اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
مقبنة هى إحدى مديريات محافظة تعز , اليمن .

مقبنة

المساحة • الإجمالية1٬160 كم² (450 ميل²)التعداد • الإجمالي186٫705

وتقع مقبنة في الجزء الغربي لمحافظة تعز.

ويحدها من اشمال محافظة الحديدة ومن الجنوب مديريتا المعافر ، وموزع ، وجزء من مديرية جبل حبشي , وتبلغ مساحتها 1160 كم2 , وعدد السكان 186.705 نسمة


التقسيم الإداري

تتكون إدارياً من (29) عزلة .. حيث تعتبر عزلة الملاحطة أكثرها سكاناً (22.149 نسمة) حسب تعداد 2004م – في حين تعتبر عزلة الاقحوز أكبر العزل مساحة (180 كم2).. وفي هذه المديرية (205قرى+1005محلة) ..

- يقع مركز المديرية في مدينة البرح..

- بقية المديريات هي : أخدوع أعلى ، أخدوع أسفل ، المجاعشة ، البراشة ، الوريف ، اليخياشن ، السواغين ، الجماهرة ، ميراب ، بني سيف ، الكرابدة ، محرقة ، بيدحة ، بني صلاح ، العفيرة ، القحيقة ، جاحر ، العشملة ، العبدلة ، الاخلود ، الاعدوف ، الحبيبة ، اليمن ، الصعيرة ، الفكيكة ، المجاهدة ، بني حمير ،


المزارات الأثرية

يوجد بها العديد من المواقع الأثرية ، أهمها : قلعة مؤيمرة التي تقع في قرية المحرقة – شمير ، وكذلك كهف برادة – الزاوية التي تُنسب إلى زاوية الشيخ محمد بن حسان ، ويوجد بها مسجد قديم وبعض المباني القديمة .. , كذلك مغارة ميراب ، و حصن بني مقبل ، الذي يقع في قرية الحرف ، ويوجد في المديرية حمامات طبيعية ، منها حمام وادي رسيان و حمام وادي الطوير..

الأنشطة الاقتصادية

معظم سكان المديرية يعملون في الزراعة والرعي وتربية الحيوان ، والبعض يعملون على قطع الأحجار ونقلها ، وإنتاج الجبن المحلي .. بينما جزء آخر يعتمدون على تحويلات أقربائهم المغتربين خارج الوطن .. وكذا يعتمد البعض على الصناعات اليدوية والفخارية والفضية والمنسوجات اليدوية .. وبذلك فإن الحالة الاقتصادية العامة للمديرية متوسطة..

أولا : الإنتاج الزراعي : - الحبوب : الذرة الحمراء والبيضاء..

- الخضروات : البطاط ، البسباس ، الفجل..

- الفواكه : النخيل ، الجوافة ، المانجو ، الموز.

ثانياً : الرعي وتربية الحيوانات : يتم تربية الأبقار ، الماعز ، الضأن ، والدواجن للاستهلاك المحلي .. وكذلك تربية النحل وإنتاج العسل
«مقبنة» اليمنية تحتضن الوديان وتنام في الجبال

محافظة تعز

تعد منطقة مقبنة القريبة من مديريتي شرعب الرونة والسلام، إحدى مديريات محافظة تعز، عرفت قديما باسم «مخلاف شمير» نسبة إلى شمير بن صعب بن الحارث بن زيد بن ذي رعين، ثم غلب عليها اسم مقبنة شمير. تشتهر بامتلاكها مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الغنية بالتربة الرطبة الصالحة للزراعة كما تمتاز بمناخ معتدل طوال فترات العام. أما في الصيف فيكون حارا نسبيا. ويعمل معظم سكانها في مجالات الزراعة وتربية المواشي والبناء، وتنتشر فيها مساحات واسعة من الأراضي الجبلية غير المملوكة لرعي الأغنام، وثروة هائلة من الصخور والأحجار النادرة التي ترسبت بفعل مياه الأمطار.

مهن متوارثة

تقع مقبنة غرب مدينة تعز على بعد حوالي (18 كيلومترا)، تمتد من وادي نخلة شمالا إلى وادي مَوزع جنوبا، وتتصل من الغرب بمديريتي المَخا ومَوزع، ومن الجنوب بمديرية الوازعية، ومن الشرق بمديريتي شرعَب الرونة وجبل حبشي، ومن الشمال بمديريتي حيس وجبل رأس من أراضي محافظة الحديدة. يبلغ عدد سكانها حوالي 196.000 نسمة تقريبا -بما فيهم المغتربون- ويسكنها قوم من قبيلتي الأشاعر والركب. من المهن المتوارثة فيها صناعة الأدوات الزراعية القديمة التي يمتلكون احترافا وتميزا في صناعتها مثل (الفؤوس والمفارص والنبال والمحاجل والآلات الخاصة لنقش أحجار البناء وتصنيعها وتنظيم الزهور لتزيين الأعراس، وصناعة آلة العزف الموسيقية التقليدية المصنوعة من قصب السكر ويعزفون بها الألحان التراثية الجميلة. كما تشتهر بالصناعات التقليدية الحرفية واليدوية منها صناعة الحصير من جريد وسعف النخيل.

وديان وجبال

تحيط بمقبنة بعض الجبال التي تعد مكانا للرعي والنزهة، كجبال (ميراب والنجد الأحمر وهوب الخامر وصبر والأكمة ومكعدة ومكيدفة والأكلوع والغول والمقشبة والرحبة) وهي جبال غاية في الارتفاع تطل على جميع مناطق المديرية، وتنتشر فيها الأشجار على علوها بشكل مدرجات إلى أسفل الأودية، ومن أوديتها الهامة وادي رسيان الذي تأتي مياهه من شمال جبل صبر، ومن المرتفعات الجبلية لتعز والجند والحيمة، ومن مرتفعات جبال الجعاشن، ومن العدين من محافظة إب. يتميز وادي رسيان، بأنه دائم الجريان على مدار العام، إلا أنه بسبب الحفر العشوائي للآبار أصبحت مياه الوادي ضعيفة وتقل سنة بعد أخرى، لكنه يشتهر بزراعة أشجار النخيل الباسقة والفواكه المتنوعة، إضافة إلى زراعة أنواع الحبوب، فهو دائم الخضرة على مدار العام. فيما يعتبر وادي البرح من الأودية الرئيسة الهامة في مقبنة وهو دائم الخضرة على مدار العام، وتتفرع منه أودية وغيول تشتهر جميعها بزراعة أشجار النخيل والمانجو والجوافة والموز، وكل تلك الأودية الرئيسة والفرعية تشكل متنفسات طبيعية جميلة ومناظر طبيعية خلابة. بينما تتعدد الزراعة وتتنوع محاصيلها، مثل (الذرة الشامية والشعير والملوخية والطماطم والبهارات والجزر والليمون والجوافة والمانجو وقصب السكر والجلجل). وبالتالي تشتهر بأسواق تستمر بعرض المنتوجات الزراعية والحيوانية طوال العام ومنها (سوق ميراب وهجدة والبرح والظهير والحجامة).

الغار الشهير

تتوفر في جبال مقبنة سياحة بيئية نادرة إذ يعد جبل ميراب أهم جبل في المديرية من حيث شهرته وتوافد الناس إليه من كل مكان، وأشهر ما يميزه هو غار ميراب الشهير جدا، ويقع غرب قمة جبل الشيخ، وربما كان عبارة عن منجم قديم قبل الإسلام، إذ يردد الأهالي في المنطقة أنه تم العثور فيه على نقوش ورسوم وتماثيل حميرية. ويمتاز بغرابة شكله، ويبلغ حجم الغار 190سم ارتفاعا و120سم عرضا. يبدأ النزول إليه بدرج ضيق وصغير الحجم ثم تبدأ الحركة فيه بالعرض، لكن لا أحد يستطيع الاستمرار في الدخول فيه، ولم يسبق لأحد من قبل أن وصل إلى نهايته! (يذكر البعض قصة قديمة حول الغار بأن شخصا في السابق دخل إليه ولم يعد. وأن الغار ملئ بالحيوانات المتوحشة والمفترسة كالثعابين والضباع والخفافيش). يمتد طوله حوالي 2 كم ليصل إلى نهاية الجبل الآخر في المنطقة المجاورة، و يمتلئ الغار بأشجار التين والقرض ويغطي معظم الجبل بأشجار شوكية. كما أنه يضم صخورا صلبة وأحجارا نادرة مترسبة عبر السنين.

طبيعة ساحرة

يوجد في منطقة وادي رسيان قرب منقبة، ما يمكن تسميته «أعجوبة إلهية» تتمثل في ينبوعين ينبعان من سطح الأرض بقوة في ذلك الوادي، أحدهما حار تماما والآخر بارد جدا، و يستمران بالاندفاع طوال شهور العام ويغذيان أشجار النخيل وتصب مياه الوادي في البحر الأحمر. كما يوجد في قاع وادي رسيان حمام معدني طبيعي يسمى «حمام رسيان» يقصده العديد من الزوار وطالبي الاستشفاء من الأمراض الجلدية والروماتيزم، كما يوجد في وادي الطوير القريب من مقبنة حمام بركاني ساخن، لكنه طمر بفعل أمطار السيول المتدفقة. ومن مفردات الطبيعة الساحرة أيضا هناك كهف «برادة» وهو عميق صعب الارتياد يوجد بداخله صهريج مياه يتندى سطحه على هيئة قطرات متقاربة وسريعة، شكلت عبر الأزمان أعمدة
كلسية نازلة من السطح، ومعلقة إلى أسفل ملونة بشكل بديع وأعمدة كلسية صاعدة من قاع الكهف بأشكال كلسية جميلة تنعكس كل هذه الأعمدة النازلة والصاعدة على سطح الماء مشكلة لوحة فنية جميلة، فيما يقع الكهف في مرتفع شاهق ومنطقة غير مأهولة بالسكان.

معالم تاريخية

تقع في أعلى قمة الجبل المسمى مؤيمرة قلعة تحمل اسمه «مؤيمرة» وتعتبر من القلاع التاريخية والأثرية التي كان لها دور كبير في مقاومة العثمانيين. حيث شهدت القلعة معاركاً بطولية كبيرة ضدهم، ويتم الطلوع إليها عبر طرق مدرجة مبنية بالأحجار الصلبة، تتكون من ثلاثة أدوار، شيدها الشيخ حسن بن يحيى في أواخر عام 1816، وشهدت في عهده مقبنة ازدهارا وتوسعا كبيرين. أما زاوية الشيخ ابن حسان فيوجد بها مسجد قديم، وبعض المنازل القديمة، وصهاريج مياه وطاحونة حجرية قديمة، كما يوجد سد يعرف بسد الزاوية وهو من أكبر السدود حجما في المنطقة يعود تاريخه إلى القرن 19 بناه الشيخ السنان، وكان السد يلبي احتياجات المنقطة من المياه للزراعة، لكن تم قصفه بمدفعية العثمانيين وتدفقت المياه بقوة وجرفت المدرجات الزراعية. أما الحصن فيقع في قرية الحرف، يتكون من عدة أدوار، وما زال شامخ البنيان، يتميز بطابعه الفريد المبني على شكل نوبات مستديرة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
اقدم مستوطنه بشرية في اليمن
#مقبنة
عن أهم وأخطر اكتشاف أثري هو كهف العَرَف في محافظة تعز (مقبنة) الذي استوطنه البشر قبل 1.5 مليون سنة هنا نأتي على أهم بل أخطر تحقيق عن أهم وأخطر اكتشاف أثري، لا أقول في اليمن وإنما على مستوى العالم، وهو مايؤكد ما ذهبت إليه عن قدم وعظمة تاريخ اليمن، وأنها كانت مهد وحاضنة البشر، ومهد الإنسان الأول، ومرتع الإنسان العاقل. ولقد جاء هذا النبأ العظيم في شكل تحقيق أجرته صحيفة الوحدة في عددها (604) بتاريخ 21 جمادى الأولى 1423هـ الموافق 31/7/2002م عن (كهف العَرَف) في محافظة تعز. ومن عناوينه البارزة ما يلي:
- كهف (العَرَف) الأثري في تعز. لغز جديد في تاريخ الإنسانية.
- الدلائل تؤكد أن منطقة اليمن هي موطن الإنسان الأول وليس (السبع العظيم) في أفريقيا.
- مكتشفاته تعكس عمراً مليونياً (والكنز) يسلب عقول الأهالي ويبذر نزاعات ملكيته.
- استخدامات الكهف مازالت احتمالات يتطلب تحقيقها إمكانات تفتقرها الهيئة والاستعانة بخبراء أجانب لازمة.
واشتمل التحقيق على ثمان صور فوتوغرافية ملونة عن الكهف علق المحقق على الصورة الثانية قائلاً: ظل الكهف مجهولاً لارتفاعه وثعابينه والاعتقاد بسكن الجن فيه. وكتب تحت الصورة الثالثة العبارة التالية: المواطنون: اعتقدناه جرفاً طبيعياً.. لكن (الحبشي) وحده كان يعرف سره. وتحت الصورة الرابعة جاءت العبارة التالية: أتربة الكهف استبعدت احتمال تعرضه للسطو لكن العظام المنقولة حتماً تثير الشك. وتحت الصورة الخامسة جاءت العبارة التالية: مداخل الكهف متساوية العرض والارتفاع وتلتقي ببعضها. أما الصورة السادسة فكتب تحتها عبارة: مدخلان على منحدر سحيق حالا دون ارتيادهما. وتحت الصورة السابعة كتبت هذه العبارة: لمعان جدران الكهف لغز محير. وأخيراً جاء تحت الصورة الثامنة ما يلي: قوالب تحت الكهف لغز آخر ينتظر تبديده. ويستهل صاحب التحقيق تحقيقه قائلاً: على بعد 40كم. غرب مدينة تعز باتجاه ساحل البحر الأحمر هناك مديرية قافرة تدعى (مقبنة) شهيرة بثعابينها وعقاربها شديدة السمية. كان أهاليها في السادس من يونيو الفائت على موعد مع مفاجأة كبرى لم يستوعبوها بعد ومثلهم خبراء الآثار المحليون! فالتجويف البسيط الذي اعتاد الأهالي رؤيته منذ عقود طويلة في قمة جبل يدعى (العَرَف) تبين أنه مجرد بهو لكهف بل كهوف عميقة لم تصنعها الرياح ولا المياه بل الإنسان الأول نحتها بآلة لا تعرف ما هي ولغرض لم يتحدد بعد. ويسترسل قائلاً: نبأ اكتشاف الكهف ظل سراً، ويروي الأهالي قصصاً غريبة لا يرويها مسئولو الآثار هنا فيقول (حزام): الحبشي وحده كان يعرف سر الكهف، وأن راعي غنم في قرية (العَرَف) لاحظ ارتياد هذا الحبشي للكهف غير مرة فقرر أن يتبعه في آخر مرة قبل إبلاغ الأمن، وهيئة الآثار بيومين. ولما تبعه لم يجده وشاهد ثلاثة مداخل للكهف. يراها لأول مرة داخله فخاف من دخول أي منها، وراح يبلغ الأهالي الذين حين وصلوا الكهف اصيبوا بالذهول لما رأوه. لم يتشجع أي منهم لارتياد أي من المداخل الثلاثة مثلما لم يتشجعوا لعقود طويلة صعود هذا الجبل والتردد كثيراً على الكهف أو المكوث فيه للحظات بعد مغيب الشمس خشية الثعابين الكثيرة داخل الكهف. وخوفاً من الجان ومن أن تكون إحدى هذه المغارات عرين طاهش (الحوبان) على حد قول شيخ المنطقة. يقع الكهف (اللغز) على ارتفاع 500 قدم في مديرية تضم 23 قرية ما زالت الحياة في جميعها بدائية إلى أبعد حد تدعى (مقبنة!) والوصول إليها شاق يستغرق ساعتين على متن السيارة إذ الطريق وعرة جداً. وعندما وصلنا موقع الكهف اعترضنا ثلاثة مسلحين من أهالي المنطقة قالوا: إن محافظ تعز ومدير آثارها عيناهم حرساً للكهف. وأن مجرد التصوير ممنوع لكنهم تفهموا وظيفتنا وهدف زيارتنا بالذات بعد أن عرضنا عليهم إذناً رسمياً لنا من مدير الآثار بزيارة الكهف ومعاينته. كانت مفاصلنا ترتعد عند شروعنا في صعود أو بالأصح تسلق جبل (العرق) قد حذرنا مدير الآثار من الثعابين والحيات، وأنها تسكن بكثرة في الكهف. وهو ما تأكد لنا بمجرد وصولنا مدخل الكهف حيث كانت آثار حركتها في التراب متعددة الأطوال والأحجام وتشبه في تلاقيها وتقاطعها خطوط السكك الحديدية. لكنا بقينا نراهن على قوة إضاءة اللمبة التي تعمل بالمولد الكهربائي. وعلى حقن مقاومة السموم التي زودنا به الأطباء في تعز. قالوا لنا: إن ثعابين وعقارب هذه المنطقة ومنطقة تسمى (الحوبان) في تعز هي الأخطر والأشد سمية في اليمن كلها، وأن بعضها لا تلسع بل تنفث سمها في وجه من يهاجمها ليصاب فوراً بالعمى! وعن مدخل الكهف يقول المحقق: مدخل الكهف (المألوف) كان كما وصفه لنا مدير آثار تعز مجرد بهو يمتد بعرض 4 أمتار، وارتفاع 5.5 أمتار وعمق مترين إلى ثلاثة كانت مردومة بالتراب، الأول لا تعرف نهايته وتوقفت لجنة هيئة الآثار عن نزع الأتربة منه بعد خمسة أمتار فقط من دخوله كونه المركز الرئيسي لتجمع الثعابين والحيات لوجود فتحتين على جانبه الأيسر قطر الواحدة 30 سنتمتراً
، أما المدخل الثاني فيبلغ أقصى عمق له وصلته اللجنة 30 متراً ولم ينته بعد. في حين يقع الثالث بين مدخلين ويرجح التقاؤه بأحدهما. خارج هذا الإطار (البهو) تقع المداخل الأربعة الأخرى للكهف متجاورة تفصلها قواطع صخرية من أصل الجبل تمتد بعرض مترين إلى ثلاثة أمتار. قد بلغت حفريات لجنة الآثار نهاية واحد منها فقط عند عمق 3.5 متر، تبين أن المدخلين الخامس والسادس يلتقيان إليه بعد عمق 10 أمتار وعمق 18 متراً في حين لم تستطع اللجنة ولا نحن معاينة المدخل السابع نظراً لوقوعه على منحدر سحيق وخلو مدخله من موطئ قدم يسمح لمستكشفه بالخروج السريع في حال طرأ أي طارئ داخله.
وعن انطباعات من يزور هذا الأثر العظيم يقول التحقيق: انطباعات كثيرة يرصدها الزائر لهذا الكهف. أولها أن جميع مداخلها متساوية العرض والارتفاع (4+5.5) بما يجعل السير بداخلها ممكناً بقامات منتصبة. وثانيها أن بين كل مترين فجوات في السقف صممت على شكل قباب للتهوية. أما ثالث الملاحظات فهي أن جدران وأرضية المدخل والممرات السبعة ناعمة أكثر من الرخام نفسه. وكل ذلك يؤكد حرفية عالية ووعياً هندسياً راقياً لدى من نحتوا الكهف. ويدعو مدير الآثار (العزي محمد مصلح) للجزم بأن لامثيل لهذا الكهف في تصميمه وهندسته ونحته في أية حضارة إنسانية لا محلياً ولا عربياً ولا حتى عالمياً على الأقل في حدود معرفتي وقراءاتي حسب قوله (العزي). يعلل اعتباره هذا الكهف فريداً من نوعه فهي فكرة ذكية لا يمكن أن تأتي مصادفة بل عن وعي ونضج هندسي لأنها توزع أحمال الجبل وتضمن عدم انهيار الكهف. وكذا تدفق تيار هوائي منظم يشبه دقات انبعاث تيار التكييف المركزي في أيامنا هذه. وجاء تحت عنوان (لقى): على ذكر اللقى عثرت لجنة هيئة الآثار داخل الكهف حتى الآن على أدوات صنعت من حجر الصوان، منها سهام ومطارق رؤوس حراب وجميعها عرف الإنسان البدائي الأول باستخدامها. وقد أعطتها اللجنة أعماراً مختلفة تراوحت بين ما قبل مليون ونصف المليون سنة، وبين مليون سنة و(500) عام (إذ يعود بعضها إلى تعبير (تأكيد) مدير آثار تعز رئيس اللجنة العلمية لدراسة الكهف. ومن بين اللقى الأثرية المكتشفة حتى الآن داخل هذا الكهف ثلاث أوان فخارية إحداها كبيرة جداً لم يستطع أعضاء لجنة الآثار نزعها. وما زالت في مكانها داخل المغارة أو المدخل الرابع للكهف لكنهم قدروا تاريخها إلى ما قبل الميلاد، ربما بألفي عام. والثانية صنعت باليد قبل ظهور العجلة ويرجع تاريخها مقارنة بلقى فخارية مشابهة عثر عليها في جبل صبر في تعز إلى الألف الأول قبل الميلاد، أما الثالثة فيعود تاريخها بالنظر إلى شكلها وسطحها الخارجي وطريقة عملها إلى نفس التاريخ أو أقل قليلاً. كما عثرت اللجنة على جمجمتين بشريتين عليهما آثار تحنيط عند مدخل الكهف الثاني. وعظام أيد وأرجل بشرية أيضاً وضخمة نسبياً عثر عليها عند مدخل الكهف الرابع. وحالياً تخضع هذه العظام للتحليل والفحص لتقدير زمن الوفاة ونوع مواد التحنيط المستخدمة، وغيرها من المعطيات التي قد تسهل الوصول إلى نتائج عامة بشأن الكهف. لكن اللجنة وعلى غير عادة المستوطنات البشرية القديمة (الحجرية) في العالم وفي اليمن أيضاً لم تعثر حتى الآن على أية نقوش أو رسومات جدارية أو ما يعرف بـ(الخربشات) الأمر الذي يعزوه مدير آثار تعز إلى قدم الكهف. ويرجح لديه احتمال أن يكون السكن في هذا الكهف قد انتهى أو توقف قبل ظهور الكتابة البدائية لكنه في الوقت ذاته لا يدعوه للجزم بخلو الكهف من النقوش إذ لم تفحص اللجنة جدران الكهف فحصاً حصرياً حتى اللحظة ومازالت نهايات أعماق عدد منها مردومة بالأتربة. لم تستطع اللجنة ولا نحن وصولها.
وتحت عنوان (ألغاز) يسترسل التحقيق:
هذا الكشف فجر وأثار كثيراً من الألغاز أولها لمعان صخور أسقف مداخله التي هي بعرض متساو قدره (4) أمتار. ولمعان جدرانها أيضاً إلى حد جعلها أقرب إلى الأحجار الكريمة. إذ كيف يتم العثور على أدوات حجرية داخل الكهف تعود إلى العصور الحجرية. ويكون في الوقت ذاته بهذه الدرجة العالية من الصقل.
قال العزي مصلح مدهوشاً.
وتابع: من ير هذا الصقل يجزم باستحالة أن يكون بواسطة آلة حجرية أو أن الكهف نحت بطريقة التفتيت حتماً هناك آلة حادة استخدمت في نحت الكهف ليست بالطبع من الحجر بل من الحديد، والأرجح أن النحت كان يتم عن طريق قص الصخور قصاً وليس تفتيتاً في شكل قوالب صخرية مستطيلة مازالت موجودة في بهو الكهف. وأضاف: من خلال المعاينة الأولية يمكنني القول أن هذه الآلة تشبه تلك المستخدمة في محاجر مملكة سبأ في قص حجارة الرخام والمرمر أصلب أنواع الصخور. لكن كيف وصلت إلى هنا؟ وماذا عن الفارق الزمني الشاسع بين العصرين (الحجري وعصر مملكة سبا؟ ذلك هو السؤال المحير.وهناك أمر آخر بل لغز آخر يثير حيرة خبراء الآثار أيضاً هو استخدامات هذا الكهف. فهناك احتمالات عديدة تدعمها معطيات مادية. غير أنهم يفيدون أن تأكيد أي من هذه الاحتمالات غير ممكن الآن، ويتطلب دراسة علمية. أول هذه الاحت
مالات أن الكهف كان تجمعاً سكنياً للإنسان الأول البدائي بدليل تصميمه الذي يراعي شروط العيش داخله وأهمها التهوية، وتجديد الهواء. وقنوات تصريف وأدخنة مشاعل الضوء التي ما تزال مواقعها بائنة وتعلوها في الأسقف طبقات الكربون. كما أن لمعان أرضية هذه المداخل لا يكون إلا نتيجة حركة أقدام كثيفة ولفترة زمنية طويلة جداً غير منقطعة حسب تأكيد العزي مصلح. أما ثاني الاحتمالات لاستخدامات الكهف فهو أنه كان مقبرة جماعية. وعن ذلك يقول العزي مصلح: المعطيات الأولية تدلل أنه ربما تحول في مرحلة زمنية متأخرة إلى مقبرة لأسرة معينة بدليل العظام المكتشفة والأواني الفخارية التي يرجح إنها كانت خاصة بمواد التحنيط إضافة إلى كمية الأتربة الهائلة التي ردمت بها مداخله. ورائحتها العفنة. وكثافة الثعابين والحشرات السامة. وتشبع هذه الأثرية بالأملاح الناجمة عن التحلل. فضلاً عن أنها مخلوطة بالرماد النقي من الفحم، مما يؤكد أنها استقدمت وكدست عمداً. ويضيف: إمتزاج أتربة الكهف بالرماد النقي أمر محير يجد عند خبراء الآثار المحليين تفسيراً أولياً مفاده تأمين حماية للمقابر من محاولات نبشها وسرقتها إذ لا يستطيع العامل الاستمرار في نزع الأتربة من 45 درجة مئوية داخل الكهف، ومحدودية الأكسجين. وكمية الغبار الكثيف المتصاعدة عن عملية نزع الأتربة والذي يصيب المرء بكتمة وربما أدت إلى وفاته، فضلاً عن أن هذه الأتربة مشبعة بالأملاح المتحللة وخطرة أو سامة بمعنى أصح.
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
جبل الجن في مقبنة بتعز .. بين الحقيقة و الأسطورة

ليس من قبيل الصدفة أن تؤدي رواية تاريخية تحتمل الصواب والخطأ إلى الاهتمام بمنطقة أثرية من قبل جماعات مجهولة قد يكون البحث عن الآثار وتهريبها من صميم عملها، لكن أهالي قرية القطين والسليف في مديرية مقبنة بمحافظة تعز يريدون أن يبقى تاريخ أجدادهم أو بالأحرى تاريخ منطقتهم محمياً من أي محاولة اعتداء أو تهريب ما لم يكن اكتشاف ذلك من قبل جهات رسمية تحفظ للمنطقة حقها التاريخي فهم يدافعون عن ذلك الإرث الذي لا يعلمونه إلا بما حكى عنه الأسلاف وتناقله الآباء والأجداد.. الحكاية الكاملة لمحاولة الاعتداء على جبل الجن القفل وأسبابها وتبعاتها نلخصها من خلال نزولنا الميداني…

ارتبط جبل المقفلة في مديرية مقبنة بتعز بأسطورة تقول: إن ملك الجن يسكن هذا الجبل. ما جعل الأمر عندهم أكثر تصديقاً هو وجود صخرة أمامية واضحة للعيان تشكل بوابة ضخمة للجبل وصخرة أخرى بالخلف، لكنها ليست بنفس الوضوح حتى أصبح الرعاة يصعدون الجبل حذراً وينزولون مع غروب الشمس دون أن يحملوا شيئا من أحجاره؛ لأنه يخال لهم أن ذلك يزعج ملك الجن وهو ماتناقلوه عن أجدادهم.

هل هي قرية أثرية أم…؟

صعدنا فوق الجبل فلم نجد شيئا سوى بقايا أطلال لديار وأحجار.. وحفر كالآبار تمتاز بالسماكة، وكأنها كانت مرتعا لحياة خصبة ظلت رابضة فيها لسنوات حتى حل عليها الخراب، لكن الغريب أن أهالي القرية التي تقع تحت الجبل لايعلمون من تاريخ هذه القرية الأثرية "الجبل" شيئا سوى أنهم سمعوا أن اليهود كانوا يسكنون فيها ويكنزون الذهب والمجوهرات، لكن كبار السن ممن قابلناهم يؤكدون أن أكثر من عشرة أجداد لم يعرفوا.. أهالي هذه القرية من قبل.

مدير عام الآثار بتعز العزي مصلح يؤكد أنه نزل بنفسه إلى الجبل بناءً على توجيهات من المحافظ حمود الصوفي وقال: نزلت ولم أجد أي لمسات للتدخل البشري على الإطلاق والمسألة أن عوامل النحت والأسباب والتعرية الطبيعية هي التي شكلت بروز الجبل كهيئة ظله لتتعامد الشمس عليه، وتتوزع الأشعة البنفسجية على الجوانب، وبقي في الوسط ما يشبه الذهب.

وقرية الجن هذه كل ما فيها أنه يوجد باب شكلته عوامل التعرية وجعلت الرؤية عليه من بعيد يخيل بأنه باب، وحينما تصعد عليه تجد أنه ليس به أي شيء.

قرية مجاورة وقصة مشابهة

القصة الأسطورية الأخرى تدور في جبل القشعة المجاور، حيث يقال إن أهالي القرية كانوا يدعون (يا الله بحرب أو حراب أو دولة تدق التراب) فسلط الله عليهم حشرة، اسمها الحراب قتلت بعضهم وهجرت آخرين نقلوا قديماً إلى مديرية تسمى اليوم الظهرة.

الاعتداء الأخير

يقول أبناء القرية إنهم لاحظوا منذ غروب الشمس، الخميس الماضي مجموعة مجهولة تصعد جبل المقفلة دون أن يكون لديهم علم بنية هؤلاء، وما إن بدأت الساعة الأولى من منتصف الليل حتى سمعوا صوت حفر وتكسير من الجبل اجتمع بعدها عدد كبير من الرجال والشباب من قريتي القطين والسليف لمنعهم، وعندما باشروا الصعود قوبلوا بإطلاق نار باتجاههم واتجاه قراهم، لكن علمهم بتضاريس المنطقة جعل بعضهم يلتف عليهم من الخلف وتمكنوا من محاصرتهم.

يقظة أمنية

خمس دقائق فقط من اتصال الأهالي بمركز الشرطة في المديرية حتى كان الطقم موجوداً يحاصر العصابة مع المواطنين الذين طوقوا على العصابة حتى وصول الشرطة وألقت القبض على ثلاثة عشر شخصاً من أفراد العصابة مع أسلحتهم وأدوات العمل الخاصة بهم وثلاث سيارات كانت تنتظرهم وتحميهم على الخط العام.

فتحي قصة بطل

أبناء هذه المناطق يعتزون أنهم من الأخلود وما إن نسأل أحدهم عن اسمه حتى يكون الخليدي سابقاً له.. كما هو معهود عن قيم التكافل الاجتماعي الذي يتصفون به.. فتحي الخليدي أحد الشباب الذين دافعوا عن القرية يقول بحرقة وغيره: إذا كانت هذه المناطق هي مناطق آثار فعلى الجهات الرسمية البحث عنها وحمايتها نحن قمنا بدورنا في المرات السابقة التي تعرضت لها المنطقة من اعتداء على آثارها وتاريخها، ودافعنا عنها، واليوم تعرضنا لإطلاق نار على قريتنا من قبل مجهولين سبب الخوف والهلع للنساء والأطفال، وهذا يزيدنا إصرارا على الحفاظ على تاريخنا.

فحم وكتب وخرائط

بعض سكان المناطق القريبة من الجبل يقولون إنهم يشاهدون باستمرار مجاميع مجهولة تحمل أكياسا (شوالات) يعتقدون أن بداخلها قطعا أثرية من القرية التي تعلو جبل المقفلة، خصوصاً أنهم وجدوا معهم كتبا وخرائط للعثور على أماكن الكنوز، لكن ما يراه غريباً أبناء المنطقة هو اصطحاب الذين يعتدون على القرية كميات من الفحم ومشعوذين مما يجعل الرواية الأسطورية مفتاح هؤلاء للمجيء إلى القرية ..والسؤال لايزال قائماً: هل القصة حقيقة أم مجرد أسطورة؟!

مدير هيئة الآثار أوضح لنا أن الأشعة الذهبية التي تصنعها هالة من ضوء الشمس أغرى مجموعة من الناس الذين أولوا هذا الباب بأن منه سوف يخرج المهدي المنتظر وانتشر الخبر بين الناس بأن المهدي سيخرج من هناك ورواية أخرى تقول: إن ملك الجن "عيرود" يسكن فيه، وهم ينتظ
رون الكنوز، وهؤلاء قد حفروا حفرا صغيرة في قرية تسمى قرية اليهود، لكن لم يجدوا شيئا.. الناس لايزال لديهم موروث من الأساطير والجن والعفاريت؛ لدرجة يخيل للفرد أن الناس لايزالون في العقلية القديمة في تصديق الخرافة
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
  من عينِ القمر
يهود الشِّقة في مقبنة .. العادة والرحيل

أخرجهم النجم من منازلهم ليرحلوا إلى إسرائيل

يهود الشِّقة في مقبنة


تحقيق ودراسة اعدها / داود دائل

في الكتب التاريخية القديمة في اليمن أو في هذه الأرض الخضراء السعيدة من جزيرة العرب ظهر اليهود فيها ظهوراً واضحاً واستمروا قروناً عديدة، وصارت اليهودية ديانة سابقة في البلاد، كما الإسلام ديانة أتت بعد ذلك.. ولا أعتقد أن هناك أموراَ واضحة تدل على كيفية كان مجيئهم وانتشارهم هناك في المناطق اليمنية بعد أن انتشر فيها الإسلام بشكل واسع إبان الدعوة إلى الرسالة المحمدية..وهل كان ذلك الدخول اليهودي سبب انتشارهم بشكل كبير حتى وصلوا إلى «شمير» مقبنة فكان أكثرهم في منطقة «الشِّقة» التي كانت المركز الأساسي ليهود شمير آنذاك والتي ستكون محل حكايتنا في هذا التحقيق، فلم أجد رغم اجتهادي على هذا التحقيق أية أشياء وثائقية تساعدني في كتابته.. أو علماً واضحاً دقيقاً عن ذلك غير ما التقطته من الأجداد القدامى الذين عاشوا مع اليهود آنذاك.


تاريخ يهود اليمن

لنكن مع يهود اليمن وذكر أخبار دخولهم بعد أن كانت الرسالة السليمانية تعم جميع أرجاء اليمن.. عندما آمنوا بالنبي سليمان عليه السلام مع الملكة بلقيس..وذكر في تارخ يهود اليمن أنه يزعم أهل الأخبار أن تبعاً، وهو التبع «تبان أسعد أبو كرب الحميري»، اهتدى إلى الديانة عند اجتيازه يثرب وهو عائد إلى اليمن من حرب قام بها في الشمال وفي إيران، وذلك بتأثير بعض الأحبار عليه، ومنذ ذلك الحين صارت هذه الديانة ديانة رسمية للبلاد، وتجعل بعض روايات الأخباريين اسم هذا التبع «تبع بن حسان» أو «حشان» وهو «تبع الأصغر»، أو «أبو كرب بن حسان بن أسعد الحميري» أو غير ذلك وتزعم أن حبرين من أحبار اليهود من بني قريضة عالمين راسخين في العلم، هما اللذان هديا التبع إلى اليهودية، وابعداه عن عبادة الأوثان، وقد يكون لهذه الروايات شيء من الصحة، غير أني أرى أن دخول اليهودية إلى اليمن مرده أيضاً إلى اتصال اليمن من عهد قديم بطرق القوافل التجارية البرية والبحرية ببلاد الشام، وفي قصة سليمان وملكة سبأ إشارة إلى تلك الصلات، وإلى هجرة جماعات من اليهود إلى هذا القطر عن طريق الحجاز، بعوامل متعددة، منها: التجارة والهجرة إلى الخارج، وهروبهم من اضطهاد الرومان لهم، وعوامل أخرى جعلتهم يتجهون من الحجاز إلى اليمن، فأقاموا فيها.


شمير يهودا


أهمل التاريخ الكثير من الجوانب الإنسانية الحقيقية لليهود، وترك البعض أشياء كثيرة كان عليهم - أقصد المؤرخين - أن يذكروها في تاريخ هذا البلد المعاصر وهذا الوطن الذي عاش فيه الكثير من البشر بمختلف طوائفهم الدينية ومذاهبهم العقائدية.منطقة شمير (تعرف باسم مقبنة) هذه المنطقة الجميلة لها تاريخ عريق من عهد شمر بن معن بن حمير الذي مد جذوره في المناطق التي يسكنها الأهالي والتي كان من العهود الأولى لها في سفوح منطقة مقبنة حتى سال منها العديد من القرى والفخوذ.. هنالك من ينسب أبناء شمير إلى منطقة وعهد أبي موسى الأشعري وأولاده.. وأىضاً من يقول إن من بعض قبائل شمير تعود إلى عهد عمار بن ياسر.


حياة يهود مقبنة


عاش في مقبنة كغيرها من المناطق اليمنية الكثير من اليهود الذين كان لهم الأثر الأكبر في تكون القبيلة اليهودية، وانتشرت هذه الديانة في مناطق كثيرة من شمير وتوزعت على مناطق كثيرة من شمير منها قرية أساسية لهم اسمها «الشقة» في سواغ الوادي وكان منهم في سواغ الجبل وأىضاً بني سيف والبتراء والرنف والزيلعي وسقم وأىضاً العديد من المناطق ظلت الكيانات اليهودية تحافظ على كل العادات والتقاليد بينهم أنفسهم فقط، بينما القبائل الأخرى ظلت تحتفظ بديانتها ولم تتأثر بالديانة اليهودية.. بينما كان هناك خوف من اختلاط كلا الطرفين إذ منع أن ينشأ بينهم أي حوار ديانات أو أية حروب في تلك الفترات، استمر اليهود عهوداً طويلة حتى رحيلهم إلى فلسطين في عهد الرحيل اليهودي في ذلك العهد الذي انتقل فيه كافة اليهود من البلدان العربية وتخلت شمير عن اليهود تماماً، وكذلك القرى، وخرج يهود الشِّقةمع من خرج من اليهود.. ولم يبق فيها أي يهودي غير من أسلم منهم.


الشِّقة يهود هو يهودها


ربما من الصحيح أن دخول يهود الشِّقةمثل أية منطقة دخلها اليهود سكنوها عندما لم يجدوا أحداً في مناطق لايمتلكها أحد والبعض سكنوها عنوة وغصباً عن أهلها.. أو بموجب الاحتلال التركي الذي جلب معه اليهود من مناطق كثيرة في أفريقيا مع أسعد الكامل الذي كان له الأثر البليغ في نشر الديانة اليهودية، وربما كان منهم سكان أصليون غير أنهم لم يسلموا أصلاً.وإذا أتينا من الجانب الواقعي كانت شمير هي الأقرب من أية منطقة في اليمن من ساحل «المخا» ودخول جيوش «أبرهة الحبشي» ومعه أشكال شتى من اليهود.. لاحتلال اليمن من الجانب الحبشي.. وتفكير «أبرهة الحبشي» في هدم الكعبة المشرفة.. ما أدى إلى تكوين بعض العناصر اليهودية الأفريقية على المناطق الساحلية ومناطق تهامة من
ها حيس، وزبيد، والحسينية، وشمير بسبب قربها من المناطق الساحلية.يهود الشقة.. تعتبر الشِّقة إحدى المناطق اليمنية التي عاش فيها اليهود تقع في عزلة «السوغين» في سفوح سواغ الوادي .. الكائن في المناطق الوسطى لشمير الذي يشرف علىها جبل ميراب من الجهة الشرقية والمجاعشة من جهة الغرب تأتي بعدها تهامة.كانت اليهود في الشِّقةمجموعة كبيرة جداً أكبر من أية منطقة أخرى.. قيل إن عددهم يتجاوز آلاف نسمة منهم المتعلمون والمعلمون وكبار الأحبار.كانت الحياة لليهود شبيهة بالحياة اليهودية التي امتازت بها حياة يهود داليمن من قبل فكانوا يعملون لدى بعض المسلمين بمقابل أجر ليكونوا لهم ثروات يجمعوها في مدافن خاصة لهم ويضعون الأكل فيها مكونين مع بعضهم جماعة متماسكة ويسعون للرزق بينهم، يأكلون الشيء القليل حتى لايسرفوا ويأكلون السحت.. بعض الأفراد اليهود الداخلة استعملت هذا التكوين حتى تمكنوا من قوة تمكنهم من العيش في قرى تعزلهم عن المسلمين والبعض جاور المسلمين من أجل العمل في الفلاحة.


نشرهم الربا في المنطقة الكيلة بكيلتين


يذكر أن اليهود كانوا ينشرون الربا بشكل كبير بين أبناء المنطقة «الشقة» ليعود لصالحهم بالكسب وزيادة الغلة.. من كان يذكرهم من الأجداد تحدث عنهم لم يذكر سوى الشيء البسيط.. في الفترة الزمنية التي كان فيها اليهود إذ كانت أيام شديدة المجاعة وشديدة الفقر والجوع في كل مكان ويعتمدون على ما تنتجه الأرض فقط.كان السكان يعيشون على ما يجدوا من الأرض في موسمهم ومابعد الموسم بأيام قليلة.. حتى آخر حبة حصلوا عليها ويعود الفقر والجوع من جديد .. اليهود خلالها يحسبون لهذه الأيام حساباً واحداً .. فهم يجمعون الحبوب والطعام في مدافن عديدة لايخرجونها إلى الأسواق مهما كانت الأسباب حتى يأتي من يريدها بمبلغ زائد وتفتح الأسواق لكسب الأموال بزيادة تغل لهم.المناطق المجاورة للشقة كانت لاتجد غير يهودها فيرحلون إليهم يحملون «القفف» و «الجواني» كي يكتالون منهم ما يسد جوعهم إلى يوم الحصاد وأيضاً يوفرون ما يساعدهم على الزراعة في الموسم القادم... كان اليهود يقدمون هذه الخدمة على شرط أن يحصلوا عليها في يوم الحصاد بزيادة بالمثل بمعنى أن تكون الكيلة الواحدة بكيلتين والقرع بقرعين وهكذا أو عليه أن يدفع الثمن مضاعفاً.ومن أعمال الربا كان اليهود يمتلكون أموالاً كثيرة بسبب التجارة بصياغة الذهب والفضة والحديد، وكان إذا اعطى لمسلم من ماله يستلم منه وعداً أو يرهن عليه أكبر ما يملك من أرض، ويصر في بعض الأحيان على أن يحصل على رهن قطعة أرض ليزرعها دون أي مانع.. على أن يكون تسليم ذلك الرهن بالفترة المحددة مع الزيادة عليه بالمثل.


صناعة اليهود


امتاز اليهود في الشِّقةعلى الكثير من عناصر القوة والوجاهة والنشاط غير المحدود.. فكان منهم التجار ومن يعمل في صياغة الذهب والفضة وصناعة الحديد وتشكيله في قطع زينة ثم بيعها على التجار الذين يعبرون المناطق في شمير مقبلين من عدن متجهين حتى زبيد وشمال الجزيرة العربية فان يهود الشِّقةفي المركز الهام لمرور التجارة اليمنية والعربية فكانت أعمالهم تصل حتى فلسطين.. وكان منهم من يافر حتى حيس وزبيد لبيع تلك الحلى والملبوسات الحديدة.. ثم يجلبون معهم على طريقهم بضائع على ظهر الحمير يمرون يبيعونها في قرى المسلمين.وكانوا يمتلكون أحجاراً كبيرة تكون لهم مجموعة من القوالب المشكلة بمختلف الاشكال الذهبية والفضية.. التي تساعده على تشكيل الحديد وغيره بعد أن يحرقوه ويضعوه في تلك القوالب ويدقون عليه بواسطة مدق خاص ومضرب من حجر.. فكانوا جديرين وحريصن أشد الحرص على هذا العمل الذي يساندهم في قوتهم الاقتصادية.فعملوا على صناعة الحلق الحديدة والأساور والأقراط والخلاخيل وخواتم وقلائد لاتزال هنالك العديد منها ولايزال العديد من أبناء المنطقة يمتلكون منها ويحافظون عليها.يذكر أن يهود الشِّقةكانوا يبنون البيوت بأشكال متقاربة ليشكلوا بينهم سرداباً واسعاً بمعنى شارع ويتركون أماكن خاصة لربط الخيوط أماكن خاصة للمدافن، وأماكن خاصة للولائم، وأماكن خاصة لأداء الخطابة والوعظ، كما ذكر المركز الأساسي ليهود شمير وفيه يتحاكمون.. كانوا يتعايشون فيما بينهم ويسعد كل واحد الآخر، فهم يقيمون الولائم بالركض والطبل والتزمير ويمنعون المسلمين من المشاركة معهم.. ويسيرون إلى الكثير من أماكن العبادة مجاميع وأيضاً لهم أب أو باب صغير بينما كان الباب الأكبر في تعز.. ويذكر أن لهم مكاناً للعبادة، وهذا المكان أىضاً كان يقوم في العديد من الأعمال الشعائرية والدينية منها تعليم الأبناء العبرية وهي لغة يستعملونها بشكل مطلق.. إضافة إلى الصلاة في المكان.. كان اليهود كما يذكر أنهم يقومون في كتابة العبرية والتراسل مع تعليمها والحفاظ على ما أمكنهم من أن يمتازوا في لبس القبعات التي كان البعض يحضرها من فلسطين والدروع.. وأنهم كانوا يحبون على النجوم ويرمون الحجر ويطّيرون وكان منهم من احترف مهنة الطب والعلاج من مختلف الأشجار.. ك
ان اليهود إذا حضر رمضان يختفون بشكل كبير عن الظهور في بوادي المسلمين، حيث يذكر أنهم كانوا يصومون رمضان من العشاء إلى العشاء.. وما يفطرون به يقيدون به الصوم.. ويسمون أنفسهم باسماء أنبياء مثل إبراهيم بن ربه ويعقوب وإسحاق ويهوذا وعيسى وموسى وزكريا ويوغاء وعيدوا وعينان ويعان ويحيى وداود.. وأىضاً كبيرهم يوسف اليهودي الذي كان المسئول عنهم وصاحب القرار الذي اشتهر بتجارته وسعيه وراء الذهب وكانت تدور مشاكل بينه وبين بعض المسلمين فتدخل الدولة وتعمل على حلها بينما كان من اسماء النساء مريم وهند وزليخة وغيرها من الأسماء..


حكم من أثر اليهود


نشر اليهود في الشِّقةالكثير من الحكم والأفكار التي انتشرت معهم عبر الزمن، فهنالك حكم يتماشى عليها اليهود وعبارات تدلهم على الكثير من الأمور كما تشابه المعتقدات والأفكار والخيالات التي يحتسب فيها اليهود السفر والعودة والشروق والنجوم والريح، فكان كل عمل يدل على شيء.. فهو يبشرهم وينذرهم، وكانوا يضرمون النيران والكثير من المعتقدات منها الدعاء للمهاجر أن يعود من غربته.. والعديد من العبارات والأساطير.من هذه الحكم كان اليهود في الشِّقةفي أول يوم ينزل فيه المطر من العام يضعون تحت منازلهم أواني فارغة حتى ينزل الماء ويملأها تماماً ثم يزنون هذا الماء ويقارنون بينه وبين الماء الموزون في العام المنصرم ثم يحسبون الحسابات الدقيقة بين كلا الرقمين.. حتى يحصلون على بيانات دقيقة بين رزق هذا العام وما يمكن أن ينزل فيه من مطر ومتى يمكن أن يزرعوا المحاصل.. هل في أول السنة أو وسطها وما يجب عليهم أن يزرعوه في هذا العام.


من حكاياتهم2


ذات يوم كان كبيرهم يوسف اليهودي في سفر فمر راكباً على حماره بجبل السواغ كي ينزل منه إلى سواغ الوادي ثم الشيقة.. وكان من العرف في بناء البلاد أن اليهودي إذا مر بمقبرة المسلمين عليه أن ينزل من على حماره، ويسير راجلاً.. فمر اليهودي يوسف في مقبرة المسلمين، وبينما مجموعة من الشباب يرعون أغنامهم يشاهدونه يمر على حماره دون اعتبار لأحد، فصاح عليه الرعاة وأمروه أن يرتجل ، لكنه رفع رأسه إلى الأعلى ولم يبدٍ أية كلمة لهم.. وتركهم يصيحون دون اعتبار.. فما كان من الشباب إلا أن يحفوا أكمامهم ويرفعون الحجر في وجهه ويوجهون عليه العديد من الرمي الشديد حتى سقط من على حماره إلى الأرض ملطخاً بالدماء.. فيقوم هارباً يخرج من المقبرة ثم يتجه نحو بيت الشيخ المساء «الشيخ عوض» في المنطقة المجاورة متحدياً جميع أبناء القرية استقبله الشيخ متعجباً من الدماء التي تنزل منه بشكل كبير.. فقال له أيها الشيخ انظر ما عمل بي الأولاد ثم شكا له بانهم لايحترمون اليهود، وما هنالك من العبارات التي توعد فيها اليهودي حتى يعاد له اعتباره.. لكن اليهود أخفى الحقيقة وزورها فلم يظهر السبب واكتفى أنهم رموه بالحجارة، فما كان من الشيخ إلا أن أمره بالعودة في اليوم الثاني.عاد بعد أن كان الشيخ قد أحضر الأولاد الذين تسببوا بالمشكلة.. سألهم عن السبب فلم يمانع الأولاد من أن يحكوا للشيخ ماجرى بالصدق.. فلم يكن من الشيخ إلا أن قبل الأولاد على رؤوسهم بمشاهدة هذا اليهودي.. لف الشيخ رأسه ووجهه نحوه يمنعه من المرور في القرية البتة إذا جرى منه أي شىء.. وقال له أنت من تسببت بهذه المشكلة والأولاد لم يفعلوا غير الواجب وأنت تعرف أننا نمنعكم من المرور راكبين بين الأموات.



حكاية بئر الماء


حاكا لي احد الأجداد أن اليهود في الشقة كان لهم عاده يقومن بها في كل يوم من أيام الأسبوع باستمرار واحد بينهم ..هذه العدة كانت يمكن أن تسبب العديد من الحروبات بين المجاورين لهم من المسلمين وأذين كان لهم السبب الكبير في إذا المجاورين ببعض العادات المكروه والمصرين على فعلها .. يذكر انه كان يوجد في منطقه متوسطه من المناطق بئر ماء يشرب منها الكثير من من كان يسكن جوارها وكان اليهود ليلت أن يسبيتون أي في ليلت كل سبت يجتمعون . ثم يذهبون إلا هذه البئر فينزلون فيها يغتسلون غسله واحدة كل أسبوع وفي هذا اليوم ويزيلون مكان عليهم من أوساخ الجماع و غسل الجنابة... فكانت المناطق المجاورة يتضررون منهم عندما يجدون الماء قد تلوث أصبح لا يصلح لشرب الطهارة فكان المسلمين في ذلك اليوم لا يجدون مكان يشربون منه . حدث شجار فيما بينهم .. فتم تحكيم طرفين من المسلمين ومن اليهود بعد أن تما استدعاء شيخ أو كما يقول الباب الكبر في المنطقة اليهود الذي في منطقة مجاور لهم تسما قريت "بني سيف" واتا من طرف المسلمين الشيخ المسمى "دبوان " و من طرف اليهود فكان اليهودي "يوسف" وارتفعت القضية حتى وصلت إلى الحكومة ..
لم أجد التفاصيل كاملة عن هذه الحكاية غير ما أورته لكم هنا .. توصل الصلح بعد أن تدخل القضاء في مقبنه مركز المديرية إلى أن يستبعد اليهود هذا العمل وعليهم الغسل بعيدا عن تلويث المياه ويجب ن تكون هذه المياه لشرب فقط كي يستفيد منها الجميع



ظهور النجم يعني رحيل اليهود


كان اليهود في الشِّقةيحتسبون بالنجوم حسبة
دقيقة يدركون أن النجوم هي التي تقرر لهم كل شيء في الحياة.. فكانوا يقولون إنه إذا ظهر النجم صاحب الذيل الطويل فيعني ذلك أن هذا اليوم هو اليوم الذي يجعل اليهود يرحلون عن المنطقة ويجتمعون في مكان واحد قرب الهيكل السليماني وأمام بيت المقدس.. وهذا اليوم الذي سوف يكون آخر العهد لليهود في بلدانهم ويبشرهم في لقاء قريب عند بيت المقدس وكان المقام وهو مبشر بأن تقام لهم دولة في فلسطين.. تجمع شملهم من كل مكان ولابد أن يرحلوا وهذا مصيرهم.ظهر النجم في العام ذاته من 48م كما يقال تماماً وهو عام معروف لدى الجميع لاداعي لأن أحكي عنه، ولا علم لي أنا عن هذه الحقيقة، نعم أم لا ولكنه ظهر كما يقول أحد الأجداد،ففرح اليهود بملك فلسطين أكثرمن حزنهم على ترك بلادهم وترك بيوتهم وترك أراضيهم، لكن النجم قرر عليهم الرحيل.. إنه من الواجب عليهم أن يرحلوا.. إذا كانوا يؤمنون بديانتهم المقدسة.. ويجب أن يستجيبوا للرب الذي يريد أن يجمعهم، وهذا النجم أرسله الله لهم ويجب أن يلبوا النداء.. وعليهم في الحال أن يتجهوا نحو الشمال وفي الجهة التي ظهر منها النجم صاحب الذيل الطويل.


حكية الرحيل


علاقة اليهود بالأرض علاقة متينة لذا فهم لايريدون الخروج منها على الإطلاق مع أنهم كانوا يقولون إنه سوف يأتي يوم على اليهود يتركون هذه الأرض إلى الأبد، وبالفعل ظهر النجم وقرر يهود الشِّقةالخروج بالكامل بعد أن صاح من صاح وبكى من بكى منهم فسرعان ما قام من كان لديه سلفة من مسلم استرجعها، ولم يتركوا شيئاً سالما في المنطقة، وحان الرحيل وركب الأطفال على الحمير، منهم من اتجه نحو زبيد ومنهم من اتجه نحو عدن، بعد أن خربوا كل شيء حتى منازلهم دمروها تماماً ولم يبق من ذكرهم إلا الاطلال والأحجار وبعض القبور المهدمة الباقية إلى يومنا.


أصل تسمية شمير


يقول مطهر الإرياني في موسوعته عن اليمن إن شمير اسم يدل على أن ديانته يهودية ولقبه يدل على أنه كان قبل تملكه قيلاً مقره أو قبيلته (نواس) ونواس بفتح النون: حصن في يافع و (نواش) بفتح فتضعيف آخره شين: حصن في أرحب، و (ناسم = ناس ويمكن أن تقرأ نواس) وقبيلة تذكرها النقوش تابعة لمقولة بني ذي غيمان.أما اسمه ولقبه وصفته في نقوش المسند (يوسف أسار يثأر ملك كل الشعوب) أما الوثائق السريانية فتسمية (يوسف) و (ذا نواس) وتقول: إن اسمه كان (مسروقاًَ) قبل تهوده، وهو فيهما ملك «ثائر» أعلن ثورته عام 516م ضد التدخل الحبشي الروماني في اليمن تحت ظل المسيحية، ووصول بعض الأحباش إلى (ظفار) وتنصيب ملك مسيحي، ووصل بعض المبشرين الأجانب إلى نجران.واستمرت ثورة يوسف نحو تسع سنوات أي حتى عام 525م، حيث بدأها بتوجيه رسائله إلى أقيال اليمن لملاقاته في (ظفار) لقتل الأحباش وطردهم من اليمن وتوجه هو نفسه على رأس جيش كبير، فاقتحم (ظفار) وقتل من فيها من الأحباش وحرق وهدم كنيستها وقضى على من فيها من رجال الكهنوت، ثم توجه لمحاربة المسيحيين والأحباش وأنصارهم في الأشاعر والركب وفرسان وشمير - مقبنة - سهلها ومصانعها والمخا والمندب فقتل من قتل وفر من فر من الأحباش وغيرهم، واستقر برهة في باب المندب لتحصين سواحل البحر الأحمر الجنوبية خشية عودة مرتقبة للأحباش.ومن جانب آخر جهز جيشاً كبيراً بقيادة أحد أفياله وبعثه إلى نجران لمحاربة المنتصرين والمبشرين الأجانب هناك وبعد أن اطمأن إلى الاستعدادات في الجنوب توجه بنفسه إلى نجران حيث اقتحم مدينتها وقتل فوراً كل أجنبي فيها، كما قتل من يرفض القول: «إن المسيح إنسان مات» أي كل لاهوتي مؤله للمسيح.وكر عائداً إلى الجنوب فتواجه بعد أن تخلى عنه عدد من أقياله مع الحملة الحبشية المجهزة جيداً، ولكنه قاتل بمن معه حتى قتل.


الشِّقة على قناة إسرائيلية


على قناة إسرائيلية وفي برنامج خاص عن الهجرة الإسرائيلية والاجتياح اليهودي لفلسطين تحدث فيلم وثائقي عن كيفية انتقال اليهود إلى العيش في إسرائيل من كافة الدول على الكرة الأرضية.الفيلم فصل هذه الأحداث تفصيلاً دقيقاً جداً وبين الكثير من الأمور الصحية التي عانى منها اليهود أثناء منح إسرائيل وطناً قومياً لليهود في عام 1948م حتى آواخر الثمانينيات.الفيلم قام به ممثلون يجسدون الحقائق بالشكل والصورة والملبس والمكان وكل شيء حتى المنازل.. من المشاهد التي حكت عن يهود اليمن كانت الشِّقةلها دور كبير جداً في هذا الصدد.. ظهرت صور حقيقية من صور الشِّقةبشكل ملفت جداً وشكل حقيقي وكأن الفيلم أخرج في هذه المنطقة وكان البشر الذين رحلوا كيف وهم من يقومون بالدور رجعت الأحداث بشكل حقيقي.صورت اليهود وهم يجمعون أغراضهم.. صورت الأطفال وهم يبكون، صورت النساء وهن يتمرغن بالتراب، صورت الحمير وهي تحمل مايريد اليهود نقله معهم إلى إسرائيل.. صورت المشاهد في الفيلم كأن الجوانب التي مر بها اليهود أثناء رحيلهم من الشِّقةحتى مرورهم في المناطق المجاورة حيث كانت النساء يركبن على ظهور الحمير حتى وصولهم إلى «حيس» في تهامة ودخولهم مع اليهود هناك الذين كان لهم أماكن