#مقالات
من التدرج الى.... التدحرج ⬇️
حفاظاً على السلام العالمي امنعوا العنف والتطرف.
هكذا, بهذا المصطلح المقبول بدأت الحملة العالمية ضد فريضة الجهاد في سبيل الله القائمة على "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين".
ثم استغلوا وصنعوا وغذوا الجهل بالدين في صناعة الإرهاب الاستثماري المرفوض المحرم شرعاً وظهر مصطلح جديد اسمه الإرهاب، استعمل لكل مظاهر المقاومة حتى لو كانت ضد المحتل في العراق أو فلسطين.
وتفاعلنا مع هذا المصطلح حتى وصل الأمر أن غيرت حركات الجهاد اسمها إلى حركات المقاومة.
وبدأنا نخبئ بعض آيات القرآن في خطاباتنا العامة التي نصت على الجهاد.
ثم امتد عقد النخاسة الدولي المبرم مع بعض المنافقين والمرضى إلى المناهج الدراسية فحذف الجهاد وأحكامه وآياته من المناهج الدراسية.
ولما كانت باقية في القرآن المحفوظ وفي صدور الذين أوتوا العلم "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
هنا بدأت حملة محمومة على محاربة العلماء ومراكز العلم وجامعاته ومحاصرة إمداداته ومنع وصول العلماء إلى المناصب القيادية في الدولة والأحزاب.
وهذا هو جزء من الواقع الذي نعيشه الآن.. إقصاء العلماء من كل شيء، وفي التوظيف كذلك.
لكن هل سيظنون أن العلماء سيعزفون ويحاصرون؟ من ظن هذا فهو واهم؛ لأن أشد ما يكون العالم اقتراباً من الله وخدمة لدينه هو وقت الشدائد وهنا ستبدأ حركة العلماء في أخذ القيادة الشعبية والوطنية من جديد.
ماذا بعد كل هذا، هل رضيتم؟ قالوا: لا.
إذاً فليستمر التدحرج..
ظهر دعاة الردة باسم الحرية، ولما كانت السنة تذبحهم كفروا بها، فظهر من يسمون "بالكفار بالحديث" وهؤلاء قطعاً هم من قطاع الصلاة ومناع الزكاة والحج ومرتكبي الجرائم؛ لأن القرآن لم يفصل أحكامها وفصلت ذلك السنة، حتى قال أحدهم الزاني هو الذي يكرر الفعل كثيرا أما مرة ومرتين فلا، وهكذا الشارب والسارق والقاتل.. انظر كيف هدموا الدين، إنهم مرتزقة منافقون عملاء.
وفي مسألة الردة، لن أكلف نفسي أن أستدل عليهم بالسنة التي بلغت نصوصها في قتل المرتدقرابة عشرين حديثا حسب تتبعي
بل سأستدل بالقرآن، أما الردة فقوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
أي فلن يقبل منه في الدنيا لا رسمياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً ولا فكرياً ولا اعتناقاً ولا دعوة، هذا هو ما يعطيه لفظ "فلن يقبل منه"؛
لأن حذف المتعلقات يدل على عموم الحكم.
قال لي أحدهم: هذا في الآخرة قلت له: أكمل الآية نفسها "وهو في الآخرة من الخاسرين" هذا هو حكم الآخرة، فالأول حكم في الدنيا.
أما قتاله وقتله بعد إقامة الحجة عليه قضاء فدليله من القرآن "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"، فأمر بقتالهم دفعاً للفتنة، والمرتد كافر صاحب فتنة؛ لأنه فتن الناس والمجتمع ونفسه وأسرته وجلساءه، لا حل إلا بإنهاء الفتنة إما بالتوبة أو القتل.
قال لي أحدهم: لم يذكر الله في آية الردة إلا الحكم بكفرهم "من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر.."،
قلت: ولم يذكر الله حكم القصاص في آية قتل العمد العدوان "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم" وذكره في موضع آخر.
وكذلك الردة حكم الله بكفره، وملأ القرآن بأحكام الكفار أهل الفتنة وهذا منهم "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
ثم لم يتوقف التدحرج في التنازلات، وبقي لنا حفظ العرض، فهاجمونا.
لماذا لا تلبس المرأة ما تشاء بين الشباب
التطور هو أن تخلع أن تلبس بين سرة وركبة، أن تكون مضيفة طيران، أن تكون دعائية إعلانية، كل هذا باسم الحرية!!
لماذا صادرتم حرية مجتمع وشعب بأسره ملتزم بالحشمة وستر السوآت، ولماذا لا تجعلون الحشمة حرية أم أنكم ديكتاتوريون هنا، فالحرية أن ترضوا عنا.
ثم قالوا: دعوا المرأة تشارك في السياسات، قلنا: ومن منعها، فلتنافس كما نافست زوجة كلينتون، ثم قال الشعب كلمته في بلاد الحرية المنحرفة، قالوا: لا، المرأة هنا تجعل لها نسبة 30% أو...، قلنا هذه ليست حرية، أتركوها تنافس،
المهم "الكوتا والصميل" ومع السعي الحثيث المتسارع لن يرضوا حتى الآن.
فظهر ما يسمى فصل السياسة عن الدين أو الدولة المدنية الحديثة، قلنا: هل هي تعارض الإسلام؟ قالوا: لا. قلنا: إذا ضعوا بمرجعية الإسلام وها قد وضعتها مصر أم الدنيا "دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية" قبل الانقلاب طبعا
. قالوا: لا، قلنا: ما السبب؟ قالوا: حقيقة لا دين مع السياسة.
قلنا: سياسة النفاق صدقت، لكن سياسة البناء والعدل والحريات والمساواة والجهاد ونصرة المظلوم والنهضة الشاملة هي من ديننا،
فاذهبوا أيها المنافقون إلى دول الكفر؛ لأنهم معكم أما نحن فلن نفرط في ثورتنا وديننا ودولتنا المدنية الحديثة المسلمة التي تتبع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يتبع 👇👇👇
من التدرج الى.... التدحرج ⬇️
حفاظاً على السلام العالمي امنعوا العنف والتطرف.
هكذا, بهذا المصطلح المقبول بدأت الحملة العالمية ضد فريضة الجهاد في سبيل الله القائمة على "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إنه لا يحب المعتدين".
ثم استغلوا وصنعوا وغذوا الجهل بالدين في صناعة الإرهاب الاستثماري المرفوض المحرم شرعاً وظهر مصطلح جديد اسمه الإرهاب، استعمل لكل مظاهر المقاومة حتى لو كانت ضد المحتل في العراق أو فلسطين.
وتفاعلنا مع هذا المصطلح حتى وصل الأمر أن غيرت حركات الجهاد اسمها إلى حركات المقاومة.
وبدأنا نخبئ بعض آيات القرآن في خطاباتنا العامة التي نصت على الجهاد.
ثم امتد عقد النخاسة الدولي المبرم مع بعض المنافقين والمرضى إلى المناهج الدراسية فحذف الجهاد وأحكامه وآياته من المناهج الدراسية.
ولما كانت باقية في القرآن المحفوظ وفي صدور الذين أوتوا العلم "بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم".
هنا بدأت حملة محمومة على محاربة العلماء ومراكز العلم وجامعاته ومحاصرة إمداداته ومنع وصول العلماء إلى المناصب القيادية في الدولة والأحزاب.
وهذا هو جزء من الواقع الذي نعيشه الآن.. إقصاء العلماء من كل شيء، وفي التوظيف كذلك.
لكن هل سيظنون أن العلماء سيعزفون ويحاصرون؟ من ظن هذا فهو واهم؛ لأن أشد ما يكون العالم اقتراباً من الله وخدمة لدينه هو وقت الشدائد وهنا ستبدأ حركة العلماء في أخذ القيادة الشعبية والوطنية من جديد.
ماذا بعد كل هذا، هل رضيتم؟ قالوا: لا.
إذاً فليستمر التدحرج..
ظهر دعاة الردة باسم الحرية، ولما كانت السنة تذبحهم كفروا بها، فظهر من يسمون "بالكفار بالحديث" وهؤلاء قطعاً هم من قطاع الصلاة ومناع الزكاة والحج ومرتكبي الجرائم؛ لأن القرآن لم يفصل أحكامها وفصلت ذلك السنة، حتى قال أحدهم الزاني هو الذي يكرر الفعل كثيرا أما مرة ومرتين فلا، وهكذا الشارب والسارق والقاتل.. انظر كيف هدموا الدين، إنهم مرتزقة منافقون عملاء.
وفي مسألة الردة، لن أكلف نفسي أن أستدل عليهم بالسنة التي بلغت نصوصها في قتل المرتدقرابة عشرين حديثا حسب تتبعي
بل سأستدل بالقرآن، أما الردة فقوله تعالى "ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين"
أي فلن يقبل منه في الدنيا لا رسمياً ولا شعبياً ولا مجتمعياً ولا فكرياً ولا اعتناقاً ولا دعوة، هذا هو ما يعطيه لفظ "فلن يقبل منه"؛
لأن حذف المتعلقات يدل على عموم الحكم.
قال لي أحدهم: هذا في الآخرة قلت له: أكمل الآية نفسها "وهو في الآخرة من الخاسرين" هذا هو حكم الآخرة، فالأول حكم في الدنيا.
أما قتاله وقتله بعد إقامة الحجة عليه قضاء فدليله من القرآن "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة"، فأمر بقتالهم دفعاً للفتنة، والمرتد كافر صاحب فتنة؛ لأنه فتن الناس والمجتمع ونفسه وأسرته وجلساءه، لا حل إلا بإنهاء الفتنة إما بالتوبة أو القتل.
قال لي أحدهم: لم يذكر الله في آية الردة إلا الحكم بكفرهم "من يرتد منكم عن دينه فيمت وهو كافر.."،
قلت: ولم يذكر الله حكم القصاص في آية قتل العمد العدوان "ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم" وذكره في موضع آخر.
وكذلك الردة حكم الله بكفره، وملأ القرآن بأحكام الكفار أهل الفتنة وهذا منهم "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة".
ثم لم يتوقف التدحرج في التنازلات، وبقي لنا حفظ العرض، فهاجمونا.
لماذا لا تلبس المرأة ما تشاء بين الشباب
التطور هو أن تخلع أن تلبس بين سرة وركبة، أن تكون مضيفة طيران، أن تكون دعائية إعلانية، كل هذا باسم الحرية!!
لماذا صادرتم حرية مجتمع وشعب بأسره ملتزم بالحشمة وستر السوآت، ولماذا لا تجعلون الحشمة حرية أم أنكم ديكتاتوريون هنا، فالحرية أن ترضوا عنا.
ثم قالوا: دعوا المرأة تشارك في السياسات، قلنا: ومن منعها، فلتنافس كما نافست زوجة كلينتون، ثم قال الشعب كلمته في بلاد الحرية المنحرفة، قالوا: لا، المرأة هنا تجعل لها نسبة 30% أو...، قلنا هذه ليست حرية، أتركوها تنافس،
المهم "الكوتا والصميل" ومع السعي الحثيث المتسارع لن يرضوا حتى الآن.
فظهر ما يسمى فصل السياسة عن الدين أو الدولة المدنية الحديثة، قلنا: هل هي تعارض الإسلام؟ قالوا: لا. قلنا: إذا ضعوا بمرجعية الإسلام وها قد وضعتها مصر أم الدنيا "دولة مدنية حديثة بمرجعية إسلامية" قبل الانقلاب طبعا
. قالوا: لا، قلنا: ما السبب؟ قالوا: حقيقة لا دين مع السياسة.
قلنا: سياسة النفاق صدقت، لكن سياسة البناء والعدل والحريات والمساواة والجهاد ونصرة المظلوم والنهضة الشاملة هي من ديننا،
فاذهبوا أيها المنافقون إلى دول الكفر؛ لأنهم معكم أما نحن فلن نفرط في ثورتنا وديننا ودولتنا المدنية الحديثة المسلمة التي تتبع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
يتبع 👇👇👇
هذه مجموعة هاشتاجات القناة لمن اراد البحث في منشورات القناة من حين تآسيسها
#سلسلة_تاريخ_الدولة_الأموية
#تاريخ_الدولة_الأموية
#سلسلة_الاندلس
#عظماء_ألاسلام
#كتب_تاريخية
#حوادث_ووقائع_تاريخية
#أناشيد
#معارك_ألاسلام_الخالدة
#معلومة_تاريخية
#تطبيقات_تاريخية
#معالم_تاريخية
#دراسة_التاريخ
#مراجعات_تاريخية
#مقالات
★★★★★★★★★★★★★★★★★
@tarhia الموسوعة التاريخية
#سلسلة_تاريخ_الدولة_الأموية
#تاريخ_الدولة_الأموية
#سلسلة_الاندلس
#عظماء_ألاسلام
#كتب_تاريخية
#حوادث_ووقائع_تاريخية
#أناشيد
#معارك_ألاسلام_الخالدة
#معلومة_تاريخية
#تطبيقات_تاريخية
#معالم_تاريخية
#دراسة_التاريخ
#مراجعات_تاريخية
#مقالات
★★★★★★★★★★★★★★★★★
@tarhia الموسوعة التاريخية
كافة هاشتاج القناة ⇩⇩⇩
#سلسلة_تاريخ_الدولة_الأموية
#تاريخ_الدولة_الأموية
#سلسلة_الاندلس
#سلسلة_حقبة_من_التاريخ
#عظماء_ألاسلام
#كتب_تاريخية
#حوادث_ووقائع_تاريخية
#أناشيد
#معارك_ألاسلام_الخالدة
#معلومة_تاريخية
#رسولنا_محمد_رحمة_للعالمين
#طلبات_الاعضاء
#تطبيقات_تاريخية
#معالم_تاريخية
#دراسة_التاريخ
#مراجعات_تاريخية
#مقالات
#سلسلة_تاريخ_الدولة_الأموية
#تاريخ_الدولة_الأموية
#سلسلة_الاندلس
#سلسلة_حقبة_من_التاريخ
#عظماء_ألاسلام
#كتب_تاريخية
#حوادث_ووقائع_تاريخية
#أناشيد
#معارك_ألاسلام_الخالدة
#معلومة_تاريخية
#رسولنا_محمد_رحمة_للعالمين
#طلبات_الاعضاء
#تطبيقات_تاريخية
#معالم_تاريخية
#دراسة_التاريخ
#مراجعات_تاريخية
#مقالات
#مقالات
للكاتب والمفكر الاسلامي /
محمد أحمد الراشد ..
.
.
العقائــد البــاردة : جدل السلفية والأشاعرة
في الوقت الذي كان فيه محمد الفاتح يحشو مدافعه بالبارود ليدك على البيزنطيين حصون القسطنطينية، كان علماؤها ومفكروها داخل المدينة منهمكين في نقاش حار عن جنس الملائكة هل هم ذكران أم إناث وعن حجم إبليس هل هو تسعه غرفة أم دار ؟ وهل يسوع المسيح في أصله بشر أم إله أم مزيج منهما؟! دكَّ الفاتحُ أسوار المدينة وأوطأ قوائم فرسه قلب المدينة وقتل الإمبراطور البيزنطي، لكن المعلومة المهمة التي لم ينقلها لنا المؤرخون: هل انتهى القوم إلى نتيجة وحُسم الخلاف في تلك المسائل "المصيرية" أم بقيت معلّقة ؟
تلك هي العقيدة الباردة التي لم تحمل المعتنقين لتلك العقائد أن يدفعوا عن مدينتهم أو يصونوا حريمهم من الأسر والسبي.
ترن في ذهني هذه القصة وأنا أتابع الجدل القائم حول مؤتمر الشيشان الذي ذهبت إليه علماء العالم الإسلامي ليكونوا فيه ضيوفًا على بوتين الذي يدك طيرانه حلبًا وجاراتها ليحرروا لنا مفهوم السنة و الجماعة.
وهل تركت لنا عمائم بشار والسيسي التي تصدرت المؤتمر جماعة؟ لقد كان ضيوف المؤتمر أقعد الناس عن نصرة شعوبهم حين خرجت تطلب التحرر من الطغيان و البطش والتفوا حول أرباب الاستبداد خاذلين للأمة.
في الطرف الآخر انتفض علماء الخليج من السلفية بعد تصدير بيان المؤتمر باستبعادهم من مفهوم السنة والجماعة منددين بصدع كلمة المسلمين وتفريق الشمل، والطريف أن أعلام السلفية في الخليج كانوا قد حسموا هذه المسألة منذ زمن فأخرجوا الأشاعرة والماتريدية من مسمى أهل السنة لتتفرد به السلفية.
هذه العقائد الباردة التي تعلمناها على طريقة الجدل البارد، حيثُ نشأت سلفيًا ثم درست عقيدة الأشاعرة لاحقًا فكنا نتناقش عن الصفات الفعلية لله عز وجل، ونقضي ساعاتٍ من الليل في جدل ومراء هل نزول الله عز وجل في حديث "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" نزول حقيقي أم مجازي، فيرهقنا الكلام فننام ولا يقوم أحدُ منا ليصلي ركعات يدعو فيها الله ويستقبل عرضه المغري.
ما زال الأشاعرة والسلفية إلى اليوم يتناقشون في استواء الله عز وجل على العرش هل هو على الحقيقة أم المجاز، ولما اهتزت العروش الأرضية سارع كثير من الأشاعرة في تثبيتها و انفردت السلفية في الخليج بالدعاء بدوامها لأصحابها والتعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن حقيقة كانت أو مجازًا في خيالاتهم.
لقد كانت هذه العقائد الباردة مرنة للغاية في أيد معتنقيها الجبناء، فمن هرب من التأويل في الصفات أغرق في تأويل خيانات المستبدين و جرائمهم بحق المسلمين، وعاد أصحاب التأويل في الشام ومصر يتمسكون بنصوص الطاعة آخذين بحرفيتها.
يحسُن عند هؤلاء العلماء الباردين أن يستمر مثل هذا الجدل فبه يحتفظون بمكانتهم ويستخدمون ما يحسنونه من الثرثرة، وحين تدق ساعة الحقيقة وتسطع شمس المبادئ، يعودون إلى كهوفهم ويتركون العامة لمصائرها.
ألا فليعلم أصحاب العمائم: ما لم تكن أشعريتكم كأشعرية العز بن عبدالسلام مع المستبدين، وأشعرية صلاح الدين مع الصليبيين، أو سلفية ابن تيمية في جهاده، وسلفية الذهبي في إنصافه. فاعلموا أن عقيدتكم الباردة تسرُ اليهودي الغاصب، والصليبي المستعمر.
🌹 @tarhia 🌹
للكاتب والمفكر الاسلامي /
محمد أحمد الراشد ..
.
.
العقائــد البــاردة : جدل السلفية والأشاعرة
في الوقت الذي كان فيه محمد الفاتح يحشو مدافعه بالبارود ليدك على البيزنطيين حصون القسطنطينية، كان علماؤها ومفكروها داخل المدينة منهمكين في نقاش حار عن جنس الملائكة هل هم ذكران أم إناث وعن حجم إبليس هل هو تسعه غرفة أم دار ؟ وهل يسوع المسيح في أصله بشر أم إله أم مزيج منهما؟! دكَّ الفاتحُ أسوار المدينة وأوطأ قوائم فرسه قلب المدينة وقتل الإمبراطور البيزنطي، لكن المعلومة المهمة التي لم ينقلها لنا المؤرخون: هل انتهى القوم إلى نتيجة وحُسم الخلاف في تلك المسائل "المصيرية" أم بقيت معلّقة ؟
تلك هي العقيدة الباردة التي لم تحمل المعتنقين لتلك العقائد أن يدفعوا عن مدينتهم أو يصونوا حريمهم من الأسر والسبي.
ترن في ذهني هذه القصة وأنا أتابع الجدل القائم حول مؤتمر الشيشان الذي ذهبت إليه علماء العالم الإسلامي ليكونوا فيه ضيوفًا على بوتين الذي يدك طيرانه حلبًا وجاراتها ليحرروا لنا مفهوم السنة و الجماعة.
وهل تركت لنا عمائم بشار والسيسي التي تصدرت المؤتمر جماعة؟ لقد كان ضيوف المؤتمر أقعد الناس عن نصرة شعوبهم حين خرجت تطلب التحرر من الطغيان و البطش والتفوا حول أرباب الاستبداد خاذلين للأمة.
في الطرف الآخر انتفض علماء الخليج من السلفية بعد تصدير بيان المؤتمر باستبعادهم من مفهوم السنة والجماعة منددين بصدع كلمة المسلمين وتفريق الشمل، والطريف أن أعلام السلفية في الخليج كانوا قد حسموا هذه المسألة منذ زمن فأخرجوا الأشاعرة والماتريدية من مسمى أهل السنة لتتفرد به السلفية.
هذه العقائد الباردة التي تعلمناها على طريقة الجدل البارد، حيثُ نشأت سلفيًا ثم درست عقيدة الأشاعرة لاحقًا فكنا نتناقش عن الصفات الفعلية لله عز وجل، ونقضي ساعاتٍ من الليل في جدل ومراء هل نزول الله عز وجل في حديث "ينزل ربنا تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له، حتى ينفجر الفجر" نزول حقيقي أم مجازي، فيرهقنا الكلام فننام ولا يقوم أحدُ منا ليصلي ركعات يدعو فيها الله ويستقبل عرضه المغري.
ما زال الأشاعرة والسلفية إلى اليوم يتناقشون في استواء الله عز وجل على العرش هل هو على الحقيقة أم المجاز، ولما اهتزت العروش الأرضية سارع كثير من الأشاعرة في تثبيتها و انفردت السلفية في الخليج بالدعاء بدوامها لأصحابها والتعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن حقيقة كانت أو مجازًا في خيالاتهم.
لقد كانت هذه العقائد الباردة مرنة للغاية في أيد معتنقيها الجبناء، فمن هرب من التأويل في الصفات أغرق في تأويل خيانات المستبدين و جرائمهم بحق المسلمين، وعاد أصحاب التأويل في الشام ومصر يتمسكون بنصوص الطاعة آخذين بحرفيتها.
يحسُن عند هؤلاء العلماء الباردين أن يستمر مثل هذا الجدل فبه يحتفظون بمكانتهم ويستخدمون ما يحسنونه من الثرثرة، وحين تدق ساعة الحقيقة وتسطع شمس المبادئ، يعودون إلى كهوفهم ويتركون العامة لمصائرها.
ألا فليعلم أصحاب العمائم: ما لم تكن أشعريتكم كأشعرية العز بن عبدالسلام مع المستبدين، وأشعرية صلاح الدين مع الصليبيين، أو سلفية ابن تيمية في جهاده، وسلفية الذهبي في إنصافه. فاعلموا أن عقيدتكم الباردة تسرُ اليهودي الغاصب، والصليبي المستعمر.
🌹 @tarhia 🌹