اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
جبلة التاريخية... من يوقظ الملكة النائمة؟
تعاني بقايا الشخصية اليمنية الشهيرة إهمالاً يكاد يمحو آثارها
محمد الخطيب 

التاريخ يجر أعلامه معه، وأينما ذهب الملوك رافقهم تاريخهم، وما نستعرضه في هذه القصة قد يكون الشيء الأبرز الذي تبقى في مدينة جبلة التاريخية، لأنها من بقايا الملوك وأعلامهم، آثار وشواهد وبقايا أطلال تحكي عن سيرة الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، التي حكمت اليمن في القرن الحادي عشر الميلادي بين 1108-1141م، لمدة 56 سنة، وهي الفترة التي أصبحت فيها الملكة أروى عنواناً لمرحلة سياسية ودينية وحضارية هي الأهم والأكثر ازدهاراً في عهد الدولة الصليحية، مما جعلها أعظم ملكة حكمت اليمن في العصر الإسلامي.
شقيقة القمر "جبلة" التاريخية
حينما اقتربنا من مدينة جبلة التاريخية، سبقنا الخيال يرسم صورة ترسبت في الوجدان من مطالعات في التاريخ والتراث اليمني. غلالة من البهاء والرونق تلقي بظلها على المكان، تاريخ عريق ما زالت بعض شواهده تضيء حتى هذه اللحظة، مدينة جميلة لا تزال تختزل في جنبات بنايات عتيقة فناً ومعماراً تمثل مراحل مزدهرة من تاريخ اليمن

تبعد هذه النقطة ستة كيلومترات عن مركز محافظة إب اليمنية، وتكمن أهمية المدينة تاريخياً أنها كانت عاصمة القرار السياسي للدولة الصليحية 1141م (532هـ)، يصفها المحبون بشقيقة القمر، وتحمل اسم مدينة النهرين، لوقوعها بين نهرين كانا يصبان من جبل التعكر وجبل وراف.
إهمال كبير
مأساة جبلة التاريخية ليست طارئة كما قد يصورها البعض، بل هي معاناة ترافق المدينة منذ عقود، وهي اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى الاهتمام من قبل الجميع.
يقول محمد الدلالي وهو باحث تاريخي يسكن مدينة جبلة، إن "المدينة التاريخية تتعرض للإهمال الكبير من قبل الجميع، وأصبحت المباني التاريخية الموجودة فيها مهددة بالسقوط والانهيار، وقد سقط منزلان تاريخيان أحدهما في العام الماضي 2021 يعود لأكثر من 500 عام، والآخر في هذا العام 2022".
 
وأضاف "هناك إهمال لقصر السيدة أروى والجامع الكبير، والسواقي والطرق الموجودة داخل المدينة"، مؤكداً أن المدينة مهددة بالتلاشي على هذه الوتيرة.
الملكة أروى بنت أحمد الصليحي 
تعتبر أروى بنت أحمد الصليحي من النساء القلائل اللاتي بلغن منصباً رفيعاً وقيادياً في العصر الإسلامي، بل وجمعت بين القيادة الدينية والسياسية، مما جعل منها الشخصية الأكثر دبلوماسية وحضوراً في عهد المملكة الصليحية التي اتخذت من مدينة جبلة التاريخية عاصمة لها.
ولدت الملكة أروى عام 1049م (440هـ)، وتزوجت أحمد الصليحي وأنجبت منه أربعة أولاد.

وقد سميت أروى لأنها قامت ببناء الساقيتين في جبلة، وجامع الجند في تعز وأروت أهلها بالماء كما يقول كثير من المؤرخين.
بدأت نشاطها السياسي منذ عهد علي الصليحي، إذ كانت أشبه ما تكون بالمستشارة، ولما مات الملك ورث العرش زوجها، وبعد رحيل الزوج الذي شاركته نصف الحكم أثناء حياته نالت النصف الآخر بعد مماته في 1093م.
أمر طبيعي
يرى الدكتور علي البكالي وهو كاتب وباحث تاريخي في وزارة الثقافة اليمنية أن وصول أروى الصليحي إلى سدة الحكم أمر طبيعي، لأن اليمن شهد وصول عدد من النساء إلى مستوى الملوكية العليا.
وأضاف "اليمن كان دولة (ديمقراطية) في التاريخ القديم، وفي الألف الثالث قبل الميلاد عرف اليمن مجلسين: مجلس الأذواء، ومجلس الأقيال، ولا يعتبر الملك تبعاً حتى يبايعه المجلسان. وقد وصلت مجموعة من الملكات إلى مستوى الملوكية العلياء التبعية كالملكة بلقيس، والملكة شمس، والملكة نادلين، وليس بعد ذلك مستغرباً ومستنكراً أن تصل الملكة أروى إلى سدة الحكم".
الخطة التنموية 
في سيادة الدولة الصليحية كانت أروى الملكة خير من مثلت تلك السيادة واقعاً عملياً مشهوداً، فالخطة التنموية الإنسانية التي تبنتها جعلت المجتمع اليمني أكثر إنتاجاً على كل المستويات الاقتصادية والعلمية والفكرية والتنموية والمعيشية، مقارنة بفترة سبقتها.

إذ أسهمت في تعزيز معالم النهضة العلمية في اليمن، وقامت بإنشاء كثير من معاهد العلم والمدارس، وأقرت الرواتب المجزية للعلماء والمدرسين، كما قامت ببناء جامع الملكة أروى المعروف حالياً بجامع جبلة، وتوسيع جزء من الجامع الكبير بصنعاء، ناهيك برصفها عدداً من الطرق ووقفها عدداً من الأراضي الزراعية، وعمل كثير من السواقي، وشهد اليمن في عهدها ثورة زراعية وتجارية.
عيون وآثار 
من الماضي إلى الحاضر، ومن التاريخ الحافل إلى الوضع الراهن، تجولت "اندبندنت عربية" في مدينة جبلة التاريخية، وتوقفت عند كل أثر له دلالة تاريخية أو ارتبط وجوده بحياة السيدة أروى.
وابتدأت الرحلة من جامع الملكة أروى الذي بني قبل 1200 عام وله مئذنتان إحداهما بيضاء عمرها 1000 عام والأخرى حمراء عمرها 500 عام، ومحراب عمره 1000 عام أيضاً تم إعادة ترميمه وزخرفته بالنقوش الهندية.
وأيضاً ما تبقى من "قصر السلطنة" الذي تهدم بسبب الإهمال ومرور الزمن، ويتكون من أربعة طوابق وفيه 365 غرفة.
وبجواره أقيم متحف الملكة أروى التاريخي، ويتكون من خمسة طوابق، ويضم أجزاء من الأدوات والنماذج التي كانت مستخدمة في زمنها، وقد أنشئ قبل 35 عاماً بمجهود ذاتي.
هذه المدينة التاريخية بجوانبها التي استعرضناها وجوانب أكثر تظل أمثولة غافية تستيقظ عند مجيء من يستجليها لتحكي عن جذور حضارة إنسانية عريقة. تنام على سفح جبل في مدينة اللواء الأخضر بمحافظة إب، وينام التاريخ معها على هيئة إهمال متعمد، وتاريخ يكاد أن يندثر، فمن يوقظ الملكة النائمة؟
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مدينة #جبلة التاريخية

ما مصَّر ما بغداد ما طبرية *** بمدينة قد حفها نهران
خددٌ لها شام وحَبَّ مشرق *** والتعكر العالي المنيف يماني


لم يزل هاجس الحنين لجمال وعذوبة وصفاء مدينة إب و جبلة الغناء يحرك أشجان الذكريات الجميلة، ويلهم الخيال أجمل صور الفتنة والسحر، وعبق التاريخ، والأصالة وكل من ترعرع في حضنها الرؤوم وتربى بين مروجها، وأزهارها، وينابيعها، وشلالاتها، وتجول في أسواقها، وحواريها، واستمع بالدف
جبلة.. أجمل مدن اليمن وأطيبها هواءً.. نسمة السحر، وشقيقة القمر:إرتبط إسمها بالدولة الصليحية وأول من بناها الأمير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458م
جامع الملكة أروى والنفق الأرضي السري والسوق القديم أهم المعالم التاريخية لمدينة جبلة

> سميت جبلة باسم يهودي يصنع الفخار واصبحت عاصمة للدولة الصليحية، تعتبر مدينة جبلة «بكسر الجيم» من أجمل المدن اليمنية واطيبها هواءً بل هي نسمة السحر وشقيقة القمر. وربة الحسن والاحسان والعلم والعرفان وملهمة الأدباء والكُتاب الذين تغزلوا بجمال طبيعتها الخلابة ورقة هوائها وعذوبة مائها كقول أحدهم مامصر مابغداد ماطبرية بمدينة قد حفها نهران وتعرف مدينة جبلة بذي جبلة.. وهي بلدة عامرة ومدينة مشهورة.

تقع جنوب غرب مدينة إب على بعد حوالى(7) كيلومترات تقريباً.. وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالى(1350) متراً.. على هضبة مسطحة في السفح الشمالي من جبل التعكر الشهير. كما تطل على وادي ضيق متخذة شكل نصف دائري بمحاذاة الوادي. وكان يطلق عليها في القدم اسم مدينة النهرين لانها تقع وسط نهرين كبيرين .. مياههما دائمة الجريان على مدار العام.

ارتبط تاريخ مدينة جبلة بالدولة الصليحية التي حكمت اليمن من عام 438 -532 هجرية 1047- 1138 ميلادية . وأول من ابتنى مدينة جبلة هو الامير الكبير عبدالله بن محمد الصليحي عام 458 هجرية 1066 ميلادية وسماها جبلة . نسبة الى اسم أحد الصناع الحرفيين والذي كان من اليهود يبيع الفخار فيها قبل أن تعمر . وتقع مدينة جبلة الى الجنوب من مدينة إب وتبعد عنها (6) كيلومترات وهي عاصمة الملكة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي التي انتقلت اليها من صنعاء في العام 854 هـ وبقيت فيها حتى وفاتها في العام 532هـ حيث تم دفنها في الجامع الذي قامت هي ببنائه.

وصفها
يصل امتداد مدينة جبلة في الطول الى حوالى (900) متر، وأما عرضها فيبدو ضيقاً. ويعلق نيبور على ذلك بقوله ولذا فإنني أشك في أن يبلغ عدد منازلها ستمائة منزل.. وطرق المدينة مرصوفة وبيوتها عالية ومبنية بالحجارة كما هو الحال بالنسبة لجميع البيوت في المنطقة الجبلية ويبدو منظرها جميلاً.. وبالقرب من المدينة يسكن اليهود في قرية منفصلة. وتتميز مدينة جبلة بطابع معماري مماثل للطابع المعماري السائد بمدنية إب القديمة..

كما اشتهرت كمركز علمي وفكري لقرون عدةٍ مثل مدن صنعاء وزبيد وتريم وصعدة وذمار وغيرها. والكثير من الاراضي الخصبة من حولها موقوفة لصالح المشتغلين بالعلم من أساتذة وطلاب.. ومازالت أحدى مدارس مدينة جبلة قائمة وهي من ملحقات جامع الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد. وضريحها مازال قائماً في جامعها..

عاصمة الدولة الصليحية

يقال بأن المكرم احمد بن علي الصليحي كان يرغب بالسكن في مدينة صنعاء إلا أن زوجته السيدة الحرة أروى بنت أحمد أمرته أن يحشر الناس الى الميدان فحشرهم وقالت له أشرف عليهم.. وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره إلا على برق السيوف ولمع البيض والأسنة.. ثم انتقل المكرم مع زوجته الى مدينة جبلة وأمرته بأن يجمع الناس ويحشرهم الى ميدان جبلة فحشرهم فقالت له أشرف عليهم وعندما أشرف عليهم لم يقع بصره ألا على رجل يجر خروفاً وآخر يحمل ظرفاً فيه سمن أو عسل. وآخر يخرز نعلاً.. فقالت له العيش بين هؤلاء أصلح.. فانتقل المكرم بعد ذلك الى مدينة جبلة وأختط فيها دار العز واتخذها عاصمة للدولة الصليحية منذ ذلك التاريخ.

أهم مزاراتها السياحية :
توجد في مدينة جبلة عدد من المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية التي تشكل جزءاً هاماً من المنتج السياحي الثقافي والطبيعي وأهمها جامع الملكة أروى، والقصر، والنفق الارضي السري الذي كان يربط بين القصر وحصن التعكر، والسواقي القديمة، والسوق القديم.. وجميعها تعود الى عهد الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد وان كان معظمها قد تحول الى اطلال إلاّ أنها شواهد بازرة لعصر تاريخي هام في حياة اليمن.
لابد من استغلاله سياحياً وعلى أن يقترن ذلك بجهود وأنشطة الحفاظ عليها وترميمها. ومن أهم المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية والسياحية في مدينة جبلة هي دار العز وتسمى كذلك دار السلطنة وقيل إنها كانت مكونة من (360) غرفة- أي على عدد أيام السنة - وقد اتخذته السيدة أروى مقراً لحكمها ومازالت بقايا هذا الدار قائمة حتى الآن.

مكتبة جامع السيدة :
من يدخل الى المكتبة التي تحتل مكاناً صغيراً داخل جامع السيدة أروى يشعر بالفخر لما وصلت اليه المرأة اليمنية في ذلك العصر المتقدم ليس فقط لأن الملكة اروى كانت تتربع على عرش اليمن بل لأنه كان الى جوارها نساء فاضلات عالمات، ويتضح ذلك من خلال تلك المخطوطات والكتب والشروحات عليها والتي قمن بها نساء كن في عهد الملكة حيث سطرن بأناملهن الرقيقة تلك المخطوطات والكتب بخط جميل كجمال تلك الاسماء وعقولها النابغة في العالم والمعرفة وعلى رأسهن الملكة اروى التي كانت مطلعة وعالمة بأخبار التاريخ والعلوم المعرفية الاخرى ولها العديد من التعليقات والشروحات للعديد من الكتب التي تضمها هذه المكتبة.

جامعة الملكة اروى
الجامع الكبير يقع فوق تل مرتفع وله مئذنتان يعود أقدم تاريخ للمئذنة الشرقية الى عام «747» هـ أما المئذنة الغربية فهي أكثر قدماً من الشرقية ويحتمل أن تعود للقرن الخامس الهجري لما بها من زخارف معمارية مماثلة لما عرف في الدولة الفاطمية . ينسب بناء الجامع الى الملكة السيدة الحرة أروى بنت أحمد بن جعفر الصليحي. التي تولت تدبير وحكم أمور الدولة الصليحية في اليمن للفترة من 477 -532 هجرية 1085 -1138 ميلادية وعندما انتقلت السيدة الحرة أروى بنت أحمد الى مدينة جبلة عام 480 هجرية 1087 ميلادية .

أمرت بتحويل دار العز الاول الى الجامع الذي ينسب اليها. والجامع لايزال قائماً ومحتفظاً بعناصره المعمارية والزخرفية التي يتبين من خلالها مدى تأثره بأنماط العمارة الفاطمية فالعلاقة كانت طيبة ووطيدة بين الدولة الصليحية في اليمن والدولة الفاطمية في مصر، تخطيط الجامع مستطيل الشكل يتوسطه فناء مكشوف أبعاده (20، 80، 170) متراً.
وتحيط به أربعة أروقة هى رواق القبلة وهو الرواق الشمالي الذي يمتد من الشرق الى الغرب ويدخل الى هذا الرواق من خلال خمسة مداخل في الضلع الجنوبي ويتكون هذا الرواق من اربع بلاطات بواسطة اربعة صفوف من الأعمدة المرتفعة بعضها مثمن وبعضها مستطيلة الأشكال وتيجان هذه الأعمدة مستطيلة وأخرى مربعة وهي تيجان حديثة .
يرتكز عليها مباشرة سقف الرواق، والرواق مسقوف من الداخل توجد به مصندقات خشبية يعود تأريخها الى القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي. وقد جدد جزء منها في عام 1358 هجرية.. الرواق الجنوبي يتكون من بلاطة واحدة وبجدارة الجنوبي مدخلان يتم الوصول من خلالهما الى «المطاهير» الحمامات الموجودة في الناحية الجنوبية من الجامع. الرواق الشرقي من بلاطتين بواسطة بائكتين بكل منهما ثمانية اعمدة ترتكز عليهااعمدة مدببة. الرواق الغربي يتكون ايضاً من بلاطتين وفي الجهة الجنوبية من الجدار الغربي توجد ردهة تستخدم حالياً كمعلامة «كتاب لتحفيظ القران الكريم»، نسخة من القران الكريم تعود الى «007» سنة، يقع المحراب في منتصف الجدار الشمالي.
وهو عبارة عن تجويف بسيط يبلغ عمقه حوالى «58» سم.
يعلوه عقد مدبب محمول على عمودين عليهما زخارف نباتية وهندسية ويحيط بالمحراب كتابات بخط كوفي تقرأ كالتالي بسم الله الرحمن الرحيم «اقبل على ربك وكن من الساجدين ولاتكن من الغافلين، واعبد ربك حتى يأتيك اليقين» وتزين تجويف المحراب من الداخل وطاقيته مجموعة من الزخارف النباتية التي تتمثل في اورق العنب، وعلى جانب المحراب كتابة بالخط الكوفي تقرأ كالتالي بسم الله الرحمن الرحيم. «انما يعمر مساجد الله» بالاضافة الى كتابات اخرى. وخزنة المحراب تسمى بالمحارة. والمحراب مطلي بالدهان الكيميائي الحديث تكاد ملامحه ضائعة.

مئذنتا الجامع :
للجامع مئذنتان احداهما تقع في الناحية الشرقية من الجهة الجنوبية. والاخري تقع في الناحية الغربية من الجهة الجنوبية.. المئذنة الشرقية تتكون من قاعدة حجرية مربعة مرتفعة يقوم عليها بدن من ستة عشر ضلعاًَ من الآجر.

علاقة الزيدية بمدينة جبلة تاريخياً :-

أول من إنتقل إلى مدينة جبلة وسكنها من الزيدية هو / الأمير علي بن الإمام المتوكل على إسماعيل بن القاسم .. في فترة حكم والده لليمن .
وقد عيّن الإمام المتوكل على إسماعيل (ع) إبنه " الأمير علي " أميراً على ما سمي باليمن الأسفل ( إب ، وتعز ، وما جاورهما ) ، فسكن الأمير مدينة جبلة التي تبعد 6 كيلو متر جنوب مدينة إب .

وبنى فيها داره .. الذي سمي بــ دار السلطنه .. المشار إليه في الصورة التالية :-

وقد بني هذا الدار على أنقاض قصر الملكة أروى الصليحية .
وقد بنى الأمير علي الطابقين الأول والثاني فقط من الدار ، ثم أتى حفيد الأمير علي ، وهو الحسن بن القاسم بن الأمير علي ، وبنى بقية الطوابق .

من ذرية الأمير علي اليوم :-
كافة آل المتوكل في مدينة جبلة ومدينة إب ومدينة تعز .
وآل العزي في مدينة إب
وآل النائب في مدينة جبلة
وآل الباشا في تعز
وآل الحاكم في جبلة وإب وتعز
ولآل المتوكل اليوم في مدينة جبلة العديد من الدور ، منها " دار السنة " و " دار حنش " و " دار الجامع " و " دار مديور " و " دار الصفا " .. إلى جانب " دار السلطنه " المشار إليه سابقاً .
وكان لحلول آل الأمير علي المتوكل في مدينة جبلة دور كبير في إنتشال أهل المدينة من مستنقع الباطنية الإسماعلية .
كما كان لآل باعلوي الذي قدموا إلى مدينة جبلة من حضرموت .. أثرٌ في نشر الشافعية والتصوف في المدينة .
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
إب
مدينة جبلة
                                                                                     إعداد/محمد محمد عبد الله العرشي

المقدمة:
إن معرفتنا بتاريخ بلادنا وجغرافيتها يساعدنا على معرفة واقع مجتمعنا، ويجعلنا قادرين على حل مشاكله الاجتماعية والاقتصادية، والتعرف على مكامن القوة والضعف فيها. وفي نفس الوقت سوف نتمكن من استغلال ثرواتنا الاقتصادية لتحقيق رفاهية اليمنيون، وأوجه نداءً لكل اليمنيين وعلى رأسهم السياسيين والمفكرين بأن يعملوا جميعاً على استغلال هذه الثروات بدلاً عن الصراعات السياسية، والتفكير في كيف نحكم بدلاً عن من يحكم. وهاهي إب تؤكد ما ذهبنا إليه بأن اليمن يملك ثروات زراعية واقتصادية وعلمية، فمنها العلماء المجتهدون، والشعراء الكبار، والعلماء المؤرخون.
.
ذكر الأستاذ/فؤاد سيد في تحقيقه لكتاب (طبقات فقهاء اليمن) الذي ألفه عمر بن علي بن سمرة الجعدي، بأن جبلة مدينة باليمن شمالي الجند يلحق بها:الوقش والأسلاف ووراف والربادي والمكتب وأنامر الأعلى وأنامر الأسفل والثوابي والنقيلين والمعشار  والأصابح والشراعي وجبل رعويين والشهلى. قال عمارة اليمن: جبلة رجل يهودي كان يبيع الفخار في الموضع اذي بنت فيه الحرة الصليحية دار العز وبه سميت المدينة، وكان أول من أختطها سنة 458هـ عبدالله بن محمد الصليحي المقتول بيد الأحول سعيد بن نجاح مع الداعي علي بن محمد الصليحي سنة 473هـ بالمهجم ... وفي جبلة جامع من عمارة السيدة بنت أحمد الصليحية وقبرها بجوار هذا الجامع. وينطبق على جبلة ما نقل ابن الديبع في كتابه (نشر المحاسن اليمانية) أن من خصائص اليمن أنها تسمى الخضراء لكثرة مزارعها ونخيلها وأشجارها وأثمارها ومراعيها وريعها. قال الكلاعي في قصيدته:
هي الخضراء فاسأل عن رباع
يخبرك اليقين المخبرونا
ويمطرها المهيمن في زمان
به كل البرية يظمؤونا
وفي أجبالها عز عزيز
يظل له الورى متقاصرينا

وأشجار منورة وزرع


وفاكهة تروق الآكلينا

وهو يعني أن اليمن يمطر في تموز وآب، وذلك الوقت هو الذي يشتد فيه ظمأ أهل نجد والحجاز وغيرهما من المخاليف والبلدان ويشتد فيه الحرارة وينقطع فيه الغيث عن الجهات المذكورة. واليمن يغاث في ذلك الوقت وخاصة بلاد الكلاع، ومنها بعدان وريمان والسحول، وما حاذاها من البلدان شرقاً وغرباً وشاماً ويمناً. وقد وصفها المرحوم القاضي محمد علي الأكوع في كتابه (اليمن الخضراء مهد الحضارة) بأن ذو جبلة نسمة السحر وشقيقة القمر ربَّة الحسن والإحسان والعلم والعرفان، وذكر أن عبدالله ابن يعلي الصليحي قال فيها:
ما مصر ما بغداد ما طبريّة
بمدينة قد حفها نهران
خَدِدٌ لها شام وَحب مشرق
والتعكر العالي المنيف يماني
ومدينة جبلة هي ذات طبيعة ساحرة وهواء عليل وتربة خصبة وتمتاز بجمال مبانيها ذات الطابع المعماري الفني المتميز ويشكل فنها المعماري نوعاً من الفن المعماري اليمني الذي أشتهر في العصر الإسلامي، وقد ذكر ياقوت الحموي في معجمه مفردة جبلة بأنها مدينة باليمن تحت جبل صبر وهذا ليس صحيح بل إنها مدينة مشهورة شمال جبل التعكر وليست تحت جبل صبر، بل أن القاضي المرحوم إسماعيل الأكوع أشار إلى هذا الخطأ، كما ذكر في تحقيقه لكتاب المرحوم القاضي محمد الحجري (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) أن الاسم الحقيقي للسيدة بنت أحمد الصليحي هو السيدة وليس أروى كما هو شائع عند كثير من الناس وقد أعتمد في ذلك على وصيتها حيث تضمنت وصيتها أن إسمها سيدة وليست أروى ، وقد قال بعض الأدباء يصف مدينة جبلة:
سألت المجد أين غدى مقيماً
وفي أي المنازل حط رحله
وأومأ في المقال بلا توانٍ
وقال مدينة النهرين جبلة
وقد وصفها الأديب علي بن إسماعيل بن القاسم المتوفى 1096هــ بقوله:
ياصاح عج بي نحو جبلة أن لي
قلباً إلى تلعاتها مشتاق
راقت منازلها ورق نسيمها
فالماء في ساحتها رقراق
وترى بدور الحسن وهي طوالع
من دورها هالاتها الأطواق
ج
هي جنة الدنيا فما في وصفها
كدر بذلك زانها الخلاق
هي نقطة البيكار في اليمن الذي
ج
جمعت به البركات والأرزاق
وقد ورد في الموسوعة السكانية للدكتور المخلافي أن جبلة إحدى مديريات محافظة إب تحيط بها من الشمال مدينة إب (مديريتا المشنة والظهار) إضافة إلى مديرية إب، و من الجنوب مديريتا ذي السفال والسياني، ومن الغرب مديريتا العدين وذي السفال، ومن الشرق مديريات إب، ومدينة إب، والسياني. وتبلغ مساحتها 156كم2، ويبلغ عدد سكانها (113.662)نسمة. ولعل جمال مدينة جبلة وسحرها الجذاب وكثرة مياهها، كان السبب في إقناع السيدة بنت أحمد الصليحي لزوجها الملك المكرم أحمد بن علي الصليحي بالإنتقال من مدينة صنعاء إلى مدينة جبلة، وقد ذكر المؤرخ العلامة جمال الدين عبدالله الطيب بن عبدالله بامخرمة الحميري في كتابه (النسبة إلى المواضع والبلدان) بأنها أشارت على زوجها أن يحشر الناس في مدينة صنعاء فلم يقع بصره إلا على بريق السيوف والأسنة وتوجهت معه بعد ذلك إلى مدينة جبلة وأشارت عليه أن يجمع الناس فقام بجمعهم إلى ميدان جبلة
وأشرف عليهم فلم يقع بصره إلا على رجل يجر كبشاً وأخر يحمل ظرف سمن أو ظرف عسل، فقالت العيش بين هؤلاء أصلح.
وقد أشتهرت مدينة جبلة كمركز علمي وفكري لقرون عديدة، وقد ذكر المرحوم القاضي إسماعيل الأكوع  في كتابه (المدارس الإسلامية في اليمن) أنه كان يوجد في مدينة جبلة ستة عشر مدرسة إسلامية، وهي: (مدرسة ابن أبي الأمان، المدرسة الفاتنية، مدرسة المسانيف، المدرسة العومانية، المدرسة النجمية في الأسلاف من جبلة، المدرسة الشهابية، المدرسة الشرفية، المدرسة الزاتية، المدرسة النظامية، مدرسة النجمية، مدرسة ذرا، المدرسة الفتحية، مدرسة مدرُ، مدرسة مُعيْد، المدرسة الوزيرية، مدرس عيقرة).
ومن أهم معالم وضواحي مدينة جبلة:
1- جامع الملكة: والتي بنته الملكة السيدة بنت أحمد بن محمد الصليحي في عام 480هــ 1087م حيث أمرت بتحويل دار العز الأول إلى الجامع الذي ينسب إليها ولا يزال الجامع إلى الآن قائماً محتفظاً بعناصره المعمارية والزخرفية والمتأثرة بالعمارة الفاطمية حيث ورد وصفه في الجزء السادس من كتاب (نتائج المسح السياحي)، وهو فوق تل مرتفع عن المدينة ويتم الوصول إليه من خلال منحدرات جبلية في الناحية الشرقية للمدينة ويتم الصعود إلى مدخل الجامع عبر سلالم حجرية تؤدي إلى دهليز يمتد من الجنوب إلى الشمال حيث تطل الواجهة الشرقية للجامع على هذا الدهليز وأبوابه مصنوعة من الأخشاب بطريق الحشو وهو مستطيل الشكل ويتوسطة فناء مكشوف وابعادة 20×17.80 م ويحيط به أربعة أروقة، رواق القبلة وهو الرواق الشمالي ويمتد من الشرق إلى الغرب والرواق الجنوبي والرواق الشرقي والرواق الغربي وله محراب يقع في منتصف الجدار الشمالي، وهو عبارة عن تجويف بسيط وعمقه 85سم، وتحيط بالمحراب كتابات بخط كوفي وللجامع مئذنتان أحدهما تقع في الناحية الشرقية من الجهة الجنوبية والأخرى تقع في الناحية الغربية من الجهة الجنوبية.
2-ضريح الملكة السيدة بنت أحمد الصليحي: ويعتبر من الأضرحة التي كانت سائدة في القرن السادس الهجري ويقع في الركن الشمالي الغربي من الجامع في مدينة جبلة ويقال أنها عندما بنت الجامع أستثنت موضع ضريحها، وضمنت ذلك في وصيتها بحضور القضاة والشهود ويبلغ طول جداره الشرقي 3 أمتار وجداره الجنوبي 3.25متر ويصل إرتفاعه إلى 3.30متر  وله مدخل في الجدار الجنوبي عرضه 55سم وإرتفاعه1.50متر.
3- حصن التعكر: هو أسم لجبل وقلعة حصينة ويقع في جنوب مدينة جبلة ويطل أيضاً على مدينة إب من الجنوب وعلى مدينة ذي السفال وقد ذكر القاضي محمد علي الأكوع في هامش (صفة جزيرة العرب) نقلاً عن أبن سمره أن حصن التعكر أسس قبل ثلاثة ألف وخمسمائة سنة ووصفه بأنه أشهر جبال اليمن وأبعدها صيتاً وأمنعها حصانة وأعلاها شموخاً، وقد ذكر الهمداني بأن في رأسه مسجد من المساجد الشريفة وكان معقل الصليحيين ويقال أن طغتكين بن أيوب قد هدمه ثم أعاد بناءه.
4- دار العز: ويقال أنها كانت مكونة من ثلاثمائة وستين غرفة على عدد أيام السنة وكانت مقراً للملكة سيدة بنت أحمد ولا تزال بقايا هذا الدار قائمة ومعروفة حتى الآن.
كما يوجد في مدينة جبلة متحف صغير تم إنشاءه مؤخراً ويحتوي على صالة عرض للموروث الحضاري والثقافي لمدينة جبلة كما يوجد فيه بعض القطع الأثرية والتي يعود معظمها إلى عهد الدولة الصليحية.
الهجر العلمية في جبلة: وقد ذكر المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع العديد من هجر العلم
في جبلة، وترجم للعديد من أعلامها وعلمائها لما يقرب من (62) إثنين وستين عالماً، على النحو التالي:
1-     الثَّمَد:بفتح الثاء والميم: قرية عامرة في عزلة وراف من أعمال ذي جبلة وأعمال إب. وقد ترجم لـ(6) من أعلامها.
2- ذي عُقَيْب: قرية عامرة من عزلة وراف، من ناحية ذي جبلة وأعمال إب، وتقع في الشمال الغربي من مدينة ذي جبلة على بعد نحو ثلاثة كيلومتر تقديراً منها، وهي تنقسم إلى أربع حارات؛ حارة رأس القرية، وكانت تدعى جافة الهجر، ثم حارة المعْيَن؛ وفيها آثار مساكن بعض ملوك بني رسول وأقاربهم، وما يزال بعضُها عامراً إلى اليوم، وأدنى منها حارة التجاري، ثم حارة عُدافة وهي أسفل ذي عُقَيْب، وفيها بقايا ندارس بني رسول. وقد ترجم لـ(28) علماً من أعلامها.
3- ذي مَحْدان: قرية خربةٌ غير معروفة المكان، وكانت تقع في عزلة وراف من أعمال ذي جبلة، وقد بحثتُ عنها عند العارفين من أهل المنطقة، فلم أجد عنهد علماً عنها، وأخبرني أحدهم أنه توجد قرية تحمل اسم محذان بالذال المعجمة من عزلة خَباز من ناحية العدين في الغرب من ناحية جبلة.
4- رِعْيَان: قرية عامرة من عزلة المِعْشار من ناحية ذي جبلة، وتقع في السفح الشمالي لحصن المسواد جنوب مدينة إب، وشرق مدينة ذي جبلة. وقد ترجم لـ(2) من أعلامها.
5- الضَّهابي: قرية عامرة من عزلة المكتب من أعمال ذي جبلة، ثم من أعمال لواء إب، وتقع في الجنوب الشرقي من جبلة. سكنها قومٌ يعرفون – كما في السلوك – ببني شعبان.وقد ترجم لـ(10) من أعلامها.
6- عَرَشان: قرية عامرة من عزلة المكتب من أعمال ناحية جبلة، ثم من أعمال إب، وتقع في الجنوب الشرقي من جبلة على مسافة بضعة كيلومترات. كانت من القرى المقصودة لطلب العلم. وقد ترجم المرحوم القاضي إسماعيل بن علي الأكوع لـ(16) علماً من أعلامها.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مآذن بلا مذاهب
#جبلة
فاتنة إب تواجه الإهمال والزحف العمراني
صادق علي

 ارتبطت مدينة "جِبلة" التاريخية، فاتنة إب، بأهم مراحل ازدهار الحضارة الإسلامية في اليمن، وذاع صيتها إبان حكم الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، المرأة التي وحّدت اليمن وحَكمته، خلال الفترة بين عامي 1085 و1138 ميلادية، وترسخت في عهدها مفاهيم الحكم المتسامح.
  تحيط بالمدينة سلسلة من المدرجات الخضراء والأودية والبساتين الغنّاء، التي تعد متنفسها الأوحد، في ظل استمرار الزحف العمراني على حساب الزراعة والمساحات الخضراء.
  تبعد جبلة عن مركز محافظة إب، بحوالي سبعة كيلومترات غرباً، ويتوسطها جامعُ الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، وقصر "العز"- بيت الملكة أروى، المهدد بالخراب، وعددٌ كبير من المباني الأثرية التي تقاوم، بقوة تاريخِها ومعاني قيمة المكان، وحشيةَ الزحف العمراني وعشوائية البناء واللامبالاة تجاه النمط المعماري.
  تعيش المدينة التاريخية، حالةَ اغتراب بفعل زحف قوالب الأسمنت والاستحداثات المعمارية في محيطها. الزائر لهذه المدينة تتجه عيناه مباشرة نحو جامع الملكة أروى، الذي ينتصب كشاهد عيان على حجم حضارة وتاريخ حقبة إسلامية مزدهرة. جبل "التعكر" يبدو كحارسٍ أمين لدرة أثرية تروي تاريخًا ناصعًا لمدينة كانت ذات يوم عاصمة للحكم المتسامح، إبان الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، التي سنت سلسلة من القوانين الاقتصادية الهامة في المجال الزراعي وتربية الثروة الحيوانية والعدل والقضاء والثقافة، وشهدت اليمن في عصرها تطورًا ملحوظًا في كافة مجالات الحياة .

تتميز جبلة بالجمع بين المعالم التاريخية والموقع الجغرافي، وتحيط بها المدرجات والمروج الخضراء، التي تواجه مخططات عمرانية تهدد جمال المدينة ورونقها

بيوت شبيهة بالأبراج
ترجع مصادر تاريخية، منها كتاب "طبقات فقهاء اليمن"، الذي ألفه عمر بن سمرة الجعدي، أن تسمية جبلة بهذا الاسم، نسبة إلى رجل برع في الصناعات الحرفية القديمة، التي كان يمارسها في المدينة قبل أن تتحول إلى أشهر مدن اليمن، منذ منتصف القرن الخامس الهجري، عندما اتخذها مؤسس الدولة الصليحية عبدالله بن محمد الصليحي عاصمة لدولته. كان ذلك في العام 458 هجرية، وهي الدولة التي دامت أكثر من 90 عامًا، تمكن خلالها أمراء الدولة الصليحية من تحويل جبلة إلى مركز حضري وديني وعلمي، خاصة في عهد الملكة أروى بنت أحمد، التي أنشئت في عهدها أهم المعالم التاريخية.
  تتميز جبلة بالجمع بين المعالم التاريخية والموقع الجغرافي المميز، إذ تحيط بها المدرجات والمروج الخضراء، التي تواجه مخططات عمرانية تهدد جمال المدينة ورونقها. ويوجد في المدينة عدد من السواقي القديمة وقنوات الري، التي كانت شريانًا للزراعة في منطقة جبلة ومحيطها.
  قديماً كانت تسمى "مدينة النهرين"؛ لأنها تقع بين نهرين، كان الأول يصب من منطقة وراف، والثاني من جبل التعكر، فضلًا عن مساجدها الأثرية، البالغ عددها أكثر من 16 مسجدًا، أهمها وأبرزها مسجد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، الذي يبلغ عمر بنائه أكثر من ألف عام.
    بيوتها الأثرية المبنية من الحجر، تبدو كالأبراج، حيث يتكون بعضها من 6 إلى 7 طوابق، وعليها نقوش زخرفية بمثابة شواهد تاريخية على البناء الهندسي والمعماري المتميز لمدينة جبلة، ودليل على النهضة العمرانية التي ميزت تلك الحقبة من الزمن.
  حين تمتد قدم الزائر نحو أزقتها وأحيائها القديمة، تتكشف أهمية ذلك البناء، وكيفية رصف شوارعها وأزقتها، وحجم معاناة المدينة جراء الإهمال وعدم الترميم، بل وهجران بعض البيوت من السكان، وتدمير بعض القصور، مثلما هو حاصل لقصر "العز"، الذي كان مقر حكم الملكة أروى، والذي يعاني الخراب والإهمال حالياً. ويعد قصرها الشاهق والواسع، الذي ما زالت بعض معالمه قائمة، من العجائب الذي تحدثت عنها الكتب والمؤلفات، وقد تناقل الناس الروايات عنه أنه كان مكونًا من 360 غرفة بعدد أيام السنة.

جوامع تاريخية 
  أمّا مآذنها الشامخة وجوامعها التاريخية، فهي قصة تُشَدّ إليها رحال الزائرين، لما تتمتع به هذه الجوامع من جمال هندسي وبناء معماري فريد يعبر عن حضارة عظيمة.
  يعود معظم هذه الجوامع إلى عهد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، المرأة التي وحدت اليمن وحكمته خلال الفترة بين 1085 و1138 ميلادية، وبها تجسدت شخصية المرأة اليمنية والعربية، كحاكمة تفوّقت على غيرها من الرجال الذين حكموا اليمن، وسادت بحكمها سياسيًّا، ولم تسُد به مذهبيًّا.

  أصبحت الملكة أروى بنت أحمد مضربًا للأمثال في الحكم العادل، ما جعل منها رمزًا للحاكم المتسامح، واستطاعت خلال فترة حكمها أن تشيّد الكثير من المساجد ودُور العلم، وأنشأت السواقي الممتدة على عشرات الكيلومترات، مثل ساقية الجَنَد، التي كانت تمتد على مسافة أكثر من ثلاثين كيلومترا، مروراً بالكثير من المرتفعات.