اليمن_تاريخ_وثقافة
11.5K subscribers
144K photos
352 videos
2.2K files
24.7K links
#اليمن_تاريخ_وثقافة ننشر ملخصات عن تاريخ وثقافة اليمن الواحد الموحد @taye5
@mao777 للتواصل
Download Telegram
كتابات #البردوني

يرافقك الكاتب أو الشاعر وأنت تقرأ نصوصه حتى تنتهي، فإما أن يرحل ولا يعود لذاكرتك، وإما يترك نصه في قلبك مقتحمًا فكرك بلا استئذان كل حين، ليغير ما لديك من قناعات، وتصبح متسابقًا في ميدانه، رغبةً منك أن تكون بين نصوصه، فتعلن عن هذه الظاهرة المميزة بعد اكتشاف، وهذا كان حال القارئ الحصيف مع شاعر اليمن والعرب «البصير» عبد الله البردوني.

لن أقول ثراء البردوني كبير في شعره، بقدر ما هو واسع في سخريته الشعرية، هذا الثراء الذي لا يحتمله الضاحكون حتى تبكي قلوبهم، ويا لها من مفاجأة مشرقة أن ترحب اليوم مؤسسة سلطان بن علي العويس العريقة بأنفاس شعره ولغته التي لم يصل إليها الحداثيون، وبصورته العميقة وأسئلته المستنبتة، والمطروحة دون استفهام من خلال أجوبة مستخفة تارة وغامزة تارة أخرى، في أبيات يقظة الشعور ومحترسة وناضجة، ومدركة حس الفكرة.

البردوني تجربة إبداعية كبرى، وهو المصاب بالعمى منذ طفولته الأولى، أكمل تعليمه وأصبح معلمًا، لكن حياته كانت شاقة للغاية، ليحمل مع شقائه هموم اليمن واليمنيين، ومع الوقت يجاهر بكلمته وتجربته الفريدة... فهل حاول تغيير وعيه ليوسع خياله حتى يبصر ويصل لواقع الحياة؟ أم أن فلتاته تلك خرجت بعد قراءات مكثفة منحته ذكاء وثقافة ولغة وصوراً... ليحمل معاني جديدة؟

حين انصرف البردوني، بقي صوته وأخذ يمضي في دوي الفراغ، وصار الصدى الجديد، حتى لقبه الخبثاء بالضرير، ليقصوا أخباره كي لا يلتفت الناس إلى قصائده الساخرة، بينما هو لا هَمَّ له، ودون خوف من فقدان شيء لا يملكه، لتتراكم كميات السخرية الغنية لديه، مقابل اللا خسارة.

في أشعاره الكثير من التجديد، واختصار للكثير، واختزال للذاكرة وتوظيفات عميقة، وأفكار مبكية، بحضور الطبيعة اليمنية والأمكنة والشخوص مع حواريات مسرحية مضحكة حد الدمع، مخاطبًا الحضور بنشاط فكري ثقيل ومُركز يقدمه ببساطة، لتغدو قصائده ذات هيبة رغم رحيله. فخرج الكثيرون ليعلنوا بأن شعره كان متقاربًا مع شعر أبي العلاء المعري والمتنبي وأبي تمام وحتى طرفة بن العبد، وكل ذلك بسبب تحكمه في بنية الموضوع، أو هيكله كما يقال، مبتكرًا الفكرة والأسلوب وبالتالي معالجًا لكل شيء... كان شاعرًا مخترعًا دفعتنا قصائده للحديث عنها.

امس أكمل البردوني اليماني المنتمي إلى أرض بلقيس، على وفاته 20 عامًا،
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
#البردوني

مثّل الشاعر اليمني عبد الله البردوني ( 1929 – 1999)، الذي تحل اليوم ذكرى رحيله السابعة عشرة، حالة خاصة في المشهد الشعري العربي، على مستويات متعدّدة؛ إنسانية وأدبية وسياسية.

كان صاحب مجموعة "من أرض بلقيس" الصوت اليمني لجيل من الشعراء العرب الذي رفعوا أصواتهم عالياً في صراعات الحرية والعدالة. ورغم أنه أصرّ على القصيدة العمودية بقافيتها وأوزانها العروضية كشكل، إلا أنه عرف "كيف يمدّها بطاقات المعاصرة"، كما قال عنه الناقد المصري محمد محمود رحومة في دراسة له عن أشعار البردوني بعنوان "الدائرة والخروج" (1993).

امتاز المنجز الشعري للبردوني بقربه من هموم بلاده وآلامها وإنسانيتها، حيث استطاع انتزاع المعاني من البيئة المحلّية اليمنية وتطويعها في النص الفصيح، وقد عُرف عنه كثرة استخدامه للمفارقات اللغوية، إضافة إلى قدرته على صياغة القصص شعراً.

من موقعه كشاعر صار منذ الستينيات معروفاً خارج بلاده، لعب البردوني أدواراً في الحياة السياسية اليمنية؛ إذ حاول أن يكون صوتاً شعرياً لمطالب الجماهير التي تتحرّق للانعتاق من جور الأنظمة السياسية التي تناوبت على حكم اليمن.

كان البردّوني عرضة لسلسلة من الانتهاكات من قبل نظام علي عبد الله صالح، تمثّل ذلك بالحجر على كتبه وقصائده غير المطبوعة، إضافة إلى إجراءات مالية واجتماعية تعسّفية.

اليوم، بات البردوني من الرموز القليلة التي تُوحّد اليمنيين في ظل الانقسامات الكثيرة التي تخيّم على البلاد جرّاء الصراع المسلّح فيها، هو الذي يزوره بعض المثقّفين من حين إلى آخر في مرقده في مقبرة "خزيمة" في صنعاء
شعر عبدالله البردوني". شاعر اليمن للنهضة ولتجديد يلتزم الخصوصيات 

الكتاب: شعر عبدالله البردوني

الكاتب: محمد أحمد القضاة

الناشر: المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت - 1997

> مع منتصف القرن الحالي كان اليمن قد اخذ يقفز الى الصدارة من حيث احداثه السياسية وتطوراته الادبية والفكرية بعد فترة ركود، لا بل تخلف أعقبت قرنين من الازدهار، حتى كاد اليمني يحسب نفسه "خارج التاريخ، بل خارج الزمان والمكان" وهو الذي كان يتوقع له ان يكون أسرع البلاد العربية الى الاخذ بأسباب الحياة الجديدة، كما قال طه حسين.

وفي الفترة التي انطلقت فيها هذه النهضة، لا بل بداياتها، ولد عبدالله البردوني سنة 1925 في احدى القرى التابعة لمحافظة صنعاء، لكنه كان لا يزال في السادسة من العمر حين قضى داء الجدري على بصره، لكنه لم يستطع ان يسرق منه بصيرته، ولا ان يحول دون متابعة التحصيل الدراسي. وكأن هذه المأساة بالاضافة الى ما واجهته اسرته الفقيرة التي تعيش على الزراعة، عزّزا طابع التشاؤم والمرارة عند عبدالله منذ ان كتب ابياته الشعرية الأولى. ويصف الدكتور عبدالعزيز المقالح طفولة الشاعر بقوله: "حاولت من خلال الاحاديث المتفرقة مع الصديق الشاعر ان ألملم من الذاكرة أطيافاً عن ايامه المليئة بالسواد المادي والروحي والنفسي، فأفلحت حيناً، وفشلت احياناً، الكلمات نفسها تعجز عن حمل التجربة الليلية الرهيبة". على ان عبدالله استطاع برغم ذلك ان يلتقط "بذكائه وبحثه ورغبته كلَّ شيء بحثَ عنه". التشاؤم لوّن رؤيته لكنه لم يحجب الرؤية. كان في الثالثة عشرة حين بدأ يقرض الشهر وكأنه كان يحسّ "ان لدي استعداداً خاصاً لقول الشعر منذ البداية...".

واذا كان للوراثة اي دخل فإن امه، كما قال، هي من اسرة شاعرة، الا انه لم يخض ميدان الحياة الادبية شعراً ونثراً قبل منتصف الاربعينات حين وصفه الشاعر الاديب محمد بن أحمد الشامي بذكاء الفؤاد وإجادة نظم القوافي، ودعا الى تشجيعه. والواقع انه دخل عالم الشعر الواسع سنة 1961 حين أصدر ديوانه الاول "من أرض بلقيس" وهو يضم ما نظمه منذ 1946، وفيه "تجارب ابداعية" واختير لنشره في مشروع الألف كتاب في القاهرة.

ولنبادر هنا الى القول ان عبدالله البردوني لم يكن شاعراً وحسب، مع ان محمد أحمد القضاة، كاتب الدراسة، تحدث عنه كذلك، لكنه لم ينس ان البردوني كان ناثراً كذلك، وعرض له اكثر من مؤلف: "رحلة في الشعر اليمني: قديمه وحديثه"، و"قضايا يمنية"، و"فنون الادب الشعبي في اليمن"، و"اليمن الجمهوري"، و"الثقافة الشعبية: تجارب وأقاويل يمنية"، و"الثقافة والثورة في اليمن". وهي كلها مؤلفات دسمة، جامعة بين الادب والتاريخ والسياسة، لا محض تصوير للقضايا فقط، بل عرضاً لعطاءات شعبية، ثقافية، قديمة وحديثة، وربطاً بين ماض وحاضر ومستقبل بحيث يصح ان نقول ان البردوني كان ناثراً بمقدار ما كان شاعراً.

اما الموضوعات التي تناولها الشاعر في دواوينه فهي ثلاثة: السياسة او السلطات السياسية، والمجتمع بوجه عام، والتعبير عن مشاعر فردية" وهي كلها نابعة من مواقف فكرية ذات علاقة وثيقة بالعصر وبالتراث. وهو القائل:

إن خلف الليل فجراً قائما

وغداً يصحو فيجتاح الظلاما

كان عبدالله البردوني يحمل قضايا وطنه، وانسانه، والثورة، داعياً الى التحرر الوطني والقومي وهو القائل "ان الشاعر الحقيقي هو الذي يحمل هموم الناس وينقل مشاعرهم... الشاعر الحقيقي هو الذي يستوعب عصره ويستوعب، من خلال عصره، العصور المقبلة والعصور الماضية". له في الجوع من قصيدة:

لماذا ليَ الجوع والقصف لكْ؟

يناشدني الجوع ان أسألكْ

وأغرس حقلي فتجنيه أنت

وتسكِر من عرقي منجلكْ

لماذا وفي قبضتيك الكنوز

تمد الى لقمتي أنملكْ

وفي قصيدة اخرى يلوم الناس على عدم وقوفهم بوجه الظلم والجور، معتبراً ان مقاومة هكذا حكومة هي واجب الشعب:

لا تلم قادتنا إن ظلموا

ولُم الشعب الذي أعطى الزماما

لا تلم دولتنا إن أشبعت

شره المخمور من جوع اليتامى

نحن نسقيها دمانا خمرة

ونغنيها فتزداد أواما

سل ضحايا الظلم تخبر أننا

وطن هدهده الجهل فناما

وإذا كنا نجد هنا شبهاً بما قاله خليل مطران في قصيدة نيرون:

كل شعب خالقو نيرونهم

قيصر قيل له أم قيل كسرى

فالظاهر ان ابيات البردوني ليست مجرد اعادة، انها تفصيل ونقمة.

وكان الحزن كرمز وقضية يغطي معظم دواوين البردوني" هو عنده قضية اجتماعية. قال:

وطفولة الفنان تذهلني

عن ثقل آلامي وعن وهني

فأنا هنا طفل بدون صبا

واليأس مرضعتي ومحتضني

وعداوة الانذال تتبعني

وتغسّل الأدران َ بالدرنِ

وعبّر عن مشاعره نحو المرأة، كأم وكحبيبة وكمواطنة:

صوتها دمع وأنغام صبايا

وابتسامات وأنات عرايا

كلما غنت جرى من فمها

جدول من أغنيات وشكايا

وهنا نلاحظ انه يتحدث عن الصوت، لا عما يمكن للعين ان تراه. اما والدته فقال فيها:

خلفتني أذكر الصفو كما

يذكر الشيخ خيالات الشبابِ

ودعاها حاصد العمر الى

حيث أدعوها فتعيا عن جوابي

"وأما كمواطنة فهي إنسان تثبت
انسانيتها بما تقدم للانسانية وبما تحقق للبشرية... تجربتي مع المرأة هي تجربتي مع الحياة كلها" هي مواطنة قبل اي شيء آخر".

هكذا نراه في شعره ونثره ملتزماً الهم الانساني وإن لم يكن ملتزماً ايديولوجية حزبية معينة.

ولم يحصر الشاعر اهتمامه بقضايا اليمن الحياتية فقط. فهو معني بقضايا عربية كبرى، كالقضية الفلسطينية، وله صلات بالتيارات الفكرية والثقافية في العالم العربي، قائمة على اساس ادراكه مواطن الخلل والتآمر على الامة العربية، مؤكداً على مخاطر الصهيونية اللئيمة داعياً الى النضال:

إنما الموت والحياة كفاح

يكسب النصر من أجاد الكفاحا

وبرز ذلك في نثره ودراساته النقدية والسياسية والادبية" هو لا يكتفي بالتأريخ فقط، بل يعالج قضايا اليمن باعتبارها قضايا وطنية لشعب يتحرك ثائراً، طالباً الاصلاح" يحلل وينقد ويذكر الاخطاء.

واللافت انه اعتبر الثقافة فاعلة في الحركات التحررية والتطورية. ومن هنا كان تأريخه للأدب الشعبي وموقفه من الحركات المختلفة. لم يكن داعية حزبياً. كان يرى للتراث الشعبي اليمني دوره في تفجير الثورة في منتصف القرن، وانفتاح اليمن على الفكر العالمي. وجاءت كتاباته النثرية رحلات في الشعر والادب ذات منظور سياسي متفتح.

والصلة وثيقة بين ما عبر عنه في الشعر وفي النثر: هو في دراساته النثرية وقصائده يتناول موضوعاً واحداً يؤكد علىه وهو ان اليمن بشعبه العريق في التاريخ وعطائه الاصيل وتراثه المجيد، قادر ان يخرج من ظلمة القهر والخلافات الشخصية بين القيادات. وهو شاعر قبل ان يكون ناثراً.

وهنالك قضية اساسية لم يحب البردوني ان يخوضها ولا ان يتجاهلها. هو شاعر عمودي مجدد في بعض التعابير والصور والمعاني، وليس من دعاة الشعر الحديث. هو لا يحب ان يدخل في نقاش حول هذا الموضوع ويكتفي بالقول: "إنني احب الجديد في كل شعر، فما كل جديد شعراً جميلاً وما كل عمودي شعراً جميلاً فشرط الشعر ان يكون شعراً وشرط الشعر ان يشعرك، اي ان يحرك فيك مشاعر الذوق، او يحرك ما يسميه الفن الذوقي". وطبيعي ان قارئ شعر البردوني يشعر ان الشاعر متأثر في ما يتحدث عنه، بأحداث بلاده، ويريدك ان تتأثر معه، ولا ريب انه حقق النجاح في ذلك الى حد، ولو انه ظل في تجديد صوره وصيغه وبنية قصيدته متمسكاً بالاطار الكلاسيكي للشعر
قصيدة الحبل العقيم
تنبئ البردوني بحالنا اليوم في عام 1977م

شرح قصيدة: الحبل العقيم
#البردوني

وهي قصيدة تتحدث عن انتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا للبلد في أعقاب ثورة فبراير التي دامت 9 أشهر بنفس مدة حمل الجنين في بطن أمه، ولذلك سماها البردوني الحمل (الحبل) الكاذب (العقيم) الذي ولد منه السراب أو العقم أو الخواء.. الخ وهي كلها رموز للدنبوع هادي ونظامه نتيجة للكوارث التي سيسببها انتخابه كرئيس لليمن.

مفاتيح رموز القصيدة:

الجلود: الأنظمة السياسية الحاكمة
الفراغ: فراغ كرسي الرئاسة
الجنين: قائد أو مستقبل منشود
الشظايا: ضحايا العدوان السعودي من اليمنيين، ورمز لسنوات العاصفة
الغناء: الثورة. نغني: نثور
الرؤوس: رؤساء وقيادات
العري: سقوط الرئيس والنظام الحاكم
المشترين: أنظمة السعودية ودول الخليج الثرية
البائعين: عملاء دول الخليج من اليمنيين
الأظافر الحمر: أظفار الشيطان، وترمز لقيادة الشر العالمية متمثلة في أمريكا.
النجاشي: ملك حبشي، ويرمز لغزاة اليمن المعاصرين، باعتبار أن الأحباش غزوا اليمن واحتلوها فيما مضى من الزمن.
أزاد: زوجة القيل الحميري الثائر عبهلة العنسي التي قتلته بالسم تنفيذا لأوامر قومها الفرس المحتلين، إذ هي امرأة فارسية جاءت إلى اليمن ضمن حملة النجدة الفارسية التي تحولت إلى إحتلال دام لعقود، ويرمز بها للغزاة الجدد أيضا.
الزوايا: دول خليجية وعربية صغيرة مثل قطر والكويت
السقوف: الدول الكبرى كأمريكا وروسيا
الطين، الصخر: شعوب الخليج
الحصى: مواطنون يمنيون بسطاء وأخيار

في البداية يتحدث عن مجيء هادي رئيسا لليمن بعد عفاش الذي حكم اليمن حينا من الزمن:

قيل جاءوا، وغيرهم جاء حينا
جدّ شيءٌ ... فما الذي جد فينا؟

السراب القديم صار جديداً
الخواء البديد أمسى متينا

الجلود التي علينا طلاءٌ
كاذبٌ يركَبُ الفراغَ الحزينا

*

ثورة فبراير كانت كالحمل ولكنها لم تنجب جنينا وإنما أنجبت عقما وهو هادي:

نبطن العقم كالجنين ليرقى
فوقنا كي نعود فيه الجنينا

سبب انتخابه كوارث لليمن:

فترى البؤس آكلاً وأكيلاً
وترى العقم ساجناً وسجينا

أي فرقٍ ما بين ذاك وهذا؟
ذا هزيلٌ وذاك يبدو سمينا
ذاك وهذا: هادي وعفاش

*


هادي هو امتداد لعفاش:

والذي كان كالذي امتد منه
نزرع الورد شوكه يجتنينا
الورد: ثورة الربيع العربي

كيف شئنا زهراً فأعشب شوكاً؟
كان فينا غش البذور دفينا

ذاك ولى، هذا أتى فأرانا
ما أرتنا عِصيُّ ذاك يقينا

يسبب انتخاب هادي قيام عاصفة الحزم (عصر الشظايا):

وعلينا نحسو الشظايا، نصلي
لشموخ لم يلقَ فينا جبينا

ونداجي بلا اقتدار المُداجي
ونغني ولا نجيد الرّنينا

إننا نبتغي... هل الأمر فوضى؟
ننطوي كي ينال من يبتغينا

من يرى مبدأ التعقل جبناً؟
من أراد الحياةَ مات رصينا

*

العدوان السعودي يخلق بأمواله العديد من القيادات (الرؤوس) المتصارعة (عجين):

من يذبُّ النقود يا أمُّ عنا؟
أصبحت فوقنا الرؤوسُ عجينا

أمُّ، هذا الذباب يدعى نقوداً
فلتَذُبي هذا الوباء الثمينا

اليمن (الأم) أبهى وأقوى من دون اولئك العملاء ونظام شرعيتهم :

أنتِ في عُريك الحقيقي أبهى
من حُلىً تمتطيكِ جوعاً بطينا

لن تكوني (باريس) من دون (روسو)
لن تكوني بلا (أرسطو) ( أثينا)
روسو: فيلسوف فرنسي. أرسطو: فيلسوف وحكيم إغريقي. ويرمز بهما للقيادات الواعية والحكيمة
*


يطمئن اليمن بأنه لازال هناك متسع من الزمن لتغيير هذا الواقع، وبأن اليمنيين سيهبون للدفاع عن أمهم اليمن في كل جبهات القتال لصد الغزاة:

هل ذكرنا بعد الأوان؟ اطمئني
ما ذكرنا لأننا ما نسينا

مشترو البايعيك يدرون أنَّا
نقبل الكسر خيفةً أن نلينا

ما انتحرنا لغير عينيكِ عشقاً
دون أن نجتديكِ أن تعشقينا

منك جئنا، فينا كبرتِ ومنا
جئتِ صرنا لك المكان المكينا

فانتصبنا على (الطويل) طويلاً
والتحمنا للحصن سوراً حصينا

والتحفنا الردى بـ(ميدي) سليماً
وانتعلناه في (حريب) طعينا

وانزرعنا في قلب (سنوان) قمحاً
وانتثرنا في ريح (صنعا) طحينا
سنوان: منطقة في صعدة على الحدود مع السعودية

*

أمريكا الشيطانية (الأظافر الحمر) الغازية (العدو) تدمرنا بدولة عربية شقيقة تربطنا بها أخوة عربية (أخانا):

هل لمحتَ الأظافرَ الحمر تبدو
دون أيدٍ تخفي ذراعاً كمينا؟

كان يأتي العدو ندعو أخانا
صار ينسلُّ من جفون أخينا..!

*


الغازي الجديد يلبس وجوها يمنية:

أسكتوا... إنما حفيد (النجاشي)
يلبس اليوم (حميراً) و (معينا)

باسم من تنطقون؟ تخشون ماذا؟
من يغذي نبوءة الكاذبينا؟

الغزو الجديد يدعي أنه غزانا حبا فينا وخدمة لنا لكنه يقتلنا:

كيف عادت (أزاد) بالحب تردي
وتسن الطلاق بالموت دينا؟

*

يسكن المخبرون صوت المضحي
يستعير الجنون وجها رزينا

قطر ودول عربية أخرى (الزوايا) تنشر جرائم العدوان على بلادنا في الدول الكبرى (السقوف) عبر الإعلام:

أسكتوا... إنما تنوب الزوايا
باسمنا تطبخ السقوف أنينا

*


يعود بالحديث لذكر ثورة الحوثيين التي أسقطت هادي:

ما الذي جد؟ تسم
يات تعاني
من فراغاتها فتعلي الطنينا

هادي الذي لا أنصار له (ساعدين) يشتري مرتزقة من الأحزاب اليمينية واليسارية ويقاتل اليمنيين بهم نيابة عن المعتدي الخارجي:

مالها أي ساعدين ولكن
تستعير اليسار تشري اليمينا

وبهذا يبيدنا كل عاد
ويبيد القرين منا القرينا

وإعلام شرعيته الفاسدة يتهم الوطنيين المدافعين عن البلد ضد الغزو بالخيانة، ويطبل للخونة الحقيقيين :

ولكي لا يقال، ندعو خؤونا
وطنياً، ونستخين الأمينا

بعض اليمنيين يدافعون عن البلد ويتصدون للغزاة رغم شحة الإمكانات. والبعض الآخر يستدعي أعداء البلد ليحتلوه:

وبأيدٍ مقطوعةٍ نتصدى
وبأيدي العدا نشيد العرينا

ويخون المنظرونَ وننسى
كي يعيدوا ما كرروه سنينا

*
يتحدث بلسان المرتزقة:

إننا ما نزال طينا محمّى
يحمل الباردين: صخراً وطينا

لا سوى الطين بعضه فوق بعض
لا نرى تحته سوى ما يرينا

وعلينا نرى السباع حماماً
ونسمي سود الحصى ياسمينا

وعلينا أن نستكين ونوصي
كل خفقٍ في القلب أن يستكينا

ولنا أن نموت كيف أردنا
إنما من يُميت فينا الحنينا؟

*


البردوني يطمئن اليمن ويعدها بأبناء عظماء يركبون الأهوال كي يكشفوا للعالم عظمة اليمن وشعبها الباسل، ولكن ذلك لن يحصل إلا إذا أكلت اليمن أبر أبنائها وهو الشهيد الحمدي الذي اغتيل بعد بضعة أشهر من تاريخ كتابة هذه القصيدة:

لا تخافي يا أمُّ.. للشوق أيدٍ
تنتقي أخطر اللُّغى كي تبينا

ولكي تنجبي البنين عظاماً
حان أن تأكلي أبرّ البنينا

مارس1977

شرح: رابع الصبح
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
مدرسة #البردوني

 في قلب مدينة #ذمار القديمة لا تزال تنتصب المدرسة الشمسية وجامعها الشهير فقد كان لهما دور بارز في إشاعة العلم عبر القرون الماضية, وإليهما ينسب الفضل في تخرْج العديد من العلماء الذين بلغت شهرتهم الآفاق وأصبح لهم شأن كبير في أوساط المجتمع – ليس اليمني فحسب- ولكن المجتمع الإسلامي ككل0
حين قررتْ زيارة هذا المعلم الديني والثقافي العظيم تبادرتú إلى ذهني العديد من الهواجس التاريخية التي ارتبطت بمدرسة الشمسية منذ تاسيسها على يد الأمير شمس الدين ابن الإمام يحيى شرف الدين أواخر  القرن العاشر الميلادي أيام فتوة دولة آل شرف الدين الذين نبغ منهم عدد لابأس به من العلماء والأبطال الذين أبلوا بلاءٍ حسناٍ في المقاومة اليمنية ضد الأتراك أثناء الغزو العثماني الأول لليمن0
وحين يلج المرء إلى عقر مدينة ذمار ويتملى بمناظرها العتيقة البديعة تكون أول وجهته المدرسة الشمسية التي تذكر كتب التاريخ أنها بْنيِتú سنة 947 هـ وتم الانتهاء من عمارتها في 949 هـ وفي فترة لاحقة شيدت لها مئذنة عالية وصارت المئذنة من أهم معالم مدينة ذمار وتقع المدرسة الشمسية في حي الجراجيش غرب السوق القديم 0وقد لعبت المدرسة الشمسية دوراٍ مهماٍ في نشر العلوم الشرعية واللغويةحيث التحق بها وتخرج منها قي العصر الحديث كوكبة من علماء اليمن وشعرائها المتميزين أمثال الشاعر اليمني الكبير الأستاذ عبد الله البردوني والشاعر إبراهيم الحضراني وأحمد عبد الوهاب الوريث وزيد الموشكي والمقرئ محمد حسين عامر والمؤرخ الشهير محمد بن علي الأكوع وأخيه المؤرخ إسماعيل بن علي الأكوع الذي يذكر في كتابه ” المدارس الإسلامية في اليمن ” أنه كان للمدرسة مكتبة نفيسة موقوفة وكانت إلى بضع سنوات خلت صرحاٍ من صروح العلم حيث كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من شتى المناطق بالإضافة إلى الطلاب من المدينة نفسها ومن نواحيها وكان طلاب العلم الوافدون إلى ذمار يعرفون بالمهاجرين يقيمون في منازل ( أي حجرات ) ملحقة بالمدرسة الشمسية وكانت بعض هذه المنازل معروفة بأسماء أسر تتوارث الإقامة بها خلفاٍ عن سلف لطلب العلم وكان يعيش أغلب الطلاب على ما يقدمه لهم بعض بيوت المدينة من مساعدة ومع شظف العيش فقد كان هؤلاء الطلاب يحققون قدراٍ عظيماٍ من المعرفة.
توجد بيوت الطلبة (المنازل) ملاصقة للسور الخارجي للمنشأة وذلك من الجهات الشرقية والغربية والجنوبية والجهة الشمالية الشرقيـة والشمالية الغربية (شكل 1) ويفصل بينها وبين بيت الصلاة الصحن المكشوف. وتتكون كل منـزلة من طابقين الأول منهما مبني من حجر الحبش بينما الطابق الأعلى من الآجر واللبن ويتم الصعود إليه عن طريق درج حجري داخلي بينما يتم الصعود إلى الطابق الأعلى بالمنازل التي بالجهة الشمالية بواسطة درج خارجي في الصحن  وتتكون كل منـزلة من حجرة واحدة في كل طابق عبارة عن مساحة مستطيلة تخصص لأكثر من طالب ويتخلل بعض المنازل فتحات نوافذ للإضاءة والتهوية بينما يخلو بعضها من النوافذ. ولا يلحق بالمنازل مرافق خاصة بها من حمامات أو مطابخ حيث أن القائمين بها يستعملون الحمامات الخاصة بالمسجد كما كانت العادة أن يقدم الطعام للطلاب من أهل المدينة فقد ذكر الحجري أن أهل ذمار يحبون من هاجر إليهم من طلبة العلم ويقررون للفقراء منهم كفايتهم من الزاد. وقد هدمت المنازل التي في الناحية الجنوبية الغربية نتيجة الزلزال الذي تعرضت له المدينة سنة 1982م وأقيمت مكانها مطاهر حديثة.                                           
المئـذنـة: تتبع الطراز اليمنى في بناء المآذن إذ أنها تتكون من قاعدة مربعة مبنية من حجر الحبش ويبلغ طول ضلعها عند القاعدة 4.80م بينما تنحسر الجدران إلى الداخل قليلاٍ من أعلى. وتنتهي القاعدة بشرفات مسننة حيث يبلغ ارتفاع القاعدة حتى نهاية هذه الشرفات 11.55م ويوجد في الجدار الغربي من قاعدة المئذنة فتحة باب معقودة يؤدي إلى داخل المئذنة وقد حليت الأجزاء العليا من جدران القاعدة بزخرفة عبارة عن قطع من الآجر موضوعة بشكل تبادلي تكون أشكال دلايات بسيطة التكوين. يعلو القاعدة دورة متعددة الأضلاع يبلغ ارتفاعها حتى بداية الشرفة 5.80م وتنتهي هذه الدورة بزخرفة عبارة عن قطع بارزة من الآجر تشكل كوابل تستند عليها الشرفة أما جدار الشرفة فإنه يشتمل على زخارف هندسية بارزة عبارة عن خطوط متقاطعة منفذة بالجص. أما الدورة الثانية للبدن فإنها تتكون من جزأين السفلي منها إسطوانى يعلوه جزء مثمن يتخلل كل ضلع من أضلاعه فتحة نافذة. وينتهي البدن بزخرفة من قطع الآجر مرتبة رؤوسها بشكل تبادلي. ويبلغ الارتفاع الكلي للمئذنة حتى نهاية البدن 24.45م. وتنتهي المئذنة بقبة نصف كروية  وقد أضيفت هذه القبة سنة 1982م بواسطة مكتب أوقاف ذمار بعد أن سقطت القمة الأصلية للمئذنة نتيجة للزلزال –كما قال لي مدير عام الآثار بذمار الأستاذ علي السنباني- ويقال إنه أثناء أعمال الترميم التي حدثت بالمئذنة عثر على لوحة تشتمل على كتابة تسجيلية ت
شير إلى أن المئذنة بنيت سنة 1155هـ/1742م في عهد الوالي العثماني محمد على بينما يشير رأي آخر إلى أنها بنيت بعد بناء الجامع بفترة قصيرة في عهد السلطان سليمان سليم خان ابن بايزيد.
يشتمل المسجد (المدرسة) الشمسي على ثلاث مجموعات من المطاهر المطاهر الشمالية والمطاهر الجنوبية والمطاهر الشرقية.  وتعتبر المطاهر الشمالية أهمها حيث إنها أقدمها وترجع إلى تاريخ بناء المسجد ما عدا وجود بعض التجديدات التي طرأت عليها وتوجد المطاهر الشمالية خلف جدار القبلة. وهي عبارة عن مساحة مستطيلة أبعادها من الداخل 15.90م×9م بينما أبعادها من الخارج 16.90×10.50م. ويؤدي إلى هذه المطاهر ثلاث فتحات أبواب اثنان من الصحن المحيط ببيت الصلاة ومدخل خارجي يقع في الناحية الشمالية الغربية يؤدي إلى الشارع. وتتكون هذه (المطاهر) من ممر أوسط بعرض 3م على ثلاثة جوانب منه المطاهر التي يدخل إليها عن طريق فتحات معقودة ويبلغ عدد المطاهر ثلاث عشرة مطهاراٍ.
حين يغادر المرء الشمسية يظل الحنين إليها يفوح في جنبات الروح شوقاٍ لزيارة هذا المعلم النوراني البديع الذي يشع نوراٍ وبهاءٍ وروحانية, خاصةٍ وهو يجاور العديد من المعالم الروحانية العتيقة كالجامع الكبير بذمار وجامع الإمام الشهير يحيى بن حمزة مؤلف كتاب الطراز في أسرار البلاغة والإعجاز الذي طْبعِ في مصر بثلاثة مجلدات عرفت العالم بحقيقة العقليات اليمنية التي كان لها باع طويل مع العلم رغم انشغالها بالحكم,وهو ماكن موجوداٍ لدى معظم ملوك الدولة الرسولية
مدارس اليمن الاسلامية

تعاظم دور المدارس الدينية في نشر القيم والتعاليم والعلوم الشرعية الإسلامية، وتخرج منها مجاهدون فاتحون حملوا رايات الإسلام إلى كل أصقاع المعمورة، وبرز منها العلماء الثقاة، والدعاة المخلصون الذين يعود الفضل إليهم بدخول أعداد كثيرة الى الإسلام في البلدان حديثة العهد بالدين الإسلامي الحنيف·
وانتشرت المدارس الدينية في مختلف أرجاء البلاد الإسلامية ومن بينها اليمن حين برزت الحاجة إليها لتدريس وتحفيظ القرآن الكريم، ودراسة علوم الفقه، والسنة النبوية، وتعليم اللغة العربية وشتى أصناف العلوم·

مدارس زبيد

يقول الباحث محمد بن محمد مطة إنه أنشئت فى مدينة زبيد العديد من المساجد و المدارس الدينية والتى درس فيها بجانب علوم الفقه واللغة علوم الطب والفلك والزراعة والكيمياء والجبر والحساب والمساحة وغيرها من العلوم·
فقد كان لزبيد مدينة العلم والعلماء السبق العلمي من بين مدن اليمن، ونشأت فيها أول مدرسة فى اليمن وكان ذلك في أواخر حكم الدولة الأيوبية 569- 626 هـ 1173-1229م·
وعلى أيام الملك المعز إسماعيل ابن طغتكين بن أيوب حيث شرع ببناء أول مدرسة فى زبيد عام 594 هـ-1197م، وسميت بالمدرسة المعزية ثم انتشرت المدارس بشكل سريع أيام الدولة الرسولية 626-858 هــ 1229- 1454م· واحتلت مدينة زبيد مركزا ثقافيا في الربع الأخير من القرن الثامن الهجري بعد أفول وتضاؤل أهمية المراكز الفكرية والثقافية في العالم الإسلامي مثل بغداد، ودمشق، والقاهرة· وأُحصيت المؤسسات الثقافية فيها في أواخر القرن الثامن الهجري فبلغت مائتين وبضعا وثلاثين موضعا على ما ذكره الخزرجي ومن بعده ابن الديبع الشيباني وهذا العدد يشير إلى أهميتها من الناحية الفكرية في الحقبة التي تولى فيها الملك الأشرف إسماعيل الغساني ''803هـ'' أمور الدولة الرسولية·
مدارس تريم
تعد مدينة تريم عاصمة وادي حضرموت مركزا دينيا منذ ظهور الإسلام، وبدأت الرحلات لنشر الدين الإسلامي من هذه الأراضي في نهاية القرن الخامس وبداية القرن السادس الهجري، حيث هاجر مجموعة منهم إلى الهند، وإندونيسيا، وسنغافورا والفلبين لذلك الغرض·
وكان طلاب العلم يتوافدون من المناطق اليمنية والدول المجاورة والشرق الأقصى وشرق أفريقيا حيث ساعد على ذلك كثرة علمائها وزواياها العامرة بالتدريس· ومن أهم مراكزها العلمية القديمة التي لازال نشاطها مستمرا حتى اليوم ''معلامة أبي مريم لتحفيظ القرآن الكريم'' التي أنشئت في القرن الـسادس الهجري، و''رباط تريم العلمي'' الذي افتتح عام 1305هـ، 
مدرسة الشيخ باغريب
وفي القرن السادس الهجري، أسست مدرسة الشيخ باغريب الواقعة في حي السحيل بمدينة تريم حضرموت، التي تعد من أقدم المدارس العلمية الإسلامية في حضرموت، فهي الحاضن الأول لطلاب العلم والمحطة الأهم في حياتهم المعرفية·
ويذكر العلامة حامد بن محمد بن شهاب الدين أن المشايخ الأفاضل آل باغريب الذين لهم تاريخ عريق ببلدة تريم تصدروا التدريس في هذه المدرسة التي سميت باسمهم، وبرز منهم الإمام الشهير الصالح أبو عبدالله محمد بن عبدالله باغريب المتوفى سنة 633هـ والإمام النقيب محمد بن عبدالله باغريب المتوفى سنة 683هـ · 
ويرى مؤلف كتاب ''الدليل القويم في ذكر شيء من عادات تريم'' أن من أبرز من تولى التدريس في هذه المدرسة المباركة أيضاً الشيخ المعلم عمر بن عبدالله باغريب، صاحب كتاب ''الكنزية'' المتوفى سنة 1206هـ بتريم، وهو الذي عاصر الإمام الحبيب حامد بن عمر حامد باعلوي وصحبه صحبة أكيدة·
وعلى مدى ثمانمائة عام (من 600هـ حتى 1426هـ) ومنذ تأسيس مدرسة الشيخ باغريب بتريم حضرموت أسهمت المدرسة في نشر المعرفة والعلم وروح الوسطية والاعتدال ومحاربة الجهل وضخ الأجيال المتنورة إلى المجتمع·
المدرسة الشمسية
تعتبر المدرسة الشمسية في مدينة ذمار وسط اليمن من أهم المعالم الأثرية في اليمن والتي لا تزال عامرة وتقع في حي الجراجيش بمدينة ذمار·
وبحسب مصادر تاريخية، قام الإمام المتوكل ''يحيى شرف الدين بن المهدي أحمد'' ببناء هذه المدرسة والذي حكم في الفترة من 912 إلى 965 هجرية (الموافق 1506 - 1557 ميلادية )·
وكان المتوكل معاصرا لعامر بن عبد الوهاب الذي بنى المدرسة العامرية في رداع سنة 910 هجرية حيث بنيت المدرسة الشمسية سنة 950 هجرية · (الموافق 1544/1543 ميلادية)·
وتقول المصادر ذاتها إن المدرسة الشمسية سميت بهذا الاسم نسبة إلى أحد أبنائه وهو الأمير ''شمس الدين'' ، فيما بنى المطاهير والمنارة الوالي العثماني ''محمد علي باشا'' سنة 1155 هجرية·
ويوضح المؤرخ اليمني القاضي لأكوع في كتابه ''المدارس الإسلامية في اليمن'' أنه كان للمدرسة مكتبة نفيسة موقوفة·
وكانت إلى بضع سنوات خلت صرحا من صروح العلم حيث كان يفد إليها طلبة العلم للدراسة في كل عام من شتى المناطق·
مدرسة الأشرفية
ومن المدارس الدينية في اليمن مدرسة الأشرفية التي أمر بإنشائها السلطان إسماعيل بن العباس بن علي بن داوود بن يوسف بن علي بن رسول سنة
ثلاث وثمانماية·
ومن أبرز العلوم التي كانت تدرس في الاشرفية علوم الفقه، وعلوم القرآن والسنة والحديث، وعلوم اللغة العربية، وذلك حسب مصادر تاريخية·
وفي هذه المدرسة وجد كم هائل من الفنون المعمارية والنقوش الإسلامية إذ يوجد بها حوالى سبعة خطوط لا يعرف الى أي من الفنون المسماة ترجع هذه الابتكارات·
مدرسة العامرية
ومن المدارس الدينية الشهيرة في اليمن مدرسة العامرية التي تعد من أهم المدارس اليمنية وهي آية في الفن الإسلامي ومن روائع منشآت الدولة الطاهرية، شيدها الملك صلاح الدين عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر عام 910 هجرية ( 1504 ميلادية) وذلك حسبما دون في الأشرطة الكتابية، وهو الملك الرابع لعائلة بني طاهر التي خلفت الرسوليين في اليمن في السنين الأولى من القرن السادس عشر الميلادي·
وتتكون المدرسة من ثلاثة طوابق يعلوها ست قباب، وكل قبة مقامة على دعامتين وعلى كل دعامة أقيم ست عقود، كما تتميز بالزخارف الجصية التي تزين الممرات والقبب والجدران الخارجية، وقد خصص الطابق الأول ''الأرضي'' سكنا لإيواء الطلبة، أما الطابق الثاني فقد خصص للصلاة والعبادة، والطابق الثالث به مقصورة وقاعة·
وفي العصر الحديث جرى ترميم المدرسة بدقة متناهية في تنفيذ الأعمال من قبل المختصين باستخدام نفس مواد البناء السابقة· وأخيرا، أعلنت مؤسسة ''أغا خان'' العالمية عن فوز مدرسة جامع العامرية التاريخي في مدينة رداع اليمنية بجائزتها للعمارة الإسلامية·
وجاء فوز المدرسة العامرية كأثر تاريخي إسلامي بهذه الجائزة بناء على خصوصيتها الفنية والمعمارية التي استوعبت في أعمال ترميمها التي امتدت لأكثر من 20 عاما أكبر عدد من الحرفيين والأثريين
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
This media is not supported in your browser
VIEW IN TELEGRAM
سقوط السلطنتين بين الوهم واليقين
السلطنة #القعيطية و #الكثيرية في #حضرموت

رواية لشاهد عيان عاصر وقائع الاحداث في 17 سبتمبر 1967 بالمكلا ، و2 أكتوبر 1967م في سيئون

لا ينبغي خلط الوهم بالحقيقة ، فمن رواية شاهد عيان ،عاش وقائع الأحداث التي جرت في 17 سبتمبر 1967م ،و2 أكتوبر 1967م حين أسقطت سلطنتي القعيطي في المكلا والكثيري في سيئون بيد ثوار الجبهة القومية حينذاك تكمن الحقيقة ،والوهم يصور أن قوماً قاموا بهذا الدور من خارج حضرموت ليتسنى لهم السيطرة علينا ونصبح لهم مستعمرين وهذه نظرية المؤامرة

لأن الواقع أو الحقيقة خلاف هذا كما هو مبين في مصادر موثوقة عند من عاش وعاصر هذه المرحلة التي تروي قصة السقوط بأيدي حضرمية من مختلف شرائح ومكونات المجتمع الحضرمي ،و بصرف النظر عن الطريقة والأسلوب الذي أتبعته الجبهة القومية لإسقاط السلطنات وتولي الحكم بعد ذلك وماشابهه من سلبيات في مراحل مختلفة لسنا بصدد خوض غمارها ، فما يهمنا هو التاريخ أولاً وشفافية المعلومات ،من أجل ترشيد الخطاب السياسي ليكون واقعياً في المقام الأول دون الغلو وتزييف الواقع للأجيال التي لم تشهد ذلك . فالوقائع والشواهد تدل على أن هولاء الثوار حضارمة نختلف معهم أو نتفق ،المهم أنهم ليسوا من الضالع أو أبين أو يافع أوغيرها من ساحات الجنوب كما صوره البعض .

فالمقدمات التي سبقت سبتمبر 1967م:

بصورة مباشرة ولها علاقة في تسريع الأحداث لعلها تلك الرسالة التي وجهت في ديسمبر 1966م من المندوب السياسي البريطاني في عدن السير "تريفليان " إلى السلطان غالب بن عوض القعيطي يخبره فيها بقرار الحكومة البريطانية القاضي بإلغاء المعاهدات والاتفاقيات الموقعة مع السلطان القعيطي في أول مايو من عام 1888 ومعاهدة أغسطس 1937م أيضا .

وعلى ضوء هذا القرار تتخلى بريطانيا عن حماية السلطنتين القعيطية والكثيرية التي ظلتا لعقود خلت تحت الحماية والوصاية والانتداب البريطاني الذي كان يحتل مدينة عدن منذ 19 يناير عام 1839م .

وخلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 1967م ضاعفت قوى الثورة والتحرير في حضرموت والجنوب العربي معاً من نشاطها السياسي والعسكري الفدائي بالقيام بعدة مظاهرات وعمليات عسكرية استهدفت المصالح البريطانية وأعوانهما في حضرموت كما هو في بعض المصادر والمراجع عن هذه الفترة .

نذكر منها مظاهرة في مدينة المكلا في 16 يناير 1967م وعمليات إلقاء القنابل على بعض المواقع والمصالح البريطانية في حضرموت بقيادة "عبد الرحيم عتيق" الذي كان يتولى مسؤولية القطاع الفدائي في حضرموت .

ومع تطور الأحداث وسقوط بعض مناطق المحمية الغربية في أيدي ثوار الجبهة القومية ،اتخذت القيادة العامة للجبهة القومية في حضرموت قرار إسقاط المنطقة الشرقية أو المحمية الشرقية ،وعلى إثر ذلك قاد "خالد باراس" القائد العسكري للجبهة القومية بحضرموت مجموعة عسكرية تم بواسطتها الإستلاء على منطقة حجر بن دغار وذلك في 15 سبتمبر 1967م ، وبعدها تم الزحف أو التحرك من ميفع حجر إلى بروم غربي مدينة المكلا ،ثم أخذت الأمور تسير بعد ذلك نحو اتجاه واحد وهو السيطرة على المكلا عاصمة السلطنة القعيطية بمساعدة بعض من القادة العسكريين للسلطنة أو بتواطأ آخرين كانوا على صلة بالجبهة القومية من أعوان السلطان وحاشيتة ، فتحول ولاءهم للسلاطين إلى موالاة ثوار الجبهة القومية وربما أنظموا إلى صفوفهم كما تذكر بعض المصادر ، من ذلك مثلاً قائد الجيش النظامي "أحمد عبد الله اليزيدي "، ومن جيش البادية الحضرمي "سالم عمر الجوهي " ومساعده "حسين المنهالي".

وفي 17 سبتمبر 1967م أعلن عن سقوط مدينة المكلا عاصمة السلطنة القعيطية ومدن الساحل الحضرمي بانتقال سلمي سلس لم ترق فيه نقطة دم واحدة ؛ومن الرموز الوطنية الحضرمية التي ساهمت في هذا الإنجاز كما هو مدون في بعض الوثائق عن تلك الفترة ( سالم علي الكندي الذي تولى مسؤلية المحافظة أو محافظاً لها فيما بعد وعبد الرحيم عبد الصادق وصلاح مرسال ،وصلاح بن هشان ،وسعد سالم فرج ،وصالح منصر السيلي ،وعبد الله عبد الكريم الملاحي ،ومحمد بن إسحاق وعبد الله المحمدي ، ومحمد سعيد باغزال ،وعبد الله صالح البار .)

وبعدها أصبح الطريق سهلاً الإستلاء على سلطنة المهرة و مدن الوادي ومن ثم عاصمة السلطنة الكثيرية بسيئون .

واتخذت قيادة الجبهة القومية من منطقة "حورة " نقطة الانطلاق نحو شرق الوادي وغربه فتجمع ثوار الجبهة القومية بأسلحتهم الخفيفة ومدفع واحد فقط وتوجهوا نحو دوعن والقطن وشبام التي استوقفوا فيها بغية إنهاء حوار يجريه رفاقهم في منطقة الكثيري مع آل كثير، يهدف للاستيلاء على السلطنة بشكل سلمي كما جرى في منطقة القعيطي .

وهذا ماحدث فعلاً فقد وصل "فيصل العطاس" النعيري أحد قادة الجبهة القومية القيادة العامة إلى سيئون وتولى بنفسه قيادة مجاميع كانت قد توجهت لمحاصرة مدينة سيئون عاصمة السلطنة الكثيرية والتفاوض مع آل كثير للتسليم ،وكانت قوات ثوار الجبهة القومية قد أخذت طريقها إلى ا
لشرق من مدينة شبام مروراً بمنطقة حوطة أحمد بن زين والغرفة وتريس، والحصون الكثيرية كلها التي تثع في غرب العاصمة سيئون، دون أن يعترض طريقها أحداً، وفي هذا خطوة ايجابية عدها بعض الباحثين في الموضوع سهلت الوصول للعاصمة الكثيرية سيئون التي أحاطوا بها من الغرب والشرق حتى تقدمت قوات الثوار من جهة تريم وتاربة التي تمركزت فيها من قبل حيث كان بعضاً من أفراد الجبهة القومية المنتمين لقبيلة العوامر وبني ظنه وهم حلفاء للسلطنة الكثيرية ، قد شاركوا في التفاوض بين من يمثل الجبهة القومية من جهة والسلطنة الكثيرية من جهة أخرى ، الذي أسفر في الأخير عن التسليم دون أن تسفك أيضاً قطرة دم واحدة وأسهم في ذلك التفاوض ونجاحه الشخصية الوطنية البارزة " فيصل بن شملان "رحمه الله وبحسب وثيقة التسليم فقد مثل الجبهة القومية كلً من فيصل بن شملان وعباس العيدروس وصالح سالم الصيعري ،ويحي عبد الرحمن السقاف ،فيما مثل السلطنة الكثيرية عبد الله بن عبد العزيز سكرتير الدولة الكثيرية وكمال علي الكثيري أخو السلطان حسين بن علي الكثيري المتوفي في المملكة العربية السعودية رحمه الله والمساعد الإداري للسلطنة وصالح بن سلعان قائد الشرطة العسكرية الكثيرية .

ومنذ الساعة الثانية والنصف من يوم الثاني من أكتوبر 1967م ،أصبحت سيئون والمناطق التي كانت تابعة للسلطنة الكثيرية تحت سيطرة الجبهة القومية ورفع علمها فوق القصر السلطاني .

وقد شارك في الاستيلاء من الجبهة القومية عدد من قادة الجبهة القومية مدنيين وعسكريين أصبح البعض منهم مسؤلين تنظيميين وحكوميين في سيئون مثل الأستاذ سالم محمد تومة والأستاذ محمود صقران وعلي العامري وقيس التميمي وعبد القادر ناصر العامري وجعفر بن هشان الحبشي وعباس العيدروس ، وغيرهم من الصف الأول في الجبهة في حضرموت ،وأما على مدن غرب وادي حضرموت منهم فرج بن سعدون وسالم محمد جبران ومحمد احمد شماخ وعلي الاعوش وسالم ديان ومحمد بامبارك وبخيت بن سويد وسلطان بن ثابت وعمر بن مزروع وآخرون .

وأصبح الكثيرمنهم في مراحل أعقبت هذه الفترة قادة ومأمؤرين ومسؤلين في قطاعات مختلفة في مديريات ومراكز وادي حضرموت .

أضف إلى ذلك من تقلد وزارات ومسؤليات ومناصب علياعلى مستوى الجنوب من الرعيل الأول للثورة.

هذا نموذج للواقع ،وصورة مؤكدة من تاريخ مضى عليه زمناً طويلاً ، لازال البعض ممن عاشه أحياء يرزقون ،فلما نصور للأجيال التي لم تشهده أمراً يخالف الواقع متبعين الوهم وهذه هي الحقيقة .

كتب: *حسين صالح بن سلمان
باحث في الشأن الحضرمي