#بلدان_اليمن_وقبائلها_الأكوع
(حرف الثّاء مع اللام وما إليهما)
ثلا : بلدة مشهورة من نواحي صنعاء في الشمال الغربي من صنعاء على مسافة يوم سميت بثلا بن لباخة بن أقيان بن حمير الأصغر.
وقد عدها الهمداني من مخلاف أقيان كما تقدم.
وهي من البلدان القديمة الحميرية فيها حصن منيع وآثار قديمة ومساجد كثيرة ، منها مسجد الإمام المطهر بن الإمام شرف الدين المتوفى سنة ٩٨٠ ، وقبره بثلا وفيها قبور كثير من العلماء كالقاضي يوسف بن أحمد عثمان (١) مؤلف الثمرات والهادي بن الإمام يحيى بن حمزة والسيد علي بن محمد بن علي جد الإمام القاسم وغيرهم ، ومن مشاهير أهلها من بيوت العلم بيت البدري ، وبيت الورد وبيت الحمدي وبيت قيس وغيرهم كبني الزهيري.
ومن أعمال ثلا بلاد المصانع .. قال في معجم البلدان : المصانع اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يعفر بن عبد الرحمن بن كريب الحوالي.
قال عنترة بن شداد العبسي :
وفي أرض المصانع قد تركنا
لنا بفعالنا خبرا مشاعا
أقمنا بالذوابل سوق حرب
وأظهرنا النفوس لها متاعا
فرمحي كان دلّال المنايا
فخاض جموعها فشرى وباعا
وسيفي كان في البيدا حكيما
يداوي رأس من يشكو الصداعا
ولو أرسلت سيفي مع ذليل
لكان لهيبتي يلقى السباعا
انتهى كلام ياقوت.
ومن أعمال ثلا قرية حبابة سميت باسم حبابة بن لباخة بن ذي أقيان بن حمير الأصغر ، وفي حبابة مساجد كثيرة ومن أعلام حبابة القضاة بنو قاطن المقحفي نسبه الى مقحف بن ثلا بن لباخة بن ذي أقيان ، منهم
______
(١) هو مقبور في هجرة عين ثلا.
(حرف الثّاء مع اللام وما إليهما)
ثلا : بلدة مشهورة من نواحي صنعاء في الشمال الغربي من صنعاء على مسافة يوم سميت بثلا بن لباخة بن أقيان بن حمير الأصغر.
وقد عدها الهمداني من مخلاف أقيان كما تقدم.
وهي من البلدان القديمة الحميرية فيها حصن منيع وآثار قديمة ومساجد كثيرة ، منها مسجد الإمام المطهر بن الإمام شرف الدين المتوفى سنة ٩٨٠ ، وقبره بثلا وفيها قبور كثير من العلماء كالقاضي يوسف بن أحمد عثمان (١) مؤلف الثمرات والهادي بن الإمام يحيى بن حمزة والسيد علي بن محمد بن علي جد الإمام القاسم وغيرهم ، ومن مشاهير أهلها من بيوت العلم بيت البدري ، وبيت الورد وبيت الحمدي وبيت قيس وغيرهم كبني الزهيري.
ومن أعمال ثلا بلاد المصانع .. قال في معجم البلدان : المصانع اسم مخلاف باليمن يسكنه آل ذي حوال وهم ولد ذي مقار منهم يعفر بن عبد الرحمن بن كريب الحوالي.
قال عنترة بن شداد العبسي :
وفي أرض المصانع قد تركنا
لنا بفعالنا خبرا مشاعا
أقمنا بالذوابل سوق حرب
وأظهرنا النفوس لها متاعا
فرمحي كان دلّال المنايا
فخاض جموعها فشرى وباعا
وسيفي كان في البيدا حكيما
يداوي رأس من يشكو الصداعا
ولو أرسلت سيفي مع ذليل
لكان لهيبتي يلقى السباعا
انتهى كلام ياقوت.
ومن أعمال ثلا قرية حبابة سميت باسم حبابة بن لباخة بن ذي أقيان بن حمير الأصغر ، وفي حبابة مساجد كثيرة ومن أعلام حبابة القضاة بنو قاطن المقحفي نسبه الى مقحف بن ثلا بن لباخة بن ذي أقيان ، منهم
______
(١) هو مقبور في هجرة عين ثلا.
القاضي العلّامة أحمد بن محمد قاطن المتوفى ١١٩٩ وممن نسب إلى ثلا القاضي عبد الهادي بن أحمد بن صلاح بن محمد بن الحسن الثلائي الحسوسة المتوفى سنة ١٠٤٨ وبيت الثلائي من الأشراف من ولد الهادي بن الإمام يحيى بن حمزة يسكنون بلاد الشرف ، وترتفع ثلا عن سطح البحر نحو ثلاثة آلاف متر تقريبا.
ومن أعمال ثلا الزّافن ومدع وبيت علمان وقارن وبنو الفليح ومنهم الحاج أحمد الفليحي الذي عمّر مسجد الفليحي بصنعاء رحمهالله ، وبنو المروح ، وقاعة وحضور الشيخ وهو من جبال المصانع ومياه ثلا تسيل في البون وتفضي الى الجوف.
والقاضي يوسف بن أحمد عثمان المذكور سابقا هو من بني عثمان أهل صرم بني قيس من ناحية خبان وأعمال يريم ، وكان بالصرم المذكور مصنعة بني قيس من مدارس العلم في القرن الثامن فممن قرأ بها الإمام الناصر صلاح الدين والولي ابراهيم بن أحمد الكينعي حسبما ذكر في سيرة الكينعي (١) وأمّا اليوم فالمصنعة خاربة خالية تعرف في تلك الناحية بالمعلا ، ومن علماء ثلا قديما القاضي صالح بن مهدي المقبلي صاحب العلم الشامخ وهو من أئمة العلم.
أطلعت على صورة مكتوب من المقبلي الى تلميذه عبد القادر البدري في سنة ١١٠٨ من مكة ومما حكاه فيه أن القاضي ابراهيم الحضراني أنكر على من يحج مع أهله من النسوة فقال له المقبلي فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه حجوا مع نسائهم فقال الحضراني :
تريد أن تلزمني الكفر فقال المقبلي : أنت ألزمت نفسك.
ثلاث : قال في معجم البلدان ثلاث بالضم بلفظ المعدول عن ثلاثة موضع أراه من ديار مراد. قال فروة بن مسيك المرادي :
ساروا إلينا كأنهم كفة الليل
ظهارا والليل محتدم
لم ينظروا عورة العشيرة واد
نسوان فوضى كأنها غنم
______
(١) اسمها صلة الأخوان في حلية بركة الزمان.
ومن أعمال ثلا الزّافن ومدع وبيت علمان وقارن وبنو الفليح ومنهم الحاج أحمد الفليحي الذي عمّر مسجد الفليحي بصنعاء رحمهالله ، وبنو المروح ، وقاعة وحضور الشيخ وهو من جبال المصانع ومياه ثلا تسيل في البون وتفضي الى الجوف.
والقاضي يوسف بن أحمد عثمان المذكور سابقا هو من بني عثمان أهل صرم بني قيس من ناحية خبان وأعمال يريم ، وكان بالصرم المذكور مصنعة بني قيس من مدارس العلم في القرن الثامن فممن قرأ بها الإمام الناصر صلاح الدين والولي ابراهيم بن أحمد الكينعي حسبما ذكر في سيرة الكينعي (١) وأمّا اليوم فالمصنعة خاربة خالية تعرف في تلك الناحية بالمعلا ، ومن علماء ثلا قديما القاضي صالح بن مهدي المقبلي صاحب العلم الشامخ وهو من أئمة العلم.
أطلعت على صورة مكتوب من المقبلي الى تلميذه عبد القادر البدري في سنة ١١٠٨ من مكة ومما حكاه فيه أن القاضي ابراهيم الحضراني أنكر على من يحج مع أهله من النسوة فقال له المقبلي فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأصحابه حجوا مع نسائهم فقال الحضراني :
تريد أن تلزمني الكفر فقال المقبلي : أنت ألزمت نفسك.
ثلاث : قال في معجم البلدان ثلاث بالضم بلفظ المعدول عن ثلاثة موضع أراه من ديار مراد. قال فروة بن مسيك المرادي :
ساروا إلينا كأنهم كفة الليل
ظهارا والليل محتدم
لم ينظروا عورة العشيرة واد
نسوان فوضى كأنها غنم
______
(١) اسمها صلة الأخوان في حلية بركة الزمان.
دكم
مرنا ثلاث كأنها الخدم
أو سرر الجوف أو باذرعة ال
قصوى عليها الأهلون والنعم
انتهى كلام ياقوت.
الثلث : من لحام حسّان من ناحية أرحب وقد مر ، والثلث : مخلاف من ناحية البستان وقد مرّ أيضا ، والثلث : عزلة من بلاد حراز والثلث : عزلة من مخلاف بني بحر من ناحية عتمة.
(حرف الثاء مع الميم وما إليهما)
ثماد الطير : قال في معجم البلدان : وثماد الطير موضع باليمن ، والثماد : جمع ثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له ، وأنشد أبو محمد الأسود لأبي زيد العبشمي ، وكان ابنه زيد قد هاجر الى اليمن.
أرى أم زيد كلما جنّ ليلها
تحن الى زيد ولست بأصبرا
إذا القوم ساروا ست عشرة ليلة
وراء ثماد الطير من أرض حميرا
هنالك تنسين الصبابة والصبا
ولا تجد البالي المغير مغيرا
وما ضم زيد من خليط يريده
أضل اليه من أبيه واقفرا
وقد كان في زيد خلايق زينة
كما زين الصبغ الرداء المحبرا
وما غيرتني بعد زيد خليقتي
ولكن زيدا بعدنا قد تغيرا
وقد كان زيد والعقود بأرضه
كراعي أناس أرسلوه فبيقرا
فما زال يسقي بين ناب وداره
بنجران حتى خفت أن يتنصرا
انتهى كلام ياقوت.
بنو ثمالة : حي من الأزد منهم محمد بن يزيد المبرد النحوي ويقال : إنه القايل فيهم
سألنا عن ثمالة كل حي
فقال السامعون ومن ثمالة؟
فقلت : محمد بن يزيد منهم
فقالوا : زدتنا بهم جهالة
بنو الثمثمي : من قبايل سفيان.
ثمر : بفتح المثلثة والميم قرية من بلاد عنس وأعمال ذمار.
بنو الثميلي : عزلة من ناحية السلفيّة وأعمال ريمة.
مرنا ثلاث كأنها الخدم
أو سرر الجوف أو باذرعة ال
قصوى عليها الأهلون والنعم
انتهى كلام ياقوت.
الثلث : من لحام حسّان من ناحية أرحب وقد مر ، والثلث : مخلاف من ناحية البستان وقد مرّ أيضا ، والثلث : عزلة من بلاد حراز والثلث : عزلة من مخلاف بني بحر من ناحية عتمة.
(حرف الثاء مع الميم وما إليهما)
ثماد الطير : قال في معجم البلدان : وثماد الطير موضع باليمن ، والثماد : جمع ثمد وهو الماء القليل الذي لا مادة له ، وأنشد أبو محمد الأسود لأبي زيد العبشمي ، وكان ابنه زيد قد هاجر الى اليمن.
أرى أم زيد كلما جنّ ليلها
تحن الى زيد ولست بأصبرا
إذا القوم ساروا ست عشرة ليلة
وراء ثماد الطير من أرض حميرا
هنالك تنسين الصبابة والصبا
ولا تجد البالي المغير مغيرا
وما ضم زيد من خليط يريده
أضل اليه من أبيه واقفرا
وقد كان في زيد خلايق زينة
كما زين الصبغ الرداء المحبرا
وما غيرتني بعد زيد خليقتي
ولكن زيدا بعدنا قد تغيرا
وقد كان زيد والعقود بأرضه
كراعي أناس أرسلوه فبيقرا
فما زال يسقي بين ناب وداره
بنجران حتى خفت أن يتنصرا
انتهى كلام ياقوت.
بنو ثمالة : حي من الأزد منهم محمد بن يزيد المبرد النحوي ويقال : إنه القايل فيهم
سألنا عن ثمالة كل حي
فقال السامعون ومن ثمالة؟
فقلت : محمد بن يزيد منهم
فقالوا : زدتنا بهم جهالة
بنو الثمثمي : من قبايل سفيان.
ثمر : بفتح المثلثة والميم قرية من بلاد عنس وأعمال ذمار.
بنو الثميلي : عزلة من ناحية السلفيّة وأعمال ريمة.
(حرف الثاء مع الواو وما إليهما)
آل ثوابة : من قبايل برط وقد مر.
الثوابي : عزلة من بلاد جبلة وأعمال إبّ ، وقد مرّ.
ثوبان : مخلاف من ناحية الحدا.
ثوب : عزلة من مخلاف الشوافي من بلاد إبّ وقد مر وهي بوزن زفر.
بيت الثور : من أهل صنعاء ، قال نشوان : وثور : حي من همدان ، وهم ولد ثور وهو ناعط ، من ولده الثوريون بالكوفة.
آل ثورة : من أشراف باقم من بلاد صعدة من ولد الحسن بن بدر الدين.
(حرف الجيم مع الألف وما إليهما)
ذو جابر : من قبايل آل سالم من دهمة في بلاد صعدة.
الجاح : بلد من تهامة على ساحل البحر الأحمر من قضاء بيت الفقيه ابن عجيل فيه نخل للزرانيق ، ونجد الجاح : من بلاد رداع فيه قتل الإمام أبو الفتح الديلمي بيد الصليحي سنة ٤٤٠.
وادي الجار : من ناحية بلاد الروس إحدى نواحي صنعاء.
الجارة : قرية في وادي بيش من تهامة وأعمال صبيا يسكنها الأشراف العماريون.
جازان : بلدة على ساحل البحر الأحمر من جهة صبيا وهي فرضة تلك الجهة ، وإلى جازان نسب وادي جازان النازل من بلاد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قال الهمداني في صفة الجزيرة : ثم بعد وادي خلب وادي جازان ووادي ضمد ومآتيهما من غيلان جبل بني رازح بن خولان وأشراف رغافة ومساقط غنم ويسقيان أرض ضمد وجازان إلى البحر الأحمر وبينهما وبين خلب أودية مثل زائرة والفجا وشاية يسقي شمالي حكم. انتهى.
آل الجاسر : من أشراف تهامة في بلاد صبيا وهم ولد الجاسر بن محمد بن عز الدين بن يحيى بن خالد بن قطب الدين من ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
جاعمة : قرية من ناحية موزع ذكرها الشرجي في ترجمة محمد بن عمر العريقي المتوفى سنة ٧٢٢ في قرية جاعمة.
الجاكي : قرية في سنحان صنعاء.
171
آل ثوابة : من قبايل برط وقد مر.
الثوابي : عزلة من بلاد جبلة وأعمال إبّ ، وقد مرّ.
ثوبان : مخلاف من ناحية الحدا.
ثوب : عزلة من مخلاف الشوافي من بلاد إبّ وقد مر وهي بوزن زفر.
بيت الثور : من أهل صنعاء ، قال نشوان : وثور : حي من همدان ، وهم ولد ثور وهو ناعط ، من ولده الثوريون بالكوفة.
آل ثورة : من أشراف باقم من بلاد صعدة من ولد الحسن بن بدر الدين.
(حرف الجيم مع الألف وما إليهما)
ذو جابر : من قبايل آل سالم من دهمة في بلاد صعدة.
الجاح : بلد من تهامة على ساحل البحر الأحمر من قضاء بيت الفقيه ابن عجيل فيه نخل للزرانيق ، ونجد الجاح : من بلاد رداع فيه قتل الإمام أبو الفتح الديلمي بيد الصليحي سنة ٤٤٠.
وادي الجار : من ناحية بلاد الروس إحدى نواحي صنعاء.
الجارة : قرية في وادي بيش من تهامة وأعمال صبيا يسكنها الأشراف العماريون.
جازان : بلدة على ساحل البحر الأحمر من جهة صبيا وهي فرضة تلك الجهة ، وإلى جازان نسب وادي جازان النازل من بلاد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. قال الهمداني في صفة الجزيرة : ثم بعد وادي خلب وادي جازان ووادي ضمد ومآتيهما من غيلان جبل بني رازح بن خولان وأشراف رغافة ومساقط غنم ويسقيان أرض ضمد وجازان إلى البحر الأحمر وبينهما وبين خلب أودية مثل زائرة والفجا وشاية يسقي شمالي حكم. انتهى.
آل الجاسر : من أشراف تهامة في بلاد صبيا وهم ولد الجاسر بن محمد بن عز الدين بن يحيى بن خالد بن قطب الدين من ولد موسى بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.
جاعمة : قرية من ناحية موزع ذكرها الشرجي في ترجمة محمد بن عمر العريقي المتوفى سنة ٧٢٢ في قرية جاعمة.
الجاكي : قرية في سنحان صنعاء.
171
#بهجة_الزمن_بتاريخ_اليمن
ولم يبق إلا صاحب المنصورة في أضيق من حلقة الفاس في منصورته، لم يخرج منها، فالله أعلم ما ينتهي الحال بينه وبينهم، فلا قوة إلا بالله.
[153/أ]وكان الناصر قد استعان بأهل الحجرية في هذا الحرب الحاصل فأجاشه صهره ابن مغلس بقومه من أهل الحجرية، فلما كثروا حصل ما حصل من هزيمة أصحاب يوسف. وكان قبل ذلك قد طلب منهم مهلة قدر شهر، فلم يحصل إسعاد، وصاروا هنالك متراكزين الآن، وقل المدد من عند يوسف ومن صنوه الحسين لما نفدت الخزائن وقلَّ المدخول معهم وضعفت الضربة معهم التي كان يمدون بها، حتى بلغ الحال معهم العجب في قل المدد؛ لأجل تفرق البلاد بينهم واختلاف آرائهم، لكن أهل اليمن قد استمدوا من البلاد اليمنية فيما احتاجوا له ما يكفيه عن الغارة.
وجزم محسن صاحب الغراس بالخطبة ليوسف، فخطب له الجمعة أول شهر ربيع الثاني، وظهر سبب ذلك أنه وصل كتاب من المنصورة إلى الحمزة صنوه بأن الولاية له، وأنه لم يبق لمحسن أمر، فحصل التغير مع محسن. وكتب الناصر إلى قبائل بني حشيش وبني الحارث وهَمْدان بأن الولاية للحمزة، والحمزة لما وصلت الولاية له توعد القاضي عبد الواسع الخطيب وخوَّفَه، فهرب القاضي وصار إلى صنعاء، ثم إن محسن دخل صنعاء يوم السبت عاشر شهر ربيع الآخر. ولم يتم لحمزة مراده. والضربة غيَّرها صاحب المنصورة، وجعل إلى ما كانت عليه في زمن والده أحمد بن الحسن. واستقر الضرب للقرش عنده منها للخمسة الأحرف، وصعدة كذلك غيروها، ولم تسلك فيها ضربة غيرهم أصلاً، ولأجل هذا وقل الضروب[153/ب]، والضربة في بلاد يوسف كسدت وفترت، ولم يبق فيها محصول كما كانت، ولم تبق ضربته إلا الشيء الحقير في بعض الأوقات، وصارت تضمحل وتصغر، حتى صارت البقشة الخمس بقشة صغيرة، بلغ صرف القرش إلى سبعة وعشرين حرفاً منها.
ولم يبق إلا صاحب المنصورة في أضيق من حلقة الفاس في منصورته، لم يخرج منها، فالله أعلم ما ينتهي الحال بينه وبينهم، فلا قوة إلا بالله.
[153/أ]وكان الناصر قد استعان بأهل الحجرية في هذا الحرب الحاصل فأجاشه صهره ابن مغلس بقومه من أهل الحجرية، فلما كثروا حصل ما حصل من هزيمة أصحاب يوسف. وكان قبل ذلك قد طلب منهم مهلة قدر شهر، فلم يحصل إسعاد، وصاروا هنالك متراكزين الآن، وقل المدد من عند يوسف ومن صنوه الحسين لما نفدت الخزائن وقلَّ المدخول معهم وضعفت الضربة معهم التي كان يمدون بها، حتى بلغ الحال معهم العجب في قل المدد؛ لأجل تفرق البلاد بينهم واختلاف آرائهم، لكن أهل اليمن قد استمدوا من البلاد اليمنية فيما احتاجوا له ما يكفيه عن الغارة.
وجزم محسن صاحب الغراس بالخطبة ليوسف، فخطب له الجمعة أول شهر ربيع الثاني، وظهر سبب ذلك أنه وصل كتاب من المنصورة إلى الحمزة صنوه بأن الولاية له، وأنه لم يبق لمحسن أمر، فحصل التغير مع محسن. وكتب الناصر إلى قبائل بني حشيش وبني الحارث وهَمْدان بأن الولاية للحمزة، والحمزة لما وصلت الولاية له توعد القاضي عبد الواسع الخطيب وخوَّفَه، فهرب القاضي وصار إلى صنعاء، ثم إن محسن دخل صنعاء يوم السبت عاشر شهر ربيع الآخر. ولم يتم لحمزة مراده. والضربة غيَّرها صاحب المنصورة، وجعل إلى ما كانت عليه في زمن والده أحمد بن الحسن. واستقر الضرب للقرش عنده منها للخمسة الأحرف، وصعدة كذلك غيروها، ولم تسلك فيها ضربة غيرهم أصلاً، ولأجل هذا وقل الضروب[153/ب]، والضربة في بلاد يوسف كسدت وفترت، ولم يبق فيها محصول كما كانت، ولم تبق ضربته إلا الشيء الحقير في بعض الأوقات، وصارت تضمحل وتصغر، حتى صارت البقشة الخمس بقشة صغيرة، بلغ صرف القرش إلى سبعة وعشرين حرفاً منها.
وحسن بن المتوكل استولى على الضامر من بلاد حراز وتصرف فيه، لاتصاله ببلاده بمساقط حراز من جهة الغرب مما يلي الحقار وبلاد لعسان. وسبب عزل الناصر لصنوه محسن من بلاد الغراس وتولية الحمزة عزمه من رداع وموالاته ليوسف ووصوله إليه إلى ضوران حال مروره، فلما بلغه ذلك عزله عن البلاد.
وفي هذه الأيام تقرر زيد بن المتوكل في المخا بعد أن قرر عمله واستولى عليه وخطب فيه لأخيه يوسف، واستولى في المخا على علي بن يحيى بن حسين بن المؤيد ، وأرسل به إلى ضوران تحت الأسر، فوصل ضوران.
وظهر خبر من رجل خصيص أن صاحب المنصورة الناصر كتب إلى أحمد بن زيد أنه يمده بغارة، أو أنه إذا غلبوه فإنه ربما يرحل إلى بلاده مكة ويستعين به في المخرج، هكذا أخبرني به من له اتصال واختصاص بجناب صاحب المنصورة. وأنه يريد الخروج من المنصورة هذه الأيام إلى السهل، فإن جاء وله مطمع في الاستيلاء على بلاد تعز ثم النفوذ إلى غيره فذاك، وإن لم يحصل عرَّج إلى تهامة وسار جهة الشريف ولو إلى صبيا ويستمد من هناك من رئيسهم، أو إلى اللحية؛ لأن صاحبها حسن بن المتوكل من أعوانه وأتباعه، فهذا من العجب. وصاحب كوكبان سلم الأمر ليوسف وخطب له، وعلي بن أحمد صاحب صعدة كتب إلى صاحب[154/أ] المنصورة بإجابة دعوته وأنه صار مشغولاً بنفسه.
وفي نصف شهر ربيع الآخر واجه حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم أبو طالب صاحب عمران إلى يوسف بن المتوكل. وصاحب شهارة فتح المخازين حق المتوكل والمؤيد والده التي بشهارة، وتصرف فيها وقضى ما عليه من الدين من المدة السابقة منها. وسلم الأمرَ في سادس عشر شهر ربيع هذا حسن بن المتوكل لصنوه يوسف، وكذلك حسين بن حسن صاحب رداع جاءت كتبهم في يوم واحد بالتسليم ليوسف.
وفي عشرين شهر ربيع الآخر عاد حسين بن علي وإسحاق ومن معهم لقصد صاحب المنصورة، فتلقاهم محسن بن محمد صاحب المنصورة وارتكز الحرب ، وخرج صاحب المنصورة في الأثر لمظاهرة ولده محسن وحصل الحرب. فراح من الجانبين قدر عشرين نفراً، وقيل: أكثر من ذلك، ثم عاد صاحب المنصورة إلى محله واكتفَّ الحرب وواجه كثير من أهل الحجرية إلى أصحاب يوسف، وصار حسين بن علي بن المتوكل وإسحاق يضايقون صاحب المنصورة ويزحفون عليه[154/ب]، فخرب صاحب المنصورة المحمولة؛ لأجل لا يطلعون حصن الدملوة. وقبائل المشرق استولوا على بلاد لحج، وحصل في اليمن الأسفل من الربش ما لم يحصل مثله، فلا قوة إلا بالله.
واستقر أصحاب يوسف: حسين بن علي بن المتوكل ومن إليه خارج المنصورة في المطرح الذي طرح فيه الرجبي أيام خلافه عليه، فكان عقب ذلك وقربوا من المنصورة، فحصل حرب بينهم قتل فيه جماعة من أصحاب حسين بن علي وإسحاق كثير نحو خمسين نفراً من الجانبين، وأكثرهم من أصحاب صاحب المنصورة، ثم هزموا إليها، وهتفوا بالكتب للغارة عليهم والزيادات من يوسف. وصاحب المنصورة كاتب إلى يافع بأنهم يعينوه على عيال الإمام المتوكل ومن انضاف إليهم، وبذل لهم ولاية عدن وبلاد لحج، فلم يسعدوه، وقالوا: المراد حفظ بلادنا.
وفي هذه الأيام تقرر زيد بن المتوكل في المخا بعد أن قرر عمله واستولى عليه وخطب فيه لأخيه يوسف، واستولى في المخا على علي بن يحيى بن حسين بن المؤيد ، وأرسل به إلى ضوران تحت الأسر، فوصل ضوران.
وظهر خبر من رجل خصيص أن صاحب المنصورة الناصر كتب إلى أحمد بن زيد أنه يمده بغارة، أو أنه إذا غلبوه فإنه ربما يرحل إلى بلاده مكة ويستعين به في المخرج، هكذا أخبرني به من له اتصال واختصاص بجناب صاحب المنصورة. وأنه يريد الخروج من المنصورة هذه الأيام إلى السهل، فإن جاء وله مطمع في الاستيلاء على بلاد تعز ثم النفوذ إلى غيره فذاك، وإن لم يحصل عرَّج إلى تهامة وسار جهة الشريف ولو إلى صبيا ويستمد من هناك من رئيسهم، أو إلى اللحية؛ لأن صاحبها حسن بن المتوكل من أعوانه وأتباعه، فهذا من العجب. وصاحب كوكبان سلم الأمر ليوسف وخطب له، وعلي بن أحمد صاحب صعدة كتب إلى صاحب[154/أ] المنصورة بإجابة دعوته وأنه صار مشغولاً بنفسه.
وفي نصف شهر ربيع الآخر واجه حسين بن محمد بن أحمد بن القاسم أبو طالب صاحب عمران إلى يوسف بن المتوكل. وصاحب شهارة فتح المخازين حق المتوكل والمؤيد والده التي بشهارة، وتصرف فيها وقضى ما عليه من الدين من المدة السابقة منها. وسلم الأمرَ في سادس عشر شهر ربيع هذا حسن بن المتوكل لصنوه يوسف، وكذلك حسين بن حسن صاحب رداع جاءت كتبهم في يوم واحد بالتسليم ليوسف.
وفي عشرين شهر ربيع الآخر عاد حسين بن علي وإسحاق ومن معهم لقصد صاحب المنصورة، فتلقاهم محسن بن محمد صاحب المنصورة وارتكز الحرب ، وخرج صاحب المنصورة في الأثر لمظاهرة ولده محسن وحصل الحرب. فراح من الجانبين قدر عشرين نفراً، وقيل: أكثر من ذلك، ثم عاد صاحب المنصورة إلى محله واكتفَّ الحرب وواجه كثير من أهل الحجرية إلى أصحاب يوسف، وصار حسين بن علي بن المتوكل وإسحاق يضايقون صاحب المنصورة ويزحفون عليه[154/ب]، فخرب صاحب المنصورة المحمولة؛ لأجل لا يطلعون حصن الدملوة. وقبائل المشرق استولوا على بلاد لحج، وحصل في اليمن الأسفل من الربش ما لم يحصل مثله، فلا قوة إلا بالله.
واستقر أصحاب يوسف: حسين بن علي بن المتوكل ومن إليه خارج المنصورة في المطرح الذي طرح فيه الرجبي أيام خلافه عليه، فكان عقب ذلك وقربوا من المنصورة، فحصل حرب بينهم قتل فيه جماعة من أصحاب حسين بن علي وإسحاق كثير نحو خمسين نفراً من الجانبين، وأكثرهم من أصحاب صاحب المنصورة، ثم هزموا إليها، وهتفوا بالكتب للغارة عليهم والزيادات من يوسف. وصاحب المنصورة كاتب إلى يافع بأنهم يعينوه على عيال الإمام المتوكل ومن انضاف إليهم، وبذل لهم ولاية عدن وبلاد لحج، فلم يسعدوه، وقالوا: المراد حفظ بلادنا.
وحصلت الحوزة على المنصورة من جميع الجوانب وطرح بعض القوم في محل يقال له: قدس. وخرج السيد حسن الجرموزي رسولاً بالخوض بالصلح، فكان خروجه من الفرج له، فلم يكن همه إلا النجاة من حبال صاحب المنصورة، بعد ما حصل معه ما حصل من الترسيم والضيقة. ولم يبق لصاحب المنصورة من البلاد التي حوله مادة بل ينفق مما جمعه من الدُّخن على من عنده ممن بقي من الخاصة. وعلى الجملة أن أكثر اليمن قد صار مجيباً ليوسف والتهائم والجبل، ولم يبق إلا صاحب صعدة، ويوسف أصغر أولاد المتوكل سِنُّه في نحو خمس وعشرين سنة ، والملك لله يؤتيه من يشاء، والله يصلح البلاد والعباد.
[155/أ] وفي ثامن شهر جمادى الأولى كان تحويل سنة العالم لدخول الشمس أول درجة الحمل، وزحل قد خرج من السنبلة، والمشتري في برج القوس، وكذا المريخ والجوزهر في العقرب، والقمر في الجوزاء، والزهرة وعطارد في الثور.
وجاء الخبر هذه الأيام أن صاحب المنصورة غزا بعض المحاط عليه وهي محطة رئيسهم فيها السيد محمد الديلمي، كان قد حفظ بعض الطرق فمنع الداخل والخارج إلى المنصورة، فاستولى عليه، وكان بعض المحاط قد حطوا على الماء خارج المنصورة، فشرع التضرر مع أهل المنصورة من الماء، فاتفق أن وقع مطر أملى البرك داخل المنصورة ومصابُّ المواجل في المنصورة فيها شجر البنج ، فيكون الماء فيه تغير وركة، ولا يزال في جبل المنصورة السخمة والسحاب[155/ب]. ولما ضايق صاحب المنصورة تلك الجنود صار محتازاً ولم يحصل له الخروج منها، فبقي فيها حائراً والمحاط في قدس وغيره ليس بينهم وبينه إلا بلغ المدفع، ولم يقربوا إلى المنصورة خشية من المدافع. وعند ذلك كتب قاسم صاحب شهارة وهو باق على الأصل الأول من موالاة صاحب المنصورة يذكر له التأسي بمن مضى، وأنه يصبر وأنه لا يصلح إلا الاحتمال، وأنه يتوجه النظر فيما يسكن ثائرة الفتنة، فأجاب عليه أنه طالب للشريعة، وأنهم يجتمعون إلى مكان متوسط للنظر فيما فيه صلاح الإسلام، وأن الأمر الذي نقم عليه قابل للحق فيه، فعرض القاسم مضمون جوابه هذا على أولاد المتوكل وغيرهم، وهذه أمور متباعدة، فلو كان هذا من أول الأمر، والأمر كما قال الأول:
أمور يضحك الجهال منها .... ويبكي من عواقبها الحليم
وهذه الفتنة الثائرة بهم زادت على فتنة أولاد المطهر بن شرف الدين؛ لأن تلك الفتنة لم يبلغ حروبها إلى هذا، إنما وقع منها حرب واحد بين لطف الله بن مطهر وعلي بن يحيى لا غير.
وفي نصف شهر جمادى الأولى وصل إسماعيل بن محمد الناصر ولد صاحب المنصورة إلى ضوران، أرسله صنوه عبد الله ومن معه من الحاضرين هناك[156/أ]. ولما وصل كتاب القاسم صاحب شهارة إلى حسين بن المتوكل والقضاة بصنعاء وأجابوا جميعاً أن طلب الاجتماع قد كان حاولنا فيه وأردناه فلم يحصل من صاحب المنصورة إليه التفات، وأعرض عنه وطلب غزو المشرق والتجهيز عليهم من غير نظر إلى اجتماع ولا استشارة في القصد لهم. فلما كان ذلك منه سكنوا، وقال بعضهم: القصد ليافع يحتاج إلى تروي أولاً ويجمع ما يحتاج إليه من الخزانة مع ضعف السنة وغلاء الأسعار، وليس في هذا عجلة، وكان المطلوب الآن غيره، وأما الآن فلم يبق للاجتماع فائدة بعد إجابة أكثر اليمن ليوسف.
[155/أ] وفي ثامن شهر جمادى الأولى كان تحويل سنة العالم لدخول الشمس أول درجة الحمل، وزحل قد خرج من السنبلة، والمشتري في برج القوس، وكذا المريخ والجوزهر في العقرب، والقمر في الجوزاء، والزهرة وعطارد في الثور.
وجاء الخبر هذه الأيام أن صاحب المنصورة غزا بعض المحاط عليه وهي محطة رئيسهم فيها السيد محمد الديلمي، كان قد حفظ بعض الطرق فمنع الداخل والخارج إلى المنصورة، فاستولى عليه، وكان بعض المحاط قد حطوا على الماء خارج المنصورة، فشرع التضرر مع أهل المنصورة من الماء، فاتفق أن وقع مطر أملى البرك داخل المنصورة ومصابُّ المواجل في المنصورة فيها شجر البنج ، فيكون الماء فيه تغير وركة، ولا يزال في جبل المنصورة السخمة والسحاب[155/ب]. ولما ضايق صاحب المنصورة تلك الجنود صار محتازاً ولم يحصل له الخروج منها، فبقي فيها حائراً والمحاط في قدس وغيره ليس بينهم وبينه إلا بلغ المدفع، ولم يقربوا إلى المنصورة خشية من المدافع. وعند ذلك كتب قاسم صاحب شهارة وهو باق على الأصل الأول من موالاة صاحب المنصورة يذكر له التأسي بمن مضى، وأنه يصبر وأنه لا يصلح إلا الاحتمال، وأنه يتوجه النظر فيما يسكن ثائرة الفتنة، فأجاب عليه أنه طالب للشريعة، وأنهم يجتمعون إلى مكان متوسط للنظر فيما فيه صلاح الإسلام، وأن الأمر الذي نقم عليه قابل للحق فيه، فعرض القاسم مضمون جوابه هذا على أولاد المتوكل وغيرهم، وهذه أمور متباعدة، فلو كان هذا من أول الأمر، والأمر كما قال الأول:
أمور يضحك الجهال منها .... ويبكي من عواقبها الحليم
وهذه الفتنة الثائرة بهم زادت على فتنة أولاد المطهر بن شرف الدين؛ لأن تلك الفتنة لم يبلغ حروبها إلى هذا، إنما وقع منها حرب واحد بين لطف الله بن مطهر وعلي بن يحيى لا غير.
وفي نصف شهر جمادى الأولى وصل إسماعيل بن محمد الناصر ولد صاحب المنصورة إلى ضوران، أرسله صنوه عبد الله ومن معه من الحاضرين هناك[156/أ]. ولما وصل كتاب القاسم صاحب شهارة إلى حسين بن المتوكل والقضاة بصنعاء وأجابوا جميعاً أن طلب الاجتماع قد كان حاولنا فيه وأردناه فلم يحصل من صاحب المنصورة إليه التفات، وأعرض عنه وطلب غزو المشرق والتجهيز عليهم من غير نظر إلى اجتماع ولا استشارة في القصد لهم. فلما كان ذلك منه سكنوا، وقال بعضهم: القصد ليافع يحتاج إلى تروي أولاً ويجمع ما يحتاج إليه من الخزانة مع ضعف السنة وغلاء الأسعار، وليس في هذا عجلة، وكان المطلوب الآن غيره، وأما الآن فلم يبق للاجتماع فائدة بعد إجابة أكثر اليمن ليوسف.
#رحلات_في_الجزيرة_العربية_د.
إلا إذا كان ذلك لأجل الطعام. وحتى في مثل هذه الحال ، فإن الغفران يستجدى للضرورة التي تملي القيام بمثل هذا الفعل. وعند ما يقترب الموت من الحيوان المسكين ، فإن النسور وغيرها من الطيور الكاسرة التي تتجسس أو تشم رائحة فريستها من على بعد مسافة شاسعة ، تتجمع أسرابا أسرابا وتنقض على الجسد وتبدأ بنهشه حتى قبل أن يلفظ الحيوان أنفاسه الأخيرة. وهكذا يشاهد الرحالة باستمرار بقايا خادم الإنسان الوفي التي تكون في بعض الأحيان عبارة عن هيكل عظمي كامل مغطى بالجلد الذابل المتعفن ، أو قد تكون العظام وحدها هي الباقية دون قطعة لحم وقد باتت بيضاء اللون ساطعة بفعل أشعة شمس الصحراء المحرقة.
أما فيما يخص الجياد فعددها قليل جدا باستثناء تلك التي يملكها الإمام نفسه ، وفي بعض أجزاء (عمان) لا يعرف الناس شكل الجواد. وذات يوم ، كنت أعتلي صهوة جوادي وأنطلق في مقدمة القافلة عند ما تصورت جماعة قادمة من إحدى المدن بأنني أحد الوهابيين. وكنت قريبا من مرمى هذه الجماعة لو لا سرعة هذا الحيوان النبيل ، الذي أسميته سيدا تيمنا باسم السيد الذي وهبني إياه ، والذي أدين له بحياتي. ولدى عودتي من (عبري) إلى (السويق) ، وخلافا لرغبة البدو الذين تلقوا أبناء تفيد بأن الوهابيين يكمنون في الجوار ، غادرت القرية التي توقفنا فيها دون مرافقة أحد سوى بندقيتي بحثا عن طريدة. وما أن ابتعدت مسافة ثلاثة أميال عن السور حتى وجدت نفسي عند ما انعطفت من حول إحدى الصخور بأنني على بعد مسافة قصيرة جدا من مجموعة من الفرسان كانوا يستلقون على الأرض ويتنعمون بالشمس بكسل. كانت الاستدارة والهرب عملا مكشوفا ، لكن على الرغم من ذلك ، ما كدت أستدير حتى كان جميع الفرسان فوق صهوات جيادهم يلحقون بي.
أزّت بعض الرصاصات قرب رأسي واستطاع الجواد أن يميزها على الفور وشرع يثب إلى الأمام كالظبي. كان معتادا على مثل هذه الأمور. وكانت رغبة الفرسان في القبض عليه دون أن يصيبه أذى هي التي منعتهم من إصابته مباشرة. وعند ما اقتربنا من البلدة ، نظرت إلى الوراء فشاهدت شيخا يعلو صهوة جواد أفضل من بقية رجاله في المقدمة وكان رداءه وشعره الطويل يتطايرون من ورائه في حين أمسك برمح طويل عاليا غير متأكد إن كانت المسافة كافية لتسديده صوبي. غير أنه ولحسن حظي ، قدّر أنه ليس على مقربة تكفي
إلا إذا كان ذلك لأجل الطعام. وحتى في مثل هذه الحال ، فإن الغفران يستجدى للضرورة التي تملي القيام بمثل هذا الفعل. وعند ما يقترب الموت من الحيوان المسكين ، فإن النسور وغيرها من الطيور الكاسرة التي تتجسس أو تشم رائحة فريستها من على بعد مسافة شاسعة ، تتجمع أسرابا أسرابا وتنقض على الجسد وتبدأ بنهشه حتى قبل أن يلفظ الحيوان أنفاسه الأخيرة. وهكذا يشاهد الرحالة باستمرار بقايا خادم الإنسان الوفي التي تكون في بعض الأحيان عبارة عن هيكل عظمي كامل مغطى بالجلد الذابل المتعفن ، أو قد تكون العظام وحدها هي الباقية دون قطعة لحم وقد باتت بيضاء اللون ساطعة بفعل أشعة شمس الصحراء المحرقة.
أما فيما يخص الجياد فعددها قليل جدا باستثناء تلك التي يملكها الإمام نفسه ، وفي بعض أجزاء (عمان) لا يعرف الناس شكل الجواد. وذات يوم ، كنت أعتلي صهوة جوادي وأنطلق في مقدمة القافلة عند ما تصورت جماعة قادمة من إحدى المدن بأنني أحد الوهابيين. وكنت قريبا من مرمى هذه الجماعة لو لا سرعة هذا الحيوان النبيل ، الذي أسميته سيدا تيمنا باسم السيد الذي وهبني إياه ، والذي أدين له بحياتي. ولدى عودتي من (عبري) إلى (السويق) ، وخلافا لرغبة البدو الذين تلقوا أبناء تفيد بأن الوهابيين يكمنون في الجوار ، غادرت القرية التي توقفنا فيها دون مرافقة أحد سوى بندقيتي بحثا عن طريدة. وما أن ابتعدت مسافة ثلاثة أميال عن السور حتى وجدت نفسي عند ما انعطفت من حول إحدى الصخور بأنني على بعد مسافة قصيرة جدا من مجموعة من الفرسان كانوا يستلقون على الأرض ويتنعمون بالشمس بكسل. كانت الاستدارة والهرب عملا مكشوفا ، لكن على الرغم من ذلك ، ما كدت أستدير حتى كان جميع الفرسان فوق صهوات جيادهم يلحقون بي.
أزّت بعض الرصاصات قرب رأسي واستطاع الجواد أن يميزها على الفور وشرع يثب إلى الأمام كالظبي. كان معتادا على مثل هذه الأمور. وكانت رغبة الفرسان في القبض عليه دون أن يصيبه أذى هي التي منعتهم من إصابته مباشرة. وعند ما اقتربنا من البلدة ، نظرت إلى الوراء فشاهدت شيخا يعلو صهوة جواد أفضل من بقية رجاله في المقدمة وكان رداءه وشعره الطويل يتطايرون من ورائه في حين أمسك برمح طويل عاليا غير متأكد إن كانت المسافة كافية لتسديده صوبي. غير أنه ولحسن حظي ، قدّر أنه ليس على مقربة تكفي
لإصابتي لأنه جذب لجام جواده وانضم من جديد لبقية الأشخاص بينما وصلت بسلام إلى السور. ربما كان هؤلاء هم نفس الرجال الذين قتلوا الرسولين اللذين أرسلهما إلى أمام (مسقط) ، وقد أشار إلى ذلك (سعيد بن كلفان) في رسالته المنشورة في الملحق.
قبل يوم واحد من تسليم الجواد لي ، كان قد قدّم هدية من أحد شيوخ نجد إلى الإمام. ولما كان هذا الجواد قد نشأ وسط جو عائلي واعتاد على الوجود في خيمة إحدى الأسر في تلك البلاد ، فقد اكتسب درجة عالية من الطاعة وسهولة الانقياد والسرعة التي تميز أصالته العربية. ولتجنب حرارة الشمس الشديدة والحفاظ على سلامة الإبل ، كان البدو يعمدون إلى التوقف غالبا خلال رحلتنا مدة ساعة في منتصف النهار. وفي هذه المرات ، كان جوادي السيد يبقى ساكنا بلا حراك بينما ارتاح أنا فوق الرمال يحجبني جسده عن أشعة الشمس. وكان دوما يبحث عن وجبة غذائي المؤلف من التمور ليشاركني فيها. وكلما توقفنا ، ورفعنا عنه السرج واللجام ، نتركه حرا طليقا يتجول وسط مضاربنا. وعند غروب الشمس كان يأتي لتناول الذرة عند سماع صوتي وأنا أناديه. وفي أثناء الليل ، ودون أن يكون مشدودا إلى حبل ، كان يتخذ مكانه على بعد بضع ياردات من سيده. وفي أثناء رحلاتي على امتداد ساحل عمان ، كان غالبا ما يرافقني ، وحتى في رحلتي على ظهر أحد المراكب من مسقط إلى الهند.
ولما أجبرتني أحوالي الصحية على العودة إلى إنكلترا برا ، لم أتمكن من اصطحاب جوادي معي. وعند الافتراق عن هذا المخلوق المخلص المتعلق بي الذي رافقني في مغامراتي وأخطاري ، فإنني لا أشعر بالخجل أن اعترفت بأن شعورا عاطفيا اجتاحني يشبه ذلك الشعور الذي نشعر به عند مفارقة صديق مجرّب ذي قيمة.
إن العديد من جياد الإمام هي من أحسن الجياد النجدية ويقدر ثمن إحداها ما بين ألف وخمسمائة إلى ألفي دولار. وكان لديه جواد أعتقد أنه من أجمل ما رأيت في حياتي من خيول يوازي نفس الثمن. وكان الإمام يحتفظ ببعض خيول الاستيلاد في مسقط ، إلا أن العدد الأكبر منها موجود في (بركاء) و (السويق) حيث يزداد الاهتمام في هاتين البلدتين بإنجاب هذه الحيوانات النبيلة وتربيتها. أما الجمال والحمير فإنها تستخدم أكثر للسفر في
قبل يوم واحد من تسليم الجواد لي ، كان قد قدّم هدية من أحد شيوخ نجد إلى الإمام. ولما كان هذا الجواد قد نشأ وسط جو عائلي واعتاد على الوجود في خيمة إحدى الأسر في تلك البلاد ، فقد اكتسب درجة عالية من الطاعة وسهولة الانقياد والسرعة التي تميز أصالته العربية. ولتجنب حرارة الشمس الشديدة والحفاظ على سلامة الإبل ، كان البدو يعمدون إلى التوقف غالبا خلال رحلتنا مدة ساعة في منتصف النهار. وفي هذه المرات ، كان جوادي السيد يبقى ساكنا بلا حراك بينما ارتاح أنا فوق الرمال يحجبني جسده عن أشعة الشمس. وكان دوما يبحث عن وجبة غذائي المؤلف من التمور ليشاركني فيها. وكلما توقفنا ، ورفعنا عنه السرج واللجام ، نتركه حرا طليقا يتجول وسط مضاربنا. وعند غروب الشمس كان يأتي لتناول الذرة عند سماع صوتي وأنا أناديه. وفي أثناء الليل ، ودون أن يكون مشدودا إلى حبل ، كان يتخذ مكانه على بعد بضع ياردات من سيده. وفي أثناء رحلاتي على امتداد ساحل عمان ، كان غالبا ما يرافقني ، وحتى في رحلتي على ظهر أحد المراكب من مسقط إلى الهند.
ولما أجبرتني أحوالي الصحية على العودة إلى إنكلترا برا ، لم أتمكن من اصطحاب جوادي معي. وعند الافتراق عن هذا المخلوق المخلص المتعلق بي الذي رافقني في مغامراتي وأخطاري ، فإنني لا أشعر بالخجل أن اعترفت بأن شعورا عاطفيا اجتاحني يشبه ذلك الشعور الذي نشعر به عند مفارقة صديق مجرّب ذي قيمة.
إن العديد من جياد الإمام هي من أحسن الجياد النجدية ويقدر ثمن إحداها ما بين ألف وخمسمائة إلى ألفي دولار. وكان لديه جواد أعتقد أنه من أجمل ما رأيت في حياتي من خيول يوازي نفس الثمن. وكان الإمام يحتفظ ببعض خيول الاستيلاد في مسقط ، إلا أن العدد الأكبر منها موجود في (بركاء) و (السويق) حيث يزداد الاهتمام في هاتين البلدتين بإنجاب هذه الحيوانات النبيلة وتربيتها. أما الجمال والحمير فإنها تستخدم أكثر للسفر في
عمان. وعلى الرغم من أن شيخا من الشيوخ قد يعتقد في بعض الأحيان أن ركوب الحمير غير مناسب ، فإن بقية فئات الشعب ليست بهذه الدرجة من الحساسية. والحمير كبيرة الحجم ، قوية الأبدان وتتحمل مصاعب شتى. ويهتم العرب اهتماما كبيرا بها ، ويبلغ ثمن أفضل أنواع الحمير ما بين أربعين إلى خمسين دولار. والحمير التي تعبر الجبل الأخضر تتصف بثبات الخطوات والجلد وتضاهي البغال التي تعبر أكثر المضايق صعوبة ذات الصخور الكلسية الزلقة دون أن تزل لها قدم واحدة. ويصدر عدد كبير من الحمير بحرا من عمان إلى موانئ بلاد فارس الشرقية وكذلك إلى جزيرة فرنسا حيث تقدر بثمن عال (١).
أما الجاموس فهو غير معروف ، في حين لا توجد أعداد كبيرة من الثيران ، وتمتاز بوجود الحدبة على ظهرها وهذه علامة فارقة على الثيران الأفريقية. وفائدة الثيران في الزراعة وغير ذلك من الأشغال الأخرى عظيمة مما لا يسمح بذبحها من أجل لحومها باستثناء المدن الكبيرة. وتستخدم الثيران بالدرجة الأساس لسحب المياه وفي الحراثة وفي الدوس على المحاصيل. أما على ساحل البحر حيث يندر وجود العلف ، فإن الثيران تتغذى على التمور أو الأسماك الطازجة أو المملحة.
ويكثر وجود الماعز في عمان ، إلا أن الأغنام قليلة ، وتكون سوداء اللون وصغيرة الحجم. وبما أنها تتغذى على الأعشاب العطرية التي يكثر وجودها في البلاد ، فإن لحومها لذيذة وذات مذاق جيد. أما إليتها فهي أصغر من إلية مثيلتها الأفريقية ولكنها أكبر حجما من الأوروبية. ولا يقوم العرب بإخصاء الأغنام أو الماعز ، لكنهم يقضون على عضو الذكر التناسلي بالربط المحكم.
وإذا ما استثنينا الطيور التي تكثر في عمان وتباع بثمن رخيص ، فإن عرب عمان لا يملكون الدواجن الأليفة. والطرائد نادرة. وطيور الماء الوحيدة التي شاهدتها في أثناء إقامتي هي بعض البط البري ، لكنه ليس للصيد. في حين يكثر الحمام والزقزاق واليمام ، إلا أن العرب لا يكلفون أنفسهم عناء صيدها ، أما السمّان ذو اللون البني الشائع ، أو ما يسمى
______
(١) لقد لاحظت انه لا توجد في عمان أي واسطة من وسائط النقل الحديثة (بداية القرن التاسع عشر) وينطبق الشيء نفسه على كل الأقسام التي شاهدتها من جزيرة العرب.
167
أما الجاموس فهو غير معروف ، في حين لا توجد أعداد كبيرة من الثيران ، وتمتاز بوجود الحدبة على ظهرها وهذه علامة فارقة على الثيران الأفريقية. وفائدة الثيران في الزراعة وغير ذلك من الأشغال الأخرى عظيمة مما لا يسمح بذبحها من أجل لحومها باستثناء المدن الكبيرة. وتستخدم الثيران بالدرجة الأساس لسحب المياه وفي الحراثة وفي الدوس على المحاصيل. أما على ساحل البحر حيث يندر وجود العلف ، فإن الثيران تتغذى على التمور أو الأسماك الطازجة أو المملحة.
ويكثر وجود الماعز في عمان ، إلا أن الأغنام قليلة ، وتكون سوداء اللون وصغيرة الحجم. وبما أنها تتغذى على الأعشاب العطرية التي يكثر وجودها في البلاد ، فإن لحومها لذيذة وذات مذاق جيد. أما إليتها فهي أصغر من إلية مثيلتها الأفريقية ولكنها أكبر حجما من الأوروبية. ولا يقوم العرب بإخصاء الأغنام أو الماعز ، لكنهم يقضون على عضو الذكر التناسلي بالربط المحكم.
وإذا ما استثنينا الطيور التي تكثر في عمان وتباع بثمن رخيص ، فإن عرب عمان لا يملكون الدواجن الأليفة. والطرائد نادرة. وطيور الماء الوحيدة التي شاهدتها في أثناء إقامتي هي بعض البط البري ، لكنه ليس للصيد. في حين يكثر الحمام والزقزاق واليمام ، إلا أن العرب لا يكلفون أنفسهم عناء صيدها ، أما السمّان ذو اللون البني الشائع ، أو ما يسمى
______
(١) لقد لاحظت انه لا توجد في عمان أي واسطة من وسائط النقل الحديثة (بداية القرن التاسع عشر) وينطبق الشيء نفسه على كل الأقسام التي شاهدتها من جزيرة العرب.
167
#عدن_سقوط_الستار
مذكرات ضابط بريطاني في عدن
الطائرة لتفريغ جيريمي في مقر الحكومة ، لكنهم أصروا على نقلي إلى غرفة المرضى في المطار. أعاني من الجفاف وحروق الشمس في وجهي وخدوش على ركبتي ويدي ، ولم أتأثر بأذى. هناك كان الأطباء الشباب صارمين جدًا معي ، وأعطوني محاضرة طويلة عن الحاجة إلى تناول الكثير من السوائل والملح في الحرارة. حاولت أن أشرح أننا عدنا عادة إلى المنزل قبل شروق الشمس ، لكنني لا أعتقد أنهم صدقوني. استحممت ، وشربت بضعة مكاييل من محلول الملح في الماء وغفوت حتى منتصف بعد الظهر ، عندما وصلت لي سيارة GH بملابس نظيفة. وجدت في GH كلا من السير ريتشارد وجيريمي في حالة جيدة. لقد نظروا إلى مغاربي على أنها مزحة كبيرة ، وكانوا مهتمين للغاية وحزموني خارج المنزل لشرب مكاييل من عصير الليمون.
وأعلنت النبأ المحلي في الساعة السابعة صباحاً ، أن طائرة هليكوبتر من فريق الإنقاذ الجبلي التابع لسلاح الجو الملكي توجهت إلى قمة شمسان صباح اليوم لإنقاذ ضابط بالجيش يعاني من الإجهاد الحراري. لم أكن ضابطا بالجيش ، لكن لابد أنهم قصدوني. شعرت بالارتياح لأنهم لم يحضروا المفوض السامي إلى التقرير ، لأنه لا بد أنني كلفت دافع الضرائب حزمة في ذلك الصباح.
مذكرات ضابط بريطاني في عدن
الطائرة لتفريغ جيريمي في مقر الحكومة ، لكنهم أصروا على نقلي إلى غرفة المرضى في المطار. أعاني من الجفاف وحروق الشمس في وجهي وخدوش على ركبتي ويدي ، ولم أتأثر بأذى. هناك كان الأطباء الشباب صارمين جدًا معي ، وأعطوني محاضرة طويلة عن الحاجة إلى تناول الكثير من السوائل والملح في الحرارة. حاولت أن أشرح أننا عدنا عادة إلى المنزل قبل شروق الشمس ، لكنني لا أعتقد أنهم صدقوني. استحممت ، وشربت بضعة مكاييل من محلول الملح في الماء وغفوت حتى منتصف بعد الظهر ، عندما وصلت لي سيارة GH بملابس نظيفة. وجدت في GH كلا من السير ريتشارد وجيريمي في حالة جيدة. لقد نظروا إلى مغاربي على أنها مزحة كبيرة ، وكانوا مهتمين للغاية وحزموني خارج المنزل لشرب مكاييل من عصير الليمون.
وأعلنت النبأ المحلي في الساعة السابعة صباحاً ، أن طائرة هليكوبتر من فريق الإنقاذ الجبلي التابع لسلاح الجو الملكي توجهت إلى قمة شمسان صباح اليوم لإنقاذ ضابط بالجيش يعاني من الإجهاد الحراري. لم أكن ضابطا بالجيش ، لكن لابد أنهم قصدوني. شعرت بالارتياح لأنهم لم يحضروا المفوض السامي إلى التقرير ، لأنه لا بد أنني كلفت دافع الضرائب حزمة في ذلك الصباح.
ديسمبر 1965 - يناير 1966
بعد فترة وجيزة من عودتي من كينيا ، كان عيد الميلاد قد حل بنا ، ومن دواعي سروري أن عائلتي أغرقتني بالهدايا وأعطتني رسائل الأطفال متعة خاصة. كنت أنا وجوان نرى قدرًا كبيرًا من بعضنا البعض ونقضي الكثير من الوقت معًا قدر الإمكان - وقد استمتعت بكل دقيقة. كانت أمسياتنا في شهر كانون الأول (ديسمبر) ممتلئة ؛ لقد استمتعنا جيراني بسخاء - أقام روبن وجوان ثورن حفلة كوكتيل كبيرة في شقتهم المقابلة لمنجمي ، والتي استمتعنا بها بشكل خاص ؛ وتمكنت من رد ضيافتهم بالمشروبات بين الأصدقاء في شقتي قبل يوم أو يومين فقط من إصابة روبن بجروح خطيرة من جراء انفجار طرد مفخخ.
في إحدى الليالي التي لا تنسى ، اصطحبنا هاري نيكولز ، الحارس الشخصي لصديقي العزيز ، مع جوان وصديقة لها إلى الملهى الليلي الوحيد المحترم في عدن حيث رقصنا حتى الثانية صباحًا. لقد كان استرخاءً رائعًا ومتعة كبيرة للتغيير.
كانت عدن في أفضل حالاتها في شهر يناير: كان الجو باردًا في الصباح وبعد الظهر ، وكان غروب الشمس رائعًا. والأفضل من ذلك ، عندما تم استدعاء معالي إلى لندن لمقابلة وزير الخارجية الجديد والتخطيط للطريق المستقبلي ، خفت عملي مرة أخرى. كان توم أوتس مسؤولاً ومنحني إذنًا للبقاء مع سومرفيلدز في الضالع (كما ورد في فصل سابق) وكانت حياتي العملية سهلة نسبيًا بينما ، لحسن الحظ ، كانت عدن هادئة بشكل معقول. بقيت السيدة T في عدن عندما ذهب معاليها إلى لندن ، ورافقتها في العديد من الرحلات ، بما في ذلك رحلة ممتعة على طول شاطئ البحر إلى أبين والعودة عبر زنجبار ، وقد دعمتها في العديد من حفلات العشاء الصغيرة في GH التي حضرتها. كانت مضيفة.
بعد فترة وجيزة من عودتي من كينيا ، كان عيد الميلاد قد حل بنا ، ومن دواعي سروري أن عائلتي أغرقتني بالهدايا وأعطتني رسائل الأطفال متعة خاصة. كنت أنا وجوان نرى قدرًا كبيرًا من بعضنا البعض ونقضي الكثير من الوقت معًا قدر الإمكان - وقد استمتعت بكل دقيقة. كانت أمسياتنا في شهر كانون الأول (ديسمبر) ممتلئة ؛ لقد استمتعنا جيراني بسخاء - أقام روبن وجوان ثورن حفلة كوكتيل كبيرة في شقتهم المقابلة لمنجمي ، والتي استمتعنا بها بشكل خاص ؛ وتمكنت من رد ضيافتهم بالمشروبات بين الأصدقاء في شقتي قبل يوم أو يومين فقط من إصابة روبن بجروح خطيرة من جراء انفجار طرد مفخخ.
في إحدى الليالي التي لا تنسى ، اصطحبنا هاري نيكولز ، الحارس الشخصي لصديقي العزيز ، مع جوان وصديقة لها إلى الملهى الليلي الوحيد المحترم في عدن حيث رقصنا حتى الثانية صباحًا. لقد كان استرخاءً رائعًا ومتعة كبيرة للتغيير.
كانت عدن في أفضل حالاتها في شهر يناير: كان الجو باردًا في الصباح وبعد الظهر ، وكان غروب الشمس رائعًا. والأفضل من ذلك ، عندما تم استدعاء معالي إلى لندن لمقابلة وزير الخارجية الجديد والتخطيط للطريق المستقبلي ، خفت عملي مرة أخرى. كان توم أوتس مسؤولاً ومنحني إذنًا للبقاء مع سومرفيلدز في الضالع (كما ورد في فصل سابق) وكانت حياتي العملية سهلة نسبيًا بينما ، لحسن الحظ ، كانت عدن هادئة بشكل معقول. بقيت السيدة T في عدن عندما ذهب معاليها إلى لندن ، ورافقتها في العديد من الرحلات ، بما في ذلك رحلة ممتعة على طول شاطئ البحر إلى أبين والعودة عبر زنجبار ، وقد دعمتها في العديد من حفلات العشاء الصغيرة في GH التي حضرتها. كانت مضيفة.
بدأت لوحة أخرى للجبل خلف الشقق وأقيمت حفلة كوكتيل مبهجة لعدد من الأصدقاء. لقد تم تحريري في مؤامرة دبرت بين ليدي تي وجوان لنقل ببغاءها من شقة Steamer Point إلى مقر الحكومة للانضمام إلى طائر Turnbulls الثرثار. كانت المناورة بالقفص السلكي الضخم من شقة جوان ونزول السلم الملتوي الضيق إلى الشارع عملاً فوضويًا. رفض الببغاء لأنني ناضلت مع القفص الزاوي الكبير وشتمنا في انسجام تام حتى اكتملت مهمتي وسلمت الطائر إلى صديقه الجديد.
تعرفت على جيم تروديل بشكل أفضل ، والتقيت بزوجته وابنته سوزان ، ووجدتهما عائلة مبهجة وجيم زميل لطيف للغاية. قضيت عدة فترات بعد الظهر والأمسيات مع معارف من شرق إفريقيا كانوا يمرون عبر عدن بالقارب. والأفضل من ذلك ، وصل صديقي القديم والعزيز من أيام نزيجا ، رومي ، إلى قلعة إس إس كينيا من تنزانيا عندما كنت في ضالا. تولت رومي وظيفة الزائرة الصحية في عيادة عدن في أعماق كريتر - عمل شاق وقذر وشاق لسيدة في منتصف العمر ، لكنني أعتقد أنها استمتعت بالتحدي. سعدت برؤيتها مرة أخرى عندما نظرت إليها في الفندق ، وقضيت بعض الوقت أساعدها في العثور على مكان للعيش فيه وشراء سيارة ، وعرفتها على جوان وأصدقائي في GH.
كانت كريستين برات صديقة قديمة أخرى ظهرت في عدن. كانت والدتها المسنة تعيش في منزل قديم على الجسر في جزيرة القرود ، وكانت تتصل بنا كثيرًا عندما كنت أعمل مع أختي ليز ، كنادل في الفندق هناك. كان كريس مؤهلاً للعمل كطبيب ، وكان ممتعًا للغاية مع تصرفات مرحة وضحكة شديدة ، على الرغم من أنني لم أفهم تمامًا ما كانت تفعله في عدن.
في وقت مبكر من العام ، وردت أنباء مفادها أن جميع موظفي الخدمة المدنية في عدن سيحصلون على زيادة في الراتب في أبريل - 18 جنيهًا إسترلينيًا إضافيًا في الشهر بالنسبة لي ، بأثر رجعي إلى تاريخ تعييني - وتمت زيادة المكافأة عند إنهاء العقد إلى عشرين - خمسة في المائة من الراتب. سددت ديوني واشتريت سجادة ذكية للشقة وساعة أوميغا سيماستر الأوتوماتيكية التي أرتديها اليوم.
تعرفت على جيم تروديل بشكل أفضل ، والتقيت بزوجته وابنته سوزان ، ووجدتهما عائلة مبهجة وجيم زميل لطيف للغاية. قضيت عدة فترات بعد الظهر والأمسيات مع معارف من شرق إفريقيا كانوا يمرون عبر عدن بالقارب. والأفضل من ذلك ، وصل صديقي القديم والعزيز من أيام نزيجا ، رومي ، إلى قلعة إس إس كينيا من تنزانيا عندما كنت في ضالا. تولت رومي وظيفة الزائرة الصحية في عيادة عدن في أعماق كريتر - عمل شاق وقذر وشاق لسيدة في منتصف العمر ، لكنني أعتقد أنها استمتعت بالتحدي. سعدت برؤيتها مرة أخرى عندما نظرت إليها في الفندق ، وقضيت بعض الوقت أساعدها في العثور على مكان للعيش فيه وشراء سيارة ، وعرفتها على جوان وأصدقائي في GH.
كانت كريستين برات صديقة قديمة أخرى ظهرت في عدن. كانت والدتها المسنة تعيش في منزل قديم على الجسر في جزيرة القرود ، وكانت تتصل بنا كثيرًا عندما كنت أعمل مع أختي ليز ، كنادل في الفندق هناك. كان كريس مؤهلاً للعمل كطبيب ، وكان ممتعًا للغاية مع تصرفات مرحة وضحكة شديدة ، على الرغم من أنني لم أفهم تمامًا ما كانت تفعله في عدن.
في وقت مبكر من العام ، وردت أنباء مفادها أن جميع موظفي الخدمة المدنية في عدن سيحصلون على زيادة في الراتب في أبريل - 18 جنيهًا إسترلينيًا إضافيًا في الشهر بالنسبة لي ، بأثر رجعي إلى تاريخ تعييني - وتمت زيادة المكافأة عند إنهاء العقد إلى عشرين - خمسة في المائة من الراتب. سددت ديوني واشتريت سجادة ذكية للشقة وساعة أوميغا سيماستر الأوتوماتيكية التي أرتديها اليوم.