اليمن_تاريخ_وثقافة
11.7K subscribers
144K photos
352 videos
2.21K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
من جرائم الجبهة القومية وحزبها الاشتراكي الجنوب 1967م-1990م؟!!...

الناشر: شبكة حضرموت ويب تاريخ النشر: 4/11/2019م
من جرائم الجبهة القومية وحزبها الاشتراكي الجنوب 1967م-1990م؟!! 


كتب بواسطة: د. عادل باشراحيل

نظرا لعدم أمكانية طباعة كتابي الذي يحكي بكل صدق وشفافية وأمانة التاريخ السياسي للجنوب قبل وبعد1967م لعدم توفر تمويل ذاتي يكفي للطباعة فقد قررت أن أنشر عبر حلقات مجزئة للأجيال الجنوبية الحاضرة والقادمة هذا التاريخ الجنوبي الكئيب الاسود في تاريخ الجنوب 1967م-1990م والذي لا يزال الجنوب والجنوبيين يعانون منه حتى اليوم وسيكون السرد عبر أجزاء متعددة بعض جرائم ومظالم الجبهة القومية القبيحة وحزبها الاشتراكي البليد الذي حكمت الجنوب بالتآمر الخبيث والاتفاق السري بين عملاء ومخبري الجبهة القومية وأسيادهم الحكومة والمخابرات البريطانية!

بادى ذي بدء يجدر بنا الاشارة والتاكيد أن ليس كل رجال وقادة وساسة الجبهة القومية خونة ومجرمين وعملاء ومخبرين ومتأمرين مع بريطانيا بل هناك رجال نزهاء وشرفاء فدائيين ووطنيين وساسه من أبناء عدن والجنوب كانوا بالجبهة القومية كانوا ابطال ومناضلين ناضلوا وقاتلوا ومنهم استشهدوا والبعض قتلوا غدرا وما تبقى من النزهاء والشرفاء غادروا المشهد السياسي بالترهيب والترغيب ومنهم من غادر الجنوب للمنفى ومنهم من بقى داخل الجنوب ونذكر بعض من هؤلاء الوطنيين الجنوبيين الشرفاء بالجبهة القومية الاستاذ طه أحمد مقبل وسيف العزيبي وزين السقاف وعلي السقاف واحمد سالم باوزير وأبوبكر القطي والمناضل المقدم احمد السياري ( عارضهم وقاومهم و قتلوه في 1969م ) وغيرهم من الشرفاء الذين تم قتلهم من من قبل الجبهة القومية رغم انهم من الجبهة القومية نذكر الشهداء سالم عمر شقيق أحمد عمر ونجوى مكاوي وخالد هندي وعادل خليفه وغيرهم ؟!

وسنبدأ بالسرد التاريخي:-

1- كان من أهم عملاء ومخبري الحكومة والمخابرات البريطانية في الجبهة القومية :-


1- قحطان الشعبي تربية مخابراتية بريطانيه بامتياز تم ابتعاثه للدراسة في السودان على حساب السلطنة الفضلية بإيعاز الحكومة البريطانية وتخرج واشتغل مع السلطنة الفضليه كمشرف زراعي وكان جاسوس بريطانيا ينقل اخبار ومعلومات السلطنة وانفضح وأختلس مال وهرب وأخفاه البوليس البريطاني وبعدها بفتره اوصى المندوب السامي سلطان لحج علي عبدالكريم ان يشغله معاه بالزراعه وتم تشغيله في السلطنة اللحجية وسافر مع السلطان علي عبدالكريم الى ايطاليا لشراء معدات زراعية وغيرها وتأمر عليه وخرج اسرار السلطان علي حتى تأمر عليه بريطانيا وانقلبته عليه وتوج اخوه فضل بدلا عنه وظل السلطان علي بالمنفى لانه كان سلطان وطني ثائر مناضل يرفض ويعارض السياسة البريطانيه وأختلس قحطان وهرب وأخفته المخابرات البريطانيه وكان قحطان أيضا في حزب الرابطة مندس من قبل المخابرات البريطانية ينقل اسرارهم واخبارهم وبعد تشكيل حركة القومية العرب انفصل قحطان عن الرابطة وبعدها المخابرات البريطانية اخبرته أن يشكل كيان سياسي لكي يكون رديف خصم لحركة القوميين العرب والحركة الناصرية وبالفعل شكل قحطان الجبهة القومية مع قريبه فيصل الشعبي واخرين وكان بعض المؤسسين ذوي نية حسن في تأسيس هذا الكيان السياسي الجنوبي إلا أن الاخرين عيال بريطانيا مثل قحطان واخرين كانت نيتهم تنفيذ الاجندة البريطانية في عدن والجنوب! 

ولكي تعزز بريطانيا اغتيالها لعدن والجنوب كما قال الاستاذ حسن العوبلي في كتابه ( بريطانيا تغتال عدن والجنوب) اوعزت لقحطان ان يعلن قيام الجبهة القومية من تعز لكي يتم اعتبار ان الجنوب جزء لا يتجزأ من اليمن بما يعني أنه كانت البذرة البريطانية الاولى في يمننة الهوية الجنوب في 1963م عبر الجبهة القومية وكان بعض الشرفاء والنزهاء في الجبهة القومية من ابناء الجنوب يجهلون هذه المؤامرة البريطانية الخفية المتفق عليها سرا مع عملائها ومخبريها؟! ولايخفى على أحد أن انقلاب 1969م المفبرك والمتفق عليه مسبقا مع قحطان من قبل المخابرات البريطانية في أن يحكم لمدة عامين الجنوب ثم يسلم الحكم لعبدالفتاح اسماعيل شوخم اليهودي وهذا ما حصل وسميته بالخطوة التصحيحية 22 يونيو 1969م بدليل أنه في مارس 1968م في المؤتمر الرابع للجبهة القومية بزنجبار طلب المناضل العسكري الجنوبي عشال ( قائد الجيش الاتحادي الجنوبي حينها) من الرئيس قحطان أن يقوم باعتقال وتصفيه معارضيه في الجبهة القومية امثال عبدالفتاح وشلته ( تحالف عرب 34م الضليعة مع عرب 48م الجبالية وشكلوا حلف ضد قحطان والجنوبيين المعارضين بالجبهة القومية الذين بعدها تم تصفيتهم وسجنهم وقتلهم وتشريدهم واخرهم في الطائرة المشئومة 1973م )! إلا أن قحطان رفض مقترح عشال في 1968م وبعدها خلال شهور في يونيو 1969م انقلبوا على قحطان وقتلوا فيصل وذهب عشال لزيارة قحطان وقال له بالحرف كما اخبرني عشال الله يرحمه ( قلت لك يا قحطان نتغذى بهم قبل ان يتعشوا بنا ولم تسمع كلامي ) وبعدها في 1970
ن والجنوب من جبهة التحرير والرابطة! فتح الجيش البريطاني حينها مخازن اسلحته وسلمها للجبهة القومية للتخلص من جبهة التحرير والرابطة وكانت حرب
اهلية شرسة من 1965-1967م!


3- عبدالفتاح اسماعيل شوخم اليهودي جاء الى عدن بداية الخمسينات وهي صبي واشتغل خدام في بيوت الانجليز ثم اشتغل بأحد بيوت ضباط المخابرات البريطانية وجنده وعلمه وشغله في مصافي بي بي يقرب الشاهي للموظفين الانجليزي ثم علموه فيتر بيب وبعدها جندوه بالعمل المخابراتي البريطاني وكلفوه في مهمة اغتيالات وتفجيرات في منطقة الشيخ عثمان بمعية علي شائع وفضل محسن و محسن الشرجبي ونزلت المخابرات البريطانية حينها منشور مفبرك فيه صوره عبدالفتاح ومكتوب عليه مطلوب القبض عليه باعتباره فدائي ( من كذيبوه) حتى يصدقه الناس ويأمنه الفدائيين بالجبهة القومية وجبهة التحرير والرابطة وهذا ماحصل أمنوه وكان يبلغ عنهم ويغتال بعضهم وهكذا! كان فيصل الشعبي لايرتاح ولايقبل عبدالفتاح وكان خصمه اللدود في كل ويعارضه ويرفضه وكان فيصل ايضا احد المعارضين في اشراك ابناء اليمن في الجبهة القومية ولكن وافق بامتعاظ استجابة لابن عمه قحطان! فيصل الشعبي قدم مشروع الاشتراكية المعتدلة ولكن فتاح وشلته رفضوا مشروع فيصل وقدموا مشروع الاشتراكية العلمية الشيوعية ودخلوا في صراع سياسي جامد حينها قال فيصل لبعض طلاب كلية عدن عند زيارته للكلية بعد ان سالوه عن الخصومة بينه وبين عبدالفتاح قال لهم ((عبدالفتاح غضبان أني عينته وزير للارشاد وكان يطمح بوزارة اعلى وقلت له انت بلا مؤهل دراسي وهذه انسب وزارة لك مع انك يافتاح لاتستحق ان تكون وزير وغضب فتاح مني وحقد من يومها ولهذا قال فيصل للطلاب (( أما ان أتخلص من عبدالفتاح أو أنه يتخلص مني )) وبالفعل تخلص عبدالفتاح من فيصل في يونيو 69م بسجنه وقتله بمسدسي فتاح وعلي شائع في سجن فتح بالتواهي وفرض حينها فتاح مشروعه الاشتراكية العلمية الشيوعية بعد أن عدل اسم البلاد من اليمن الجنوبية الى اليمن الديمقراطية وعدل قانون الجنسية الجنوبية الذي اصدره قحطان في 68م ورفضوه ابناء اليمن حينها وعدله فتاح في 69م الى قانون الهوية اليمنية وهرول حينها ابناء حيفان والحجرية الى عدن وحصلوا على هويات جنوبية ومناصب قيادية وسياسية وعسكرية وغيرها ومهم عبدالعزيز عبدالولي الذي جاء في 1969م وعمره 69م وعينوه وزير للدوله ثم وزير للصناعة ثم للتخطيط وغيرها وقلبوه مناضل وسياسي (عجبي) وهوجاء من قريته شاب بلا مؤهل دراسي؟! 



بقلم/

د. عادل باشراحيل

10/4/2019م

الآراء المنشورة في هذا المقال تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر اطلاقا عن رأي هذه القناة
م هرب عشال ومحمد علي هيثم ونجوا بارواحهم من قتلة الجبهة القومية فتاح وشلته؟! طبعا عشال كما اخبرني في منتصف التسعينات بالحديدة بعد الوحلة ا
نه ضم الجيش مع الجبهة القومية لانه كان يرى فيها ابناء عدن والجنوب مخلصين ولم يكن يعلم أنهم كانوا عملاء ومخبريي بريطانيا ومتفقين مع الحكومة البريطانية ولهذا تعامل مع قحطان في حسن نية بزنجبار 68م ورفض قحطان طلب عشال بحجة عدم اراقة الدماء ولهذا سجنوه تحت الاقامة الجبرية أما الشهيد فيصل الشعبي بعد أن عرف حقيقتهم قاومهم وعارضهم ولكن سجنوه وقتلوه فورا من قبل فتاح وعلي شائع في سجن فتح بالتواهي؟! حتى محمد علي هيثم علم بعدها بالتأمر الخبيث بين عملاء الجبهة القومية مع بريطانيا ولهذا غادر هربا للجوء السياسي في القاهرة ثم صنعاء حتى مماته ولحقه عشال اقام في تعز ثم السعودية ثم صنعاء حتى وفاته يرحمه الله! وللعلم فأن الحكومة والمخابرات البريطانية هما الذي شكلوا وفد الجبهة القومية للتفاوض من أجل الاستقلال في جنيف 1967م وقد نسقوا ورتبوا مع الوفد كل ما سوف يطرح وماعليهم غير الموافقة والتوقيع ولهذا تشكل الوفد برئاسة قحطان ونائبه عبدالفتاح وعضوية من الحبيشي والقطي والسياري وسيف الضالعي ومدحي واخرين! وقدمت الاتفاقية وفيها التنازلات والامور السرية التي لم يكشف عنها حتى الان والاتفاقية محفوظة في المتحف البريطاني وتنازلت الجبهة القومية بالجزر الجنوبية والتعويضات المالية وغيرها من الاتفاقات الخفية مقابل الاعتراف بالجبهة القومية وتسليمهم السلطة والحكم في الجنوب انتقام و نكاية بجبهة التحرير والرابطة وجمال عبدالناصر؟! وقد فوجئ بعض الجنوبيين بالوفد بوجود عبدالفتاح والضالعي واعترضوا لانه يشكلون ابناء اليمن وكان من المعارضين السياري والقطي وعند العودة الى عدن قاوم السياري واستشهد أما القطي اعتزل العمل السياسي واخرين مثلهم قتلوا واعتزلوا وشردوا بسبب حلف عرب 34م و48م؟! وعند العودة من جنيف الى عدن عبر بيروت اعلن قحطان في اغسطس 1967م من مطار بيروت أن تسمية الجنوب سيكون جمهورية عدن وعاصمتها مدينة الشعب وغضب فتاح من هذه التسمية وانفجر غاضبا عليه في عدن وفرضوا حينها تسمية اليمن الجنوبية باعتبارها جهوية وليس تبع اليمن ولكن كانت مؤامرة نحو يمننة الجنوب في 1969م من قبل فتاح باعلان تسميته الجديدة اليمن الديمقراطية واستبدال قانون الهوية الجنوبية بالهوية اليمنية بدعم ومساندة حلفائه الضليعة عرب 34م مع عرب 48م؟! 


2- علي شائع هادي كان مغترب عامل خياطة في الحبشة وكانت حينها الحبشة تحت الانتداب البريطاني ولهذا كان لديها عملاء ومخبرين متدربين في الحبشة جلبتهم بعدها الى عدن ومنهم علي شائع وعلي عباس ومحبوب علي وعبدالله البار عبدالله عليوه واخرين جلبتهم من مستعمراتها الاخرى جلبتهم بريطانيا الى عدن! كان علي شائع مخبر وجاسوس سري تبع المخابرات البريطانية وكانت شغلته نقل اخبار ومعلومات الفدائيين والمناضلين الشرفاء ابناء عدن والجنوب وكشفهم عن طريق الشوادر المخزقة التي كانوا يلبسوها ويكشفوا الفدائيين للبوليس البريطاني ومنهم ايضا خالد الحاشدي الذي كان من أبناء القاهرة بالشيخ عثمان! وعلي شائع كان أيضا قاتل للعديد من الشهداء الذين قتلوا من أبناء عدن والجنوب في جبهة التحرير والرابطه والنقابات وغيرها! كان علي شائع وعبدالفتاح وصالح مصلح وفضل محسن ( صهر فتاح ) يشكلون خلية الاغتيالات والتفجيرات! ومن الذين قتلوا على يد علي شائع وفتاح شوخم اليهودي : ابناء عبدالقوي مكاوي ( سمير وجلال وعادل) كانوا يريدون قتل المكاوي ولكن لم يكن حينها موجود وقت وضع القنبلة المؤقته واستشهد ابناؤه! قتلوا النقابي حسين القاضي بالقلوعة! قتلوا سالم العمودي ( عم المناضل محمد سالم باسندوه أبو زوجته ) وعبدالمجيد السلفي بالشيخ عثمان! قتلوا سالم عمر بالتواهي امام المقهاية استدرجوه واحد ينادي له والثاني اطلق النار عليه! قتلوا عبده الصبيحي وخالد هندي وعادل خليفه وحامد نبيه وغيرهم من شهداء عدن والجنوب! وهؤلاء القتلة المأجورين المجرمين لم يقتلوا جندي بريطاني على الاطلاق بل كانوا يقتلوا الغنم والبسس بالشوارع! خلال الفترة من حكم حلف 34م و48م فتاح والضليعة 69م-1980م شهدت عدن والجنوب عدة اغتيالات واختطافات وتشريد واعتقالات وغيرها من الجرائم ضد ابناء عدن والجنوب بقيادة وزير الداخلية حينها علي شائع بأمر من سيده فتاح: اختطفوا وقتلوا عبدالهادي شهاب وعبدالعليم وفؤاد حاتم وغيرهم ولحقوا بالجريمة البشعة طائرة الدبلوماسيين 1973م المفتعلة للتخلص من اخر معارضي سياسة شلة فتاح وعصابة الضليعة في الجبهة القومية حلف عرب 34م و48م وهذا الحلف هو الذي رفض الدمج بين الجبهة القومية وجبهة التحرير الذي اقترحه عبدالناصر في 1965م وسموه الدمج القسري وتم الرفض استجابة لأوامر اسيادهم بالحكومة والمخابرات البريطانية وفشل عبدالناصر في الصلح بينهما وقامت الحرب الاهلية بين الجبهة القومية المدعومة بالسلاح والمال ضد ابناء عد
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
"وأخيراً تفتقت قريحة عملاء وأحفاد العهد الاستعماري السلاطيني"

السبت 06 سبتمبر-أيلول 2008م
على مدى حلقتين نشرت في صحيفة الأيام بتاريخ 13-14 أغسطس 2008م تحت عنوان "بمناسبة مرور 70 عاماً على إحلال السلام في حضرموت" دراسة لتجربة تاريخية في القضاء على الثأر القبلي 1933-1953م، وهي دراسة من تأليف السفير المتقاعد
عبدالعزيز علي القعيطي "اليافعي"
ود/ محمد سعيد القدال "سوداني الجنسية حفيد أول وزير دولة تم فرضه بالقوة من قبل أول مستشار بريطاني لحضرموت بعد إبرام معاهدة الاستشارة عام 1937م والذي ارتبط اسمه بكارثة القصر السلطاني الشهيرة والتي سوف نتطرق لها لاحقاً" وقام بإعداد المادة الصحفية والتعليق عليها الكاتب علي سالم اليزيدي "اليافعي"، وعملاً بحق الرد والرأي والرأي الآخر وحرية التعبير في عهد الديمقراطية ووحدة الثاني والعشرين المباركة وهو العهد الذي تفتقت فيه قريحة أبناء وأحفاد العهد الاستعماري السلاطيني البائد بعد صمت طويل دام أكثر من أربعين عاماً ما بعد الاستقلال الوطني للجنوب نقلوا خلالها الكثير من الكتب وعلق وأعدوا هذه الدراسة وهم بالمناسبة أحياء تنقلوا من أبناء وأحفاد سلاطين العهد البائد الذي عاصروه وتربوا فيه وخرجوا من بطون أمهاتهم وفي أفواههم ملاعق من ذهب إلى كوادر قيادية في الحزب الاشتراكي وسفراء في السلك الدبلوماسي بعد الاستقلال، وهاهم اليوم يكشرون عن أنيابهم، عن حقيقتهم وجوهرهم الاستعماري السلاطيني، ظهروا في كتاباتهم ودراساتهم بهدف تلميع نظام آبائهم وأجدادهم العميل للاستعماري البريطاني للجنوب الذي استمر لما يزيد عن "129" عاماً.


وبما أن صحيفة الأيام رفضت نشر تلك الدراسة فإنني على ثقة بأن القائمين على صحيفة "أخبار اليوم" وعلى وجه الخصوص ناشر الصحيفة ورئيس تحريرها الأستاذ القدير/ إبراهيم مجاهد سوف ينشر هذا الرد، أما في حالة حجبه عن النشر ذلك بالتأكيد سوف يحتسب سلباً على "أخبار اليوم" وسمعة والقائمين عليها، وأبدأ بتعريف من كتب وأعد وعلق على تلك الدراسة وهم:


1- عبدالعزيز علي بن صلاح القعيطي: فهو ابن ولي عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي ظل يقوم بإدارة شؤون السلطنة في حالة غياب السلطان أثناء زياراته خارج حضرموت التي تطول مدتها وخاصة زياراته إلى الهند، كان يتوقع أن يتوج سلطاناً على حضرموت بعد وفاة السلطان صالح، إلا أنه وبعد أن شب واشتد ساعد الأمير عوض ابن السلطان وبدأت الأنظار تتوجه إليه لولاية العهد، وقد أحس علي بن صلاح بذلك فبدأ بتوطيد علاقاته السرية مع الثائر الوطني الغني ابن عبدات القادم من شرق آسيا والذي اتخذ من مدينة الغرفة الواقعة بين مدينتي شبام وسيئون مقراً له في مقاومة الاستعمار البريطاني وعملائه الخونة من سلاطين القعيطي "في عهد السلطان صالح" والسلطان الكثيري، مع مرور الوقت اكتشف السلطان صالح تلك العلاقة السرية التي تربط علي بن صلاح بابن عبدات فتم نفيه خارج حضرموت، فكانت وجهته الأولى إلى مدينة عدن وقد استقر في أحد بيوت الشيخ عثمان الفقيرة، اصطحبه في رحلته الكاتب والمؤرخ الحضرمي الشهير سعيد عوض باوزير الذي كتب عن حالة البؤس التي تعرض لها علي بن صلاح حتى وفاته نتيجة لإصابته بمرض التدرن الرئوي "السل"، بعد وفاة السلطان صالح بن غالب القعيطي حل محله نجله السلطان عوض بن صالح القعيطي الذي توفي قبل نيل الاستقلال الوطني بفترة قصيرة وحل محله نجله السلطان غالب بن عوض آخر سلاطين يافع في حضرموت وهذا السلطان بالمناسبة عاش حياته في الهند عند أمه ولم تطأ قدماه تربة حضرموت حتى لحظة تتويجه بدلاً عن أبيه، أما شقيقه الأصغر "عمر" الذي عاش حياته كلها في حضرموت وأمه حضرمية فقد انهارت السلطنة في سبتمبر 1967م وهو خارج حضرموت في بعثة دراسية عسكرية في الأردن بالمملكة الأردنية الهاشمية، وبعد سقوط السلطنة اختار السلطان غالب العيش والاستقرار في المملكة العربية السعودية ولم يزر حضرموت حتى الإعلان عن قيام وحدة الثاني والعشرين من مايو 1990م.


2- د/محمد سعيد القدال: القدال هو أستاذ وتربوي سوداني جاء على رأس بعثة تعليمية سودانية وهو أستاذ قدير كان له دور كبير في تطوير العملية التعليمية في حضرموت على ضوء منهج "بخت الرضاء السوداني"، وعند وفاة وزير الدولة السابق من ذوي الأصول الهندية كان السلطان صالح بن غالب خارج حضرموت فتم التواصل بين قيادات من الحزب الوطني وبعض الشخصيات من عقلاء حارات المكلا مع ولي العهد الأمير عوض بن صالح ومطالبته بأن يكون سنداً لهم في اختيار وتعيين وزير الدولة "بمثابة رئيس للوزراء" من أبناء حضرموت بدلاً عن الأجانب، لم يلتزم الأمير لهم بوعد قاطع واستمر في مغازلتهم والتعاون معهم، وقد ترك ذلك حتى عودة السلطان صالح، في هذا الوقت بالذات كان المستشار البريطاني في حضرموت "بوستد" موجوداً في المكلا، وكانت عينه على القدال بتعيينه وزيراً للدولة ضارباً عرض الحائط بالمطالب الوطنية، وصلت الشائعات وما يحدث في حضرموت إلى مسامع السلطان صالح خارج حض
رموت، مع العلم أن رأيه يتطابق مع رأي المستشار البريطاني، وعند عودته وهو في حالة من الغضب الشديد استدعى القيادات الوطنية التي تطالب بوزير وطني إلى قصره في نفس الوقت الذي امتلأت فيه ساحة القصر وخارجه بالمواطنين المطالبين والداعمين لمطالب قيادة الحزب الوطني والشخصيات الأخرى، وبعد انتظار الوفد الذي قابل السلطان وإلى جانبه المستشار البريطاني "بوستيد" نزل الوفد من ذلك اللقاء غاضباً دون أن يوضح للجماهير ما جرى بينهم والسلطان صالح الذي أهانهم وسخر منهم وأصر على أن يكون القدال هو الوزير للدولة ولا أحد سواه، غادر الوفد القصر صامتاً حدث ذلك نتيجة الهرج والمرج والفوضى من قبل الجماهير الغاضبة التي حاولت اقتحام بوابات القصر وتكسير الأعمدة والمزهريات وسلب بنادق حراس القصر، وعلى ضوء ذلك فقد تم الاستنجاد باستدعاء قوة من الجيش النظامي بقيادة صالح يسلم بن صميدع وهو برتبة لواء والذي قام مع قوته بتسلق سور القصر الخارجي حتى ساحة القصر الذي احتشدت فيه الجماهير، وكانت البداية إطلاق النار في الجو ومن ثم إلى صدور المتظاهرين فقتل منهم ما يقارب العشرين وجرح العشرات.


تفرقت الجماهير وغادرت ساحة القصر وكان ذلك على ما أعتقد في العام 1950م، تلك الحادثة وتلك الجريمة التي دفع ثمنها القائد العسكري بن صميدع الذي أعطى الأوامر بإطلاق النار على المواطنين العزل بعد محاكمته والحكم عليه بالإعدام ومعه نائب لواء المكلا المدعو بدر الكسادي "اليافعي" جرت المحاكمة تلك مباشرة بعد نيل الاستقلال.


3- علي سالم اليزيدي "اليافعي": أحد الأبواق الانتهازية التي سخرت إمكانياتها وقدراتها الثقافية والفكرية في كل زمان ومكان لصالح وسياسة كل من يأتي مسؤولاً، حاكماً أو محافظاً على حضرموت لأسباب شخصية وذاتية، واكتفي هنا بالحديث عن هذا الشخص والذي يعمل اليوم على تلميع وجه النظام الاستعماري السلاطيني البائد ويحن لعودة البلاط السلاطيني والاستعماري البريطاني.


السياسة الإجرامية والاستعمارية التي ارتكبها الانجليز في حضرموت


لا اعتقد من قام بتأليف وإعداد تلك الدراسة والتعليق عليها يجهل الطبيعة الإجرامية للسياسة البريطانية والعملاء الخونة من السلاطين، خاصة وأنهم قد بدلوا جلودهم بعد 67م وهذا من طبيعة الانتهازيين المرتزقة والخونة في كل زمان ومكان


وإذا عدنا للبدايات الأولى عند تأسيس السلطنة القعيطية في حضرموت نجد أن هذه السلطنة هي صنيعة الاستعمار البريطاني التي جاء بها من الهند "حيدر أباد" في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر وفرضها بالقوة على حضرموت وعلى الشعب الحضرمي عبر مسرحية هزلية مضحكة كتبت أدوارها الإدارة البريطانية وتم حفظها وأرشفتها في المتحف البريطاني، والتي تتحدث عن كيفية وجود واستمرار السلطنة القعيطية بعد نفيها لحكامها السابقين من آل كساد بالقوة إلى زنجبار الذين رفضوا كل الإغراءات أو التعويضات حتى يتخلوا عن الحكم ومغادرة حضرموت.


وما إن استقرت الأمور للحاكم الجديد في حضرموت بدعم وتأييد السلطات البريطانية المادية والعسكرية في صراعه مع السلطنة الكثيرية التي حكمت حضرموت لأكثر من "800" ثمانمائة عام حتى أوصلته السلطات البريطانية إلى منطقة الحزم التي لا تبعد كثيراً عن مدينة سيئون سوى بضعة كيلومترات، فأصبحت حدوداً معترف بها ومحاصرة السلطنة الكثيرية في مساحة محدودة من الأرض اقتصرت على مدينتي سيئون وتريم، وبذلك أصبحت السلطنة القعيطية تسيطر على أكثر من "95%" من أراضي حضرموت، وهذه السلطنة هي الأولى التي تبرم معاهدة الحماية مع بريطانيا عام 1882م قبل غيرها من السلطنات في المحميات الشرقية أو الغربية بعشرات السنين، أما السلطنة الكثيرية فقد أبرمت هذه الاتفاقية في نهاية ثلاثينيات القرن العشرين.


وهذا يدل على مدى العمالة والخيانة والتحالف الاستراتيجي بين السلطنة القعيطية والسلطات البريطانية الهادفة إلى خدمة أهدافها وأطماعها الاستعمارية.


وإذا كانت تلك الحملات العسكرية التي تمت بهدف الاحتلال والتوسع حتى وصلت إلى منطقة الحزم كحدود معترف بها فإنها نجحت في السيطرة على الجبهة الغربية من المكلا ومناطق بين الجبال وحتى وادي دوعن الذي تم السيطرة عليه بالكامل حتى أسفله وانتهاء بحريضة والقطن وشبام وحتى تم إيقافها بالاتفاق مع البريطانيين عند منطقة الحزم باعتبارها حدود دولية بين القعيطي والكثيري.


أما الحملة العسكرية الثانية والهادفة إلى إخضاع قبائل الحموم في المنطقة الشرقية فقد تمت هزيمتها وإبادة أفرادها بالكامل في موقعه معروفة ومشهورة في منطقة تسمى "بالغلاغيل" ولم يبقوا على أحد حياً سوى واحد من أفراد القوة الذي أخبروه أن يعود من حيث أتى ويخبر قيادته عن مصير أفراد تلك القوة، واستمرت الهزائم عند كل محاولة تقوم بها السلطنة القعيطية ضد الحموم كما استمرت الهجمات والكر والفر من قبل أفراد قبائل الحموم، واقتحام المدن بما في ذلك أسوار مدينة الشحر عاصمة السلطنة أكثر من مرة بعد تسويرها خوفاً من الهجمات المتكرر
إن هناك أكثر من صورة نشرتها الأيام في الحلقتين تم التعريف بها أسفل كل صورة عدى صورة واحدة لم يتجرأ أحد منهم التعليق عليها لأن ذلك سوف يفضح دورهم التاريخي العميل، وهي الصورة التي كانت تجمع عدداً من أفراد القبائل وهم يفترشون الأرض شبه عراة اللهم قطعة قماش تستر عوراتهم، أخذت هذه الصورة من كتاب المستشار البريطاني "انجرامس" "الجزر العربي ARABIAN ISL.s" بعد إخضاعهم بالقوة وبعد معركة دامية بين الفريقين لم يكن هناك توازن بين الطرفين، يذكر المؤلف أن تلك الصورة أخذت أثناء عقد الصلح أو اتفاقات هدنة بين القبائل، لقد افترى كثيراً فيما قاله وهل يمكن أن تظهر بتلك الصورة التي ظهر فيها رجال القبائل العراة وهم يفترشون الأرض تحت حرارة الشمس الحارقة.


مع العلم أن مؤلف الدراسة لم يخف سراً أن والده هو ولي عهد السلطان صالح بن غالب القعيطي وأنه من ضمن أعضاء لجنة السلم التي كان من ضمنها السيد أبو بكر بن شيخ الكاف والتي أبرمت اتفاقات مع مشائخ القبائل مع العلم أن جميعهم بدو أميون بالكامل، تلك الاتفاقات التي تمت بصورة هزلية مضحكة.


ثم إن المؤلف هو عبدالعزيز بن علي بن صلاح القعيطي وهو ابن ولي العهد كان ضمن ركاب السفينة التي حملت سلاطين حضرموت عند عودتهم من المملكة العربية السعودية، وما إن رست في ميناء المكلا، وما إن رست في ميناء المكلا حتى وصلتهم الإخبار بسقوط حضرموت بيد الجبهة القومية في سبتمبر عام 1967م فعاد السلاطين من حيث أتوا إلا عبدالعزيز بن علي بن صلاح القعيطي وهو السلطان ابن السلطان ومن حاشية السلطنة التي حكمت حضرموت بمساعدة حكومة صاحبة الجلالة فإذا به ينتقل وبصورة محيرة من منصب إلى منصب آخر حتى منصب سفير في حكومات جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.


اعتقد أن سبب ذلك لا يغيب عن ذوي الألباب وسوف تكشفه الأيام القادمة خاصة ما بعد تقاعده ومشاركته في إدارة شركة النمر النفطية.


المراجع:


1- وثائق الندوة العلمية التاريخية حول المقاومة الشعبية في حضرموت 1900م-1963م.


2- البحوث المقدمة إلى الندوة العلمية حول اليمن عبر التاريخ عدن 23-25 سبتمبر 1989م.


3- حادثة القصر "محمد عبدالقادر بامطرف
ة.


استمر العداء المتواصل بين السلطنة وقبائل الحموم حتى الاستقلال الوطني عام 1967م.


لم يقتصر ذلك العداء بين الحموم والسلطنة القعيطية، بل مع هذه السلطنة وبقية القبائل في مختلف مناطق حضرموت والتي يدعون بأن ما حدث هو ثارات قبلية كذباً وبهتاناً، وجاء هارولد انجرامس أول مستشار بريطاني ليضع حداً لهذه الثارات التي عقد من أجلها كما يدعون اتفاقات الهدنة التي روجوا لها كثيراً وكتبوا عنها مجلدات بكاملها بفضل الجهاز الإعلامي للحكومة البريطانية، أما اللجنة التي شكلها المستشار البريطاني انجرامس كان من ضمنها كما جاء في الدراسة من تأليف عبدالعزيز القعيطي ومحمد سعيد القدال والتي هي موضوع تعليقنا عليها:


علي بن صلاح القعيطي، أبو بكر بن شيخ الكاف وهي اللجنة التي أطلق عليها بلجنة السلام.


إن حقيقة ما حدث في حضرموت يعبر عن المقاومة الوطنية والرفض التام للغازي الأجنبي وعملائه من السلاطين الذين فرضهم على حضرموت وعلى شعب حضرموت بقوة الحديد والنار، ذلك الغازي وعملاؤه الذين صاغوا الأساطير والأكاذيب بأن الفضل كان لهم في استتاب الأمن والاستقرار في جميع مناطق حضرموت.


ولا ننسى الجرائم التي لا تعد ولا تحصى والتي ارتكبتها السلطات البريطانية وعملاؤها في السلطنة القعيطية على وجه التحديد، ومن أبرزها تلك الخديعة والخيانة التي أقدم عليها سلطان الشحر القعيطي عندما أظهر نيته بعقد صلح مع مشائخ قبائل الحموم في مدينة الشحر فاستدعاهم للنزول ضيوفاً عنده فصدقوه وعندما تجمعوا في قصره المسمى "بقصر ناصر" قام بإعدامهم وذبحهم كالبهائم تجاوز عددهم أكثر من عشرين مقدماً بالإضافة إلى المئات من أتباعهم الذين تم الزج بهم في السجون المظلمة حيث لاقوا حتفهم جميعاً بداخلها، وعلى ضوء ذلك استمرت الثارات والهجمات المتبادلة على الحصون والمراكز العسكرية وعلى المدن ومن أشهرها رداً على تلك الجريمة الهجوم الذي قامت به قبائل الحموم على مدينة الديس الشرقية وقتل العشرات وأسر ما يزيد على خمسين من أفراد القوة العسكرية المتمركزة في المدينة وأخذهم أسرى إلى السهول والجبال والوديان التي يعيشون فيها.


جيش البادية الحضرمي


أما الإشادة بجيش البادية الحضرمي التابع مالياً وإدارياً للمستشارية البريطانية كما جاء في الدراسة السيئة السمعة فإن السبب في تكوين تلك القوة كان في الأساس ومن خلال السياسة البريطانية الخبيثة قد جاء بالتنسيق والتشاور مع السلطنة بعد فشل كل المحاولات في إخضاع قبائل الحموم بعد إلحاق الهزائم المتكررة بالقوة النظامية للسلطنة تم الإجماع والاتفاق على تشكيل قوة جيش البادية الحضرمي من مختلف قبائل حضرموت بحيث تشكل نواته الأولى في المنطقة التي تمثل مركز تجمع قبائل الحموم والمقر الثابت لمرجعيتهم شيخ مشايخ جميع قبائل الحموم تلك المنطقة المسماة غيل بن يمين التي يمتلك فيها المشائخ وأفراد القبائل أراضي زراعية وأشجار نخيل.


تم إنشاء أول مركز عسكري لهذه القوة أواخر الثلاثينيات وجلب قادة لها من شرق الأردن حتى لباسهم العسكري تم على نمط الزي العسكري لجيش البادية الأردني.


أما الأهداف من إنشاء هذه القوة فأولاً: هو العمل على إخضاع قبائل الحموم بالقوة.


وثانياً: اعتبار أفراد هذه القوة بمثابة رهائن عند السلطات البريطانية والقعيطية وهذه سياسة بريطانية لم يتم الإعلان عنها حتى لا تحاول أي قبيلة ينتمي أفراد منها إلى هذه القوة العسكرية من التمرد والخروج عن طاعة هذه السلطات.


تزايد عدد أفراد ومراكز قوة جيش البادية وغطت بداية الشريط الصحراوي بالكامل من منطقة عساكر في شبوة حتى العبر وزمخ ومنوخ والاتجاه شرقاً حتى ثمود وسناو وحبروت حتى عيضة بن بندر التي تمركزت فيها قوة من جيش البادية بعد السيطرة عليها عام 1963م.


انتقلت قيادة جيش البادية الحضرمي ومقرها من غيل بن يمين إلى مدينة المكلا المقر العام للمستشارية البريطانية حتى الاستقلال الوطني عام 1967م.


إني اعترف بأنني لم أعط الرد الكامل والشافي على ما جاء في دراسة أحفاد وأبناء العهد الاستعماري السلاطيني في حضرموت، كما أنني لم أتطرق إلى الكثير من الأحداث والحوادث الإجرامية التي ارتكبها العهد المظلم للسلطات البريطانية وعملاؤها من السلاطين في حضرموت، كما وأنني أطالب هنا بأن يدلي الآخرون بدلوهم لكشف وتعرية الحقبة التاريخية السوداء التي مرت بها حضرموت والشعب الحضرمي ونزع أوراق التوت عن عورات كل من يحاول اليوم الترويج الإعلامي وتلميع وجه شخصيات تلك الحقبة من تاريخ حضرموت أثناء الاحتلال البريطاني، ولا يفوتني هنا أن أوضح للقراء الأعزاء عن طبيعة تلك القوة العسكرية المسماة بجيش البادية الحضرمي كوني أحد أفرادها منذ خمسينيات القرن الماضي إن هذه القوة لم يرتكب أي من أفرادها جريمة قتل بحق أي مواطن بل كانت مرحباً بها في كل مكان تتواجد فيه وحتى لحظة انضمامها ودمجها في جيش دولة الجنوب الواحد عند الاستقلال عام 1967م.


ومن المغالطات التي استخدمها من ألف وأعد تلك الدراسة ف
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
ثورة خاطئة ورفاق كاذبون … المؤامرة على حضرموت و الجنوب العربي
 
مقدمة

كنا نظن أن الحضرمي سيحتاج إلى وقت طويل ليدرك فداحة مأساته وغربته الحضرمية في حضرموت .. والعربية بين العرب .. وكنا نظن أنه عندما يدرك الحضرمي فداحة مأساته .. سيحتاج إلى وقت طويل كي يصار إلى حشده وتعبئته ، وتنظيمه لاستعادة صفته الوطنية ( كمواطن حر ) في حضرموت .. واستعادة ( قيمته الاعتبارية ) كجزء من العرب .. وليس كغريب بينهم .. لا يحمل الهوية .. ولا يجد الاعتبار .. ـ

الشهيد عبدالله الجابري يرحمه الله ـ

 نرى أنه من المهم في هذا التوقيت التاريخي أن نعمل من جهتنا على تقديم الحقيقة التي وقعت في خمسينيات و ستينيات القرن العشرين المنصرم ومنها أدخلت حضرموت في قبضة اليمن ، ووقعت الجريمة بكامل فصولها وأحداثها ، والتزاماً تجاه القراء الكرام فأن ما سيرد سيدعم بالوثائق مع مصادرها تأكيداً على المعلومات الواردة …

 واقع في حضرموت

لم تكن السلطنات الحضرمية لتستطيع أن تخرج عن سياق الحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي كانت سائدة في حضرموت ، فعلى الرغم من أن السلطنات قد كونت جيوشاً لحمايتها إلا أنها لم تستطع فرض نفوذها السياسي بشكل مستمر على مختلف مناطق البلاد الحضرمية ، والمسبب الرئيسي في ذلك أن القبائل الحضرمية كانت ذات شدة وقسوة في معاركها ضد بعضها البعض ، وعلى الرغم من تحالف بعض السلطنات مع هذه القبائل إلا أن النزاعات المستمرة خلقت أجواءً لم تعرف من خلالها حضرموت استقراراً طويلاً ، وهذه الصراعات والمنازعات هي واحدة من أهم مسببات الهجرات الحضرمية المتوالية وليس ما يذهب إليه كثير من المفكرين والمهتمين حينما يعزون سبب الهجرات الرئيسي إلى الحالة الاقتصادية وصعوبة المعيشة في البلاد الحضرمية …

عدم الاستقرار السياسي والصراعات داخل السلطنات كان دافع آخر من دوافع الضعف في هذه السلطنات التي كانت تتنافس في نزاعات متوالية على التوسع فيما بينها البين ، لذلك كانت تظهر تحالفات ما بين السلطنات والقبائل ما تلبث أن تنتهي في ظل توالي هذه الصراعات ، غير أن السلطنات الحضرمية ابرمت  مع بريطانيا العظمى اتفاقيات حماية ففي الأول من مايو 1881م عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع سلطنة القعيطي ،وفي 26 من يوليو  1883م  عقدت بريطانيا معاهدة حماية أخرى مع سلطنة القعيطي”،وفي 23من ابريل 1886م عقدت بريطانيا معاهدة حماية مع سلطنة المهرة “قشن وسقطرة”، وفي عام 1888م عقدت بريطانيا معاهدة مع السلطان القعيطي ونسج على منوالها في التعاقد مع باقي المناطق ، وفي 25 من  مارس 1895م عقدة بريطانيا حماية مع سلطنة الواحدي ، وفي عام 1918م عقدت سلطنة الكثيري اتفاقا مع سلطنة القعيطي أقرت فيه سريان الحماية التي عقدت مع بريطانيا ثم عُدلت في عام 1937م تعديلاً كان مقتضاه تعيين ” مستشار ” تسري بريطاني نصيحته على الشؤون السياسية ، ولا تمس دين الدولة الإسلامي والعادات الإسلامية ، فهكذا كانت حضرموت والمهرة وسلطنة ارض الواحدي في تعاملهما بالحماية فقط  …

حدث في حضرموت واقعة مفصلية في التاريخ السياسي ، حيث تم التوقيع على وثيقة صلح القبائل عام 1937م ، وتعتبر هذه الوثيقة التاريخية هي الجزء العظيم في حضرموت ، فلقد استطاعت بريطانيا العظمى من القدرة على ايجاد الوسائل الممكنة في التواصل مع القبائل الحضرمية بشأن صراعات تلك القبائل التي كانت تستنزف القدرات البريطانية بشكل لم تستطع معه بريطانيا من تحقيق أي مكاسب ممكنة بعد أن وقعت معاهدات الحماية مع السلطنات ، فلقد كانت القبائل في معاركها تضع على السلطنات الكثير من الالتزامات الأمنية والعسكرية مما جعل بريطانيا أقل استفادة من هذه المعاهدات …

الوثيقة الأولى .. الجنوب ما هو ..؟؟

هذه الوثيقة البريطانية صادرة من الأرشيف الوطني البريطاني ومصنفة سري للغاية, تحت مرجع رقم: C.p. (56) 178 بتاريخ 17 يوليو 1956م.

والوثيقة هي عبارة عن تعميم من وزير المستعمرات البريطانية إلى زملائه في الحكومة البريطانية عن الوضع في مستعمرة عدن ومحمياتها.

تقول الوثيقة, أن الوضع البريطاني في الجنوب العربي تغير بدرجة متفاوتة بسبب أن مصر, اليمن والسعودية توصلوا إلى إتفاق لتوقيع معاهدة عسكرية في مدينة جدة.

وأن أسلوبهم العدائي أخذ في السنوات الأخيرة يتحول إلى التآمر والعصيان, ومن جهة اليمن القيام بالاعتداء على مناطق حدود المحميات.

ولمواجهة هذه التحركات العدائية, كان يجب إقناع المستعمرة ومحمياتها بأن ضمان مصالحها وإرتباطها ببريطانيا وحده ليس كافياً بحد ذاته.

ويجب اتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية وإستخدام أسلوب الدعاية القوية ضرورة ملحة للتخفيف من حدة الضغوط الخارجية.

وتقول الوثيقة, أن الحدود الحالية بين محميات عدن واليمن قبلت بها كلاً من حكومة صاحبة الجلالة واليمن بحسب معاهدة 1934م. والوضع الحدودي للمحميات مع السعودية تم تحديده من جانب واحد من قبل حكومة صاحبة الجلالة. ولكن في الجانب الحدودي من جهة اليمن, توجد هناك
شكوك في بعض الأماكن المحددة, حيث تم الأتفاق في 1951م, بتشكيل لجنة حدود لتوضيح تلك الشكوك, وحيث أنه لم تُنفذ من جانب اليمن.

وفي غضون ذلك, وفي السنوات الأخيرة كانت هناك عدداً من الغارات على مناطق المحميات عبر الحدود اليمنية, من قبل رجال القبائل اليمنيين, وأحياناً من قبل القوات اليمنية, وعملت السلطات اليمنية بشكل فعال على إثارة السخط في بعض الأجزاء من المحميات بواسطة الرشوة والعصيان والتحريض والانشقاقات, من خلال تقديم أسلحة كهدايا للتمرد ضد حكام المحميات.

وحالياً تغيرت تلك التكتيكات, وأخذ التدخل منحنى أخر وهو أسلوب تشجيع الاضطرابات العمالية والسياسية داخل المستعمرة ومحمياتها, نتيجة أن المشاكل في الحدود مع اليمن كانت هادئة نسبياً.

ومن جانبها عملت السلطات السعودية على وقف دعمها الذي كانت تقدمه لرجال القبائل في محمية عدن الشرقية وتقديم الرشاوي لهم للتأمر وزرع الفوضى والمشاكل داخل المحمية.

وتشير الوثيقة بأن وزير المستعمرات البريطاني تقدم بمقترح لحكومته بخصوص إنشاء إتحاد فيدرالي شارحاً: ” أن إنشاء إتحاد فيدرالي بين مناطق المحميات سوف يجلب لهم فوائد اقتصادية وإدارية.

وأن معظم حكام المحميات وافقوا مبدئياً على الفكرة, والبعض الأخر وبالخصوص حكام الولايات الصغيرة, لديهم شكوك حول الفكرة, حيث لم يتم الضغط لقبولها.

وتركت للحكام الحرية الكاملة للتشاور فيما بينهم, وأختيار أفضل أنواع وطرق التقارب التي تناسبهم. وتشير الوثيقة أيضاً, أن إمام اليمن عارض بشدة لفكرة أي نوع من أنواع التقارب أو التوحد ولايات محميات عدن, والعمل على جعل ذلك المشروع صعباً عليهم.

ومع الدعم المناسب للسلطات المدنية والعسكرية نستطيع السيطرة على الوضع الداخلي.

العرب في عدن والمحميات لا يرحبون الخضوع والوقوع تحت تبعية اليمن والمملكة العربية السعودية, ولا يجب علينا أن نضيع أية فرصة لنريهم بأننا عازمون بالبقاء في المستعمرة والحفاظ على نفوذنا في محمياتها.

صادر عن مكتب وزارة المستعمرات
16 يوليو 1956

 تفيد الوثيقة تفيد بشكل واضح وصريح إلى رغبة البريطانيين في تكوين اتحاد فيدرالي ، وهو ذات السياق الذي قاده المناضل شيخان الحبشي يرحمه الله الذي تبنى فكرة تكوين ( الجنوب العربي ) بالرغم من أنه كان مطلعاً على دستور ( دولة حضرموت المتحدة ) الذي قدمه المناضل عمر سالم باعباد يرحمه الله   في 1963 م  والذي كان راغباً في توحيد السلطنات الحضرمية في إطار وطن واحد ، بينما شيخان الحبشي كان يعمل ومنذ العام 1947م على مشروع الجنوب العربي ، وبالفعل فقد انظمت السلطنات والمشيخات في مكون ( اتحاد الجنوب العربي ) بينما رفضت السلطنات الحضرمية الانضمام لهذا الاتحاد على الرغم من حجم الضغوط البريطانية الهائل عليها إلا أنها تمسكت بقرارها النهائي بعدم الانضمام وتواصلت فيما بينها على تشكيل وحدة بين سلطنات حضرموت ( القعيطية والكثيرية وبن عفرير ) …

حضرموت .. الجنوب العربي

يحدث التباس عند الكثيرين حينما تذكر سيرة نضال رجالات الجنوب العربي لوجود شخصية شيخان الحبشي (الحضرمي) بين المجموعة التي كانت نشطة وذهبت للقاء ( لجنة تصفية الاستعمار ) وحصلت على القرار الخاص بها والذي نصه :

من الواضح إن كل القرارات التي أصدرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها المختصة جاءت مطابقة لنفس المطالب التي تقدم بها حزب رابطة الجنوب العربي إلى لجنة تصفية الاستعمار وهي المطالب التي اجمع عليها الأغلبية الساحقة من جماهير شعب الجنوب العربي المحتل والتي تتلخص في :
1 / إزالة الوجود الاستعماري.
2 / وحدة الجنوب العربي شعبا وأرضاً .
3 / انتقال السيادة وسلطات الحكم إلى الشعب بأجراء انتخابات عامة لمجلس تمثيلي تنبثق عنه حكومة وطنية لكل الجنوب العربي .
4 / أجراء انتخابات عامة عامه في ظل الحريات الأساسية للإنسان وتحت أشراف لجنة دولية محايدة وان تسبق هذه الإجراءات نيل الاستقلال .
وفد الرابطة الذي شارك في اجتماع الجمعية العامة لهيئة ألأمم المتحدة كان مكوناً من لأخوة التالية اسماهم :
1 / السيد محمد علي الجفري رئيس الرابطة0
2 / الأستاذ شيخان الحبشي – أمين عام الرابطة .
3 / السلطان علي عبد الكريم العبد لي – سلطان لحج .

ولابد وأن يظهر تساؤلات طبيعية لماذا رفضت السلطنات الحضرمية الدخول في ( اتحاد الجنوب العربي ) ، ولماذا رضخت بريطانيا للمفاوضات المباشرة على شكل منفرد مع السلطنات الحضرمية ؟؟ هذه التساؤلات تجيب عليها اتفاقيات منفردة وقعت من السلطنة الكثيرية والسلطنة القعيطية واتفاقيات أخرى ابرمت مع بريطانيا العظمى كانت اتفاقيات مشتركة على الحق البريطاني في التنقيب عن النفط ، وكانت هذه الاتفاقيات هي التي خلقت عند السلطنات الحضرمية الرغبة الصريحة في تجنب الالتحاق باتحاد الجنوب العربي وتفضيل الوحدة فيما بينها والقبول بمشروع وطني كان السلاطين يخوضون فيه بعيداً عن الانظار ، ولقد سارت الأمور بشكل طبيعي ناحية المفاوضات حول استقلال حضرموت وتكوين دولة
تمتد مساحتها الجغرافية من عمان شرقاً والمملكة السعودية شمالاً واتحاد الجنوب العربي غرباً وبحر حضرموت جنوباً وجرت المفاوضات وحصلت حضرموت على وعد استقلالها بتاريخ التاسع من كانون الثاني / يناير 1968م ، وهذا التاريخ خاص بموعد استقلال حضرموت ولا يختص إطلاقاً باتحاد الجنوب العربي …

 الوثيقة الثانية .. الكابوس

المكان : مجلس اللوردات البريطاني اليوم 14 نوفمبر 1967م الساعة 4:09 بعد الظهر.

الموضوع : تاريخ استقلال الجنوب العربي .

اللورد شكلتون (Shackleton ) :

 بعد أذن مجلس اللوردات أود أن أكرر البيان الذي أدلى به وزير الدولة للشئون الخارجية عن الجنوب العربي حيث جاء على النحو التالي : ” منذ بياني إلى مجلس العموم في 7 نوفمبر أصبح الوضع في الجنوب العربي أكثر وضوحا .

وأضاف ” خلال محادثات جرت بين 7 نوفمبر و10 نوفمبر قال ضباط من الجيش الاتحادي للمندوب السامي في عدن أنهم يؤيدوا الجبهة القومية ( NLF ) تأييدا مطلقا لدورها الفعال في السيطرة على الوضع ، أنهم يريدوا الدخول في مفاوضات ، وطالبوا أيضا نهاية هذا العنف ضد المجتمع المدني ، ودعوا السكان إلى احترام الأشخاص والمؤسسات في المجتمع المدني. في 11 نوفمبر بعثت الجبهة القومية ببرقية لي أكدوا فيها مطالبتهم بالسلطة تحت إدارتهم وقالوا أنهم شكلوا وفدا للتفاوض مع حكومة صاحبة الجلالة على نقل السلطة السياسية وطالبوا موافقتنا على فتح المفاوضات في غضون أسبوع. لقد أجبتهم بالموافقة فورا من أجل التفاوض في 20 نوفمبر في جنيف وأن اللورد شكلتون سوف يترأس الوفد لما لديه من معرفة وثيقة بمشاكل الجنوب العربي.

وقال أيضا ” في 2 نوفمبر قلت في مجلس العموم البريطاني أنه بحلول منتصف هذا الشهر يجب علينا أن نحدد يوم الاستقلال ويكتمل انسحاب قواتنا من هناك في 30 نوفمبر 1967 وينبغي أن يصبح الجنوب العربي دولة مستقلة . وقلت أيضا هناك مسائل مهمة يتعين تسويتها ، ويفضل أن تحل قبل الاستقلال ولكن إذا لم تكتمل المفاوضات فليس هناك مانع من الاستمرار في التفاوض. أن حكومة صاحبة الجلالة لم يكن لديها طريقا سهلا لمتابعة تحقيق استقلال الجنوب العربي.. وهنا يجب أن نقوم بتكريم القوات البريطانية و العديد من البريطانيين من مدنيين وعسكريين الذين كرسوا جهدهم في كثير من الحالات .. والى هؤلاء نقدم أسفنا العظيم للذين ضحوا بحياتهم من أجل هذه القضية . وكذلك نواسي الأعداد الكبيرة من أبناء الجنوب العربي الذين قتلوا وجرحوا ، وبكل تأكيد سوف ينضم معي جميع نواب مجلس العموم البريطاني على أمل أن يحظى الجنوب العربي بمستقبل سلمي ” .

اللورد إيرل جليكوي ( Earl Jellicoe ) :

أيها اللوردات يجب أن أشكر اللورد شكلتون على قراءة بيان وزير الخارجية ولكن أقول وبقلب مثقل إلى حد ما أن هذا البيان يمثل بداية الفصل الختامي في واحدة من الأحداث المحزنة في تاريخ طويل من العلاقات بين هذا البلد والعالم العربي، إذا أجاز لي التعبير. أود أن أذكر اللورد شكلتون بما جرى في هذا المجلس قبل بضعة أشهر حول الآمال العادلة وأنا بالطبع لن ألوم اللورد شكلتون ونحن نعلم أنه فعل ما بوسعه في تلك الظروف الصعبة التي وضع فيه وأنا متأكد من أن مجلس اللوردات سوف يتمنى له كل النجاح في المفاوضات التي ستعقد في جنيف قريبا.. ومع ذلك ما شاهدناه خلال الأسابيع القليلة الماضية هو مجموعة عصابات عربية متناحرة تطلق النار في شوارع عدن بينما قواتنا واقفة وعاجزة ، وغالبا ما يتم إطلاق النار من قبل الجانبين في مشهد مؤسف ومع ذلك اعتقد ليس أمامنا إلا التنازل المذل عن مسئوليتنا عن الحكومة القادمة الآن. وعليه أود أن أطرح سؤالين للورد شكلتون أولا ً نريد من اللورد النبيل أن يخبرنا فيما إذا دول محمية عدن الشرقية ( الدولة القعيطية والكثيرية والمهرة ) متضمنة في ذلك البيان الذي كرر لنا أكثر من مرة ؟ ثانيا ً ما هو الضمان الذي سيقدم لنا فيما يتعلق بأمن الممتلكات البريطانية في عدن ، بما في ذلك المنشآت النفطية المهمة جدا بعد الاستقلال ؟ وقبل كل شئ ما هو الضمان فيما يتعلق بأمن مواطني المملكة المتحدة الذين يختارون البقاء في عدن بعد الاستقلال ؟ كذلك أود أن أضم صوتي إلى ما جاء في هذا البيان عن القوات البريطانية في عدن، فأنا شخصيا لست فخورا بالدور الذي حصل في الأشهر القليلة الماضية ، ولكن أعتقد أن كل واحد منا يمكن أن يكون فخور بالطريقة التي اتخذها أبناءنا من مدنيين وعسكريين هناك لواجبات ممقوتة في كثير من الأحيان .

اللورد أميولري (Amulree ) :

أيها اللوردات أنا لا أريد أن أعلق على كل البيان. في الحقيقة أتمنى للورد شكلتون أطيب الأمنيات في هذه المهمة الصعبة والمعقدة التي أمامه ، وفي نفس الوقت أود أن أضم صوتي مع صوت اللوردات في هذا المجلس على ذلك الثناء لقواتنا من قبل وزير الخارجية واللورد إيرل جليكوي وأقول آمل أن نتوصل الآن إلى نتيجة مرضية من إنهاء هذا الفصل التراجيدي والمأسوي للغاية في تاريخ عدن .

اللورد شكلتون :

أيها اللوردات هل
لي أن أجيب أولا على نقاط الورد إيرل جليكوي على وجه الخصوص ؟ سألني عن دول محمية عدن الشرقية (الدولة القعيطية والكثيرية والمهرة ) وكما فهمت وحسب المعلومات المتوفرة لدينا فأن هذه الدول تحت سيطرة الجبهة القومية وستكون هذه الدول جزء من الجنوب العربي وهم في الوقت الراهن يقوموا بالإجراءات لدمج هذه الدول إلى الجنوب العربي وهناك نقطة مهمة عن الأمن ، لقد ناقشنا هذه المسألة من قبل وسوف تضل خطيرة على المواطنين البريطانيين وخاصة في بلد وليدة الاستقلال ، وكذلك عدن الصغرى ( البريقة ) حيث مصفاة النفط ،ولكن الجبهة القومية مسيطرة على الوضع ولن يحصل أي تحرش أو اعتداء على العاملين من المواطنين البريطانيين والأجانب في مصفاة النفط في عدن الصغرى والتي أشار اليها اللورد إيرل جليكوي طالما إنها تحت حماية الجيش الاتحادي والجبهة القومية . ولقد ناقشنا الموضع في حالة حدوث فوضى فأن حكومة صاحبة الجلالة سوف تبدل قصارى جهدها لتحقيق عمليات الإنقاذ.. ولابد لي من القول بأنني متفائل من ذلك الوضع أكثر مما فعلت في مناسبات سابقة . لقد كنا دائما حريصين من خطر حدوث انهيار للحكومة الاتحادية ولكن بعض الناس تفاجئوا بالسرعة التي انهارت تلك الحكومة في مواجهة التهديد الذي لم يأتي من التسلل عبر الحدود.

بما أن اللورد جليكوي هاجم سياسية حكومة صاحبة الجلالة والحديث عن ( قصة مؤسفة ) وذلك من خلال الأشهر القليلة الماضية ، لا بد لي من القول على محمل الجد تماما أن السياسية التي هيأت القوات المسلحة البريطانية والتي تعتمد على الاستمرارية على وجودها ولكن اللورد جليوكوي أختار لانتقاد الحكومة. على كل أشيد بدور الجيش الذي كان دائما واحد من الأمثلة الأكثر إثارة للإعجاب. أتمنى لشعب الجنوب العربي الاستقرار ويجب أن الفت الانتباه إلى حقيقة أن الجبهة القومية بثت تعليمات صارمة جدا للمواطنين قائلة أن لا ينبغي أن يكون هناك أي هجمات على الممتلكات الأجنبية والأشخاص الأجانب . أعتقد بأن الحكومة وطبعا من مهمتي محاولة المساعدة في التوصل إلى اتفاق مرض وأنا واثق أن الجميع سئم من القتال ونأمل أن يتوقف هذا القتال إلى الأبد .

اللورد كونسفورد :

لدي سؤال فيما إذا اعترفنا بالجبهة القومية كممثل شرعي للبلد نهايه هذا الشهر ، هل ننتظر الاعتراف من جميع الدول الكبرى ؟

اللورد شكلتون :

أود أن اسأل اللورد كونسفورد ألا يضغط على أكثر من اللازم حيث أنني على وشك القيام بمفاوضات ولم يأت بعد الأعتراف من الحكومة حتى الآن ، ومازالت هناك إجراءات قانونية قيد الاكتمال حيث أن الطرف الآخر حريص على أن يكون هناك إتفاق لمعاهدة الانسحاب من الجنوب العربي ومسائل مثل هذا القبيل وأتوقع أن يكون هناك اعتراف من دول أخرى كبرى .

اللورد فيسكونت :

اسمحوا لي أن اغتنم الفرصة لتوجيه الانتباه إلى محنة المواطنين البريطانيين في الجنوب العربي الذين فقدوا ممتلكاتهم وكذلك أشير إلى مبلغ 50 مليون جنية إسترليني الموعودة كمساعدة للحكومة الاتحادية والذي من المنتظر أن يتحول هذا المبلغ إلى الجبهة القومية والتي كنا نعتبرها قبل بضعة أيام منظمة إرهابية . سيكون من الأفضل كثيرا لو استخدم جزء من هذا المبلغ كتعويضات إلى المواطنين البريطانيين الذي فقدوا ممتلكاتهم من خلال القتال والأحداث المؤسفة التي حصلت في عدن دون أي ذنب اقترفوه.

اللورد شكلتون :

أود أن أوضح بأن عدد المواطنين البريطانيين في عدن لا يتجاوز 300 نسمة . إذا كان اللورد فيسكونت لدية أية أمثله معينة في الاعتبار وأود أن استمع منه . وأشار إلى السابقة المصرية. أنا لا أعرف أي حالة أخرى غير واحدة أو اثنتين لحالات معزولة ولا سيما الحكام ، عندما قامت حكومة صاحبة الجلالة بدفع التعويضات في السنوات الأخيرة وفي ظل هذه الظروف. . وسوف تقوم حكومة صاحب الجلالة بالضغط على الحكومة القادمة في الجنوب العربي بأن تتحمل مسئوليتها من أجل حماية الأرواح ومصالحها من الممتلكات البريطانية .

اللورد بروكوي :

هل لي أن اسأل صديقي اللورد شكلتون فيما إذا كان يدرك إننا في هذا الجانب مع مجلس العموم البريطاني وأود أن أعرب عن آمالنا في مفاوضات جنيف . أن الوضع المأساوي الذي نشأ في عدن نتيجة اعترافنا بالحكومة الاتحادية والذي برهن أن هذه الحكومة لا تمثل شعب الجنوب العربي ، وهل صديقي اللورد شكلتون على بينة من التقدير ومن الشجاعة لدى الحكومة ووزير خارجيتها في الاعتراف بأن شعب عدن والجنوب العربي يجب أن تتاح له الفرصة ليحكموا أنفسهم وفقا للمنظمة التي تمثل لهم ؟

اللورد شكلتون :

أيها اللوردات أنني ممنونا للملاحظات التي أدلى بها اللورد بروكوي ومهتم أيضا بمزيد من الملاحظات الأمر الذي حفز لردود فعل مميزة من الجانب الآخر ، ولكن وراء هذا القول ان هناك قدرا كبيرا من الحقيقة في كثير مما قاله ، واعتقد أنني سأتركه يتكلم عن نفسه .

 الوثيقة تدلل بشكل صريح على أن ( مؤامرة ) تتم ، وأن صفقت ( دنيئة ) تعقد ، وأن ما كانت تفعله الجبهة القومية من إطلاق مسمى
ثورة حدثت في 14 اكتوبر 1963م إنما كانت جزء من عملية تآمرية مشتركة بين البريطانيين والمصريين واليمنيين ، فلقد كانت كل المؤشرات تؤكد على الجلاء البريطاني من عدن والمحميات الغربية والشرقية جميعها لكن ما حدث هو أن المخابرات المصرية انتهزت وجود عناصر مندفعة سخرتهم لافتعال ما سمي الثورة ، بل أن المخابرات المصرية أدارت جزءً من هذه المؤامرة عبر تواجدها الكبير في مدينة تعز اليمنية ، كانت المؤامرة أكبر بل أقوى من أن تواجهها قدرات تهالكت على الأرض في مدار سنوات طويلة من مواجهات بين سياسية ومسلحة …

 الوثيقة الثالثة .. 121

فيم يلي سنعرض الوثيقة التآمرية التي توصف في أوساط البريطانيين السياسية بـ ( الصفقة ) وهي التي تكشف بشكل واضح عمالة الجبهة القومية ، وتنسف كل ادعاءاتهم الباطلة ، بل هي الحقيقة المطلقة التي تكشف زيف ثورة 14 اكتوبر 1963م وهذا هو نصها بالكامل :

يقولنص الوثيقة : 121

حضر الاجتماع منالجانبالبريطاني :
المستر ديلى : الوكيل الدائملوزارة الأمن الداخلى الاتحادية وعضو المخابرات المركزية.
الكلونيل شبلن : الوكيل الدائم لوزارة الدفاع الاتحادية وعضوالمخابرات المركزية.
المستر طونى اشوورث : ضابطالإعلام المسئول فى مكتب المندوب السامى .
المسترسمرفيلد : ضابط سياسي في المنطقة الغربية وعضو المخابرات المركزية.
المستر هبربرسى : ضابط سياسي ، و عضو المخابراتالمركزية.
المستر برجس : رئيس المخابرات و المسئولعن ولاية عدن.

* * *
ومن الجبهة القوميةحضر :

سيف احمد الضالعى ( الاسم الحركي : شفع )
جعبل الشعوى ) شخصية مدنية و لكنه على صلة متينةبالمخابرات البريطانية و يعمل لحسابها ضمن تنظيم الجبهة القومية , وهى تعلم ذلك )

و ثلاثة أعضاء آخرين بأسماء تنظيمية
* * *
وعن الجيش حضر :
العقيدحسين عثمان عشال
العقيدمحمد سعيديافعى
المقدمعلى عبدالله ميسرى
المقدممهدى عشيش
الرائدمحمد احمدالسيارى
المقدمعبد الله على مجور
المقدماحمد محمد بن عرب
* * *
و عن الأمن العام حضر :
العقيدعبدالهادى شهاب
الرائداحمد الخضر السيارى
العقيدعبد الله صالح سبعة

* * *
و أسفر هذا الاجتماع عن وضعخطةمشتركة
تمثلت فى النقاط التالية :
أولا : تزويد أعضــــــــــاء الجبهـــــــــــة القوميـــــةالعاملين “ببطاقات سرية ” توضح انتماءهم الحزبي , و ذلك ليسهل لهم الجيش البريطاني حركة التنقل و المرور من مراكز التفتيشبأسلحتهم.

ثانيا : تتعهد الجبهةالقوميةبعدم استخدام السلاح ضد البريطانيين و بتغطيةانسحابهمفى الأسابيع الأخيرة , من عدن.

ثالثا : تتعهد الجبهة القوميةبتقديممعلوماتإلى القوات البريطانية عنأسماءو أماكنرابطة الجنوب العربى
وجبهةتحرير الجنوب اليمنى المحتلو تتعهد كذلك بالمساعدةفىاعتقالهم.

رابعا : وافقت بريطانيا على تزويدالجبهة القوميةبأجهزة لاسلكيلتامين الاتصال بينأعضائها فى الداخل و الخارج.

خامسا : وافقت بريطانيا على تزويد الجبهـــــــة القوميةبكمية أوليةمن السلاح , يمكنها من العمل السريع , على ان يتم توريد حاجاتها الرئيسية , من السلاح , عن طريقوكلاء التاجفى لندن .

سادسا : اتفق الطرفان على الإسهام فىترتيب مظاهراتفى جميع الولايات ضد الحكام و السلاطينبقصد مضايقتهم وإرهابهمعلى أن يقود هذه المظاهرات رجالينتسبونالى الجبهة القومية .
و اتفق ذلك على انه ستصدرالأوامر للجيش فى هذه الولاياتبعدم التعرض للمتظاهرينكما اتفقعلى أن يسافر الضباط السياسيون البريطانيون المقيمونفى الولايات إلى عدنقبل حدوث هذه المظاهرات حتى لا يتهموا بأنها عملت بوحىمنهم.

سابعا : كلف المستر اشوورث ضابطالإعلام البريطاني فى مكتب المندوب السامىبتوجيه سياسةالإعلام لصالح الجبهة القومية و نسب أعمال العنف إلى رجالها .

ثامنا : اتفق على انه عندما تنتهي حكومة الاتحادفانجميع الالتزاماتالتي كانت قائمة بينها و بينبريطانياتعد لاغيه و لا تعتبر الحكومة البريطانية , ملزمة بأىشئ تجاه الحكومة الجديدة , إلى إن يصلا إلى اتفاق.

تاسعا : ستتولى الحكومة البريطانيةأشعار حكام الولاياتبأنها لن تكون فى وضع يمكنها مننجدتهمفيما لو تعرضوا للمتاعب و ستحثهم على الانتقال إلى عدنحيث ستكون شرطة السلامة المتاحة لهم أفضل منها فى مناطقهم وعندما يحين موعد تسليم السلطة للجبهة القومية ستتولى ترحليهم إلىخارج البلاد .

عاشرا : تقرر أنتعقد اجتماعات دورية -كل عشرة أيام – بين المندوبالسامى و معاونيه و أعضاء الجبهة القوميةلقياس حجم التقدمالذي أحرز فى تنفيذ هذا المخططويحتفظ المندوب السامى بالحق فى ادخال أيةتعديلات افضل فى تحقيق اغراضها.

انتهى نص الاتفاقية

 عقدت ( صفقة خيانة ) بين قيادات الجبهة القومية والمخابرات البريطانية, وبموجبها التزمت المخابرات بدعم الجبهة القومية , والاعتراف بها , فى مقابل أن تتولى عناصر الجبهة القومية ضرب عناصر جبهة التحرير , وحماية مؤخرة الجيش العربى التابع للإدارة البريطانية , وعدم ضرب مصفاة عدن , والالتزام بكافة التعليمات البريطانية , فضلا عن تنا
زل الجبهة القومية عن التزام بريطانيا بالستين مليون جنيه استرلينى , التى التزمت بها بريطانيا , لحكومة الاتحاد السابقة .
وبناء على ذلك سلمت لعناصر الجبهة القومية أسلحة وذخائر من المخازن البريطانية , ووزعت عليهم أجهزة لاسلكية من المخازن البريطانية , والتغاضى البريطانى عن عمليات السطو والسرقة التى كانت تقوم بها عصابات الجبهة القومية , عندما انقطع تمويلها من قبل القيادة العربية فى تعز , لمتاجر المواطنين وأنشطتهم المختلفة وفرض إتاوات عليهم …

أذن نحن أمام قضيتين عادلتين ، قضية حضرموت وقضية الجنوب العربي ، فبريطانيا التي نكثت بوعد استقلال حضرموت المقرر في 9 يناير 1968م ، وقامت بخداع سلاطين حضرموت في جنيف ، إضافة إلى قصف سلاح الجو البريطاني لمنطقة العبر على حدود حضرموت مع المملكة العربية السعودية ، كما أنها أعطت أوامر مباشرة لقيادة جيش البادية بعدم التصدي لعناصر الجبهة القومية ، وجراء كل ما أحدثته بريطانيا فقد مهدت لسقوط عاصمة السلطنة القعيطية المكلا في السابع عشر من سبتمبر 1967م ولحقت بها عاصمة السلطنة الكثيرية في الثاني من اكتوبر 1967م ، وتتم عملية نفي السلاطين الحضارمة عن موطنهم قسراً لتبدأ فصول الجرائم البشعة التي تمثلت في عمليات القتل والسحل وتأميم ومصادرة أملاك الآمنين وتدمير الأملاك العامة ثم طمس الهوية الحضرمية وانتهاءً بإعلان جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية في 30 نوفمبر 1967م ، ثم التحول الخطير ناحية الأفكار الاشتراكية العلمية والتعامل الرافض من جهة الجبهة القومية وعناصرها مع مبادىء وقيم الدين الإسلامي …

هذه الكارثة التي تقارب النصف قرن من الزمن لم تكن لتكون لولا أن مجموعة من القاصرة عقولهم رأوا في انتهاز الفرصة التاريخية ما يحقق لهم رغباتهم الدنيئة ، أن وصول العصابة إلى سدة السلطة كان محض صدفة وحظ فقط ، فالفارق بين الثورة والمؤامرة تكرسه الوثائق التاريخية الدالة على حجم التواطؤ الذي قدمته تلك العناصر المأزومة واللاهثة للسلطة والحكم والمال ، فالمؤامرة التي تعاطت معها بريطانيا ومصر واليمن لا يمكن أبداً أن تماثل الثورة التي ترتكز على النبل والوفاء ومحاولة الاصلاح للمجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً ، بينما أن ما حدث كان تخريباً وانتهاكاً لكل حقوق الإنسان الذي دفع الثمن غالياً في حضرموت ثم في الجنوب العربي ، أن الحركة المعزولة عن التاريخ هي المؤامرة لأنها لم تخضع لإرادة الجماهير ولم تكن سوى تعبيراً عن رغبات الأفراد الغائبة عقولهم الغير مدركين لحجم المسؤولية التاريخية …

أن حجم المأساة الكبير هو الدافع الأكبر الذي من خلاله يجب أن يتطلع الشعب الحضرمي لتقرير مصيره ، وأن الجرائم لا يمكن أن تسقط بالتقادم ، فالمحاكمات يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من مطالب أبناء الشعب الحضرمي الذي بدأ يفيق من خديعة ومكر أولئك الحاملين اليوم لما يسمى بالقضية الجنوبية ، لا يمكننا في هذا التوقيت من التاريخ أن نتجاهل تحت أي تأثير كان مطلبنا العادل ليس فقط بحق تقرير المصير بل بمحاكمة كل المجرمين وكل العابثين ، فمن جر حضرموت إلى جريمة الثلاثين من نوفمبر 1967م قصدوا تماماً هذه الجريمة ، واتبعوها لاحقاً بإرهاب الناس ونهب أموالهم وممتلكاتهم بل وبتعليم أبنائهم دروس الإلحاد الشيوعية إبان الزمن السوفيتي …

الوثيقة الرابعة .. الجمعية العامة

وأخيرا قدمت لجنة تصفية الاستعمار تقريرها عن قضية الجنوب العربي – عدن والمحميات-بواسطة اللجنة الرابعة إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة ونوقش التقرير في النصف الأول من شهر ديسمبر سنة 1963م وتحدث كثير من الوفود حول القضية منددا بالاستعمار البريطاني وعدوانه وتلكؤه في تنفيذ نص الإعلان العالمي بتصفية الاستعمار بالنسبة للجنوب العربي وامتناعه عن السماح للجنة الفرعية بدخول المنطقة 0 وقد وافقت الجمعية على هذا هو التقرير المختص بعدن التقرير كما أصدرت في 11 ديسمبر 1963م بأكثرية 77 صوتا ومعارضة 10 أصوات وامتناع11 عضوا عن التصويت منهما اليمن
أن الجمعية العامة: وبعد إن وضعت في اعتبارها الفصل الخامس من تقرير اللجنة الخاصة بالنظر في تطبيق الإعلان القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة وهو التقرير المختص بعدن وإذ تشير إلى قراراتها رقم 1514 الصادر في ديسمبر 1960م ورقم 1954 الصادر في 27 نوفمبر 1961م ورقم1810 الصادر في 17 ديسمبر 1962م وإذ جعلت نصب عينيها الرغبة الاجتماعية التي أعرب عنها للجنة الفرعية المختصة بعدن في الإنهاء العاجل للسيطرة الاستعمارية وإذ أحاطت علما بالرغبة القوية للسكان في وحدة المنطقة وإذ تعرب عن اهتما مها العميق للأحوال المتردية في المنطقة وان استمرارها قد يؤدي إلى اضطراب خطير ويهدد الأمن الدولي ويعكر صفوه0 وبعد إن اقتنعت بضرورة استشارة شعب المنطقة في اقرب وقت ممكن

1 ـ تصادق على تقرير اللجنة الخاصة بتطبيق الإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة وتؤيد استنتاجات وتوصيان اللجنة الفرعي
ة المختصةبعدن0
2 ـ تعرب عن أسفها البالغ لرفض حكومة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وشمال ايرلندا التعاون مع اللجنة الفرعية المختصة بعدن خاصة رفضها السماح للجنة الفرعية بالذهاب إلى المنطقة تنفيذا للمهمة التي كلفتها بها اللجنة الخاصة 0
3 ـ تؤيد قرارات اللجنة الخاصة التي أصدرتها في 3 يونيو 1963م و19 يوليو 1963م0
4 – تجدد التأكيد بحق شعب المنطقة في التحرر من الحكم الاستعماري وتقرير المصير طبقا للإعلان العالمي القاضي بمنح الاستقلال للأقطار والشعوب المستعمرة
5 – تعتبر إن الاحتفاظ بالقاعدة الحربية في عدن يلحق أضرارا يكدر صفو الأمن في تلك الجهات ولذلك فان إلغاؤها العاجل أمر مرغوب فيه 0
6 – توصي بوجوب السماح لشعب عدن ومحمياتها بمزاولة حقه في تقرير مصيره بالنسبة لمستقبله على إن تتخذ مزاولة ذلك الحق شكل التشاور بين جميع السكان يجرى في فرصة ممكنة على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين 0
7 – تطالب الدولة صاحبة الإدارة بان0
أ – تلغي كافة القوانين التي قيدت الحريات العامة.
ب – تطلق سراح السجناء والمعتقلين السياسيين والمحكوم عليهم لقيامهم بنشاط ذي طابع سياسي0
ج – تسمح بعودة المنفيين أو اللذين منعوا من الإقامة في المنطقة لنشاطهم السياسي0
د – إن تكف في الحال عن جميع عمليات القمع ضد شعب المنطقة خاصة توجيه الحملات العسكرية إلى القرى وقصفها 0
8 ـ وتطالب الدولة صاحبة الإدارة إن تحدث التعديلات الدستورية الضرورية لغرض إقامةجهاز تمثيلي وإقامة حكومة مؤقتة لعموم المنطقة طبقا لرغبات السكان على إن يقام ذلك الجهاز التمثيلي وتلك الحكومة بناء على انتخابات عامة تجري على أساس من حق التصويت العام لكل البالغين مع المراعاة الكاملة لحقوق الإنسان الأساسية وحرياته السياسية 0
9- ترجو السكرتير العام بالتشاور مع اللجنة الخاصة والدولة صاحبة الإدارة أن يرتب وجودا فعالا للأمم المتحدة قبل الانتخابات المشار إليها وأثناءها 0
10- وصي بوجوب أجراء هذه الانتخابات قبل نيل الاستقلال الذي سيمنح طبقا للرغبات التي يبديها السكان بملء حريتهم 0
11 ـ توصي بوجوب عقد محادثات دون إي تأخير بين الحكومة التي تسفر عنها الانتخابات السالفة الذكر وبين الدولة صاحبة الإدارة لغرض تحديد موعد الاستقلال وترتيب نقل السلطة 0
12ـ ترجو السكرتير العام إن يبلغ هذه القرارات إلى الدولة صاحبة الإدارة وان يقدم تقريرا إلى اللجنة الخاصة حول تنفيذها 0
13 ـ ترجو اللجنة الخاصة إن تدرس الحالة في عدن مرة أخرى وان تقدم تقريرا عنها إلى الجمعية العامة في دورتها التاسعة عشر0

الجزء الثاني : مجرمين قتلوا حضرموت .. البيض رأسهم

مصادر الوثائق :

الأستاذ محمد باحاج / وثائق وزارة الخارجية البريطانية

الأستاذ عوض العرشاني / كتاب الإرهاب الشيوعي في اليمن الجنوبية

الأستاذ عبدالله الجابري يرحمه الله / صحيفة نداء الجنوب – كتاب الجنوب في وقت الشدة

خاص / وثائق دولية