الخطاب الاعلامي للحركة الحوثية
لم يكن للحركة الحوثية ثمة حضور مشهود أو تأثير فعلي في واقع الحياة السياسية اليمنية فضلاً عن مجريات الأحداث الدائرة فيها سوى قبل بضع سنوات معدودة مذ تناقلت وسائل الإعلام عن حدوث مواجهات بين القوات الحكومية وأنصار حسين بدر الدين الحوثي في عام 2004م ،ودخول الطرفين في حروب ست متقطعة توقفت نهاية 2009م بعد دخول وساطة دولة قطر حيز التنفيذ ،وكان الإعلام حاضراً فيها بشكل ملحوظ وكبير لدرجة أن الوسائل الإعلامية المرئية والمقرؤة أخذت في مساحتها حيزاً طغى على ماسواها من القضايا .
ولم يعرف للحركة الحوثية كذلك أي نشاط سياسي وإعلامي في مراحل الظهور الأولى ،وبحدوث المواجهات وخوضها الحروب مع الدولة صار لها مؤخراً قنواتها ووسائلها الإعلامية،وأنشطتها المختلفة التي تطورت إلى العمل المسلح ؛وكان لها الدور المؤثر والبارز في تنامي وتعاظم الظاهرة الحوثية مذ البدايات الأولى لاسيما والمشكلة صارت ذات أبعاد سياسية ومذهبية وطائفية خطرة،وبرزت في ظروف معقدة وشائكة تعدت الإطار المحلي منه إلى الإقليمي إلى الدولي .
توصيف وتعريف
تُعد الحركة الحوثية من الجماعات الدينية،وهي تنظيم عقائدي سياسي متطرف أفكاره ورؤاه مستقاة من مدارس وفرق التشيع المغالي (الإثتى عشرية - الجار ودية – الصالحية )،وتعتبر تيار مستحدث ودخيل على الساحة اليمنية انشق في الأساس عن المذهب الزيدي ،ويرجع أصل نسبة " الحوثية " إلى زعيمها ومؤسسها الراحل حسين بن بدر الدين الحوثي،وهو الشخصية المحورية والمرجعية الأول لها.
وبشكل تقريبي وتوضيحي وفق منظور مؤسسها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي نقلاً عنه كما يذكر أحد رفاقه الأوائل المؤسسين لـ " منتدى الشباب المؤمن " في أنها "جماعة تأثرت بفكر مجموع آراء وأطروحات حسين الحوثي القائمة على أساس ضرورة تكوين جماعة مؤتمرة بأمر شخص معين تدين له بشكل مطلق وترى فيه القدوة،والقائد الذي يجب إتباعه وطاعته،والأمر والنهي له في كل شيء من أمور الدين والدنيا،باعتباره مؤيد من عند الله كنوع من التوفيق والتسديد لكونه من سلالة أهل البيت الذين لهم الأحقية في الولاية والحكم .
البدايات والتحولات
بحسب كثير من الباحثين والدارسين فإن جذور الحركة الحوثية تعود إلي ثمانينيات القرن الماضي إذ بدا أول تحرك تنظيمي مدروس لهذا التيار في عام 1982م على يد الشيخ صلاح أحمد فليته،والذي أنشأ في عام 1986م بدعم إيراني اتحاد الشباب،وكان مما يُدرس لأعضاء هذا الاتحاد مادة عن الثورة الإيرانية،وكان يقوم بتدريسها الأخ الأكبر لـ حسين بدر الدين الحوثي الذي هو ( محمد بدر الدين) .
وفي عام 1988م تجدد نشاط هذا التيار الشيعي الهوى الزيدي المذهب،وذلك بعودة بعض الرموز الملكية التي نزحت إلى المملكة العربية السعودية عقب قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ضد نظام الأئمة من بيت حميد الدين،وكان من أبرز العائدين حينها العلامة الزيدي مجد الدين المؤيدي والعلامة بدر الدين الحوثي،الذي يُعدّ الزعيم المؤسس للحركة الحوثية والأب الروحي لها،وولده حسين أو غيره من الرموز ليسوا سوى قيادات تنفيذية للحركة.
ومع قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م تحولت أنشطة هذا التيار إلى مشروع سياسي تساوقاً مع المناخ السياسي الجديد الذي أقرّ التعددية السياسية والحرية الإعلامية،فظهر على مسرح الحياة السياسية اليمنية ما يربو على (60) حزباً سياسياً من مختلف التوجهات اليسارية والقومية والإسلامية والمذهبية،كحزبي الحق وإتحاد القوى الشعبية.
وفي تلك الأثناء كان السيد حسين بن بدر الدين الحوثي قد قرر خوض غمار العمل السياسي من خلال انضمامه لحزب الحق الذي تأسس من قبل مجموعة من الشخصيات الزيدية،والذي شارك في أول انتخابات برلمانية تُقام في اليمن بعد الوحدة،وفاز بمقعدين برلمانيين،كان أحدهما من نصيب حسين بدر الدين الحوثي نفسه الذي لم يستمر طويلاً في هذا الحزب،وقدم استقالته مع زميله عبد الله عيضة الرزامي،وهما العضوان الوحيدان الممثلان لحزب الحق في البرلمان.
وكان تقديم الاستقالة من قبلهما على خلفية رفض مجموعة من المقترحات التي تقدما بها لرئاسة الحزب من أجل تطوير وتفعيل عمل الحزب،وخاصة وقد تولدت لديهم قناعة راسخة أنهم لن يستطيعوا من خلال العمل السياسي أن يخدموا مشروعهما المكلفين به إطلاقاً،وذلك من خلال قراءة متأنية لنتائج الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات البرلمانية التي لم تتجاوز 8 و0 من نسبة المصوتين في هذه الانتخابات،وهي نسبة ضعيفة جداً،ولا ترقى إلى مستوى ما يخططان له.
وبمجرد تقديم الاستقالة غادرا الحياة السياسية متجهين إلى الدعوة والإرشاد من خلال تأسيس منتدى الشباب المؤمن وذلك في عام 1997م،وهو المنتدى الذي كان قد سبق إلى تأسيسه الباحث والمفكر الزيدي محمد يحيي عزان في عام 1992م .
وقد استقطب المنتدى عدداً من مثقفي المذهب الزيدي،الذين سرعان ما اختلفوا مع حسين الحوثي في كثير من القضايا المتعلقة
لم يكن للحركة الحوثية ثمة حضور مشهود أو تأثير فعلي في واقع الحياة السياسية اليمنية فضلاً عن مجريات الأحداث الدائرة فيها سوى قبل بضع سنوات معدودة مذ تناقلت وسائل الإعلام عن حدوث مواجهات بين القوات الحكومية وأنصار حسين بدر الدين الحوثي في عام 2004م ،ودخول الطرفين في حروب ست متقطعة توقفت نهاية 2009م بعد دخول وساطة دولة قطر حيز التنفيذ ،وكان الإعلام حاضراً فيها بشكل ملحوظ وكبير لدرجة أن الوسائل الإعلامية المرئية والمقرؤة أخذت في مساحتها حيزاً طغى على ماسواها من القضايا .
ولم يعرف للحركة الحوثية كذلك أي نشاط سياسي وإعلامي في مراحل الظهور الأولى ،وبحدوث المواجهات وخوضها الحروب مع الدولة صار لها مؤخراً قنواتها ووسائلها الإعلامية،وأنشطتها المختلفة التي تطورت إلى العمل المسلح ؛وكان لها الدور المؤثر والبارز في تنامي وتعاظم الظاهرة الحوثية مذ البدايات الأولى لاسيما والمشكلة صارت ذات أبعاد سياسية ومذهبية وطائفية خطرة،وبرزت في ظروف معقدة وشائكة تعدت الإطار المحلي منه إلى الإقليمي إلى الدولي .
توصيف وتعريف
تُعد الحركة الحوثية من الجماعات الدينية،وهي تنظيم عقائدي سياسي متطرف أفكاره ورؤاه مستقاة من مدارس وفرق التشيع المغالي (الإثتى عشرية - الجار ودية – الصالحية )،وتعتبر تيار مستحدث ودخيل على الساحة اليمنية انشق في الأساس عن المذهب الزيدي ،ويرجع أصل نسبة " الحوثية " إلى زعيمها ومؤسسها الراحل حسين بن بدر الدين الحوثي،وهو الشخصية المحورية والمرجعية الأول لها.
وبشكل تقريبي وتوضيحي وفق منظور مؤسسها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي نقلاً عنه كما يذكر أحد رفاقه الأوائل المؤسسين لـ " منتدى الشباب المؤمن " في أنها "جماعة تأثرت بفكر مجموع آراء وأطروحات حسين الحوثي القائمة على أساس ضرورة تكوين جماعة مؤتمرة بأمر شخص معين تدين له بشكل مطلق وترى فيه القدوة،والقائد الذي يجب إتباعه وطاعته،والأمر والنهي له في كل شيء من أمور الدين والدنيا،باعتباره مؤيد من عند الله كنوع من التوفيق والتسديد لكونه من سلالة أهل البيت الذين لهم الأحقية في الولاية والحكم .
البدايات والتحولات
بحسب كثير من الباحثين والدارسين فإن جذور الحركة الحوثية تعود إلي ثمانينيات القرن الماضي إذ بدا أول تحرك تنظيمي مدروس لهذا التيار في عام 1982م على يد الشيخ صلاح أحمد فليته،والذي أنشأ في عام 1986م بدعم إيراني اتحاد الشباب،وكان مما يُدرس لأعضاء هذا الاتحاد مادة عن الثورة الإيرانية،وكان يقوم بتدريسها الأخ الأكبر لـ حسين بدر الدين الحوثي الذي هو ( محمد بدر الدين) .
وفي عام 1988م تجدد نشاط هذا التيار الشيعي الهوى الزيدي المذهب،وذلك بعودة بعض الرموز الملكية التي نزحت إلى المملكة العربية السعودية عقب قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر 1962م ضد نظام الأئمة من بيت حميد الدين،وكان من أبرز العائدين حينها العلامة الزيدي مجد الدين المؤيدي والعلامة بدر الدين الحوثي،الذي يُعدّ الزعيم المؤسس للحركة الحوثية والأب الروحي لها،وولده حسين أو غيره من الرموز ليسوا سوى قيادات تنفيذية للحركة.
ومع قيام الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م تحولت أنشطة هذا التيار إلى مشروع سياسي تساوقاً مع المناخ السياسي الجديد الذي أقرّ التعددية السياسية والحرية الإعلامية،فظهر على مسرح الحياة السياسية اليمنية ما يربو على (60) حزباً سياسياً من مختلف التوجهات اليسارية والقومية والإسلامية والمذهبية،كحزبي الحق وإتحاد القوى الشعبية.
وفي تلك الأثناء كان السيد حسين بن بدر الدين الحوثي قد قرر خوض غمار العمل السياسي من خلال انضمامه لحزب الحق الذي تأسس من قبل مجموعة من الشخصيات الزيدية،والذي شارك في أول انتخابات برلمانية تُقام في اليمن بعد الوحدة،وفاز بمقعدين برلمانيين،كان أحدهما من نصيب حسين بدر الدين الحوثي نفسه الذي لم يستمر طويلاً في هذا الحزب،وقدم استقالته مع زميله عبد الله عيضة الرزامي،وهما العضوان الوحيدان الممثلان لحزب الحق في البرلمان.
وكان تقديم الاستقالة من قبلهما على خلفية رفض مجموعة من المقترحات التي تقدما بها لرئاسة الحزب من أجل تطوير وتفعيل عمل الحزب،وخاصة وقد تولدت لديهم قناعة راسخة أنهم لن يستطيعوا من خلال العمل السياسي أن يخدموا مشروعهما المكلفين به إطلاقاً،وذلك من خلال قراءة متأنية لنتائج الأصوات التي حصل عليها الحزب في الانتخابات البرلمانية التي لم تتجاوز 8 و0 من نسبة المصوتين في هذه الانتخابات،وهي نسبة ضعيفة جداً،ولا ترقى إلى مستوى ما يخططان له.
وبمجرد تقديم الاستقالة غادرا الحياة السياسية متجهين إلى الدعوة والإرشاد من خلال تأسيس منتدى الشباب المؤمن وذلك في عام 1997م،وهو المنتدى الذي كان قد سبق إلى تأسيسه الباحث والمفكر الزيدي محمد يحيي عزان في عام 1992م .
وقد استقطب المنتدى عدداً من مثقفي المذهب الزيدي،الذين سرعان ما اختلفوا مع حسين الحوثي في كثير من القضايا المتعلقة
بعمل المنتدى وأفكاره التي كانت أكثر قرباً من الاثني عشرية منها إلى الزيدية ،وتطور هذا الخلاف إلى انشقاق في التيار الذي تزعم فيه حسين الحوثي الجناح المدعوم إيرانياً فكرياً ومالياً،والذي غدا يعمل تحت مسمى سياسي،وهو تنظيم الشباب المؤمن.
وبدأ حسين الحوثي توسيع نشاطه خارج منطقة صعده،ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات،وبدأت تتجلى ظاهرة حسين الحوثي فيما يطرحه من المسائل والآراء،فظهر تطاوله وتهجمه على علماء الزيدية،وآراء المذهب وكتبه,معتبراً نفسه مصلحاً ومجدداً لعلوم المذهب وتعاليمه،وتجاوز الأمر إلى حد السخرية من كتب الحديث والأصول والصحابة،وهو ما دفع علماء الزيدية لإصدار بيان نشرته صحيفة "الأمة " الناطقة باسم حزب الحق حذّر من ضلالات حسين الحوثي وأتباعه،منكراً أن تمتّ أقواله وأفعاله إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة،ومحرّماً الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات والتأييد لها أو الرضا بها.
واستمرت أنشطة الحوثي ومنتدى الشباب المؤمن على إقامة المراكز العلمية "المسماة بالحوزات "، والمخيمات الصيفية،والندوات والمحاضرات والدروس؛ونشر العديد من الملازم والكتب التي تروج لفكره،بل تجاوزها إلى تحريض أتباعه على اقتناء الأسلحة والذخيرة؛تحسباً لمواجهة الأعداء من "الأمريكيين واليهود"،واقتطاع نسبة من الزكاة لصالح المدافعين عن شرف الإسلام والمذهب عامدًا إلى الدفع بشبابه الذين تتراوح أعمارهم ما بين (15-25 ) عاماً لإظهار ثقله الديني والسياسي بالتظاهر في معظم المساجد،وعقب صلوات الجمعة،وترديد شعاراتهم ضد إسرائيل وأمريكا (الموت لأمريكا،الموت لإسرائيل،اللعنة على اليهود,النصر للإسلام)،وقد بلغ الأمر في إحدى المظاهرات بسقوط قتلى أثناء مسيرة نظمها التنظيم باتجاه السفارة الأمريكية إبان الحرب على العراق في 2003م.
وكان نشاط الجماعة الحوثية في بدايات النشأة والتأسيس ثقافي وفكري أيدلوجي بحت قبل أن يتحول إلى نشاط مسلح عندما خاضت مع الحكومة اليمنية في محافظة صعده مواجهات متقطعة،وستة حروب منذ العام 2004م الذي قتل فيه زعيمها المؤسس حسين بن بدر الحوثي وحتى 2009م بعد توقف المواجهات مع الدولة،ومع اندلاع الثورة الشعبية في مطلع 2011م قامت الحركة الحوثية بنقل رحى المعركة مع القبائل والإصلاح والسلفيين وذلك في محافظة الجوف وحجة،وفي جبهة كتاف ودماج صعده،وتولى قيادة الحركة السيد عبد الملك الحوثي الذي لازال يقود الجماعة حتى كتابة هذه السطور .
الخطاب الإعلامي
تأريخياً لم يكن ثمة أداء إعلامي أوكوادر تمارس مهنة الإعلام لدى الحركة الحوثية في بداية النشأة والتكوين ،وعند العودة لاستقصاء ماكانت عليه الحالة الحوثية نجد أن الجانب الإعلامي لم يكن حاضراً،وقد ظل مغيباً إلى حين؛ومن يستقرئ تاريخ الحركة وتحولاتها يلمس ذلك ويصل إلى هذه النتيجة،وتحكي لنا تفاصيل تلك المرحلة أن الخطاب العام بكل جوانبه للحركة اتسم في بدايته بالطريقة التقليدية المعهودة في إلقاء الخطب والدروس والحلقات في المساجد والمراكز .
ولم تكن تتناقل وسائل الإعلام من ذلك شيء؛بل لم يصل إلى الجمهور والرأي العام سوى بضع أشرطة مسجلة،وبعض الملازم التي كانت تصدر باسم المؤسس السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ويتم توزيعها أوبيعها للعامة في التسجيلات والمكتبات عدا ذلك فلم يكن للحركة من وسائل إعلامية ومصادر يمارس من خلالها أتباع الحركة وقيادتها العمل الإعلامي .
وتذكر بعض الدراسات والمصادر أن أول ظهور إعلامي سجل للحركة الحوثية في العام 2003م حين خرج أتباع السيد حسين بن بدر الدين الحوثي يكبرون في الشوارع والمساجد بالشعار الذي تم طباعته وتوزيعه ووضعه في معظم الأماكن العامة،وجرى تعليقه ولصقه في كل بقعة تواجد لهم وشمل ذلك القيام بوضعه وطباعته في الملابس وكل المقتنيات،ويعتبر الشعار هو الأنموذج الأبرز في بداية نشاطاتها من الناحية الإعلامية إذ لم يكن لديهم مصادر ووسائل إعلامية يظهرون من خلالها مطلقاً سوى بعض القنوات الموالية التي كان ينفذ منها يحي بن بدر الدين الحوثي الذي كان يعتبر الناطق الرسمي والمعبر عن الحركة الحوثية أثناء الحروب الست مع الدولة ،بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام المحلية والكتّاب التي لأنصارهم وأتباعهم تواجد فيها .
ومع تطور التكنولوجيا الرقمية والفنية المذهلة في وسائل الإعلام والمعرفة صار للحركة الحركة الحوثية ميداناً ومجالاً خصباً تعمل من خلاله خصوصاً في الشبكة المعلوماتية العنكبوتية المعروفة بشبكة الإنترنت،وقد سجلوا حضوراً لافتاً وصار لهم في الآونة الأخيرة الكثير من المصادر المعبرة والناطقة باسم الحركة،وتمثلها كمواقع إخبارية وصحف إلكترونية ومطبوعة بالإضافة إلى المدونات واليوتيب،ومواقع الصفحة الاجتماعية " الفيس بوك " والتويتر كما لوحظ أن لديهم العديد من الجهات والمكاتب والشخصيات والقيادات الإعلامية الممثلة للحركة والمتحدثة باسمها والمعبرة عنها في كل الأحوال،ومؤخراً صارت لهم قناة فضائية تسمى بـ " المسار"وهي قناة تقليدي
وبدأ حسين الحوثي توسيع نشاطه خارج منطقة صعده،ليؤسس مراكز مماثلة لمركزه في عدة محافظات،وبدأت تتجلى ظاهرة حسين الحوثي فيما يطرحه من المسائل والآراء،فظهر تطاوله وتهجمه على علماء الزيدية،وآراء المذهب وكتبه,معتبراً نفسه مصلحاً ومجدداً لعلوم المذهب وتعاليمه،وتجاوز الأمر إلى حد السخرية من كتب الحديث والأصول والصحابة،وهو ما دفع علماء الزيدية لإصدار بيان نشرته صحيفة "الأمة " الناطقة باسم حزب الحق حذّر من ضلالات حسين الحوثي وأتباعه،منكراً أن تمتّ أقواله وأفعاله إلى أهل البيت وإلى المذهب الزيدي بصلة،ومحرّماً الإصغاء إلى تلك البدع والضلالات والتأييد لها أو الرضا بها.
واستمرت أنشطة الحوثي ومنتدى الشباب المؤمن على إقامة المراكز العلمية "المسماة بالحوزات "، والمخيمات الصيفية،والندوات والمحاضرات والدروس؛ونشر العديد من الملازم والكتب التي تروج لفكره،بل تجاوزها إلى تحريض أتباعه على اقتناء الأسلحة والذخيرة؛تحسباً لمواجهة الأعداء من "الأمريكيين واليهود"،واقتطاع نسبة من الزكاة لصالح المدافعين عن شرف الإسلام والمذهب عامدًا إلى الدفع بشبابه الذين تتراوح أعمارهم ما بين (15-25 ) عاماً لإظهار ثقله الديني والسياسي بالتظاهر في معظم المساجد،وعقب صلوات الجمعة،وترديد شعاراتهم ضد إسرائيل وأمريكا (الموت لأمريكا،الموت لإسرائيل،اللعنة على اليهود,النصر للإسلام)،وقد بلغ الأمر في إحدى المظاهرات بسقوط قتلى أثناء مسيرة نظمها التنظيم باتجاه السفارة الأمريكية إبان الحرب على العراق في 2003م.
وكان نشاط الجماعة الحوثية في بدايات النشأة والتأسيس ثقافي وفكري أيدلوجي بحت قبل أن يتحول إلى نشاط مسلح عندما خاضت مع الحكومة اليمنية في محافظة صعده مواجهات متقطعة،وستة حروب منذ العام 2004م الذي قتل فيه زعيمها المؤسس حسين بن بدر الحوثي وحتى 2009م بعد توقف المواجهات مع الدولة،ومع اندلاع الثورة الشعبية في مطلع 2011م قامت الحركة الحوثية بنقل رحى المعركة مع القبائل والإصلاح والسلفيين وذلك في محافظة الجوف وحجة،وفي جبهة كتاف ودماج صعده،وتولى قيادة الحركة السيد عبد الملك الحوثي الذي لازال يقود الجماعة حتى كتابة هذه السطور .
الخطاب الإعلامي
تأريخياً لم يكن ثمة أداء إعلامي أوكوادر تمارس مهنة الإعلام لدى الحركة الحوثية في بداية النشأة والتكوين ،وعند العودة لاستقصاء ماكانت عليه الحالة الحوثية نجد أن الجانب الإعلامي لم يكن حاضراً،وقد ظل مغيباً إلى حين؛ومن يستقرئ تاريخ الحركة وتحولاتها يلمس ذلك ويصل إلى هذه النتيجة،وتحكي لنا تفاصيل تلك المرحلة أن الخطاب العام بكل جوانبه للحركة اتسم في بدايته بالطريقة التقليدية المعهودة في إلقاء الخطب والدروس والحلقات في المساجد والمراكز .
ولم تكن تتناقل وسائل الإعلام من ذلك شيء؛بل لم يصل إلى الجمهور والرأي العام سوى بضع أشرطة مسجلة،وبعض الملازم التي كانت تصدر باسم المؤسس السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ويتم توزيعها أوبيعها للعامة في التسجيلات والمكتبات عدا ذلك فلم يكن للحركة من وسائل إعلامية ومصادر يمارس من خلالها أتباع الحركة وقيادتها العمل الإعلامي .
وتذكر بعض الدراسات والمصادر أن أول ظهور إعلامي سجل للحركة الحوثية في العام 2003م حين خرج أتباع السيد حسين بن بدر الدين الحوثي يكبرون في الشوارع والمساجد بالشعار الذي تم طباعته وتوزيعه ووضعه في معظم الأماكن العامة،وجرى تعليقه ولصقه في كل بقعة تواجد لهم وشمل ذلك القيام بوضعه وطباعته في الملابس وكل المقتنيات،ويعتبر الشعار هو الأنموذج الأبرز في بداية نشاطاتها من الناحية الإعلامية إذ لم يكن لديهم مصادر ووسائل إعلامية يظهرون من خلالها مطلقاً سوى بعض القنوات الموالية التي كان ينفذ منها يحي بن بدر الدين الحوثي الذي كان يعتبر الناطق الرسمي والمعبر عن الحركة الحوثية أثناء الحروب الست مع الدولة ،بالإضافة إلى بعض وسائل الإعلام المحلية والكتّاب التي لأنصارهم وأتباعهم تواجد فيها .
ومع تطور التكنولوجيا الرقمية والفنية المذهلة في وسائل الإعلام والمعرفة صار للحركة الحركة الحوثية ميداناً ومجالاً خصباً تعمل من خلاله خصوصاً في الشبكة المعلوماتية العنكبوتية المعروفة بشبكة الإنترنت،وقد سجلوا حضوراً لافتاً وصار لهم في الآونة الأخيرة الكثير من المصادر المعبرة والناطقة باسم الحركة،وتمثلها كمواقع إخبارية وصحف إلكترونية ومطبوعة بالإضافة إلى المدونات واليوتيب،ومواقع الصفحة الاجتماعية " الفيس بوك " والتويتر كما لوحظ أن لديهم العديد من الجهات والمكاتب والشخصيات والقيادات الإعلامية الممثلة للحركة والمتحدثة باسمها والمعبرة عنها في كل الأحوال،ومؤخراً صارت لهم قناة فضائية تسمى بـ " المسار"وهي قناة تقليدي
ة تحاكي القنوات الشيعية الموجودة في المنطقة كـ ( المنار،والعالم ،والكوثر )،وغيرها من خلال الخطاب الإعلامي الذي تتبناه .
وما يمكن الإشارة إليه وتم تسجيله من المواقع والوسائل الإعلامية التابعة للحركة الحوثية البارزة والمعبرة عنها موقع المنبر الذي تم تأسيسه في العام 2007م ،وصحيفة الحقيقة الإلكترونية التي يعود تأسيسها إلى البدايات مذ تسنم السيد حسين بن بدر الدين الحوثي القيادة لها قبل ذلك بالإضافة إلى موقع أنصار الله الذي يعتبر الموقع الرسمي والنشط إعلامياً في تغطيته المستمرة لكل فعاليات وبرامج وأنشطة الحركة،وصفحة متابعات سياسية،ومن المواقع كذلك والصفحات والمدونات الاجتماعية الصفحة الخاصة بالسيد عبد الملك الحوثي،وأخرى تحت مسمى بيانات المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي،وكذلك صفحة باسم الناطق باسم السيد عبد الملك الحوثي فضلاً عن نشاطهم المكثف في اليوتيب الذي يتم فيه تحميل آلاف المقاطع الصوتية والخطابات المسجلة والمحاضرات والدروس والفعاليات،والمناسبات الدينية،والبيانات،والتصريحات الصادرة عن المكتب الإعلامي والسيد عبد الملك الحوثي ،وقبل ذلك نشر جميع خطابات ودروس السيد حسين بن بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في العام 2004م .
وقد مّرت الحركة في نشاطها الإعلامي بمراحل متعددة بدءاً من الطريقة البدائية والتقليدية المعروفة التي كانت في بداية النشأة والتكوين للحركة ،والتي يمكن وصفها بالمنشورات الفكرية لكونها كانت غالبة وكانت كلها جهود فكرية تبشيرية بحتة قام بها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي في مجمل محاضراته وملازمه ،ويصعب هنا نسبتها إلى الإعلام والصحافة ؛ومع ذلك فقد كانت هذه المنشورات محل تناول وتعاطي الصحافة ووسائل الإعلام المحلية والخارجية لها ثم تلاها المرحلة التي تم فيها تدشين الخروج إلى العلن بالشعار الذي أعلن عنه في العام 2003م أومايعرف بالصرخة،وهي البداية الفعلية للنشاط الإعلامي والحركي للجماعة الحوثية .
وقد أسهم الشعار الذي اتخذته الحركة والتعبئة الأيدلوجية والقتالية في عملية التسريع بتأجج الصراع واندلاع ست حروب واحتدامها مع الدولة وقوات الحكومة اليمنية ،وقد دفعها ذلك إلى تعزيز حضورها في وسائل الإعلام واهتمامها به،ويعتبر الإعلام هو المساحة المثلى التي تحاول الحركة التبشير بمعتقداتها وأيدلوجيتها وأفكارها،ومخاطبة الرأي العام والنفاذ إلى الجمهور من خلاله ،وقد كان للصراع السياسي والإعلامي بين الحزب الحاكم والمعارضة أثناء الحروب الست في صعده الدور المباشر والتغذية الراجعة في تضخم الحركة الحوثية واستفادتها منه .
وتعد مرحلة الصراع السياسي المحتدمة بين طرفي السلطة والمعارضة في البلاد أثناء حروب صعده الست المتكررة العامل الرئيس في دورة الإخصاب فعلياً في إمداد الحركة الحوثية ونموها،وكان للنشر الإعلامي المطبوع والإلكتروني لكل مايتصل بالحركة من بيانات وتصريحات في وسائل الإعلام المعارضة وممارستها للنكاية والمكايدة ضد الحزب الحاكم والدولة الأثر المباشر في دعم ومساندة الحركة ورفع معنويات قادتها الذين تما هوا في رفع مطالبهم من الدولة وصولاً إلى التجييش الداخلي ضدها،والتدويل الخارجي الذي يرجع سببه إلى الاستهلاك الإعلامي الداخلي وتقوية حضورهم من خلاله .
وفي أثناء الحروب الست كان للإعلام الحربي المساحة الأكبر من خلال التعبئة العقدية القتالية ،وطغيانه على سواه من صنوف الإعلام الأخرى ،وكان لانتقال القيادة إلى السيد عبدا لملك الحوثي بعد مقتل شقيقة حسين الحوثي في 2004م وإعادة تشكيل وهيكلة البنية التنظيمية للحركة الإضافة النوعية والمهمة في جسم الحركة من الناحية الإعلامية،وقد برزت لنا أسماء وشخصيات عديدة تم تدريبها وتسليمها قيادة دفة الحركة إعلامياً،وفي الآونة الأخيرة تداولت وسائل الإعلام الناطق باسم الحركة محمد عبد السلام،والمتحدث والناطق باسم المكتب الإعلامي ضيف الله الشامي،وعن المكتب السياسي صالح هبره وأبو مالك يوسف الفيشي،بالإضافة إلى الناطق الإعلامي الأول باسم الحركة أثناء الحروب الست يحي بن بدر الحوثي شقيق حسين وعبدالملك الحوثي،وكذلك كل من يوسف المداني وأبو علي الحاكم وغيرهم كثير ممن برزوا بشكل علني مع بداية الحرب الثالثة عام 2006م وتوقف المواجهات مع القوات الحكومية في 2009م .
ومع انطلاق الثورة في اليمن مطلع العام 2011م كثفت الحركة الحوثية من نشاطها الإعلامي بصورة غير مسبوقة،وتجاوزت في خطابها المؤدلج قضية صعده ومشكلتها مع الدولة إلى الخطاب العام الجمعي والأممي والوطني؛ولكن من منظور عصبوي وفئوي سادي بعد ركوب موجة الثورة على النظام الحاكم،ولذلك كثيراً ماكان يطالعنا بين الفينة والأخرى مكتب السيد عبد الملك الحوثي بالبيانات والتصريحات المتوالية في كل شاردة وواردة ،وأصبح لكل مايصدر عن الجماعة والحركة الحوثية وسائل إعلامية للنشر إلكترونياً أو ورقياً،وتم إخراجه في صحف ومجلات ومنشورات يتم إنزالها بصورة سيارة وفاعلة وعاجلة إلى الأكشاك والمكتبات
وما يمكن الإشارة إليه وتم تسجيله من المواقع والوسائل الإعلامية التابعة للحركة الحوثية البارزة والمعبرة عنها موقع المنبر الذي تم تأسيسه في العام 2007م ،وصحيفة الحقيقة الإلكترونية التي يعود تأسيسها إلى البدايات مذ تسنم السيد حسين بن بدر الدين الحوثي القيادة لها قبل ذلك بالإضافة إلى موقع أنصار الله الذي يعتبر الموقع الرسمي والنشط إعلامياً في تغطيته المستمرة لكل فعاليات وبرامج وأنشطة الحركة،وصفحة متابعات سياسية،ومن المواقع كذلك والصفحات والمدونات الاجتماعية الصفحة الخاصة بالسيد عبد الملك الحوثي،وأخرى تحت مسمى بيانات المكتب الإعلامي للسيد عبد الملك الحوثي،وكذلك صفحة باسم الناطق باسم السيد عبد الملك الحوثي فضلاً عن نشاطهم المكثف في اليوتيب الذي يتم فيه تحميل آلاف المقاطع الصوتية والخطابات المسجلة والمحاضرات والدروس والفعاليات،والمناسبات الدينية،والبيانات،والتصريحات الصادرة عن المكتب الإعلامي والسيد عبد الملك الحوثي ،وقبل ذلك نشر جميع خطابات ودروس السيد حسين بن بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في العام 2004م .
وقد مّرت الحركة في نشاطها الإعلامي بمراحل متعددة بدءاً من الطريقة البدائية والتقليدية المعروفة التي كانت في بداية النشأة والتكوين للحركة ،والتي يمكن وصفها بالمنشورات الفكرية لكونها كانت غالبة وكانت كلها جهود فكرية تبشيرية بحتة قام بها السيد حسين بن بدر الدين الحوثي في مجمل محاضراته وملازمه ،ويصعب هنا نسبتها إلى الإعلام والصحافة ؛ومع ذلك فقد كانت هذه المنشورات محل تناول وتعاطي الصحافة ووسائل الإعلام المحلية والخارجية لها ثم تلاها المرحلة التي تم فيها تدشين الخروج إلى العلن بالشعار الذي أعلن عنه في العام 2003م أومايعرف بالصرخة،وهي البداية الفعلية للنشاط الإعلامي والحركي للجماعة الحوثية .
وقد أسهم الشعار الذي اتخذته الحركة والتعبئة الأيدلوجية والقتالية في عملية التسريع بتأجج الصراع واندلاع ست حروب واحتدامها مع الدولة وقوات الحكومة اليمنية ،وقد دفعها ذلك إلى تعزيز حضورها في وسائل الإعلام واهتمامها به،ويعتبر الإعلام هو المساحة المثلى التي تحاول الحركة التبشير بمعتقداتها وأيدلوجيتها وأفكارها،ومخاطبة الرأي العام والنفاذ إلى الجمهور من خلاله ،وقد كان للصراع السياسي والإعلامي بين الحزب الحاكم والمعارضة أثناء الحروب الست في صعده الدور المباشر والتغذية الراجعة في تضخم الحركة الحوثية واستفادتها منه .
وتعد مرحلة الصراع السياسي المحتدمة بين طرفي السلطة والمعارضة في البلاد أثناء حروب صعده الست المتكررة العامل الرئيس في دورة الإخصاب فعلياً في إمداد الحركة الحوثية ونموها،وكان للنشر الإعلامي المطبوع والإلكتروني لكل مايتصل بالحركة من بيانات وتصريحات في وسائل الإعلام المعارضة وممارستها للنكاية والمكايدة ضد الحزب الحاكم والدولة الأثر المباشر في دعم ومساندة الحركة ورفع معنويات قادتها الذين تما هوا في رفع مطالبهم من الدولة وصولاً إلى التجييش الداخلي ضدها،والتدويل الخارجي الذي يرجع سببه إلى الاستهلاك الإعلامي الداخلي وتقوية حضورهم من خلاله .
وفي أثناء الحروب الست كان للإعلام الحربي المساحة الأكبر من خلال التعبئة العقدية القتالية ،وطغيانه على سواه من صنوف الإعلام الأخرى ،وكان لانتقال القيادة إلى السيد عبدا لملك الحوثي بعد مقتل شقيقة حسين الحوثي في 2004م وإعادة تشكيل وهيكلة البنية التنظيمية للحركة الإضافة النوعية والمهمة في جسم الحركة من الناحية الإعلامية،وقد برزت لنا أسماء وشخصيات عديدة تم تدريبها وتسليمها قيادة دفة الحركة إعلامياً،وفي الآونة الأخيرة تداولت وسائل الإعلام الناطق باسم الحركة محمد عبد السلام،والمتحدث والناطق باسم المكتب الإعلامي ضيف الله الشامي،وعن المكتب السياسي صالح هبره وأبو مالك يوسف الفيشي،بالإضافة إلى الناطق الإعلامي الأول باسم الحركة أثناء الحروب الست يحي بن بدر الحوثي شقيق حسين وعبدالملك الحوثي،وكذلك كل من يوسف المداني وأبو علي الحاكم وغيرهم كثير ممن برزوا بشكل علني مع بداية الحرب الثالثة عام 2006م وتوقف المواجهات مع القوات الحكومية في 2009م .
ومع انطلاق الثورة في اليمن مطلع العام 2011م كثفت الحركة الحوثية من نشاطها الإعلامي بصورة غير مسبوقة،وتجاوزت في خطابها المؤدلج قضية صعده ومشكلتها مع الدولة إلى الخطاب العام الجمعي والأممي والوطني؛ولكن من منظور عصبوي وفئوي سادي بعد ركوب موجة الثورة على النظام الحاكم،ولذلك كثيراً ماكان يطالعنا بين الفينة والأخرى مكتب السيد عبد الملك الحوثي بالبيانات والتصريحات المتوالية في كل شاردة وواردة ،وأصبح لكل مايصدر عن الجماعة والحركة الحوثية وسائل إعلامية للنشر إلكترونياً أو ورقياً،وتم إخراجه في صحف ومجلات ومنشورات يتم إنزالها بصورة سيارة وفاعلة وعاجلة إلى الأكشاك والمكتبات
وفي الأسواق والساحات والتجمعات .
ومن هذه المطبوعات صحيفة " الأولى "والتي تصدر من صنعاء ويرأس تحريرها نائف حسان ويديرها بشكل مباشر محمد عائش وآخرين،وفي الجملة فإن الأولى تعتبر من الصحف الموالية لهم مثل غيرها كصحيفة الشارع والوسط وحديث المدينة ؛ولكن كان دور صحيفة " الأولى " بارزاً في تبنى خطاب الحركة الحوثية ونشر كل مايتصل بها من مواقف وبيانات وتصريحات فضلاً عن قيامها بمواجهة خصوم الحركة المفترضين سياسياً ومذهبياً ،ومن المطبوعات كذلك " صحيفة البلاغ " وهذه الصحيفة التي يرأسها إبراهيم الوزير مع صحيفتي " الشورى والأمة " كذلك كان لها الدور الفعلي والمباشر في دعم ومساندة الحركة الحوثية إعلامياً مذ البدايات،وفي ظل الثورة الشعبية السلمية .
كما قامت الحركة الحوثية في ظل الثورة باستصدار مطبوعات ومنشورات أخرى في الساحات التي نزلوا فيها في صعده وصنعاء تحديداً أبرزها صحيفة " المسار " الورقية التي يرأسها أسامة ساري،وتصدر من صعده ويجري طباعتها في صنعاء بالإضافة إلى صحيفة الهوية التي يرأسها محمد العماد،وصحيفة التوعية الثورية التي تصدر عن شباب الصمود في ساحة التغيير بصنعاء وتم توزيعها في كافة ساحات ومدن الجمهورية اليمنية هذا بالإضافة لإنشائها العديد من المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية على الفيس بوك فضلاً عن المواقع والمنتديات والصفحات الموالية لها.
وفي عملية رصد بشكل تقريبي وتقديري للوسائل الإعلامية التي تمثل الحركة والجماعة الحوثية فإنها تحتل المرتبة الأولى في نشاطها الإعلامي الدؤوب من بين كافة مكونات المجتمع وأطياف الشعب اليمني،وفيما لوتم مقارنة مالدى طوائف ومكونات وكافة تشكيلات المجتمع اليمني لما تملكه الحركة فإن النسبة تبدو متقاربة إن لم تكن موازية إذا ما استثنينا بعض الوسائل الإعلامية كالقنوات الفضائية التي تسعى الحركة لامتلاكها كما صرحت في بيان لها مؤخراً .
وفي عملية رصد أخرى لمعرفة وإدراك منسوب النشر الإلكتروني والحراك والنشاط الإعلامي في الشبكة العنكبوتية الصادر عن الحركة والتابع للجماعة الحوثية فإن المتابع يجد المنشور عنها،والناقد لها والمختلف معها نسبته متدنية ؛وتبدو المقارنة عبثية لأن واقع ماتبثه وتنشره الحركة يبدو في جملته ينبئ عن اهتمام غير طبيعي وجاهزية ومقدرة عالية في الحضور والمشاركة،وذلك لكونه يتكئ خلف مشروع توسعي وطائفي عرقي ومذهبي تسعى له الحركة وتعمل على إنفاذه من خلال الوسائل المتاحة لها،والتي منها الإعلام بكل مجالاته ووسائله .
وتقدر نسبة المنشورات من الناحية الإعلامية في الشبكة العنكبوتية من كافة صنوف ومجالات الصادر عن الحركة الحوثية في إطار ( محاضرات – بيانات – تصريحات – خطابات – تصريحات – مقالات – كتابات – ردود – صوتيات – قصائد – فيديو – أفلام – وغيرها ) تصل جملة بعضها المئات بل الآلاف في البعض الآخر منها كمحاضرات السيد حسين الحوثي والخطابات التي يلقيها السيد عبد الملك الحوثي والبيانات الصادرة عنه مؤخراً سواء من قبل مكتبه أوناطق الحركة الرسمي أو الممثل السياسي؛ولكن الشيء الملفت للنظر هو السرعة والكثافة للنشر لكل هذه الأعمال الإعلامية وسريانها بسرعة الضوء في كل منافذ ومتاحات الشبكة،وأغلب المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية والمنتديات واليوتيب ،وغيره .
السمات العامة للخطاب الإعلامي
ويتسم خطاب الحركة والجماعة الحوثية بالحدة والغلظة والشدة ومجابهة الآخر،والانتصار للذات كما أنه يرتكز على موجهات عدائية وشحن طائفي ومذهبي عنصري من خلال بعث الإحساس والشعور بالمظلومية من قبل الآخر،ويستوي ذلك مجملاً في كل مفردات وفلسفة الخطاب العام للحركة تجاه أي مكون ديني أوسياسي أو اجتماعي محلي أو إقليمي أو دولي .
وقد تركزت كل خطابات ومحاضرات وتصريحات وملازم السيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في العام 2004 م وخلفه من بعده شقيقه السيد عبدا لملك بدر الدين الحوثي القائد الحالي بالتحريض على الكراهية للآخر والعدوانية،وبث الشعور بالمظلومية بين الأتباع والأنصار وتتميز بالشحن العاطفي والطائفي البغيض والمقيت التي تعمل وتؤجج الفتن والصراعات،و تدفع إلى حدوث المواجهات والقتل بدافع عقدي وعنصري يستحل به دم ومال الآخر المخالف لهم ،وتستعدي في أدبياتها وفلسفتها الخلافات والصراعات التاريخية والمذهبية التي ترتكز وتستند إلى الاعتقاد الجازم بالأحقية لها دون غيرها في الحكم والولاية والسلطان على البشر.
ومن يقرأ في ملازم حسين بن بدر الدين الحوثي ،ويستمع إلى دروسه ومحاضراته ،أويتابع عن كثب شقيقه عبد الملك الحوثي في مجمل خطاباته وسجل بياناته وتصريحاته يجد من هذا الشيء الكثير والغريب في مشكل الأيدلوجية العدائية الذي تغترف منه وتستند عليه الحركة،ولذلك فقد اصطدمت بها الدولة وخاضت معها حروب عدة في صعده،ومع اندلاع الثورة وسقوط النظام والدولة اصطدم القبائل بها في محافظة الجوف وفي حجة وبقية مكونات المجتمع من مختلف مناطق اليمن
ومن هذه المطبوعات صحيفة " الأولى "والتي تصدر من صنعاء ويرأس تحريرها نائف حسان ويديرها بشكل مباشر محمد عائش وآخرين،وفي الجملة فإن الأولى تعتبر من الصحف الموالية لهم مثل غيرها كصحيفة الشارع والوسط وحديث المدينة ؛ولكن كان دور صحيفة " الأولى " بارزاً في تبنى خطاب الحركة الحوثية ونشر كل مايتصل بها من مواقف وبيانات وتصريحات فضلاً عن قيامها بمواجهة خصوم الحركة المفترضين سياسياً ومذهبياً ،ومن المطبوعات كذلك " صحيفة البلاغ " وهذه الصحيفة التي يرأسها إبراهيم الوزير مع صحيفتي " الشورى والأمة " كذلك كان لها الدور الفعلي والمباشر في دعم ومساندة الحركة الحوثية إعلامياً مذ البدايات،وفي ظل الثورة الشعبية السلمية .
كما قامت الحركة الحوثية في ظل الثورة باستصدار مطبوعات ومنشورات أخرى في الساحات التي نزلوا فيها في صعده وصنعاء تحديداً أبرزها صحيفة " المسار " الورقية التي يرأسها أسامة ساري،وتصدر من صعده ويجري طباعتها في صنعاء بالإضافة إلى صحيفة الهوية التي يرأسها محمد العماد،وصحيفة التوعية الثورية التي تصدر عن شباب الصمود في ساحة التغيير بصنعاء وتم توزيعها في كافة ساحات ومدن الجمهورية اليمنية هذا بالإضافة لإنشائها العديد من المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية على الفيس بوك فضلاً عن المواقع والمنتديات والصفحات الموالية لها.
وفي عملية رصد بشكل تقريبي وتقديري للوسائل الإعلامية التي تمثل الحركة والجماعة الحوثية فإنها تحتل المرتبة الأولى في نشاطها الإعلامي الدؤوب من بين كافة مكونات المجتمع وأطياف الشعب اليمني،وفيما لوتم مقارنة مالدى طوائف ومكونات وكافة تشكيلات المجتمع اليمني لما تملكه الحركة فإن النسبة تبدو متقاربة إن لم تكن موازية إذا ما استثنينا بعض الوسائل الإعلامية كالقنوات الفضائية التي تسعى الحركة لامتلاكها كما صرحت في بيان لها مؤخراً .
وفي عملية رصد أخرى لمعرفة وإدراك منسوب النشر الإلكتروني والحراك والنشاط الإعلامي في الشبكة العنكبوتية الصادر عن الحركة والتابع للجماعة الحوثية فإن المتابع يجد المنشور عنها،والناقد لها والمختلف معها نسبته متدنية ؛وتبدو المقارنة عبثية لأن واقع ماتبثه وتنشره الحركة يبدو في جملته ينبئ عن اهتمام غير طبيعي وجاهزية ومقدرة عالية في الحضور والمشاركة،وذلك لكونه يتكئ خلف مشروع توسعي وطائفي عرقي ومذهبي تسعى له الحركة وتعمل على إنفاذه من خلال الوسائل المتاحة لها،والتي منها الإعلام بكل مجالاته ووسائله .
وتقدر نسبة المنشورات من الناحية الإعلامية في الشبكة العنكبوتية من كافة صنوف ومجالات الصادر عن الحركة الحوثية في إطار ( محاضرات – بيانات – تصريحات – خطابات – تصريحات – مقالات – كتابات – ردود – صوتيات – قصائد – فيديو – أفلام – وغيرها ) تصل جملة بعضها المئات بل الآلاف في البعض الآخر منها كمحاضرات السيد حسين الحوثي والخطابات التي يلقيها السيد عبد الملك الحوثي والبيانات الصادرة عنه مؤخراً سواء من قبل مكتبه أوناطق الحركة الرسمي أو الممثل السياسي؛ولكن الشيء الملفت للنظر هو السرعة والكثافة للنشر لكل هذه الأعمال الإعلامية وسريانها بسرعة الضوء في كل منافذ ومتاحات الشبكة،وأغلب المواقع الإلكترونية والصفحات الاجتماعية والمنتديات واليوتيب ،وغيره .
السمات العامة للخطاب الإعلامي
ويتسم خطاب الحركة والجماعة الحوثية بالحدة والغلظة والشدة ومجابهة الآخر،والانتصار للذات كما أنه يرتكز على موجهات عدائية وشحن طائفي ومذهبي عنصري من خلال بعث الإحساس والشعور بالمظلومية من قبل الآخر،ويستوي ذلك مجملاً في كل مفردات وفلسفة الخطاب العام للحركة تجاه أي مكون ديني أوسياسي أو اجتماعي محلي أو إقليمي أو دولي .
وقد تركزت كل خطابات ومحاضرات وتصريحات وملازم السيد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي الذي لقي مصرعه في العام 2004 م وخلفه من بعده شقيقه السيد عبدا لملك بدر الدين الحوثي القائد الحالي بالتحريض على الكراهية للآخر والعدوانية،وبث الشعور بالمظلومية بين الأتباع والأنصار وتتميز بالشحن العاطفي والطائفي البغيض والمقيت التي تعمل وتؤجج الفتن والصراعات،و تدفع إلى حدوث المواجهات والقتل بدافع عقدي وعنصري يستحل به دم ومال الآخر المخالف لهم ،وتستعدي في أدبياتها وفلسفتها الخلافات والصراعات التاريخية والمذهبية التي ترتكز وتستند إلى الاعتقاد الجازم بالأحقية لها دون غيرها في الحكم والولاية والسلطان على البشر.
ومن يقرأ في ملازم حسين بن بدر الدين الحوثي ،ويستمع إلى دروسه ومحاضراته ،أويتابع عن كثب شقيقه عبد الملك الحوثي في مجمل خطاباته وسجل بياناته وتصريحاته يجد من هذا الشيء الكثير والغريب في مشكل الأيدلوجية العدائية الذي تغترف منه وتستند عليه الحركة،ولذلك فقد اصطدمت بها الدولة وخاضت معها حروب عدة في صعده،ومع اندلاع الثورة وسقوط النظام والدولة اصطدم القبائل بها في محافظة الجوف وفي حجة وبقية مكونات المجتمع من مختلف مناطق اليمن
حروب الحوثيين الست.. رؤية تاريخية
دخلت الحرب الطاحنة بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي في محافظة صعدة وعدد من مناطق عمران شهرها الثالث بدون حل حاسم للصراع رغم الوعود الكثيرة التي روج لها قادة عسكريون وسياسيون حكوميون باقتراب الحسم، وهي الجولة السادسة من الصراع بين الجانبين الذي بدأ أول مرة عام 2004.
ففي 18 يونيو/حزيران 2004 اندلعت الجولة الأولى بعد أن تحدثت مصادر حكومية عن مقتل ثلاثة جنود في مواجهات محدودة بين سلطات الإدارة المحلية في محافظة صعدة وأنصار "منتدى الشباب المؤمن" الذي يترأسه حسين بدر الدين الحوثي، مما جعل محافظ المحافظة يصدر قراراً بالقبض على حسين الحوثي.
وعندما تحركت القوات المكلفة بالقبض على الحوثي نحو جبال مرّان على بعد نحو ثلاثين كلم جنوب غرب مدينة صعدة حيث تحصن الحوثي، وأحاطت بالمنطقة اندلع القتال بشكل رئيسي فيها، وكانت القوات تحسب أن العملية لن تستغرق سوى ساعات أو أيام قليلة إلا أنها سارت ببطء وسط مقاومة صلبة وضعت القوات الحكومية في موضع حرج أمام الرأي العام في الداخل اليمني وخارجه.
ومنذ تلك المواجهة بدأت الحكومة اليمنية ووسائل الإعلام حرباً إعلامية على خصومها المقاتلين حيث اتهمتهم بداية بالولاء لحزب الله اللبناني وإيران، وبالسعي لإعادة نظام الإمامة البائد، رغم إنكار الحوثي هذه الاتهامات في رسالة مفتوحة بتاريخ 26 يونيو/حزيران من ذلك العام أكد فيها ولاءه للرئيس وللنظام الجمهوري وقال فيها إن سبب الخلاف هو موقف الحكومة الموالي للولايات المتحدة إضافة إلى السياسة السعودية في اليمن.
استمر القتال الشرس بين الجانبين حتى العاشر من سبتمبر/أيلول 2004 عندما تمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى موقع حسين الحوثي وقتلته مع عدد من أنصاره، ثم أعلنت الحكومة وقفاً أحادي الجانب للقتال، تلا ذلك بعشرة أيام تسليم العشرات من المقاتلين أنفسهم للسلطات نتيجة وساطات قبلية
العنصر القبلي
أما الجولة الثانية فقد اندلعت في مارس/آذار 2005 بسلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبدر الدين الحوثي (والد حسين) وعبد الله الرزامي، عضو البرلمان السابق، وكلاهما ينتمي لـ"حزب الحق" حيث وجهت للمعارضة، وحزب اتحاد القوى الشعبية تهم "بالسعي لاستئناف التمرد"، بينما اتهم بدر الدين الرئيس علي عبد الله صالح بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع.
نتج عن ذلك اندلاع الجولة الثانية من القتال بهجمات أشد ضراوة إلى الشمال والغرب من صعدة، وقد استمرت المعارك نحو شهرين بعد ذلك أعلنت الحكومة النصر ونهاية العمليات القتالية في مايو/أيار 2005.
الجولة الثالثة نتجت عن استمرار المناوشات من الجولة الثانية وقد امتدت تلك الجولة من أواخر عام 2005 حتى أوائل عام 2006، وقد ظهر في تلك المواجهات متغير جديد هو العنصر القبلي، حيث بدأت المعارك على شكل مواجهات بين رجال قبائل موالية للحكومة ومقاتلين قبليين يدعمون المسلحين الحوثيين.
وقد ظهر في تلك الفترة أخوا حسين الحوثي على المشهد الميداني زعيمين جديدين للمسلحين الحوثيين وهما عبد الملك ويحيى الحوثي، كما شهدت محاولات حكومية لتهدئة الصراع وذلك –كما يقول المراقبون- نتيجة قدوم موعد الانتخابات الرئاسية.
الوساطة القطرية
الجولة الرابعة انطلقت في الفترة من فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران 2007 ودخلها متغير جديد وهو تهديدات الحوثيين ليهود محافظة صعدة، ورغم نفي الحوثيين ذلك فإن الحرب كانت قد دارت واشتدت حدة القتال لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة.
انتهت الجولة الرابعة بفضل وساطة قطرية بعد زيارة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن في مايو/أيار 2007، حيث توصلت الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 16 يونيو/حزيران 2007 ثم قاما بتوقيع اتفاق الدوحة بتاريخ 2 فبراير/شباط 2008 رغم بعض الاشتباكات المتفرقة بين الجانبين.
في مارس/آذار 2008 اندلعت الجولة الخامسة على إثر اتهامات السلطة للحوثيين بخرق اتفاق الدوحة وأنهم قاموا بهجومين عنيفين وسط نفي من الحوثيين، وقد امتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر في مدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران.
بتاريخ 17 يوليو/تموز 2008 أعلن الرئيس صالح وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار وقد وافق ذلك الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم، وقد تباينت تفسيرات المحللين لهذا الإعلان منها أنه لخشيته خروج الوضع عن السيطرة أو لوجود وساطة محلية أو انتقادات أميركية وأوروبية متزايدة للوضع الإنساني في محافظة صعدة.
شروط ستة
أما الجولة الحالية وهي السادسة في الصراع بينهما فقد اندلعت بتاريخ 11 أغسطس/آب 2009 بعد اتهامات للحوثيين باختطاف أجانب، وترافقت مع وضع السلطات ستة شروط لوقف العمليات كان أبرزها نزول الحوثيين من الأماكن التي يتحصنون فيها وانسحابهم من كافة مديريات المحافظة وتسليم ما استولوا عليه من معدات مدنية وعسكرية، والك
دخلت الحرب الطاحنة بين القوات الحكومية اليمنية وجماعة الحوثي في محافظة صعدة وعدد من مناطق عمران شهرها الثالث بدون حل حاسم للصراع رغم الوعود الكثيرة التي روج لها قادة عسكريون وسياسيون حكوميون باقتراب الحسم، وهي الجولة السادسة من الصراع بين الجانبين الذي بدأ أول مرة عام 2004.
ففي 18 يونيو/حزيران 2004 اندلعت الجولة الأولى بعد أن تحدثت مصادر حكومية عن مقتل ثلاثة جنود في مواجهات محدودة بين سلطات الإدارة المحلية في محافظة صعدة وأنصار "منتدى الشباب المؤمن" الذي يترأسه حسين بدر الدين الحوثي، مما جعل محافظ المحافظة يصدر قراراً بالقبض على حسين الحوثي.
وعندما تحركت القوات المكلفة بالقبض على الحوثي نحو جبال مرّان على بعد نحو ثلاثين كلم جنوب غرب مدينة صعدة حيث تحصن الحوثي، وأحاطت بالمنطقة اندلع القتال بشكل رئيسي فيها، وكانت القوات تحسب أن العملية لن تستغرق سوى ساعات أو أيام قليلة إلا أنها سارت ببطء وسط مقاومة صلبة وضعت القوات الحكومية في موضع حرج أمام الرأي العام في الداخل اليمني وخارجه.
ومنذ تلك المواجهة بدأت الحكومة اليمنية ووسائل الإعلام حرباً إعلامية على خصومها المقاتلين حيث اتهمتهم بداية بالولاء لحزب الله اللبناني وإيران، وبالسعي لإعادة نظام الإمامة البائد، رغم إنكار الحوثي هذه الاتهامات في رسالة مفتوحة بتاريخ 26 يونيو/حزيران من ذلك العام أكد فيها ولاءه للرئيس وللنظام الجمهوري وقال فيها إن سبب الخلاف هو موقف الحكومة الموالي للولايات المتحدة إضافة إلى السياسة السعودية في اليمن.
استمر القتال الشرس بين الجانبين حتى العاشر من سبتمبر/أيلول 2004 عندما تمكنت القوات الحكومية من الوصول إلى موقع حسين الحوثي وقتلته مع عدد من أنصاره، ثم أعلنت الحكومة وقفاً أحادي الجانب للقتال، تلا ذلك بعشرة أيام تسليم العشرات من المقاتلين أنفسهم للسلطات نتيجة وساطات قبلية
العنصر القبلي
أما الجولة الثانية فقد اندلعت في مارس/آذار 2005 بسلسلة من الاتهامات والاتهامات المضادة بين الحكومة وبدر الدين الحوثي (والد حسين) وعبد الله الرزامي، عضو البرلمان السابق، وكلاهما ينتمي لـ"حزب الحق" حيث وجهت للمعارضة، وحزب اتحاد القوى الشعبية تهم "بالسعي لاستئناف التمرد"، بينما اتهم بدر الدين الرئيس علي عبد الله صالح بعدم الاستعداد لإنهاء النزاع.
نتج عن ذلك اندلاع الجولة الثانية من القتال بهجمات أشد ضراوة إلى الشمال والغرب من صعدة، وقد استمرت المعارك نحو شهرين بعد ذلك أعلنت الحكومة النصر ونهاية العمليات القتالية في مايو/أيار 2005.
الجولة الثالثة نتجت عن استمرار المناوشات من الجولة الثانية وقد امتدت تلك الجولة من أواخر عام 2005 حتى أوائل عام 2006، وقد ظهر في تلك المواجهات متغير جديد هو العنصر القبلي، حيث بدأت المعارك على شكل مواجهات بين رجال قبائل موالية للحكومة ومقاتلين قبليين يدعمون المسلحين الحوثيين.
وقد ظهر في تلك الفترة أخوا حسين الحوثي على المشهد الميداني زعيمين جديدين للمسلحين الحوثيين وهما عبد الملك ويحيى الحوثي، كما شهدت محاولات حكومية لتهدئة الصراع وذلك –كما يقول المراقبون- نتيجة قدوم موعد الانتخابات الرئاسية.
الوساطة القطرية
الجولة الرابعة انطلقت في الفترة من فبراير/شباط إلى يونيو/حزيران 2007 ودخلها متغير جديد وهو تهديدات الحوثيين ليهود محافظة صعدة، ورغم نفي الحوثيين ذلك فإن الحرب كانت قد دارت واشتدت حدة القتال لتمتد إلى مديريات متعددة بما في ذلك خارج صعدة.
انتهت الجولة الرابعة بفضل وساطة قطرية بعد زيارة الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى اليمن في مايو/أيار 2007، حيث توصلت الحكومة والحوثيون إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 16 يونيو/حزيران 2007 ثم قاما بتوقيع اتفاق الدوحة بتاريخ 2 فبراير/شباط 2008 رغم بعض الاشتباكات المتفرقة بين الجانبين.
في مارس/آذار 2008 اندلعت الجولة الخامسة على إثر اتهامات السلطة للحوثيين بخرق اتفاق الدوحة وأنهم قاموا بهجومين عنيفين وسط نفي من الحوثيين، وقد امتد القتال في تلك الجولة إلى منطقة بني حشيش شمال العاصمة صنعاء كما استمر في مدينة صعدة والجزء الشمالي من محافظة عمران.
بتاريخ 17 يوليو/تموز 2008 أعلن الرئيس صالح وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار وقد وافق ذلك الذكرى الثلاثين لتوليه الحكم، وقد تباينت تفسيرات المحللين لهذا الإعلان منها أنه لخشيته خروج الوضع عن السيطرة أو لوجود وساطة محلية أو انتقادات أميركية وأوروبية متزايدة للوضع الإنساني في محافظة صعدة.
شروط ستة
أما الجولة الحالية وهي السادسة في الصراع بينهما فقد اندلعت بتاريخ 11 أغسطس/آب 2009 بعد اتهامات للحوثيين باختطاف أجانب، وترافقت مع وضع السلطات ستة شروط لوقف العمليات كان أبرزها نزول الحوثيين من الأماكن التي يتحصنون فيها وانسحابهم من كافة مديريات المحافظة وتسليم ما استولوا عليه من معدات مدنية وعسكرية، والك
شف عن مصير المخطوفين، ووقف عمليات التخريب.
وقد اتسمت هذه الجولة بتكثيف عمليات القصف الجوي منذ اليوم الأول لاندلاعها على مناطق الحوثيين في مناطق ضحيان والخبجي والحيرة والطلح وآل الصيفي وقهر ومران وبني معاذ وسحار وحيدان ومطرة وغيرها من المناطق.
وبحسب محللين فإن خارطة القصف الجوي والمعارك والاشتباكات البرية خلال الأيام الأولى من الحرب تؤكد أن الحوثيين كانوا يحكمون سيطرتهم على مساحة شاسعة من محافظة صعدة وأنهم سيطروا على عدد من منافذ الإمدادات العسكرية للجيش التي تمر إلى المدينة.
وقد خلفت الجولة الأخيرة من الصراع المستمر مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح عشرات الآلاف، حيث يقدر عدد النازحين منذ بدء الصراع بنحو 150 ألف شخص
وقد اتسمت هذه الجولة بتكثيف عمليات القصف الجوي منذ اليوم الأول لاندلاعها على مناطق الحوثيين في مناطق ضحيان والخبجي والحيرة والطلح وآل الصيفي وقهر ومران وبني معاذ وسحار وحيدان ومطرة وغيرها من المناطق.
وبحسب محللين فإن خارطة القصف الجوي والمعارك والاشتباكات البرية خلال الأيام الأولى من الحرب تؤكد أن الحوثيين كانوا يحكمون سيطرتهم على مساحة شاسعة من محافظة صعدة وأنهم سيطروا على عدد من منافذ الإمدادات العسكرية للجيش التي تمر إلى المدينة.
وقد خلفت الجولة الأخيرة من الصراع المستمر مئات القتلى من الجانبين وتسببت بنزوح عشرات الآلاف، حيث يقدر عدد النازحين منذ بدء الصراع بنحو 150 ألف شخص
السعودية هزمت نفسها ؟!!
من لا يستطيع أن يكسب الحرب، لا يستطيع أن يكسب السلام، لذلك لا تنتهي الحروب كما يتوقع من بدأوها، خاصة وأن تعدد اللاعبين الأساسين لهذه الحرب وتوسع نطاقها الجغرافي، واندمج مع الصدام الأيديولوجي التاريخي في المنطقة.
كل تلك عوامل ساعدت على استمرار الحرب في محافظة صعدة- شمالي اليمن- منذ ما يقارب عقدين من الزمن دون توقف، وسمحت ببقاء التمرد الحوثي إلى وقتنا الحالي ومكّنته من ترسيخ نفوذه في كثير من المحافظات اليمنية، وسمحت في تعظيم قوته العسكرية، حتى وصلت ترسانته العسكرية إلى العمق السعودي ومنشآته النفطية، بشكل مستمر عبر الصواريخ الباليستية التي استولت عليها من مخزون الجيش اليمني عقب انقلابها الأسود في أيلول سبتمبر 2014م، وعبر الطائرات المسيرة- مصدرها "إيران"- والذي كان آخرها استهداف مطار نجران الإقليمي ومحطتي خط أنابيب نفطية تابعتين لشركة أرامكو.
جماعة متمردة لطخت الرقعة الجغرافيا لليمن بدون استثناء وترابُها بحُمرة الدم، شغفاً بالسلطة وسعياً للاستيلاء على الحكم على أسس سلالية دينية.
تعود جذور التمرد الحوثي نتيجة الانفتاح السياسي، والتعددية الحزبية، التي كانت الركن الأساسي لمشروع وحدة شمال اليمن وجنوبه.. وكان سبب اختيار محافظة صعدة (240 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء)، قاعدةً لنفوذ الجماعة واضحاً، فصعدة هي المقرّ القديم التعليمي والسياسي للمذهب الزيدي، ومركزها دون منازع.
ونتيجة لصراع الأصوليتين والتحدّي الأيديولوجي، بين المؤسّسة السلفية والزيدية في صعدة، أسفرت عن صعود جماعة الحوثي الانقلابية في مطلع الألفية الثانية بقيادة المدعو حسين "بدر الدين الحوثي".
استغل الأب الروحي للجماعة المتمردة التوازنات العقائدية التي فرضها نظام الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، مستخدما الشعارات التسويقية التي تتهم ذلك النظام، بالمساهمة في التمدد السلفي مقابل إرباك الهوية الزيدية.
خلال أعوام من الحشد والتأليب، استطاع المدعو/ حسين الحوثي، الفصل بين الزيدية الجديدة المتحولة باتجاه الإسلام السياسي الشيعي وبقية مكونات المذهب الزيدي، الأمر الذي نظر إليه الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح بأنه عامل للضغط، ومصدر للتوازن ضد اجتياح واكتساح حزب التجمع اليمني لإصلاح، وفرصة مواتية للاستفزاز المالي للملكة العربية السعودية ومحاولة التأثير عليها من خلال هذه الجماعة المتمردة التي ترى أنها مصدر خطر ديني وسياسي وعسكري عليها.
في يونيو عام 2004 توجهت حملة عسكرية لاعتقال قائد الجماعة المدعو/ حسين بدر الدين الحوثي في منطقة مران بمديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة، بتهمة التمرد وإنشاء تنظيم مُسلح على غرار حزب الله جنوب لبنان يهدف إلى إعادة النظام الملكي الإمامي في الجمهورية اليمنية والعودة إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م، بالإضافة إلى استعمال المساجد للتحريض على الحرب على الإرهاب.
الأمر الذي تسبب في نشوب حروب لا يريد مشعلوها إخمادها لتستمر 5 أعوام في مرحلتها الأولى، في تأكيد على أن حالة الغليان اليمنية التي يغفل عنها العالم لم تأتِ في يوم وليلة، وتكشف عن خفايا الصراع الإقليمي الذي يطفو على السطح باليمن, وحالة التقارب السياسي والعسكري على المستوى الداخلي بين الجماعة الحوثية والهاشمية السياسية المتغلغلة في نظام صالح المدني والعسكري والذي يسعى إلى إسقاط النظام الجمهوري وإعادة الولاية في البطنين من جهة، وتناغم خارجي بين جماعة الحوثي ودولة إقليمية كالنظام الإيراني ونظام "معمر القذافي" في ليبيا وحزب الله في لبنان من جهة أخرى.
وكان جلياً أن هدف القوى الإقليمية- إيران خصوصاً- هوى تأسيس ذراعها الطولي على حدود جنوب المملكة العربية السعودية وقد نجحت في ذلك في حين أخفقت السعودية في تحجيم النفوذ الإيراني الذي يمثل التهديد الأخطر على المملكة وعلى دول الجزيرة وشعوبها، كما أن تحذر أيادي إيران في جنوب المملكة وشمال اليمن، يعني ذلك خلق مواطن عدم استقرار ونشوب حروب لن تنطفئ لسنوات طويلة مالم يتم قطع تلك الذراع.
*الحروب الستة
الحرب الأولى
اشتعل فتيل الحرب الأولى في يونيو 2004 م بين الجيش اليمني وأنصار المدعو/ حسين بدر الدين الحوثي، بعد تمرده، وإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله جنوب لبنان، بالإضافة إلى استعمال المساجد للتحريض على الحرب على الإرهاب.
شارك في هذه الحرب- إلى جانب القوات الحكومية- مقاتلون قبائل من العصيمات وهي إحدى قبائل حاشد السبع. استعمل المقاتلون الحوثيون القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة في مدينة صعدة وكتاف، وكانت المعارك بين كر وفر. وتوقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004 بعد إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي على يد القائد العسكري/ ثابت جواس بعد اشباكات، وكانت تلك نهاية ما عرف بالحرب الأولى.
والغريب في الأمر أن نشوب هذه الحرب على الحدود الجنوبية للمملكة، غير أنها لم تدرك خطورة البذرة الإيرانية التي تتوسع ربما وفق رغبة قوى دولية ترى في بذور الحروب الطائف
من لا يستطيع أن يكسب الحرب، لا يستطيع أن يكسب السلام، لذلك لا تنتهي الحروب كما يتوقع من بدأوها، خاصة وأن تعدد اللاعبين الأساسين لهذه الحرب وتوسع نطاقها الجغرافي، واندمج مع الصدام الأيديولوجي التاريخي في المنطقة.
كل تلك عوامل ساعدت على استمرار الحرب في محافظة صعدة- شمالي اليمن- منذ ما يقارب عقدين من الزمن دون توقف، وسمحت ببقاء التمرد الحوثي إلى وقتنا الحالي ومكّنته من ترسيخ نفوذه في كثير من المحافظات اليمنية، وسمحت في تعظيم قوته العسكرية، حتى وصلت ترسانته العسكرية إلى العمق السعودي ومنشآته النفطية، بشكل مستمر عبر الصواريخ الباليستية التي استولت عليها من مخزون الجيش اليمني عقب انقلابها الأسود في أيلول سبتمبر 2014م، وعبر الطائرات المسيرة- مصدرها "إيران"- والذي كان آخرها استهداف مطار نجران الإقليمي ومحطتي خط أنابيب نفطية تابعتين لشركة أرامكو.
جماعة متمردة لطخت الرقعة الجغرافيا لليمن بدون استثناء وترابُها بحُمرة الدم، شغفاً بالسلطة وسعياً للاستيلاء على الحكم على أسس سلالية دينية.
تعود جذور التمرد الحوثي نتيجة الانفتاح السياسي، والتعددية الحزبية، التي كانت الركن الأساسي لمشروع وحدة شمال اليمن وجنوبه.. وكان سبب اختيار محافظة صعدة (240 كيلومتراً شمال العاصمة صنعاء)، قاعدةً لنفوذ الجماعة واضحاً، فصعدة هي المقرّ القديم التعليمي والسياسي للمذهب الزيدي، ومركزها دون منازع.
ونتيجة لصراع الأصوليتين والتحدّي الأيديولوجي، بين المؤسّسة السلفية والزيدية في صعدة، أسفرت عن صعود جماعة الحوثي الانقلابية في مطلع الألفية الثانية بقيادة المدعو حسين "بدر الدين الحوثي".
استغل الأب الروحي للجماعة المتمردة التوازنات العقائدية التي فرضها نظام الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح، مستخدما الشعارات التسويقية التي تتهم ذلك النظام، بالمساهمة في التمدد السلفي مقابل إرباك الهوية الزيدية.
خلال أعوام من الحشد والتأليب، استطاع المدعو/ حسين الحوثي، الفصل بين الزيدية الجديدة المتحولة باتجاه الإسلام السياسي الشيعي وبقية مكونات المذهب الزيدي، الأمر الذي نظر إليه الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح بأنه عامل للضغط، ومصدر للتوازن ضد اجتياح واكتساح حزب التجمع اليمني لإصلاح، وفرصة مواتية للاستفزاز المالي للملكة العربية السعودية ومحاولة التأثير عليها من خلال هذه الجماعة المتمردة التي ترى أنها مصدر خطر ديني وسياسي وعسكري عليها.
في يونيو عام 2004 توجهت حملة عسكرية لاعتقال قائد الجماعة المدعو/ حسين بدر الدين الحوثي في منطقة مران بمديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة، بتهمة التمرد وإنشاء تنظيم مُسلح على غرار حزب الله جنوب لبنان يهدف إلى إعادة النظام الملكي الإمامي في الجمهورية اليمنية والعودة إلى ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962م، بالإضافة إلى استعمال المساجد للتحريض على الحرب على الإرهاب.
الأمر الذي تسبب في نشوب حروب لا يريد مشعلوها إخمادها لتستمر 5 أعوام في مرحلتها الأولى، في تأكيد على أن حالة الغليان اليمنية التي يغفل عنها العالم لم تأتِ في يوم وليلة، وتكشف عن خفايا الصراع الإقليمي الذي يطفو على السطح باليمن, وحالة التقارب السياسي والعسكري على المستوى الداخلي بين الجماعة الحوثية والهاشمية السياسية المتغلغلة في نظام صالح المدني والعسكري والذي يسعى إلى إسقاط النظام الجمهوري وإعادة الولاية في البطنين من جهة، وتناغم خارجي بين جماعة الحوثي ودولة إقليمية كالنظام الإيراني ونظام "معمر القذافي" في ليبيا وحزب الله في لبنان من جهة أخرى.
وكان جلياً أن هدف القوى الإقليمية- إيران خصوصاً- هوى تأسيس ذراعها الطولي على حدود جنوب المملكة العربية السعودية وقد نجحت في ذلك في حين أخفقت السعودية في تحجيم النفوذ الإيراني الذي يمثل التهديد الأخطر على المملكة وعلى دول الجزيرة وشعوبها، كما أن تحذر أيادي إيران في جنوب المملكة وشمال اليمن، يعني ذلك خلق مواطن عدم استقرار ونشوب حروب لن تنطفئ لسنوات طويلة مالم يتم قطع تلك الذراع.
*الحروب الستة
الحرب الأولى
اشتعل فتيل الحرب الأولى في يونيو 2004 م بين الجيش اليمني وأنصار المدعو/ حسين بدر الدين الحوثي، بعد تمرده، وإنشاء تنظيم مسلح على غرار حزب الله جنوب لبنان، بالإضافة إلى استعمال المساجد للتحريض على الحرب على الإرهاب.
شارك في هذه الحرب- إلى جانب القوات الحكومية- مقاتلون قبائل من العصيمات وهي إحدى قبائل حاشد السبع. استعمل المقاتلون الحوثيون القنابل اليدوية والأسلحة الخفيفة في مدينة صعدة وكتاف، وكانت المعارك بين كر وفر. وتوقفت المعارك في 10 سبتمبر 2004 بعد إعلان الحكومة اليمنية مقتل حسين بدر الدين الحوثي على يد القائد العسكري/ ثابت جواس بعد اشباكات، وكانت تلك نهاية ما عرف بالحرب الأولى.
والغريب في الأمر أن نشوب هذه الحرب على الحدود الجنوبية للمملكة، غير أنها لم تدرك خطورة البذرة الإيرانية التي تتوسع ربما وفق رغبة قوى دولية ترى في بذور الحروب الطائف
ية في منطقة حساسة كاليمن يخدم أهدافها، ورغم أن الحرب الأولى انتهت بانتصار الجيش على التمرد الحوثي إلا أن قطعة عجين خامرة تركت عمداً لتكون وقود الحرب الثانية..
* الحرب الثانية
اشتعلت الحرب الثانية في مارس واستمرت حتى مايو 2005م، قتل خلال هذه الفترة 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين، وفي شهر مايو، عرض الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح، عفواً رئاسياً على المتمردين الحوثيين، شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، لكن الحوثيين قابلوا العرض بالرفض واستمرت المناوشات بين الطرفين، فكان أن أصدرت الحكومة اليمنية بياناً يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدني وجرح 2,708 آخرين وقد بلغت الخسائر الاقتصادية- وفق ما صرخته الحكومة آنذاك- 270 مليون دولار.، غير أن صالح يبدو أنه وجد في الحرب الثانية نافذة للدخول في ملعب دولي مكاسبه المادية فاق كل التوقعات.
*الحرب الثالثة
استمرت الحرب الثالثة من نوفمبر 2005 حتى يناير 2006، وبدأت هذه الحرب باشتباكات بين قوات قبلية من قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبد الله صالح، تابعة للشيخ عبد الله العوجري مع مسلحين حوثيين من أتباع زعيم الحوثيين الجديد بعد مقتل أخيه عبد الملك الحوثي وتوقف الاقتتال قبل الانتخابات الرئاسية، وأطلقت الحكومة اليمنية آنذاك سراح المعتقلين الحوثيين من سجونها.
وكان يكفي نشوب ثلاث حروب لكي تدرك المملكة أنها المستهدفة وأن بذور قوة عسكرية على حدودها الجنوبية باتت تطل برأسها على أغلب جغرافيا محافظة صعدة.
* الحرب الرابعة
استمرت الحرب الرابعة من يناير حتى يونيو من ذات العام 2007م. ففي 28 يناير 2007 م اشتبك مسلحون حوثيون مع القوات الحكومية وقتلوا 6 جنود وجرح خلال العملية 20 آخرين.
تبع ذلك عملية اشتباك آخر خلفت عشرة قتلى وعشرين جريحاً عند مهاجمة الحوثيين نقطة تفتيش للجيش اليمني قرب الحدود السعودية وردت الحكومة بقتل ثلاثة من المتمردين حسب تصريح رسمي لمسؤول عسكري، في شهر فبراير من ذات العام, شنت القوات اليمنية حملة عسكرية على صعدة لتطهيرها من الانقلابيين قتل خلال الحملة العسكرية 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية.
تم الاتفاق على هدنة في 16 يونيو وقبل المتمرد عبد الملك الحوثي شروطها ومنها اللجوء السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مساجين حوثيين في السجون اليمنية.
* الحرب الخامسة
عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل 2008م، واستمرت حتى يوليو من ذات العام، وقد بدأت عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه المتمردون الحوثيون، كما انفجرت قنبلة في 2 مايو بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعدة وقتل على إثرها 15 شخصاً وجرح 55 واتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث، لكن الحوثيين نفوا التهم عنهم، وقتل في نفس الليلة ثلاثة جنود وأربعة حوثيين في مناوشات بين الطرفين.
وفي مايو قتل 13 جنديا و26 من المتمردين في اقتتال في صعدة. وفي 17 يوليو من ذات العام عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار، وصل عدد المعتقلين في أغسطس من نفس السنة إلى 1,200 معتقل دون محاكمات.
* الحرب السادسة
في 5/ تشرين الثاني/نوفمبر2009، دخلت المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية، والمتمردين الحوثيين مرحلة جديدة وحساسة بدخول السعودية طرفًا في المواجهات، على خلفية اعتداء المتمردين على أراضٍ سعودية بمحاذاة الحدود مع اليمن، وقتل ضابط وإصابة عدد آخر، ثم استمرار الاشتباكات المتقطعة.
وتمكن المتمردون الحوثيون من السيطرة على جبل الدخان على خلفية اتهامات للسعودية بدعم الجيش اليمني، وإتاحة استخدام الأراضي السعودية كقاعدة لعمليات القوات الحكومية اليمنية، ضد معاقل الحوثيين الحدودية.
ومع أن السعودية حرصت على تأكيد أن الأمر ليس تورطًاً في الحرب الحالية بصعدة، وإنما دفاعاً عن سيادتها وأراضيها وهو حق أقرت به الحكومة اليمنية التي يربطها مع الرياض تحالف وثيق، خصوصًا في المجال الأمني والعسكري.
إلى ذلك دارت العديد من المعارك بين السعوديين، والحوثيين، وذلك بسبب اكتشافهم تسلل للمتمردين بريًّا في جبل الدخان في قرية الخوبة بين الحدود اليمينية والسعودية، وأرسلت فرقة من حرس الحدود لمقاومة الحوثيين المسلحين.
وشن الطيران السعودي، العديد من الغارات الجوية على مواقع المتمردين في جبل الدخان ومناطق صعدة.
وبالتالي، فإن اتساع نطاق المواجهات المسلحة في صعدة، وتصاعد نفوذ وقوة الحوثيين كذراع لإيران في ذلك الوقت، يجعل من السهل التعاطي بموضوعية مع فرضية مبادرة الرياض بالتدخل لصالح دعم الإمكانيات المالية والعسكرية للحكومة اليمنية، لتمكينها من مواجهة التحدي.
ولم يكن أحد يحسب أن اندلاع المواجهات المسلحة بين الدولة اليمنية المركزية، وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن بادئ الأمر في 20 يونيو/ حزيران 2004م ستتواصل لسنوات، وأن تتجاوز حدودها إلى تخوم المملكة العربية السعودية، بل وجرها طرفًا في الحرب السادسة الدائرة منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر لتكتسب بذلك بع
* الحرب الثانية
اشتعلت الحرب الثانية في مارس واستمرت حتى مايو 2005م، قتل خلال هذه الفترة 200 شخص في معارك بين الجيش اليمني والحوثيين، وفي شهر مايو، عرض الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح، عفواً رئاسياً على المتمردين الحوثيين، شريطة أن يسلموا أنفسهم ويوقفوا إطلاق النار، لكن الحوثيين قابلوا العرض بالرفض واستمرت المناوشات بين الطرفين، فكان أن أصدرت الحكومة اليمنية بياناً يلوم فيه المتمردين على مقتل 522 مدني وجرح 2,708 آخرين وقد بلغت الخسائر الاقتصادية- وفق ما صرخته الحكومة آنذاك- 270 مليون دولار.، غير أن صالح يبدو أنه وجد في الحرب الثانية نافذة للدخول في ملعب دولي مكاسبه المادية فاق كل التوقعات.
*الحرب الثالثة
استمرت الحرب الثالثة من نوفمبر 2005 حتى يناير 2006، وبدأت هذه الحرب باشتباكات بين قوات قبلية من قبيلة وادعة الهمدانية المؤيدة لعلي عبد الله صالح، تابعة للشيخ عبد الله العوجري مع مسلحين حوثيين من أتباع زعيم الحوثيين الجديد بعد مقتل أخيه عبد الملك الحوثي وتوقف الاقتتال قبل الانتخابات الرئاسية، وأطلقت الحكومة اليمنية آنذاك سراح المعتقلين الحوثيين من سجونها.
وكان يكفي نشوب ثلاث حروب لكي تدرك المملكة أنها المستهدفة وأن بذور قوة عسكرية على حدودها الجنوبية باتت تطل برأسها على أغلب جغرافيا محافظة صعدة.
* الحرب الرابعة
استمرت الحرب الرابعة من يناير حتى يونيو من ذات العام 2007م. ففي 28 يناير 2007 م اشتبك مسلحون حوثيون مع القوات الحكومية وقتلوا 6 جنود وجرح خلال العملية 20 آخرين.
تبع ذلك عملية اشتباك آخر خلفت عشرة قتلى وعشرين جريحاً عند مهاجمة الحوثيين نقطة تفتيش للجيش اليمني قرب الحدود السعودية وردت الحكومة بقتل ثلاثة من المتمردين حسب تصريح رسمي لمسؤول عسكري، في شهر فبراير من ذات العام, شنت القوات اليمنية حملة عسكرية على صعدة لتطهيرها من الانقلابيين قتل خلال الحملة العسكرية 160 من الحوثيين حسب المصادر الحكومية.
تم الاتفاق على هدنة في 16 يونيو وقبل المتمرد عبد الملك الحوثي شروطها ومنها اللجوء السياسي إلى قطر مقابل الإفراج عن مساجين حوثيين في السجون اليمنية.
* الحرب الخامسة
عادت المواجهات بين الجيش والحوثيين في 29 أبريل 2008م، واستمرت حتى يوليو من ذات العام، وقد بدأت عندما قتل 7 جنود في كمين نصبه المتمردون الحوثيون، كما انفجرت قنبلة في 2 مايو بعد صلاة الجمعة خارج مسجد بن سلمان في صعدة وقتل على إثرها 15 شخصاً وجرح 55 واتهمت الحكومة الحوثيين بالوقوف وراء الحادث، لكن الحوثيين نفوا التهم عنهم، وقتل في نفس الليلة ثلاثة جنود وأربعة حوثيين في مناوشات بين الطرفين.
وفي مايو قتل 13 جنديا و26 من المتمردين في اقتتال في صعدة. وفي 17 يوليو من ذات العام عندما أعلن علي عبد الله صالح وقف إطلاق النار، وصل عدد المعتقلين في أغسطس من نفس السنة إلى 1,200 معتقل دون محاكمات.
* الحرب السادسة
في 5/ تشرين الثاني/نوفمبر2009، دخلت المواجهات العسكرية بين الحكومة اليمنية، والمتمردين الحوثيين مرحلة جديدة وحساسة بدخول السعودية طرفًا في المواجهات، على خلفية اعتداء المتمردين على أراضٍ سعودية بمحاذاة الحدود مع اليمن، وقتل ضابط وإصابة عدد آخر، ثم استمرار الاشتباكات المتقطعة.
وتمكن المتمردون الحوثيون من السيطرة على جبل الدخان على خلفية اتهامات للسعودية بدعم الجيش اليمني، وإتاحة استخدام الأراضي السعودية كقاعدة لعمليات القوات الحكومية اليمنية، ضد معاقل الحوثيين الحدودية.
ومع أن السعودية حرصت على تأكيد أن الأمر ليس تورطًاً في الحرب الحالية بصعدة، وإنما دفاعاً عن سيادتها وأراضيها وهو حق أقرت به الحكومة اليمنية التي يربطها مع الرياض تحالف وثيق، خصوصًا في المجال الأمني والعسكري.
إلى ذلك دارت العديد من المعارك بين السعوديين، والحوثيين، وذلك بسبب اكتشافهم تسلل للمتمردين بريًّا في جبل الدخان في قرية الخوبة بين الحدود اليمينية والسعودية، وأرسلت فرقة من حرس الحدود لمقاومة الحوثيين المسلحين.
وشن الطيران السعودي، العديد من الغارات الجوية على مواقع المتمردين في جبل الدخان ومناطق صعدة.
وبالتالي، فإن اتساع نطاق المواجهات المسلحة في صعدة، وتصاعد نفوذ وقوة الحوثيين كذراع لإيران في ذلك الوقت، يجعل من السهل التعاطي بموضوعية مع فرضية مبادرة الرياض بالتدخل لصالح دعم الإمكانيات المالية والعسكرية للحكومة اليمنية، لتمكينها من مواجهة التحدي.
ولم يكن أحد يحسب أن اندلاع المواجهات المسلحة بين الدولة اليمنية المركزية، وجماعة الحوثيين في محافظة صعدة شمال اليمن بادئ الأمر في 20 يونيو/ حزيران 2004م ستتواصل لسنوات، وأن تتجاوز حدودها إلى تخوم المملكة العربية السعودية، بل وجرها طرفًا في الحرب السادسة الدائرة منذ ما يزيد على ثلاثة أشهر لتكتسب بذلك بع
دًا إقليميًّا إن لم يكن دوليًّا.
* أهمية جبل دخان
يعد جبل دخان أحد الجبال التي ذاع صيتها أيام الحرب السادسة (2009 ــ 2010).
ويقع الجبل الاستراتيجي جنوب غرب بلدة الخوبة في محافظة الحرث في منطقة جيزان ويبعد عن مدينة جيزان نحو 100 كيلو متراً.
حيث يحد جبل الدخان مسار خط الحدود بين السعودية واليمن من الجهة الجنوبية الشرقية وتبلغ مساحة الجبل 14 كم2، ويبلغ ارتفاعه نحو 500 متر عن سطح البحر ويرتفع عما حوله 250 مترا.
تحيط بالجبل من جميع الجهات بلدات وقرى منها: الخوبة، الغاوية، مصفوقة، الشانق، المعرسة، السبخاية، جلاح، الراحة، المزبرات.
يحد الجبل من الشمال وادي حمران أحد روافد وادي خلب ومن الجنوب وادي ليه، كما أن أهمية جبل دخان كونه يشرف على جميع القرى السعودية واليمنية القريبة منه ويمثل بداية ارتفاع الجبال من جهة البحر الأحمر غرباً.
ويقع إلى الشرق من جبل الدخان جبل الدود وهو من الجبال السعودية ويتميز جبل الدود بإشرافه على بلدة الخوبة من الشمال الغربي وعلى بلدة الملاحيظ اليمنية من الشمال الشرقي، كما تقع على سفوحه الغربية بلدات الغاوية ومصفوقة السعوديتين وبلدة المقبص السعودية من الشرق ــ ويعد جبلا الدخان والدود من جبال تهامة، حيث يبدأ من بعدهما باتجاه الشرق ارتفاع الجبال حتى سلسلة جبال الحجاز.
الجبال والقرى اليمنية المحاذية للحدود السعودية في هذه المنطقة تتبع إدارياً محافظة صعدة اليمنية في الشمال الشرقي من المنطقة وترتبط الملاحيظ مع صعدة بطريق معبد يبلغ طوله 200 كيلومتر عبر جبل رازح في محافظة صعدة الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 2400 متر ويبعد جبل رازح عن صعدة نحو 100 كيلومتر.
** نهاية حروب صعدة
انتهت هذه الحرب في فبراير 2010، وبعدها، قامت ثورة الـ "11 فبراير" 2011، التي استغلها الحوثيون للانتشار ومناهضة الحكومة، وهو ما سمح لهم بالوصول إلى صنعاء، وفي سبتمبر من العام 2015م، استكمل الحوثيون حروبهم، بالانقلاب على سلطة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، وهذه المرة بالتحالف مع عدوهم طوال الحروب الست، وهو الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح.
*ا لخلاصة
مع انتهاء الحرب السادسة تكون إيران قد تمكنت من تأسيس ذراعها الطولى على الحدود الجنوبية للمملكة ولتتجه إيران نحو مسارات حروب بدأت بالحرب الإعلامية بين طهران والرياض بشأن ما يدور في اليمن من أحداث.
صحف خليجية كشفت عن نشاط قوة إقليمية أصبحت لاعباً بالداخل اليمني من خلال فصائل الحوثيين، في إشارة إلى دور إيراني على الأراضي اليمنية.
وفي المقابل كانت قناةُ "العالم" الإيرانية قد نشرت مَقالاً على موقع القناة يحملُ عنوانَ: "حُرُوبُ السعودية في اليمن وشغف الإطلالة على بحر العرب"، جاء فيه أن السعوديةَ تدفـَـعُ بالرئيس اليمني/ علي صالح، إلى التوغل في وحل صَـعْـدَةَ، وبقية المناطق الشمالية من البلاد، من خلال افتعال الحُرُوب ضد الزيديين هناك.
الحرب الإعلامية هذه بين الجانبين تلتها اتهامات متبادلةٌ لكلٍّ منهما في الحرب السادسة بين الحوثيين والدولة
تصريحاتٌ إيران لم يعد لها معنى من حيث علاقتها بالحوثيين، فالأمر أصبح جلياً من سياسة الحركة الانقلابية أنها جزء من منظومة الحرب الإيرانية ضد المملكة وهوى ما بات يدركه الأشقاء في المملكة، لكن دون أي تحركات ترتقي لمستوى هذا الخطر الأكبر تاريخياً على المملكة.
هذه الحروب وخارطة التوسع والتمدد الإيراني قابلة انكماش للنفوذ السعودي.
والحديث هنا يفرض علينا بقوة أن نناقش بموضوعية كيف واجهت الشقيقة السعودية وحلفاؤها في اليمن هذا التمدد الإيراني والذي وصل في نهاية ٢٠١٥ بعد الانقلاب المشئوم إلى شبه السيطرة الكلية على اليمن..
على مستوى الصراع الإقليمي فيرى الكثير من المراقبون إن إيران انتصرت على المملكة العربية في اليمن وأصبحت اليمن بعد عام ٢٠١٥ قوة عسكرية تتبع الحرس الثوري الإيراني، غير أن أهم عوامل الإخفاق السعودي هو انشغالها بحروب جانبية في اليمن فيما بين حلفائها عملت هي على تغذيتها
* أهمية جبل دخان
يعد جبل دخان أحد الجبال التي ذاع صيتها أيام الحرب السادسة (2009 ــ 2010).
ويقع الجبل الاستراتيجي جنوب غرب بلدة الخوبة في محافظة الحرث في منطقة جيزان ويبعد عن مدينة جيزان نحو 100 كيلو متراً.
حيث يحد جبل الدخان مسار خط الحدود بين السعودية واليمن من الجهة الجنوبية الشرقية وتبلغ مساحة الجبل 14 كم2، ويبلغ ارتفاعه نحو 500 متر عن سطح البحر ويرتفع عما حوله 250 مترا.
تحيط بالجبل من جميع الجهات بلدات وقرى منها: الخوبة، الغاوية، مصفوقة، الشانق، المعرسة، السبخاية، جلاح، الراحة، المزبرات.
يحد الجبل من الشمال وادي حمران أحد روافد وادي خلب ومن الجنوب وادي ليه، كما أن أهمية جبل دخان كونه يشرف على جميع القرى السعودية واليمنية القريبة منه ويمثل بداية ارتفاع الجبال من جهة البحر الأحمر غرباً.
ويقع إلى الشرق من جبل الدخان جبل الدود وهو من الجبال السعودية ويتميز جبل الدود بإشرافه على بلدة الخوبة من الشمال الغربي وعلى بلدة الملاحيظ اليمنية من الشمال الشرقي، كما تقع على سفوحه الغربية بلدات الغاوية ومصفوقة السعوديتين وبلدة المقبص السعودية من الشرق ــ ويعد جبلا الدخان والدود من جبال تهامة، حيث يبدأ من بعدهما باتجاه الشرق ارتفاع الجبال حتى سلسلة جبال الحجاز.
الجبال والقرى اليمنية المحاذية للحدود السعودية في هذه المنطقة تتبع إدارياً محافظة صعدة اليمنية في الشمال الشرقي من المنطقة وترتبط الملاحيظ مع صعدة بطريق معبد يبلغ طوله 200 كيلومتر عبر جبل رازح في محافظة صعدة الذي يصل ارتفاعه إلى أكثر من 2400 متر ويبعد جبل رازح عن صعدة نحو 100 كيلومتر.
** نهاية حروب صعدة
انتهت هذه الحرب في فبراير 2010، وبعدها، قامت ثورة الـ "11 فبراير" 2011، التي استغلها الحوثيون للانتشار ومناهضة الحكومة، وهو ما سمح لهم بالوصول إلى صنعاء، وفي سبتمبر من العام 2015م، استكمل الحوثيون حروبهم، بالانقلاب على سلطة الرئيس/ عبد ربه منصور هادي، وهذه المرة بالتحالف مع عدوهم طوال الحروب الست، وهو الرئيس السابق/ علي عبد الله صالح.
*ا لخلاصة
مع انتهاء الحرب السادسة تكون إيران قد تمكنت من تأسيس ذراعها الطولى على الحدود الجنوبية للمملكة ولتتجه إيران نحو مسارات حروب بدأت بالحرب الإعلامية بين طهران والرياض بشأن ما يدور في اليمن من أحداث.
صحف خليجية كشفت عن نشاط قوة إقليمية أصبحت لاعباً بالداخل اليمني من خلال فصائل الحوثيين، في إشارة إلى دور إيراني على الأراضي اليمنية.
وفي المقابل كانت قناةُ "العالم" الإيرانية قد نشرت مَقالاً على موقع القناة يحملُ عنوانَ: "حُرُوبُ السعودية في اليمن وشغف الإطلالة على بحر العرب"، جاء فيه أن السعوديةَ تدفـَـعُ بالرئيس اليمني/ علي صالح، إلى التوغل في وحل صَـعْـدَةَ، وبقية المناطق الشمالية من البلاد، من خلال افتعال الحُرُوب ضد الزيديين هناك.
الحرب الإعلامية هذه بين الجانبين تلتها اتهامات متبادلةٌ لكلٍّ منهما في الحرب السادسة بين الحوثيين والدولة
تصريحاتٌ إيران لم يعد لها معنى من حيث علاقتها بالحوثيين، فالأمر أصبح جلياً من سياسة الحركة الانقلابية أنها جزء من منظومة الحرب الإيرانية ضد المملكة وهوى ما بات يدركه الأشقاء في المملكة، لكن دون أي تحركات ترتقي لمستوى هذا الخطر الأكبر تاريخياً على المملكة.
هذه الحروب وخارطة التوسع والتمدد الإيراني قابلة انكماش للنفوذ السعودي.
والحديث هنا يفرض علينا بقوة أن نناقش بموضوعية كيف واجهت الشقيقة السعودية وحلفاؤها في اليمن هذا التمدد الإيراني والذي وصل في نهاية ٢٠١٥ بعد الانقلاب المشئوم إلى شبه السيطرة الكلية على اليمن..
على مستوى الصراع الإقليمي فيرى الكثير من المراقبون إن إيران انتصرت على المملكة العربية في اليمن وأصبحت اليمن بعد عام ٢٠١٥ قوة عسكرية تتبع الحرس الثوري الإيراني، غير أن أهم عوامل الإخفاق السعودي هو انشغالها بحروب جانبية في اليمن فيما بين حلفائها عملت هي على تغذيتها
الحوثي من #صعدة الى #عدن
في الثانية عشرة بتوقيت مكة من صباح الخميس 26 مارس/آذار من عام 2015، نفذت مقاتلات سعودية أولى غاراتها الجوية على معاقل «الحوثيين» باليمن. وتحت اسم «عاصفة الحزم» أعلن «عادل جبير» السفير السعودي بواشنطن إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين بمشاركة دول الخليج باستثناء سطنة عُمَان، بالإضافة للأردن والمغرب والسودان، وأعلنت مصر وباكستان والولايات المتحدة دعمها للعملية، فماذا يحدث باليمن؟ وكيف وصلنا إلى هذه العملية العسكرية؟
ما يجب أن تعرفه قبل سرد الحكاية
أولاً: جغرافيا اليمن
في 22 مايو/أيار 1991م، تأسست الجمهورية اليمنية بعد توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي، ويحدها شرقاً سلطنة عمان، وغرباً البحر الأحمر، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وجنوباً خليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي لكل دول الإقليم.
ثانيًا: القوى المتصارعة الأساسية:
1. حزب المؤتمر الشعبي العام: أكبر الأحزاب اليمنية. يقوده الرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح» الذي حكم اليمن 33 عامًا وأطيح في «ثورة الشباب السلمية».
2. التجمع اليمني للإصلاح: ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، ويمثل الامتداد الفكري والتنظيمي للإخوان المسلمين. قاد تحالف المعارضة إبان حكم صالح، والذي كان عبارة عن 6 أحزاب تحت اسم «اللقاء المشترك».
3. الجيش اليمني: طرأت على تركيبته عشرات التغييرات الجوهرية بمرور الزمن، وعمل صالح ما بوسعه لضمان ولاء الجيش، بتنصيب حلفائه وأقربائه في المناصب العليا، وبنهاية حكمه أصبح جناح الحرس الجمهوري بقيادة ابنه «أحمد» قوته الضاربة وذراعه الأيمن، ينافسه جناح حليفه السابق وعدوه اللاحق «الفرقة الأولى مدرع» بقيادة الجنرال «علي محسن الأحمر».
4. قبائل حاشد: أكبر تجمع قبلي باليمن. يتمركزون شمالاً بمحافظات صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء، يقودهم «آل الأحمر» أكبر قبائل اليمن وأعظمهم نفوذاً عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وتعتبر محافظة عمران مركز ثقلهم الاستراتيجي. علاقاتهم بالتجمع اليمني للإصلاح تترواح بين الانتماء التنظيمي أو التحالف الدائم.
5. الدعوة السلفية: ليس لهم حضور سياسي كبير، لكن تأثيرهم الدعوي متوغل في القبائل اليمنية. أبرز مدارسهم «دار الحديث» في بلدة «دماج» بمحافظة «صعدة» أسسها الداعية «مقبل بن هادي الوادعي»، وكانت المدرسة تستقطب طلاب العلم من جميع أنحاء العالم. هناك أيضًا «جمعية الحكمة» بمحافظة «تعز»، و«جمعية الإحسان» بمحافظة «حضرموت»، وحزب «الرشاد».
6. أنصار الشريعة (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب): تشكل من فرعي القاعدة باليمن والسعودية بعد اندماجهما في عام 2009. تعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع التنظيم على الإطلاق، وتحاربه من غرف عمليات كبيرة في الخليج. تبنى عشرات العمليات النوعية ضد المصالح الأميركية في الخليج قبل عام 2010. وضعته السعودية على رأس تهديداتها بعد تزايد وتيرة ونوع العمليات التي تبناها التنظيم داخل المملكة وأهمها محاولة اغتيال «محمد بن نايف» وزير الداخلية، في 28 أغسطس/آب 2009.
7. الحراك الجنوبي: القوى السياسية بمحافظات الجنوب تتعدد مطالبها بين فك الارتباط عن شمال اليمن والفيدرالية والكونفدرالية.
8. جماعة أنصار الله (الحوثيون): سنتعرف إليهم لاحقًا بالتفصيل، لكنهم فصيل يبسط سيطرته اليوم على معظم التراب اليمني بعد أن انتصر على كل القوى سالفة الذكر.
ثالثًا: الفرق والمذاهب الدينية
1. المذهب الشافعي: تتبناه الغالبية العظمى من اليمنيين ويتركز ثقله في المحافظات الجنوبية ويقل مريدوه بالتوجه إلى شمال الشمال حيث محافظة «صعدة».
2. المذهب الزيدي: يتبناه 30% من اليمنيين ويتركز في الشمال بمحافظات «صعدة» ثم جزئياً في «الجوف» و «حجة» و «عمران» و «صنعاء» ويتقلص مريدوه بالتوجه جنوباً.
3. الصوفية بالشرق ومذاهب وأديان أخرى بالغرب على هامش الصراع.
الجزء الأول: الحوثيون من صعدة إلى عمران
تبدأ الأمور بمجموعة صغيرة تدعو لمبادئ سامية، ترفض الظلم الواقع عليها، تتبنى الحكم كـــــ «وسيلة» للتغيير ثم يتحول لــــ «غاية»، ثم تصبح الوسيلة غير شريفة، وبعد الوصول للغاية تمارس أبشع أشكال الظلم التي استنكرتها في طريقها إليها. هذا ما حدث ما جماعة الحوثي.
من هم الحوثيون؟
جماعة شيعية تتبنى صيغة معدلة من المذهب الزيدي. يعتبرون نسبتهم للإمام «زيد بن علي» نسبة حركية لا مذهبية. يرون أنهم امتداد لأئمة «آل البيت» في الحكم. حوثيون نسبة لمؤسسها «حسين بدر الدين الحوثي». يتبنون خطاباً معادياً للسعودية ولا يخفون في خطاباتهم رغبتهم بإسقاط حكم آل سعود و «تحرير» الجزيرة من «احتلالهم»، ويعتبرون أنهم أحق بحكم جزيرة العرب. تدعمهم إيران سياسياً وعسكرياً وإعلامياً.
في 1986 ظهروا بمحافظة «صعدة» كجماعة تعليمية تربوية في شمالي الشمال على الحدود مع السعودية، حيث المعقل التاريخي للأئمة الزيديين تحت اسم «اتحاد الشباب». في عام 1990 أسسوا «حزب الحق»، وفي عام 1992 أسسوا «م
في الثانية عشرة بتوقيت مكة من صباح الخميس 26 مارس/آذار من عام 2015، نفذت مقاتلات سعودية أولى غاراتها الجوية على معاقل «الحوثيين» باليمن. وتحت اسم «عاصفة الحزم» أعلن «عادل جبير» السفير السعودي بواشنطن إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد الحوثيين بمشاركة دول الخليج باستثناء سطنة عُمَان، بالإضافة للأردن والمغرب والسودان، وأعلنت مصر وباكستان والولايات المتحدة دعمها للعملية، فماذا يحدث باليمن؟ وكيف وصلنا إلى هذه العملية العسكرية؟
ما يجب أن تعرفه قبل سرد الحكاية
أولاً: جغرافيا اليمن
في 22 مايو/أيار 1991م، تأسست الجمهورية اليمنية بعد توحيد شطري اليمن الشمالي والجنوبي، ويحدها شرقاً سلطنة عمان، وغرباً البحر الأحمر، وشمالاً المملكة العربية السعودية، وجنوباً خليج عدن ومضيق باب المندب الاستراتيجي لكل دول الإقليم.
ثانيًا: القوى المتصارعة الأساسية:
1. حزب المؤتمر الشعبي العام: أكبر الأحزاب اليمنية. يقوده الرئيس اليمني المخلوع «علي عبد الله صالح» الذي حكم اليمن 33 عامًا وأطيح في «ثورة الشباب السلمية».
2. التجمع اليمني للإصلاح: ثاني أكبر الأحزاب اليمنية، ويمثل الامتداد الفكري والتنظيمي للإخوان المسلمين. قاد تحالف المعارضة إبان حكم صالح، والذي كان عبارة عن 6 أحزاب تحت اسم «اللقاء المشترك».
3. الجيش اليمني: طرأت على تركيبته عشرات التغييرات الجوهرية بمرور الزمن، وعمل صالح ما بوسعه لضمان ولاء الجيش، بتنصيب حلفائه وأقربائه في المناصب العليا، وبنهاية حكمه أصبح جناح الحرس الجمهوري بقيادة ابنه «أحمد» قوته الضاربة وذراعه الأيمن، ينافسه جناح حليفه السابق وعدوه اللاحق «الفرقة الأولى مدرع» بقيادة الجنرال «علي محسن الأحمر».
4. قبائل حاشد: أكبر تجمع قبلي باليمن. يتمركزون شمالاً بمحافظات صعدة وحجة وعمران والمحويت وصنعاء، يقودهم «آل الأحمر» أكبر قبائل اليمن وأعظمهم نفوذاً عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وتعتبر محافظة عمران مركز ثقلهم الاستراتيجي. علاقاتهم بالتجمع اليمني للإصلاح تترواح بين الانتماء التنظيمي أو التحالف الدائم.
5. الدعوة السلفية: ليس لهم حضور سياسي كبير، لكن تأثيرهم الدعوي متوغل في القبائل اليمنية. أبرز مدارسهم «دار الحديث» في بلدة «دماج» بمحافظة «صعدة» أسسها الداعية «مقبل بن هادي الوادعي»، وكانت المدرسة تستقطب طلاب العلم من جميع أنحاء العالم. هناك أيضًا «جمعية الحكمة» بمحافظة «تعز»، و«جمعية الإحسان» بمحافظة «حضرموت»، وحزب «الرشاد».
6. أنصار الشريعة (تنظيم القاعدة في جزيرة العرب): تشكل من فرعي القاعدة باليمن والسعودية بعد اندماجهما في عام 2009. تعتبره الولايات المتحدة أخطر فروع التنظيم على الإطلاق، وتحاربه من غرف عمليات كبيرة في الخليج. تبنى عشرات العمليات النوعية ضد المصالح الأميركية في الخليج قبل عام 2010. وضعته السعودية على رأس تهديداتها بعد تزايد وتيرة ونوع العمليات التي تبناها التنظيم داخل المملكة وأهمها محاولة اغتيال «محمد بن نايف» وزير الداخلية، في 28 أغسطس/آب 2009.
7. الحراك الجنوبي: القوى السياسية بمحافظات الجنوب تتعدد مطالبها بين فك الارتباط عن شمال اليمن والفيدرالية والكونفدرالية.
8. جماعة أنصار الله (الحوثيون): سنتعرف إليهم لاحقًا بالتفصيل، لكنهم فصيل يبسط سيطرته اليوم على معظم التراب اليمني بعد أن انتصر على كل القوى سالفة الذكر.
ثالثًا: الفرق والمذاهب الدينية
1. المذهب الشافعي: تتبناه الغالبية العظمى من اليمنيين ويتركز ثقله في المحافظات الجنوبية ويقل مريدوه بالتوجه إلى شمال الشمال حيث محافظة «صعدة».
2. المذهب الزيدي: يتبناه 30% من اليمنيين ويتركز في الشمال بمحافظات «صعدة» ثم جزئياً في «الجوف» و «حجة» و «عمران» و «صنعاء» ويتقلص مريدوه بالتوجه جنوباً.
3. الصوفية بالشرق ومذاهب وأديان أخرى بالغرب على هامش الصراع.
الجزء الأول: الحوثيون من صعدة إلى عمران
تبدأ الأمور بمجموعة صغيرة تدعو لمبادئ سامية، ترفض الظلم الواقع عليها، تتبنى الحكم كـــــ «وسيلة» للتغيير ثم يتحول لــــ «غاية»، ثم تصبح الوسيلة غير شريفة، وبعد الوصول للغاية تمارس أبشع أشكال الظلم التي استنكرتها في طريقها إليها. هذا ما حدث ما جماعة الحوثي.
من هم الحوثيون؟
جماعة شيعية تتبنى صيغة معدلة من المذهب الزيدي. يعتبرون نسبتهم للإمام «زيد بن علي» نسبة حركية لا مذهبية. يرون أنهم امتداد لأئمة «آل البيت» في الحكم. حوثيون نسبة لمؤسسها «حسين بدر الدين الحوثي». يتبنون خطاباً معادياً للسعودية ولا يخفون في خطاباتهم رغبتهم بإسقاط حكم آل سعود و «تحرير» الجزيرة من «احتلالهم»، ويعتبرون أنهم أحق بحكم جزيرة العرب. تدعمهم إيران سياسياً وعسكرياً وإعلامياً.
في 1986 ظهروا بمحافظة «صعدة» كجماعة تعليمية تربوية في شمالي الشمال على الحدود مع السعودية، حيث المعقل التاريخي للأئمة الزيديين تحت اسم «اتحاد الشباب». في عام 1990 أسسوا «حزب الحق»، وفي عام 1992 أسسوا «م
نتدى الشباب المؤمن»، ثم «تنظيم الشباب المؤمن» في عام 1997، وفي عام 2002 أطلقوا شعارهم المعروف بالـ«صرخة» وهي: «الله أكبر.. الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.. اللعنة على اليهود.. النصر للإسلام».
تلقوا في البدء دعمًا من الرئيس صالح، ولعل أبرز صوره تجلي بترشيح «يحيى بدر الدين الحوثي» (شقيق مؤس الجماعة) لعضوية البرلمان اليمني عن حزب المؤتمر وتعيين دعاتهم في المساجد. استخدمهم كأداة لتقليل نفوذ الإخوان المسلمين والسلفيين في صعدة، ثم تدهورت العلاقة بينهما بعد حرب العراق، حيث اعتبر الحوثي الحرب الأمريكية «تمثيلية» لتبرير السيطرة على المنطقة.
تبنى الحوثي خطابًا شعبويًا، وتوغل في المحيط المجتمعي من الباب الخدمي بتبني هموم المواطن البسيط، وتعددت صور النوافذ الخدمية من المساعدات المادية إلى المستشفيات.. إلخ، ما ثبّت حاضنته الشعبية في صعدة وجوارها. على الصعيد العسكري، تعتبر كهوف جبال «مران» في صعدة خزّانهم الاستراتيجي من السلاح والمخابئ وغرف العمليات.
حروب صعدة الست
بين 2004 و 2010 دخلت علاقة صالح والحوثيين مرحلة مختلفة كليًا، خاض فيها ست حروب ضد الحوثيين. كانت الأولى في عام 2004، عندما اتهمهم بتأسيس ميليشيا مسلحة، ونفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم، وعين السلفيين بدلاً منهم بالمساجد. بعد مقتل ثلاثة جنود من الجيش تطورت الأمور لحرب دامت ثلاثة أشهر، انتهت بقتل مؤسس الجماعة «حسين بدر الدين الحوثي»، وتولى شقيقه «عبد الملك بدر الدين الحوثي» قيادة الحركة.
الحرب السادسة والأهم كانت «الأرض المحروقة» في عام 2009. طالت زمانيًا ومكانيًا بزيادة عدد الحوثيين وعتادتهم واحتلالهم لمواقع حدودية سعودية وتسللهم لجبل «الدخان» بقرية «خوبة» الحدودية. شارك الجيش السعودي بهذه الجولة التي انتهت بانسحاب الحوثيين من جبل «الدخان» في يناير/كانون الثاني 2010، ثم انسحبوا من شمال صعدة في فبراير/شباط 2010.
اعتمد صالح في الحروب الست بصفة أساسية على الحرس الجمهوري، وهنا من المهم أن نأتي على ذكر محاولة صالح التخلص من الجنرال «علي محسن الأحمر» قائد الفرقة الأولى مدرع، بإعطاء إحداثيات موقعه للطيران السعودي كموقع للحوثيين، كما أفادت وثيقة مسربة نشرها موقع ويكيليكس، يعود تاريخها إلى فبراير/شباط عام 2010. أما «التجمع اليمني» فلم يؤيد إجراءات صالح ضد الحوثيين — ستفسر هذه الواقعة الكثير مما سيأتي لاحقًا.
ثورة فبراير والسيطرة على صعدة
في 11 فبراير/شباط عام 2011، انقلت شرارة الربيع العربي لليمن. انتفض الشباب واعتصموا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. أيدت أحزاب «اللقاء المشترك» وفي طليعتها «التجمع اليمني للإصلاح» و«آل الأحمر» الثورة، ووقفت الفرقة الأولى مدرع مع المعتصمين. انضم الحوثيون للميادين واحتفت بهم القوى المعتصمة.
في 24 مارس/آذار 2011، استغل الحوثيون ثقة الشباب وانتقال ثقل الجيش للشارع، فأحكموا سيطرتهم على محافظة صعدة وعزلوا محافظها «طه هاجر» واستبدلوه بــ «فارس مناع» — تاجر سلاح معروف. على التوازي، بدأوا بالسيطرة على محافظتي «الجوف» و«حجة». أصبحت «دماج» و«دار الحديث» السلفية، فجأة، في محيط حوثي بصعدة. لم يرق هذا للحوثيين ولا للطلاب أيضًا.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أبرز الحوثيون البعد الطائفي للمرة الأولى بتاريخهم بحصارهم لدماج. اتهم «عبد الملك الحوثي» مدير دار الحديث «يحيى بن علي الحجوري» بما اتهم به صالح أخاه «الحسين» من قبل، ومنعوا دخول الطلاب والدواء والغذاء، ومنعوا خروج السكان لأداء مناسك الحج.
سلفيو «دماج» يتظاهرون ضد الحوثيين
في 15يناير/كانون الثاني 2013، بدأت المرحلة الثانية من الحصار، الذي اضطرت الدولة أمامه للقبول باتفاق يقضي بتهجير الطلاب السلفيين، الذين ناهز عددهم 12 ألفًا، من «صعدة» إلى «الحديدة» في مقابل انتشار الجيش بدماج. في اليوم التالي خرج الطلاب، لكن الحوثيين اقتحموا دماج وأفرغوها مما تبقى منها، وبهذا أحكموا سيطرتهم الكاملة على «دويلة صعدة الحوثية»، لتكون عقبة «السلفيين» أول ما أزاله الحوثيون من طريق للتمدد.
المبادرة الخليجية
تعرّضت الثورة اليمنية للقمع، وارتكبت المجازر بأسلحة الجيش كما في غيرها من ثورات الربيع العربي، وبعد تعرض الثورة لسلسلة معتادة من المؤامرات، وصلت لطريق مسدود، ووقع اللقاء المشترك وحلفاؤه مع حزب «المؤتمر العام» وحلفائه «المبادرة الخليجية» في الرياض في 23 نوفبر/تشرين الثاني عام 2011، برعاية الدول الخمس الأعضاء الدائمين بالأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي — باستثناء قطر.
قضت المبادرة بحصانة «صالح» وأسرته من الملاحقة القضائية، ونقل السلطة لنائبه «عبد ربه منصور هادي»، وعقد مؤتمر للحوار الوطني، وانتخابات رئاسية، ودستور جديد للبلاد. وقع «حزب الحق» التابع للحوثيين على المبادرة، لكن المكتب السياسي للجماعة التي أطلقت على نفسها اسمًا جديدًا هو «أنصار الله» لم يوقع.
في 25 فبراير/شباط 2012، أصبح «عبد ربه منصور هادي» رئيس
تلقوا في البدء دعمًا من الرئيس صالح، ولعل أبرز صوره تجلي بترشيح «يحيى بدر الدين الحوثي» (شقيق مؤس الجماعة) لعضوية البرلمان اليمني عن حزب المؤتمر وتعيين دعاتهم في المساجد. استخدمهم كأداة لتقليل نفوذ الإخوان المسلمين والسلفيين في صعدة، ثم تدهورت العلاقة بينهما بعد حرب العراق، حيث اعتبر الحوثي الحرب الأمريكية «تمثيلية» لتبرير السيطرة على المنطقة.
تبنى الحوثي خطابًا شعبويًا، وتوغل في المحيط المجتمعي من الباب الخدمي بتبني هموم المواطن البسيط، وتعددت صور النوافذ الخدمية من المساعدات المادية إلى المستشفيات.. إلخ، ما ثبّت حاضنته الشعبية في صعدة وجوارها. على الصعيد العسكري، تعتبر كهوف جبال «مران» في صعدة خزّانهم الاستراتيجي من السلاح والمخابئ وغرف العمليات.
حروب صعدة الست
بين 2004 و 2010 دخلت علاقة صالح والحوثيين مرحلة مختلفة كليًا، خاض فيها ست حروب ضد الحوثيين. كانت الأولى في عام 2004، عندما اتهمهم بتأسيس ميليشيا مسلحة، ونفذ حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم، وعين السلفيين بدلاً منهم بالمساجد. بعد مقتل ثلاثة جنود من الجيش تطورت الأمور لحرب دامت ثلاثة أشهر، انتهت بقتل مؤسس الجماعة «حسين بدر الدين الحوثي»، وتولى شقيقه «عبد الملك بدر الدين الحوثي» قيادة الحركة.
الحرب السادسة والأهم كانت «الأرض المحروقة» في عام 2009. طالت زمانيًا ومكانيًا بزيادة عدد الحوثيين وعتادتهم واحتلالهم لمواقع حدودية سعودية وتسللهم لجبل «الدخان» بقرية «خوبة» الحدودية. شارك الجيش السعودي بهذه الجولة التي انتهت بانسحاب الحوثيين من جبل «الدخان» في يناير/كانون الثاني 2010، ثم انسحبوا من شمال صعدة في فبراير/شباط 2010.
اعتمد صالح في الحروب الست بصفة أساسية على الحرس الجمهوري، وهنا من المهم أن نأتي على ذكر محاولة صالح التخلص من الجنرال «علي محسن الأحمر» قائد الفرقة الأولى مدرع، بإعطاء إحداثيات موقعه للطيران السعودي كموقع للحوثيين، كما أفادت وثيقة مسربة نشرها موقع ويكيليكس، يعود تاريخها إلى فبراير/شباط عام 2010. أما «التجمع اليمني» فلم يؤيد إجراءات صالح ضد الحوثيين — ستفسر هذه الواقعة الكثير مما سيأتي لاحقًا.
ثورة فبراير والسيطرة على صعدة
في 11 فبراير/شباط عام 2011، انقلت شرارة الربيع العربي لليمن. انتفض الشباب واعتصموا في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء. أيدت أحزاب «اللقاء المشترك» وفي طليعتها «التجمع اليمني للإصلاح» و«آل الأحمر» الثورة، ووقفت الفرقة الأولى مدرع مع المعتصمين. انضم الحوثيون للميادين واحتفت بهم القوى المعتصمة.
في 24 مارس/آذار 2011، استغل الحوثيون ثقة الشباب وانتقال ثقل الجيش للشارع، فأحكموا سيطرتهم على محافظة صعدة وعزلوا محافظها «طه هاجر» واستبدلوه بــ «فارس مناع» — تاجر سلاح معروف. على التوازي، بدأوا بالسيطرة على محافظتي «الجوف» و«حجة». أصبحت «دماج» و«دار الحديث» السلفية، فجأة، في محيط حوثي بصعدة. لم يرق هذا للحوثيين ولا للطلاب أيضًا.
في 20 أكتوبر/تشرين الأول 2011، أبرز الحوثيون البعد الطائفي للمرة الأولى بتاريخهم بحصارهم لدماج. اتهم «عبد الملك الحوثي» مدير دار الحديث «يحيى بن علي الحجوري» بما اتهم به صالح أخاه «الحسين» من قبل، ومنعوا دخول الطلاب والدواء والغذاء، ومنعوا خروج السكان لأداء مناسك الحج.
سلفيو «دماج» يتظاهرون ضد الحوثيين
في 15يناير/كانون الثاني 2013، بدأت المرحلة الثانية من الحصار، الذي اضطرت الدولة أمامه للقبول باتفاق يقضي بتهجير الطلاب السلفيين، الذين ناهز عددهم 12 ألفًا، من «صعدة» إلى «الحديدة» في مقابل انتشار الجيش بدماج. في اليوم التالي خرج الطلاب، لكن الحوثيين اقتحموا دماج وأفرغوها مما تبقى منها، وبهذا أحكموا سيطرتهم الكاملة على «دويلة صعدة الحوثية»، لتكون عقبة «السلفيين» أول ما أزاله الحوثيون من طريق للتمدد.
المبادرة الخليجية
تعرّضت الثورة اليمنية للقمع، وارتكبت المجازر بأسلحة الجيش كما في غيرها من ثورات الربيع العربي، وبعد تعرض الثورة لسلسلة معتادة من المؤامرات، وصلت لطريق مسدود، ووقع اللقاء المشترك وحلفاؤه مع حزب «المؤتمر العام» وحلفائه «المبادرة الخليجية» في الرياض في 23 نوفبر/تشرين الثاني عام 2011، برعاية الدول الخمس الأعضاء الدائمين بالأمم المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي — باستثناء قطر.
قضت المبادرة بحصانة «صالح» وأسرته من الملاحقة القضائية، ونقل السلطة لنائبه «عبد ربه منصور هادي»، وعقد مؤتمر للحوار الوطني، وانتخابات رئاسية، ودستور جديد للبلاد. وقع «حزب الحق» التابع للحوثيين على المبادرة، لكن المكتب السياسي للجماعة التي أطلقت على نفسها اسمًا جديدًا هو «أنصار الله» لم يوقع.
في 25 فبراير/شباط 2012، أصبح «عبد ربه منصور هادي» رئيس
ًا للجمهوية اليمنية، بعد الانتخابات التي خاضها منفردًا.
مؤتمر الحوار الوطني
عُقدت أولى جلسات الحوار الوطني في 18 مارس/آذار 2013 بالعاصمة صنعاء، ورغم عدم توقيع جماعة «أنصار الله» للمبادرة الخليجية، إلا أنها انضمت للحوار، ووجدت ترحيبًا من القوى السياسية على أمل أنها ستمارس السياسة وتتخلى عن فرض نفسها بقوة السلاح.
في 21 يناير/كانون الثاني 2014، وُقّعت وثيقة مخرجات الحوار، والتي قضت -لحل مشكلة الجنوب- بتحويل اليمن لدولة اتحادية من 6 أقاليم، كما قضت بمنع وجود ميليشيات مسلحة في صعدة، وتمكين الدولة من بسط نفوذها فيها لحلحلة الأزمة التي تتفاقم بمرور الوقت.
معركة عمران وبداية التمدد
بعد سقوط صالح وسيطرة الحوثيين على صعدة وجوراها، قرر الحوثيون استئناف تمددهم لباقي المحافظات، وكما كان سلفيو دماج العائق الأول في معركة صعدة، كان على الحوثيين تقييم الوضع لتحديد العائق الثاني. التحدي هذه المرة هو قبائل حاشد وبالأخص آل الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح و«الفرقة الأولى مدرع» أعظم قوة سياسية وعسكرية باليمن
هنا نشأ حلف اقتضته المصلحة بين صالح والحوثيين. الأول يريد أن يستعيد نفوذه والثاني يريد أن يبسط سيطرته على اليمن. العائق الوحيد أن إعلان هذا التحالف يتناقض مع خطاب الحوثيين «الثوري». لا بأس إذًا أن يبقى التحالف في الظل إلى أن تنتهي حاجة الحوثيين للقوة الناعمة وخطاب المبادئ — كما سنرى لاحقًا.
استخدم الحوثيون «الحوار الوطني» غطاءً لإضاعة الوقت، وفي 2 فبراير/شباط 2014 بدأوا معركة «عمران» حيث الثقل الاستراتيجي لآل الأحمر واللواء «310» التابع «للفرقة الأولى مدرع» بقيادة العميد الركن «حميد القشيبي» — طيب السمعة المعروف بشجعاته وصاحب الدور البارز في حماية المتظاهرين والتصدي للقوى الموالية لصالح إبان الثورة، والمحسوب على التجمع اليمني للإصلاح.
كانت هذه المعركة الأعنف والأهم والأطول في تاريخ الثورة اليمنية وآخر معركة حقيقية يقودها قيادي بالجيش اليمني باستبسال إلى نهايتها (ونهايته). استمرت المعركة خمسة أشهر وانتهت في الثامن من يوليو/تموز عام 2014 بخيانة من قوى الجيش الموالية لصالح، مكنت الحوثيين من قتل العميد الركن القشيبي والتمثيل بجثته بعد أسره، وإحكام السيطرة على عمران والاستيلاء على ممتلكات آل الأحمر وارتكاب فظاعات سيأتي تفصيلها لاحقًا.
في اليوم التالي قصف سلاح الجو اليمني مقر اللواء على استحياء وأعلن الرئيس هادي أن عمران تحت سيطرة الدولة — وهو ما سيثبت زيفه بعد أيام، عندما يبدأ الحوثيون معركة صنعاء
مؤتمر الحوار الوطني
عُقدت أولى جلسات الحوار الوطني في 18 مارس/آذار 2013 بالعاصمة صنعاء، ورغم عدم توقيع جماعة «أنصار الله» للمبادرة الخليجية، إلا أنها انضمت للحوار، ووجدت ترحيبًا من القوى السياسية على أمل أنها ستمارس السياسة وتتخلى عن فرض نفسها بقوة السلاح.
في 21 يناير/كانون الثاني 2014، وُقّعت وثيقة مخرجات الحوار، والتي قضت -لحل مشكلة الجنوب- بتحويل اليمن لدولة اتحادية من 6 أقاليم، كما قضت بمنع وجود ميليشيات مسلحة في صعدة، وتمكين الدولة من بسط نفوذها فيها لحلحلة الأزمة التي تتفاقم بمرور الوقت.
معركة عمران وبداية التمدد
بعد سقوط صالح وسيطرة الحوثيين على صعدة وجوراها، قرر الحوثيون استئناف تمددهم لباقي المحافظات، وكما كان سلفيو دماج العائق الأول في معركة صعدة، كان على الحوثيين تقييم الوضع لتحديد العائق الثاني. التحدي هذه المرة هو قبائل حاشد وبالأخص آل الأحمر والتجمع اليمني للإصلاح و«الفرقة الأولى مدرع» أعظم قوة سياسية وعسكرية باليمن
هنا نشأ حلف اقتضته المصلحة بين صالح والحوثيين. الأول يريد أن يستعيد نفوذه والثاني يريد أن يبسط سيطرته على اليمن. العائق الوحيد أن إعلان هذا التحالف يتناقض مع خطاب الحوثيين «الثوري». لا بأس إذًا أن يبقى التحالف في الظل إلى أن تنتهي حاجة الحوثيين للقوة الناعمة وخطاب المبادئ — كما سنرى لاحقًا.
استخدم الحوثيون «الحوار الوطني» غطاءً لإضاعة الوقت، وفي 2 فبراير/شباط 2014 بدأوا معركة «عمران» حيث الثقل الاستراتيجي لآل الأحمر واللواء «310» التابع «للفرقة الأولى مدرع» بقيادة العميد الركن «حميد القشيبي» — طيب السمعة المعروف بشجعاته وصاحب الدور البارز في حماية المتظاهرين والتصدي للقوى الموالية لصالح إبان الثورة، والمحسوب على التجمع اليمني للإصلاح.
كانت هذه المعركة الأعنف والأهم والأطول في تاريخ الثورة اليمنية وآخر معركة حقيقية يقودها قيادي بالجيش اليمني باستبسال إلى نهايتها (ونهايته). استمرت المعركة خمسة أشهر وانتهت في الثامن من يوليو/تموز عام 2014 بخيانة من قوى الجيش الموالية لصالح، مكنت الحوثيين من قتل العميد الركن القشيبي والتمثيل بجثته بعد أسره، وإحكام السيطرة على عمران والاستيلاء على ممتلكات آل الأحمر وارتكاب فظاعات سيأتي تفصيلها لاحقًا.
في اليوم التالي قصف سلاح الجو اليمني مقر اللواء على استحياء وأعلن الرئيس هادي أن عمران تحت سيطرة الدولة — وهو ما سيثبت زيفه بعد أيام، عندما يبدأ الحوثيون معركة صنعاء