#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس3
📌 (( الفتوحات الإسلامية ... لماذا .. ؟!! )) ⚡
* و لماذا الحروب ، و الدموية ، و الغزو .. ؟!!
.. ، و لماذا لم ينتشر الإسلام بالحب و السلام .. ؟!!
.. لنجيب عن مثل هذه الأسئلة .. أو قل ( الشبهات ) .. التي يلقي بها أعداء الإسلام على مسامع شبابنا من وقت لآخر يجب علينا أولا أن نستوعب حقيقة الأوضاع السائدة قديما حينما كانت كل الشعوب مقهورة بحكم طواغيت العالم الذين كانوا يهيمنون ( بقوتهم ) على كل مقدرات تلك الشعوب و يمنعون عنهم كافة الحريات الإنسانية حتى حرية الاعتقاد ، فلم يكن مسموحا لأبناء تلك الشعوب المقهورة أن يعتنقوا ديانة تختلف عن ديانة ملوكهم ( و عصر الاضطهاد الأعظم و ما وقع فيه من مذابح و اعتقالات للأقباط في مصر على أيدي حكامهم من الرومان خير شاهد على ذلك ) ..
.. ، فلا تتصور أن يأتي المسلمون ليستأذنوا هؤلاء الطواغيت لينشروا الإسلام في بلادهم بالطرق السلمية ، فيقولون لهم :
( تفضلوا .. على الرحب و السعة ) .. ، فهذا لم يكن يحدث نهائيا .. ، و بالتالي .. فليس أمام المسلمين إلا أحد خيارين :
* الخيار الأول : أن يبقوا في مدينتهم المنورة ينشرون الإسلام بالحب و السلام ( في أضيق نطاق ) حتى يأتي عليهم ( الدور ) فيتم استئصالهم آجلا أو عاجلا على أيدي هؤلاء الطواغيت الذين لا يتكلمون إلا بلغة واحدة فقط و هي
( لغة السلاح ) .. ، و بذلك ينقرض الإسلام تماما ... !!
.. ، و هذا طبعا ( غير مقبول ) لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء ، و دينه هو الدين الخاتم و يجب أن يصل إلى الجميع في كل أقطار الأرض ..
.. ، كما أن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها كانت تعتنق أديانا ( باطلة ) تودي بها إلى الجحيم الأبدي في الآخرة ، و ترك هؤلاء في ظلمات الكفر ( غير مقبول ) أيضا ، كما أنه يتنافى مع عقيدة المسلم الذي يؤمن بأنه ليس هناك إلا دين واحد فقط هو دين الحق ، و كل ما سواه باطل .. باطل .. باطل ..
(( إن الدين عند الله الإسلام ))
(( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
و هو في الآخرة من الخاسرين ))
.. ، و تلك هي ( النقطة المركزية ) الفارقة بين رؤية المسلم لقضية الأديان ، و بين رؤية غيره من الذين لا يرون أية غضاضة في أن يعتنق الإنسان أي دين يحبه طالما أنه إنسان محترم ذو خلق يخدم البشرية بعلمه و عمله ..
.. ، فهؤلاء غاية أمانيهم ( الدنيا ) و التمتع بها ، و مقياس الناجح عندهم هو الفوز بها ..
.. ، أما المسلم فغاية أمانيه ( الجنة ) ، و مقياس النجاح عنده في قول الله تعالى :
(( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز
، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
* أما الخيار الثاني أمام المسلمين : فهو أن يجاهدوا في سبيل الله لرفع غطاء الظلم و القمع الذي تعاني منه الشعوب فيعيدوا إليهم حرياتهم المسلوبة ، و يكون لهم حق تقرير المصير ، فيختاروا بأنفسهم دون قهر او إكراه هل يريدون الإسلام أم لا ..؟!
.. ، و كان هذا هو الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية ، فالمسلمون الفاتحون لم يقوموا بالمذابح ، و لم ينتهكوا الحرمات ، و لم يستبيحوا قتل العزل و النساء و الأطفال و الرهبان و المستضعفين ..
.. ، لم يقاتل المسلمون إلا من أصر على قتالهم و منعهم من نشر دعوتهم .. دعوة الحق .. دعوة النور ..
.. ، ثم أقام المسلمون حضارة عظيمة شهد لها العالم في كل البلاد التي فتحوها ..
.. (( و شهد شاهد من أهلها .. )) ..
.. ، فهذا المؤرخ الغربي الغير مسلم ( جوزوف كيب ) ينصف الفتح الإسلامي للأندلس فيقول في كتابه
( مدنية المسلمين في أسبانيا ) :
(( .. إذا أمعننا النظر في تاريخ أسبانيا نجد عصر العرب و الإسلام كان نورا بين ظلامين ، و سعادة بين شقائين ..
.. ، و قد مضت حتى الآن خمسة قرون و نصف و لا نزال نمني أنفسنا بما أدركناه من السعادة على أيدي العرب ، و من أجل ذلك وجب على كل من عنده علم بالتاريخ أن يرد باطل هؤلاء المفترين الذين لا ينصفون العرب ، و أن يلقموهم أحجارا و يلطموهم بالحقائق التاريخية لطمات تأتي على شبهاتهم من جذورها .. ))
... ، و لا تغتروا بتلك الحريات الكلامية و الإعلامية التي يبيحها الغرب في زماننا ، و التي فتن بها الكثيرون فظنوا أن الإسلام يمكنه أن يصل إلى ( العزة و التمكين ) من خلال تلك الحرية الكلامية المزعومة عندهم ، فالغرب لم يسمح للمسلمين بذلك إلا لأنهم أقليات مستضعفة عندهم ، و لكنهم إذا شعروا بأية قوة تدب في جسد الإسلام الواهن و تهدد مصالحهم و سياساتهم فسيكون تعاملهم مع المسلمين مختلفا تماما ..
.. ، و انظر إلى ما حدث و يحدث في البلاد الإسلامية من القمع و المذابح تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) .. !!
.. ، و ما يحدث الآن في ( فرنسا ) ليس منا ببعيد ..
.. ، و النماذج كثيرة لا تعد و لا تحصى ..
.. و لا حول و لا قوة إلا با
#خلافة_الوليد ........ #فتح_الأندلس3
📌 (( الفتوحات الإسلامية ... لماذا .. ؟!! )) ⚡
* و لماذا الحروب ، و الدموية ، و الغزو .. ؟!!
.. ، و لماذا لم ينتشر الإسلام بالحب و السلام .. ؟!!
.. لنجيب عن مثل هذه الأسئلة .. أو قل ( الشبهات ) .. التي يلقي بها أعداء الإسلام على مسامع شبابنا من وقت لآخر يجب علينا أولا أن نستوعب حقيقة الأوضاع السائدة قديما حينما كانت كل الشعوب مقهورة بحكم طواغيت العالم الذين كانوا يهيمنون ( بقوتهم ) على كل مقدرات تلك الشعوب و يمنعون عنهم كافة الحريات الإنسانية حتى حرية الاعتقاد ، فلم يكن مسموحا لأبناء تلك الشعوب المقهورة أن يعتنقوا ديانة تختلف عن ديانة ملوكهم ( و عصر الاضطهاد الأعظم و ما وقع فيه من مذابح و اعتقالات للأقباط في مصر على أيدي حكامهم من الرومان خير شاهد على ذلك ) ..
.. ، فلا تتصور أن يأتي المسلمون ليستأذنوا هؤلاء الطواغيت لينشروا الإسلام في بلادهم بالطرق السلمية ، فيقولون لهم :
( تفضلوا .. على الرحب و السعة ) .. ، فهذا لم يكن يحدث نهائيا .. ، و بالتالي .. فليس أمام المسلمين إلا أحد خيارين :
* الخيار الأول : أن يبقوا في مدينتهم المنورة ينشرون الإسلام بالحب و السلام ( في أضيق نطاق ) حتى يأتي عليهم ( الدور ) فيتم استئصالهم آجلا أو عاجلا على أيدي هؤلاء الطواغيت الذين لا يتكلمون إلا بلغة واحدة فقط و هي
( لغة السلاح ) .. ، و بذلك ينقرض الإسلام تماما ... !!
.. ، و هذا طبعا ( غير مقبول ) لأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء ، و دينه هو الدين الخاتم و يجب أن يصل إلى الجميع في كل أقطار الأرض ..
.. ، كما أن تلك الشعوب المغلوبة على أمرها كانت تعتنق أديانا ( باطلة ) تودي بها إلى الجحيم الأبدي في الآخرة ، و ترك هؤلاء في ظلمات الكفر ( غير مقبول ) أيضا ، كما أنه يتنافى مع عقيدة المسلم الذي يؤمن بأنه ليس هناك إلا دين واحد فقط هو دين الحق ، و كل ما سواه باطل .. باطل .. باطل ..
(( إن الدين عند الله الإسلام ))
(( و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه
و هو في الآخرة من الخاسرين ))
.. ، و تلك هي ( النقطة المركزية ) الفارقة بين رؤية المسلم لقضية الأديان ، و بين رؤية غيره من الذين لا يرون أية غضاضة في أن يعتنق الإنسان أي دين يحبه طالما أنه إنسان محترم ذو خلق يخدم البشرية بعلمه و عمله ..
.. ، فهؤلاء غاية أمانيهم ( الدنيا ) و التمتع بها ، و مقياس الناجح عندهم هو الفوز بها ..
.. ، أما المسلم فغاية أمانيه ( الجنة ) ، و مقياس النجاح عنده في قول الله تعالى :
(( فمن زحزح عن النار و أدخل الجنة فقد فاز
، و ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ))
* أما الخيار الثاني أمام المسلمين : فهو أن يجاهدوا في سبيل الله لرفع غطاء الظلم و القمع الذي تعاني منه الشعوب فيعيدوا إليهم حرياتهم المسلوبة ، و يكون لهم حق تقرير المصير ، فيختاروا بأنفسهم دون قهر او إكراه هل يريدون الإسلام أم لا ..؟!
.. ، و كان هذا هو الهدف من وراء الفتوحات الإسلامية ، فالمسلمون الفاتحون لم يقوموا بالمذابح ، و لم ينتهكوا الحرمات ، و لم يستبيحوا قتل العزل و النساء و الأطفال و الرهبان و المستضعفين ..
.. ، لم يقاتل المسلمون إلا من أصر على قتالهم و منعهم من نشر دعوتهم .. دعوة الحق .. دعوة النور ..
.. ، ثم أقام المسلمون حضارة عظيمة شهد لها العالم في كل البلاد التي فتحوها ..
.. (( و شهد شاهد من أهلها .. )) ..
.. ، فهذا المؤرخ الغربي الغير مسلم ( جوزوف كيب ) ينصف الفتح الإسلامي للأندلس فيقول في كتابه
( مدنية المسلمين في أسبانيا ) :
(( .. إذا أمعننا النظر في تاريخ أسبانيا نجد عصر العرب و الإسلام كان نورا بين ظلامين ، و سعادة بين شقائين ..
.. ، و قد مضت حتى الآن خمسة قرون و نصف و لا نزال نمني أنفسنا بما أدركناه من السعادة على أيدي العرب ، و من أجل ذلك وجب على كل من عنده علم بالتاريخ أن يرد باطل هؤلاء المفترين الذين لا ينصفون العرب ، و أن يلقموهم أحجارا و يلطموهم بالحقائق التاريخية لطمات تأتي على شبهاتهم من جذورها .. ))
... ، و لا تغتروا بتلك الحريات الكلامية و الإعلامية التي يبيحها الغرب في زماننا ، و التي فتن بها الكثيرون فظنوا أن الإسلام يمكنه أن يصل إلى ( العزة و التمكين ) من خلال تلك الحرية الكلامية المزعومة عندهم ، فالغرب لم يسمح للمسلمين بذلك إلا لأنهم أقليات مستضعفة عندهم ، و لكنهم إذا شعروا بأية قوة تدب في جسد الإسلام الواهن و تهدد مصالحهم و سياساتهم فسيكون تعاملهم مع المسلمين مختلفا تماما ..
.. ، و انظر إلى ما حدث و يحدث في البلاد الإسلامية من القمع و المذابح تحت شعار ( الحرب ضد الإرهاب ) .. !!
.. ، و ما يحدث الآن في ( فرنسا ) ليس منا ببعيد ..
.. ، و النماذج كثيرة لا تعد و لا تحصى ..
.. و لا حول و لا قوة إلا با
#زمن_العزة
#خلافة_الوليد ..... #فتح_الأندلس4
📌 (( معركة وادي لكة )) ✨
* وادي لكة أو ( وادي برباط ) هو ذلك الوادي الذي اختاره طارق بن زياد في جنوب الأندلس ليكون أرضا لمعركته مع لذريق جنوده .. ، و كان في الوادي جبل شاهق أراد طارق أن يحمي به ظهر و ميمنة جيشه حتى لا يتم تطويقه .. ، و فيه بحيرة جعلها طارق تأمينا لميسرته ..
.. ، ثم صف صفوفه و تجهز للقتال ، و كلف طريف بن مالك أن يكون قائدا على فرقة تحمي مؤخرة الجيش ..
.. ، و جاء لذريق ملك القوط بجيشه الجرار إلى أرض المعركة .. و كان في أبهى زينته .. يلبس تاجه الذهبي و ثيابه المرصعة بالجواهر و يجلس على عرشه المحلى بالذهب محمولا فوق عربة تجرها البغال ، و كأنه قد أتى لحضور حفل زفاف ابنة أخيه ... !!!
.. ، و أحضر لذريق معه أعدادا كبيرة من الحبال الغليظة على ظهور البغال .. ، فقد كان يتصور أنها ستكون نزهة صيد قصيرة في البرية يقتنص فيها شراذم المسلمين الذين تجرأوا على غزو بلاده ، ثم يقيدهم بتلك الحبال ليعود بهم عبيدا في مملكته ... !!!
.. لذريق المجرم كان يعيش في هذا النعيم بينما كان شعبه يعيش في فقر مدقع و في ذل بسبب الضرائب الباهظة التي كان لذريق يكسر بها ظهورهم .. !!
................. ............... ..............
(( رمضان .. شهر الفتوحات و الانتصارات ))
.. ، ففي 28 من رمضان سنة 92 هجرية بدأت واحدة من أعظم و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي ..
(( معركة وادي برباط )) أو (( وادي لكة )) .. ، فهي لا تقل أهمية عن معركتي (( القادسية و اليرموك )) .. ، و لكن ..
مع الأسف .. لا يعرف معظم شبابنا عنها أي شيئ .. !!!
.. المعركة لم تكن متكافئة بالمرة ..
فالمسلمون 12 ألفا فقط .. و معظمهم رجالة .. ، بينما جاء لذريق بمائة ألف مقاتل .. !!
.. و لكن ..
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، و الله مع الصابرين ))
.. ، فقد كانت جل معارك الفتوحات الإسلامية بأعداد من المسلمين أقل بكثير بكثير من أعداد أعدائهم .. ، و ذلك حتى تتجلى ( الحقيقة ) أمام أعين الجميع ..
.. حقيقة أن الإسلام هو ( دين الله ) .. فهو منصور منصور .. حتى و إن فقد المسلمون التفوق العددي و الإمكانات ..
.. انهمرت جموع القوط على أرض الوادي كالسيل الهادر ، فصمد المسلمون لهم ، و قاتلوا قتال الأبطال .. ، و أخذوا يضربون أعناق القوط حتى امتلأت أرض الوادي بأنهار من الدماء ..
.. ، و بعد قتال طويل متواصل انتهى اليوم الأول دون أن ينتصر فريق على الآخر .. ، فتأهب المسلمون ليوم جديد من القتال الدامي ..
.. ، و لكنه مر كسابقه دون أن تتحقق فيه نتيجة فاصلة .. !!
.. ، ثم كان اليوم الثالث كذلك .. !!
.. ، حتى أنهك المسلمون و كثرت جراحاتهم ، و استشهد منهم الكثير .. !!
.. ، و عند الغروب .. استطلع المسلمون الهلال .. و ثبتت الرؤية .. و جاء عيد الفطر المبارك .. ، و لكنهم في هذا العام لم يصلوا صلاة العيد مع أهلهم و أولادهم كالعادة ، و لم يتمكنوا من احتضان و تقبيل أطفالهم و تهنئة زوجاتهم .. لم يلبسوا الجديد .. إنما كان عيدهم في ثياب الحرب الملطخة بالدماء ، فقد كان عيدا دمويا عصيبا .. !!!
.. ، و انتهى القتال في عيد الفطر دون أن يتقدم المسلمون خطوة للأمام .. حتى بات القوط يتوقعون أن إبادة جيش طارق بن زياد ستكون خلال ساعات النهار المقبل ... !!!
.. ، و صبر المسلمون على القتال لليوم الخامس على التوالي .. ، ثم انتهى اليوم السادس .. ، فالسابع ..
.. ، و أصابهم الإعياء الشديد و الغم ، فلم تظهر بارقة أمل حتى تلك اللحظة .. فظنوا أنه ( الفناء ) ، فجنود القوط أعدادهم هائلة و يلبسون الحديد السابغ من أعلاهم إلى أسفلهم ، و فوق كل ذلك مدججون بأسلحة كثيفة لا قبل للمسلمين بها ... !!
............. .............. ..............
(( اليوم الثامن ))
.. ، و في اليوم الثامن حدثت المعجزة .. !!
.. فقد تمكن أحد جنود المسلمين من أن يقتل ملك القوط لذريق الخبيث .. ، فانهارت معنويات القوط و اضطربت صفوفهم و أصابهم الهلع .. ، فاستغل المسلمون الفرصة و انقضوا عليهم كالأسود الضارية ، فاستطاعوا أن يقتلوا منهم أعدادا كبيرة .. حتى اضطر الباقون منهم إلى الفرار من أرض المعركة كالجرذان المذعورة ... !!
.. ، و بعد أن استشهد ( ربع جيش المسلمين ) جاء نصر الله و الفتح .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و نفعتهم خيول القوط التي سقطت في أيديهم ، فأصبح المسلمون جميعا فرسانا .. ، فانطلق بهم البطل المغوار / طارق بن زياد مباشرة نحو الشمال .. في طريقه إلى (( طليطلة )) عاصمة الأندلس ..
.. ، و خاض طارق في طريقه سلسلة من المعارك مع جند القوط ، و لكنها كانت معارك سريعة لأن القوط كانت قلوبهم ممتلئة خوفا من المسلمين بعد ما حدث في
(( معركة وادي لكة )) ، و لذلك كانت مقاومة القوط ضعيفة
#خلافة_الوليد ..... #فتح_الأندلس4
📌 (( معركة وادي لكة )) ✨
* وادي لكة أو ( وادي برباط ) هو ذلك الوادي الذي اختاره طارق بن زياد في جنوب الأندلس ليكون أرضا لمعركته مع لذريق جنوده .. ، و كان في الوادي جبل شاهق أراد طارق أن يحمي به ظهر و ميمنة جيشه حتى لا يتم تطويقه .. ، و فيه بحيرة جعلها طارق تأمينا لميسرته ..
.. ، ثم صف صفوفه و تجهز للقتال ، و كلف طريف بن مالك أن يكون قائدا على فرقة تحمي مؤخرة الجيش ..
.. ، و جاء لذريق ملك القوط بجيشه الجرار إلى أرض المعركة .. و كان في أبهى زينته .. يلبس تاجه الذهبي و ثيابه المرصعة بالجواهر و يجلس على عرشه المحلى بالذهب محمولا فوق عربة تجرها البغال ، و كأنه قد أتى لحضور حفل زفاف ابنة أخيه ... !!!
.. ، و أحضر لذريق معه أعدادا كبيرة من الحبال الغليظة على ظهور البغال .. ، فقد كان يتصور أنها ستكون نزهة صيد قصيرة في البرية يقتنص فيها شراذم المسلمين الذين تجرأوا على غزو بلاده ، ثم يقيدهم بتلك الحبال ليعود بهم عبيدا في مملكته ... !!!
.. لذريق المجرم كان يعيش في هذا النعيم بينما كان شعبه يعيش في فقر مدقع و في ذل بسبب الضرائب الباهظة التي كان لذريق يكسر بها ظهورهم .. !!
................. ............... ..............
(( رمضان .. شهر الفتوحات و الانتصارات ))
.. ، ففي 28 من رمضان سنة 92 هجرية بدأت واحدة من أعظم و أشرس المعارك في التاريخ الإسلامي ..
(( معركة وادي برباط )) أو (( وادي لكة )) .. ، فهي لا تقل أهمية عن معركتي (( القادسية و اليرموك )) .. ، و لكن ..
مع الأسف .. لا يعرف معظم شبابنا عنها أي شيئ .. !!!
.. المعركة لم تكن متكافئة بالمرة ..
فالمسلمون 12 ألفا فقط .. و معظمهم رجالة .. ، بينما جاء لذريق بمائة ألف مقاتل .. !!
.. و لكن ..
(( كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله
، و الله مع الصابرين ))
.. ، فقد كانت جل معارك الفتوحات الإسلامية بأعداد من المسلمين أقل بكثير بكثير من أعداد أعدائهم .. ، و ذلك حتى تتجلى ( الحقيقة ) أمام أعين الجميع ..
.. حقيقة أن الإسلام هو ( دين الله ) .. فهو منصور منصور .. حتى و إن فقد المسلمون التفوق العددي و الإمكانات ..
.. انهمرت جموع القوط على أرض الوادي كالسيل الهادر ، فصمد المسلمون لهم ، و قاتلوا قتال الأبطال .. ، و أخذوا يضربون أعناق القوط حتى امتلأت أرض الوادي بأنهار من الدماء ..
.. ، و بعد قتال طويل متواصل انتهى اليوم الأول دون أن ينتصر فريق على الآخر .. ، فتأهب المسلمون ليوم جديد من القتال الدامي ..
.. ، و لكنه مر كسابقه دون أن تتحقق فيه نتيجة فاصلة .. !!
.. ، ثم كان اليوم الثالث كذلك .. !!
.. ، حتى أنهك المسلمون و كثرت جراحاتهم ، و استشهد منهم الكثير .. !!
.. ، و عند الغروب .. استطلع المسلمون الهلال .. و ثبتت الرؤية .. و جاء عيد الفطر المبارك .. ، و لكنهم في هذا العام لم يصلوا صلاة العيد مع أهلهم و أولادهم كالعادة ، و لم يتمكنوا من احتضان و تقبيل أطفالهم و تهنئة زوجاتهم .. لم يلبسوا الجديد .. إنما كان عيدهم في ثياب الحرب الملطخة بالدماء ، فقد كان عيدا دمويا عصيبا .. !!!
.. ، و انتهى القتال في عيد الفطر دون أن يتقدم المسلمون خطوة للأمام .. حتى بات القوط يتوقعون أن إبادة جيش طارق بن زياد ستكون خلال ساعات النهار المقبل ... !!!
.. ، و صبر المسلمون على القتال لليوم الخامس على التوالي .. ، ثم انتهى اليوم السادس .. ، فالسابع ..
.. ، و أصابهم الإعياء الشديد و الغم ، فلم تظهر بارقة أمل حتى تلك اللحظة .. فظنوا أنه ( الفناء ) ، فجنود القوط أعدادهم هائلة و يلبسون الحديد السابغ من أعلاهم إلى أسفلهم ، و فوق كل ذلك مدججون بأسلحة كثيفة لا قبل للمسلمين بها ... !!
............. .............. ..............
(( اليوم الثامن ))
.. ، و في اليوم الثامن حدثت المعجزة .. !!
.. فقد تمكن أحد جنود المسلمين من أن يقتل ملك القوط لذريق الخبيث .. ، فانهارت معنويات القوط و اضطربت صفوفهم و أصابهم الهلع .. ، فاستغل المسلمون الفرصة و انقضوا عليهم كالأسود الضارية ، فاستطاعوا أن يقتلوا منهم أعدادا كبيرة .. حتى اضطر الباقون منهم إلى الفرار من أرض المعركة كالجرذان المذعورة ... !!
.. ، و بعد أن استشهد ( ربع جيش المسلمين ) جاء نصر الله و الفتح .. ، و غنم المسلمون غنائم عظيمة ، و نفعتهم خيول القوط التي سقطت في أيديهم ، فأصبح المسلمون جميعا فرسانا .. ، فانطلق بهم البطل المغوار / طارق بن زياد مباشرة نحو الشمال .. في طريقه إلى (( طليطلة )) عاصمة الأندلس ..
.. ، و خاض طارق في طريقه سلسلة من المعارك مع جند القوط ، و لكنها كانت معارك سريعة لأن القوط كانت قلوبهم ممتلئة خوفا من المسلمين بعد ما حدث في
(( معركة وادي لكة )) ، و لذلك كانت مقاومة القوط ضعيفة