أَعْمالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ) ولا نقول إلّا ما قاله الصّابرون : : (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) و (إِنَّا إِلى رَبِّنا مُنْقَلِبُونَ) وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم ، ولنا أسوة بمن مضى من #سادتنا #العلويّين كما قال سيدنا عبد الله #الحداد [في «ديوانه» ١٢٧ من الرّمل] :
بهتونا بمقال سيّء
كانت الأحرى به لو أبصرت
قد حلمنا وصفحنا عنهم
وبذا أسلافنا قد أخبرت
و (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)
ومن أجل الأمور الذي دخل في خواطر السادة من طرفها ، يشهد الله علينا وملائكته : أنا ما طلبناها ولا دوّرنا لها غير جاءت نحن من غير طلب. انتهى الموجود من الكتاب.
وقد حذفت منه آيات وحديثا لا تكثر فيها مناسبة الموضوع ، وفي الكتاب أغلاط حتى في الآيات تعرف بالفهم والذّوق (١) ، والله أعلم.
قال سيّدي الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر :
وكانت للحبيب عبد القادر المذكور أمور غريبة من الرّياضات والخلوات ، وله أربعينيّات متعدّدة.
وربّما تخلّف عن شهود الجمعة ؛ لأنّ الله كشف له عن أحوال النّاس الباطنة ، فيراهم في صور معانيهم. حتّى دعا له الحبيب حسن بن صالح #البحر فستر الله ذلك عنه.
ومنهم #السّادة الأجلّاء : عيدروس بن عبد الرّحمن بن عيسى #الحبشيّ. وولداه : العلّامة الجليل محمّد بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٤٧ ه). وأخوه العلّامة الإمام عمر بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٥٠ ه) .. مناهل علوم ، ومفاتح فهوم ، وقرّات عيون ، وآحاد هي المئون ، وصفاء كأنّما أخلصته القيون :
لهم سرّة المجد التّليد وسرّه
ومحض المعالي فيهم والمناقب (٢)
______
(١) وقد أصلحنا الآيات القرآنية.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٩٠).
620
بهتونا بمقال سيّء
كانت الأحرى به لو أبصرت
قد حلمنا وصفحنا عنهم
وبذا أسلافنا قد أخبرت
و (قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدى سَبِيلاً)
ومن أجل الأمور الذي دخل في خواطر السادة من طرفها ، يشهد الله علينا وملائكته : أنا ما طلبناها ولا دوّرنا لها غير جاءت نحن من غير طلب. انتهى الموجود من الكتاب.
وقد حذفت منه آيات وحديثا لا تكثر فيها مناسبة الموضوع ، وفي الكتاب أغلاط حتى في الآيات تعرف بالفهم والذّوق (١) ، والله أعلم.
قال سيّدي الأستاذ الأبرّ #عيدروس بن عمر :
وكانت للحبيب عبد القادر المذكور أمور غريبة من الرّياضات والخلوات ، وله أربعينيّات متعدّدة.
وربّما تخلّف عن شهود الجمعة ؛ لأنّ الله كشف له عن أحوال النّاس الباطنة ، فيراهم في صور معانيهم. حتّى دعا له الحبيب حسن بن صالح #البحر فستر الله ذلك عنه.
ومنهم #السّادة الأجلّاء : عيدروس بن عبد الرّحمن بن عيسى #الحبشيّ. وولداه : العلّامة الجليل محمّد بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٤٧ ه). وأخوه العلّامة الإمام عمر بن عيدروس ، المتوفّى بها سنة (١٢٥٠ ه) .. مناهل علوم ، ومفاتح فهوم ، وقرّات عيون ، وآحاد هي المئون ، وصفاء كأنّما أخلصته القيون :
لهم سرّة المجد التّليد وسرّه
ومحض المعالي فيهم والمناقب (٢)
______
(١) وقد أصلحنا الآيات القرآنية.
(٢) البيت من الطويل ، وهو للشريف الرضي في «ديوانه» (١ / ٩٠).
620
إنّه بإغراء من بعض #العلويّين وأحد آل #باجمّال ، واعتزم الشّيخ صالح بن محمّد بلفاس قتله ، ولكّن الأستاذ حال بينه وبين ذلك ، واقتنع منه بالتّوبة.
ثمّ إنّه خان وعاود العمل برشوة كبرى من أولئك ، وهرب عن #حضرموت ، واشتهر أمره ف #قتل ، والأمر أجلى من ابن جلا.
وما عسى أن أقول فيمن حفّه التّوفيق .. فالمجال رحب ولكن في الكلام ضيق ، وما يزال بعيني ذلك الوجه الرّضي كأنّما هو فلقة القمر المضي ، لا يكسف نوره بوس ، ولا يغيّره عبوس ، بل كان جبل رضا لا يتحلحل ولا يتكدّر ما عليه من الوسام ، وقد تعوّد أن يطرد البكاء كلّما عرض له بالابتسام ، كأنما عناه تميم بن المعزّ بقوله [من الطّويل] :
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه
وإن كنت منه دائما أتبسّم
ولقد مات له حفيد يسمى أحمد ، كأنّه زهرة شرف في روضة ترف.
زهرة غضّة تفتّح عنها ال
مجد في منبت أنيق الجناب (١)
قصدت نحوها المنيّة حتّى
وهبت حسن وجهها للتّراب
تعنو له البدور ، كأنّما خلق من نور ، وتلوح عليه شواهد الفتوح ، ويضمّ إلى الشّرف والجمال خفّة الرّوح.
رأته في المهد عتّاب فقال لها
ذوو الفراسة هذا صفوة الكرم (٢)
ولا عبارة تفي وقد بذّ جماله المكتفي ، ومع الكمال النّاجم .. لم يأخذ بقول كشاجم [في «ديوانه» ٦١ من الكامل] :
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ
من شرّ أعينهم بعيب واحد
و كانت وفاته في جمادى الآخرة سنة (١٣١٣ ه) ، فاشتدّ عليه وجده ، وغلبته
______
(١) البيتان من الخفيف ، وهما لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٢٨٣).
(٢) البيت من البسيط ، وهو لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٩٤). عتّاب : هم آل عتاب بن سعد بن زهير ، يتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، من بني تغلب.
624
ثمّ إنّه خان وعاود العمل برشوة كبرى من أولئك ، وهرب عن #حضرموت ، واشتهر أمره ف #قتل ، والأمر أجلى من ابن جلا.
وما عسى أن أقول فيمن حفّه التّوفيق .. فالمجال رحب ولكن في الكلام ضيق ، وما يزال بعيني ذلك الوجه الرّضي كأنّما هو فلقة القمر المضي ، لا يكسف نوره بوس ، ولا يغيّره عبوس ، بل كان جبل رضا لا يتحلحل ولا يتكدّر ما عليه من الوسام ، وقد تعوّد أن يطرد البكاء كلّما عرض له بالابتسام ، كأنما عناه تميم بن المعزّ بقوله [من الطّويل] :
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه
وإن كنت منه دائما أتبسّم
ولقد مات له حفيد يسمى أحمد ، كأنّه زهرة شرف في روضة ترف.
زهرة غضّة تفتّح عنها ال
مجد في منبت أنيق الجناب (١)
قصدت نحوها المنيّة حتّى
وهبت حسن وجهها للتّراب
تعنو له البدور ، كأنّما خلق من نور ، وتلوح عليه شواهد الفتوح ، ويضمّ إلى الشّرف والجمال خفّة الرّوح.
رأته في المهد عتّاب فقال لها
ذوو الفراسة هذا صفوة الكرم (٢)
ولا عبارة تفي وقد بذّ جماله المكتفي ، ومع الكمال النّاجم .. لم يأخذ بقول كشاجم [في «ديوانه» ٦١ من الكامل] :
شخص الأنام إلى كمالك فاستعذ
من شرّ أعينهم بعيب واحد
و كانت وفاته في جمادى الآخرة سنة (١٣١٣ ه) ، فاشتدّ عليه وجده ، وغلبته
______
(١) البيتان من الخفيف ، وهما لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٢٨٣).
(٢) البيت من البسيط ، وهو لأبي تمام في «ديوانه» (٢ / ٩٤). عتّاب : هم آل عتاب بن سعد بن زهير ، يتصل نسبه بربيعة بن نزار بن معد بن عدنان ، من بني تغلب.
624