج اقليم ظفار في سلطنة عمان التي أصبحت تتمتع منذ ذلك الوقت بالوحدة والاستقرار” .
مصادر : رياض نجيب الريس ، ظفار ، قصة الصراع السياسي والعسكري في الخليج العربي 1970-1976، لندن .
– محمد سعيد العمري
– جمال زكريا قاسم تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر
—————
مقتطفات من ثورة ظفار نقلا عن منى سالم جعبوب من كتابها
أسرار ثورة ظفار..والتجربة التربوية والفلسفية
أن الثورة الظفارية لم تكن مسلحة فقط وإنما كانت لها أبعاد فلسفية وإصلاحية ونقدية وتربية.
بعد مؤتمر حمرين في عام 1968 لم تعد الثورة مجرد تمرد بل أصبحت حركة ذات فلسفة تستهدف المجتمع.
مهام الثورة:
1- تحرير المنطقة من كافة أشكال الإستعمار وتحقيق الإستقلال.
2-القضاء على التجزئة وتحقيق الوحدة السياسية.
3- القضاء على الإقطاع بكافة أشكالة وتوزيع الأراضي على الفلاحين وإقامة التعاونيات.
4- بناء نظام سلطة شعبية.
5- إنهاء النظام القبلي.
6- تعبئة طاقات الشعب.
ويوجد الكثير من الأهداف التي حددتها الثورة لم أذكرها خوف الإطالة.
في أواخر عام 1970 كلفت اللجنة المركزية للحركة الثورية البحريني أحمد الشملان بدراسة الوضع الطبقي في ظفار وقد كانت نتيجة الشملان الذي نفذ في عام 1971 أنه لا توجد طبقية في ظفار وقد أغضبت هذه النتيجة الثوار وبذلك لم ينشر هذا البحث.
ما عدا ذلك ظلت الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليج تصف الوضع العربي بالطبقي وتسعى إلى محاربته ونشر الثقافة الماركسية كبديل.
– كان الثوار يعتبرون نظام الإمامة بأنه نظام طبقي وهم يوصفون ذلك بقولهم: إن الوضع الإجتماعي والإقتصادي والقبلي في عمان أفرز نمطا من البناء الفوقي.
في المؤتمر الثالث في عام 1971 استطاعت الثورة أن تخرج بقرارات كان لها الأثر الكبير في التغلب على مشكلة الحروب القبلية ومن هذه القرارات إلغاء ملكية الأرض للقبلية وتحويلها إلى الشعب.
لكن المبدأ رغم العنف الذي استخدم لتنفيذه حقق نوعا من العدالة الإجتماعية.
تقول إحدى النساء من الثورة
:
بعد حلقات الدروس في محوى الأمية التي تعقب بالتثقيف السياسي كان الحديث عن القبلية والتفرقة العنصرية بين أفراد المجتمع وكان واضحا على النساء التأثر وبعد فترة سمعنا بإحدى البنات التي كانت من أسرة معروفه تتزوج إحدى العبيد المملوكين سابقا لها.
– قول إحد تلاميذ الثورة:
من شدة كثافة الدروس التي تلقى علينا على أن النظام القبلي ظالم وطبقي ويجسد الرجعية والتخلف تولدت لدينا قناعات داخلية بأننا لا نكتب اسماء قبائلنا بل نكتفي بالإسم الثلاثي.
ثورة الإمامة
كان الثوار في ظفار في تحليلهم لفشل ثورة الإمامة في الجبل الأخضر يقولون كانت الجماهير العربية مستعدة للمساندة وتقديم كل الإمكانات للحركة وكانت الجماهير في عمان مستعدة لبذل العطاء ومقارعة الإستعمار وبعد سقوط نزوى فشلت الثورة في تحقيق آمالها واستطاعت بريطانيا أن تحتل الجبل ويقولون كان الأئمة من موقف طبقي يعززون النظرة الدينية.
لقد كان الثوار يرجعون إلى فشل الإمامة أنها ذات نظام طبقي وقبلي رغم أن الإمامة تطالب بالحكم الإسلامي في الداخل. ولا تؤمن بالحكم الوراثي وقد كان ثوار الداخل على المذهب الإباضي أي أن ثورتهم كانت مذهبية ورغم ذلك يمكننا القول أن الإباضية كانت أول حزب جمهوري في الإسلام حيث لم يقروا بمبدأ أن يكون الحكم محصورا في آل البيت وكانوا يرون اختيار الحاكم يكون للشعب نفسه.
إلا أن الثوار كانوا يرون أن الإمامة الإباضية جزءا من الحركة الرجعية وتكريسا لمبدأ الطبقية وعزل الوطن عن محيطة الأكبر
– كان الثوار يريدون أن يثبنوا للجماهير العمانية أن النظام الطبقي فاشل وأن القيادات التي تعتمد علية فاشلة فكانوا يضربون على ذلك مثالا ويقولون:
أرسلت بريطانيا قوة عسكرية 150 جندي إلى جعلان واستخدم الأهالي تكتيكا منظما مما سمح للغزاه أن يدخلوا إلى جعلان وبعد ذلك انقضوا عليهم وأبادوهم عن بكرة أبيهم.
وهذا كان مثالا في الإتحاد.
بعض قادة الثورة يرجعوا فشل ثورتهم إلى التركيز المبالغ فيه في اجتثاث النظام القبلي بحيث دخلت الثورة في صدامات مع القبائل وشيوخها مما أدى إلى سقوطها وتحولهم إلى معسكر الحكومة العمانية بقيادة السلطان قابوس. ولولا قرارات الثورة الصارمة والحازمة والدموية في بعض الأيان لكانت الدولة الحديثة بقيادة السلطان الشاب قد وجدت مشكلات مع الثورة الظفارية
– أحد شباب الأسرة الحاكمة يقتل مع الثوار:
هو السيد محمد بن طالب ألبوسعيدي أحد أفراد الأسرة المالكة عرف منذ مطلع شبابة بحسة الوطني الفياض وسخطة على الإستعمار الإنكليزي سافر إلى بغداد لإكمال التعليم عام 1968 وكان في طليعة الشباب المدافعين عن حرية عمان والناقمين على الوجود الإستعماري انظم إلى الجبهه في عام 1969 وشارك في ميادين الحرب وحاول فتح جبهه داخلية لتخفيف الضغط على الثوار وفي عام 1972 اعتقل مع مجموعة من رفاقه وتوفي في السجن في العام نفسة.
عندما اتى السلطان قابوس إلى الحكم بإنقلاب ثوري على أبيه كان الطرح المقبول والمنتشر في أذهان جميع الشباب في عمان هو الطرح الوطني رغم محاولات كثيرة من قادة الثورة تعميق الفكر الماركسي.
أحد أعضاء الثورة يقول: يحاولون زرع الشائعات عن الثوار بأنهم يحاربون الدين والإسلام ولكن ذلك لا ينطلي على أحد فقد كشفته الجماهير ….لسنا شيوعيين…إنا مجاهدون في سبيل الحق.
إن مما يجب الإعتراف به رغم إختلافنا مع الثوار بأنهم خدموا قضية الوطن وآثروه عن حب القبيله وحب الزعيم وهذه هي روح الواطنه الحقيقية التي عززها الثوار وخدمها الإتجاه الذي قاده السلطان قابوس عند إطلاقة الحركة التنويرية بعد إنقلاب القصر ووصوله إلى العرش.
– رفض الثوار الإعتراف بشيوخ الإمارات كحكام لما له أثر في إنفصال ساحل عمان عن وطنه الأم وأعتبروا الجزر التي احتلنها إيران في عام 1971 هي جزر عمانية خالصه وأن المواطنون العمانيون هم المعنيون بتححرير تلك الجزر فقد صدر عنهم في دراسات 9 يونيو تحت عنوان: المخططات الإمبريالية واتحاد شيوخ الإمارات في ساحل عمان ( شكل النهوض الجماهيري الذي بدأ بإحتلال إيران للجزر العمانية الثلاث في 29 نوفمبر 1971 واستمر حتى عام 1972 علامة بارزة على صعود الحركة الوطنية بقيادة الجبهه الشعبية في شمال عمان.
تذكر الكاتبه منى أن الثوار أخذوا على عاتقهم محو الأمية في جبال ظقار فقد اسسوا مدارس تعنى بذلك وكانت من ابرز المدرسات في ذلك الزمان هي المناضلة البحرينية ليلى فخرو والأستاذ يوسف طاهر واسمه الحركي احمد العبيدلي.
– تقول احدى الطالبات في الثورة الظفارية:
عندما اشتد قصف الطيران للمناطق والجبال صرنا نخاف من الإنضمام لتلك الدروس والتجمع فيها.
وقد حال قصف الطيران وحدّة المعارك في المناطق الجبيلة من ظفار دون إتمام جيش التحرير الشعبي في داخل الريف الظفاري.
كان الثوار متأثرين بالقومية العربية ومنحازين إلى إمامة عمان من منطلق العدو المشترك حيث إن إمامة عمان كانت قوة معارضة تتطلع إلى حكم إسلامي مذهبي بدلا من حكم السلطان فهم رغم الإختلاف المذهب
بعد حلقات الدروس في محوى الأمية التي تعقب بالتثقيف السياسي كان الحديث عن القبلية والتفرقة العنصرية بين أفراد المجتمع وكان واضحا على النساء التأثر وبعد فترة سمعنا بإحدى البنات التي كانت من أسرة معروفه تتزوج إحدى العبيد المملوكين سابقا لها.
– قول إحد تلاميذ الثورة:
من شدة كثافة الدروس التي تلقى علينا على أن النظام القبلي ظالم وطبقي ويجسد الرجعية والتخلف تولدت لدينا قناعات داخلية بأننا لا نكتب اسماء قبائلنا بل نكتفي بالإسم الثلاثي.
ثورة الإمامة
كان الثوار في ظفار في تحليلهم لفشل ثورة الإمامة في الجبل الأخضر يقولون كانت الجماهير العربية مستعدة للمساندة وتقديم كل الإمكانات للحركة وكانت الجماهير في عمان مستعدة لبذل العطاء ومقارعة الإستعمار وبعد سقوط نزوى فشلت الثورة في تحقيق آمالها واستطاعت بريطانيا أن تحتل الجبل ويقولون كان الأئمة من موقف طبقي يعززون النظرة الدينية.
لقد كان الثوار يرجعون إلى فشل الإمامة أنها ذات نظام طبقي وقبلي رغم أن الإمامة تطالب بالحكم الإسلامي في الداخل. ولا تؤمن بالحكم الوراثي وقد كان ثوار الداخل على المذهب الإباضي أي أن ثورتهم كانت مذهبية ورغم ذلك يمكننا القول أن الإباضية كانت أول حزب جمهوري في الإسلام حيث لم يقروا بمبدأ أن يكون الحكم محصورا في آل البيت وكانوا يرون اختيار الحاكم يكون للشعب نفسه.
إلا أن الثوار كانوا يرون أن الإمامة الإباضية جزءا من الحركة الرجعية وتكريسا لمبدأ الطبقية وعزل الوطن عن محيطة الأكبر
– كان الثوار يريدون أن يثبنوا للجماهير العمانية أن النظام الطبقي فاشل وأن القيادات التي تعتمد علية فاشلة فكانوا يضربون على ذلك مثالا ويقولون:
أرسلت بريطانيا قوة عسكرية 150 جندي إلى جعلان واستخدم الأهالي تكتيكا منظما مما سمح للغزاه أن يدخلوا إلى جعلان وبعد ذلك انقضوا عليهم وأبادوهم عن بكرة أبيهم.
وهذا كان مثالا في الإتحاد.
بعض قادة الثورة يرجعوا فشل ثورتهم إلى التركيز المبالغ فيه في اجتثاث النظام القبلي بحيث دخلت الثورة في صدامات مع القبائل وشيوخها مما أدى إلى سقوطها وتحولهم إلى معسكر الحكومة العمانية بقيادة السلطان قابوس. ولولا قرارات الثورة الصارمة والحازمة والدموية في بعض الأيان لكانت الدولة الحديثة بقيادة السلطان الشاب قد وجدت مشكلات مع الثورة الظفارية
– أحد شباب الأسرة الحاكمة يقتل مع الثوار:
هو السيد محمد بن طالب ألبوسعيدي أحد أفراد الأسرة المالكة عرف منذ مطلع شبابة بحسة الوطني الفياض وسخطة على الإستعمار الإنكليزي سافر إلى بغداد لإكمال التعليم عام 1968 وكان في طليعة الشباب المدافعين عن حرية عمان والناقمين على الوجود الإستعماري انظم إلى الجبهه في عام 1969 وشارك في ميادين الحرب وحاول فتح جبهه داخلية لتخفيف الضغط على الثوار وفي عام 1972 اعتقل مع مجموعة من رفاقه وتوفي في السجن في العام نفسة.
عندما اتى السلطان قابوس إلى الحكم بإنقلاب ثوري على أبيه كان الطرح المقبول والمنتشر في أذهان جميع الشباب في عمان هو الطرح الوطني رغم محاولات كثيرة من قادة الثورة تعميق الفكر الماركسي.
أحد أعضاء الثورة يقول: يحاولون زرع الشائعات عن الثوار بأنهم يحاربون الدين والإسلام ولكن ذلك لا ينطلي على أحد فقد كشفته الجماهير ….لسنا شيوعيين…إنا مجاهدون في سبيل الحق.
إن مما يجب الإعتراف به رغم إختلافنا مع الثوار بأنهم خدموا قضية الوطن وآثروه عن حب القبيله وحب الزعيم وهذه هي روح الواطنه الحقيقية التي عززها الثوار وخدمها الإتجاه الذي قاده السلطان قابوس عند إطلاقة الحركة التنويرية بعد إنقلاب القصر ووصوله إلى العرش.
– رفض الثوار الإعتراف بشيوخ الإمارات كحكام لما له أثر في إنفصال ساحل عمان عن وطنه الأم وأعتبروا الجزر التي احتلنها إيران في عام 1971 هي جزر عمانية خالصه وأن المواطنون العمانيون هم المعنيون بتححرير تلك الجزر فقد صدر عنهم في دراسات 9 يونيو تحت عنوان: المخططات الإمبريالية واتحاد شيوخ الإمارات في ساحل عمان ( شكل النهوض الجماهيري الذي بدأ بإحتلال إيران للجزر العمانية الثلاث في 29 نوفمبر 1971 واستمر حتى عام 1972 علامة بارزة على صعود الحركة الوطنية بقيادة الجبهه الشعبية في شمال عمان.
تذكر الكاتبه منى أن الثوار أخذوا على عاتقهم محو الأمية في جبال ظقار فقد اسسوا مدارس تعنى بذلك وكانت من ابرز المدرسات في ذلك الزمان هي المناضلة البحرينية ليلى فخرو والأستاذ يوسف طاهر واسمه الحركي احمد العبيدلي.
– تقول احدى الطالبات في الثورة الظفارية:
عندما اشتد قصف الطيران للمناطق والجبال صرنا نخاف من الإنضمام لتلك الدروس والتجمع فيها.
وقد حال قصف الطيران وحدّة المعارك في المناطق الجبيلة من ظفار دون إتمام جيش التحرير الشعبي في داخل الريف الظفاري.
كان الثوار متأثرين بالقومية العربية ومنحازين إلى إمامة عمان من منطلق العدو المشترك حيث إن إمامة عمان كانت قوة معارضة تتطلع إلى حكم إسلامي مذهبي بدلا من حكم السلطان فهم رغم الإختلاف المذهب
ي مع ثوار ظفار إلا أن الثوار كانوا يرون أن إمامة عمان هي الأقرب لهم.
وقد ظهرت الثورة المسلحة من عام 1965 إلى عام 1974 وظهرت في 3 جبهات:
1- جبهة تحرير ظفار
2- الجبهة الشعبية لتحرير الخليج المحتل
3- الجبهه الشعبية لتحرير عمان والخليج.
كانت هذه الجبهات تعتمد نهج العنف الثوري مستندة إلى قاهدة جماهيرية ومعها الجيش الشعبي والميلشيات الشعبية.
– يوسف بن علوي آل ابراهيم وعلاقته بالثورة( وزير الخارجية الحالي)
كان يوسف بن علوي من ضمن الثوار الرافضين لحكم السلطان سعيد فتذكر الكاتبه انه كان مذيع للنشرة الأسبوعية التي تتبع الثوار من اذاعة صوت العرب انفصل عن الثوار بعد مؤتمر حمرين وتبنى الإشتراكية العلمية ورفض توسيع الثورة الظفارية وأرادها مقتصرة على ظفار فقط.
– في المدرستين الإبتدائيتين اليتيمتين قرر السلطان سعيد إسقاط كلمة ثوار من البرنامج الدراسي وإبدالها بالعصيان فكان يعتبر الثوار انهم متمردون فقط وليسو ثوار.
فكان اول حاكم عربي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1938
ويذكر عن السلطان سعيد أه كان يجيد الإنجليزية بطلاقة أكثر من البريطانيين انفسهم فقد كان يصحح بعض رسائل السفير البريطاني في عمان إذا ما أخطأ في كتابة الرسالة. وكذلك كان يجيد اللغة الأوردية فقد درس في دولة الهند ودولة العراق وكان ابوه تيمور قد قرر أن يرسله إلى بيروت إلا انه بدل رأيه خوفا من أن يقع تحت التأثير المسيحي في لبنان.
وهذا الرجل الذي نال حظا من التعليم الراقي في الخارج لم يسمح ببناء المدارس في عمان, ولكنه عرف عنه بتمسكه بالمذهب الإباضي كثيرا.
قابوس يقود الإنقلاب:
كان قابوس ابن السلطان المولود في صلالة وابن لأم ظفارية حملت هموم الشعب في القصر وانجبت الوريث الشرعي لعرش عمان الذي تلقى تعليمه على أيدي اساتذه متخصصين كما درس في المدرسة السعيدية في عام 1958 بعد ذلك ارسله والده إلى بريطانيا للتعليم العسكري وبعد ذلك قام بجوله استطلاعيه حول العالم وعاد إلى البلاد في عام 1964
حاول قابوس إقناع والده بضرورة التغيير والخروج من البلاد من حالة التخلف إلى حالة التطوير إلا ان السلطان سعيد لم يستجب لأفكارة مما حدا به إلى إحتجازه ومنعه من الإختلاط بالعامه وكان من ابرز المعارضين مما عرضة لدخول السجن.
– محاولة اغتيال السلطان سعيد:
كان السلطان سعيد يوما ما يستعرض حرس الشرف بحيث تكون بنادق الحرس خالية من الذخيرة وفي اليوم المتفق عليه لإغتيال السلطان استطاع بعض العناصر من تهريب بعض الذخيرة وكان قائد الطابور سعيد بن سهيل قطن قائد عملية الإغتيال لكن السلطان نجا باعجوبه ولم يصب بأذى مما جعل الثوار يعتقدون انه قتل وظل السلطان قابوس سجين قصر ابيه حتى تم الإنقلاب في 1970( يوجد إشارة واضحة من الكاتبه أن السلطان قابوس هو من أمر بإغتيال والده)
– رأي السلطان قابوس في الثورة:
يقول السلطان قابوس: لو كان القضاء على الثورة بالقضاء على أشخاصها لكان الأمر سهلا…كنا ارسلنا طائراتنا وجنودنا وقصفنا ودمرنا كل ماله علاقه بها ولكن هذا الكلام غير معقول.
ويقول : إن ٌاقتلاع جذور أسباب الثورة يحتاج إلى وقت.
بعض رموز الثورة:
مسلم بن أدم المعشني….مثقف وشاعر عماني من تلاميذ مدارس اثورة كان في الثمانينات من رؤساء اتحاد الطلبة في خارج عمان ليا يعمل في وزارة التنمية الإجتماعية في ظفار.
بعض أهداف الثورة:
استطاعت الثورة بعد مؤتمر حمرين أن تحرر العبيد والغاء نظام الرق بمفهومة القديم الذي يعني الإتجار بالبشر ولكن التحدي كان للثورة هو تصفية بقايا هذا النظام الإجتماعي.
وكان على العبد قبل الثورة عندما يخاطب رئيسة أن يقول له سيدي او حباب ولكن بعد الثورة ألغي هذا النظام.
وما هو حادث الآن انهيار النظام القبلي بكثير من محاسنة من نجدة المستغيث وإجازة المستجير وصلة الرحم والشجاعة.
– الفلسفة الماركسية ودروس نشر الثقافة والعلم:
أتى الثوار بفكر سياسي متقدم إلى مجتمع امي وكان يلزم على اقل تقدير حتى يستوعب المواطن هذا الفكر أن يكون قادرا على القرآءة والكتابه ومن ثم فهم الخطوط الأولية لهذا الفكر الغربي.
ويقول أحد الثوار: إنا نقاتل على جبهتين …الأولى والأسهل هي جبهة العنف الثوري والنضال المسلح أما الجبهه الثانية وهي الأصعب…فهي حيث نقاتل ضد الأمية والجهل والتراجع.
فقد كانوا يحملون افكار فلسفية بالإضافة إلى فكر التحرير, فقد كان من الضروري توعية الجميع بهذي الفلسفة لكي يستوعبوها,
محاربة بعض التقاليد:
كان الناس في الريف الضفاري يتبعون بعض الخرافات كالشعوذة والجن والعفاريت وطرد الأرواح الشريرة وتقديم الحيوانات كقرابين.
وعندما اتت الثورة حاربت مثل هذه الخرافات.
وبعد مؤتمر حمرين أحضرت الثورة الكثير من المشعوذين المعروفين وبعد تهديدات صارمة أجبروا على الإعتراف وعدم العودة لذلك.
وهذه الرواية أخذت من الشيخ سهيل بن محاد بن سهيل بن جعبوب وهو احد كبار السن
– مواد التثقيف السياسي للثورة:
كتاب الج
وقد ظهرت الثورة المسلحة من عام 1965 إلى عام 1974 وظهرت في 3 جبهات:
1- جبهة تحرير ظفار
2- الجبهة الشعبية لتحرير الخليج المحتل
3- الجبهه الشعبية لتحرير عمان والخليج.
كانت هذه الجبهات تعتمد نهج العنف الثوري مستندة إلى قاهدة جماهيرية ومعها الجيش الشعبي والميلشيات الشعبية.
– يوسف بن علوي آل ابراهيم وعلاقته بالثورة( وزير الخارجية الحالي)
كان يوسف بن علوي من ضمن الثوار الرافضين لحكم السلطان سعيد فتذكر الكاتبه انه كان مذيع للنشرة الأسبوعية التي تتبع الثوار من اذاعة صوت العرب انفصل عن الثوار بعد مؤتمر حمرين وتبنى الإشتراكية العلمية ورفض توسيع الثورة الظفارية وأرادها مقتصرة على ظفار فقط.
– في المدرستين الإبتدائيتين اليتيمتين قرر السلطان سعيد إسقاط كلمة ثوار من البرنامج الدراسي وإبدالها بالعصيان فكان يعتبر الثوار انهم متمردون فقط وليسو ثوار.
فكان اول حاكم عربي يزور الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت عام 1938
ويذكر عن السلطان سعيد أه كان يجيد الإنجليزية بطلاقة أكثر من البريطانيين انفسهم فقد كان يصحح بعض رسائل السفير البريطاني في عمان إذا ما أخطأ في كتابة الرسالة. وكذلك كان يجيد اللغة الأوردية فقد درس في دولة الهند ودولة العراق وكان ابوه تيمور قد قرر أن يرسله إلى بيروت إلا انه بدل رأيه خوفا من أن يقع تحت التأثير المسيحي في لبنان.
وهذا الرجل الذي نال حظا من التعليم الراقي في الخارج لم يسمح ببناء المدارس في عمان, ولكنه عرف عنه بتمسكه بالمذهب الإباضي كثيرا.
قابوس يقود الإنقلاب:
كان قابوس ابن السلطان المولود في صلالة وابن لأم ظفارية حملت هموم الشعب في القصر وانجبت الوريث الشرعي لعرش عمان الذي تلقى تعليمه على أيدي اساتذه متخصصين كما درس في المدرسة السعيدية في عام 1958 بعد ذلك ارسله والده إلى بريطانيا للتعليم العسكري وبعد ذلك قام بجوله استطلاعيه حول العالم وعاد إلى البلاد في عام 1964
حاول قابوس إقناع والده بضرورة التغيير والخروج من البلاد من حالة التخلف إلى حالة التطوير إلا ان السلطان سعيد لم يستجب لأفكارة مما حدا به إلى إحتجازه ومنعه من الإختلاط بالعامه وكان من ابرز المعارضين مما عرضة لدخول السجن.
– محاولة اغتيال السلطان سعيد:
كان السلطان سعيد يوما ما يستعرض حرس الشرف بحيث تكون بنادق الحرس خالية من الذخيرة وفي اليوم المتفق عليه لإغتيال السلطان استطاع بعض العناصر من تهريب بعض الذخيرة وكان قائد الطابور سعيد بن سهيل قطن قائد عملية الإغتيال لكن السلطان نجا باعجوبه ولم يصب بأذى مما جعل الثوار يعتقدون انه قتل وظل السلطان قابوس سجين قصر ابيه حتى تم الإنقلاب في 1970( يوجد إشارة واضحة من الكاتبه أن السلطان قابوس هو من أمر بإغتيال والده)
– رأي السلطان قابوس في الثورة:
يقول السلطان قابوس: لو كان القضاء على الثورة بالقضاء على أشخاصها لكان الأمر سهلا…كنا ارسلنا طائراتنا وجنودنا وقصفنا ودمرنا كل ماله علاقه بها ولكن هذا الكلام غير معقول.
ويقول : إن ٌاقتلاع جذور أسباب الثورة يحتاج إلى وقت.
بعض رموز الثورة:
مسلم بن أدم المعشني….مثقف وشاعر عماني من تلاميذ مدارس اثورة كان في الثمانينات من رؤساء اتحاد الطلبة في خارج عمان ليا يعمل في وزارة التنمية الإجتماعية في ظفار.
بعض أهداف الثورة:
استطاعت الثورة بعد مؤتمر حمرين أن تحرر العبيد والغاء نظام الرق بمفهومة القديم الذي يعني الإتجار بالبشر ولكن التحدي كان للثورة هو تصفية بقايا هذا النظام الإجتماعي.
وكان على العبد قبل الثورة عندما يخاطب رئيسة أن يقول له سيدي او حباب ولكن بعد الثورة ألغي هذا النظام.
وما هو حادث الآن انهيار النظام القبلي بكثير من محاسنة من نجدة المستغيث وإجازة المستجير وصلة الرحم والشجاعة.
– الفلسفة الماركسية ودروس نشر الثقافة والعلم:
أتى الثوار بفكر سياسي متقدم إلى مجتمع امي وكان يلزم على اقل تقدير حتى يستوعب المواطن هذا الفكر أن يكون قادرا على القرآءة والكتابه ومن ثم فهم الخطوط الأولية لهذا الفكر الغربي.
ويقول أحد الثوار: إنا نقاتل على جبهتين …الأولى والأسهل هي جبهة العنف الثوري والنضال المسلح أما الجبهه الثانية وهي الأصعب…فهي حيث نقاتل ضد الأمية والجهل والتراجع.
فقد كانوا يحملون افكار فلسفية بالإضافة إلى فكر التحرير, فقد كان من الضروري توعية الجميع بهذي الفلسفة لكي يستوعبوها,
محاربة بعض التقاليد:
كان الناس في الريف الضفاري يتبعون بعض الخرافات كالشعوذة والجن والعفاريت وطرد الأرواح الشريرة وتقديم الحيوانات كقرابين.
وعندما اتت الثورة حاربت مثل هذه الخرافات.
وبعد مؤتمر حمرين أحضرت الثورة الكثير من المشعوذين المعروفين وبعد تهديدات صارمة أجبروا على الإعتراف وعدم العودة لذلك.
وهذه الرواية أخذت من الشيخ سهيل بن محاد بن سهيل بن جعبوب وهو احد كبار السن
– مواد التثقيف السياسي للثورة:
كتاب الج
بهه: وهو كتاب تعبوي بلغة بسيطة كتبه عبد العزيز القاضي( ابو عدنان) ويحتوي على عدد من المقالات التثقيفية لشرح الفكر الماركسي.
الكتاب الأحمر: وهو مادة التثقيف السياسي الرئيسية في ظفار للمؤلف الصيني (ماو تسي)
الإذاعة: كانت الإذاعة في تلك الحقبة الزمنية من مواد التثقيف السياسي ومن أكثر الوسائل وصولا إلى الجماهير وحيث كانت الإذاعة تبث من الجمهورية اليمنية ببرنامج يبث لمدة 15 دقيقة والتي تبدأ في السادسة مساءا
ولم يكن للثوار هذا البرنامج فقط فقد كانت لهم إذاعة خاصة تعرف ب صوت الثورة وهي إذاعة سرية تمولها حكومة عدن ومقرها المكلا وقد بدأت في 1973.
بعض المجلات:
مجلة 9 يونيو: وهي شهرية وتعنى بقضايا الثورة والقضايا المطالب بها على الساحة العمانية وتصدر عن لجنة الإعلام بعد.
وكان علي عيسى كعكاك واحمد سالم البريكي هم المسؤولين عن الطباعة وتمت الطباعة في مطبعة الخط اليمنية وسحب منها 500 نسخة ووزعت في احتفال للثورة بالذكرى الرابعة.
– صحيفة صوت الثورة:
وهي اصدارات الثوار الإخبارية وقد بدأ إصدار هذه الصحيفة بعد افتتاح مكتب الجبهه في عدن عام 1969
وكانت في البداية تمتب بخط اليد وتطورت بمساعدة الكوادر الفنية الفلسطينية لتصبح نشرة اخبارية اسبوعية تصدر باربع صفحات من الحجم المتوسط.
صحيفة عمان الثورة:
وقد صدرت هذه الصحيفة عند تشكل لجنة عمان الداخل الناتجة من مؤتمر لحج عام 1974 وهي تعنى بتصدير الثورة.
الدراسات والنشرات:
لم تكن الدراسات بالفهوم العلمي البحت بل كان طابعها البحثي ذا هدف سياسي ايديولوجي فهي عبارات عن اصدارات مختلفه كالبحوث والدراسات والملصقات والتي تتعلق بتاريخ النضال الوطني في عمان وقضايا الخليج.
الأفلام السينيمائية:
رغم اهمية السينيما ودورها الفعال في نشر الثقافة الجديدة فإنه نظرا إلى التخلف التي كانت السلطنه علية وافتقارها إلى المقومات كانت السينيما ذات فعالية محدودة في اوساط العمانيين ومقرونه بوجودهم بالأرض اليمنية وتعرض بعض الأفلام المترجمة إلى اللغة العربية والتي تتحدث عن النضال الصيني.
– من ابرز الشعراء في الثورة:
سالم محمد العمري
محمد دعاس المعشني
ابو عادل كشوب
الخط الإنتقائي في طرح الثوار:
عندما دعا الثوار في البداية إلى الفكر الماركسي بفعل المدين الصيني والروسي لم تكن الدعوة غريبة من المجتمع في مفاهيمها العامة وفق الطرح الإنتقائي الذي قام بها الثوار بعيدا عن المساس بثوابت المجتمع ولكن بعد ان ثبتت اقدام الثورة واعتقد الثوار انهم اصبحوا ابطال وان لينين وفكرة راسخان في عقول الناس اقدموا على محاولة تطبيق الماركسية بحذافيرها مبتعدين عن الخط الإنتقائي …قلت ثقة الناس بهم وبمفاهيمهم.
والمجتمع الظفاري في تلك الحقبة لم يكن يتفقه في الدين كثيرا وكان اغلب الناس هناك لا يحفظون إلا سورة الحمد وكثير منهم يجد صعوبه بالغة في تلاوة الحمد. وعندما صرح بعض قادة الثورة بمقولة ماركس( الدين افيون الشعوب) وقاموا بالتطاول على الإسلام كان اول من ثار عليهم هو من حمل السلاح معهم.
– أثر نكسة حزيران على روح الثوار:
بدأت الأفكار الفلسفية بالتغيير عند الثوار, وقد ظهر هذا جليا عند النكسة التي تعرض لها العرب مع دولة الصهاينة فقد أصدر بيان الثوار مشروعا لزيادة المعنويات لدى الجنود في ما يلي( اخواننا الظفاريين أيها الرجال الأحرار إن الظروف التي تمر بها امتنا العربية تتطلب المزيد من التضحيات)
وفي نفس العام من النكسة في شهر اغسطس, وجهت اذاعة صوت العرب نداء إلى كل الظفاريين تطلب فيه من الشيوخ والنساء والأطفال المشاركة في القتال(هذا من قول الكاتبة)
لقد كان القتال بعد النكسة العربية يرى المقاتل في ظفار أنه يقوم به من أجل حماية الأمة العربية واستعادة الكرامة, وفي ذلك العام كانت جبهه التحرير تتلقى ظربات عنيفة من قبل الجيش البريطاني, وجنود السلطان سعيد بن تيمور وكان وضعها خطرا جدا, الأمر الذي جعل إلى أن تأتي الرسالة الأسبوعية المخصصة في إذاعة صوت العرب والتي كانت تذاع بصوت يوسف بن علوي.
– كانت أول الخطوات التي قامت بها الثورة لتربية الثوار سياسيا وعسكريا هو إقامة معسكر الثورة في منطقة حوف داخل ارض اليمن وعلى حدود ظفار وهو معسكر التدريب والذي كان بقيادة عبدالعزيز القاضي
والذين كانو يقومون بالتريب هناك هم:
عمر بن جامدة….وقد تدرب في العراق
وأبو جورج كشوب….
وسعيد بن علي بن قطن الملقب بجرفس..
وكان هؤلاء الثلاثة هم اساس المعسكر
يذكر رياض الريس في كتابه:
ويضم المعسكر عادة قرابة 50 شابا و 18 فتاه يتلقون دورة التدريب بالتكثيف ومدتها 4 أشهر ويدير المعسكر فريق من 5 كوادر.
ويذكر عبدالرحمن النعيمي أن ثلث أعضاء الجيش هن من النساء وأغلبهم متطوعون في الثورة.
ويقول بعض الكتاب الأجانب الذين زاروا ظفار في أيام الثورة: أن بعض اعضاء الجيش الشعبي كانوا لا يبالون في أكل الثعابين بعد اخراج السم( وهذا يدل على أن الظفاري ابن طبيعة شرسة)
– نود الإشارة هنا إلى ان الثوار كانو
الكتاب الأحمر: وهو مادة التثقيف السياسي الرئيسية في ظفار للمؤلف الصيني (ماو تسي)
الإذاعة: كانت الإذاعة في تلك الحقبة الزمنية من مواد التثقيف السياسي ومن أكثر الوسائل وصولا إلى الجماهير وحيث كانت الإذاعة تبث من الجمهورية اليمنية ببرنامج يبث لمدة 15 دقيقة والتي تبدأ في السادسة مساءا
ولم يكن للثوار هذا البرنامج فقط فقد كانت لهم إذاعة خاصة تعرف ب صوت الثورة وهي إذاعة سرية تمولها حكومة عدن ومقرها المكلا وقد بدأت في 1973.
بعض المجلات:
مجلة 9 يونيو: وهي شهرية وتعنى بقضايا الثورة والقضايا المطالب بها على الساحة العمانية وتصدر عن لجنة الإعلام بعد.
وكان علي عيسى كعكاك واحمد سالم البريكي هم المسؤولين عن الطباعة وتمت الطباعة في مطبعة الخط اليمنية وسحب منها 500 نسخة ووزعت في احتفال للثورة بالذكرى الرابعة.
– صحيفة صوت الثورة:
وهي اصدارات الثوار الإخبارية وقد بدأ إصدار هذه الصحيفة بعد افتتاح مكتب الجبهه في عدن عام 1969
وكانت في البداية تمتب بخط اليد وتطورت بمساعدة الكوادر الفنية الفلسطينية لتصبح نشرة اخبارية اسبوعية تصدر باربع صفحات من الحجم المتوسط.
صحيفة عمان الثورة:
وقد صدرت هذه الصحيفة عند تشكل لجنة عمان الداخل الناتجة من مؤتمر لحج عام 1974 وهي تعنى بتصدير الثورة.
الدراسات والنشرات:
لم تكن الدراسات بالفهوم العلمي البحت بل كان طابعها البحثي ذا هدف سياسي ايديولوجي فهي عبارات عن اصدارات مختلفه كالبحوث والدراسات والملصقات والتي تتعلق بتاريخ النضال الوطني في عمان وقضايا الخليج.
الأفلام السينيمائية:
رغم اهمية السينيما ودورها الفعال في نشر الثقافة الجديدة فإنه نظرا إلى التخلف التي كانت السلطنه علية وافتقارها إلى المقومات كانت السينيما ذات فعالية محدودة في اوساط العمانيين ومقرونه بوجودهم بالأرض اليمنية وتعرض بعض الأفلام المترجمة إلى اللغة العربية والتي تتحدث عن النضال الصيني.
– من ابرز الشعراء في الثورة:
سالم محمد العمري
محمد دعاس المعشني
ابو عادل كشوب
الخط الإنتقائي في طرح الثوار:
عندما دعا الثوار في البداية إلى الفكر الماركسي بفعل المدين الصيني والروسي لم تكن الدعوة غريبة من المجتمع في مفاهيمها العامة وفق الطرح الإنتقائي الذي قام بها الثوار بعيدا عن المساس بثوابت المجتمع ولكن بعد ان ثبتت اقدام الثورة واعتقد الثوار انهم اصبحوا ابطال وان لينين وفكرة راسخان في عقول الناس اقدموا على محاولة تطبيق الماركسية بحذافيرها مبتعدين عن الخط الإنتقائي …قلت ثقة الناس بهم وبمفاهيمهم.
والمجتمع الظفاري في تلك الحقبة لم يكن يتفقه في الدين كثيرا وكان اغلب الناس هناك لا يحفظون إلا سورة الحمد وكثير منهم يجد صعوبه بالغة في تلاوة الحمد. وعندما صرح بعض قادة الثورة بمقولة ماركس( الدين افيون الشعوب) وقاموا بالتطاول على الإسلام كان اول من ثار عليهم هو من حمل السلاح معهم.
– أثر نكسة حزيران على روح الثوار:
بدأت الأفكار الفلسفية بالتغيير عند الثوار, وقد ظهر هذا جليا عند النكسة التي تعرض لها العرب مع دولة الصهاينة فقد أصدر بيان الثوار مشروعا لزيادة المعنويات لدى الجنود في ما يلي( اخواننا الظفاريين أيها الرجال الأحرار إن الظروف التي تمر بها امتنا العربية تتطلب المزيد من التضحيات)
وفي نفس العام من النكسة في شهر اغسطس, وجهت اذاعة صوت العرب نداء إلى كل الظفاريين تطلب فيه من الشيوخ والنساء والأطفال المشاركة في القتال(هذا من قول الكاتبة)
لقد كان القتال بعد النكسة العربية يرى المقاتل في ظفار أنه يقوم به من أجل حماية الأمة العربية واستعادة الكرامة, وفي ذلك العام كانت جبهه التحرير تتلقى ظربات عنيفة من قبل الجيش البريطاني, وجنود السلطان سعيد بن تيمور وكان وضعها خطرا جدا, الأمر الذي جعل إلى أن تأتي الرسالة الأسبوعية المخصصة في إذاعة صوت العرب والتي كانت تذاع بصوت يوسف بن علوي.
– كانت أول الخطوات التي قامت بها الثورة لتربية الثوار سياسيا وعسكريا هو إقامة معسكر الثورة في منطقة حوف داخل ارض اليمن وعلى حدود ظفار وهو معسكر التدريب والذي كان بقيادة عبدالعزيز القاضي
والذين كانو يقومون بالتريب هناك هم:
عمر بن جامدة….وقد تدرب في العراق
وأبو جورج كشوب….
وسعيد بن علي بن قطن الملقب بجرفس..
وكان هؤلاء الثلاثة هم اساس المعسكر
يذكر رياض الريس في كتابه:
ويضم المعسكر عادة قرابة 50 شابا و 18 فتاه يتلقون دورة التدريب بالتكثيف ومدتها 4 أشهر ويدير المعسكر فريق من 5 كوادر.
ويذكر عبدالرحمن النعيمي أن ثلث أعضاء الجيش هن من النساء وأغلبهم متطوعون في الثورة.
ويقول بعض الكتاب الأجانب الذين زاروا ظفار في أيام الثورة: أن بعض اعضاء الجيش الشعبي كانوا لا يبالون في أكل الثعابين بعد اخراج السم( وهذا يدل على أن الظفاري ابن طبيعة شرسة)
– نود الإشارة هنا إلى ان الثوار كانو
حرين والأمارات..
( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)
لذلك توقفت الجبهه بعد مؤتمرها عام 1992 عن اصدار اية مطبوعات أو القيام بنشاطات سياسية داخلية أو خارجية ويمكننا القول بأن الجبهه انتهت دون اعلان ذلك
( منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر)
لذلك توقفت الجبهه بعد مؤتمرها عام 1992 عن اصدار اية مطبوعات أو القيام بنشاطات سياسية داخلية أو خارجية ويمكننا القول بأن الجبهه انتهت دون اعلان ذلك
ا جادين في مسألة محو الأمة والتثقيف والزراعة وإقامة السدود البدائية التي تحمي محاصيلهم من الفيضانات في أوقات الشدائد
وكذلك توفر الرعاية الصحية للمواطنين في ظفار. وكانوا لا يألون جهدا في تعليم المواطنين شؤون الزراعة.
كذلك قامت الثورة في تدريب بعض الثوار أساليب الإسعافات الأولية لإسعاف المصابين في الحروب والذي تتدهور صحته. وكانوا يستعينون بالأعشاب الطبية كالصمغ بحيث تفتقر الثورة للأدوية المتطورة.
وقد ذكر الدكتور احمد الخياط للباحثة أنه مع أفراد البعثة في كوبا دربوا عددا من المقاتلين.
كذلك كان افراد الجيش الشعبي يتلقون التعليم الصحي في عدن بوجود معهد حكومة يقدم دورات في الإرشاد الصحي. وهو موجود في خور مكسر, وقد تخرج منه زيد بن علي سالم الغساني المسؤول الصحي في مدارس الثورة.
وقد طورت الثورة عملها حيث شكلت في عام 1972 لجنة للخدمات الصحية وهو جهاز مركزي مهمته توفير الخدمات المتعلقة بالإسعافات الأولية.
– وقد ذكر عدد من المواطنين والمواطنات أن المرة الأولى التي تناولوا فيها الدواء كانت تلك الأدوية التي كانت مقدمة من أفراد الجيش الشعبي, وأن اغلب منتسبات الجيش كن يعالجن المرضى في التجمعات السكنية, وفي مرحلة اشتداد القصف من قبل قوات الحكومة اي بعد عام 1972 كانوا يقومون بنقل المرضى على ظهورهم حيث ان الجمال كانت مستهدفة من قبل الجيش الحكومي فكانوا يقطعون المسافة من ريف ظفار إلى اليمن سيرا على الأقدام تحت مرمى النيران.
وقد توج الجيش عملة بإنشاء جمعية الهلال الأحمر العمانية لتشكل خطوة إيجابية في دعم القطاع الصحي للمواطنين والثوار.
– قصف منطقة حوف وإغلاق مدرسة الكوادر:
في 25 مايو 1972 قبل ان يمضي على بداية العمل في المدرسة 3 اشهر قصف مكتب الجبهه في حوف كما قصف المعسكر وقصف عدد مم المواقع في حوف الأمر الذي استدعى اغلاق الدرسة وارسال الكوادر إلى مواقع اخرى.
وبعد اغلاق المدرسة تم الإعتماد على:
1- الدورات التي ترسل إلى مدرسة حزبية في موسكو في الإتحاد السوفييتي
2- دورات ترسل إلى الصين وبالرغم من ان اغلبها عسكري إلا إنها كانت لا تخلوا من التثقيف الفلسفي وبشكل مواز للعسكري.
3- التثقيف بين اعضاء التنظيم في الجلسات الاسبوعية.
4- الدراسة في مدرسة الكوادر اليمنية( معهد عبدالله باذياب للعلوم الإجتماعية)
الحزب اليمني يعقد المؤتمر:
في عام 1978 عقد الحزب الاشتراكي اليمني مؤتمره الأول في مدينة عدن خلال الفترة من 11-13 من نفس العام, وانطلق الحزب من تسميته بالإشتراكي على اساس بناء الإشتراكية على الأرض اليمنية,
وكان معهد باذياب من اشهر المعاهد التي ترسل إليها الثورة كوادرها للدراسة السياسية.
وقد سمي معهد باذياب نسبة إلى عبدالله بن عبدالرزاق باذياب احد مؤسسي الحزب الإتحادي الشعبي الديمقراطي في اليمن. وهو اول حزب ينص ميثاقه على تبني الإشتراكية العلمية
– المعارضة من خارج السلطنة من عام 1974 إلى 1992:
قد يتسائل البعض ان ثورة ظفار قد انتهت في عام 1974 ولماذا انا وضعت هذا الرقم إلى 1992؟
الثورة المسلحة كانت إلى عام 1974 ولكن أفكار الثورة امتدت إلى 1992 ولكن بغير إعلان رسمي.
في بداية ظهور الجبهه الشعبية كانت مظاهر التسلح موجودة فكانت هناك هجمات من قبل الجيش الإيراني الذي استعان به السلطان لقمع الثوار وحتى تتأكد الدولة بأنها قضت على الثورة نهائيا شنت القوات الإيرانية والعمانية هجوما ضد معاقل الجبهه في المنطقة الغربية وفي 1975 تم إستعادت ظلكوت من يد الثوار بلا مقاومة تذكر ولأول مرة بعد عشرة أعوام اصبحت ظفار تحت سيطرة الحكومة.
وقد استمر من تبقى من الثوار يقودهم عبدالعزيز القاضي في محاولاتهم اليائسة لبناء الذات حتى منتصف 1992 حيث ظهرت الجبهه الشعبية الديموقراطية العمانية.
عقد المؤتمر الوطني الرابع للجبهه الشعبية بعد عشر سنوات من المؤتمر الثالث في عام 1992 وهي فترة طويلة جدا جرت فيها محاولات حاسمه في عمان والخليج العربي والعالم . حيث اعتقد ما تبقى من الثوار ان الأحداث الخليجية تستدعي منهم اعادة التنظيم ولكنهم صدمو بعدد من المعطيات منعت من تحقيق احلامهم ومنها:
– استقرار النظام السياسي في السلطنه واستمراره على تطوير البلاد.
– انهيار الإتحاد السوفييتي.
-عدم المشاركة المباشرة للمواطن العماني في حرب الخليج الثانية.
-اغلاق مكاتب الجبهه في سورية والوفاق بين النظامين السوري والعمان بعد حرب الخليج الثانية.
-انشغال المواطن الماني بمشاكله اليومية فلم يعد يرفع شعارات القضية الفلسطينية بل ان ارتفاع سعر رغيف الخبز بإمكانه تسيير مظاهرات أكبر من قضية هدم المسجد الأقصى.
– إلتفاف الجماهير حول النظام الجديد والتأكيد على حبه ( بالرغم من محاولات الإغتيال والإنقلابات التي لا يعرف عنها البعض والتي كانت تحاك ضد السلطان قابوس) ولكن النظام العماني كعادته لا ينشر مثل هذه الأمور الحساسة.
يوجد الكثير من الثوار السابقين على قيد الحياة ..وكذلك يتواجدون في دول الخليج العربي مثل الب
وكذلك توفر الرعاية الصحية للمواطنين في ظفار. وكانوا لا يألون جهدا في تعليم المواطنين شؤون الزراعة.
كذلك قامت الثورة في تدريب بعض الثوار أساليب الإسعافات الأولية لإسعاف المصابين في الحروب والذي تتدهور صحته. وكانوا يستعينون بالأعشاب الطبية كالصمغ بحيث تفتقر الثورة للأدوية المتطورة.
وقد ذكر الدكتور احمد الخياط للباحثة أنه مع أفراد البعثة في كوبا دربوا عددا من المقاتلين.
كذلك كان افراد الجيش الشعبي يتلقون التعليم الصحي في عدن بوجود معهد حكومة يقدم دورات في الإرشاد الصحي. وهو موجود في خور مكسر, وقد تخرج منه زيد بن علي سالم الغساني المسؤول الصحي في مدارس الثورة.
وقد طورت الثورة عملها حيث شكلت في عام 1972 لجنة للخدمات الصحية وهو جهاز مركزي مهمته توفير الخدمات المتعلقة بالإسعافات الأولية.
– وقد ذكر عدد من المواطنين والمواطنات أن المرة الأولى التي تناولوا فيها الدواء كانت تلك الأدوية التي كانت مقدمة من أفراد الجيش الشعبي, وأن اغلب منتسبات الجيش كن يعالجن المرضى في التجمعات السكنية, وفي مرحلة اشتداد القصف من قبل قوات الحكومة اي بعد عام 1972 كانوا يقومون بنقل المرضى على ظهورهم حيث ان الجمال كانت مستهدفة من قبل الجيش الحكومي فكانوا يقطعون المسافة من ريف ظفار إلى اليمن سيرا على الأقدام تحت مرمى النيران.
وقد توج الجيش عملة بإنشاء جمعية الهلال الأحمر العمانية لتشكل خطوة إيجابية في دعم القطاع الصحي للمواطنين والثوار.
– قصف منطقة حوف وإغلاق مدرسة الكوادر:
في 25 مايو 1972 قبل ان يمضي على بداية العمل في المدرسة 3 اشهر قصف مكتب الجبهه في حوف كما قصف المعسكر وقصف عدد مم المواقع في حوف الأمر الذي استدعى اغلاق الدرسة وارسال الكوادر إلى مواقع اخرى.
وبعد اغلاق المدرسة تم الإعتماد على:
1- الدورات التي ترسل إلى مدرسة حزبية في موسكو في الإتحاد السوفييتي
2- دورات ترسل إلى الصين وبالرغم من ان اغلبها عسكري إلا إنها كانت لا تخلوا من التثقيف الفلسفي وبشكل مواز للعسكري.
3- التثقيف بين اعضاء التنظيم في الجلسات الاسبوعية.
4- الدراسة في مدرسة الكوادر اليمنية( معهد عبدالله باذياب للعلوم الإجتماعية)
الحزب اليمني يعقد المؤتمر:
في عام 1978 عقد الحزب الاشتراكي اليمني مؤتمره الأول في مدينة عدن خلال الفترة من 11-13 من نفس العام, وانطلق الحزب من تسميته بالإشتراكي على اساس بناء الإشتراكية على الأرض اليمنية,
وكان معهد باذياب من اشهر المعاهد التي ترسل إليها الثورة كوادرها للدراسة السياسية.
وقد سمي معهد باذياب نسبة إلى عبدالله بن عبدالرزاق باذياب احد مؤسسي الحزب الإتحادي الشعبي الديمقراطي في اليمن. وهو اول حزب ينص ميثاقه على تبني الإشتراكية العلمية
– المعارضة من خارج السلطنة من عام 1974 إلى 1992:
قد يتسائل البعض ان ثورة ظفار قد انتهت في عام 1974 ولماذا انا وضعت هذا الرقم إلى 1992؟
الثورة المسلحة كانت إلى عام 1974 ولكن أفكار الثورة امتدت إلى 1992 ولكن بغير إعلان رسمي.
في بداية ظهور الجبهه الشعبية كانت مظاهر التسلح موجودة فكانت هناك هجمات من قبل الجيش الإيراني الذي استعان به السلطان لقمع الثوار وحتى تتأكد الدولة بأنها قضت على الثورة نهائيا شنت القوات الإيرانية والعمانية هجوما ضد معاقل الجبهه في المنطقة الغربية وفي 1975 تم إستعادت ظلكوت من يد الثوار بلا مقاومة تذكر ولأول مرة بعد عشرة أعوام اصبحت ظفار تحت سيطرة الحكومة.
وقد استمر من تبقى من الثوار يقودهم عبدالعزيز القاضي في محاولاتهم اليائسة لبناء الذات حتى منتصف 1992 حيث ظهرت الجبهه الشعبية الديموقراطية العمانية.
عقد المؤتمر الوطني الرابع للجبهه الشعبية بعد عشر سنوات من المؤتمر الثالث في عام 1992 وهي فترة طويلة جدا جرت فيها محاولات حاسمه في عمان والخليج العربي والعالم . حيث اعتقد ما تبقى من الثوار ان الأحداث الخليجية تستدعي منهم اعادة التنظيم ولكنهم صدمو بعدد من المعطيات منعت من تحقيق احلامهم ومنها:
– استقرار النظام السياسي في السلطنه واستمراره على تطوير البلاد.
– انهيار الإتحاد السوفييتي.
-عدم المشاركة المباشرة للمواطن العماني في حرب الخليج الثانية.
-اغلاق مكاتب الجبهه في سورية والوفاق بين النظامين السوري والعمان بعد حرب الخليج الثانية.
-انشغال المواطن الماني بمشاكله اليومية فلم يعد يرفع شعارات القضية الفلسطينية بل ان ارتفاع سعر رغيف الخبز بإمكانه تسيير مظاهرات أكبر من قضية هدم المسجد الأقصى.
– إلتفاف الجماهير حول النظام الجديد والتأكيد على حبه ( بالرغم من محاولات الإغتيال والإنقلابات التي لا يعرف عنها البعض والتي كانت تحاك ضد السلطان قابوس) ولكن النظام العماني كعادته لا ينشر مثل هذه الأمور الحساسة.
يوجد الكثير من الثوار السابقين على قيد الحياة ..وكذلك يتواجدون في دول الخليج العربي مثل الب
#الحبوظيين #مرباط
الحبوظيون
حبوظيون أسرة حكمت ظفار جنوب سلطنة عمان في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي بعد المنجويون، وقام الحبوظيون ببناء عاصمة جديدة أطلقوا عليها المنصورة وعرفت بظفار الحبوظي والبليد لاحقاً ووصل حكمهم إلى شبام وسيؤون والغيل في حضرموت شرق الجمهورية اليمنية وهاجموا عدن وانتهت دولتهم على يد الملك المظفر يوسف بن عمر ثاني حكامالدولة الرسولية في اليمن سنة 678هـ في معركة عوقد بظفار.
حكام الحبوظيون
محمد بن أحمد الحبوظي
أول حكام الدولة الحبوظية في ظفار محمد بن أحمد بن عبدالله بن مزروع الحبوظي كما نسبه ابن المجاور في تاريخ المستبصر، وفي الكامل يذكره إبن الأثير بإسم محمود بن محمد الحميري ويذكر أنه كان في بداية أمره يملك مركب يكريه للتجار في البحر ثم أصبح وزير السلطان الأكحل من المنجويون فلما توفي الأكحل صاحب مرباط ملك المدينة وكان حسن السيرة فيه شجاعة وسخاء فأحبه الناس وأطاعوه فملك مرباط وظفار. استطاع محمد الحبوظي وزير المنجويين ان ينتزع منهم الحكم والارجح أنه استعان بالأيوبيين في اليمن واتخذ له أنصار ومؤيدين من أهل ظفار ويذكر شنبل وفاة محمد بن منجوه سنة 596هـ وفيها وصلت العمرو أو القمر في نسخ أخرى إلى الإمام عبدالله بن راشد بن شجعنة حاكم تريم مستصرخين على أهل ظفار فجهز لهم العساكر وأخذوا ظفار ثم خرجوا منها بعد سنة 598هـ لخلاف وقع بينهم وبين أهل ظفار، ولا شك أن الحبوظي كان أحد أقطاب هذه الأحداث واستمرت المواجهات بينه وبين المنجويين وفي سنة 599هـ قتل حوب أو جبوب وتولى ظفار رجل من العجم أدعى أنه ولد حارثة بن منجوه لكنه قتل في سنة 604هـ ، وفي سنة 611هـ تزوج عبدالله الحبوظي بإبنة يماني بن الأعلم زعيم بني حارثة في حضرموت ويظهر ان محمد بن أحمد الحبوظي استعان بهم حلفاء لمواجهة المنجويين وتمكن من الاستيلاء على ظفار والقضاء على دولة المنجويون.
أحمد بن محمد الحبوظي
ثاني حكام الدولة الحبوظية في ظفار بعد أبيه، قام في سنة 618هـ ببناء عاصمة جديدة أطلق عليها المنصورة وعُرفت بالأحمدية والقاهرة وظفار الحبوظي والبليد فيما بعد وسكنت سنة 620هـ كما ذكر ابن المجاور ، وأمر أهل مرباط بالانتقال إليها وخرب ظفار القديمة لأنها كانت بعيدة عن الساحل، واتخذها عاصمة لدولته ونقل إليها العلماء والفقهاء، وقد تحدث عنه ابن مجاور في تاريخ المستبصر وقال أنه بنى المنصورة خوفاً من الملك المسعود الأيوبي حاكم اليمن وبنى عليها سوراً له أربعة أبواب، باب البحر أو باب الساحل وباب حرقة وهو جهة الشرق ينفذ إلى عين فرض وباب الحرجاء إلى جهة الغرب وباب ظفار إلى الشمال، وقام بقطع طريق الخيل القادم من العراق خوفاً من أن تسلكه جيوش العباسيين إلى ظفار ، ويصف ابن مجاور المنصورة - البليد فيقول هواءها طيب وماءها من خليج عذب فرات ويباع فيه من كل فواكه الشام واليمن والهند والحجاز والسواحل ومأكول أهلها السمك ومطعوم دوابهم العَيَد وهو السردين وأهل جزيرة سقطرى يؤدون القطعة للحبوظي. وفي سنة 623هـ تمكن أحمد الحبوظي من وضع رابطة له في شبام بإذن من أميرها مسعود بن يماني بن الأعلم ثم نقلها في نفس العام إلى تريم ، ولعلها كانت حامية عسكرية لمساعدة آل الأعلم حلفاء الحبوظي ضد خصومهم، وفي سنة 628هـ توفي أحمد بن محمد بن عبدالله بن مزروع الحبوظي وفي بعض المصادر وفاته في 638هـ. ويذكر أن أهل ظفار في بعض السنين عزلوه عن الحكم وأقاموا مكانه ابن أخيه فقام بحبسه فأرسل إلى بعض أعيان ظفار يقول:
حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي،،، أو تصرفوا علم المعارف أحمدا
هو مبتدأ نجباء بني جنسه،،، والله يأبى رفع غير المبتدا
أغريتم الزمن المعاند بإسمه،،، وحذفتموه كأنه ياء الندا.
فقاموا وأرجعوه إلى الحكم وعزلوا ابن أخيه، وهذا دليل على علمه وفصاحته. وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي بالولاء فقيهاً خطيباً وشاعراً مفلقاً اشتهر بالأديب الرئيس ذكر له الجندي في السلوك نبذ من أشعاره وأدبه ثم وزر لإدريس بن أحمد الحبوظي.
إدريس بن أحمد الحبوظي
تولى الحكم بعد أبيه وكان محباً للعلماء وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي من موالي المنجويون من كبار العلماء والأدباء في عصره، وبرز في عهد عدد من أعلام الفقه والقضاء في ظفار أمثال ابن عبدالمولى الأصبحي وآل أبي ططة. حاول إدريس الحبوظي مد نفوذه على الأطراف الشرقية لحضرموت وفي سنة 646هـ قتل عبدالله الحبوظي في هجوم على مدينة حيريج مقر حكم آل أبودجانة المهري قرب الشحر ، ومن أهم الأحداث التي عاشتهاظفار في عهد إدريس غزو ظفار من حاكم مملكة هرمز السلطان محمود بن أحمد الكوشي القلهاتي سنة 658هـ الذي قام بنهب وحرق المنصورة -البليد - ورجع بالغنائم في السفن وسلك قسم من جيشه عن طريق الصحراء لكنهم تعرضوا للهلاك بسبب العطش بعد فر عنهم دليلهم من قبائلالقرا وقام بنو جابر بالقضاء على من تبقى منهم عند طيوي في عمان كما يذكر ابن رزيق في الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان. توفي إ
الحبوظيون
حبوظيون أسرة حكمت ظفار جنوب سلطنة عمان في القرن السابع الهجري/الثالث عشر الميلادي بعد المنجويون، وقام الحبوظيون ببناء عاصمة جديدة أطلقوا عليها المنصورة وعرفت بظفار الحبوظي والبليد لاحقاً ووصل حكمهم إلى شبام وسيؤون والغيل في حضرموت شرق الجمهورية اليمنية وهاجموا عدن وانتهت دولتهم على يد الملك المظفر يوسف بن عمر ثاني حكامالدولة الرسولية في اليمن سنة 678هـ في معركة عوقد بظفار.
حكام الحبوظيون
محمد بن أحمد الحبوظي
أول حكام الدولة الحبوظية في ظفار محمد بن أحمد بن عبدالله بن مزروع الحبوظي كما نسبه ابن المجاور في تاريخ المستبصر، وفي الكامل يذكره إبن الأثير بإسم محمود بن محمد الحميري ويذكر أنه كان في بداية أمره يملك مركب يكريه للتجار في البحر ثم أصبح وزير السلطان الأكحل من المنجويون فلما توفي الأكحل صاحب مرباط ملك المدينة وكان حسن السيرة فيه شجاعة وسخاء فأحبه الناس وأطاعوه فملك مرباط وظفار. استطاع محمد الحبوظي وزير المنجويين ان ينتزع منهم الحكم والارجح أنه استعان بالأيوبيين في اليمن واتخذ له أنصار ومؤيدين من أهل ظفار ويذكر شنبل وفاة محمد بن منجوه سنة 596هـ وفيها وصلت العمرو أو القمر في نسخ أخرى إلى الإمام عبدالله بن راشد بن شجعنة حاكم تريم مستصرخين على أهل ظفار فجهز لهم العساكر وأخذوا ظفار ثم خرجوا منها بعد سنة 598هـ لخلاف وقع بينهم وبين أهل ظفار، ولا شك أن الحبوظي كان أحد أقطاب هذه الأحداث واستمرت المواجهات بينه وبين المنجويين وفي سنة 599هـ قتل حوب أو جبوب وتولى ظفار رجل من العجم أدعى أنه ولد حارثة بن منجوه لكنه قتل في سنة 604هـ ، وفي سنة 611هـ تزوج عبدالله الحبوظي بإبنة يماني بن الأعلم زعيم بني حارثة في حضرموت ويظهر ان محمد بن أحمد الحبوظي استعان بهم حلفاء لمواجهة المنجويين وتمكن من الاستيلاء على ظفار والقضاء على دولة المنجويون.
أحمد بن محمد الحبوظي
ثاني حكام الدولة الحبوظية في ظفار بعد أبيه، قام في سنة 618هـ ببناء عاصمة جديدة أطلق عليها المنصورة وعُرفت بالأحمدية والقاهرة وظفار الحبوظي والبليد فيما بعد وسكنت سنة 620هـ كما ذكر ابن المجاور ، وأمر أهل مرباط بالانتقال إليها وخرب ظفار القديمة لأنها كانت بعيدة عن الساحل، واتخذها عاصمة لدولته ونقل إليها العلماء والفقهاء، وقد تحدث عنه ابن مجاور في تاريخ المستبصر وقال أنه بنى المنصورة خوفاً من الملك المسعود الأيوبي حاكم اليمن وبنى عليها سوراً له أربعة أبواب، باب البحر أو باب الساحل وباب حرقة وهو جهة الشرق ينفذ إلى عين فرض وباب الحرجاء إلى جهة الغرب وباب ظفار إلى الشمال، وقام بقطع طريق الخيل القادم من العراق خوفاً من أن تسلكه جيوش العباسيين إلى ظفار ، ويصف ابن مجاور المنصورة - البليد فيقول هواءها طيب وماءها من خليج عذب فرات ويباع فيه من كل فواكه الشام واليمن والهند والحجاز والسواحل ومأكول أهلها السمك ومطعوم دوابهم العَيَد وهو السردين وأهل جزيرة سقطرى يؤدون القطعة للحبوظي. وفي سنة 623هـ تمكن أحمد الحبوظي من وضع رابطة له في شبام بإذن من أميرها مسعود بن يماني بن الأعلم ثم نقلها في نفس العام إلى تريم ، ولعلها كانت حامية عسكرية لمساعدة آل الأعلم حلفاء الحبوظي ضد خصومهم، وفي سنة 628هـ توفي أحمد بن محمد بن عبدالله بن مزروع الحبوظي وفي بعض المصادر وفاته في 638هـ. ويذكر أن أهل ظفار في بعض السنين عزلوه عن الحكم وأقاموا مكانه ابن أخيه فقام بحبسه فأرسل إلى بعض أعيان ظفار يقول:
حاشاكم أن تقطعوا صلة الذي،،، أو تصرفوا علم المعارف أحمدا
هو مبتدأ نجباء بني جنسه،،، والله يأبى رفع غير المبتدا
أغريتم الزمن المعاند بإسمه،،، وحذفتموه كأنه ياء الندا.
فقاموا وأرجعوه إلى الحكم وعزلوا ابن أخيه، وهذا دليل على علمه وفصاحته. وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي بالولاء فقيهاً خطيباً وشاعراً مفلقاً اشتهر بالأديب الرئيس ذكر له الجندي في السلوك نبذ من أشعاره وأدبه ثم وزر لإدريس بن أحمد الحبوظي.
إدريس بن أحمد الحبوظي
تولى الحكم بعد أبيه وكان محباً للعلماء وكان وزيره سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي من موالي المنجويون من كبار العلماء والأدباء في عصره، وبرز في عهد عدد من أعلام الفقه والقضاء في ظفار أمثال ابن عبدالمولى الأصبحي وآل أبي ططة. حاول إدريس الحبوظي مد نفوذه على الأطراف الشرقية لحضرموت وفي سنة 646هـ قتل عبدالله الحبوظي في هجوم على مدينة حيريج مقر حكم آل أبودجانة المهري قرب الشحر ، ومن أهم الأحداث التي عاشتهاظفار في عهد إدريس غزو ظفار من حاكم مملكة هرمز السلطان محمود بن أحمد الكوشي القلهاتي سنة 658هـ الذي قام بنهب وحرق المنصورة -البليد - ورجع بالغنائم في السفن وسلك قسم من جيشه عن طريق الصحراء لكنهم تعرضوا للهلاك بسبب العطش بعد فر عنهم دليلهم من قبائلالقرا وقام بنو جابر بالقضاء على من تبقى منهم عند طيوي في عمان كما يذكر ابن رزيق في الشعاع الشائع باللمعان في ذكر أئمة عمان. توفي إ
دريس بن أحمد بن محمد الحبوظي سنة 670هـ.
سالم بن إدريس الحبوظي
تولى بعد وفاة أبيه، حدث بينه وبين أخيه موسى تنافس على الحكم ثم استتبت له الأمور، يعتبر آخر الحكام الحبوظيين وأكثرهم ذكراً وهمة، يصفه بامخرمة في تاريخ ثغر عدن بالسلطان الهمام سالم بن ادريس بن احمد بن محمد الحبوظي المرباطي الأصل، عمل على ضم حضرموت لحكمه فقام في سنة 673هـ بشراء مدينة شبام من أهلها ثم جهز جيشاً غزا به حضرموت وحاصر تريم ثلاثة أشهر وساعدته قبائل نهد واستولى على مدن حضرموت دمون والعجز والغيل وسيؤون وتوجه إلى الشحر فخرج له ابن شماخ والغُز الأكراد من جند الدولة الرسولية فرجع إلى دمون ثم اجتمع بأخيه موسى بن ادريس في شبام ورجع إلى ظفار وأناب آل كثير على القرى والمدن التى أخذها ويذكر المؤرخين الحضارمة أن الخراب عم في حضرموت بسبب غزوات سالم بن ادريس الحبوظي فلم تقم جمعة في تريم لمدة تسعة أشهر . وفي سنة 677هـ غزا سالم بن ادريس مدينة الشحر بعد أن بلغه أن الغُز استولوا عليها وهرب أميرها راشد بن شجعنة إلى الجبال فحاصرها من البر والبحر إلا أن هُزم على يد الغُز فرجع إلى ظفار ، ويذكر الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية أن أهل حضرموت أصابتهم مجاعة وقحط فوفدوا على سالم بن ادريس الحبوظي وطلبوا منه المعونة وعرضوا عليه تسليم حصونهم ومدنهم إليه فأجابهم وسار معهم وقبضها منهم وأعطاهم الأموال ورجع إلى ظفارفما عاد غدروا به وانتزعوها طوعاً وكرهاً فلما بلغه ذلك أسقط في يده وصادف أن جنح مركب للملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول حاكم اليمن إلى ساحل ظفار وكان محملاً بالأموال والهدايا فأمر سالم بن ادريس بمصادرته عوضاً لما حدث له من أهل حضرموت ، فلما علم الملك المظفر بذلك كتب إليه لإطلاق المركب وذكره بما كان بينه وبين أبيه ادريس من علاقة طيبة وختم رسالته بآية "وما كنا معذبين حتى نبعث في الأرض رسولا"، فلما وصلت الرسالة رَّد سالم بن ادريس برسالة قائلا :" هذا الرسول فأين العذاب؟! "، فكتب المظفر إليه :" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب"، فأمر سالم بن ادريس قاضيه محمد بن عبدالقدوس الأزدي بالرَّد فكتب : "ويسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفا". فأمر الملك المظفر والي عدن الأمير غازي بن المعمار بغزو ظفار فأغار عليها ورجع إلى عدن فقام سالم بن ادريس الحبوظي بتجهيز السفن وهاجم عدن ورجع إلى ظفار فحدث خلاف بينه وبين أخيه موسى جعل الأخير يلجأ إلى الملك المظفر ، عند ذلك قام الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول بتجهيز حملة ضخمة من سبعة ألف راجل وخمسمائة فارس إلى ظفاربقيادة الأمير شمس الدين أُزدمر وانقسمت إلى فرقتين من البحر والبر اجتمعت في ريسوت وخرج إليهم سالم بن ادريس فألتقوا في عوقد سنة 678هـ ودار معركة كبيرة أنتصر فيها جيش المظفر وقُتل سالم بن ادريس وقطع رأسه وقتل أكثر من 300 من عساكره وأسر 800 غير العبيد والمماليك ودخل الأمير شمس الدين أزدمر مدينة المنصورة - البليد - وأعطى أهل ظفارالأمان وخطب للملك المظفر وقبض على بني الحبوظي وأرسلهم إلى الملك المظفر فحملهم إلى مدينة زبيد وأجرى عليهم الصدقات السلطانية، قال الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية ولم يبقى منهم أحد في زماننا، في القرن التاسع الهجري. وبهذا انتهى حكم الحبوظيون في ظفار وآلت إلى حكم الدولة الرسولية لغاية القرن التاسع الهجري.
الحركة العلمية في عهد الحبوظيين
كانت الحركة العلمية في ظفار أثناء حكم الدولة الحبوظية قوية، وقد ذكر بهاء الدين الجندي في السلوك في طبقات العلماء والملوك عدد كبير من الفقهاء والقضاة في زمن الحبوظيين أمثال القاضي محمد بن عبدالقدوس الأزدي والفقيه الأديب سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي والفقيه عبدالمؤمن بن أحمد الأصبحي ومحمد بن عبدالمولى الأصبحي ومحمد بن علي بن أبي ططة وعمر بن أبي الحب وغيرهم. وبرزت الرباطات الدينية في ظفار تلك الفترة كرباط الشيخ محمد بن أبي بكر ورباط الشيخ سالم القويري والشيخ محمد بن علي باطحن.
النشاط التجاري في زمن الحبوظيين
اهتم الحبوظيون بالزراعة كما يذكر الجندي أن معول ملكهم كان على الزراعة والتجارة، فقاموا بإنشاء السواقي والري كما يذكر ابن مجاور في تاريخ المستبصر وقاموا ببناء مدينة المنصورة -البليد - وحفروا قناة مائية لرسو السفن فيها لتشجيع التجارة وحركة السفن، إلا أن احمد بن محمد الحبوظي قام بقطع طريق الخيل خوفاً من أن تسلكه الجيوش الغازية وهذا قد يكون تسبب في آثار سلبية على التجارة في ظفار تلك الفترة ولكن تجارة الخيل عادت للنهوض مجدداً في زمنالدولة الرسولية كما يذكر ابن بطوطة الذي زارظفار في القرن الثامن الهجري /الرابع عشر الميلادي.
أوقاف الحبوظي
لا تزال إلى اليوم توجد في حضرموت آثار ومزارع ومباني ومساجد تعرف بأوقاف الحبوظي أو صدقة الحبوظي منتشرة في عدة أماكن منها بعضها داثر ومنها عامر عليه خدمة ونفقة، ولعلها من بقايا أموال وهبات السلطان سالم بن أدريس ال
سالم بن إدريس الحبوظي
تولى بعد وفاة أبيه، حدث بينه وبين أخيه موسى تنافس على الحكم ثم استتبت له الأمور، يعتبر آخر الحكام الحبوظيين وأكثرهم ذكراً وهمة، يصفه بامخرمة في تاريخ ثغر عدن بالسلطان الهمام سالم بن ادريس بن احمد بن محمد الحبوظي المرباطي الأصل، عمل على ضم حضرموت لحكمه فقام في سنة 673هـ بشراء مدينة شبام من أهلها ثم جهز جيشاً غزا به حضرموت وحاصر تريم ثلاثة أشهر وساعدته قبائل نهد واستولى على مدن حضرموت دمون والعجز والغيل وسيؤون وتوجه إلى الشحر فخرج له ابن شماخ والغُز الأكراد من جند الدولة الرسولية فرجع إلى دمون ثم اجتمع بأخيه موسى بن ادريس في شبام ورجع إلى ظفار وأناب آل كثير على القرى والمدن التى أخذها ويذكر المؤرخين الحضارمة أن الخراب عم في حضرموت بسبب غزوات سالم بن ادريس الحبوظي فلم تقم جمعة في تريم لمدة تسعة أشهر . وفي سنة 677هـ غزا سالم بن ادريس مدينة الشحر بعد أن بلغه أن الغُز استولوا عليها وهرب أميرها راشد بن شجعنة إلى الجبال فحاصرها من البر والبحر إلا أن هُزم على يد الغُز فرجع إلى ظفار ، ويذكر الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية أن أهل حضرموت أصابتهم مجاعة وقحط فوفدوا على سالم بن ادريس الحبوظي وطلبوا منه المعونة وعرضوا عليه تسليم حصونهم ومدنهم إليه فأجابهم وسار معهم وقبضها منهم وأعطاهم الأموال ورجع إلى ظفارفما عاد غدروا به وانتزعوها طوعاً وكرهاً فلما بلغه ذلك أسقط في يده وصادف أن جنح مركب للملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول حاكم اليمن إلى ساحل ظفار وكان محملاً بالأموال والهدايا فأمر سالم بن ادريس بمصادرته عوضاً لما حدث له من أهل حضرموت ، فلما علم الملك المظفر بذلك كتب إليه لإطلاق المركب وذكره بما كان بينه وبين أبيه ادريس من علاقة طيبة وختم رسالته بآية "وما كنا معذبين حتى نبعث في الأرض رسولا"، فلما وصلت الرسالة رَّد سالم بن ادريس برسالة قائلا :" هذا الرسول فأين العذاب؟! "، فكتب المظفر إليه :" وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب"، فأمر سالم بن ادريس قاضيه محمد بن عبدالقدوس الأزدي بالرَّد فكتب : "ويسألونك عن الجبال قل ينسفها ربي نسفا". فأمر الملك المظفر والي عدن الأمير غازي بن المعمار بغزو ظفار فأغار عليها ورجع إلى عدن فقام سالم بن ادريس الحبوظي بتجهيز السفن وهاجم عدن ورجع إلى ظفار فحدث خلاف بينه وبين أخيه موسى جعل الأخير يلجأ إلى الملك المظفر ، عند ذلك قام الملك المظفر يوسف بن عمر بن رسول بتجهيز حملة ضخمة من سبعة ألف راجل وخمسمائة فارس إلى ظفاربقيادة الأمير شمس الدين أُزدمر وانقسمت إلى فرقتين من البحر والبر اجتمعت في ريسوت وخرج إليهم سالم بن ادريس فألتقوا في عوقد سنة 678هـ ودار معركة كبيرة أنتصر فيها جيش المظفر وقُتل سالم بن ادريس وقطع رأسه وقتل أكثر من 300 من عساكره وأسر 800 غير العبيد والمماليك ودخل الأمير شمس الدين أزدمر مدينة المنصورة - البليد - وأعطى أهل ظفارالأمان وخطب للملك المظفر وقبض على بني الحبوظي وأرسلهم إلى الملك المظفر فحملهم إلى مدينة زبيد وأجرى عليهم الصدقات السلطانية، قال الخزرجي في العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية ولم يبقى منهم أحد في زماننا، في القرن التاسع الهجري. وبهذا انتهى حكم الحبوظيون في ظفار وآلت إلى حكم الدولة الرسولية لغاية القرن التاسع الهجري.
الحركة العلمية في عهد الحبوظيين
كانت الحركة العلمية في ظفار أثناء حكم الدولة الحبوظية قوية، وقد ذكر بهاء الدين الجندي في السلوك في طبقات العلماء والملوك عدد كبير من الفقهاء والقضاة في زمن الحبوظيين أمثال القاضي محمد بن عبدالقدوس الأزدي والفقيه الأديب سعد بن سعيد بن مسعود المنجوي والفقيه عبدالمؤمن بن أحمد الأصبحي ومحمد بن عبدالمولى الأصبحي ومحمد بن علي بن أبي ططة وعمر بن أبي الحب وغيرهم. وبرزت الرباطات الدينية في ظفار تلك الفترة كرباط الشيخ محمد بن أبي بكر ورباط الشيخ سالم القويري والشيخ محمد بن علي باطحن.
النشاط التجاري في زمن الحبوظيين
اهتم الحبوظيون بالزراعة كما يذكر الجندي أن معول ملكهم كان على الزراعة والتجارة، فقاموا بإنشاء السواقي والري كما يذكر ابن مجاور في تاريخ المستبصر وقاموا ببناء مدينة المنصورة -البليد - وحفروا قناة مائية لرسو السفن فيها لتشجيع التجارة وحركة السفن، إلا أن احمد بن محمد الحبوظي قام بقطع طريق الخيل خوفاً من أن تسلكه الجيوش الغازية وهذا قد يكون تسبب في آثار سلبية على التجارة في ظفار تلك الفترة ولكن تجارة الخيل عادت للنهوض مجدداً في زمنالدولة الرسولية كما يذكر ابن بطوطة الذي زارظفار في القرن الثامن الهجري /الرابع عشر الميلادي.
أوقاف الحبوظي
لا تزال إلى اليوم توجد في حضرموت آثار ومزارع ومباني ومساجد تعرف بأوقاف الحبوظي أو صدقة الحبوظي منتشرة في عدة أماكن منها بعضها داثر ومنها عامر عليه خدمة ونفقة، ولعلها من بقايا أموال وهبات السلطان سالم بن أدريس ال
حبوظي أثناء المجاعة والقحط في حضرموت كما ذكر الخزرجي في العقود اللؤلوية.
المصادر
السلوك في طبقات العلماء والملوك، الجندي.العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية، الخزرجي.تاريخ المستبصر، ابن المجاور.تاريخ شنبل.الشعاع الشائع باللمعان في أئمة عمان، ابن رزيق
المصادر
السلوك في طبقات العلماء والملوك، الجندي.العقود اللؤلوية في تاريخ الدولة الرسولية، الخزرجي.تاريخ المستبصر، ابن المجاور.تاريخ شنبل.الشعاع الشائع باللمعان في أئمة عمان، ابن رزيق
تاريخ #ظفار
أول من سكن ظفار هم قوم "عاد" وكانت تعرف بــ(بلاد الأحقاف وإرم) وكان قوم عاد سكنوا المنطقة الممتدة من ظفار إلى حضرموت والربع الخالي وقد أجمع المفسرون والمؤرخون بأن أرض قوم عاد كانت بــ(بلاد الأحقاف) .
يقول أبن كثير :"كان عاد يسكنوا الأحقاف وهي جبال الرمل وكانت باليمن من عمان وحضرموت بأرض مطلـــــة على البحر يقال لها الشحر وإسم واديهم مغيث".
ثم ظهرت في ظفار حضارة (سمهرم)
و ورد في نقوش سمهرم أنها كانت تعرف بإسم {ساكلهن أو ساكلن} وأن أهلها كانوا يعبدون القمر ويرمزون إليه بالآله (سين وبعل والمقه) ، أما سمهرم فهو إسم قبيلة سبائية سكنت ظفار قديماً والنسبة إليها سمهري وإليها تُنـــسب الرماح السمهرية ، وُعثر في خور روري على كتابات قديمة بخط المسند القديم ترجع لأكثر من 2000سنة أشارت إلى أن ظفار في ذلك الوقت كانت تخضع للملك العزيلط بن يدع آل ملك ريدان ومعين ، ثم خضعت ظفار لملوك سبأ وحمير وعرفت بــ(بلاد الشحر) ويقول الحموي في معجم البلدان : " الشحر صقع ( إقليم ) بين عُمان وعدن يوجد بها العنبر الشحري واللبان الشحري " ويقول أبن خلدون :" ببلاد الشحر مدينة مرباط وظفار . ومرباط بساحل الشحر" .
وقال الشاعـر : إذهب إلى الشحر ودع عُمانا .. إلا تجد تمراً تجد لبانا
وظلت ظفار تُعرف بإسم بلاد الشحر والأشحار إلى نهاية القرن السادس الهجري ثم أقتصر الإسم على مدينة الشحر الحالية بحضرموت إلتي كانت تعرف بإسم الإسعاء ، ولعل الشحر مشتقة من شحير" بالجبالية" وتعني الريف والجبل .
وفي هذه الفترة نزحت إلى ظفار قبائل من حمير وقضاعة وكندة فسكنتها ويقال أن النبي إسماعيل بن إبراهيم_عليها السلام_ مر بـ(بلاد الشحر) بعد نزوله اليمن ثم توجه إلى طسم وجديس في اليمامة للدعوة إلى عبادة الله عز وجل , وكذلك قدم معد بن عدنان إلى ريسوت من بلاد الشحر ليرجع ببعض قومه من بني إسماعيل الذين فروا من بختـنصر ( نبوخذ نصر الآشوري) الذي غزا جزيرة العرب فلجأ بعض بني إسماعيل إلى ريسوت فقام معد بن عدنان بإرجاعهم إلى الحجاز .
دخول الإسلام ظفار :
دخل أهل ظفار الإسلام طواعية ووفد أهلها على النبي -صلى الله عليه وسلم- وممن وفد من أهل الشحر ( ظفار) زهير بن قرضم بن الجعيل المهري وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرمه لبعد بلاده وكتب له كتاباً إلى قومه ، ويقال أن قبر زهير في مرباط هو قبر هذا الصحابي الجليل .
وعندما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- أرتد بعض أهل ظفار والمهرة فأرسل لهم الخليفة أبوبكر الصديق (عكرمة بن أبي جهل) فإنضم إليه شخريت من بني شخراة ومن تمسك بالإسلام فالتقوا بالمرتدين وعلى رأسهم المصبح المحاربي المهري فانتصروا عليهم وقضوا على الردة ، يقول الطبري: "فأسلم أهل النجد والروضة وأهل المر واللبان (جبال ظفار) وجيروت والصبرات وظهور الشحر وينعب وذات الخيم وأهل الساحل (وهم سكان المدن الساحلية قشن والغيظة وريسوت ومرباط وحاسك ) .
ثم خصعت ظفار كــباقي إقاليم الجزيرة العربية لولاة الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين ، وفي كتاب "الطيب" لإبراهيم بن المهدي يقول بأن هارون الرشيد أرسل وفوداً إلى موانئ جنوب الجزيرة العربية يسألون عن كيفية الحصول على العنبر وقد أجتمع أحد هذه الوفود بـ(أهل حاسك) الذين قالوا لهم بأن العنبر ينبت في عيون في قاع البحر ثم تقذفه الأمواج إلى الساحل فيقومون بجمعه .
ويذكر نجم الدين عمارة الحكمي (ت 586هـ) في كتاب " المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد " :
" وفي سنة (204هـ) تملك محمد بن زياد عامل المأمون على صنعاء وعدن وحضرموت وديار كندة ومرباط والشحر والتهائم إلى الحجاز " ، وفي سنة (212هـ) وصل الأمير الهندي "كرانجانور شاريمان يارل" إلى ظفار وكان هذا الأمير الهندي قد أسلم على يد الشيخ سراج الدين البغدادي فخرج من الهند إلى الشحر بحضرموت ثم جاء إلى ظفار وأقام بها طوال حياته وكان الناس في ظفار يعتبرونه من الأولياء الصالحين ويلقبونه بـ(الشيخ السامري) وتوفى في ظفار سنة (216هـ) وقبره معروف بها ( مايلز - الخليج بلدانه وقبائله ) .
وفي هذه الفترة عاش المؤرخ الحسن بن يعقوب الهمداني قاضي صنعاء ما بين عام (280هـ) حتى توفى في (340هـ) . وقد عاصر بعض الأحداث الجارية في ظفار في تلك الفترة وكتب عنها في صفة جزيرة العرب قائلاً :-
" وفي بداية عصرنا هجم محمد بن خالد وبني خنزريت وهم من القمر من مهرة على ريسوت وأخرجوا منها بني جديد من الأزد إلى مرباط وحاسك (بلاد الغيث) . ثم رجعوا إلى ريسوت بمساعدة الثغراء من مهرة وهرب بني خنزريت إلى جبل ريام بن القمر بن مهرة في عمان" .
الـــــــــــــــــــــدولة المنـــــــــجوية :
هي أول دولة عُرفت في ظفار وتُـنسب إلى "آل منجوه" الذين حكموها من (نهاية القرن الخامس الهجري) إلى (مطلع القرن السابع الهجري) ، وقد نسبهم بعض المؤرخين إلى الفرس مثل أبن مجاور ونسبهم الجندي إلى بني بلخ من مذحج ، أما باحنان فينسبهم إلى بني حارثة من كندة .
ومؤسس هذه الد
أول من سكن ظفار هم قوم "عاد" وكانت تعرف بــ(بلاد الأحقاف وإرم) وكان قوم عاد سكنوا المنطقة الممتدة من ظفار إلى حضرموت والربع الخالي وقد أجمع المفسرون والمؤرخون بأن أرض قوم عاد كانت بــ(بلاد الأحقاف) .
يقول أبن كثير :"كان عاد يسكنوا الأحقاف وهي جبال الرمل وكانت باليمن من عمان وحضرموت بأرض مطلـــــة على البحر يقال لها الشحر وإسم واديهم مغيث".
ثم ظهرت في ظفار حضارة (سمهرم)
و ورد في نقوش سمهرم أنها كانت تعرف بإسم {ساكلهن أو ساكلن} وأن أهلها كانوا يعبدون القمر ويرمزون إليه بالآله (سين وبعل والمقه) ، أما سمهرم فهو إسم قبيلة سبائية سكنت ظفار قديماً والنسبة إليها سمهري وإليها تُنـــسب الرماح السمهرية ، وُعثر في خور روري على كتابات قديمة بخط المسند القديم ترجع لأكثر من 2000سنة أشارت إلى أن ظفار في ذلك الوقت كانت تخضع للملك العزيلط بن يدع آل ملك ريدان ومعين ، ثم خضعت ظفار لملوك سبأ وحمير وعرفت بــ(بلاد الشحر) ويقول الحموي في معجم البلدان : " الشحر صقع ( إقليم ) بين عُمان وعدن يوجد بها العنبر الشحري واللبان الشحري " ويقول أبن خلدون :" ببلاد الشحر مدينة مرباط وظفار . ومرباط بساحل الشحر" .
وقال الشاعـر : إذهب إلى الشحر ودع عُمانا .. إلا تجد تمراً تجد لبانا
وظلت ظفار تُعرف بإسم بلاد الشحر والأشحار إلى نهاية القرن السادس الهجري ثم أقتصر الإسم على مدينة الشحر الحالية بحضرموت إلتي كانت تعرف بإسم الإسعاء ، ولعل الشحر مشتقة من شحير" بالجبالية" وتعني الريف والجبل .
وفي هذه الفترة نزحت إلى ظفار قبائل من حمير وقضاعة وكندة فسكنتها ويقال أن النبي إسماعيل بن إبراهيم_عليها السلام_ مر بـ(بلاد الشحر) بعد نزوله اليمن ثم توجه إلى طسم وجديس في اليمامة للدعوة إلى عبادة الله عز وجل , وكذلك قدم معد بن عدنان إلى ريسوت من بلاد الشحر ليرجع ببعض قومه من بني إسماعيل الذين فروا من بختـنصر ( نبوخذ نصر الآشوري) الذي غزا جزيرة العرب فلجأ بعض بني إسماعيل إلى ريسوت فقام معد بن عدنان بإرجاعهم إلى الحجاز .
دخول الإسلام ظفار :
دخل أهل ظفار الإسلام طواعية ووفد أهلها على النبي -صلى الله عليه وسلم- وممن وفد من أهل الشحر ( ظفار) زهير بن قرضم بن الجعيل المهري وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكرمه لبعد بلاده وكتب له كتاباً إلى قومه ، ويقال أن قبر زهير في مرباط هو قبر هذا الصحابي الجليل .
وعندما توفي النبي -صلى الله عليه وسلم- أرتد بعض أهل ظفار والمهرة فأرسل لهم الخليفة أبوبكر الصديق (عكرمة بن أبي جهل) فإنضم إليه شخريت من بني شخراة ومن تمسك بالإسلام فالتقوا بالمرتدين وعلى رأسهم المصبح المحاربي المهري فانتصروا عليهم وقضوا على الردة ، يقول الطبري: "فأسلم أهل النجد والروضة وأهل المر واللبان (جبال ظفار) وجيروت والصبرات وظهور الشحر وينعب وذات الخيم وأهل الساحل (وهم سكان المدن الساحلية قشن والغيظة وريسوت ومرباط وحاسك ) .
ثم خصعت ظفار كــباقي إقاليم الجزيرة العربية لولاة الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين ، وفي كتاب "الطيب" لإبراهيم بن المهدي يقول بأن هارون الرشيد أرسل وفوداً إلى موانئ جنوب الجزيرة العربية يسألون عن كيفية الحصول على العنبر وقد أجتمع أحد هذه الوفود بـ(أهل حاسك) الذين قالوا لهم بأن العنبر ينبت في عيون في قاع البحر ثم تقذفه الأمواج إلى الساحل فيقومون بجمعه .
ويذكر نجم الدين عمارة الحكمي (ت 586هـ) في كتاب " المفيد في تاريخ صنعاء وزبيد " :
" وفي سنة (204هـ) تملك محمد بن زياد عامل المأمون على صنعاء وعدن وحضرموت وديار كندة ومرباط والشحر والتهائم إلى الحجاز " ، وفي سنة (212هـ) وصل الأمير الهندي "كرانجانور شاريمان يارل" إلى ظفار وكان هذا الأمير الهندي قد أسلم على يد الشيخ سراج الدين البغدادي فخرج من الهند إلى الشحر بحضرموت ثم جاء إلى ظفار وأقام بها طوال حياته وكان الناس في ظفار يعتبرونه من الأولياء الصالحين ويلقبونه بـ(الشيخ السامري) وتوفى في ظفار سنة (216هـ) وقبره معروف بها ( مايلز - الخليج بلدانه وقبائله ) .
وفي هذه الفترة عاش المؤرخ الحسن بن يعقوب الهمداني قاضي صنعاء ما بين عام (280هـ) حتى توفى في (340هـ) . وقد عاصر بعض الأحداث الجارية في ظفار في تلك الفترة وكتب عنها في صفة جزيرة العرب قائلاً :-
" وفي بداية عصرنا هجم محمد بن خالد وبني خنزريت وهم من القمر من مهرة على ريسوت وأخرجوا منها بني جديد من الأزد إلى مرباط وحاسك (بلاد الغيث) . ثم رجعوا إلى ريسوت بمساعدة الثغراء من مهرة وهرب بني خنزريت إلى جبل ريام بن القمر بن مهرة في عمان" .
الـــــــــــــــــــــدولة المنـــــــــجوية :
هي أول دولة عُرفت في ظفار وتُـنسب إلى "آل منجوه" الذين حكموها من (نهاية القرن الخامس الهجري) إلى (مطلع القرن السابع الهجري) ، وقد نسبهم بعض المؤرخين إلى الفرس مثل أبن مجاور ونسبهم الجندي إلى بني بلخ من مذحج ، أما باحنان فينسبهم إلى بني حارثة من كندة .
ومؤسس هذه الد
ولة هو (أحمد بن منجوه) ومقره بـ(مرباط) ، وفي كتاب "صورة الإرض" لأبن حوقل ، يذكر أبن أخت والي عدن أنه زار مرباط سنة (540هـ)، وكان حاكمها أحمد بن منجويه ومرباط دار ملكه وعلى مسيرة نصف يوم منها مدينة ظفار وهي تابعة لـ حُكمه ايضاً.
_أهم الأحداث في عهد الدولة المنجوية :-
556 هـ وفاة الإمام محمد بن علي بن علوي بمرباط .
573 هـ وفاة أحمد بن منجوه .
577 هـ وفاة الإمام محمد بن علي بن الحسن القلعي بمرباط .
596 هـ وفاة محمد بن احمد المنجوي الشهير بـ(الأكحل) .
598 هـ أستنجد أهل ظفار بـ"فهد بن عبدالله بن راشد" أمير تريم على الحبوظي .
605 هـ تولى رجل من العجم أدعى أنه من آل منجوه ولكنهُ قتل .
611 هـ نهايــــــــــة الدولة المنجوية .
الـــــــدولــة الــحبوظيــــــــــــــة :
تُـنسب إلى مؤسسها (محمد بن أحمد بن عبدالله الحبوظي الحميري) ، كان تاجر يلقب بــ(الناخوذة) وكان وكيلاً على تجارة المنجوي ثم أصبح وزيرهُ ولما ضعف المنجويين تطلعَ للحُكم ، وبعد الحروب أستولى على الحُكم وبنى المنصورة ( البليد ) ونقل العاصمة إليها.
_أهم الأحداث في عهد الحبوظيــين :-
611 هـ ظهور الدولة الحبوظية وإستيلاء الحبوظي على البلاد .
618 هـ بناء المنصورة ونقل الناس اليها .
628 هـ وفاة محمد بن أحمد الحبوظي مؤسس الدولة الحبوظية .
638 هـ وفاة أحمد بن محمد بن أحمد ثاني حكام الحبوظيين .
646 هـ قتل عبدالله بن محمد الحبوظي بحيريج في حضرموت .
658 هـ غزا سلطان هرمز أحمد الكوسي ظفار فأحرق ودمر ونهب .
670 هـ وفاة أدريس بن أحمد الحبوظي ثالث الحبوظيين .
673 هـ سالم بن أدريس الحبوظي يغزو حضرموت ويستولي على تريم وشبام والغيل .
677 هـ سالم بن أدريس يحاصر الشحر ثم يرجع عنها ويهاجم عدن عاصمة الرسوليين.
678هـ معركة عوقد بين الرسوليين والحبوظيين ومقتل سالم بن أدريس أخر الحكام الحبوظيين ونهايــــــــــــــة الدولة الحبوظية وإستيلاء الرسوليين على ظفار .
الــــــــــدولة الرسولــــــــية :
تُـنسب إلى (علي بن رسول) من ولاة الأيوبــيين ثم أستبد بحكم اليمن ، وأول من أستولى منهم على ظفار هو الملك (المظفر يوسف بن عمر الرسولي) .
_وأهم الأحداث في عهدها :-
678 هـ المظفر يعين الأمير سنقر الترنجلي نائبه في ظفار .
685 هـ إعصار يجتاح ظفار ويغرق مدنها وأناس كثيرون .
690 هـ وفاة قاضي ظفار محمد بن عبدالقدوس الأزدي .
691 هـ المظفر يعين أبنه الواثق إبراهيم على ظفار .
711 هـ وفاة الواثق إبراهيم بن المظفر يوسف الرسولي بـ ظفار .
725 هـ إعصار يضرب ظفار آهلك خلقاً كثيراً وأخرب دورا ومساجد .
735 هـ أبن بطوطة يزور ظفار ويذكر حاكمها الملك المغيث بن الملك الفايز .
748 هـ أبن بطوطة يرجع إلى ظفار ويجد حاكمها الملك الناصر بن الملك المغيث .
757 هـ القراصنة يهاجمون ظفار وينهبون سفن من موانـئها ويقطعون الطريق إلى الهند .
775 هـ قَـــتل الملك المظفر الثاني بن الفايز الرسولي بـ ظفار .
796 هـ مَقتل شهاب الدين أحمد بن عامر الحراني على يد الحكلا في معركة بينهم .
798 هـ آل صريطة يستولون على ظفار .
800 هـ الفقيه محمد بن حكم باقشير يصلح بين أهل ظفار .
807 هـ آل كثير يأخذون ظفار .
809 هـ آل جسار وأبن قسمان يستولون على ظفار .
816 هـ علي بن عمر الكثيري يتغلب على آل جسار والقرا ويأخذ ظفار
_أهم الأحداث في عهد الدولة المنجوية :-
556 هـ وفاة الإمام محمد بن علي بن علوي بمرباط .
573 هـ وفاة أحمد بن منجوه .
577 هـ وفاة الإمام محمد بن علي بن الحسن القلعي بمرباط .
596 هـ وفاة محمد بن احمد المنجوي الشهير بـ(الأكحل) .
598 هـ أستنجد أهل ظفار بـ"فهد بن عبدالله بن راشد" أمير تريم على الحبوظي .
605 هـ تولى رجل من العجم أدعى أنه من آل منجوه ولكنهُ قتل .
611 هـ نهايــــــــــة الدولة المنجوية .
الـــــــدولــة الــحبوظيــــــــــــــة :
تُـنسب إلى مؤسسها (محمد بن أحمد بن عبدالله الحبوظي الحميري) ، كان تاجر يلقب بــ(الناخوذة) وكان وكيلاً على تجارة المنجوي ثم أصبح وزيرهُ ولما ضعف المنجويين تطلعَ للحُكم ، وبعد الحروب أستولى على الحُكم وبنى المنصورة ( البليد ) ونقل العاصمة إليها.
_أهم الأحداث في عهد الحبوظيــين :-
611 هـ ظهور الدولة الحبوظية وإستيلاء الحبوظي على البلاد .
618 هـ بناء المنصورة ونقل الناس اليها .
628 هـ وفاة محمد بن أحمد الحبوظي مؤسس الدولة الحبوظية .
638 هـ وفاة أحمد بن محمد بن أحمد ثاني حكام الحبوظيين .
646 هـ قتل عبدالله بن محمد الحبوظي بحيريج في حضرموت .
658 هـ غزا سلطان هرمز أحمد الكوسي ظفار فأحرق ودمر ونهب .
670 هـ وفاة أدريس بن أحمد الحبوظي ثالث الحبوظيين .
673 هـ سالم بن أدريس الحبوظي يغزو حضرموت ويستولي على تريم وشبام والغيل .
677 هـ سالم بن أدريس يحاصر الشحر ثم يرجع عنها ويهاجم عدن عاصمة الرسوليين.
678هـ معركة عوقد بين الرسوليين والحبوظيين ومقتل سالم بن أدريس أخر الحكام الحبوظيين ونهايــــــــــــــة الدولة الحبوظية وإستيلاء الرسوليين على ظفار .
الــــــــــدولة الرسولــــــــية :
تُـنسب إلى (علي بن رسول) من ولاة الأيوبــيين ثم أستبد بحكم اليمن ، وأول من أستولى منهم على ظفار هو الملك (المظفر يوسف بن عمر الرسولي) .
_وأهم الأحداث في عهدها :-
678 هـ المظفر يعين الأمير سنقر الترنجلي نائبه في ظفار .
685 هـ إعصار يجتاح ظفار ويغرق مدنها وأناس كثيرون .
690 هـ وفاة قاضي ظفار محمد بن عبدالقدوس الأزدي .
691 هـ المظفر يعين أبنه الواثق إبراهيم على ظفار .
711 هـ وفاة الواثق إبراهيم بن المظفر يوسف الرسولي بـ ظفار .
725 هـ إعصار يضرب ظفار آهلك خلقاً كثيراً وأخرب دورا ومساجد .
735 هـ أبن بطوطة يزور ظفار ويذكر حاكمها الملك المغيث بن الملك الفايز .
748 هـ أبن بطوطة يرجع إلى ظفار ويجد حاكمها الملك الناصر بن الملك المغيث .
757 هـ القراصنة يهاجمون ظفار وينهبون سفن من موانـئها ويقطعون الطريق إلى الهند .
775 هـ قَـــتل الملك المظفر الثاني بن الفايز الرسولي بـ ظفار .
796 هـ مَقتل شهاب الدين أحمد بن عامر الحراني على يد الحكلا في معركة بينهم .
798 هـ آل صريطة يستولون على ظفار .
800 هـ الفقيه محمد بن حكم باقشير يصلح بين أهل ظفار .
807 هـ آل كثير يأخذون ظفار .
809 هـ آل جسار وأبن قسمان يستولون على ظفار .
816 هـ علي بن عمر الكثيري يتغلب على آل جسار والقرا ويأخذ ظفار
ظفار في العصور القديمة وعصر ماقبل الاسلام
يرجع تاريخ ظفار الى العصور التاريخية القديمة ، اذ اقترن تاريخها بالدور الاقتصادي الذي كانت تقوم به عير العصور من ناحية الموقع الجغرافي ، ومن ناحية انتاجها الاقتصادي ، فقد عرفت ظفار منذ نبي الله سليمان عليه السلام ، إذ يروي بأن بلقيس ملكة سبأجعلت اللبان هدية الى الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد كما ذكر المؤرخ الانجلي
زي برستيد في كتابه تاريخ مصر ، مبيناً ان مادة المر الشبيهة باللبان وجدت في قبر توت عنخ آمون .
وروي ان احد علماء الآثار عثر عام 1971م على معبد غريب الشكل في شمال روديسيا يشبه الى حد كبير المعابد الفينيقية في ظفار ، إذ كان الفينيقيون استوطنو ارض عمان قبل ظهورهم في شرق البحر المتوسط ، وكانوا سادة المحيط الهندي واستطاعوا الوصول الى شرق افريقيا وجلبوا الذهب وريش النعام الى ظفار وكانوا ينقلونها الى جنوب العراق وفلسطين .
ويقول السالمي مؤرخ عمان بأن الآشوريين استولوا على عمان وطالبوا بدفع الجزية عينا باللبان الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ .
وأشار البروفسور ( نيكسون ) إلى ان اللبان كان جملة السلع التي كانت تحمل الى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية إضافة الى الأنسجة التي تستوردها عمان من الهند ، ثم تنتقل الى العراق والى الفراعنة ومصر .
وقد استهــــوى اللبان في اوفير ( ظفار) الاسكندر المقدوني أثناء حملته الى الشرق فأمر قائده ( نيار خوس ) بالتوجه بحراً من السند الى الجزيرة العربية ، بينما توجه هو غرب مدينة المحمرة في الساحل الشرقي لشط العرب ، واسمها القديم ( خاراكاس ) شرق مدينة البصرة ، وقد وصل القائد ( نيار خوس ) الى رأس مسندم في شمال عمان ، ولكنه قفل عائداً الى الاسكندر الذي استقبله في مدينة البصرة ، وفي رواية ان الاسكندر بعث الى الكـــــاهن الأعظم في أثينا بكمية من اللبان ، واوصاه بالاقتصاد في استعمالها ريثما يتم احتــــــــلال ظفار ( اوفير ) ويبعث إليه بالمزيد من هذه البخور المقدس ، إلا ان الاسكندر توفي قبل أن يحقق هذا الهدف .
وشاع ذكر مدينة ظفار في الكتب اليونانية إضافة الى ان بطليموس ذكرها في خريطته عن المنطقة وهو يتفق مع موقع ظفار ، وارجع الظن أن مدينة ظفار الساحلية أقدم من القصبة الحميرية .
وازداد الطلب على اللبان نتيجة للاستهلاك المتزايد في كل من بلاد النهرين ، وسوريا ، واليونان ، وروما ، حيث ازداد الطلب الى قمته في القرون الأولى الميلادية وكان ذلك هو العصر الذذي كان فيه اللبان من أهم السلع على الإطلاق يجري تصديرها من بلاد العرب الى الغرب ، بل من الجائز أيضاً الى الصين ، وهو الأمر الذي يمكن مقارنته بسلعة النفط في العصور الحديثة .
ويعد ميناء ( سمهرم ) المعروف بــ ( خور روري ) وهو في ظفار عمان من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأولى للميلاد ، وعثرت البعثة الامريكية لدراسة الانسان فيه على بقايا خزف تبين لها من فحصه انه مستورد من موانئ البحر الأبيض المتوسط في القرن الأول للميلاد ، ووجوده في هذا المكان يشير بالطبع الى الاتصال التجاري الذي كان بين البلاد العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد .
وتثبت مدينة سمهرم الحصينة وجود مستوطنات من عصر ما قبل الاسلام في المنطقة ويعود تاريخها الى القرن الأول الميلادي ، ويبدو أن هذه المنطقة المنجة للبخور لم تكن فقط منطقة مهجورة تقوم بتصدير سلعة هامة بل انها كانت جزءاً من مجتمع حضاري يرتع بهذا الثراء .
ومن الحوداث السياسية المتعلقة بظفار قبل مجئ المسلمين إليها ، انه في عام 570 م أي قبل 52 سنة قبل الهجرة النبوية الشريفة غزت قوات الملك الساساني انوشروان مدينة ظفار واحتلتها
يرجع تاريخ ظفار الى العصور التاريخية القديمة ، اذ اقترن تاريخها بالدور الاقتصادي الذي كانت تقوم به عير العصور من ناحية الموقع الجغرافي ، ومن ناحية انتاجها الاقتصادي ، فقد عرفت ظفار منذ نبي الله سليمان عليه السلام ، إذ يروي بأن بلقيس ملكة سبأجعلت اللبان هدية الى الملك سليمان في القرن العاشر قبل الميلاد كما ذكر المؤرخ الانجلي
زي برستيد في كتابه تاريخ مصر ، مبيناً ان مادة المر الشبيهة باللبان وجدت في قبر توت عنخ آمون .
وروي ان احد علماء الآثار عثر عام 1971م على معبد غريب الشكل في شمال روديسيا يشبه الى حد كبير المعابد الفينيقية في ظفار ، إذ كان الفينيقيون استوطنو ارض عمان قبل ظهورهم في شرق البحر المتوسط ، وكانوا سادة المحيط الهندي واستطاعوا الوصول الى شرق افريقيا وجلبوا الذهب وريش النعام الى ظفار وكانوا ينقلونها الى جنوب العراق وفلسطين .
ويقول السالمي مؤرخ عمان بأن الآشوريين استولوا على عمان وطالبوا بدفع الجزية عينا باللبان الذي كانوا يقدمونه لأحد آلهتهم المسمى مردوخ .
وأشار البروفسور ( نيكسون ) إلى ان اللبان كان جملة السلع التي كانت تحمل الى الملك الآشوري سرجون الأكدي وذلك عام 750ق.م مع الخيول والجمال من الجزيرة العربية إضافة الى الأنسجة التي تستوردها عمان من الهند ، ثم تنتقل الى العراق والى الفراعنة ومصر .
وقد استهــــوى اللبان في اوفير ( ظفار) الاسكندر المقدوني أثناء حملته الى الشرق فأمر قائده ( نيار خوس ) بالتوجه بحراً من السند الى الجزيرة العربية ، بينما توجه هو غرب مدينة المحمرة في الساحل الشرقي لشط العرب ، واسمها القديم ( خاراكاس ) شرق مدينة البصرة ، وقد وصل القائد ( نيار خوس ) الى رأس مسندم في شمال عمان ، ولكنه قفل عائداً الى الاسكندر الذي استقبله في مدينة البصرة ، وفي رواية ان الاسكندر بعث الى الكـــــاهن الأعظم في أثينا بكمية من اللبان ، واوصاه بالاقتصاد في استعمالها ريثما يتم احتــــــــلال ظفار ( اوفير ) ويبعث إليه بالمزيد من هذه البخور المقدس ، إلا ان الاسكندر توفي قبل أن يحقق هذا الهدف .
وشاع ذكر مدينة ظفار في الكتب اليونانية إضافة الى ان بطليموس ذكرها في خريطته عن المنطقة وهو يتفق مع موقع ظفار ، وارجع الظن أن مدينة ظفار الساحلية أقدم من القصبة الحميرية .
وازداد الطلب على اللبان نتيجة للاستهلاك المتزايد في كل من بلاد النهرين ، وسوريا ، واليونان ، وروما ، حيث ازداد الطلب الى قمته في القرون الأولى الميلادية وكان ذلك هو العصر الذذي كان فيه اللبان من أهم السلع على الإطلاق يجري تصديرها من بلاد العرب الى الغرب ، بل من الجائز أيضاً الى الصين ، وهو الأمر الذي يمكن مقارنته بسلعة النفط في العصور الحديثة .
ويعد ميناء ( سمهرم ) المعروف بــ ( خور روري ) وهو في ظفار عمان من الموانئ المعروفة التي كانت في القرن الأولى للميلاد ، وعثرت البعثة الامريكية لدراسة الانسان فيه على بقايا خزف تبين لها من فحصه انه مستورد من موانئ البحر الأبيض المتوسط في القرن الأول للميلاد ، ووجوده في هذا المكان يشير بالطبع الى الاتصال التجاري الذي كان بين البلاد العربية الجنوبية وسكان البحر المتوسط في ذلك العهد .
وتثبت مدينة سمهرم الحصينة وجود مستوطنات من عصر ما قبل الاسلام في المنطقة ويعود تاريخها الى القرن الأول الميلادي ، ويبدو أن هذه المنطقة المنجة للبخور لم تكن فقط منطقة مهجورة تقوم بتصدير سلعة هامة بل انها كانت جزءاً من مجتمع حضاري يرتع بهذا الثراء .
ومن الحوداث السياسية المتعلقة بظفار قبل مجئ المسلمين إليها ، انه في عام 570 م أي قبل 52 سنة قبل الهجرة النبوية الشريفة غزت قوات الملك الساساني انوشروان مدينة ظفار واحتلتها
ظفار في العصور الاسلامية
كما مر بنا كانت ظفار تحت الحكم الفارسي وعندما دخلت بلاد عمان في حضيرة الدولة العربية الاسلامية ، ادى الى دخول ظفار تحت السيادة العربية الاسلامية ، وتم تحريرها من السيطرة الفارسية على يد القائد العربي المسلم عكرمة بن أبي جهل ، وتتابع عليها الولاة في مختلف العهود الاسلامية .
وفي العصور الاسلامية أخذت ظفار مكانتها أيضاً إذ تأثرت بالاحداث التي شهدتها عمان
بصورة خاصة وذكر ابن حوقل ( ت ، 340هــ ) أنه في سنة 154هــ / 770م كان المستولي على هذه البلاد أحمد بن منجويه إذ قال ابن حوقل ممن زار عمان في هذه السنة : " إن المستولى على هذه البلاد لما دخلتها في سنة أربعة وخمسين ومائة والمتحكم فيها أحمد ابن منجوية ، وكان دار حكمه بمرباط ، وهي مدينة صغيرة على شاطئ البحر ، وعلى مسيرة يوم ونصف منها مدينة ظفار وهي أيضاً له ، ويبدو أن المنجويين ظلوا مسيطرين على ظفار حتى سبعينات القرن الرابع الهجري .
وفي مطلع القرن السادس الهجري وتحديداً في سنة 500هــ / 1106 م تعرضت ظفار الى غزو فارسي ، غير أن سكانها تمنكوا من إعادة إعمارها .
وفي مطلع القرن السابع الهجري وتحديداً في سنة 600هــ/1203م، تغلب رجل من التجار يقال له محمود بن محمد الحميري على بعض بلاد حضرموت ، وظفار وظفار واستمرت أيامه في حضرموت الى سنة وتسع عشرة وستمائة وما بعدها ، وكان الطريق من ظفار الى بغداد سالكاً في سنة 616هـــ وذلك قبل تدميرها .
قال ابن المجاور : " كان من بغداد الى ظفار ومرباط طريق آمن يسلكه البدو في العام مرتين يجلبون الجيل ، ويأخذون عوضها العطر والبر ويرجعون الى العراق ، فلما تغلب أحمد بن محمد ابن علي هؤلاء فتحو في الملك ووقع خلف في البلاد ، وانقطعت الطرق واندثرت فلما حكم أحمد بن محمد بن عبد الله بن مزروع الحبوض آمن العباد وعمرت البلاد وخرج البدو على رؤوسهم في الطريق القديمة وصاروا على الطريق المستقيم بالخيل إلى ظفار ، فباعو واشتروا قلما أرادوا الرجوع قال لهم أحمد بن محمد : كيف علمتم الطريق ؟ قال أحدهم : غني سافرت مع أبي وانا طفل على هذه الطريق مرة واحدة فسرت الآن فيها بقياس التعقل تامة وكتب الله السلامة حتى بلغنا المقصد ، قال لهم : فمن أين تخرجون ؟ قالوا من مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب ( يعني مدينة كربلاء التي تبعد 100 كم جنوب غرب بغداد ) ، فإذا وصلنا الى المنزل الفلاني افترق الطريق طريقين يأخذ أحدهما الى الحساء والقطيف والثاني يجئ الى مرباط وظفار ، فقال لهم : شاهد الله على بدوي سلك هذا الطريق ثانية لا يلومن إلا نفسه ، قالوا : ولم ؟ قال : نخاف أن يندرس الطريق لكثرة سلاكة فتجئ خيل أمير المؤمنين عليه السلام غائرة على تلك البلاد علينا ، وانا مع ذلك خربت البلاد وبنيت المنصورة لأقطع الشر عني ، فدخلت البدوان من بلد ظفار ولم يرجعوا إليها ومنها انقطع الطريق سنة ست عشرة وستمائة .
غير أن احمد بن محمد بن عبد الله الحبوضي أقدم سنة 618هــ/1221م وفي رواية سنة 619هــ/1222م الى تخريب ظفار وبنى المنصورة بدلاً منها وسكنت سنة ، وكان أحمد الحبوضي حذراً من الأعداء وكان يخشى على بلاده منهم ، لذلك فانه أقدم على تخريب ظفار سنة ثماني عشرة وستمائة خوفاً من الملك المسعودي أبي المظفر يوسف بن محمد بن أبي بكر ابن أيوب ، وبنى المنصورة وسماها القاهرة وسكنت سنة عشرين وستمائة والاسم المعروفة به ظفار وهي على ساحل البحر ، وقد أدير عليها سور من الحجر والجص ، ويقال من اللبن والجص ورتب عليه أربعة ابواب .
باب البحر ، ينفذ الى البحر ويسمى باب الساحل ، وبابين مما يلي البر وهما على الاسم لابواب ظفار المهدومة أحدهما مشرق يسمى باب حرقة ينفذ الى عين فرض والثاني مما يلي المغرب ويسمى باب الحرجاء ينفذ الى الحرجاء .
والحرجاء مدينة لطيفة وضعت على ساحل البحر بالقرب من البلد وما بني المنصورة إلا بالاحكام البلاد خوفاً على العباد ، فلما بنى المنصورة ولم يؤنبه إليه الملك المسعود ولا عاتبه فيما صنع ( كان امر الله قدراً ومقدوراً ) .
وكان بناء المنصورة على مقربة من ظفار والى الغرب منها ثم حملت هذه المدينة اسم ظفار بعده ، وأشاد المؤرخ ابن المجاور بمدينة المنصورة قائلاً : ( هواؤها طيب وجوها موافق وماؤها من خليج عذب فرات يطلع بها الفواكة كم كل فن من فواكة الهند : الفلفل والنارجيل ومن فواكة الساحلية قصب السكر والموز ومن فواكة العراق الرمان والعنب ومن النخل حمل ومن ديار مصر والليمون والاترنج والنارنج ومن السند النبق ومن الحجاز الدوم وهو المقل )
وفي سنة 664هــ/1265م قام امير هرمز محمود بن احمد الكوسي بغزو ظفار ونهبها ، وقد احتلت قواته الاقليم وسبت اهله ، ومن ثم دخلت ظفار في مرحلة تاريخية حاسمة ممثلة بالصراع بين الرسولين في اليمن وحكام ظفار .
كان دخول الرسولين لاول مرة الى اليمن بمعية حاشية ( توران باشا ) وهو شقيق صلاح الدين الأيوبي وفي رواية بمعية خلفه وشقيقه ( طغتسيكن ) وذلك عام 579هــ/1183م .
وبعد قيام الدولة
كما مر بنا كانت ظفار تحت الحكم الفارسي وعندما دخلت بلاد عمان في حضيرة الدولة العربية الاسلامية ، ادى الى دخول ظفار تحت السيادة العربية الاسلامية ، وتم تحريرها من السيطرة الفارسية على يد القائد العربي المسلم عكرمة بن أبي جهل ، وتتابع عليها الولاة في مختلف العهود الاسلامية .
وفي العصور الاسلامية أخذت ظفار مكانتها أيضاً إذ تأثرت بالاحداث التي شهدتها عمان
بصورة خاصة وذكر ابن حوقل ( ت ، 340هــ ) أنه في سنة 154هــ / 770م كان المستولي على هذه البلاد أحمد بن منجويه إذ قال ابن حوقل ممن زار عمان في هذه السنة : " إن المستولى على هذه البلاد لما دخلتها في سنة أربعة وخمسين ومائة والمتحكم فيها أحمد ابن منجوية ، وكان دار حكمه بمرباط ، وهي مدينة صغيرة على شاطئ البحر ، وعلى مسيرة يوم ونصف منها مدينة ظفار وهي أيضاً له ، ويبدو أن المنجويين ظلوا مسيطرين على ظفار حتى سبعينات القرن الرابع الهجري .
وفي مطلع القرن السادس الهجري وتحديداً في سنة 500هــ / 1106 م تعرضت ظفار الى غزو فارسي ، غير أن سكانها تمنكوا من إعادة إعمارها .
وفي مطلع القرن السابع الهجري وتحديداً في سنة 600هــ/1203م، تغلب رجل من التجار يقال له محمود بن محمد الحميري على بعض بلاد حضرموت ، وظفار وظفار واستمرت أيامه في حضرموت الى سنة وتسع عشرة وستمائة وما بعدها ، وكان الطريق من ظفار الى بغداد سالكاً في سنة 616هـــ وذلك قبل تدميرها .
قال ابن المجاور : " كان من بغداد الى ظفار ومرباط طريق آمن يسلكه البدو في العام مرتين يجلبون الجيل ، ويأخذون عوضها العطر والبر ويرجعون الى العراق ، فلما تغلب أحمد بن محمد ابن علي هؤلاء فتحو في الملك ووقع خلف في البلاد ، وانقطعت الطرق واندثرت فلما حكم أحمد بن محمد بن عبد الله بن مزروع الحبوض آمن العباد وعمرت البلاد وخرج البدو على رؤوسهم في الطريق القديمة وصاروا على الطريق المستقيم بالخيل إلى ظفار ، فباعو واشتروا قلما أرادوا الرجوع قال لهم أحمد بن محمد : كيف علمتم الطريق ؟ قال أحدهم : غني سافرت مع أبي وانا طفل على هذه الطريق مرة واحدة فسرت الآن فيها بقياس التعقل تامة وكتب الله السلامة حتى بلغنا المقصد ، قال لهم : فمن أين تخرجون ؟ قالوا من مشهد الحسين بن علي بن أبي طالب ( يعني مدينة كربلاء التي تبعد 100 كم جنوب غرب بغداد ) ، فإذا وصلنا الى المنزل الفلاني افترق الطريق طريقين يأخذ أحدهما الى الحساء والقطيف والثاني يجئ الى مرباط وظفار ، فقال لهم : شاهد الله على بدوي سلك هذا الطريق ثانية لا يلومن إلا نفسه ، قالوا : ولم ؟ قال : نخاف أن يندرس الطريق لكثرة سلاكة فتجئ خيل أمير المؤمنين عليه السلام غائرة على تلك البلاد علينا ، وانا مع ذلك خربت البلاد وبنيت المنصورة لأقطع الشر عني ، فدخلت البدوان من بلد ظفار ولم يرجعوا إليها ومنها انقطع الطريق سنة ست عشرة وستمائة .
غير أن احمد بن محمد بن عبد الله الحبوضي أقدم سنة 618هــ/1221م وفي رواية سنة 619هــ/1222م الى تخريب ظفار وبنى المنصورة بدلاً منها وسكنت سنة ، وكان أحمد الحبوضي حذراً من الأعداء وكان يخشى على بلاده منهم ، لذلك فانه أقدم على تخريب ظفار سنة ثماني عشرة وستمائة خوفاً من الملك المسعودي أبي المظفر يوسف بن محمد بن أبي بكر ابن أيوب ، وبنى المنصورة وسماها القاهرة وسكنت سنة عشرين وستمائة والاسم المعروفة به ظفار وهي على ساحل البحر ، وقد أدير عليها سور من الحجر والجص ، ويقال من اللبن والجص ورتب عليه أربعة ابواب .
باب البحر ، ينفذ الى البحر ويسمى باب الساحل ، وبابين مما يلي البر وهما على الاسم لابواب ظفار المهدومة أحدهما مشرق يسمى باب حرقة ينفذ الى عين فرض والثاني مما يلي المغرب ويسمى باب الحرجاء ينفذ الى الحرجاء .
والحرجاء مدينة لطيفة وضعت على ساحل البحر بالقرب من البلد وما بني المنصورة إلا بالاحكام البلاد خوفاً على العباد ، فلما بنى المنصورة ولم يؤنبه إليه الملك المسعود ولا عاتبه فيما صنع ( كان امر الله قدراً ومقدوراً ) .
وكان بناء المنصورة على مقربة من ظفار والى الغرب منها ثم حملت هذه المدينة اسم ظفار بعده ، وأشاد المؤرخ ابن المجاور بمدينة المنصورة قائلاً : ( هواؤها طيب وجوها موافق وماؤها من خليج عذب فرات يطلع بها الفواكة كم كل فن من فواكة الهند : الفلفل والنارجيل ومن فواكة الساحلية قصب السكر والموز ومن فواكة العراق الرمان والعنب ومن النخل حمل ومن ديار مصر والليمون والاترنج والنارنج ومن السند النبق ومن الحجاز الدوم وهو المقل )
وفي سنة 664هــ/1265م قام امير هرمز محمود بن احمد الكوسي بغزو ظفار ونهبها ، وقد احتلت قواته الاقليم وسبت اهله ، ومن ثم دخلت ظفار في مرحلة تاريخية حاسمة ممثلة بالصراع بين الرسولين في اليمن وحكام ظفار .
كان دخول الرسولين لاول مرة الى اليمن بمعية حاشية ( توران باشا ) وهو شقيق صلاح الدين الأيوبي وفي رواية بمعية خلفه وشقيقه ( طغتسيكن ) وذلك عام 579هــ/1183م .
وبعد قيام الدولة
الرسولية في اليمن بداية للاحتكاك بظفار وكان حاكم ظفار في ذلك الوقت سالم بن أدريس بن أحمد بن محمد الحبوضي ، وهو جد أحمد بن محمد الذي سيطر على ظفار بعد وفاة حاكمها ، وكان سالم الحبوضي قد جاء في الاصل من مدينة حبوض الحضرمية الواقعة بالقرب من شبام ، وكان أحمد بن محمد الحبوضي الذي يدعى بالنوخذه تاجراً ثرياً ذا حظوة كبيرة لدى حاكم ظفار بحيث ان هذا الحاكم عينه بمنصب وزيره الخاص حيث توفي الحاكم سيطر أحمد علي ظفار وهو الذي دمر ظفار عام 619هــ/1222م ، وبنى مدينة جديدة أسماها الاحمدية ، وكان اول إحتكاك مع ظفار سنة 678هــ/1279م ، إبان عهد الحاكم الرسولي المظفر يوسف بن نور الدين عمر ، وكانت مدينة ظفار حينذاك تحت سيطرة شخص يدعى سالم بن إدريس بن أحمد بن محمد الحبوضي .
أما سبب توجه الرسوليين لاحتلال ظفار فيعود لأسباب سياسية واقتصادية معاً .
فقد شهدت حضرموت في سنة 678هــ / 1279م كساداً اقتصادياً في ميدان الزراعة أدى الى حدوث مجاعة شديدة وناشدوا سالم الحبوضي حاكم ظفار تقديم معونة له كما اقترحوا عليه بيع حصونهم في حضرموت ، فقبل سالم العرض وذهب شخصياً الى المنطقة للإشراف على شراء الحصون المعروضة للبيع الواحد تلو الىخر .
ولم يصمد من الحصون أما الحبوضيين إلا حصن ( تريم ) التي تلقت المساعدة من الرسوليين وممثليهم في حضرموت ولم يكد سالم يعود الى ظفار حتى سارع الحضارمة الى طرد ممثليه واستعادوا حصونهم وعندما سمع الرسوليون في عاصمتهم ( تعز ) بتلك الأخبار شعروا بقلق إذ راو أن سيطرتهم على حضرموت قد تعرضت للتحدى من قبل الحبوظيين ، ثم ان القلق إنتابهم أيضاً من الاخبار التي أشارت إلى ان سالم كان قد أرسل مبعوثاً الى عدن وهو ميناء يقع تحت سيطرة الرسوليين .
وفي العام نفسه قام وفد رسولي يضم عدداً من التجار في عدن بالذهاب إلى بلاد فارس عن طريق البح ، غير أن السفينة أ{غمت على الرسو بساحل ظفار ، وقام حاكمها سالم بالسيطرة عليها والاستيلاء على الهدايا التي كانت موجودة على ظهرها معتبراً إياها بمثابة تعويض عن الحصون التي كان قد فقدها في حضرموت ، وقد كتب الملك المظفر الحاكم الرسولي الى حاكم ظفار آنذاك سالم الحبوضي محذرا إياه من نتائج ما قام به من عمل وضمن تحذيره آية من القرآن الكريم منها قوله تعالى ( ... وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) .
كما قام الملك المظفر بارسال المجد بن علي القاسم الى ظفار بصفة مبعوثه الشخصي ، غير انه اجبر على إشهار السلاح بوجه الحبوضيين رغم ان المعركة بينهما لم تكن حاسمة ، وكتب سالم العبارة الآتية : (( هو ذا رسولك فأين العقوبة )) .
وحين امتنع حاكم الشحر راشد بن شجنعه بان يقدم له الدعم ويمتنع عن دفع الجزية للرسولين ، جاء رد فعل الرسولين سريعاً فعزلوا راشد من منصبه ونصبوا بدلا منه حاكمهم في الشحر سيف الدين البندقار ، في تلك الفترة قرر الملك المظفر الرسولي القيام بحملة عسكرية على ظفار وتحرك بإتجاه عدن للقيام بالاستعداد لتلك الحملة ، وهكذا أرسلت حملة عاجلة بقيادة حاكم عدن غازي بن المعمار بيد انه أرغم أيضاً على العودة إلى عدن دون دخول أية معارك حاسمة في ظفار .
عاد موسى الحبوضي شقيق سالم عاهل ظفار من الحج بحفاوة من قبل البند قدار حاكم الشحر الرسولي ومن خلال وساطة هذا الاخير استقبل موسى بترحاب من قبل الملك المظفر الرسولي . وكان بين سالم وموسى خلاف سابق ، وخاصة فيما يتعلق باعتراضه على السفن المارة بساحل المحيط الهندي ، ومهاجمة العديد من السفن العائدة الى عدن ولذلك بدأ الملك المظفر الرسولي يعد العدة مرة اخرى للقيام بهجوم على ظفار حيث امضى وقتاً وبذل مجهوداً كبيراً .
ويشير ابن حاتم في هذا الخصوص ، وكان معاصرا لتك الاحداث – أن السلطان كان قد بذل جهوداً مضنية لاستكمال استعداداته حتى تساقطت خواتمه من أنامله من جراء الوهن والضعف اللذين شعر بهما في حينه ، ورغم انشغال المظفر بامور أخرى استدعت مغادرته عدن ، فإن الاستعدادات تواصلت وأهمها بناء السفن بالاخص الشراعية الكبيرة المعروفة بـــ ( الشواني ) فضلاً عن مراكب الإمدادات الصغيرة التي تنقل القمح والتمور .
كما تمت تهيئة سائر انواع الأسلحة والعدد العسكرية مثل الاقواس والدروع والخوذ والتروس والمقاليع وحدوات الخيل وستة منجنيقات مع كامل ادوات استخدمها إضافة الى روائع الكنوز بضمنها : الملابس الثمينة التي كدست على متون السفن ، وقد تم تقسيم القوات الهائلة التي اعدت للحملة إلى ثلاث فروق .
الفرقة البحرية بقيادة سيف الدين سنقر.
والفرقة الثانية تتحرك عبر حضرموت بقيادة شمس الدين أردمر .
أما الفرقة الثالثة فطلب منها التحرك طوال الساحل بقيادة حسام الدين لؤلؤ إضافة الى موسى الحبوض الذي كان على خلاف مع اخيه والبيت الآتي يصف تلك الحملة بشكل بليغ
ملأنا البر حتى ضاق خيلاً
كذاك البحر نملؤه سفينا
ولم تقدم لنا المصادر معلومات مهمة بشأن تقدم القوة البحرية وتحركت السفن ببطءحتى تبقى على اتصال مع الفرقة الساحلية الثالثة التي أعت
أما سبب توجه الرسوليين لاحتلال ظفار فيعود لأسباب سياسية واقتصادية معاً .
فقد شهدت حضرموت في سنة 678هــ / 1279م كساداً اقتصادياً في ميدان الزراعة أدى الى حدوث مجاعة شديدة وناشدوا سالم الحبوضي حاكم ظفار تقديم معونة له كما اقترحوا عليه بيع حصونهم في حضرموت ، فقبل سالم العرض وذهب شخصياً الى المنطقة للإشراف على شراء الحصون المعروضة للبيع الواحد تلو الىخر .
ولم يصمد من الحصون أما الحبوضيين إلا حصن ( تريم ) التي تلقت المساعدة من الرسوليين وممثليهم في حضرموت ولم يكد سالم يعود الى ظفار حتى سارع الحضارمة الى طرد ممثليه واستعادوا حصونهم وعندما سمع الرسوليون في عاصمتهم ( تعز ) بتلك الأخبار شعروا بقلق إذ راو أن سيطرتهم على حضرموت قد تعرضت للتحدى من قبل الحبوظيين ، ثم ان القلق إنتابهم أيضاً من الاخبار التي أشارت إلى ان سالم كان قد أرسل مبعوثاً الى عدن وهو ميناء يقع تحت سيطرة الرسوليين .
وفي العام نفسه قام وفد رسولي يضم عدداً من التجار في عدن بالذهاب إلى بلاد فارس عن طريق البح ، غير أن السفينة أ{غمت على الرسو بساحل ظفار ، وقام حاكمها سالم بالسيطرة عليها والاستيلاء على الهدايا التي كانت موجودة على ظهرها معتبراً إياها بمثابة تعويض عن الحصون التي كان قد فقدها في حضرموت ، وقد كتب الملك المظفر الحاكم الرسولي الى حاكم ظفار آنذاك سالم الحبوضي محذرا إياه من نتائج ما قام به من عمل وضمن تحذيره آية من القرآن الكريم منها قوله تعالى ( ... وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ) .
كما قام الملك المظفر بارسال المجد بن علي القاسم الى ظفار بصفة مبعوثه الشخصي ، غير انه اجبر على إشهار السلاح بوجه الحبوضيين رغم ان المعركة بينهما لم تكن حاسمة ، وكتب سالم العبارة الآتية : (( هو ذا رسولك فأين العقوبة )) .
وحين امتنع حاكم الشحر راشد بن شجنعه بان يقدم له الدعم ويمتنع عن دفع الجزية للرسولين ، جاء رد فعل الرسولين سريعاً فعزلوا راشد من منصبه ونصبوا بدلا منه حاكمهم في الشحر سيف الدين البندقار ، في تلك الفترة قرر الملك المظفر الرسولي القيام بحملة عسكرية على ظفار وتحرك بإتجاه عدن للقيام بالاستعداد لتلك الحملة ، وهكذا أرسلت حملة عاجلة بقيادة حاكم عدن غازي بن المعمار بيد انه أرغم أيضاً على العودة إلى عدن دون دخول أية معارك حاسمة في ظفار .
عاد موسى الحبوضي شقيق سالم عاهل ظفار من الحج بحفاوة من قبل البند قدار حاكم الشحر الرسولي ومن خلال وساطة هذا الاخير استقبل موسى بترحاب من قبل الملك المظفر الرسولي . وكان بين سالم وموسى خلاف سابق ، وخاصة فيما يتعلق باعتراضه على السفن المارة بساحل المحيط الهندي ، ومهاجمة العديد من السفن العائدة الى عدن ولذلك بدأ الملك المظفر الرسولي يعد العدة مرة اخرى للقيام بهجوم على ظفار حيث امضى وقتاً وبذل مجهوداً كبيراً .
ويشير ابن حاتم في هذا الخصوص ، وكان معاصرا لتك الاحداث – أن السلطان كان قد بذل جهوداً مضنية لاستكمال استعداداته حتى تساقطت خواتمه من أنامله من جراء الوهن والضعف اللذين شعر بهما في حينه ، ورغم انشغال المظفر بامور أخرى استدعت مغادرته عدن ، فإن الاستعدادات تواصلت وأهمها بناء السفن بالاخص الشراعية الكبيرة المعروفة بـــ ( الشواني ) فضلاً عن مراكب الإمدادات الصغيرة التي تنقل القمح والتمور .
كما تمت تهيئة سائر انواع الأسلحة والعدد العسكرية مثل الاقواس والدروع والخوذ والتروس والمقاليع وحدوات الخيل وستة منجنيقات مع كامل ادوات استخدمها إضافة الى روائع الكنوز بضمنها : الملابس الثمينة التي كدست على متون السفن ، وقد تم تقسيم القوات الهائلة التي اعدت للحملة إلى ثلاث فروق .
الفرقة البحرية بقيادة سيف الدين سنقر.
والفرقة الثانية تتحرك عبر حضرموت بقيادة شمس الدين أردمر .
أما الفرقة الثالثة فطلب منها التحرك طوال الساحل بقيادة حسام الدين لؤلؤ إضافة الى موسى الحبوض الذي كان على خلاف مع اخيه والبيت الآتي يصف تلك الحملة بشكل بليغ
ملأنا البر حتى ضاق خيلاً
كذاك البحر نملؤه سفينا
ولم تقدم لنا المصادر معلومات مهمة بشأن تقدم القوة البحرية وتحركت السفن ببطءحتى تبقى على اتصال مع الفرقة الساحلية الثالثة التي أعت
مدت على تلك السفن من اجل الغمدادات .
غادرت الفرقة الثانية اليمن عبر ( الجوف ) ومن مدينة شمالية يمكن ان تكون ( صنعاء ) وسعت الى جمع الحلفاء من القبائل في طريقهم لتضخم عدد قواتهم ومن الجوف تحركوا عبر ( شبوة ) و ( ثمود ) ولم يتوقفوا إلا لمحاربة الجماعات المعادية او لتلقي الدعم من الجماعات الموالية دخل الجيش ( واد عمد ) لجمع الامدادات ، كما تمت زيارة الموقع المشهور لضريح النبي هود حيث كان سالم قد شيد جامعاً .
توقفت القوات في منطقة ( حبروت ) القريبة لفترة خمسة عشر يوماً وبانتظار اخبار تقدم الفرقتين الآخريين كما تم ارسال الرسل لجلب الاخبار ويعد هذا الطريق في الواقع مدهشاً وقد يكون هدف الرسوليين من استخدام هذه الفرقة اكثر من فتح ظفار ، فالطريق غير المباشر الى حد ما الذي سلكوه بمغالاة رسولية في إظهار القوة وإبداء العون للقبائل المتعاطفة مع تذكير الآخرين بالقوة المؤثرة القادرين على حشدها .
تحركت الفرقة الساحلية الثالثة عبر أبين واحور وميفع دون ان تواجه صعوبات كبيرة غير ان صعوبات متزايدة بدأت تواجههم الى الشرق من ميفع طوال ساحل البحر مما أرغمهم على سلوك طريقهم الى داخل البلاد ، كان ذلك يعني بالطبع الابتعاد عن سفن الامدادات مما ساعد على إيجاد متاعب للرجال بيد أنهم وجدوا تعويضاً لذلك لأنهم وجدوا السكان المحليين في طريقهم متعاطفين مع الرسوليين ومعادين للحبوضيين ، لقد قدموا للحملة كل ما يستطيعونه من مساعدة .
تقرر ان يكون لقاء الفرق الثلاث في ريسوت التي يدعوها المؤرخين ميناء ظفار ، فتحركت القوات التي التقت بعد ذلك نحو عوقد بين ريسوت وظفار ولقد استغربت حملتهم على الطريق فترة خمسة أشهر كاملة منذ انطلاقهم من اليمن ، حيث تنبه سالم في ظفار الى خطر وجود الجيش الرسولي الهائل قرر ان الامل الوحيد لاحراز النصر كان في القيام بهجوم مباغت قبل ان تستعد القوات للمعركة .
علم القادة الرسوليون بأخبار الهجوم الوشيك في اللحظة الحرجة ، فتم ترتيب خطوط العركة على عجل . على ان سالم ، حاكم ظفار الحبوضي نفسه ، كان قد قتله الرسوليون في بداية المعركة مما ادى الى هرب القوات الحبوضية البرية التي شعرت بخيبة أمل كبيرة ، كما هرب أيضاً قادة الأسطول البحري الذين كانو على اهبة الاستعداد للتصدي للاسطول الرسولي ، بحيث انهم لم يحاولوا مهاجمة السفن وقد دفن سالم قرب أبيه بالقرب من ظفار .
أصدرت القادة الرسوليون للمنتصرون عفواً عاما عن السكان المحليين وسمحوا للتجار الذين رافقوا الاسطول مزاولة التجار بعد ان وضعت الحرب أوزارها . ودخلت قوات الرسوليين المدينة يوم الاحد المصادف 28 رجب 677هـــ/ديسمبر 1278م .
وفي الجمعة التالية أقيمت الصلوات في سائر أرجاء المدينة باسم السلطان الرسولي الملك المظفر ويشير سائر المؤرخين الى الخيبة التي نجمت من جراء الاستيلاء على ظفار مذكرين بأن جيش الرسوليين كان قد سار خمسة أشهر ليجد ان الاستيلاء على المدينة لم يستغرق اكثر من خمسة أيام .
ولم تكن هناك ضرورة لاستخدام المنجنيقات او التجهيزات الهائلة التي تعد أساسية في حالة وجود حصار طويل . وقد تم ابعاد كل أبناء العائلة الحبوضية من ظفار حيث ان تاريخ العائلة الحبوضية اختفى من صفحات التاريخ في ذلك الوقت بالذات .
في عام 692هــ/1292م منح الحاكم الرسولي ظفار لابنة الواثق ابراهيمبصفة لإقطاعية حيث مكث هناك لحين وفاته عام 711هـــ/1311م ، دفن الواثق في ظفار وفي الرباط كما تدعى في الوقت الحاضر .
وفي هذا الضريح بالذات تم العثور اولاً على شواهد قبر الواثق ونحن نعلم ان الواثق والفائز كانا يدفعان نوعاً من الاتاوة السنوية للرسوليين في تعز ، غير ان الاتاوة توقفت في زمن ( المغيث ) الذي خلف الفائز وذلك قبل عام 730هـــ/1329 م ، ويتضح أن ذلك يمثل فترة استقلال عن عاصمة الرسوليين .
وهنـــــــاك إشارة تاريخية اخـــــــرى عام 798هــ/1396م ، تشير الى وصول الحاكم الرسولي في ظفار المدعو ( الفائز ) الى البلاط في تعز حيث طلب مساعدة مالية .
ترك الرسوليون وراءهم آثار معمارية باقية وقد يكون السلطان الرسولي الثاني ( المظفر ) الذي توفي في عام 694هـــ/1295م ، اعظم أولئك على الاطلاق ، وتشير المصادر الاولية إلى انه قد أسس شخصياً ( مدرسة ) في ظفار .
وتجدر الاشارة الى انه كان قد كتب الى السلطان المملوكي ( بيبرس ) في مصر يطلب منه إرسال طبيب إلى ظفار ( لأنها وبيئة ) ، كما اننا نقرأ عن أثر رسولي معماري تركة الرسوليون في ظفار . كما شيدت إبنة السلطان الرسولي الرابع المؤيد جامعاً في المدينة
غادرت الفرقة الثانية اليمن عبر ( الجوف ) ومن مدينة شمالية يمكن ان تكون ( صنعاء ) وسعت الى جمع الحلفاء من القبائل في طريقهم لتضخم عدد قواتهم ومن الجوف تحركوا عبر ( شبوة ) و ( ثمود ) ولم يتوقفوا إلا لمحاربة الجماعات المعادية او لتلقي الدعم من الجماعات الموالية دخل الجيش ( واد عمد ) لجمع الامدادات ، كما تمت زيارة الموقع المشهور لضريح النبي هود حيث كان سالم قد شيد جامعاً .
توقفت القوات في منطقة ( حبروت ) القريبة لفترة خمسة عشر يوماً وبانتظار اخبار تقدم الفرقتين الآخريين كما تم ارسال الرسل لجلب الاخبار ويعد هذا الطريق في الواقع مدهشاً وقد يكون هدف الرسوليين من استخدام هذه الفرقة اكثر من فتح ظفار ، فالطريق غير المباشر الى حد ما الذي سلكوه بمغالاة رسولية في إظهار القوة وإبداء العون للقبائل المتعاطفة مع تذكير الآخرين بالقوة المؤثرة القادرين على حشدها .
تحركت الفرقة الساحلية الثالثة عبر أبين واحور وميفع دون ان تواجه صعوبات كبيرة غير ان صعوبات متزايدة بدأت تواجههم الى الشرق من ميفع طوال ساحل البحر مما أرغمهم على سلوك طريقهم الى داخل البلاد ، كان ذلك يعني بالطبع الابتعاد عن سفن الامدادات مما ساعد على إيجاد متاعب للرجال بيد أنهم وجدوا تعويضاً لذلك لأنهم وجدوا السكان المحليين في طريقهم متعاطفين مع الرسوليين ومعادين للحبوضيين ، لقد قدموا للحملة كل ما يستطيعونه من مساعدة .
تقرر ان يكون لقاء الفرق الثلاث في ريسوت التي يدعوها المؤرخين ميناء ظفار ، فتحركت القوات التي التقت بعد ذلك نحو عوقد بين ريسوت وظفار ولقد استغربت حملتهم على الطريق فترة خمسة أشهر كاملة منذ انطلاقهم من اليمن ، حيث تنبه سالم في ظفار الى خطر وجود الجيش الرسولي الهائل قرر ان الامل الوحيد لاحراز النصر كان في القيام بهجوم مباغت قبل ان تستعد القوات للمعركة .
علم القادة الرسوليون بأخبار الهجوم الوشيك في اللحظة الحرجة ، فتم ترتيب خطوط العركة على عجل . على ان سالم ، حاكم ظفار الحبوضي نفسه ، كان قد قتله الرسوليون في بداية المعركة مما ادى الى هرب القوات الحبوضية البرية التي شعرت بخيبة أمل كبيرة ، كما هرب أيضاً قادة الأسطول البحري الذين كانو على اهبة الاستعداد للتصدي للاسطول الرسولي ، بحيث انهم لم يحاولوا مهاجمة السفن وقد دفن سالم قرب أبيه بالقرب من ظفار .
أصدرت القادة الرسوليون للمنتصرون عفواً عاما عن السكان المحليين وسمحوا للتجار الذين رافقوا الاسطول مزاولة التجار بعد ان وضعت الحرب أوزارها . ودخلت قوات الرسوليين المدينة يوم الاحد المصادف 28 رجب 677هـــ/ديسمبر 1278م .
وفي الجمعة التالية أقيمت الصلوات في سائر أرجاء المدينة باسم السلطان الرسولي الملك المظفر ويشير سائر المؤرخين الى الخيبة التي نجمت من جراء الاستيلاء على ظفار مذكرين بأن جيش الرسوليين كان قد سار خمسة أشهر ليجد ان الاستيلاء على المدينة لم يستغرق اكثر من خمسة أيام .
ولم تكن هناك ضرورة لاستخدام المنجنيقات او التجهيزات الهائلة التي تعد أساسية في حالة وجود حصار طويل . وقد تم ابعاد كل أبناء العائلة الحبوضية من ظفار حيث ان تاريخ العائلة الحبوضية اختفى من صفحات التاريخ في ذلك الوقت بالذات .
في عام 692هــ/1292م منح الحاكم الرسولي ظفار لابنة الواثق ابراهيمبصفة لإقطاعية حيث مكث هناك لحين وفاته عام 711هـــ/1311م ، دفن الواثق في ظفار وفي الرباط كما تدعى في الوقت الحاضر .
وفي هذا الضريح بالذات تم العثور اولاً على شواهد قبر الواثق ونحن نعلم ان الواثق والفائز كانا يدفعان نوعاً من الاتاوة السنوية للرسوليين في تعز ، غير ان الاتاوة توقفت في زمن ( المغيث ) الذي خلف الفائز وذلك قبل عام 730هـــ/1329 م ، ويتضح أن ذلك يمثل فترة استقلال عن عاصمة الرسوليين .
وهنـــــــاك إشارة تاريخية اخـــــــرى عام 798هــ/1396م ، تشير الى وصول الحاكم الرسولي في ظفار المدعو ( الفائز ) الى البلاط في تعز حيث طلب مساعدة مالية .
ترك الرسوليون وراءهم آثار معمارية باقية وقد يكون السلطان الرسولي الثاني ( المظفر ) الذي توفي في عام 694هـــ/1295م ، اعظم أولئك على الاطلاق ، وتشير المصادر الاولية إلى انه قد أسس شخصياً ( مدرسة ) في ظفار .
وتجدر الاشارة الى انه كان قد كتب الى السلطان المملوكي ( بيبرس ) في مصر يطلب منه إرسال طبيب إلى ظفار ( لأنها وبيئة ) ، كما اننا نقرأ عن أثر رسولي معماري تركة الرسوليون في ظفار . كما شيدت إبنة السلطان الرسولي الرابع المؤيد جامعاً في المدينة